ليس الإسلام ديناً غامضاً حتى يحتاج فى فهمه وعرضه إلى إعمال الذهن وكد الفكر. إن آيته الأولى هى البساطة و ميزته التى سال بها فى الآفاق هذه السهولة البادية فى عقائدة وشعائره وسائر تعاليمه. ولكن الإسلام لم يصب فى ميادين الحياة من شئ، مثلما أصيب من هذه الأثواب المزورة التى أظهر فيها، وتلك التشويهات المذرية التى ألصقت به. إن بلاء هذه الأمة قد جاءها من داخلها قبل أن يأتيها من الخارج، فمصادر التوجيه ومنابت الأجيال الناشئة قد فسدت، والمعارف الإسلامية الصحيحة قد طويت، فكيف ينتظر الثمر الجيد من هذه الغراس؟
في قرية نكلا العنب التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ) ونشأة في أسرة كريمة وتربى في بيئة مؤمنة فحفظ القرآن وقرأ الحديث في منزل والده ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937م والتحق بكلية أصول الدين وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالأستاذ حسن البنا وتوثقت علاقته به وأصبح من المقربين إليه حتى إن الأستاذ البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان.
فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1941م ثم تخصص في الدعوة وحصل على درجة العالمية سنة 1943م وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.
توفي في 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.
Sheikh Muhammad Al-Ghazali lived from 1917 to 1996 in Egypt. Born Ahmad Al-Saqqa, his father nicknamed him Muhammad Al-Ghazali after the famous ninth century scholar, Abu Hamid al-Ghazali. In 1941, Muhammad Al-Ghazali graduated from al-Azhar University in Egypt, and became a leading figure in the Egyptian Muslim Brotherhood before his dismissal from its constituent body. His subsequent rise in the Egyptian Muslim jurisprudence system was accompanied by the publication of more than fifty of his works, ensuring popularity for his approaches to tafsir and his responses to modernity across the Muslim world. In the 1980s, he spent time as the head of the Islamic University academies in Mecca, Qatar, and Algeria.
هل فهم الإسلام شيئ صعب .. أبداً ورب السماء .. فالله عز وجل لم يحوج عباده إلى كد الأذهان بحثا عن الحق في شئون الدين المهمة ومسائله الكبرى .. ولم يكلفهم أن يتحسسوا الخطى في طرق مبهمة ليتعرفوا ما الذي يرضى الله فيفعلوه وما الذي يغضبه فيتركوه .. كلا .. ففي ميدان العقيدة والخلق والعبادة وأصول المعاملات والأحكام فرق الله عز وجل بين الكفر والايمان ، والحلال والحرام ، والخير والشر .. ووضع عباده على محجة بيضاء ليلها كنهارها ولا يزيغ عنها إلا هالك ..
يأتي الجدل في فهم الإسلام من سوء التطبيق وفساد الفكر والرأي من بعض المنتمين للإسلام .. لذا فإنه إحقاقا للحق وإنصافا للإسلام يجب علينا نحن المسلمين أن نعرضه وحيا خالصا وسنة مجردة .. وأن نباعد بين حقيقته العليا وبين ما لابسه من سوء تطبيق وإجتهاد .. فمعالم الصراط المستقيم واضحة بينة .. تحتاج منا فقط فقها وإدراكا واسعا وبصرا ثاقبا وعقلا متدبرا .. .
* النسخه التي قراتها طبعة جديدة من دار نهضة مصر كيف نفهم الإسلام, يقول الغزالي في بدايته أنه يعتقد بنفسه القدرة على الحديث عن الإسلام ووصفه , من خلال الـ 170 صفحة عبر الشيخ عن عدة جوانب من الحياة حاول بـ شمولية أن يتحدث عن الإسلام في العلم في التربية في الفكر في الحياة كيف " يستخدم " المسلمون الآن إسلامهم بطريقة مغلوطة أدت إلى تراجع المسلمين أعوام عديدة إلى الخلف كيف أن التربية تقف على القشور و على عادات ما أنزل الله بها من سلطان وكيف أن الإسلام أصبح غريباً بين أهله و تعاليمه غريبة في المجتمع الإسلامي , هناك نقطة مهمة مرّ عليها الشيخ في كتابه وهي التعليم وطريقة تعامل المسلمين مع العلم إذ قصروه على الجانب الديني الذي لا يختلف أحد بأهميته لكن هذا القَصر أدى إلى تراجع المسلمين عن سيادة العالم بعد أن أهدوا شُعل العلم وبداياته للعالم المتحضّر , مثّل على أهميّة الجمع بين علوم شتى بالكتاب العظيم القران الكريم الذي تناول العديد من الأمور الفلكية و الصحية و الطبيعية فيه كإشارة أن العلم مطلوب ولم يقتصر على الناحية الدينية المرتبطة بالآخر ولم ينبذ الدنيا , و الأمور النفسية والكونية التي وردت في القرآن لا يستطيع عقل لم يتمرس ولم يكن مستعدا ذهنياً بشكل كافٍ أن يتفهمها إذا العلم مطلوب لنا لنفهم الإسلام أكثر نفهمه في أكثر من موضع في بعباداته بالمعاملات بكل مجالات الحياة , يوضح الشيخ الغزالي عن الخطأ الفادح الذي يرتكبه المسلمون في حق دينهم فهم لم ينصفوه من الناحية العلمية ومن الناحية القانونية إذ استعانوا بأحكام وضعية مكان ما شرّع الله لهم وأن الخطر الأكبر جاء من داخلهم قبل الخارج , " فالتماوت " كما وصف طريقة نبذ المسلمون للدنيا بزعم أنهم ينتظرون الآخرة و الفوز بالآخرة متوقف على عمل الدنيا يقول الشيخ الغزالي : " ان التماوت قبل الموت هو هرب وضيع من وظيفة المرء في الوجود و نكول عن حمل تكاليف الحياة وجهالة بأسرار الحكمة العليا وهذا التماوت لا يمكن أن يكون دينا , إذ الدين حركة إصلاح للحياة إذا شردت وتوجيه لقواها الدائبة كي تعرف ربها وتتقيه " .
لم يعد بوسعي الكلام عن كتب الشيخ الغزالي فسيرته وسمعة كتبه تعصى على أن يخدشها أي نقد أو هجوم فما الحال لو كان الكلام مدحاً. فى هذا الكتاب يحاول الشيخ الغزالي كالمتعاد إظهار الصورة الحقيقية للإسلام الحنيف السهل البسيط الخالى من الغموض واللبس المخاطب للعقل فيما يطيقه , ويمنعه من الخوض في ما لا يطيق إشفاقاًعليه. يبدأ الكتاب بفصل يسير عن كيفية التعريف بالإسلام, الفصل التالي كان أكثر عمقاً وهو عن التعليم الدينى -خاصةً فى الأزهر_ منتقداً الإستغراق الغير مبرر فى الفروع والحواشي والشروح حتى نسي الأصلين وهما القرآن والسنة ..... هكذا يمضي الكتاب فى معالجة الأمور الهامة التى تغلوش على صفاء الإسلام ونقاءه .. الصوفية المستغربين والدعوة إلى التجديد الأشبه بتقليم أظافر الإسلام ليصبح مستأنساً لا يغوص فى أعماق الحياة العامة والخاصة مصلحاً إياها.. التجديد والإجتهاد.. أخيراً فصل طريف وظريف وخفيف بعنوان " لماذا أنا مسلم".
ربما كان رأيي سيختلف لو كان الكتاب هو أول أو ثاني ما أقرأه للغزالي. كعادته كان جريئًا في الدفاع عن وجهة نظره في "تخليص الشريعة مما أصابها" و"العودة بها إلى الأصول والقضايا المصيرية" .. جريء كالعادة في مهاجمة مُدعي العلم الشرعي وصريحًا في هدم الفلسفات أحادية النظرة سواء اتجهت إلى الغرب أو إلى الإسلام (كحضارة)
حديثه عن الأزهر ودوره ورسالته وطرق التعليم فيه نافذٌ إلى أصل الداء .. فصل رائع بحق ويُعتبر خير ما خرجت به من الكتاب
على الجانب الآخر، كثير من كتابات الغزالي مُتشابه وتشعر دائمًا أنك قرأت هذا الكلام في مكان ما من قبل .. موضوع البحث الرئيسي (كيف نفهم الإسلام) توسّع جدًا وضم عناصر أخرى كثيرة شوّهت الكتاب
ملاحظات: 1- تسامحه الشديد مع الشيعة والإقرار بوضوح أن الأصول واحدة وأن الخلافات ما هي إلا في الفروع التي لا تضر أصل الإيمان ودعا إلى تدريس مذهب الشيعة الإمامية في الأزهر في حين أنه كان عنيفًا مع الصوفية إلى حد غريب حتى أنه قال: "الصوفية هم الذين جعلوا المسلمين آخر الشعوب، وهم الذين قضوا عليها بالاستعباد، وهم الذين أوردوهم موارد الذل والضيم والهوان."
2- الإسهاب في فصول الكتاب كلها والاختصار الشديد في الفصل الأخير (لماذا أنا مسلم؟) الذي جاء في 6 صفحات بغير المقدمة .. واكتفى فيها الغزالي باقتباس كلام الدكتور أبو شادي مع عرض سطحي لتجربته الشخصية .. كنت أترقب هذا الفصل بالتحديد وأصبت بخيبة أمل منه
3- لُغة الكتاب (والكاتب) الخطابية في الغالب تضر الفكرة المراد عرضها وتُفقرها من الإثباتات والدلائل .. يزعجني جدًا استخدام علامات التعجب والأسئلة الاستنكارية.
في بداية الكتاب أبهرتني آراء الغزالي رحمه الله عن لزوم محبة الحياة والعيش فيها وعدم نبذها وقد كنت أبحث عن من يعتنق رأياً كهذا ويضعه في إطار ديني .
كما أعجبني حديثه عن طرق التربية الإسلامية لدينا. الكتاب مجملاً كان مابين موافق لما أراه ومخالف، ولم أستطيع إعتناق أفكار الغزالي التي لا توافقني فهي في نظري لم تكن مقنعة.
اللهجة التي يستخدمها رحمه الله حادة قليلاً. كما أنني أستعجب منه هجومه الضاري على الصوفية ووصفهم بأنهم السبب الرئيس في تخلف الأمة الإسلامية بينما يرى أن إضافة مذهب الشيعة الإمامية للمذاهب الأربعة شيء يحتاج للنظر. وأيضاً رأيه في أنه لا بأس الأخذ بالأحاديث الضعيفة طالما لم تتكلم في الشرائع ولستُ أوافق هذا الرأي حقيقةً
لا أعلم ولكن مؤشر الإستعجاب لدي كان يرتفع كلما تقدمت في صفحات الكتاب.
أعتقد أنني سأفكر ملياً قبل قراءة كتاب آخر للشيخ رحمه الله. وإن كنت سأخسر الكثير في نظر البعض.
أخيراً، أحترم علمه الكبير ودعوته الحثيثة للرجوع للنصوص الأصلية من الكتاب والسنة ونبذ الفرقة في إتباع المذاهب في الفروع.
كيف نفهم الإسلام للشيخ الغزالي و بكلمة واحدة رائع .. بداية شرح فيه الشيخ حال الإسلام الآن و كيف أن أوضاعها تدعو للرثاء إذا ما نظرنا و تغلغلنا في واقعها التعليمي , التربوي , العادات و السلوكيات التي انتشرت مؤخرا , تلك البعيدة كلّ البعد عن صلب الإسلام و معناه الحقيقي , و التي تدعو إلى الزهد و الترفّع عن كل ما هو دنيوي حتى طلع العصر الحديث على مسلمي اليوم و هم غرباء في الدنيا تاركين عمارتها لغير المسلمين .. ثم حاول وصف الإسلام و حقيقته البسيطة و كيف أننا نفهم تعاليم الإسلام بطريقة مغلوطة مما أدى لتراجعنا في كافة النواحي .. ركّز بعدها الشيخ على مآخذه من تعاملنا مع الدين و عيوب التعليم الديني في بلادنا و بعدنا عن العلوم الدنيوية التي لا تقل أهمية عن تلك الدينية و كيف اننا لا نحسن التصرف في ثرواتنا المادية منها و الفكرية ... الكتاب بالمجمل يوضّح فهمنا الخاطئ للإسلام و تعاليمه و الأخطاء المرتكبة بحقه دون التطرق إلى العبادات و فقه العبادات و بذلك يترك للقارئ استنتاج ما على مسلمي اليوم من واجبات تعينه على فهم الإسلام الحق .. كنت قد قيّمت الكتاب بأربع نجوم .. الأولى طبعا للغة الشيخ القوية , البليغة و البسيطة بآن معا و النجمة الثانية كانت لعلمه و فهمه لحقيقة الوضع و الذي بدا جليّا في كتابه , الثالثة كانت لجرأته في سرد أسباب ما وصل إليه المسلمون من حال و الرابعة لأني لم أشعر بالملل أو التراخي حين قرائتي له.. أترك لكم الآن بعضا مما أقتبست من كتاب " كيف نفهم الإسلام "
* الذي يتغلغل في علل هذه الأمة يلحظ على عجل أنها تتنفس في جو فكري خانق و أن تغذيتها النفسية و الاجتماعية و العقلية و العاطفية رديئة أشد الرداءة ..
* ما أحسب أمة أهدرت تراثها و أرخصت رجالها كمسلمي القرون الأخيرة فلا جرم أنهم اليوم يحصدون عقبى ما فرطوا و أستهانوا ..
* كلمة الإسلام تضم شعارين متساويين " أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله " و الشهادة بالرسالة ليست تمجيداً لشخص أو تخليداً لرأس أسرة و إنما هي في الحقيقة ضميمة تمثل الجانب العلمي في الرسالة إلى الجانب العملي منها .. فإذا كان القرآن هبة من الله فإن محمدا هو التطبيق الحي لما حوته من معان و المظهر العملي لما تضمنه من توجيهات و وصايا ..
* إننا لم ننصف الإسلام في تصوير حقائقه من الناحية العلمية و لم ننصف الإسلام في العمل كأمة تمثله و تجعل من نفسها القدوة و لم ننصف الإسلام في طريق عرضه و أساليب الدعوة إليه ..
* الدين أسوأ ما بُلي به هو معرفة جانب منه و نسيان جانب آخر ثم تضخيم ما يُعرف و تهوين ما يُجهل ..
* من المآخذ على سياسة التعليم الديني عندنا , هذا التخصص المبكر قبل تحصيل ثروة محترمة من المعارف و العلوم الإنسانية و الدراسات الكونية التي لا بد منها قبل التوفّر على علوم الدين و من المآخذ أيضا على التعليم الديني عندنا ان بين العلماء نفراً كبيرا لا تصدق أحوالهم أقوالهم ..
* إن جمهور المسلمين فهم الدنيا على أنهم يجب عليهم أن يمروا بها غرباء لا تربطهم بأحوالها علاقة موثوقة و يسوقون بين أيديهم حشدا من الأحاديث أغلبهم يدور حول هذا المعنى " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " ... هل الدنيا كذلك ؟ هل الإزدراء فيها ثم الفرار منها عبادة ؟
* سألني أحذهم : ما معنى قول الرسول " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " .. قلت له : هذا الحديث كحقنة الأنسولين للمريض بالسكر , تدخل على الجسم مادة زائدة لتعوّض النقص في إفراز الغدد .. قال : كيف ؟ .. قلت : إذا طاشت ألباب البعض فحسبوا الدنيا هي الوجود كله و تشبّثوا بهذا الظن في تضخيم الحياة و جحود غيرها فكيف نردّ هؤلاء إلى الجادة ؟ لا بدّ من كلمة تصوّر لهم أن الدنيا ليست شيئا مذكورا إلى جانب الآخرة ..
* الدنيا التي شاء الله أن تكون ملكا لنا .. جاء صغار الهمم و أبوا إلا أن يكونوا ملكا لها ..
رحمة الله على الشيخ محمد الغزالى ، الفيلسوف المعاصر كتاب غايته إظهار الإسلام وحقيقته السمحة بعيداً عن الإفراط والتفريط وربط الواقع المرير للأمة الإسلامية وبعض أسباب ذلك
أحمد الله على قراءتي لهذا الكتاب.. فقد طمأن قلبي في كثير من المسائل التي كنت أفكّر فيها .. أظن أن مثل هذا الكتاب يجب أن يدرّس في كلّ الأكاديميات الإسلامية فهو أفضل مثال عن الوسطية والإعتدال بين النقد والمدح، وهو أفضل مثال على التحفّظ في النقاش والبعد عن التهوّر والتسرع في تشييد الرأي الخاص وهدم المخالف .. ويقدّم صورة رائعة في مناقشة الأفكار بدل الأشخاص ..ومن روعته سهولة أسلوبه ليستطيع كل المسلمين قراءته مابين متخصص وعامّي .. الكتاب يعتبر مختصرا بالنظر لحجم الأفكار المهول الذي احتواه وكان يستطيع الكاتب زيادة الغوص بذكر صريح الأسماء والأمثلة بيْد أنني أظنه كان متحفّظا جدّا في هذا الباب إلا في استثناءات نادرة ..إذ فضّل التزام خط الوسط والبعد عن تعميق فجوة الخلاف بحكمه يدعو إلى إسلام موحّد على بنوده العريضة .. كما قلت رغم تحفّظي على بعض النقاط التي مازالت في دائرة البحث بالنسبة إليّ خاصة في باب الحريات إلا أنني أحيي الشيخ رحمه الله على مثل هذا الكتاب الذي يقدّم مثالا يحتذى به في منهج النقد ونقاش المخالف. كاتب هاديء وحكيم
ما أحوجنا هذه الإيام لمن يفهمنا الإسلام حقاً, لا أعرف ان كنا نعرفه او ندعى اننا نعرفه, هل نحن مسلمين حقاً أم نحن مسلمين اسماً في الواقع وهو واقع مرير نمر به, يجب على الجميع فهم الدين ومن وجهة نظرى أنه فرض كفاية على كل مسلم ومسلمة اما عن الكتاب, فمن أنا لاتكلم عن الإمام الغزالي لا تعليق يمكنني قوله غير أنني تعلمت من كتبه الكثير في العام الماضي والعام الذي قبل الماضي, وقبل قبله, كل عام اتخير له كتاب, ويبدو ان هذا كان كتاب هذا العام, ولن يكون الأخير بإذن الله تعلموا الإسلام وعلموه, علموه أبنائكم واخوانكم واخواتكم ومن حولكم اللهم استقامة لا أميل بعدها ابداً
هذا الكتاب به كمّ هائل من الحكمة والجرأة والمسؤولية الحقيقية كعادة الغزالي في الطرح.. هذا الكتاب يصلح تماماً للاقتباس -طوال الوقت- لأنّه يحكي بعباراته القويّة والمرتّبة واقعنا البئيس مع فهم الإسلام وبالتالي انتهاج سلوكيات تجعلنا في أذناب الحضارة؛ رغم أنّنا أهل الحضارة وناسها..! سأطرح لاحقاً بعض الاقتباسات منه، ولكم أن تحكموا على مدى استحقاقه لقراءتكم :)
"ليس الإسلام ديناً غامضاً حتى يحتاج فى فهمه وعرضه إلى إعمال الذهن وكد الفكر. إن آيته الأولى هى البساطة و ميزته التى سال بها فى الآفاق هذه السهولة البادية فى عقائدة وشعائره وسائر تعاليمه" ومع ذلك نرى الكثير من المسلمين اليوم بعيد كل البعد عن الاسلام، وأكثر ما يحتاجه المجتمع الاسلامي اليوم هو فهم قويم للإسلام، وتصحيح للمفاهيم الخاطئة التي انتشرت عنه بين المسلمين أنفسهم وهذا هو الهدف من الكتاب ففيه يوضح الشيخ محمد الغزالي بعض المشاكل التي تواجه المسلمين اليوم وكيف أدى الفهم المغلوط للإسلام وتعاليمه إلى تراجع المسلمين وحالتهم التي يرثى لها.
ومن أهم المشاكل التي استطرد فيها الكاتب هي ذلك الفهم المغلوط عن الدنيا والترفع عنها بالكلية، فأصبح المسلمون اليوم غرباء في الدنيا على وجه الحقيقة لا المجاز، وتركوا عمارتها وأمرها وعلومها في أيدي غير المسلمين، والإسلام بريء من ذلك، فهو الدين الذي أمر بالتفكر في الدنيا والسعي فيها، ومن ظن أن الاسلام لا يخرج عن الصلاة والصوم والزكاة ولا يتعدى حدود المساجد فهو لم يفهم الاسلام، ويعجبني قول علي عزت بيجوفيتش عن الاسلام أنه "طريقة حياة متكاملة". ♥️
وأيضا يناقش الكاتب مشاكل أخرى مثل مساوئ التعليم الديني وتأثير اختفاء العقيدة الصحيحة عند النشئ على سلوكهم، وأيضا مشكلة باب الاجتهاد وإغلاقه، والجزء الإنساني من العقيدة.
هذا أول كتاب أقرؤه كاملا للشيخ محمد الغزالي، ولن يكون الأخير بالتأكيد، فلغته ثرية ولكنها بسيطة، ويتميز أسلوبه بالجرأة
إلا أني لم أتفق مع كل ما في هذا الكتاب
ومن أبرز ذلك تحميل مسؤولية تأخر المسلمين للصوفية وحدهم بقوله "الصوفية هم الذين جعلوا المسلمين آخر الشعوب، وهم الذين قضوا عليها بالاستعباد، وهم الذين أوردوهم موارد الذل والضيم والهوان"، ومع أن التصوف هو في الأصل علم يهتم بتربية النفس والقلب وتطهيرهما من الرذائل وتحليتهما بالفضائل وهو يقوم في الأساس على مذهب أهل السنة، الا أنه بمرور الزمان نشأ عن هذا العلم الكثير من الخرافات والبدع، بل إن من تلك الخرافات ما قد يخرج من الملة أعاذنا الله واياكم، الا أن تحميلهم كل ما آلت إليه الأمور وتوجيه اللوم للصوفية أجمعهم لم أتفق معه ألبتة
ومن الملاحظات أيضا أن الشيخ دعا في فصل الوحدة الإسلامية الى لم الشمل مع الشيعة والتسامح معهم، وتدريس مذهبهم في الأزهر الشريف، وتوضيح كيف هم يشبهون أهل السنة، إلا أن موضوعا مثل هذا ينبغي أن يفصل ولا يكفي له فصل في كتاب، وليس الشيعة كلهم سواء
ومما أزعجني في الكتاب بشكل شخصي كثرة استخدام علامات التعجب
وأخيرا أود القول بأني أحب جدا هذا النوع من الكتب، فهو يسلط الضوء على الكثير من المشكلات في مجتمعنا الإسلامي، وسواء اتفقت مع الكاتب أم اختلفت فإنك تشعر أنك في نقاش مثمر وتستفيد الكثير
الحمد لله من قبل و من بعد على كتاب كهذا ، و إمام هدى كمحمد الغزالي . قبل عام تحديدا بدأت بحثي عن ديني ، نعم دين آمنت به منذ نعومة أظافري أو قل أني وجدت و هو معي ، تعاليم و أحكام و هذا ضعيف و هذا مردود ، كنت لا ألقي لهذا كله بالا إلا قبل عام ، شعرت أنه يتوجب علي البحث من جديد و أردت أن أسلم إسلاما جديدا ﻷكون مسلمة حقا ، تخبطت كثيرا في البحث و المراجع فسكنت نفسي لكتب التفسير و لم أجد غيرها أهدى و أنصح إلى أن عثرت على مجمو��ة كتب للغزالي ، بدأتها بهذا الكتاب، و نعم قرأته لعنوانه، فما أحوجني إلى عنوانه. أحببت بشدة منهجه السليم و طرحه القوي للمواضيع المختلفة، كان بسيطا و غنيا ، سيفهمه الجميع و يدركون معه معان راقية و سامية طالما بحثوا عنها . بالطبع لن يجيب كتاب واحد عن كل تساؤلاتي ، لكنها البداية مع الغزالي ، و ما أجملها من بداية . تعرض الشيخ لمواضيع مختلفة من خلال كتابه، كالإجتهاد و التجديد، العقيدة ، و التربية الصحيحة، و التعليم الديني و مساوئه إلى غيرها من المواضيع ، و أكثر ما أعجبني منها موضوع العقيدة ، علم و عمل ، صلة ربانية و إنسانية . رأيت هنا أن أسترق بعض السطور من هذا الكتاب علي أتذكرها للأبد : " إن الدين حركة إصلاح للحياة إذا شردت ، و توجيه لقواها الدائبة كي تعرف ربها و تتقيه"
" إن من المستحيل أن يقوم دين على غير مهاد من الحياة المكينة، كما يستحيل أن يسير قطار على غير قضبان "
" و المهم أن نعلم أن تغبير القدمين في أرجاء الحياة كصف القدمين في محاريب العبادة ، كلاهما دين قويم، صراط مستقيم "
" إننا نريد أن نعمل في ضمان السماء، و أن نسير على ظهر الأرض و أنفسنا متطلعة إلى رب العالمين ''
" و نحن المسلمون لا نفضل أحدا من أهل الأرض بميزة خاصة في هذا المضمار ( الاجتهاد) إلا أن نجهد عقولنا أكثر مما يجهدون و نبحث عن الصواب أكثر مما يبحثون . فإذا كسلنا و نشطوا و تراخينا و جدوا فهم أولى بالحق منا و أجدر بالتمكين في الدنيا من أناس جهلوا كيف تساس الدنيا و كيف تدبر مصالحها المرسلة "
بسم الله الرحمن الرحيم رحم الله امامنا محمد الغزالي وغفر له وهدى به الناس هو وكل امثاله من الائمة المخلصين السالفين والمعاصرين يارب الكتاب فعلا بجد لا يسعني وصفه واخلاص الشيخ الغزالي واضح جدا في كلامته بجد ماعنديش شك ابدا .. ان لو كل مسلم قرأ الكتاب دا .. هيبقه غير نفسه قبل ما يقرأه بجد لما يحتويه من عمق وفكر ووسطية ووضوح وبساطة وعِلم ومعرفة وحب وافكار وتشجيع وتحفيذ للهمم هختم زي ما الكتاب ختم ..
هذا هو الاسلام الذي يجب ان يعرف اي من مصادره الاولى لا من افواه الجاهلين به او الحاقدين عليه كارليل مستشرق اجنبي
ثم بعض من الختام ليس الإسلام ديناً غامضاً حتى يحتاج فى فهمه وعرضه إلى إعمال الذهن وكد الفكر. إن آيته الأولى هى البساطة و ميزته التى سال بها فى الآفاق هذه السهولة البادية فى عقائدة وشعائره وسائر تعاليمه. ولكن الإسلام لم يصب فى ميادين الحياة من شئ، مثلما أصيب من هذه الأثواب المزورة التى أظهر فيها، وتلك التشويهات المذرية التى ألصقت به. إن بلاء هذه الأمة قد جاءها من داخلها قبل أن يأتيها من الخارج، فمصادر التوجيه ومنابت الأجيال الناشئة قد فسدت، والمعارف الإسلامية الصحيحة قد طويت، فكيف ينتظر الثمر الجيد من هذه الغراس؟
رحمك الله معلمي الجليل و جزيت خيراً عن ما تركته لنا من إرثٍ نفيسٍ نلوذ به وقت الظلمات و التيه .. فدائماً ما تثلج صدري بآرائك المختلفة النافذة .. فمثل هذه الكتب الثمينة لا يكتفي بقرائتها مرة فحسب، بل مرة تلو الأخرى لنرسخ أفكاراً سليمةً منطقيةً -باتت غريبة في يومنا هذا- حريّ بها أن توقد أذهاناً قد شابها العفن و الضمور المستبين.. و قد تمنيت لو استفاض الكتاب أكثر في بعض المواضيع التي تناولها مثل لماذا أنا مسلم و عمد التربية الصحيحة..
لماذا نحن مسلمين ؟ وما هو الإسلام بداية ؟ الكثير من السوء في التعليم الديني في هذا الكتاب, الكثير من التعاريف التي ينفيها هذا الكتاب
وأكثر ما أعجبني فيه فيه كلمته حين قال : وأعرف أن المسارعة بالتكفير ميسورة في باب الجدل, وأن إلزام الخصم بالكفر نتيجة رأي يقول به, أمر سهل في حمى النقاش غير أني أسأل : أهذه خطة إصلاح أم خطة صلاح ؟
كلما قرأت كتاباً للشيخ الغزالي تمنيت لو أنه كان يعيش بيننا في هذه الأيام .. هذا الكتاب أحد روائع الشيخ محمد الغزالي بأسلوبه المميز يتحدّث عن الفهم الصحيح للإسلام في عصرنا الدي تغيبت عنه الكثير من حقائق هذا الدين العظيم وأهدافه. أرى أن على كلّ إنسان مسلم قراءة هذا الكتاب للوصول للفهم الصحيح للإسلام بعيداً عن الممارسات الحاضرة التي تقام باسمه كتاب رائع جداً أنصح بقراءته رحم الله الشيخ الغزالي
"إن كتلا ضخمة من الجماهير اعتنقت هذا الدين، وحملت رايته، وعرفت به،ومع ذلك، فهي واهية العلاقة به. لو بعث محمد رسول الله حيا ثم قيل له: هذه أمتك! ما عرف فيها رسالته ولا توسم كتابه وسنته! أفليس من الواجب كشف هذا البعد بين المسلمين وبين ما يعتنقون من دين؟" محمد الغزالي
أكثر من رائع كتاب يجعلك تفهم الاسلام أكثر لا يتكلم في فقه ولكن في العقيدة نفسها وفي كيف تكون مسلم بكل ما تحمل الكلمة يجعلك تفكر في نفسك أكثر من مرة وتراجعها هل هي تفهم الدين تمام الفهم الذي يرديه الله ام لا أنصحكم بقراءته
شدني لآخر كلمة صراحةً..مكنتش بقدر أبدأ يومي من غير م أقرا فيه حتى ولو صفحة ! في كتب كدة الواحد بيبقى مش عايز يخلص قرايتها أو لو خلصها بيتمنى يفضل لازق في دماغه كل الكلام إلي قراه فيها من جماله ! دا منهم :)
وكأن الغزالي تاه في هذا الكتاب ولم تكن له فكرة واضحة عن الهدف من كتابته! هو ذات الحديث العام المسترسل، الذي لا تجد له نقاط محددة نستطيع على أساسها فهم الإسلام بكلياته وقواعده ومقاصده! الكتاب لم يجب على السؤال، كيف نفهم الإسلام؟!
يتطرق الشيخ محمدالغزالي في هذا الكتاب إلي الجوانب الغائبة عن وعي المسلمين برسالتهم و إنحرافهم عن فهم صحيح الدين الذي قادهم الي تذيل الأمم المعاصرة إضافة الي فقر المساهمة في تقدم و نهضة الحضارة و الإنسانية . يبدأ الإمام بنقد التعليم الديني فيضع يده علي نقاط الضعف فيه و أسباب قلة العلماء الراسخيين المنوط بهم توجيه و إصلاح المجتمعات الإسلامية. يطرق شيخنا الجليل في أبواب الكتاب المتتالية مواطن الضعف و القصور في فهم المسلمين لمحاور و قضايا الإسلام الرئيسية المختلفة. بداية بالتخلف الحضاري عن الفاعلية في أنشطة الحياه و علومها المختلفة ظنا بأن الدنيا تقتصر علي زهد المعيشة في حين أنها دار السعي و الإعمار إمتثالا لتكليف الله. عرض الشيخ كذلك قضية التباعد/الانفصال بين سياسة الحكم و فقه العلم حيث تميز العلم الشرعي قديما بالنصح و النقد لإنحرافات الحكام يوم كان العلماء يعون أهمية دورهم و تجردهم لوجه الله.ثم إنحسر هذا الدور بظهور سياسة العصا و الجزره من الحكام تجاه العلماء العاملين في مختلف العصور. كانت العقيدة و الفهم الصحيح لأسسها محورا هاما تطرق له شيخنا الجليل ، حيث تكون الصلة الإلهية داعمة للإنسانية بالعموم و داعية لهداية البشر، بينما علي الجانب الآخر فتح الإغراق في علوم الكلام بابا عريضا للسفسطة و الجدال بلا عائد أو مردود علي أرض الواقع ، و صار الإختلاف علي الفروع -و ليس الأصول- مدعاة للفرقة و التنابز بدلا من الوحدة و التفاعل لصلاح الكون. ربط الشيخ تاليا بين العقيدة و أسس التربية السليمة المنوط بها الإعداد المطلوب للإنسان و فهمه لدورة بالكون. و كان الختام حول التجديد و الاجتهاد و الأسس الواجب توافرها في كل مجتهد/مجدد ليصبح مؤهلا للبحث و التفكر مستندا إلى قاعدة علمية صلبه تبتعد عن الميل أو الهوي الشخصي و تتجرد للعلم و الإنصاف و الإصلاح. كعادة الغزالي بإحياء قيمة العقل و التفكر كانت رسالة الكتاب الأخيرة بعنوان لماذا أنا مسلم؟ حيث استعرض النقاط الرئيسة التي تلخص عظمة هذا الدين بلسان أحد المقيمين بين جنبات الغرب المتمدن و الذي لم يفتتن بمغرياته.
يتحدث الشيخ الكريم عن أسباب ضياع الأمة الإسلامية و التي كان على رأسها الفساد السياسي بعد الخلافة الراشدة و تهميش العلماء و إتباع أهوائهم و شهواتهم على حساب الدين و الناس حتى حسب الآخرون ضياعنا نابعٌ من كتاب الله و هم في جهل عن بُعدنا عما شرعه الله لنا و ما ضياعنا إلا لبعدنا مروراً بالتعصب المذهبي الذي لا داعي له سواء كان الفرد شيعياً أم سنياً حنبلياً كان أو مالكياً كافياً منه شهادته ألا إله إلا الله و أن محمداً رسوله.. و قد دعى الشيخ ترك الفروع المهلكة للعقل و النفس و التمسك بالأصول و الوعي برسائل الإسلام الحميدة و خصاله المجيدة. هاجم الصوفية مع توضيح الأسباب و كونهم جزء ممن ساعدوا بهدم الأمة الإسلامية. مع توضيح خصائص الداعي للإسلام و المتحدث بإسم الدين فليس كل عربي، مسلم، طويل اللحية، حليق الشارب، باسم الوجه، مهدر طاقته بسحب حبات السبحة مؤهلاً للفتوى و الدعوة إلا إذا كان دارساً للغة و كل فنونها و القرآن و السنة و كل ما يخصهم.. إلى آخره. و في باب الإجتهاد و التجديد نسفٌ لألسنة الطاعنين في الإسلام بأنه بحاجة للتطوير و التنقيح و التغيير ليواكب العصر بحجة حرية الرأي و غلو أحكام الإسلام تاركين أنفسهم بحرية في تفسير آيات القرآن و تحليلها دون دراسة مسبقة له و حتى دراسة اللغة العربية و نحوها.. لسنا لأننا عرباً أن يُسمح لنا بالثرثرة عن كتاب الله إلا كون لساننا عربياً يؤهلنا لفهم تعاليم الله و سهولة الوعي به دون غيرنا من الأمم و سائر الأجناس. يحضرني قولاً ( حلاق بيقول الكمامة بتجيب الأمراض ) تعرض الإسلام لطمس تعاليمه و إهمال الحكام له و يوضح الشيخ مقومات العودة لما كنا عليه بالماضي و أولهم الإحتكام لكتاب الله و سنة رسوله. -أنصح بقراءته و إن كان في بعض الأجزاء إبهام فالأفضل الرجوع لأحد الآزاهرة.- رحم الله الغزالي و طيب ثراه