Jalal Al-Din Al-Suyuti عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري الأسيوطي المشهور باسم جلال الدين السيوطي من كبار علماء المسلمين. ولد السيوطي مساء يوم الأحد غرة شهر رجب من سنة 849هـ في القاهرة، رحل أبوه من اسيوط لدراسة العلم واسمه عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري الأسيوطي، وكان سليل أسرة أشتهرت بالعلم والتدين، وتوفي والد السيوطي ولابنه من العمر ست سنوات، فنشأ الطفل يتيمًا، وأتجه إلى حفظ القرآن، فأتم حفظه وهو دون الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، فاتسعت مداركه وزادت معارفه.
كان السيوطي محل العناية والرعاية من عدد من العلماء من رفاق أبيه، وتولى بعضهم أمر الوصاية عليه، ومنهم الكمال بن الهمام الحنفي أحد كبار فقهاء عصره، وتأثر به الفتى تأثرًا كبيرًا خاصة في ابتعاده عن السلاطين وأرباب الدولة. وقام برحلات علمية عديدة شملت بلاد الحجاز والشام واليمن والهند والمغرب الإسلامي. ثم دَّرس الحديث بالمدرسة الشيخونية. ثم تجرد للعبادة والتأمل.
عاش السيوطي في عصر كثر فيه العلماء الأعلام الذين نبغوا في علوم الدين على تعدد ميادينها، وتوفروا على علوم اللغة بمختلف فروعها، وأسهموا في ميدان الإبداع الأدبي، فتأثر السيوطي بهذه النخبة الممتازة من كبار العلماء، فابتدأ في طلب العلم سنة 1459م، ودرس الفقه والنحو والفرائض، ولم يمض عامان حتى أجيز بتدريس اللغة العربية، كان منهج السيوطي في الجلوس إلى المشايخ هو أنه يختار شيخًا واحدًا يجلس إليه، فإذا ما توفي انتقل إلى غيره، وكان عمدة شيوخه "محيي الدين الكافيجي" الذي لازمه الـسيوطي أربعة عشر عامًا كاملة وأخذ منه أغلب علمه، وأطلق عليه لقب "أستاذ الوجود"، ومن شيوخه "شرف الدين المناوي" وأخذ عنه القرآن والفقه، و"تقي الدين الشبلي" وأخذ عنه الحديث أربع سنين فلما مات لزم "الكافيجي" أربعة عشر عامًا وأخذ عنه التفسير والأصول والعربية والمعاني، حيث أخذ علم الحديث فقط عن (150) شيخًا من النابهين في هذا العلم. ولم يقتصر تلقي السيوطي على الشيوخ من العلماء الرجال، بل كان له شيوخ من النساء.
توفي الإمام السيوطي في منزله بروضة المقياس على النيل في القاهرة في 19 جمادى الأولى 911 هـ، الموافق 20 أكتوبر 1505 م، ودفن بجواره والده في اسيوط وله ضريح ومسجد كبير باسيوط. وفي الصفحة 90 من الجزء الثاني من حفي هذه النسخة.
ما أن تصبح سجدة السهو ركن من أركان صلاتي حتى أدرك أن عليّ المسارعة إلى (ترميم داخلي المهجور) كما يقول محمود درويش ولولا أني حملت هذا الكتاب عشوائيا عند انتقالي من منزل أبي لما فكرت بأن أبدأ عملية الترميم به ... وأقول هذا لأن علاقتي لم تكن جيدة مع أسباب النزول أثناء سنين الدراسة كنت أشعر بأنها تحبس الآية في عقلي لأجل سبب واحد و أشخاص معينين بينما تصبح التلاوة أقرب لقلبي عندما أومن بأنه لو سمع شخص ما في أقصى بقاع الدنيا آية فعصمته عن باطل أو هدته إلى حق لكان هذا الشخص أحد أهم أسباب نزول هذه الاية ولو بعد ألف حين من تاريخ وحيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .... إلا أني قررت أن أجعل لنفسي قراءتان واحدة عقلية أستعين بها بأمثال هذه الكتب القيمة وأخرى قلبية كما يقول الشاعر الباكستاني محمد إقبال في وصية أحد الصالحين لابنه :(( يا بني اقرأ القران و كأنه عليك أنزل)) الكتاب الذي بحوزتي هو( لباب النقول في أسباب النزول) فقط ليس مرفقا به أي شروحات ولتيسير أمر قرآته دونما ملل كنت أقفز فوق أسانيد الروايات لأصل إلى بدايتها وان احتجت إلى تقييمها أنظر في حاشية الصفحة لأعرف الصحيح من الحسن أو الضعيف أما ان كنت قارئا يهتم بعلم الجرح والتعديل فهذا شأن آخر. أعلم أنه ليس من اللائق أن يقول أحد أعجبني سبب النزول هذا عن سواه إلا أني لاحظت أن بعضها يستنفر خواطر ببالي أكثر من غيره فقررت أن أضع علامة بجانبها ثم أرى بعد إنهائي للكتاب أي موضوع منها ظل بالبال فكان تقريباً ثلث عدد المشار إليه وأود أن أدون منها ما أستطيع: سورة الكوثر: (لما مات إبراهيم ابن رسول الله (ص) مشى المشركون بعضهم إلى بعض فقالوا إن هذا الصابئ قد بُتر الليلة (بتر فلان أي مات أولاده الذكور ) فأنزل الله السورة فكانت تعزية الله سبحانه له.
سورة القدر: (أن رسول الله (ص) ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فعجب المسلمون من ذلك ) فأنزل الله ((ليلة القدر خير من ألف شهر )) أي التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها.
سورة القلم الآية (4): عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( ما كان أحد احسن خلقا من رسول الله (ص) ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال : لبيك .فلذلك أنزل الله هذه الآيه ) ...يحزنني في كثير من الأحيان علمي بقدر الكلمة الطيبة عند الله وقد يحول بيني وبينها الخجل حتى وان كانت لأبواي بينما في موقف خلاف لا يستطيع حتى لجام أن يوقف سوء حديثي. سورة التغابن الآية(16): نزلت في عوف ابن مالك الأشجعي كان ذا أهل و ولد فكان إذا اراد الغزو بكوا إليه ووقفوه فقالوا: إلى من تدعنا ؟ فيرق ويقيم ) فنزلت لأمره خاصة من دون أيات السورة كلها. سورة الرحمن (46): (أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ذكر ذات يوم وفكر في القيامة والموازين والجنة والنار فقال: وددت أني كنت خضراء من هذه الخضر تأتي عليّ بهيمة تأكلني وأني لم أخلق )فنزلت (( ولمن خاف مقام ربه جنتان)) سورة الأحقاف (11): (كانت لعمر ابن الخطاب أمة اسلمت قبله يقال لها زنين فكان عمر يضربها على إسلامها حتى يفتر وكان كفار قريش يقولون : لو كان خيرا ما سبقتنا إليه زنين ) فأنزل الله في شأنها الآية. سورة الأحزاب (4): عن ابن عباس قال:( قام النبي (ص) يوما يصلي فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترى أن له قلبين: قلبا معكم وقلبا معه! فأنزلها الله) ..وهذه الآيه من قرابة أسبوع كنت قرأت عنها تعليقا من أحد الناشطين السياسيين أرفقها بخبر عن رجل ببلد ما قام مؤخرا بتركيب قلب صناعي مع قلبه المعلول وانتقد بذلك من يتخذون أيات القران بلفظها الحرفي على أنها إثباتات علمية ... ورغم علمي بسلامة مقصده إلا أني كرهت سذاجة طرحه لها ولولا أني آليت على نفسي الصمت في النقاشات الواقعية والافتراضية لكان لي في الأمر مقال ..فالحقائق القرآنية ان لم تثبتها أدلة العلم الحديث فهذا لا يعني سوى عجزهذه الأدلة عن الوصول في ذلك الوقت وليس لأنه لا يجب الإعتداد بالآية كمرجع علمي وديني .. ولك أن تقيس على ذلك اية تكون الجنين فقد كانت في أول أمرها ضربا من الخيال في عقول سامعيها إلى أن أثبتها العلم بعدها بقرون ... أما بالنسبة لهذه الآيه فتفسيرها الحرفي تبعا لسبب النزول يعني به (الوجدان) أو ما يستقر في سويداء القلب لا القلب عينه ...وبالرغم من ذلك فقد سمعت لهذه الايه منذ زمن تفسيرا حرفيا من الشيخ الشعراوي رحمه الله قال فيه ان الله سبحانه استخدم لفظ رجل وليس إنسان مثلا لأنه من الممكن ان تحمل المرأة في جوفها قلبان ..قلبها وقلب وليدها وحينها حبست الدمع استحياء من والدي الجالس الى جواري واردت لو أقبل كف الشعراوي واعود إلى مجلسي مرة اخرى لأنه أنار بصيرتي إلى هذا المعنى الجميل تماما كشدة رغبتي في أن أصيح بوجه كاتب التعليق لأقول له ولمن رد عليه (ابتعدوا عن هذه الآيه فانا احبها) سورة النور (23): عن عائشة قالت: (رُميت بما رميت وأنا غافلة (تقصد حادثة الإفك) فبلغني بعد ذلك فبينا رسول الله (ص) عندي إذ أوحي إليه ثم استوى جالسا فمسح وجهه وقال : يا عائشة أبشري فقلت: بحمد الله لا بحمدك. فقرأ (( إن الذين يرمون المحصنات ...إلى قوله تعالى أولئك مبرؤن مما يقولون)) .. أعلم حادثة الإفك كلها إلا أني تأملت رد السيدة عائشة رضي الله عنها فوجدته رد امراءة لرجل تحبه ((بحمد الله لا بحمدك)) كانت تتعامل مع الرسول على اساس أنه محمد ابن عبد الله غير بقية ازواجه فهن يوقرونه كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولربما كان هذا أجمل ما فيها. سورة الحجر (49): (اطلع علينا رسول الله (ص) من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة فقال: لا أراكم تضحكون (أي ينهاهم عن المزاح) ثم أدبر ثم رجع القهقري فقال : إني خرجت حتى إذا كنت عند الحجر جاء جبريل فقال : يا محمد لما تقنط عبادي؟ ونزلت الآية) سورة التوبة (84): (لما توفي عبد الله ابن أبيّ جاء ابنه إلى رسول الله (ص) فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأله أن يصلي عليه فقام ليصلي عليه فقام عمر ابن الخطاب فأخذ بثوبه وقال: يا رسول الله أتصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي على المنافقين ؟ قال:( إنما خيرني فقال سبحانه : ((استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة)) وسأزيد على السبعين فقال : إنه منافق. فصلى عليه فأنزل الله (( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره )) فترك الصلاة عليهم. سورة التوبة (58): (بينما رسول الله (ص) يقسم قسماً إذ جاؤه ذو الخويصرة فقال: اعدل فقال (ص): ويلك من يعدل إذا لم أعدل؟ فنزلت الآية ) وهذه القصة ذكرها الحبيب على الجفري كمثال على المرات المعدودة التي رد فيها الرسول على الإيذاء بشئ غير الإعراض فكان هذا السؤال الإستنكاري منه (ص) هو رده فقط. سورة النساء (123): (تفاخر النصارى وأهل الإسلام فقال هؤلاء : نحن أفضل منكم وقال هؤلاء : بل نحن أفضل منكم فأنزل الله ألآية ) سورة النساء (32): أن أم سلمة قالت (( يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لها نصف الميراث)) فنزلت الآية وفي رواية أخرى (( أتت امرأة النبي (ص) فقالت : يا نبي الله للذكر مثل حظ الأنثيين وشهادة امرأتين برجل أفنحن في العمل هكذا ؟ إن عملت امرأة حسنة كتبت لها نصف حسنة ؟ فأنزل الله الآية)) ... والحقيقة لم أستطع منع نفسي من عقد مقارنة ظالمة بين نساء فاضلات كهاتين المرأتين تمنين المساواة بالرجال في مفاتيح الجنان كالجهاد و حسنات الأعمال او في عصب الحياة كالمال بينما ترتفع أصوات أخريات بالمطالبة بمفاتيح جهنم القضاء والرئاسة ...فلو أن امرأة أوتيت من العلم ما يساويها بعلم رجل آخر ظل هو الأصلح للقضاء أوالسيادة بينما تبقى هي الأفضل لتلقين وتعليم عشرة منه ليصبحوا مثله ولربما رفعت في الجنة بما صنعت بينما يلقى رجال كثر في النار بما حملوا فوق ظهورهم ... وما أن أسمع مثل هذا الهذي حتى اتوقع امرأة بائسة ولم اخطئ يوما في توقعي .فمتى سيفهمن انه ليس انتقاصا من شان أحد أن يقرر الله سبحانه أن الأرنب لا يستطيع الطيران وان لا يأكل العصفور الجزر. سورة أل عمران (188): أن مروان قال لبوابه : اذهب يا رافع الى ابن عباس فقل : لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذباً... فلنعذبن أجمعون. فقال ابن عباس : (( ما لكم وهذه ؟؟ إنما نزلت هذه الآية في أهل الكتاب سألهم النبي (ص) عن شئ فكتموه إياه واخبروه بما سألهم عنه ..واستحمدوا بذلك إليه وفرحوا بما أتوا من كتمان ما سألهم عنه))فنزلت فيهم .... وأراحتني هذه القصة فبرغم علمي أن المدح يفسدني إلا أني أحبه للأسف. سورة البقرة (62): (لما قصّ سلمان الفارسي على رسول الله (ص) قصة أصحابه قال (ص): هم في النار . قال سلمان : فأظلمت عليّ الأرض فنزلت الآية إلى قوله تعالى ((ولا هم يحزنون)) فقال سلمان : فكأنما كشف عني جبل ) ... وبهذه القصة قمت بإعدام رجل طائفي مكفهر الوجه وله قرحة بجبينه يظنها علامة الساجدين اكتشفته يدور بعقلي مصادفة حينما تحمس رجل مسلم اعتاد التعامل مع أعراق وديانات عدة لخبر ترشيح راهبة تدعى (ماجي جبران) لجائزة نوبل فوجدت هذا الطائفي يسفه الجائزة ويحقر الترشح لها ويسرد على مسمعي أسماء كل المنحطين اللذين حصلوا عليها ...وحينما تخيلت مكانها د. هبة رؤوف عزت بما أني أراها أجمل نساء الأرض فاذا له ردة فعل أخرى تماما ...وبالرغم من اني احمل في زاوية بعقلي مقصلة حادة اقوم بإعدام العشرات فيها كل ليلة لأستطيع ان أبقي على وجه ساذج في صباح اليوم التالي إلا اني اكتفيت باعتقاله ...حتى قرأت هذه القصة فتأملت قول سلمان (( فأظلمت عليّ الارض)) ثم قوله ((فكأنما كشف عني جبل)) وعلمت حينها أن امامي شوطا طويلا إلى نقاء السريرة فلقد تمنى الجنة لأهل حق وعبادة وضنيت بتقدير دنيوي على امراة فاضلة كمثل هذ الراهبة .. وسألت من حولي عن رايهم بها فتراوحت الإجابات من لا مبالي الى طائفي ثم الى متطرف إلا أن الاسوء على الطلاق كانت هذه (( اتعلمين ان المسيحيين احتكروا حرفة المزابل والقمامة منذ عقود ؟؟؟ وأنهم يجنون من وراء ذلك ثروات طائلة ..هذه المرأة تساعد الأشخاص الخاطئين)) وترحمت في أسى على رجلي الطائفي فلقد كان الأطيب بنهاية الأمر. وربما لم أرمم شيئا من المهجور في نفسي لكني ادرك الان اكثر من ذي قبل أن اقل أمراضي الدينية خطورة هي سجدة السهو فالله المستعان.
أردت أن أقرأ ببعض كتب التفسير. و قررت أن تكون قراءتي الدائمة عبارة عن مجموعة من كتب التفسير. و عند بحثي عن بعض كتب التفسير في المكتبة وقع هذا الكتاب في يدي و هو عن أسباب نزول الآيات. فأخذته و بدأت قراءته منذ بضعة أيام.
كتاب مرتب و جميل. مختصر للغاية, و اختصاره هو ميزته و كذلك عيبه.
جهد مشكور للامام السيوطي في جمع الأحاديث التي وردت في أسباب نزول الآيات كتب اسباب النزول في الاساس يستأنس بها في السبب الاحتمالي لنزول الايات لأن اغلب الاحاديث تكون ضعيفة الكتاب به قدر كبير من الاحاديث الضعيفة وددت لو نقحت قليلا.
وأسباب النزول غالبًا ما تذكرها كتب التفسير ضمن حديثها عن الآية، ولكنها هنا أُستخلصت جميعًا في كتاب واحد، مع ترتيبها على حسب السور ورقم الآية، في جهد أكثر ما قد يقال فيه إنه جهد تجميعي من المؤلف، فهو يقول في المقدمة: أشهر كتاب في هذا الفن الآن: كتاب الواحدي، وكتابي هذا يتميّز عليه بأمور، أحدها: الاختصار، ثانيها: الجمع الكثير، فقد حوى زيادات كثيرة على ما ذكر الواحدي، ..، ثالثها: عزوه كل حديث إلى من خرّجه من أصحاب الكتب المعتبرة، ..، رابعها: تمييز الصحيح من غيره والمقبول من المردود، خامسها: الجمع بين الروايات المتعددة، سادسها: تنحية ما ليس من أسباب النزول
وهذا آخر المقدمة، ومن هنا نشرع في المقصود، بعون الله المعبود
تفاءلت أنا أيضًا بهذا الكلام، وأستعنت بالله، ولكن الآن عندما تُجمع أسباب نزول الآيات في كتاب واحد مختصر، وتطالعها جميعًا في أيام يسيرة، تتبدّى أشياء
فأغلب أسباب النزول المذكورة تندرج تحت باب قيل وقال، مثل أن يقول فلان الصحابي الذي عاصر نزول القرآن إنها نزلت في كذا، ويقول الآخر بل في كذا، ويقول الثالث: بل تالله قد نزلت في كذا، فيتدخل المحدثون بينهم ويقولون: ولم لا تكون نزلت بسبب الحوادث مجتمعة، ولم لا نجمع بين رواياتكم المتناقضة في الحلال، أو ربما قد تكرر نزولها مرتين أو أكثر، لا مانع على الإطلاق!، بل ربما أراد الله أن يذكّر بها نبيه مرة أخرى عندما حدثت الحادثة الثانية، أو ربما أنت أيها الصديق لم تقصد بقولك "نزلت هذه الآية في كذا .."، بأن هذا هو سبب النزول، بل قصدت بالتأكيد التفسير وأن حكم الآية يعالج هذه الحادثة التي تذكرها وإن كانت وقعت بعد نزول الآية بزمن طويل!
لا يقين في هذا الكتاب، ولا رائحة يقين، وكمثل الذي جزم بأن تلك الآية نزلت في هذا الشخص، لتسمع أم المؤمنين عائشة كلمته وتقول له: والله ما أنزلت فيه بل في فلان!، والكتاب - مع ما فيه من هذه الروايات التي لا تُجتمع معًا إلا بتكلّف ظاهر - به أحاديث ضعيفة كثيرة أشار المؤلف إلى ضعفها أو لم يشر، ولا أدري لماذا ذكرها أصلاً - ما دام لا يعقّب عليها بطائل - إلا إن كان هدفه هو حصر الزيادات على كتاب الواحدي، ولا أدري كذلك سوى إن هذا الكتاب وهذا الجمع الكثير جعلني أعذر من قرأ وهو شاكٍ أصلاً أمثال هذه الأسباب التي تفسّر نزول بعض آيات القرآن، قبل أن يقول أن النبي محمد هو مؤلف هذا القرآن!، كيف ألومهم حقًا
ثم ومن ناحية أخرى هذه الرواية المعروفة، والواردة بهذه الألفاظ المستخدمة بالذات، القائلة: حدثنا سليمان بن داود ، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن خارجة بن زيد قال : قال زيد بن ثابت : إني قاعد إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أوحي إليه ، قال : وغشيته السكينة ، قال : فوقع فخذه على فخذي حين غشيته السكينة . قال زيد : فلا والله ما وجدت شيئا قط أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم سري عنه فقال : اكتب يا زيد. فأخذت كتفا فقال : اكتب : "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون" - إلى قوله - "أجرا عظيما"، فكتبت ذاك في كتف ، فقام حين سمعها ابن أم مكتوم - وكان رجلا أعمى - فقام حين سمع فضيلة المجاهدين فقال : يا رسول الله ، وكيف بمن لا يستطيع الجهاد ممن هو أعمى ، وأشباه ذلك ؟ قال زيد : فوالله ما مضى كلامه - أو ما هو إلا أن قضى كلامه - حتى غشيت النبي صلى الله عليه وسلم السكينة ، فوقعت فخذه على فخذي ، فوجدت من ثقلها كما وجدت في المرة الأولى ، ثم سري عنه فقال : اقرأ. فقرأت عليه : "لا يستوي القاعدون من المؤمنين .." .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "غير أولي الضرر" .. قال زيد : فألحقتها ، فوالله لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع كان في الكتف
وكأن حقًا لا معنى لـ: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا"!، وكأن ما سكت عنه - تعالى ! - في صياغة الآية الأولى قد أوقع فئة كبيرة من الناس - لها عذرها الطبيعي - في المشقة وحمّلهم ما لا يطيقونه، وليس جزء "غير أولي الضرر" مكمّل للآية، وإنما هو ببساطة استدراك وأتى وحُشر في نصف الآية التي سبق وأنزلت حتى آخرها منذ لحظات قليلة!، فآية "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا" أحسستها بالمناسبة غائبة تمامًا عن كثير من أسباب النزول المذكورة!، ثم أحيانًا تكون الرواية ساذجة، لا تملك أمامها سوى الابتسام عند تخيّل المشهد!، فأوائل سورة المعارج: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)
قال المؤلف بإسناد ينتهي إلى الإمام الحسن، ولم يقل شيئًا عن صحته من عدمه، ما معناه إنه نزلت الآية الأولى، ثم انقطع الوحي عندها، وأن الآية اليتيمة هذه سمعها الناس - الناس: أي الجمع الكثير! - فتحيّروا، وتساءلوا فيما بينهم: على مَن يقع العذاب؟!!
فعند ذلك أنزل الله البقية، أي الآية الثانية مباشرة، وهي: لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِع
ألا أن هذا الكتاب الذي يجمع أسباب النزول على هذا الشكل، يصدق فيه قول الله تعالى في محكم التنزيل: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ- إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ - وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ
وأحسب من زاوية ثانية، أن الحكائين والواعظين (من عينة الذين كان يطردهم الإمام علي وغيره من الأئمة من الجامع متى رآهم اتخذوه مكانًا لسرد أكاذيبهم الوعظية) وجدوا في مجال أسباب النزول منزلاً خصبًا لتأليف ونسج الحكايات وتخيّل المشاعر والانفعالات
أيها الناس .. إنه لما نزلت يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ، قال الرسول: يارب!، كيف أصنع وأنا وحدي يجتمعون عليَّ، فنزلت: وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
مثلاً
وأوشك الكتاب بين يدي على الانتهاء في ذات الوقت الذي رأيت فيه أن هدية مجلة الأزهر لهذا الشهر هو كتاب د. عبد الرحمن بدوي في الدفاع عن القرآن ضد أقاويل المستشرقين، وبدا الأمر لي وكأنها مصادفة غريبة
هو من أفضل الكتب التي أهتمت بأسباب النزول وبينت أهميتها فهم أسباب النزول يُعد من أهم شروط التفسير وفهم المعنى الكلي والمقاصدي من الآية أو السورة لذلك كتب التفسير تعجّ بالأحاديث التي تهتم بأسباب النزول لكن قام السيوطي جزاه الله كل خير بأن جمّعها بكتاب واحد سهل على الطالب الوصول اليه
يوجد هذا التفسير ملحق بالقرآن الذي اخذته هدية لتفوقي في الإعدادية ولايزال شريكي الي الان اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا ونور ابصارنا وجلاء همومنا واحزاننا
كتاب ينتقي بعض الايات (الآيات التي ورد سبب في نزولها غالبا) من بعض السور _توجد سور برغم كبرها تأخذ منها آية واحدة وأخرى لم ترد في الكتاب أصلا_ ويضع سبب نزولها بإختصار . مقدار الفائدة ليس بالكبير...
لباب النقول في أسباب النزول ،، للإمام جلال الدين السيوطي 🌷 ~ دعا النبي ﷺ لابن عباس : "اللهم فقّهه في الدين" ~ كم مرة قرأنا القرآن و استوقفتنا آيات لمعناها ؟ أو لمعرفة من المقصود بتلك الآيات ؟ 🌷 "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" 🌷 من الأسباب المعينة لفهم القرآن وتدبّر معانيه معرفة أسباب النزول 🙏🏼 ~ من خلال تجربتي الشخصية ، بفضل الله سبحانه وتعالى ثم هذا الكتاب ، اختلفت كليّاً طريقة قراءتي وفهمي للقرآن .. ~ يجمع الكتاب عدة أحاديث ربطها الناقلون بالآيات التي تحمل سبب نزول ، و يبين الكاتب الضعيف منها و الصحيح 👍🏼 ~ لا يسعني إلا أن أقول أنّي اعتبرته من الأساسيات التي يجب أن يمتلكها كل مسلم في مكتبته 🙏🏼💕 ~ مثال على المعلومات القيّمة في الكتاب : في سبب نزول الآية "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا" - لماذا استخدم الله ﷻ صيغة "لا جناح عليه" رغم أن السعي واجب في الحج والعمرة ؟ - السبب في ذلك يرجع إلى أن من عادات الجاهلية السعي بين الصفا والمروة كذلك ،، فعندما نزلت شعائر الحج والعمرة ، ثقل على المسلمين أن يقوموا بفعل اعتادوا عليه قبل الإسلام ،، فأنزل الله سبحانه وتعالى الآية بصيغة "فلا جناح عليه" ~ كتابنا القرآن معجزة ، ولكي نعلم مدى عظمة تلك المعجزة ، علينا بفهمه ، و أن ندعوا الله أن ييسر لنا فهمه و تدبره و يجعله ربيع صدورنا 💕 ~ #كتاب_رحمة 📚💕
لباب النقول في أسباب النزول هو كتاب من تأليف جلال الدين السيوطي (849 هـ/1445 م- 911 هـ/1505 م)، في باب أسباب نزول آيات القرآن. يُعتبر هذا الكتاب من أهم ما أُلِّف في باب أسباب النزول، ويتميَّز على كتاب أسباب النزول للواحدي بالاختصار، والزيادات عليه، وعزو كل حديث إلى من خرَّجه من أصحاب الكتب المعتبرة، وتمييز الصحيح من غيره، والمقبول من المردود، والجمع بين الروايات المتعددة، وتنحية ما ليس من أسباب النزول يعزو السيوطي كل حديث يذكره إلى من خرجه، مثل:
الكتب الستة المستدرك صحيح ابن حبان سنن البيهقي الدارقطني مسند أحمد ومسند البزار ومسند أبى يعلي الموصلي معاجم الطبراني تفاسير ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبى الشيخ وابن حبان والفريابي وعبد الرزاق وابن المنذر وغيرهم. أما الواحدي فتارة يورد الحديث بإسناده وفيه مع التطويل عدم العلم بمخرج الحديث، وتارة يورده مقطوع
أعتقد إنه أحد أخف كتب أسباب النزول، وأكثرها اختصاراً (أقل من ٣٠٠ صفحة) ولكنه من أشهرها. معرفة أسباب النزول يساعد في فهم أعمق للآيات عند قراءتها وحفظها. من الجيد ذكره لإسناد الأحاديث ومنها ما هو ضعيف. لكن أكثر ما استغربته عدم ذكر أسباب نزول الآيات الأولى من سورة النجم لأنها قصة مشهورة في مجادلة قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم. عموماً الكتاب ممكن أن يعتبر مقدمة لأساب النزول، ومن أراد أن يتعمق فيمكنه مطالعة كتب أكبر مثل كتاب الواحدي وكتاب ابن حجر (العجاب) وكتاب المزيني.
كتاب رائع في الإحاطة ببعض أسباب النزول اذ يصف الحالة التى نزلت فيها الآية مما يزيل بعض الغموض المحيط بفهمها ويوضح المقصود منها خاصة ان لم يفهم من ظاهرها، كما أنه يشعرك بالحالة والواقعة التى نزلت فيها كأنما حضرت ذاك الحدث.على الرغم من أنه اختصر ولم يهتم بشرح المعاني واكتفى بالإيراد. كما أنه ذكر الأحاديث وان وجد فيه ضعف أو سند مجهول وبعض الأحيان علق على الأحاديث بدون شرح سبب تعليقه عليها كذكره حديث غريب ولم يذكر وجه الغرابة فيه.