فى هذا الكتاب مقارنة بين: طبيعة دين ٬ وواقع أمة... اعتمدت فى شرحها على المعروف من مبادئ الإسلام ٬ والمألوف من حياة المنتمين إليه. وسوف يلمس القارئ بعد الشقة بين ما يجب أن يكون... وبين ما كان بالفعل. وسيرى أسباب هذا التفاوت كما تكشف لى من خلال مدارسة التاريخ واستنباء أطواره. وإذا كنت لم أجنح إلى سرد وقائع وإحصاء أحداث ٬ فإن وضوح الواقع أغنانى عن ذلك الجهد. وهو واقع ليس بينا فى ذهنى وحدى ٬ بل هو بين فى أذهان جمهرة المشتغلين بالشئون الإسلامية. إننا نحن المسلمين أمة كبيرة عريقة. مكثنا طوال عشرة قرون تقريبا ٬ ومكانتنا فى العالم موطدة ٬ ورسالتنا فيه مشهورة. وليست هذه القرون سواء فى ازدهارها وسنائها.. لقد كانت أخرياتها أشبه بذبالة مصباح أوشك وقوده على النفاد ٬ فهى ترتعش مع هبات النسيم ٬ ولا تبقى مع زئير العواصف. ومع تربص الأعداء وذهول المدافعين ٬ جاءت القرون الأخيرة ٬ فطوت طيا شنيعا هذه الأمة الكبيرة ٬ وفضت مجامعها ٬ ونكست راياتها ٬ وعاثت فى تراثها ٬ وفعلت به الأفاعيل...! لكن الأمة الإسلامية مزودة بدين عصى على الفناء ٬ له قدرة على تغيير الروح الهامد ٬ وتجديد الأسمال البالية... وهى ما زالت تستشفى من سقامها ٬ وتنتقل فى مراحل العافية من طور إلى طور. وتحاول أن تستعيد قواها كلها ٬ وتستأنف أداء رسالتها الأولى.
في قرية نكلا العنب التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ) ونشأة في أسرة كريمة وتربى في بيئة مؤمنة فحفظ القرآن وقرأ الحديث في منزل والده ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937م والتحق بكلية أصول الدين وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالأستاذ حسن البنا وتوثقت علاقته به وأصبح من المقربين إليه حتى إن الأستاذ البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان.
فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1941م ثم تخصص في الدعوة وحصل على درجة العالمية سنة 1943م وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.
توفي في 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.
Sheikh Muhammad Al-Ghazali lived from 1917 to 1996 in Egypt. Born Ahmad Al-Saqqa, his father nicknamed him Muhammad Al-Ghazali after the famous ninth century scholar, Abu Hamid al-Ghazali. In 1941, Muhammad Al-Ghazali graduated from al-Azhar University in Egypt, and became a leading figure in the Egyptian Muslim Brotherhood before his dismissal from its constituent body. His subsequent rise in the Egyptian Muslim jurisprudence system was accompanied by the publication of more than fifty of his works, ensuring popularity for his approaches to tafsir and his responses to modernity across the Muslim world. In the 1980s, he spent time as the head of the Islamic University academies in Mecca, Qatar, and Algeria.
حقيقة أصبح الواحد منها يمل من تكرار الحديث عن أسباب إنحطاط الأمة ، وسر تعاستها التي تزداد يوماً بعد يوم وتتعمق كلما مر الزمن على الأمة وكأن الزمان يعود للوراء لا العكس .. ولكن لابد من مواجهة تلك الحقيقة المرة التي جعلت أبناء هذا الدين في خمول تاعس وطاقات مبددة ومستقبل يُنبأ بالضياع والمزيد من التيه والضياع في عالم تزداد شوكته وتعلو همته ..
كل ذلك وكأن أمة الأسلام في معزل عن الدنيا غائبة عن الوجود، حكام ظلمة معاتيه، سياسات عقيمة، فساد أخلاقي على جميع المستويات، إنحطاط فكري عجيب، إقتصاد تحت الصفر، مجتمع مغرق بالأمراض والكسل .. كل ذلك لا يمكن أن يؤدي بك سوى للهاوية وبسرعة إنحدار خارقة لا مناص منها..
كتاب يضع بعض تلك الأسباب في ضوء تلك المرحلة، وللأسف مازالت تتكرر حتى اليوم وما من مجيب !!
يناقش الكتاب مسألة تخلف الشعوب الإسلاميّة، أسبابها وكيفية التخلص منها ويعدد لذلك أربعة أسباب أساسيّة - فساد عاطفة التدين (الفهم السلبي للنصوص الدينية) - الاستبداد السياسي (وما لحقه من تهميش الأفراد وتكميم الحريات ومنع محاولات التغيير) - غياب عقلية علمية تسلط الأوهام والخرافات على العقول - المروق الظاهر عن أغلب القواعد الإسلاميّة
من الأفكار التي أعجبتني : - الصوفية أخطأوا في العلاج لا في الفهم، كيف ؟ يمكن أن ينقلب البخيل إلى مسرف، بدل من الكرم، إذا زدات جرعة العلاج عن حدها وهكذا راح الصوفيون مثلا يزهدون الناس في الدنيا ويعددون لهم مثالبها حتى خرجت الدنيا كلها من بين أيديهم وإنما حديث الزهد يوجه لأؤلئك التجار الشجعين، والحيتان العملاقة التي تسحق الطبقات الفقيرة لتزداد هي غنى، ولا يقال رجل بالكاد يكسب قوت يومه
وكمثال آخر فقد راح الصوفية يعالجون غرور النفس عند البعض، فراح الغرور، ثم راحت عزة النفس، ثم تلاشت شخصية المسلم وعقليته الحرة في سبيل معالجة الغرور كما قالو!
- إن الرجل الانكليزي الذي اكتشف قوة البخار كان أقرب إلى فطرة الإسلام من علمائها الذين تسائلوا هي صفات الله هي عين أم ذات؟ لأن المجال الطبيعي لملكات الانسان هي الطبيعة لا الله
- الحرية من الاستبداد التي نحتاجها هي حرية الفكر لا التحرر من الاخلاق هي حرية العمل لبناء الامة لا التحرر من الملابس
- أثر الثقافات الرديئة على عقل المسلم، كأثر الطعام الرديء على بطنه، إننا بحاجة للتدقيق فيما يغذي عقولنا ومشاعرنا من مصادر معرفة، لان تراثنا مليء بما يجب التخلص منه وهذا يتضمن تغيير طريفة تعاملنا مع القرآن والسنة بالدرجة الاولى
- فالقراءة المجردة للقرآن لن تعطينا رحمة وبركة .... بل لا بد أن نسمح للقرآن أن يصوغ أنفسنا من جديد
- وتعاملنا مع السنة يجب أن يبنى على فهمنا للسيرة ... فكيف نقلبل حتى لو صح يتحدث عن القبول بالظلم وقد كانت مسيرته صلى الله عليه وسلم تضج نضالًا وجهادًا لأجل الحق
- إن الحالة التي آل إليها الفقه الإسلامي آذت المسلمين، وشلّت نمائهم، ومكنت الغزو الثقافي من اجتياحهم
- هناك وقفة جميلة جدًا تشرح حديث : ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فيقول الشيخ أن المسلم الذي يستغرق في عمله اسغراقًا يملك مشاعره وأعضاءه بعد أن استكمل فرائض ربه فهو المقصود بالحديث
كتاب جميل أنهيته في جلسة عرض مشكلة الطاقات المعطلة في الأمة من خلال ذكر صور وعادات وأفكار تدور في ذهن الفرد والمجتمع، وكيف أن الأمة لم توظف مالدى الإسلام من إمكانيات للنهوض واستجابت إلى دواعي الدعة والكسل والانحراف مما جعلها قابعة في مكانها دون أثر يليق بها ذكر في معالجة تعطيل الطاقات إمكانية توظيف العقائد والأعمال التي أوجبها الدين لتفعيل هذه الطاقات المعطلة، وأن الأمة إذا التزمت بها فسوف يقودها ذلك عبر الزمن إلى المكانة اللائقة بها ميزة محمد الغزالي رحمه الله أن لديه بصيرة بواقع المجتمعات الإسلامية وما تعان من عيوب مع إدراك لأسباب هذه العيوب وقدرة على الإشارة إلى الإمكانيات التي تقود إلى نهضة الأمة كتاب خفيف ورائع
لم أعتقد أبدا أن محمد الغزالي سيكتب بهذا الأسلوب، أسلوب واقعي، منطقي وعملي. لعل لقب الغزالي (أبي حامد أو محمد) يمنحك سبقا كبيرا لمجتمعك. انبهرت كثيرا لطريقة تفكيره ورؤيته للأمور، وأعتقد أن مجموعة كبيرة من علماء في وقتنا الحالي لم يصلوا بعد إلى ما قال به هذا المفكر
وجهة نظره في المتصوفة عجيبة وخطيرة وتحقيرية كذلك. أعجبني جزء كبير منها :)
::::: اقتباسات ::::: "إن علم الفقه - كما يؤخذ عن الكتب المؤلفة من عدة قرون - يسيء إلى الدين أكثر مما يحسن" "إن كراهية العالم الذي تحيا فيه للظفر بمحبة الله، طريقة في الدين لم يقل بها نبي، ولم تجئ فيها شريعة" "فكم من أشياء درست على أنها دين، فإذا محصتها وجدت أنها هراء، أو وجدتها اجتهادا محدودا لأحد الباحثين ليست له قداسة الدين، ولا حرمة الخروج عليه... وحرام أن تحبس أمة ضخمة في تفكير رجل واحد قد يخطئ وقد يصيب. وحرام أن توصف في محبسها هذا بأنها تلتزم حدود الإسلام"
لنقلها صريحة، فإن أمتنا محتاجة إلى أن تجيد فن الحياة.
وقبل أن تصل إلى درجة الإجادة المنشودة، لن يصلح بها دين، ولن تصلح لها دنيا...!
التاجر يخرج إلى السوق وهو خامل مستكين.!!
والفلاح يذهب إلى حقله وهو متثاقل مجهود.!!
والعامل يعالج حرفته وهو ضائق منكمش.!!
والموظف يجلس إلى مكتبه وهو مهدود مهزوم.!!
والجميع لا ترتقب الدنيا منهم إنتاجا طائلا، ولا حركة معجبة.!!
إن أجهزتهم النفسية متوقفة كالساعة الفارغة، فليس يسمع لها دق، ولا ترى بها حياة، ولا يثب فيها عقرب، ولا ينضبط بها وقت..! هذا والله هو العجز الذى استعاذ رسولنا عليه الصلاة والسلام منه.
طاقات معطلة
إن الحرص على المال العام واحترام حق الدولة والفرد فيه خلقان ينموان فى كل مجتمع راشد، ويهزلان فى كل بيئة وضيعة..!
والأمة التى يراق مالها العام فى التراب، أو يترك غير مرموق بعناية، أو يعد غنيمة باردة لمن استطاع إحرازه ـ الأمة التى تبلغ هذا الدرك لا تبشر شئونها بخير أبدا...!!
التصدع النفسى والعقلى الذى ران على المسلمين فى أغلب أقطارهم، وجعلهم غرباء فى أرضهم، عجزة عن استخراج كنوزها واستغلال ما تناثر هنا وهناك من خيرها!؟
***
بسبب جملة من الرواسب المادية والمعنوية تعد فى نظرنا سبب هذا التبلد.
وهى رواسب تكونت على مر القرون، وانحدرت فى وراثات جارفة...!
ا ـ فساد عاطفة التدين تبعا لانتشار تعاليم المتصوفة، وشيوع أفكارهم القائمة عن الحياة...!
2 ـ انكماش القيمة الإنسانية للفرد فى ظل الاستبداد السياسى الطويل...!
3 ـ انطفاء القوى العقلية، وتسلط الأوهام والخرافات على الحياة العامة...!
4 ـ المروق الظاهر عن أغلب النصوص والقواعد الإسلامية...!
يقول الله جل وعز: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) فإذا المسلمون يحسبون الرحمة المرجوة هنا شيئا يفيض من الآيات فى مجلس القراءة، كما تنبعث الحرارة من الموقد أو كما تنسكب المياه من المنبع، ثم يحسبون هذه الرحمة ستعمل عملها تلقائيا فى إسعاد البائسين وإفراح المحزونين.
وهذا تصرف مقلوب، فالرحمة المرجوة من القرآن تجئ من تعرض الناس لمعانيه يلتمسون فيها مخرجا من الحيرة وقرارا من القلق.
تجئ من تأمل القارئ والسامع فى هذه الحكم البالغة التماسا لدواء يتداوون به، أو توجيه ينقادون إليه...!
إنها لا تسيل فى مجالس الأحياء والأموات فتصيب الغافلين وتنال المعرضين، كلا، إن رحمة القرآن الكامنة فيه يظفر بها أهل الوعى والتدبر والعمل.
ولا غناء لمصحف فى جيب، ولا لمصحف معلق على جدار...!!!
ولا غناء فى همهمة قارئ مذهول، ولا مطرق تملأ الأصوات أذنيه، ولا فقه عنده...!!!
والقرآن يبنى الأفراد والأمم بطريقتين، إحداهما أعظم من الأخرى، الأولى صوغ الأنفس على معرفة الله، واستشعار عظمته، والتهيؤ لملاقاته يوم يقوم الناس لرب العالمين...!
والأخرى، الأحكام المحددة التى فصلها، وطلب من عباده إنفاذها سواء فى أحوالهم الخاصة، أم فى شئون الأسرة والمجتمع والدولة...!
وإنما قلنا: إن الأولى أعظم من الأخرى، لأن ضمانات الخير فى مجتمع ما ليس فى قيام بعض التشريعات، أو سيادة طائفة من القوانين الصارمة.!
فربما أمكن احترام القوانين من ناحية الشكل، مع تشعب الفساد فى الباطن...!
والقرآن الكريم يعالج الأمم بما يوفر لها سلامة الجوهر، واستقامة الطبيعة، ومن ثم حفلت السور بفنون لا تحصى من العظات التى تقيم الحياة الباطنية على دعائم من التقوى والخشوع والإخلاص...!
إن مادة القانون الشرعى فى العقوبات الخاصة وشتى الأحكام الجزئية لا تستغرق بضع صفحات.
أما مئات الصفحات الباقية فى القرآن الكريم فهى تستهدف دعم اليقين، وتثبيت شعبه فى أعماق النفوس.
والجيل الذى أنشأه القرآن من أربعة عشر قرنا لا يمتاز بشئ إلا بهذا السناء الذى تخلل جوهره من صدق علاقته بالوحى الأعلى...!
إنه كان طرازا نقيا من البشرية الرفيعة، هبط على الدنيا يومئذ، وكانت ملوثة بركام فوق ركام من الدجل والسخف، والإثم والعدوان، فكان سيلا مطهرا غسل أرجاءها، ودلكها دلكا شديدا، وما زال بها حتى نقاها من رواسب الجاهلية الأولى التى ابتلى بها دهرا...!
أما مسلمو اليوم فصلتهم بالقرآن لا تغسل من نفوسهم درنا بله أن يغسلوا هم أدران الآخرين.
إنهم ـ كما شرحنا آنفا ـ اتخذوا القرآن مهجورا، وأقاموا فى حياتهم حجابا كثيفا بين تعاليم القرآن، وبين ما يدعون وما يشتهون...!
---------------------------------------------- فصل المرأة في المجتمع الإسلامي رائع
-------------------------------
الغش العام:
الغش فى كل شئ طبيعة الأمم المنحطة...!
وربما وقر فى الأذهان أن الغش لا يعدو خداع المشترين بإيقاعهم فى سلعة خفية العيوب لقاء ثمن كامل.
* وهذا غلط: فإن الغش يتجاوز هذا النطاق إلى كل عمل خلا من الكمال، وكان يجب أن يؤدى على خير وجه ما دام صاحبه قد تناول ثمنه كاملا.
والحق أن الذين يعيشون على هذا النحو إنما يأكلون أموال الناس بالباطل ويسيئون إلى الأمة ورسالتها أبلغ إساءة.
وهم ـ مهما خدعوا أنفسهم ـ آكلوا سحت وأعداء أمة.
إن الإسلام لا يقبل من المكاسب إلا ما كان طيبا بعيدا عن الشبهات.
ولا يقر من المعاملات إلا ما كان واضحا بعيدا عن التغرير والتدليس.
وبعض الناس يوسوس له الشيطان أن يكتسب من المال عن أى طريق تيسر له.
ولا يبالى فى معاملته للآخرين أن يخدعهم أو يغشهم.
وقد يظن ذلك مهارة وذكاء.
وهو فى الحقيقة مكر سئ وتفكير خبيث.
وقد بين النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عواقب هذا السلوك فقال " من غشنا فليس منا، والمكر والخداع فى النار " نعم: المكر والخداع فى النار.
ربما حصل الماكر على ربح عاجل، وربما استطاع المخادع أن يفوز فى الجولة الأولى بيد أن حبل الكذب قصير.
ولابد من فضيحة فى الدنيا أو الآخرة تجلب على الغاشين العار وتجعلهم حطبا للنار وبئس القرار.
إن الغش رذيلة خطيرة النتائج بعيدة الآثار.
والغاش قد يستهين بعمل تافه يرتكبه لأن شهوة الربح الحرام قد غطت فكره.
ولكنه لا يدرى كم سيجلب على الآخرين من شقاء بسوء تصرفه.
الشيخ محمد الغزالي شخصية ثورية، قلمه ينثر الشرر، وكتابته تفوح منها الغضب عن غيرة على هذه الأمة . صوتا صارخا يشعل النار في الواقع الذي يعيشه المسلمون لقرون ، الواقع الذي تحتاج الأمة إلى مواجهته بعقل واعٍ وقلب منفتح. لتُعيد للإسلام مكانته كدين للحياة والعقل ، لا مجرد طقوس تقليدية.
المرة الأولى التي أقرأ فيها للغزالي. اعجبتني افكاره ولكن اسلوبه يحتاج قارئ ذا بال طويل لأنه جامد نوعا ما ويحتاج الكثير من التركيز.
احببت ماذكره في البداية بخصوص نقد المذهب الصوفي. وكذلك اتفق معه بالعديد من النقاط التي عرضها بما يخص المرأة. تطرق الكتاب كذلك لموضوع الاستبداد وقمع الحريات ثم تحدث عن بعض المبادئ الاسلامية وحاجتنا اليها في الوقت الحاضر.
بشكل عام يحوي مجموعة من الافكار المفيدة لكن المشكلة تكمن في القالب الذي وضعها فيه.
كتاب قيّم جداً .. رغم أن الغزالي ينتمي صورياً إلى المؤسسة الدينة التقليدية ، إلا أنّ فكره و رؤيته تجاوزت أكثر سلبيات تلك المؤسسة ، بل كان في موقع الناقد و المحاكم لنتاج المؤسسة في كثير من الأحيان .. .
الكتاب يعد نواة غنية جداً ، لكثير من الدراسات و الرؤى التي من الممكن أن تقوم عليه و التي تساعد على فهم مشاكلات واقعنا - كمسلمين - ، و الانطلاق بأساليب حية و فعالة لتجاوز الواقع المرير ..
أي أنه كتاب يضع النقاط على الحروف بين الحقيقة و الواقع ، بين ما يجب أن يكون و ما هو كائن ..!
المؤلف محمد الغزالي (السبت 5 ذو الحجة 1335 هـ / 22 سبتمبر 1917م - السبت 20 شوال 1416 هـ / 9 مارس 1996م) عالم ومفكر إسلامي مصري، يُعد أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، عُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي وكونه من "المناهضين للتشدد والغلو في الدين" كما يقول أبو العلا ماضي ، كما عُرف بأسلوبه الأدبي في الكتابة واشتهر بلقب أديب الدعوة. سببت انتقادات الغزالي للأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي العديد من المشاكل له سواء أثناء إقامته في مصر أو في السعودية.
توفي يوم السبت 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في الرياض في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.
لماذا هذا الكتاب علي قائمة الاعمال الكاملة للغزالي لقراءات ٢٠٢٢ من فين الكتاب موجود علي جروب الاقلية المهتمة علي التلجرام pdf موجود ورقي من الشروق ودار القلم
ملخص الكتاب
بداية الكتاب هو عبارة عن مجموعة متفرقة من المقالات حول موضوع الاسلام والطاقات المعطلة في عصرنا الحالي واللي جمع فيه اشكال التعطيل واسبابه واللي منها فساد عاطفة التدين اللي افردلها فصل كامل وبعدها اتكلم عن ان الكفر بالانسان في النمذج الغربي من اسباب هذا التعطيل.
وتطرق للنقطة المشكلة دائما في كتاباته وهي الاستبداد واثره في شل القوي والانتاج والطاقات. وتكلم عن اثر الثقافات الرديئة وعن المصائب المنقولة الينا وعن ظاهرة فساد التدين نفسه.
تكلم بعدها عن مصادرنا في الرجوع والاستشهاد من الدين الحنيف وجعل لكل منها مقال مستقل وهي القرآن والسنة والفقه وعقائدنا.
عاد للكلام عن التخلف المجتمعي في الكشوف المادية وتأخرنا عن ركب الحضارة ثم التخلف في التعامل مع المرآة و اعراض هذا التخلف في مجتمعنا.
وفي اخر الكتاب احال اليي أن الإسلام هو سر قوة هذه الأمة وضمان بقائه حيث أن هذا الدين دين المستقبل وابدي فيه رأي الدكتور هنري لنك الذي نقلناه سابقاً.
وقبل الختام تكلم عن المقومات الاساسية للنظام الاسلامي والمقومات الرئيسية له .
وختم بالكلام عن حال هذه الامة والتي لايرضي عنها خالقها وعن الدور الواجب علينا لإحياء هذه الأمة.
رحم الله الإمام الغزالي واسكنه فسيح جناته إذا كان هذا حال زمانه فما بالنا بحال زماننا كتاب جميل يستعرض حال الأمة الذي لا يسر حبيب لكنه بالتأكيد يسر الاعداء وبه مجموعة رائعة من علاجات أمراض الأمة ولكن للاسف لا الحكام ولا المحكومين يريدون هذه العلاجات.
يتصادف في اليوم الذي يتوفي فيه الشيخ الجليل محمد الراوي ان اختم هذا الكتاب الاكثر من رائع، رحمة الله علي الشيخين محمد الغزالي ومحمد الراوي، ونفع الله المسلمين بعلمهم. الغزالي في هذا الكتاب ماخذلني قط، لتناوله لأسباب تردي أوضاعنا هو مما كان يدور في ذهني منذ زمن، فإذا بي أجد هذا الشيخ الجليل وقد سرد وفند كل مايجول، فكأنه جراح ماهر بمشرط دقيق يشرح كل اوجاعنا ومآسينا، وياليت أهل الحل والعقد يقفون عند علم هؤلاء، لكان حالنا قد تبدل منذ قرون، ولكنهم جبناء خبثاء لاهم لهم سوي مصالحهم العفنة. عليهم لعنة الله جميعا هم وكل من والاهم.
فكرة الكتاب بصورة عامة: يمكن القول بإن الكتاب يدرس حالة الركود الشبابي، وما خارت إليه هممهم، ويحاول أن يفرق بين الواقع المر في هذا الحقل، وما يفترض أن يكون لأمة إسلامية، فيحاول أن يضع يده على أسباب هذا الداء من عوائق ومثبطات، ليصل من بعدها إلى العلاج والحلول. رأيي في الكتاب: أسلوب بحثي جميل ولكنه ليس منهجي، سعى فيه إلى حل المشكلة، فقد بدأ، أولاً في بيانها ، ثم بدأ في طرح علاجها، ولكن أحسب أن الكتاب ينقصه بعض الترتيب، لتصل أفكاره بصورة أفضل. أنصح به طلاب العلم ولا أنصح به عوام الناس، فهناك ملاحظات على الكتاب لا يميزها إلا من له صلة بالعلم الشرعي.
"إننا أحوج الأمم إلى غربلة الأحكام والعادات والموروثات التى تشيع بيننا، ومقاضاتها إلى اليقين من كتاب ربنا وسنة نبينا...! "
لابد من غربلة بعض الأحكام التي فرضت نفسها -بلا حق- على المتدين ، من العادات الفكرية الموروثة تورثُ الخمول و تعطل الطاقات ، إن إرضاخ لبعض المفاهيم التي لا تتجاوز المنطق العقلي تعطل الأجهزة الفطرية للإنسان بذوبان و قد ختم على التفكير ! ..و لابد من مواجهة الحقيقة المرة أن الشباب في خمول ثقيلٍ و طاقات مبددة و مستقبلٍ سلبي ينبأ بالضياع و التيه....كل ذلك و أم الإسلامية غائبة عن الوجود !
في كتاب "الإسلام و الطاقات المعطلة" تحدث محمد الغزالي عن الكثير من المفاهيم التي لابد من الأمم الإنسلاخ منها بلا رحمة ، كما تحدث عن المفاهيم التي تستوجب أمة الإمساك بزمامها و منحها الأهمية ...أعتبر الكتاب نوعًا خاص من أطروحة تفسر مشاكل الحضارة ، فهذه التفسيرات الواقعية عبرت عن كثير من مأساة "غشاوة العقل"، فأفكار الغزالي واقعية جدًا و هي خارج مهزلة "الأفكار غير عملية" ، فغالبية المسلمين في تناقضٍ عجيب بين المفاهيم المزدوجة - صالحُ منها و الفاسد- و بين الصراع الفكري أمام العالم عبر عملية زراعة الفعل ، اختلاف الفعل عن القول ، و عدم تناسق الدين مع الحياة لهي أزمة الأمة التي هربت عن المقاصد الحقيقة عبر تقليد الغير ! ..
-تحدث الغزالي في فصوله الأولى عن "تفجير الطاقة الإنسانية " التي نحن أحوج إليها ، كما تحدث بعد ذلك عن "طاقات معطلة" بشكل خاصٍ ، و بدأ يشرح المسألة و يحلل المشكلة ....
-ثم تحدث الغزالي في أحدِ فصولهِ عن "فساد عاطفة الدين" ، بطريقة عجيبة ، فسر مهزلة التوجه الصوفي عبر مفاهيم غريبة ما أنزل الله بها من سلطانٍ - مثل نبذ الحياة- لهي أساس التعطل لطبيعة الإنسانية التي فطر عليها ألا و هي التفكير بالمجهول و الوسطية التي : لا هرب من الحياة و لا جمود فيها - أي ان الحياة هي الآخرة ، فلا ينس مرءٌ نصيبه من الدنيا ...فمناهج الصوفية ملئُ بالمسائل المنفرة من الدينِ عبر إنسلاخ من الحياة الواقعية ،كقولهم: لا يصح الإيمان إلا بنبذ الحياة، ولا تخلص الآخرة إلا بهجر الدنيا. فعبر الغزالي بقوله : "فترى العاصي الذي يريد التوبة يفكر أولاً بالانسلاخ عن الحياة، واعتزال الناس! لقد استطاعوا بهذا التوجه أن يحدثوا تلفًا حقيقيًا في أجهزة الطبيعة الإنسانية، لأن صلة الإنسان بالدنيا لاصقة بفطرته: “المال والبنون زينة الحياة الدنيا”، والشارع الحكيم لم يطلب خلوّ النفوس من هواجس الدنيا، بينما يقول أحدهم: فاخلع نعال الكون كي تراه وغض طرف القلب عن سواه ففي هذه المسائل انتشر الخمول بإبتعاد عن الحياة ، و كذلك نفور من الدين بإبتعاد عن التدين ، فلا شباب تدينوا أكثر و لاهم عملو بجوارحهم الفكرية بطريقة أفضل!
-و كذلك تحدث في فصلٍ آخر عن "انكماش القيمة الإنسانية للفرد" : فلقد اندثرت القيمة الإنسانية في غالبية قلوب المسلمين ، عبر كفر بالإنسان نفسه و بخسِ قيمته ، فأصبح المؤمن يحتقرُ نفسه بطريقة غريبة ، و أصابه ضعف الشخصية بلا معنى . و من أساسِ ذلك المفاهيم الصوفية بإحباط القيمة الإنسانية - و هم يريدون بذلك حذف الغرور ، و لكنهم حذفوا الثقة !
عبر الغزالي بطريقة رائعة بقوله "فالدين إن لم يسرِ روحًا يحرك قوى الإنسان وفكره، ويضبط حركته في الحياة، يصبح وهمًا لا تغني فيه الشارات والشعارات."
و كانت تحليل الفصل السالف تحت عنوان "الكفر بالإنسان" ..
- و في فصل "الإستبداد يشل القوى" : عبر الغزالي عن مسألة إنكماش الحريات و تقلص القوى العقلية ، بسبب سيطرة المستعمر ، فالإستعمار أبادة القوى الفكرية و التحليلة عبر تجهيل الأمم ، لم يختلف الغزالي عن منظور بن نبي في مسألة الإستعمار ، بل زاد الغزالي المسألة الفكرية عبر طرحها من جانب الديني و تأثير الإستمعمار على الروحانية للفرد و تعطيل الطاقة الشخصية ..
- و في فصل" أثر الثقافات الرديئة" : تحدث الغزالي عن بعض المسائل الإجتماعية و تأثيرها على الفتوى الدينية ...و كان لآراء إبن الحزم جانب الأقلب .. كما تحدث عن الثقافة الصحيحة التي لم تدنس و لم تغيرها الحوادث ...و كذلك تحدث عن مسألة "الظنون" و بأنها آفة العقول و ختم على التفكير المنطقي ، خصوصا الجانب الأسطوري قال الغزالي :
"إن البُعد عن الشرع، وإعطاء القداسة لآراء أشخاص تُحبس الأمة رهينة آرائه، لهو أمر لم يفرضه شرع ولم يقل بأن هذا الرجل هو الشرع "
#كما تحدث في فصول أخرى عن : القرآن ، السنة ،الفقه ، العقائد ، التخلف في الكشوف المادية ، المرأة في المجتمع الإسلامي (كان هذا الفصل عجيب جدًا) ، أعراض عامة، الإسلام كدين الإنسانية ، دين المستقبل ، مبادئ الأساسية للنظام الإسلامي .
#بشكل عام هذا كتاب عجيب ، احتوى على كثير من المسائل و عالجها بطريقة آسرة و أنيقة المعنى ، بأسلوبٍ بسيط .
. . كتاب: الإسلام والطاقات المعطلة ،، الكاتب: محمد الغزالي،، دار القلم . #اقتباسات . - ثم إن غنانا الأدبي أربى من غنانا المادي، فنحن نحمل رسالة الإسلام! رسالة الحق والخير، التي أشرق بها الوجود، واستنار بها الفكر، واستقام بها الضمير، . - والأمة التي يراق مالها العام في التراب، أو يترك غير مرموق بعناية، أو يُعدُّ غنيمة باردة لمن استطاع إحرازه - الأمة التي تبلغ هذا الدرك لا تبشر شؤونها بخير أبداً!. . - أقرب ما يصوّر هذه الحقيقة قول رسول الله ﷺ: «إذا قامت الساعة على أحدكم وفي يده فسيلةٌ فليغرسها». . - الدين يذكر الناس بالموت لا ليكفوا عن السعي، أو يتوقفوا عن الحركة، بل ليكون سعيهم راشداً، وحركتهم رزينة. . - إن الإسلام لم يقيد هذه الإباحة المطلقة إلا بشيء واحد، أن يشعر الإنسان بأن مهما طال المدى فهو عائد إلى ربه، ليقدم حساباً دقيقاً عن صنع. . - فترى العاصي الذي يريد التوبة يفكر أول ما يفكر في الانسلاخ عن الحياة واعتزال الناس!!. كأن ذلك وحده طريق الحق، أو أن ذلك هو ما عرفه على أنه منهج الإسلام. . - إن كراهية العالم الذي تحيا فيه للظفر بمحبة الله طريقةٌ في الدين لم يقل بها نبي، ولم تجئ في شريعة.. . - والإنسان بلا ريب محتاج إلى الحساب الدائم، والرقابة الدقيقة. ولفته إلى عيوبه كي يتركها خير لا شك فيه. . - يجب أن نعلم أن الناس يتهيأون للعمل العظيم، ويتجهون إليه بأفكار رتيبة مستريحة، حين يكون الشعور بالأمن مستولياً على أقطار أنفسهم. . - إن المستبد يُؤْمِنُ بنفسه قبل أن يؤمن بالله. ويؤمن بمجده الخاص قبل أن يؤمن بمصلحة الأمة. ومن هنا يعوّل على الأتباع الفانين فيه، يحشدهم حوله، ويرفض مسيء بالكفايات التي لا تدين بالولاء له، ولا يبالي بحرمان الوطن، أو الدين من مهارتهم. . - وحاجة الأمم للنقد ستظل ما بقي الإنسانُ عُرضة للخطأ والإهمال، بل ستظل ما بقي الكملة من البشر يخشون الملام ويخافون الحساب!. . - الحرية التي يحتاج إليها العالم الإسلامي تعني إزالة العوائق المفتعلة من أمام الفطرة الإنسانية، عندما يطلبون حقوقهم في الحياة الكريمة، الحياة التي تتكافأ فيها الدماء، وتتساوى الفرص، وتكفل الحقوق، وينتفي منها البغي، ويمهد فيها طريق التنافس والسبق أمام الطامحين والأقوياء. . - وما أكثر الأوهام التي تسيّر الناس، وتجعلهم ينشطون إلى سراب خادع، أو يرعبون من خيال مختلق. والمجتمع الإسلامي من أزمنة متطاولة ضللته أحكام خاطئة، واستولت عليه صور ذهنية وقلبية ما أنزل الله بها من سلطان. فكم من أشياء درست على أنها دين، فإذا محّصتها وجدت أنّها هراء، أو وجدتها اجتثاثًا محدودًا لأحد الباحثين ليس له قداسة الدين، ولا حرمة الخروج عليه. . - ومهما كانت الروايات فإننا نقطع بأن العلوم المادية مصادرها التجربة الملاحظة والقراء... إلخ. وأن ما وراء المادة لا مصدر له إلا الوحي الصادق. وأن مزج هذه بتلك في المقدمات والنتائج خَرَقٌ في الرأي. . - وما يفكر فيه الآن فريق من الرجال والنساء، من أن المرأة تعادل الرجل في كل شيء، ويجب ألا تقل عنه في حق ما، ليس إلا عبثًا يراغم طبائع الأشياء، ويصادم أحكام الدين، ويؤدي إلى أوخم العواقب. بل هو في نظري مكر من بعض الرجال الخبثاء، لاستبقاء وتنمية أحوالٍ يذبح فيها الشرف، ويدوخ لها المجتمع . . - كم من حضارةٍ في العالم ماتت، لأنها تحولت إلى مراسم ورياء. . - لقد اتصل أسلافنا بثقافة الفرس والإغريق والهنود؛ فكان اتصالهم بها كاتصال الأستاذ النقّادة بمعارف الآخرين، يقرُّ منها ما يعرف ويضمُّه إلى ثروته، وينكرُ منها ما يستهجن، ويَحْذَرُ من الأخذ به. . - وقد حاول البعض أن يجعل لأمتنا رسالة غير رسالتها، أن يجعل من هذا العوض مصدراً آخر للطاقة المفقودة والعاطفة الحارة، فابتدع القوميات الضيقة والوطنيات الخاصة. . - ولو بقي باعث الإسلام قوياً كما كان في الأجيال الأولى لترعرعت مئات المؤسسات بنفقات الطبقات الوسطى والدنيا. . - والغش في كل شيء طبيعة الأمم المنحطة. . - والناس متفاوتون في مدى شغلهم بالحق، والتفاتهم إليه، وجهادهم فيه، وإلى هذا يشير الحديث ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه». . - من المعلوم أن جماهير الشعوب تميل دائماً إلى المحافظة على اتجاهها ما لم توجد عوامل قوية تعمل على تغيير هذا الاتجاه. .
لو قرأت الكتاب من دون معرفة الكاتب لعلمت يقينا أنه قلم غيور محب متحسر على حال الأمة مجتهد بكل السبل لأي تغيير يدفعها ولو شبرا ويميل قلبها للعودة إلى أصول الإسلام ووضعه تاجا على جميع الاحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية. والكتاب يناسب من هم في سن ال25 وما تحتها، أما ما فوقها فالاحداث التي لاقوها في الغالب ستراه أنشودة جميلة محزنة. يتحسر شيخنا على سلوك المسلمين -في عقده- وما آلت إليه الناس من خنوع للمعاصي وكسل للنهضة. ويحلل أسباب الإدبار لفساد عاطفة التدين-متهما الصوفية في ذلك- وانكماش القيمة الإنسانية تحت الاستبداد وانطفاء القوى العقلية في مواجهة الخرافات وأخيرا المروق عن قواعد الإسلام. ثم يتحدث في فصول مختلفة عن قواعد الإسلام التي خرج عنها وأهملها المسلمون مفتتحا بالحديث عن أهمية وعظمة وشمولية القرآن والسنة والفقه والعقائد وكيف كانت هذه جميعا سببا لنهضة أمتنا سابقا ورفعتها عن باق الأمم. ويعرض بعد ذلك لأمور عامة مثل دور المرأة في المجتمع المسلم وكيف تم تشويهها وتحريفها، والإسلام كدين كوعاء لمواريثنا الثقافية هو أصل نهضتنا ولولاه ما نهضنا وبدونه نتخلف وتمتطينا الأمم الأخرى كما هو حادث. ويستنكر ما آلت إليه سلوكياتنا من غش وخلاعة وتجاوز حدود الله مذكرا ومتسشهدا طوال حديثه بكلام الله ورسوله للصلاح والعدل والأمانة وحسن الخلق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاهتمام بشؤن المسلمين والدعوة لهم بالحسنى. ويختتم الكتاب برؤيته للمباديء الأساسية للنظام الإسلامي ومقوماته الرئيسية العامة. خلاصتها أن الشريعة الإسلامية هي الحاكم الأوحد لكل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية. متجبنا القضايا الشائكة واضعا أسس عامة تهفو إليها أنفسنا وتتوجع حين يسير أمامها ما رأيناه في عقدنا الأخير. يلاحظ شجاعته في نقد ونقض الخرافات الصوفية وهجومه على السلوكيات الخليعة البعيدة عن العادات الدينية وعن ثوابتنا والمتجرأة على المعصية.. تستشعر غيرته في كل حرف يكتبه وأثر يسترشد به.
ما علاقة الاسلام بالطاقات المعطلة؟ هل الاسلام هو السبب السبب هدر المواهب وطاقات منتميه؟ يتحدث الكاتب "الامام الغزالي" عن كيف أسهم الجهل لشريعة الدين الحقيقية والعادات والتقاليد الموروثة في كبح طاقات الأفراد ،وأن طاقتهم هي الكنوز التي دفنت بسبب الجهل وايضا بسبب التركيز على الجزئيات ، يخبرنا أن الناس قد فصلوا الدين عن الدنيا ،مع أن الإسلام يقوم على عبادة الله والانطلاق إلى سبل الحياة في نفس الوقت ويقول:"إن معرفة الله لا وسيلة لها إلا النظر في الأكوان"،فلذا فالإسلام بريء مما ينسب إليه من الجمود وعدم التطور .
ثم نظرت الي اخر ما احتوي الكتاب فوجدت فيه إرشادات للنهضة او للصحوة كما يقول الشيخ وهي تشمل كافة الأصعدة في حياة اي منا ولكن ماذا بعد؟ هل المشكلة تكمن في اننا لا نجد حلولا ام انه لا توجد بيئة تصلح للإنماء الصالح؟ قد تكون الإجابة عن هذا في كتاب للعمري "سيرة خليفة قادم" علينا بالعمل لوجه الله بما أنزل حتى نضمن تحقيق وعده
كتاب عظيم كالعادة..فالعظيم يا يكتب إلا العظيم أكثر ما لمسني في الكتاب هو ما أنا عليه من تعلق في الأماكن التي أحيا فيها..وتغييرهذه المفهوم لم أكن أتوقعه ابدًا ولم أتوقع اساسًا أن يتم التكلم عن هذا الموضوع في هذا الكتاب- أيّ عدم البقاء في مكانًا واحد أو عدم التعلق في مكان السكن وأنما التبحر في أرض الله الواسعة لهدف. الإسلام والطاقات المعطلة من الكتب العظيمة
لا كلام يقال بعد محمد الغزالي أبداً .. و لا حتى في وصف كتبه ... فأفكاره وآراؤه كفيلة بذلك .. يكفي أن تقرأ بعض الاقتباسات من الكتاب حتى تشعر بسطحية وضآلة تفكيرك أمام عمق وسعة تفكيره ... لو كان هناك عشرة منه في وطننا العربي لسبقنا أوروبا 😪
هذا الكتاب سيغير مفهومك عن الدين كليا... ويجيب فيه الشيخ رحمه الله عن سؤال: هل الدين هو سر تأخر المسلمين؟ ويبحر الشيخ في التفريق بين الدين الصحيح وبين فهم الناس للدين، وكيف ان الفهم الخاطئ للدين بأنه مجرد عبادات وشعائر جلب لنا الكثير من الويلات
كتاب هام جدا من الكتب التى يجب قرائتها لما فيه من وصف للداء الذى أصاب الأمة الإسلامية وأسباب هذا التخلف والتأخر الذى أصابها فى شتى المجالات ووصف طرق العلاج وما ينبغى علينا عمله إذا أردنا النهوض بهذه الأمة والعودة بها إلى مصاف الريادة كى تستعيد دورها المنوط بها كرحمة للعالمين ٠