يتحدث د/ عبد الوهاب المسيرى من خلال صفحات هذاالكتاب عن المرأة وما أكثر قضاياها فيحدثنا عن الإنسان والمساواة وحركتى تحرير المراة والتمركز حول الأنثى وعلاقتها بالصهيونية وهو خير من يتحدث عنها كما يفرق بين التحرير والتمركز حول الأنثى الذى يتعامل مع المرأة وكأنها كائن خارج المجتمع الإنسانى ولا توجد بينهما وبين الرجل روابط إنسانية مشتركة ثم يقدم الحل والذى لم يكن تحرير المرأة ولكن هو إعادة تعليم الرجل حتى يعرف قدر المرأة ويعاد بناء الأسرة التى تأكلت جدرانها ولم يعد إصلاحها متوقف على المرأة فقط
ما أشبه المسيري هنا بمصطفى محمود. تناول عام و سطحي و خلط للمفاهيم و رفض للواقع و اسقاط ملتبس يتلاعب بوعي القاريء و يلقي به للمنطقة التي أرادها الكاتب و صادفت هوى القاريء. الكتاب يقول لك ما تحب أن تسمعه كرجل شرقي و يحد من طموحك كامرأة شرقية للتحرر الذي هو طموح محدود من الأصل ولكنه يحده بشياكه و أناقه و بصورة تبدو علمية لا دينية مع أنها بمنطلق نفسي مجتمعي ذكوري بحت بمرجعية دينية تقليدية لم تفلح حياة المسيري في بلاد الغرب بزحزحتها قيد أنملة يعادي القيم الغربية بحلوها و مرها و يرفض قيمهم الانسانية و حريتهم كما حقوقهم المزعومة للإنسان انطلاقنا من حقنا في تفصيل قيمنا الانسانية طبقا لتاريخنا و حضارتنا ناسيا أن لدينا تاريخا انسانيا مشتركا مع الغرب و هو الذي ينادي بالتاريخ المشترك بين الذكر و الأنثي و يعادي الحداثة السائلة و ما تفرضه من تعدد المراكز و تلاشي الحدود و الثوابت التقليدية الجامدة. ان أردت أن تقرأ لمن ينصف المرأة في ضوء تاريخنا و حضارتنا و ديننا فلتقرأ الكتاب الماتع : دوائر الخوف. قراءة في خطاب المرأة و لا تقرأ هذا الكتاب المائع
يفرق الدكتور عبد الوهاب المسيري بين ( حركات تحرير المرأة ) قديما والتي نشأت من رؤية " هيومانية " متمركزة حول الإنسان ، وبين حركة الـ ( fiminism ) التي ظهرت في عصر ما بعد الحداثة ، والتي تتمركز حول الأنثى كموضوع مادي ، تبحث لها عن هوية وانتماء وتضعها في مواجهة مع الرجل ، مما يزيد الهوة بين الرجال والنساء ويلغي الطابع الإنساني للعلاقات بين الطرفين. هذا الكتاب فسر لي ما كان ينفرني من نصوص بعض الكاتبات العربيات ، وهو ما يرسمنه عادة من صورة ( الرجل ) الذي يمثل مادة للانتقام و موضوعا للإدانة والكراهية. يوصلنا الكاتب في نهاية المطاف أنه لا بد من استبدال مفهوم ((تحقيق الذات بشكل مطلق )) بمفهوم آخر ألا وهو (( تحقيق الذات ضمن نطاق الأسرة )) و يشير - بما أعتبره إشارة واهنة - إلى دور الرجل هنا إذ يقول (( لا بد أن يعاد تعليم الرجل بحيث يكتسب بعض خبرات الأبوة والعيش داخل الأسرة والجماعة .... بهذه الطريقة سيكون بوسع الرجل أن يشارك في تنشئة الأطفال ، وأن يعرف عن قرب الجهد الذي تبذله المرأة \ الأم . و من ثم يمكن لإنسانيتنا المشتركة أن تؤكد نفسها مرة أخرى )). أعتقد أن دور الأم موجود فطريا في داخل كل أنثى كرغبة قبل أن يكون واجبا ، لكنه يصبح عبئا في مجتمع تتولى فيه ربات المنزل – المتفرغات – إدارة حلقات القيل والقال والانشغال بكل ما هو تافه عموما ، حتى ليبدو العمل خارجا هو الوسيلة الوحيدة للمرأة كي تنأى بنفسها عن أجواء كهذه، إضافة إلى أنه الحل الوحيد كي تفرغ حاجتها للتواصل الاجتماعي مع أناس لديهم نفس الاهتمام على الأقل فيما يخص العمل . لو كان هناك مؤسسات اجتماعية تعنى حقيقة بشؤون المرأة – وأنا لا أتلكم هنا عن الجمعيات النسوية المتوفرة بكثرة والتي تتلخص اهتماماتها ببعض البرامج الترفيهية – لو أوجدت جمعيات تهتم بإشباع حاجات المرأة الفكرية و تمدها بما يساعدها في تنشئة أولادها .. ، فإن عدد الأمهات اللواتي سيتخلفن عن دور الأمومة سينخفض بشكل ملموس . فيما عدا ذلك ، أعتقد أنه من الصعب على أي امرأة أن تجعل من المنزل مستقرها ومتاعها إلى أجل غير مسمى ،خاصة إذا كان الزوج لا يقاسمها شيئا من تلك الأعباء ولا يقدر جهدها في ذلك فيغدو هو ((محققا لذاته بشكل مطلق )) و هي (( لاغية لذاتها بشكل مطلق )) .
بحث مهم يبرز اهم فروقات بين حركة تحرير المرأة و بين حركة التمركز حول انثى (féministe) . مستعرض التطور الذي عرفته الحضارة الإنسانية من الفكر الانساني الى ما يسمى الآن بصيرورة او الحداثة السائلة ( طبعا تذكرت انه ينتظرني في مكتبتي ) . .و يختم البحث بطرح لطريقة الصحيحة و السليمة حسب رأيه لتحقيق حقوق المرأة دون إفراطٍ او تقصير . نقطة تحسب الى دكتور عبد الوهاب انه يطالب بالاعتبار العمل ك قيمة انسانية لا قيمة مادية. وبذلك تعطى أمومة اسمى وظيفة و تلغى عبارة لاشئ من خانة المهنة في بطاقة التعريف 📌اشجع بشدة على قراءته 📌بعد اطلاع عليه سوف تفهم بطريقة مختلفة رواية دان براون شيفرة دافنشي
أحب أولاً أن أسأل : من هي المرأة؟ أقصد كيف يكون النظرة إليها؟
هل هي النوع البيولوجي المغاير المساوي للرجل تمامًا في مشاعره وعواطفه وضعفه واختلاجاته النفسيه والشعورية؟ بغض النظر عن الاختلافات الفسيولوجية بينهما
أم هي الجنس المكمل للرجل سيد الكون والقائمة على خدمته والاعتناء بشؤونه في مقابل الحماية والإنفاق؟
إن كان النظرة إليها حسب التعريف الأول فنحن هنا نقف على أرض صلبة.. وإن كان ثمة مهاترات كثيرة ستجري فإننا قد نصل إلى نقطة اتفاق حتى وإن اختلفنا في باقي النقاط..
أما إن كنت تنظر إليها بالنظرة الثانية.. فانتظرني قليلًا حتى نفرغ من مناقشة أصدقائي أنصار الجزء الأول..
فتعالوا هنا نتحدث عن شيئين.. هل المسألة في وضع نظرية أو إنشاء قاعدة لفهم الأمر؟ أم تكييف ظروف المرأة مع ظروف مجتمعها؟
إن كان المسألة كلها نظرية حول قضية المرأة في ذاتها وكان هناك ثمة اعتراف أنه لا تفاضل بين الرجل والمرأة في أي شيء من ناحية الاستقلال الذاتي والنفسي والشعوري..فأعتقد أنه من حق المرأة وقتها/الجنس الآخر أن تقرر قرارها بنفسها عما تريد أن تكون..
هذا بافتراض الاتفاق على بديهية شعور الإنسان بالحرية وحقيقة أو توهمه أنه يقرر أموره بنفسه لا يحتاج إلى تدخل خارجي من أي نوع..
اقصد إن الاعتراف بالمرأة كإنسان كامل النمو العقلي والنفسي والشعوري (بالنسبة لوضع الإنسانية في العصور الحديثة بالطبع لا في المطلق لأنه مطلقًا ليس هناك مقياس محدد للنضج)
يحتم علينا الاعتراف بحق المرأة في اختيار مسلكها الذي تسلكه والطريق الذي ستمشي فيه.
حسنًا..
هنا يقول د.المسيري إنهم يتكلمون عن المرأة بشكل مستقل متناسيين حق الأسرة..
وهذا الكلام سمعناه من مفكرين كُـثـُر عظام ينتمون للمعسكر الإسلامي أبرزهم على الإطلاق د.مصطفى محمود
وأريد أن أقول.. إن تكوين الأسرة لابد أن يأتي من خلال زوجين من البشر مختلفين من حيث النوع البيولوجي ذكر وأنثى..
و وضع اللبنة الأولى في الأسرة لابد أن يأتي من خلال نظرة شريكي هذه الأسرة لها..
وهذه النظرة لن تأتي إلا من خلال رؤية واضحة المعالم دون ضغط أو تدخل من أحد بإرادة حرة تمامًا لا تشوب نزاهتها شائبة..
فكيف إذًا ستأتي الإرادة الحرة؟ النظرة الناضجة؟ وهناك فتيات لا يعملن وينتظرن ابن الحلال لكي يضع أساسيات لهذه الأسرة بنظرته الأحادية بصفته الشخص الناضج الوحيد في الأسرة المكونة من شخصين _حتى الآن_ وأن ثمة إخراس لصوت الأنثى في هذا الصدد بصفتها شيء يتم الإنفاق عليه..
نعم أريد أن اقول أن حرية القرار ونضج الرؤية ينطلق أولاً من استقلال مادي والذي بالطبع هو قرين الاستقلال المعنوي..
فليس هناك بشخص حر وهناك من ينفق عليه حتى وإن كان والده.
والنفس الإنسانية تميل بطبيعتها إلى التسلط والتحكم في الإنسان الآخر.. وليس هناك أقوى من قوة المال لتفعيل هذا التحكم..
أنت الآن تقول الأسرة وأنا أقول لك أن الزواج ليس إلا مرحلة من المراحل .. بحيث أنه يأتي التعليم ثم بناء الذات وتعليمها وتثقيفها.. ومحاولة إيجاد حقل عمل مناسب للقدرات والمهارات التي يملكها الإنسان سواء كان أنثى أو ذكر.
(وقد اتفقنا سويًا على تساوي كل منهما من حيث النمو العقلي والشعوري)
وأرى الدكتور المسيري يستخدم أدوات عاطفية بعبارات رنانة منها أنهم يستخدمون المرأة للزج بها في سوق الاستهلاك وأن : لعله قد يكون من المفيد ألا نتحدث عن "حق المرأة في العمل" (أي أن تعمل في رقعة الحياة العامة نظير أجر), أي العمل المنتج مادياً الذي يؤدي إلى منتج مادي (سلع - خدمات). ونعيد صياغة رؤية الناس بحيث يعاد تعريف العمل فيصبح "العمل الإنساني", أي العمل المنتج إنسانياً ( وبذلك نؤكد أسبقية الإنساني على المادي والطبيعي).
فلماذا إذًا ننأى بالمرأة مذا الحقل الاستهلاكي والسوق الذي تسحب من إنسانية الإنسان ومن رصيده العاطفي والشعوري.. ونزج بالرجل فيه؟
لماذا الرجل إذًا ضحية لهذه الأشياء؟ إن كان ثمة ضرر للمرأة من التعامل والاحتكاك بالسوق وساحة العمل التجاري وثقافة الاستهلاك .. فهو أيضًا مضر بالرجل ويجب أن نحرص على إبعاده عنها كما نحرص على المرأة كذلك!!
ثم إنه بالحديث عن حق الأسرة فهو اعتراف ضمني بأنه نعم : المرأة لم تخلق لغير الزواج والإنجاب..
طبعًا الزواج والإنجاب أمر مهم جدًا ومن أركان الحياة.. ولكنه ليس الركن الوحيد
إذًا فبناء الذات اولاً _وهو الشيء الواجب على كل إنسان_ ثم الدخول في تحمل مسؤولية بناء أسرة وإنجاب أطفال..
إذًا فبناء الأسرة مرحلة .. محطة من ضمن المحطات وليس هو المحطة الوحيدة..
وهكذا يمتد د.المسيري في استخدام العبارات الرنانة لإثارة عواطف القاريء واستنفار مشاعره بكلام من نوعية : أن معدلات الاستهلاك تجعل من المرأة سلعة.. و وجود شركات التجميل تجعل المرأة دائمًا غير راضية عن شكلها وعن جسدها وأنها غير مرغوبة جنسيًا..
حسنًا ولم لا نقول أن هناك أيضًا شركات تستهدف الرجال؟
ودعنا نقول : هل كل النساء يلهثن وراء هذه الشركات ومنتجات التجميل؟ أم أن المسألة مسألة وعي؟
هل تريد أن تقول أن المرأة/الإنسان منزوع الوعي وينهار ببساطة أمام مؤامرات الاستهلاك ضده ؟
كفاك حتى هنا صديقي المسيري ودعونا نتكلم عن الفريق الآخر..
مالذي دعاك لكي تقول أن المرأة كيان مخلوق لخدمة الرجل مقابل الرعاية والإنفاق وأن ثمة قوامة للرجل على المرأة؟
كيف سولت لك نفسك أص��اً أن تقول هذا أو تفكر فيه إلاعن طريق خضوع المرأة للرعاية والإنفاق سواء من الوالد أو من الزوج أو من الأخ ؟ و وقوعها تحت سطوة الرعاية الذكورية ؟
حسنًا فأعتقد الاستقلال المادي/ النابع من الاستقلال ��لمعنوي هو الأصل..
أريد أن أقول أن هناك فيلسوف لا أذكر أسمه قال :
" ستتحرر المرأة عندما لا يصبح هناك دعاوى لتحرر (المرأة) "ـ
ولأن المرأة لا تملك الإنفاق على نفسها ولا رعاية وحماية نفسها فإنها لا محالة ستتعرض لأن تصبح ألعوبة في يد الرجل بدافع التحكم المادي والسلطوي
وأخيرًا أحب أن أقول شيئًا موجزًا :
أعتقد أن إيمانك بحرية المرأة من عدمه نابع من تجربتك الذاتية لا من قواعد مطلقة!
بحيث أن حتى كاتب الكتاب عندما رأى تجربته مع زوجته دعاه هذا لكتابة الكتاب والاستطراد عن حق الأسرة ودور المرأة داخل إطار الأسرة لا داخل ذاته..
وشيء آخر:
نظرتك لـ " الفيمينستس " من حولك وأن هناك بعضًا منهم يجعلون من الأمر حربًا لا تهدأ بين الرجل والمرأة ويعملون فعلاً على تثوير الرجل ضد المرأة حتى أن المرأة نفسها تدعي أنها أفضل من الرجل وأنها الأصل والأساس والـ......إلخ إلخ إلخ
لذلك تظن أن قضية المرأة هذه ودعاوى تحررها مجرد ترهات وهلاوس وهواجس نفسية داخل أدمغة الداعين لها..
حقيقة يبقى سؤال هو مايحدد نظرتك لقضية المرأة :
" هل ترى أن ثمة ظلم وتمييز واقع على المرأة وخصوصًا في مجتمعاتنا العربية أم لا ؟ "
لا أستطيع أن أصِفَ بالضبط السعادة التي تغمرني عندما أفكر أن شخصًا لا يعرفني و لا أعرفه، تفصل بيني و بينه حقبة زمنية طويلة، و أجده قد صاغ ما أفكر فيه بنفس الأسلوب و النمط اللذين تمنيت أن أعبرَ بهما عما يعتري جوارحي من تساؤلات و محاولات فاشلة للإجابة عنها بطريقة تُرضي فضولي، هذه الخاطرة من أهم الأسباب التي تقوي الوشائج الثقافية بيني و بين أيّ كاتب، حتى في تخصصي الدراسي أيضًا! أتذكر في إحدى محاضرات النحو، و نحن في مصر ندرس النحو على الطريقة البصرية، لأسباب يطول ذكرها، و أنا أجد الكثير من التعنت في هذه المدرسة، و بالفعل حدث آنذاك أن الدكتور كان يشرح شاهد شعري مُستشهَد به في إحدى قضايا الأسماء الموصولة، طريقة التوجيه الإعرابي لهذا الشاهد أغاظتني و أفقدتني صوابي، تأويل و تعقيد للمعنى لا طائلَ من وراءه، و وجدت نفسي أرفض هذا الإعراب و أخترعت إعرابًا وجدت أنه أكثر منطقيةً، فوجئت بعدها أن الدكتور بعدما بحث في كتب النحو، وجد ابن جني في الخصائص يقرّ بنفس رأيي، و أنا في حياتي الدراسية و الثقافية لم أتصفح كتابًا واحدًا لابن جنِّي! الطريف أن هذا الموقف تكرر بيني و بين ابن جني في أكثر من قضية، سواء في علم الأصوات أو الصرف أو النحو، لإن ابن جني كان موسوعيًّا، فأصبحت عندما أُسأَل عن مدرستي أرد بكل ثقة: " أنا على مدرسة ابن جنِّي " حينها يظن الطرف الآخر أني أهزأ به، و لكن هذا الصدق والله، أعتبر هذه الفكرة من إحدى نعم قضاء الكثير من الوقت برفقة الكتب، فقد أصبح لديك صديق، يفكر مثلما تفكر، و يؤمن بما تؤمن به، و يعكس آراءك على نحو لم تتوقعه، شعور غريب و ساحر، و لم يحدث معي إلا ثلاث مرَّات، د/المسيري، د/أحمد خالد توفيق و ابن جني، رحمهم الله و غفر لهم و أسكنهم فسيح جناته، أعظمْ بهم عقول كانت سببًا لتنوير عقول الأمة العربية! في الواقع أنا من أشد كارهي و مبغضي الحركات النسوية، على الأقل في وطني مصر، أراهن غير محددات، متعصبات، يرددن شعارات فارغة لا معنى لها، جمل غوغائية ديموجاجية لا تستطيع أن تلتقط منها سوى المعاني الآتية: الرجال وحوش، النساء لسن أقل من الرجال في أي شيء، النساء تستطيع فعل أي شيء و في كل وقت، النساء لم يُخلقن من أجل العمل في المنزل و المطبخ و تربية الأطفال، الرجال لا يبغون سوى المتعة و بعدها لا يكترثون بمشاعر نساءهم، بجب أن نعتبر أن كلًّا من الرجال و النساء نوع واحد لا فرق بينهم. و هذه أفكار مزعجة للغاية في وجهة نظري، و ليست محددة، يعني يشبهن الأطفال في التصميم على شيء معين و الصراخ عليه بدون أي محاولة منه كي يسمع من أي طرف آخر، و في الواقع أتذكر أني في إحدى المرات سمعت واحدة منهن تعترض على فكرة الأفراح الإسلامية: " ده اغتصاب لحقوق المرأة في إنها تحظى بفرحة طبيعية، ده تنفيذ للأفكار الوهابية و تنظيم داعش" والله ضحكت، ضحكت كثيرًا من طريقتها في التعبير التي تساوت فيها بامرأة جاهلة لم تقرأ كتابًا واحدًا، و هي ما شاء الله قبل اسمها يوجد ثلاثين دكتوراه شرفية قد حصلت عليها. و قِسْ على هذا، و لا يعني هذا أني أرى الرجال ملائكة لا يصدر منهم الخطأ، لا طبعًا، النساء العربيات تواجه الكثيرَ من المآسي بسبب رجال لا يعرفون أقل درجات الرحمة و أشاهد هذا بعيني، و لكن على رأي المثل المصري الجميل: " ودنك منين يا جحا؟ " لماذا تبحثون في المكان الخاطئ؟ أنا أرى أن الأمر أبسط من كل هذا بكثير، حل هذه المشكلة بدون تنظير و تعصب ممقوت يوجد في ديننا الإسلامي الحنيف، أرى أن هذا الاقتراح كالكهرباء، بمجرد سماع كلمة الإسلام، ينتفضن و يصرخن و لا يرددن سوى هذه الكلمات " التعدد، الميراث، الحجاب، الولي، العصمة..."، و صراحةً ليست مشكلة الإسلام أنكن لا تردن فهمه، و ليست مشكلته إنكن تخضعن أفكاركن لهواكن بحجة " رفض رجعية و تشدد الإسلام " يعني اعترفي أنكِ تريدين خلع الحجاب لإنكِ لا تتقبلين فكرة الحجاب، و لكن لا تقرري بمنتهى الثقة العمياء و الاغترار بعلمك الزائف أن الحجاب ليس فرضًا، والله والله والله، عندما رزقني الله بنعمة التحاقي بدار العلوم و بدأت دراسة العلوم الشرعية، ذهلت من جهلي، و تيقنت أنني كلما تعلمت كلما زاد جهلي، هذا بحرٌ لا حدَّ له، و تأتين أنتِ و تقولين بكل بساطة أن علم الفرائض لم يعدل بين المرأة و الرجل؟ سبحان الله، لا أعلم هذا ذنب من، هل رجال الدعوة المتشددون الذين شوهوا صورة المرأة في الإسلام أم ذنبنا نحن بسبب تقصيرنا في تحصيل العلم و الاهتمام بتوافه لا تغني العقل و لا تسمنه، حدثت لي نفس المشكلة على المستوى الشخصي عندما ارتديت النقاب مدة سنة واحدة و خلعته لأسباب شخصية، و واجهت الكثير و الكثير من التدخل و الحكم على أفكاري، و تأويل للكثير من النصوص الدينية حتى يثبتوا لي أن النقاب فرض واجب و أني آثمة بلا شك، مجال الدعوة في مصر قميء و هوائي و من العسير أن نتبين سبل الحق، و لعل هذا من أهم أسباب استفحال أفكار حركات التمحور حول الأنثي في مجتمعنا. هذا ما يخص انطباعي قبل قراءة الكتاب، أما ما غيره الكتاب بداخلي فهو تكوين مرجعية فلسفية علمية منهجية لرفض هذه الأفكار، فقد فهمت لماذا يجب أن نقاوم هذه الحركات المتعصبة، لماذا يجب أن نعيَ الفرق بين تحرير الأنثى وفق ضوابط لا تلغي الفروق الجوهرية بين المرأة و الرجل، و لا تجعل المرأة تتماهى في منظومة المجتمع الاستهلاكي المادي البحت و الذي يتحول بدوره إلى مجتمع السيولة الصيروري النسبي البحت، و الذي نراه بعيدًا عن أية مطلقات أو مسلمات، و بين حركات التمحور حوا الأنثى التي تريد أن تجعل الأنثى إنسان لا فرق بينه و بين الرجل في أي شيء، حتى فيما يخص الاحتياجات الغرائزية الطبيعية، المهم أن نحقق تفككًّا في أصل المجتمع السوي السليم...الأسرة و نواة الأسرة و وحدتها البنائية هي: الأم. منذ أيام شاهدت في أحد البرامج العلمية على اليوتيوب، حلقةً عن تعدد الاختيارات في علم الاقتصاد، و وجدت أني فطريًّا أستجيب لهذه المعضلة، أي معضلة؟ معضلة الحمار الفرنسي " بروديان " الذي يقبع في المنتصف بين كوب ماء يبعد عنه مسافة متر و غذاء يبعد عنه بنفس المسافة أيضًا، يظل في حيْرة، إلى أين يتجه أولًّا؟ لإشباع جوعه أم لإرواء ظمأه؟ و كما نقول في العامية " بين السما و الأرض"، و يموت في الآخر بسبب بسيط...تعدد الاختيارات. حدث معي نفس الموقف اليوم قبل كتابة هذه المراجعة، و أنا أعد ملابسي لصلاة العيد، صرخت فيّ أمي: " كل يوم بتلبسي نفس العباية!! "... لا أعلم و لكن هذا أكثر راحة لي، لماذا أضطر كل يوم لاختيار عباءة و خمار مختلفين؟ الأمر مربك و يضيع الوقت، و هذا في رأي المسيري من أحد أسباب حدوث أزمة التعصب لمشكلة التمحور الكامل حول الأنثى و جعلها مركزًا للكون، و تطويع الأدوات التاريخية و اللغوية من أجلها، حتى الإشارة للإله يمكن أن تكون بصيغة التأنيث، و هذا بطبيعة الحال يدمر عصب وجودنا نحن العرب....هويتنا. كثرة الاختيارات و اختراع فكرة الاستهلاكية التي تبيح للمشتري الملايين من الاختيارات صنع من المرأة سلعةً، مجرد جسد يُعرض و توجد الملايين من الأجساد الشبيهة و الرجل يختار، من خلال هوليود أو شركات الأزياء أو مستحضرات التجميل، هذا التفكك و الضياع جعل للمرأة رغبةً في الاستقلال المطلق بذاتها، هذه الفكرة تذكرني بالهراء الذي كتبه يوسف زيدان في رواية " ظل الأفعى "، حوسلة المرأة في سبيل محو كل الأسس الإسلامية و العربية، على كل الأصعدة، ما هو إلا إدعاء كاذب يهدف إلى جعل المرأة مجرد سلعة. و هنا نأتي للأزمة التي اشتكى منها الكثيرون فيما يخص المسيري، المصطلحات، و تكرار أفكار المصطلحات، و أرى في هذا عبقريةً، لإنه يكرر الرأي بكذا وجه، حتى تتم للقارئ إحاطة بكل جوانب الفكرة المعروضة، يعني مثلًا الكتاب الذي أتحدث عنه الآن " زتونته" فكرة الحلولية و المادية و الطبيعة النشتوية الخارقة لإنسان ما بعد الحداثة...لكن قل لي بربك، هل فهمت شيئًا؟ المسيري يسهب في شرح الفكرة الرئيسة بعد توضيح دلالة كل مصطلح، في شكل فصول قصيرة، تتحدث عن علاقة كل عنصر بقضية معينة تعضد من وجهة نظره، و أسعدني ربطه لهذه القضية بقضية الصهيونية، لم أرَ كفاحًا علميًّا لهذه الحركة مثلما أرى على يدي هذا العالم الجليل، فقد صنع وشيجة منطقية بين مبدأ اليهود و الأغيار و الدول الإمبريالية و بين حركات التمحور المتعصبة التي لا تهدف سوى وراء إلغاء الدور الفطري لكل امرأة! كتيب عظيم، ما أعيبه فيه هو قلة صفحاته و وجازته الشديدة، تمنيت إسهابًا أكثر. رحمك الله و غفر لك... تمَّت.
في عالم طغت فيه المادة علي الأناسي وأصبحت هي الحكم في كل الأمور .. في عالم أصبح أصم كئيب يتعامل مع الأخلاق والمفاهيم الروحية علي أنها حسابات وكميات يمكن ردها إلي أولياتها وتفكيكها إلي عناصر أبسط فيمكن التعامل معها (إختزالها) في عالم فقد القيم الانسانية يسعي إلي تشويه الفطرة الخلقية بكل ما أوتي من قوة في عالم استبدل غاية الحياة الأسمي بوسائل الحياة فأصبح لا يسعي لغاية محددة متخذا الوسائل المتاحة بل يسعي إلي الوسائل والمتع والرغبات ويدخل في صراع مع ��لطبيعة ليشبع نهمه وجوعه لملذاته الفردية في عالم إنتصرت فيه الطبيعة علي الانسان وحولته من المركز إلي القاع السحيق .إلي كائناً بسيطاً لا يتجاوز المادة في عالمٍ كهذا وفي بيئة كهذا نشبت الحركات الخسيسة كحركة التحرر الزائف (الفيمينزم) لماذا خسيسة ؟ تعالي معي لنفهم أكثر بسم الحي القيوم ..
قد يتبادر إلي ذهن البعض أن حركة (الفيمنيزم) هي كحركة تحرير المرأة بمسمي جديد لتناسب عصرنا الحديث .وهذا خطأ كبير لنفرق بدايةً بين المصطلحات ونضع التعريفات تمهيداً لنورد الفرق بين حركتي (تحرير المرأة) و(النسوية)
_ قد ظهر مؤخرا مصطلح الفيمينز�� الذي يُترجم إلي النسوية أو الأنثوية وهي ترجمة حرفية لا تضعنا بداخل الصورة. الكاتب-ونحن معه- ينطلق من مفهوم معرفي أساسي أن ثمة مواطن إختلاف جوهرية بين الإنسان والمادة فالانسان يحوي بداخله من التركيب ما يمكنه تجاوز الطبيعة وتجاوزه هو سبب ونتيجة لمركزيته الشرعية للكون أما منظومة العلمنة الغربية تدور في إطار(المرجعية الكمونية الذاتية) لذا فالكون -الإنسان والطبيعة- يصبح مرجعية ذاته ومكتف بذاته لذا فيكون المبدأ المنظم للكون كامناً فيه لا متجاوزاً ليه ولنفهم أكثر سنتتبع المتتالية التي نتج عنها ذلك الإطار
(1) الواحدية الإنسانية : تبدأ المتتالية بأن يواجه الانسان الكون دون وسائط فيعلن أنه سيد الكون ومركزه وواضع الحلول لذا فهو مرجعية ذاته ولا يستمد معياره سوي من نفسه لا من الطبيعة وبهذا يؤكد الانسان جوهريته ويفرض ذاته باسم الانسانية المشتركة
(2) الواحدية الإمبريالية : يتحدث الإنسان الذي يؤكد جوهره الإنساني باسم البشر ولكن في غياب أية مرجعية متجاوزة لذاته الفردية فيصبح تدريجيا إنسانا فرديا لا يفكر إلا في مصلحته ولذته أي في مواجهة الطبيعة ومواجهة الاخرين
(3) ثنائية الإنسان والطبيعة الصلبة: بعد مرحلتي التمركز حول الذات الإنسانية (سواء بشكل هيوماني أو إمبريالي) فإنه يكتشف أن الطبيعة هي الاخري موضع الحلول وانها مرجعية ذاتها ومكتفية بذاتها فيكون التناقض بأن كل منهما مرتكز حول نفسه وفي نفس الوقت كلاهما مركز الكون!
(4) الواحدية الصلبة : سرعان ما تنحل هذه الإزدواجية الصلبة إذ تصبح الطبيعة/المادة هي وحدها موضع الحلول فتحل محل الواحدية الإنسانية فيغيب الجوهر الإنساني ويستبدل بالمادة حتي يذوب ذوبان الجزء بالكل
(5) المرحلة الأخيرة وهي الواحدية السائلة: تتصاعد معدلات الحلول والتفكيك وتتعدد مراكز الحلول إلي أن تصبح الصيرورة(إنتقال الشيء من حالة إلي اخري) هي مركز الحلول ويصبح النسبي هو المطلق الوحيد ويصبح التغير هو نقطة الثبات ويغيب في نهاية الأمر كل يقين وتسيطر النسبية تماما ويفضي بنا إلي عالم مفكك لا مركز له فيتحول إلي كيان شامل واحد تتساوي فيه الأطراف مع المراكز لا وجود لقمة وقاع لا يمين ولا يسار .إنما شكلا مسطحاً تتساوي فيه جميع الكائنات علي نفس السطح وبالتالي تنفصل الدوال عن المدلولات .وحينها لا فرق بين ذكر أو أنثي .. ______________________________________ من هنا يمكننا التفريق بين الحركتين
{حركة تحرر المرأة وحركات التحرير القديمة }
كانت تنطلق من مفهوم الهيومانية والايمان بتميز الإنسان عن الطبيعة وبتفوقه عليها ومركزيته فتهدف الحركة إلي المساواة بين البشر داخل هذا الإطار (حيث يقف الإنسان علي قمة الهرم الكوني كائنا حرا مبدعا)
{الفيمينزم و حركات التحرر الجديدة}
لا تنطلق من هذه الافتراضات الفلسفية الإنسانية بل ترفضها فهي تؤكد فكرة الصراع بشكل متطرف فكل شيء هو تعبير عن موازين القوي والإنسان ما هو إلا كائن طبيعي يمكن رده إلي الطبيعة وتسويته بكل شيء اخر فيخضع كل شيء للتجريب الجديد لا الاعتماد علي التجربة المحققة تاريخيا(إنسانيتنا المشتركة) بل تعامل مع العناصر وتسوية الانسان بالحيوان بالطيور بالنباتات وكل شيء مع اخر . لذا نجد جماعات التحرر الجديدة تدافع عن (السود والفقراء والشواذ والأشجار والحيوانات والمخدرات وحق الانتحار وكل ما يطرأ علي بالك أو لا يطرأ ) وسنتحدث بشكل أشمل إن شاء الله عن مفهوم الأقليات فيما بعد بالمراجعة
الترجمة الحقيقية إذا والتي توضح المعني الحقيقي والهدف الاساسي للحركة وهو (التمركز حول الأنثي)
تؤكد حركة التمركز حول الأنثى في إحدى جوانبها الفوارق العميقة بين الرجل والمرأة، وتصدر عن رؤية واحدية إمبريالية وثنائية الأنا والآخر الصلبة، كأنه لا توجد مرجعية مشتركة بينهما، وكأنه لا توجد إنسانية جوهرية مشتركة تجمع بينهما؛ ولذا فدور المرأة كأم ليس أمرًا مهمًّا، ومؤسسة الأسرة عبئًا لا يُطاق. فالمرأة متمركزة حول ذاتها تشير إلى ذاتها، مكتفية بذاتها، تود "اكتشاف" ذاتها و "تحقيقها" خارج أي إطار اجتماعي، في حالة صراع كوني أزلي مع الرجل المتمركز حول ذاته، وكأنها الشعب المختار في مواجهة الأغيار بدلا من الإطار الهيوماني الذي يؤكد إنسانيتنا المشتركة إلي صراع أزلي وكأن تاريخ البشرية ليس مشتركاً ولكنه صراع بين ذكر وأنثي عملية عزل للمرأة وإخراجها كلية من الإطار الأسري والمجتمعي للتعامل معها من منظور الأقلية (في الفقرة القادمة نوضح المعني من المفهوم) فلا حب ولا تراحم بل صراع شرس لا يختلف إلا من ناحية التفاصيل عن الصراع بين الطبقات عند ماركس، أو الصراع بين الأنواع والأجناس عند داروين، أو الصراع بين الجنس الأبيض والأجناس "المتخلفة" الأخرى حسب التصور العنصري الإمبريالي الغربي.
_______________________________________ وسائل تحقيق أهداف الحركة-مساواة أم تسوية ؟
ينادي دعاة التمركز حول الأنثى بالتجريب الدائم والمستمر، ويطرحون برنامجًا ثوريًّا يدعو إلى إعادة صياغة كل شيء:
(1) التاريخ واللغة ومفاهيمها :
يعتبر دعاة النسوية أن هناك شيء اسمه ذكورة اللغة وهو ما يدعون للهجوم عليه ب(تأنيث اللغة) فيرون بأن نعيد تسمية التاريخ، فهو بالإنجليزية history والتي يري بعض الأذكياء أنها معناها his story فيطرأ التغيير بأن تكون her-story snowman>>>snowwoman women>>>womyn ذلك لانها تحتوي علي كلمة رجال أخذهم الله قولوا امين ونفس الشيء بالنسبة للإله فيجب عدم الإشارة له بصيغة الذكر إنما ذكر أو أنثي فيشار له إن الله (هو الذي-هي التي) (ملكة الدنيا) تنزهت وترفعت عن كل شيء يارب فما نراه الان من لغو الحديث يعد برنامجا إصلاحياً أم هجوماً ضاريا علي اللغة البشرية ؟ هل نفكر في كلمة (المقاومة) أنها أنثي وكلمة (الصمود) علي أنها رجل .؟ هل أصبحنا نفكر في الكلمات كأننا نفكر في أعضاء التذكير ؟ أي عبث ؟ أم أن هذا هو الوجدان المادي الذي يستخدم الجسد-فقط- كعنصر أساسي للإدراك ؟
-------------------- (2)الهندسة الوراثية والرغبات الجنسية
تحل الهندسة الوراثية الان العديد من المشاكل التي تواجه النسوية في عملية التسوية بين الذكر والأنثي فأصبح بإمكان الرجل أن يشعر بالحمل عن طريق بطن بلاستيكي يوضع عليه بثقل معين وبألم معين ليشعر بتجربة الحمل (قياساً لعملية ولادة طفل بكيس بلاستيكي كأمر مادي يمكن قياسه) أو من خلال عمليات إستنساخ مريحة يستطيع أن يحمل الرجل فعلا وتستطيع المرأة أن تنجب أطفالا عن طريق المعامل والاجراءات التي تستبعد الرجل اما عن العملية الجنسية فلن يكون أمام المرأة المكتفية بنفسها إلا (السحاق)(lesbianism) هو الأمر الوحيد المتاح لتفريغ رغبتها رافضة العلاقة الطبيعية مع الذكر. ------------------ تصل هذه الرؤية لقمة سقوطها حينما تقرر الأنثى أن تدير ظهرها للآخر/ الذكر تمامًا،فهي مرجعية نفسها هي السوبر وومان ، تعلن إستقلالها الكامل اللاانساني حول الذات الأنثوية ...لذا فهم يرفضون فكرة توزيع الأدوار وتقسيم العمل ويؤكدون إستحالية اللقاء ولا يكترثون بفكرة العدل بل بتسوية بعضهم البعض فيصبح الذكور ابائاً وأمهات والإناث اباءا وأمهات في الوقت نفسه . ومن هنا تسود الواحدية السائلة التي لا تعرف الفرق بين ذكر وأنثي
بعد أن خرج الإنسان من كيانه المتجاوز للمادة يذوب بها ويصبح جزءأ منها فيبدأ التعامل معنا تعامل للعناصر من منظور مادي بحت ..فكل شيء تم تسويته إنسان حيوان نبات فالانسان الذين يتحدثون عن حقه هو كمية أحادية البعد إنسان غير إجتماعي وخارج إطار الإنسانية لا علاقة له بأسرة أو مجتمع .فما هو إلا مجموعة من الحاجات المادية البسيطة المجردة التي تحددها الإحتكارات وشركات الإعلانات والأزياء وصناعات الإباحية .
وكل جمعية تهدف للتعامل مع من تدافع عنهم من منظور أقلية وليست أقلية عددا أو لأنها مضطهدة بل أقلية لها رؤيتها ومنظورها الخاص بها ومرجعيتها الأخلاقية الخاصة بها (مثال جمعية حقوق الشواذ) فهم من منظورهم المادي علي صواب .. فكرة أن الناس كلهم أقليات تعني أنه لا توجد أغلبية عظمي ولا توجد معيارية إنسانية ولا ثوابت .من هنا تصبح كل الأمور نسبية متساوية وتسود الفوضي المعرفية والأخلاقية . وكل الطرق تشير إلي عملية عزل شاملة لكل شيء كأقلية فيتحول المجتمع إلي مجموعة من الأقليات لكل منها حقه من رأيه ..الجميع متساوون ولا يمكن الحكم علي أحد .فلا يوجد عقد إجتماعي يستند عليه المجتمع (مثال علي نسبية الأخلاق ما يحدث الان في فلسطين حيث أن الصهاينة جاؤوا بحقوق يهودية مطلقة لا تعرف الإنسانية فطردوهم ودمروا أوطانهم) أقليات تتصارع معاً نحو البقاء بمعايير لا نهائية ! في هذا الإطار يمكننا أن نعيد النظر في هذا الدفاع الشرس عن الشذوذ الجنسي فهو في جوهره ليس تفهما لأوضاعهم بل هو دعوة لتطبيع الشذوذ(جعله أمرا طبيعياً ) فيكون الهجوم علي الإنسانية الاجتماعية وضرب المرجعيات النهائية فلا توجد أرض نقف عليها لإصدار أحكامنا الإنسانية فلا يمكننا تحديد ما هو إنساني أصلا أو غير إنساني فالشذوذ ليس تعبيرا عن إنحراف أو مزاج فقط. بل هو أيدولوجية تهدف إلي إلغاء ثنائية الإنسان (الذكر/الأنثي) فنصل إلي نسف فكرة المعيارية تماماً فلا مفهوم إنساني أخلاقي نرجع إليه بل تعامل مع الإنسان كأنه مجموعة من الوحدات عديمة الشعور .
وفي نهاية الأمر والتحليل الأخير يتحول العالم إلي سوق واحد يخضع لقوانين العرض والطلب المادية يتحرك فيه الإنسان والسلعة في نفس الحيز بلا حدود أو منظومة قيم تعوق حركته .
___________________________________ خاتمة
كما رأينا فإن الفرد في مجتمعهم بمفاهيمه الجديدة يقف وحيداً يتلقي الإشارات الكثيفة من مؤسسات عامة لا خصوصية لها ولا تحمل أية قيم لا تحمل إلا فكرة تعظيم لذة المستهلك وزيادة الأرباح . فلهذا نفهم . * لم لا يتحدث أحد عن حق الإنسان الاجتماعي وحق المجتمعات الإنسانية في البقاء داخل منظومتها القومية -؟ * لم لم يطرح أحد قضية صناعة الإباحية (والتي أري أن لو أمريكا لم تقم بأية حروب وليست لها أية وصمة عار في التاريخ إلاها لكفتها) والتي تهدر أبسط حقوق الإنسان وتحوله إلي كم مادي لا قداسة له ؟
* ونفهم لم لم تناقش قضية صناعة الأسلحة التي تمتص ميزانيات الشعوب وتزهق أرواحها ؟ -
*ونفهم أيضاً ؟ لم لم يناقش أحد قضية حقوق الشعوب التي تُنهب ثرواتها وتسرق أموالها وتوضع في بنوك غربية من قبل شخصيات تساندها نفس الحكومات التي صدعت رؤوسنا ليلاً ونهاراً مطالبة بحفظ الحقوق . !! أية حقوق يا تري ! أية حقوق والحديث دائماً حول الإنسان المجرد البسيط الذي لا يوجد داخل مجتمع ؟ ----- لطالما ر��يت الفتيات الداعيات لتلك الحركة رغبةً في تحقيق ذاتهن بأنهن مسكينات بشدة ! أي ذات ستحققينها خارج إطار المجتمع الإنساني ؟ ألم تكن حركات تحرير المرأة في الأصل تقوم علي إنسانيتنا المشتركة وبأن هذه الرقعة بيننا هي أساس التحاور للوصول للحل بداخله ؟ فيكون للرجل بأن ينضم للحركة بدوره بشأن ما يطرح من قضيتك التي تهمني وتهمه ؟ أما نسعي ألا لتحقيق العدل بيننا وضمان حقوقنا في مجتمعنا ؟ ألا ترين ان خطاباتهم تفكيكية تعلن حتمية الصراع بيننا ؟ فلن يتسني لرجل واحد بأن يدعم قضيتك فهو مذنب يحمل وزر التاريخ الذكوري! أوهموكِ بأن الحل خارج الأسرة فانسحبتِ منها وتركتها تتهاوي وتتاكل فتتهاوي حصونناً ككل رجالا وإناثاً أمام هيمنة الغرب ومؤسساته فيكونون بذلك حققوا أهدافهم التي أخفق إستعمارهم في تحقيقها عن طريق المواجهة . نهايةً ..إربطوا ورابطوا..فالمعركة بدأت لتوها بين الغرب القادم باتجاهنا كالسيل العارم وبين قيمنا ومبادئنا التي لا يرقي أي دين بالأرض لربعها حتي ..و إن حركة التمركز حول الأنثى هي جزء من هذه الهجمة الشاملة ضد قيمنا وذاكرتنا ووعينا وخصوصيتنا ويجب أن ندرك هذا ونعيه تماماً ..حتى لا تكون معركتنا جزئية.. الله المعين . إن الحكم إلا الله . __________ كان هذا لقائي الأول مع المسيري الرائع الذي أضاف لي الكثير بفكره اللين الذكي. ولن يكون الأخير بإذن الله -- عذرا علي الإطالة سلامٌ علي من اتبع الهُدي ..
كتيِّبٌ صغيرٌ هو لبنةٌ أو طوبةٌ أو بتعبير أدقَّ مدخل لتفكيك وتحليل مفهوم النَّسوية وفلسفة النَّسوية وفكر النَّسوية.. طبعاً سيلاحظ القارئ أنَّ الكاتب حشد مصطلحات مركبة وعميقة، كأنَّه يقول ”لابدَّ أن تقرأ هذا الكتيِّب مرَّتين على الأقل، ثم تنطلق للبحث والتَّنقيب والتَّمحيص في هذا الموضوع.“ إن توقفتم هنا ولم تتبعوا هذا الكتيِّب بقراءات أخرى فأغلب الظنِّ أنَّ الفائدة ستكون شبه منعدمة، لذلك لابدَّ أو وجب اتباع هذا الكتاب بسلسلة قراءات حول هذا الموضوع. على العموم لن نحكم على الكتيِّب فنقول أنَّه عظيم أو سيء بل سنقول أنَّه كتيِّب أثار تساؤلات أكثر مما أعطى إجابات، وعندي هذا الوصف مرتبط دائما بالكتب النافعة.
احترت كثيرا فى تقييم هذا الكتاب الكاتب هنا ذكيا جدا هو لدية فكرة معينة اراد ان يدافع عنها ويثبتها بالادلة والبراهين وجاء بادلة علمية جدا واسلوب عملى للغاية ثم جاء وقال انة ليس ضد المرأة العاملة وعمل المرأة وما الى اخرة ولكنه يسوق كل البراهين فيما هو ضد ذلك ويسوق الامثلة عن ان بخروج المرأة فسدت الاسرة _______________________ يمكن القول بانى متحفزة ضد الكتاب وبأنى من مناصرى قضايا المرأة وبانى اشعر بانها ليست فقط للبيت وعمل البيت ___________________________ الكاتب هنا لم يأت بذكر المشاركة الاسرية وووضع ماالت الية الاسر الأن فقط على عاتق المرأة اين الاب فى تربية اطفالة وتحمل مسؤليتهم لما لا نلومة مثلما نلوم النساء لماذا لا يتشاركان فى التربية اين مفهوم المشاركة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا اعلم _________________________ وهل الحل لاصلاح المجتمع هو ذوبان المرأة فى الاسرة حتى لا تشعر بكيانها المنفرد ؟ وهل لا يحق للمرأة الشعور بكيانها المنفرد ؟ وهل بالنسبة له اعمل الطبخ والغسيل والتنضيف هو ما تقوم بة المرأة فى حياتها جاء فى اخر الكتاب ونفى كل ذلك ومع انة كان يسوق كل الادلة نحو ذلك __________________________ فى النهاية هى وجهة نظر يفكر بها الكاتب ووجهة نظر تحترم قدمها فى اسلوب علمى بحت بغض النظر عن التناقضات الكثيرة وعن الانحياز الواضح و ايضا المصطلحات المعقدة
ليس في وُسع المسيري إلا أن يكون مبدعاً ولو في سبعٍ وخمسين صفحة ! هو ذاته .. محور حياته الأول " الانسان " وينصبّ كل هذا في كتاباته .. هنا في هذا الكتيب الذي يستحق قراءات عديدة .. كان محوره المرأة / الإنسان .. والتركيز كان حول مقارنة بين حركات القديمة التي كان هدفها تحرير المرأة لكن بصورة "إنسانية / هيومانية " يتساوى فيها الإنسان مع الطبيعة / المادة .. وإنما انسان له حقوقه وأفكاره التي تجعله في درجة أعلى من كل ما يُحيط به .. وبين حركة " الفيمنيزم / Femenism " التي تعني حرفيا الأنوثة أو النسوية .. لكن المسيري يترجمها في ظل وضع مسيطر على الحياة فرضته الحضارة المادية على المجتمعات البشرية وهو " التمركز حول الأنثى " .. أي الخلاص بالأنثى إلى كائن يحارب الجنس الآخر من أجل إثبات وجوده الذي ينتهي إلى كونه ناقصاً والذي ينتهي في الوقت ذاته إلى خلق هوّة بين الجنسين ، هذه الهوّة كفيلة بتدمير العلاقات الإنسانية الفطرية بين جنسين خلق أحدهما من ضلع الآخر .. التمركز الذي يجرّد الأنثى / الإنسان من العقل والروح ويساويها بالطبيعة / المادة .. ويجسّدها ويشيئها .. أي تنتهي إلى كونها أيضا مجرد شيء مجرّد من القداسة المغروسة أصلاً فيها " كإنسان " .. يؤيد المسيري في هذا النطاق عمل المرأة فيما لا يخلع عنها قداستها كأنثى وأم ويؤيد فكرة أن يندمج الرجل في الأسرة كأب .. هنا يعود بنا المسيري إلى أحد أفكاره في كتابه " رحلتي الفكرية " وهو إعادة العلاقات " التراحمية " التي تجرّدت منها المجتمعات الغربية ولحسن الحظ ما زالت مجتمعاتنا العربية تحافظ عليها بشكل كبير ولو أن البعض صار يُسقط انهزامه الثقافي على عائلته ويبدأ في تنشئتها على هذا النمط من الحياة (!) .. إذن إعادة العلاقات التراحمية والغاء العلاقات التعاقدية .. التي يبدو فيها الزوج والزوجة كطرفي عمل بينهما عقد يبدأ بكذا وينتهي بكذا ! الكتاب رائع جداً .. والقارئ في كل مرة يخرج بالكثير من الأفكار التي يحتاجها الواقع للتخلص من الصورة النمطية الجسدية عن المرأة التي يمارسها الجنس الآخر أحيانا والمرأة هي ذاتها أحيانا للإنصاف .. اذ ترتضي أن يُسلب منها عقلها فتغدو "شيئاً " وسلعة بيد المؤسسات التي تمارس حضارتها المادية الملغية لكل المعايير الانسانية في الكون ! رابط التحميل : http://www.4shared.com/office/p9VrO7t...
هذا الكتيب/المقال خير مثال على المقولة الشهيرة (ما قل ودل). .. "كل ما أطالب به أن يتم تناولنا لقضية المرأة من خلال قضية الأسرة وفي إطار إنسانيتنا المشتركة، وأن تكون الأسرة (لا الفرد الباحث عن متعته الفردية ومصلحته الشخصية وحركته الإستهلاكية) هو الوحدة التحليلية ونقطة الانطلاق. ومن ثم فأنا أطالب برد الاعتبار للأمومة ولوظيفة المرأة كأم وزوجة، وأرى أن هذه الوظيفة "الإنسانية" و "الخاصة" تسبق أى وظائف "إنتاجية" و "عامة" أخرى وإن كانت لا تحبها. كما أطالب بالحفاظ على الخلاف بين الجنسين على ألا يتحول هذا إلى أساس للظلم والتفاوت". .. هنا يُفرّق لنا "المسيري" -رحمه الله- بين (تحرير المرأة) ومدافعتها عن حقوقها وعن كونها "إنسان" وبين (التمركز حول المرأة) وتحويلها إلى سلعة ووسيلة للربح وأداة للعمل والكسب وعدوة للرجل وليست مؤسسة لأسرة وبالتالي لمجتمع معه! .. هذا الكتاب ببساطة عبر عما بداخلي ولم أستطع التعبير عنه وصياغته بطريقة واضحة ومنطقية، ونظراً لأني أرى ما يُسمى "النسوية" -خاصة المصرية- حركة مبتذلة ومفككة ولا تعلم ماذا تريد ولا بماذا تطالب، فأعتقد بأن هذا الكتيب سيكون ترشيحي لكل من يسألني عن رأيي فيها.
*بالمناسبة، فأنا أعارض -ما يسمى النسوية- في أفكارهم التي تتعارض مع ديني، وما أكثرها! أما ما دون ذلك فلا توجد لدى أى مشكلة معه.
الرجال لا يفهمون ان النساء كائنات انسانية والنساء لا يفهمن ان الرجال صيادون وليسوا من المغول كما يقلن. هذا يجعل النسويات لا يسعين الى العدالة لكن للسلطة والقوة للانتقام من الرجال وايقاع نفس الظلم الذي وقع عليهن. وفي هذه الموجة التي تكره الرجال اكثر مما تنصف النساء يقع الظلم على كلا الجنسين https://youtu.be/v-hIVnmUdXM انا اتفق مع الكاتب في انه يجب التوصل الى حل وسط يضمن لكل من الذكر و الانثى حقوقه وواجباته مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل منهما لكن هل مصلحة الانثى لا تتعارض مع مصلحة الذكر ربما هذا العالم قائم على الصراع و لو لم يتمركز الذكور حول ذكورتهم منذ البداية و اعطوا المراة الحق في التعليم العمل المشاركة السياسية دون ان تضطر للمطالبة بذلك لولا الظلم الذي تعرضت له الانثى عبر التاريخ من استعباد و تشيء و اعتبارها انسان من الدرجة الثانية لما ظهرت حركة تحرير المراة و لما ظهرت حركة الفيمنزم التي تحس انها لا تطالب بحقوق المراة لكنها تسعى الى الانتقام من الرجل. حركات التحرر القديمة كانت تقوم على الهيومانية (الانسانية) مركزية الانسان في الكون فهو غاية في حد ذاته فالانسان كائن حر فريد مبدع فحركة تحرير المراة كانت تعتبر المراة كائنا اجتماعيا يطالب بالحقوق التي يطالب بها اي انسان سواء كان رجلا او امراة حقوق سياسية (الانتخاب و المشاركة في السلطة) حقوق اجتماعية (حق المراة في الطلاق و حضانة الاطفال) حقوق اقتصادية (مساواة المراة مع الرجل في الاجور) . لكن حركات التحرر الجديدة الفيمنزم اصبحت تعتمد على الواحدية الامبريالية (الانسان في صراع مع الانسان) و تدور في اطار الثنائية الصعبة (حرب الانسان ضد اخيه و ضد الطبيعة) و الواحدية الصلبة (سيادة الطبيعة على الانسان) فالاناث متمركزات حول انوثتهن يحاولن محاربة الرجال المتمركزين حول ذكورتهم وسرعان ما تصبح الحركة تدور في الواحدية السائلة (رفض اية مرجعية كل شيء نسبي) لا فرق بين الذكر و الانثى فيتم تسوية الانسان بالحيوان و باي شيء و يخضع الكل الى التجريب. فتجد الحركات الجديدة تدافع عن الفقراء و السود و الشواذ جنسيا و الحيوانات و حق الانتحار... فحركة الفيمنزم اصبحت تركز على دور المراة كعاملة وطاقة انتاجية و تهمل دورها كأم وعمل المراة في البيت ليس عملا لانها لا تتقاضى عليه اجرا معينا. فيصبح التاريخ هو هيمنة الرجل على المراة و محاولة المراة لاسترداد حريتها وتذهب بعض التواريخ الايديولوجية الى ان الالهة كانت اناثا و في عصور موغلة في القدم وجدت مجتمعات تحكمها الاناث ثم سيطر الذكور و اقاموا حضارة قائمة على العنف و الحرب ثم تحول الاله الى ذكر. وفي ظل الواحدية السائلة تم الغاء الفروق بين الجنسين الذكر كلانثى و الانثى كالذكر لا وجود لاختلافات بيولوجية او اجتماعية او نفسية
سمعت الكثير عن عبدالوهاب المسيري ، ولكن لم أقراء عنه فقررت ان اقراء هذا الكتيب كتمهيد للولوج في كتبه وايضاً لانني انوي الاهتمام في مجال تحرير المرأه.
طبعاً عبدالوهاب المسيري مفكر مؤمن بالمركسيه لكن تحول إلى المظله الاسلاميه بعد انهيار الماركسيه ( حسب علمي)ب
عبدالوهاب المسيري يطرح فكرة تحرير المرأه ويؤمن بها ، لكن في كتيبه هذا ، يقوم بتقصي حقائق الفكرة وبداية بزوغها في الفكر الاوربي فيقوم بتشريح الفكرة والعوده لأصولها الاولى ، منها تبني المادية فكراً وتحويل الانسان إلى مادة طبيعية ، وبالتالي يجرنا ذلك إلى تقديم الطبيعه على الانسان مما يجبرنا على التعامل مع الانسان على أنه سلعه ماديه ، وبذلك يتم المساواة المطلقه( المجحفه) بين المرأه والرجل دون النظر لانسانيتهم المشتركه ( الترابط الاجتماعي والاسري) وبذلك يتم التمركز حول المرأه وتجيشيها بكل سذاجه حول الرجل ومساواتها المطلقه به ، مما يؤدي لظلم المرأه واعطائها اقل من حقوقها وهدم القيم الاسريه التي تاتي بالويلات على المجتمعات .
يرى المسيري ان ما نقوم به من مطالبات لتحرير المرأه ، دون النظر لأصول هذه الافكار (الماديه) كل ذلك يجلعنا منا كمن لبس ثوباً غير ثوبه ويصور لنا سذاجتنا بالتطبيل والتزمير لكل ما ننقله عن الثقافة الغربيه ونحن متأثرون تحت وطأة إمبرياليتها ( بشتى أشكالها)ل
يؤمن المسيري بحقوق المرأه ويرفض الحجر العاطفي والفكري عليها ، ولكن يرفض نبذ المرأه عن الاسرة والمطالبه بحقوقها فيجب ان تكون حقوق المرأه موافقه لوظيفتها الاسرية والاجتماعيه التي تكون متناغمه مع خصائصه البيولوجيه ( ( اثبتت الدراسات ترابط الحاله البيولجيه في صياغة النفسية البشري )
ومن هنا احمد الله باني قرأت للمسيري في مجال المرأه هذا الكتيب البسيط الذي صاغ الي الطريق كي لا اقع في الافخاخ المقبله
( الكتاب توجد في افكار يتقصاها الكاتب لا ازاعم اني استوعبتها )
كتاب قيِّم جدًّا على ضآلة حجمه، اهتمَّ فيه الدكتور المسيري بتأصيل فكرة الحركات النسوية في أوروبا وكيفية انتقالها إلى الشرق في اختصارٍ غير مُخلّ ,اسلوب جذاب غير ممل، وطالب فيه بالدفاع عن حقوق المرأة ولكن في إطار دورها الاجتماعي في مؤسسة الأسرة كأم لا خارجها.
كالمعتاد تقرأ للمسيري طيب الله ثراه كتابا ضخما أو كتيبا صغيرا،فى كلتا الحالتين ستستفيد وتتعلم وسيدفع ذهنك دفعا لتوليد الكثير من الأسئلة،ومحاولة البحث عن أجوبة لها،وسواء اقتنعت بمنطق الرجل وتوجهه،أو اختلفت معه وثرت عليه فالمؤكد أنك على أى حال منهما ستخرج فائزا.
فى هذا الكتيب كما فى مشروعه المتكامل،انحيازات الدكتور المسيرى واضحة،ينحاز الرجل للمجتمع الإنسانى كمرجعية بمنظومته القيمية وخصوصيته القومية/الأسرة كوحدة تحليلية رئيسة/اﻹنسان الفرد الإجتماعى،وينافح بضراوة المجتمع الإستهلاكى التنميطى المادى/ الإنسان الطبيعى/المادى/ الفرد الفاقد لأى ذاكرة حضارية أو وعى معرفى وأخلاقي أو إنتماء لأى مشترك إنسانى بشكل عام.
يطرح المسيري فى هذا الكتيب المهم نماذج معرفية سادت الفكر الغربى الحداثى"مركزية الإنسان/الطبيعة تتابعا"،ومابعد الحداثى"إنعدام المراكز أو تعددها،حالة السيولة المطلقة والتجريب اللانهائى لكل المعانى والتصورات،حوسلة الإنسان وتشيؤه،مرجعية الذات الفردية لا المشترك الإنسانى والإجتماعى العام"،
كما يطرح عددا من المفاهيم الرئيسة والهامة،يؤسس من خلالها مدخله لمناقشة القضية عنوان الكتيب،من نوع الواحدية الهيومانية/الواحدية الصلبة/الثنائية الصلبة والسائلة/الواحدية السائلة" لن يضير قارىء الريفيو شيئا لو عاد للكتيب لمعرفة ماذا تعنى هذه الطلاسم :) ،فلو شرعت فى توضيحها فسأكتب أنا نفسى كتيبا جديدا خاصا بي فأرجو المعذرة."
ثم يتناول تبعا لعرض النماذج والمفاهيم،انتماء كل من حركة تحرر المرأة "والتى ينحاز لها الكاتب وفقا لرؤيته لها،وتعريفها لنفسها"،وحركة التمركز حول الأنثى التى يرى الكاتب أن أنصارها لايريدون ولا يضعون لأنفسهم رؤية موضوعية أو مطالب قابلة للتحقق،بل يتطرفون ويناقضون أنفسهم وبالتبعية ينتهون لعكس مايريدون تماما،
بشكل أكثر وضوحا يرى الكاتب أن حركة تحرير المرأة تتفهم تماما وجود فوارق هامة وطبيعية على اصعدة متعددة بين الرجل والمرأة،ومن ثم تسعى فى إطار المجتمع الإنسانى،والإنسانية المشتركة،وبلا جور على حق الأسرة فى أن تحظى بحقوق مساوية للرجل فى التعليم والعمل والنجاح الخ،فلا تنفى وجوده من الأساس،ولا تنشغل بمحاولة إحلال كل ماهو أنثوى محل كل ماهو ذكورى لإثبات المساواة أو حتى التفوق"الذى تحققه المرأة فعليا فى كثير من المجالات"،
فيم تعمد حركة التمركز حول الأنثى إلى تحميل الذكور"كل" الذكور صليب المعاناة الأنثوية عبر التاريخ،مع محاولة إعادة صيغة نمط العلاقات الإنسانية ذاته فى إطار تعميم مايعرف بالجنس الواحد"Unisex",والاكتفاء إنسانيا وحتى جنسيا بعلاقة مع فرد من نفس النوع،محاولة تحييد اللغة وجعل كل ماهو خاص بالذكر أو دال عليه،موضع لشراكة أنثوية فمثلا كلمة Woman,نصفها الثانى Man وهذا إثم لو تعلمون عظيم :) ،فلم لا تكون Womyn وهكذا،أضف لذلك أن المرأة تحمل وتلد وترضع الخ فلم لا يقوم الرجل بنفس الوظائف،فإن لم يكن له قدرة على الحمل والوضع"حاليا والله أعلم بالمستقبل" فلم لا يقوم هو بكافة الأعمال المنزلية لا كشراكة بل كالتزام فيم تخرج المرأة لسوق العمل لتحقيق ذاتها والوفاء بالتزاماتها المادية وربما الأسرية الخ،،،
النمط الأول/الحركة الأولى تنتمى لنموذج الواحدية الهيومانية الذى أشرنا اليه سابقا ويدور فى فلك المجتمع والمشترك الإنسانى،النمط الثانى/الحركة الثانية تنتمى لنموذج الواحدية السائلة مابعد الحداثى بامتياز حيث لا قيمة مطلقة ولا مركز أو مرجعية إجتماعية /إنسانية /قيمية /جماعية ثابتة اللهم إلا الذات ونفعها ولذتها أولا وأخيرا،
يبدأ المسيرى كتيبه بالتنويه بتفردنا كعرب فى إستيراد النماذج المعرفية الكلية،والأنماط /النماذج التفسيرية لها دون إلمام كاف بخلفياتها وأبعادها ومراميها،وتحمسنا الشديد لإنزالها كما هى على واقعنا ومجتمعاتنا بلا فهم أو إستيعاب أو حتى تمييز،ويختتم الكتيب بتعبير /مفهوم رائع أعجبني جدا وهو "التبعية الإدراكية" التى أصابت ولم تزل كثيرا من مثقفينا،ولأسباب كثيرة لا مجال لحصرها هنا يندد كثير منهم ظاهرا وباطنا بالإمبريالية السياسية والإقتصادية،ويروج فى الوقت نفسه للإمبريالية الثقافية/ المعرفية/النفسية عن عمد وسوء نية،أو عن غفلة وقصور إدراك ومعرفة.
الكتيب فى مجمله يطرح أفكارا عامة،وخطوطا رئيسية لكن مؤداه الأساسى يمكن أن نوجزه فى :- لا استقامة للحياة البشرية/المجتمع الإنسانى إلا بعقد شراكة إنسانية/تكاملية بين الرجل والمرأة تبدأ فى إطار الأسرة وتنمو خلاله،وتمتد إلى حدود المجتمع لا تنكرها ولا تعدوها،،،
رحم الله المسيري وجزاه عما قدم لنا خير الجزاء،الرجاء قراءة الفاتحة لمن سيمر من هنا،،، سلام مؤقت..
لم أتوقع أن تكون مشكلة المرأة بهذا النمط ، كنت أنظر إليها من منظور آخر . أصابنى الإندهاش من الجملة التى قالها الكاتب " الصراع بين الرجل والمرأة " رغم كونى لا أحبذ أولئك النساء الذين يبالغون فى مطالبتهم فى التحرر وذلك بسبب معاداتهم الشديدة غير المفهومة بالحجاب ، ولكن لم يكن ذلك ما أتوقعه أن يكون هناك صراع . لكنى تذكرت بعض أحداث حصلت أمامى : عندما كنت أذهب إلى درس فى قرية مجاورة لنا كان يركب معى رجل كبير أظنه من البدو الذين نطلق عليهم "العرب" ففى القرى تجد أشخاص فى الأماكن العامة حتى إن لم يعرفوك قد ينصحونك ، ينقدونك ...الخ فضوليين بعض الشئ حتى إن لم تكلمهم ، كنت أراجع فى الكتاب للدرس فقال لى " التعليم حلو للواحدة عشان تتوظف ولما يجى جوزها يقولها حاجة تقوله أنا معايا شهادة وبصرف على نفسى ومش محتاجاك " وكانت واحدة من زميلاتى تقول أنها تريد الحصول على كلية من كليات القمة حتى تذل من تتزوجه :( أذكر أيضا ذلك المدرس عندما خطبت فتاة منا وظن أن خطبته�� سبب عدم اهتمامها بالدراسة ووفتح محاضرة وتأخرنا فى حصتنا فقال أن المجتمع يعتبر الفتاة كأنثى وليس كإنسانة و يجب أن تكمل الفتاة تعليمها فى جامعة جيدة وتتوظف لأن الزواج سئ وزوجها لن يسمح لها حتى بزيارة أبيها إلا نادرا وسيذلها عندما تريد شراء شئ . تلك المواقف التى شهدتها جعلتنى أشعر أن كلامه عن الحرب بين الرجل والمرأة قد تكون صحيحة ، فبعض المتحررات لا يبحثن عن البيئة الإيجابية للمرأة ولكن يبحثن عن كيفية تغلب المرأة على الرجل ، لا أنكر أنه فعلا تتعرض النساء للإضطهاد ولكن ليس الحل ألا تكون المرأة مرأة وتصبح رجل . نعم يجب أن تتعلم المرأة و ليس عيبا أن تعمل ولكن بما لا يخل بمهمتها كأم وكزوجة ، كما أكد الكاتب وظيفة المرأة الأولى الأمومة ، من الأنانية أن تفكر فى حقوق المرأة كعاملة وتوجبها عليها على حساب أسرتها فأنت تظلم الأجيال القادمة التى تريد أن تحد من يمنح لها الحنان ويوجهها ولا أظن أن مربيات الأطفال يقضين المهمة . أكثر ظالمى المرأة أولئك الذين يجعلون المرأة مجرد شئ مادى يتمثل فى الجسد ، فلا يرون فى حريتها إلا عبارة عن التعرى ، ويعتبرون الحجاب وبالأخص النقاب بأنه قمع للحرية ولتحقيق الحرية يجب فصل أولئك المنتقبات من التعليم (مازلت أذكر طالبات طب القاهرة المنتقبات) ، الحرية أسمى من كونها تجرد من الملابس ، أسمى من كونها إتباع للغرائز بل هى التحرر من الغرائز وجعلنا نتحكم فيها لا تتحكم فينا .
كتاب جيد بمصطلحاته الجديدة لى وأجمل ما فيها : الواحدية الإنسانية: بأن يواجه الإنسان الكون دون وسائط ، فيعلن أنه سيد الكون ومركزه ،موضع الحلول ، ولذا فهو مرجعية ذاته ، الذى لا يستمد معياريته إلا منها . وانطلاقا من هذا الإفتراض يحاول هذا الإنسان أن يؤكد جوهره الإنسانى (المستقل عن الطبيعة) ، وأن يتجاوز الطبيعة/المادة بقوة إرادته وأن يفرض ذاته الإنسانية عليها بإسم إنسانيتنا المشتركة ، أى بإسم الإنسانية جمعاء .
في خاتمة الكتيب بيقول دكتور عبدالوهاب المسيري انه كلامه عبارة عن أفكار مبدئية مجرد خطوط عامة ولكن اللي بيجمعها نقطة البدء وهي الإنسان الاجتماعي..الأسرة وليس الفرد .. الجميل في الكتاب رغم صغر حجمه هو تركيزه على حركة الفيمينزم من ناحية الأسرة وتكوينها .. وانه النسوية دعوة للتمركز حول الذات وانفصال تام مابين الذكر والانثى .والبعد تماما عن الفكرة الأساسية وهو انه الذكر والانثى مابينهم اجزاء مشتركة مع وجود تميز لكل حد فيهم بيصب في النهاية في مصلحة الأسرة والمجتمع اللي في الأساس خلقنا من أجله.. المشكلة الحقيقية هي انه التمركز حول الذات والمادية الرهيبة في المجتمع زودت المشاكل اللي كانت موجودة مش حلتها.. في البداية اندماج الرجل في العمل واعتباره شغله الشاغل انه يجيب فلوس وابتعاده تماما عن الأسرة والاولاد ومشاكلهم واحتياجهم للأب وانه الام فقط هي المسئولة عن البيت. كان في تشتت في الأسرة نوعا ما زي افلام سي السيد وغيره .. بعديها خرجت حركات تحرير المرأة فزودت الانفصال. يعني احساس المرأة انها منفصلة تماما عن الرجل خلاها بتجري ورا سراب ووهم الانجاز وتحقيق الذات بعيدا عن بيتها اللي كانت مسجونه فيه بلا تقدير طول السنين اللي فاتت . دلوقتي زي مابيقول دكتور المسيري انه بقى عندنا انسان مادي بحت متقوقع على ذاته . وبيقترح انه البديل اننا نرجع الرجل لمفاهيم الأسرة ونرد الاعتبار للامومة والاسرة وانه الأم برعايتها لاطفالها هي منجزة انسانيا مش ماديا.. الحقيقة الكتاب مهم جدا وبيطرح اشكالية اعتقد انها صعب تتحل في الظروف الحالية والواقع المادي اللي عايشين فيه.. بس أتمنى إنه الواحد يقدر ولو على اد اطاره الشخصي والمجتمع الصغير اللي حواليه وأطفاله فيما بعد انه يعلمهم قيمة الأسرة.. والرجل والمرأة كجزء منها.. كل حد له دور بناء على الأمر الإلهي والدين والشريعة مش بناء ع الهوى الشخصي والتأليه الذاتي .. تم ٢٥ يناير ٢٠٢١
في ظل ما يدور اليوم من أفكار كثيرة متضاربة، إنه لمن الجيد أن يُقرأ هذا الكتاب الذي أراه يصلح كوقاية من كثير من الأفكار التي تُدسّ في العسل ولإعادة النظر فيما يصلنا من رؤي عن كيفية سير الحياة..... المسيري الحقيقة قدم لموضوعه وأصّل له جيداً حتي يجعل نظرة القاريء للموضوع شبه واضحة بعد الانتهاء من قراءة هذا الكتاب المكون من ٥٠ صفحة تقريباً الكافي لإعادة إشعال نار الحذر في عقولنا التي أصبحت للأسف تتشرب كل ما يثار علي الميديا والإعلان... مما أعجبني بشدة في اقتراحات المسيري في نهاية الكتاب هما اقتراحين اثنين، أحدهما خاص بالمرأة والآخر خاص بالرجل وإن كان كل منهم يصب في مصلحة الآخر في النهاية..: من أحد الأسباب التي أراها ستثير سخط أي زوجة أو امرأة حالياً هي حياة الزوج هذه التي أصبحت مهيأة ومعدة ومفرغة كلها للعمل وفقط بحيث لا يصبح في مقدور الرجل فعل أي شيء سوي العمل ويكأن دوره تقريباً في أسرته الإنفاق، وهو قد يبدو نوع من المبالغة ولكني شخصياً أراها من الأسباب الرئيسية التي تدفع أي أم إلي التذمر من أي شيء له علاقة بالمنزل، وخاصة الآباء الذين أصبحت حياتهم تقريباً طوال السنة في دولة بعيدة عن الأسرة ويأتون لزيارة ذويهم مرة في السنة(بقطع النظر عن اضطرار كثير منهم بسبب ظروف العمل والحياة)...فهذا يضع عبئاً مهولا علي المرأة كزوجة وكأم يجعلها تعيد النظر في حياتها كلها وماذا أتي بها إلي هذا المكان.. الأمر الثاني: أتذكر يوماً كنت أقف فيه مع مدرب التنس الأرضي الذي أتدرب علي يديه فجاءت سيدة لتتحدث معه لترتب مواعيد تدريب لابنها وإذا بي أقف مبحلقاً لمدة عشر دقائق ترصّ خلالها الأم مواعيد دروس ابنها"الذي في الصف الثاني أو الثالث الابتدائي" رصاً أمام المدرب حتي أنهم تقريباً لم يستطيعوا الاتفاق علي ميعاد في النهاية لازدحام وقت الطفل بهذه الدروس..أنا حقيقة صدمت من هذا المشهد مع علمي بأن هذا الموضوع منتشر بكثرة...فأثار هذا الموقف في نفسي تساؤلات كثيرة، ما إذن دور الأم في هذا البيت الذي لا يدخله إلا المدرسون الخصوصيون؟ الآن عرفت لماذا يسافر الآباء خارج دولتهم ...ليستطيعوا الإنفاق علي مدرسين بنيهم الذين لن يقوموا بمعشار ما قد تقوم به معهم الأم من تأثير. وعرفت أيضاً لماذا أصبح نصف يوم الأمهات خارج المنزل تعمل...لتساعد زوجها في مصاريف الدروس الضخمة..أنا شخصياً أجد أن من أكبر الأزمات التي تواجهنا هي هذه الدروس التي أصبحت تبتلع حياة كل طفل حتي أنها وصلت إلي فترة الحضانة فتري الأم تحضر مدرساً للبيت ليعلم ابنها وبنتها الحروف الأبجدية!!
لو أعدنا النظر في كل المشاكل التي نمر بها لنجدن أن كلها نتائج أسرة مفككة لا يدري فيها الرجل دوره كأب محتضن للأبناء ولا تدري المرأة فيها دورها كأم ومهذبة ومربية... وأحب أن أختم بفقرة قد أدرجهما علي عزت بيجوفيتش رحمه الله في كتابه الرائع "الإسلام بين الشرق والغرب":
ولا يجب أن أفوت الدعاء لأمي بارك الله فيها لأنها لم تضطرني إلي أخذ أي دروس في حياتي حتي الصف الثالث الإعدادي... آسف علي الإطالة في المراجعة ولكنها مراجعة لبعض أفكار الكتاب...كانت هذه أول قراءة لي للمسيري وكانت جميلة الصراحة وأحب أن أعرف كتباً تناقش مثل هذه المواضيع باستفاضة أكثر لأني أري هذا الكتاب ينفع كبداية فقط :) وأحب أن أرشح لمن يحب سلسلة المحاضرت هذه التي تحت عنوان "النموذج المعرفي للمرأة المسلمة" https://www.youtube.com/playlist?list...
لاشك أن هناك ثمة مشكلة حادة و عميقة فيما يخص قضية المرأة في مجتمعاتنا العربية و الاسلامية بل و تتطلب حلا جذريا و عاجلا .. في هذه الورقات اليسيرة حاول المسيري -رحمه لله- أن يضع أفكار مبدئية و خطوط عامة للحل
يرى -رحمه الله- أن ثمة فرق هائل بين الحركات التحررية القديمة التي تتمركز حول الإنسان و بين حركات التحرر في عصر ما بعد الحداثة -عصر سيادة الأشياء و المادية و سقوط كل كل الثوابت و الكليات- ـ
من هذا المنطلق يشرح -رحمه الله- قضية المرأة مميزاً بين حركات التحرير القديمة "التي تؤمن بالإنسانية المشتركة وفكرة المجتمع الذي يستند إلى عقد إجتماعي" ، و بين ما أسماه حركات التمركز حول الأنثى "التى لا يوجد لها أي معيارية إنسانية و لا ثوابت و كل الأمور بالنسبة إليها نسبية"ـ
هذه الحركات الجديدة تنظر إلى الإنسان على أنه مجرد كائن طبيعي لابد من تسويته بالحيوان و كل الكائنات الطبيعية الأخرى .. و في هذا الإطار يتم إخضاع كل شئ للتجريب المستمر المفتوح ، خارج أي حدود و مفاهيم مسبقة، و بالتالي يبدأ البحث عن أشكال و انماط جديدة للعلاقات بين البشر لا تتبع تجارب الإنسان التاريخية ... و كأن عقل الإنسان صفحة مادية بيضاء، أو قطعة من الطين يمكن أن تصاغ بأي شكل لا فارق بينها و بين أي شئ مادي أو عنصر طبيعي آخر .. بلا روح و لا تكريم إلهي
و لذا تجد أن هذه الحركات الجديدة تدافع عن ��ل ما يطرأ و ما لا يطرأ على بال: فتجدها تدافع عن الفقراء و السود و الشواذ! و الحيوانات و العراة! و المخدرات! و الاطفال و حق الإنتحار! و غيره .. تجريب منفتح مستمر متحرر من كل المفاهيم الإنسانية المشتركة و التاريخية
حركات التمركز حول النثى -كما أسماها المسيري- تنطلق من نفس هذه الأسس فهي ترفض الإنسانية المشتركة و ترى أن الذات الفردية هي البداية و النهاية، و ترى أسبقية المادة على وعي الإنسان و حضارته و توجهه الاخلاقي و الاجتماعي .. على عكس حركات التحرر القديمة التي تدرك الإنسانية المشتركة و ترى أسبقية المجتمع على الفرد و تضع االإنسان قبل الطبيعة و المادة
أهم ما يطالب به المسيري كحل هنا هو أن يتم تناول قضية المرأة من خلال قضية الأسرة و في إطار إنسانيتنا المستركة و أن تكون الأسرة ( لا الفرد الباحث عن متعته الفردية و مصلحته الشخصية و حركيته الاستهلاكية) هو الوحدة التحليلية و نقطة الانطلاق
و لذا تجده -رحمه الله- دائما ما يطالب برد الاعتبار للأمومة و لوظيفة المرأة كأم و زوجة ، بل و يرى أن هذه الوظيفة الإنسانية تسبق أي وظيفة إنتاجية أخرى .. بل و يرى ان المرأة هي -في واقع الأمر - جزء من أزمة الإنسان المعاصر "و التي تنبع من تزايد معدلات الاستهلاك و الأنانية" ، فلذا قد يكون الأكثر عقلانية و رشدا هو ألا نطالب بتحرير المرأة و ألا نقذف بها هي الأخرى في سوق الاستهلاك ، و أن نطالب بدلا عن ذلك بتقييد الرجل و وضع قليل من الحدود عليه و على حركته الاستهلاكية؛ فيتناسب إيقاعه مع إيقاع المرأة و الأسرة و حدود إنسانيتنا المشتركة
رحم الله المسيري و نفعنا بعلمه و جعل ما كتب في ميزان حسناته
انا اتفق مع الكاتب في انه يجب التوصل الى حل وسط يضمن لكل من الذكر و الانثى حقوقه وواجباته مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل منهما لكن هل مصلحة الانثى لا تتعارض مع مصلحة الذكر ربما هذا العالم قائم على الصراع و لو لم يتمركز الذكور حول ذكورتهم منذ البداية و اعطوا المراة الحق في التعليم العمل المشاركة السياسية دون ان تضطر للمطالبة بذلك لولا الظلم الذي تعرضت له الانثى عبر التاريخ من استعباد و تشيء و اعتبارها انسان من الدرجة الثانية لما ظهرت حركة تحرير المراة و لما ظهرت حركة الفيمنزم التي تحس انها لا تطالب بحقوق المراة لكنها تسعى الى الانتقام من الرجل. حركات التحرر القديمة كانت تقوم على الهيومانية (الانسانية) مركزية الانسان في الكون فهو غاية في حد ذاته فالانسان كائن حر فريد مبدع فحركة تحرير المراة كانت تعتبر المراة كائنا اجتماعيا يطالب بالحقوق التي يطالب بها اي انسان سواء كان رجلا او امراة حقوق سياسية (الانتخاب و المشاركة في السلطة) حقوق اجتماعية (حق المراة في الطلاق و حضانة الاطفال) حقوق اقتصادية (مساواة المراة مع الرجل في الاجور) . لكن حركات التحرر الجديدة الفيمنزم اصبحت تعتمد على الواحدية الامبريالية (الانسان في صراع مع الانسان) و تدور في اطار الثنائية الصعبة (حرب الانسان ضد اخيه و ضد الطبيعة) و الواحدية الصلبة (سيادة الطبيعة على الانسان) فالاناث متمركزات حول انوثتهن يحاولن محاربة الرجال المتمركزين حول ذكورتهم وسرعان ما تصبح الحركة تدور في الواحدية السائلة (رفض اية مرجعية كل شيء نسبي) لا فرق بين الذكر و الانثى فيتم تسوية الانسان بالحيوان و باي شيء و يخضع الكل الى التجريب. فتجد الحركات الجديدة تدافع عن الفقراء و السود و الشواذ جنسيا و الحيوانات و حق الانتحار... فحركة الفيمنزم اصبحت تركز على دور المراة كعاملة وطاقة انتاجية و تهمل دورها كأم وعمل المراة في البيت ليس عملا لانها لا تتقاضى عليه اجرا معينا. فيصبح التاريخ هو هيمنة الرجل على المراة و محاولة المراة لاسترداد حريتها وتذهب بعض التواريخ الايديولوجية الى ان الالهة كانت اناثا و في عصور موغلة في القدم وجدت مجتمعات تحكمها الاناث ثم سيطر الذكور و اقاموا حضارة قائمة على العنف و الحرب ثم تحول الاله الى ذكر. وفي ظل الواحدية السائلة تم الغاء الفروق بين الجنسين الذكر كلانثى و الانثى كالذكر لا وجود لاختلافات بيولوجية او اجتماعية او نفسية
كمية التشقلب في الكلمات التي انتهجها الكاتب حولت الكُتيب هذا لشيء صعب الهضم، مستخدماً مصطلحات تم ترجمتها بطريقة حرفية يضيع معها المعنى الحقيقي، ويضيع معها القارئ في تتبعها ومن ثم ادراكها
الموضوع لا يستحق كل هذا التهويل متى ننعتق من عقدة المؤامرة، ومتى ينكر الرجل على نفسه رغبته الابدية في امتلاك المرأة واستهجانه لاي انسلاخ عنه وتحويله لمحاولة الخروج عن الفطرة ...
يحاول الكتاب بطريقة ماكرة بجعل المرأة عنصر ثانوي في هذه الحياة فهي كقسم صيانة في جامعة مثلاً تعمل على جعل الجامعة تقوم بعملها ولكن القسم بالنهاية ليس القسم الاعلى اهمية في الجامعة. واي مفسدة واي خلل مجتمعي هو سببه المرأة الني خرجت ورفضت ان تعمل بمهنة "الام" كإن الامومة مهنة وليست فطرة الهية... ام الرجل فهو ضحية المرأة دائماً ولا يمكن ان يجانبه الخطأ ابداً !!
يهاجم طوال 50 صفحة ليقول في آخر صفحتين ان لم اقصد ذلك - كل الذكور كاذبون !
فى هذا الكتاب يتحدث المسيري كعادته من خلال نموذج تفسيري حول قضية التمركز حول الأنثي باعتبارها كائن إنساني فى النهاية , من خلال النموذج الذي يجعلها عضو فاعلاَ فى المجتمع لا مجرد شئ تمتلكه ماكينة الاستهلاك والرأسمالية الضخمة كتاب به معاني كثيرة عن الإنسان والمساواة وحركتى تحرير المراة والتمركز حول الأنثى وعلاقتها بالصهيونية و بين التحرير والتمركز حول الأنثى الذى يتعامل مع المرأة وكأنها كائن خارج المجتمع الإنسانى ولا توجد بينهما وبين الرجل روابط إنسانية نشتركة ثم يقدم الحل والذى لم يكن تحرير المرأة ولكن هو إعادة تعليم الرجل حتى يعرف قدر المرأة ويعاد بناء الأسرة التى تأكلت جدرانها ولم يعد صرحها متوقف على المرأة باعتبارها بطبيعتها تجيد لعب دور المركز فى قلب الأسرة الذي يجمع حوله جميع الأفراد .
في خاتمة الكتاب ينقل الكاتب حادثتين من حياته الخاصة والعامة. الأولى هي صدمته الكبيرة والمفاجئة عندما آثرت زوجته واجبها كأم و تربية طفلتهما على العمل خارج المنزل واكمال دراستها حيث شعرت أن العلاقة المباشرة بين الأم والطفلة أمر لا يمكن تعويضه مدى الحياة. والثانية كلام دار بين "سيدة أمريكية من رائدات حركة التمركز حول الأنثى" والدكتورة سهير القلماوي حول المساواة بين الرجل والمرأة ووصلا إلى نقطة شعرت فيها الدكتورة أن الحديث لا يدور حول تحرير المرأة وانما تثوير المرأة على الرجل. (لا يوجد نص مُرفق للكلام أو الأفكار المناقشة بينهما والتي تم تصنيفها من قبل لمسيري أنها تثوير المرأة على الرجل).
في رأيي أن أفكار هذا الكُتيب الصغير منطلقة تماماً من هاتين الحادثتين الشخصيتين اللتان عممهما المسيري وانطلق منهما ليكتب عن " قضية المرأة بين التحرير والتمركز " حيث لم يُدعم الكاتب كلامه بأي نوع من الأدلة واستخدم أساليب الاتهام والإدعاءات حيث جعل الحركة النسوية سبب جميع المشاكل في الكرة الأرضية. ناهيك عن نظرته إلى الطبيعة.
عند تتبُع المبادىء والمصطلحات التي وضعها في الجزء الأول (الإنسان والإنسان الطبيعي) مثل الواحدية الانسانية (الهيومانية) و الامبريالية وغيرها يظهر بوضوح الخلاصة التي يريد التوصل إليها وهي بشكل مبسط: الإنسان=الرجل و الطبيعة= المرأة. ومفهوم " إنسانيتنا المشتركة" و "الإنسانية جمعاء" يعني بكل بساطة الجمع بين الإنسان والطبيعة ( الرجل والمرأة) ولهذا صارت الإنسانية المشتركة والجمعاء هي الثنائية التي يجب أن نحافظ عليها وهي الشكل الذي تقوم عليه الأسرة المتمثلة في الإنسان الرجل المُحقق لذاته الفردية والذي يسعى للعمل والإنتاج مع التحرر من الأبوة ودوره في المنزل وتربية الأطفال و الطبيعة المتمثلة في المرأة التي يكون دورها في الانسانية المشتركة والجمعاء هو أم وزوجة تهتم بتربية الأطفال وأعمال المنزل وتستقبل الاولاد والزوج وتوفر لهم الهدوء والطمأنينة. هذا باختصار ما يقوله المسيري عن المرأة ناهيك عن الخلط في المصطلحات والطريقة التي استنتج فيها أن مصطلح فمنست= التمركز حول الأنثى وأنه مختلف عن حركة تحرير المرأة حيث أن تحرير المرأة وحقوق المرأة جزء من الكلمة نفسها وغير ادعاءه أن الفمنست كلمة لا تضم فيها ذكور ومرض أناركسيا فورموزا؟! لا تعليق !!! .
المفارقة أن الكاتب الذي ينتقد قبولنا بكل ما يأتينا من أهل الغرب دون أن نحاول أن نحلله أو نفسره ودون أن ندرك أن ما يأتينا منهم يعكس منظورهم وتحيزاتهم قدّم لنا خطاب غربي مستنسخ ( جون كينيدي- رونالد ريجن وبعض الخطابات النسوية الغربية) ساد في القرن التاسع العشر والعشرين وهي ايديولوجية الأمومة والتأكيد على الدور الأمومي للمرأة ولم يقدم منهج ثوري أو منطقي أو رؤية عربية وإسلامية تحرر المرأة أو تنصف المرأة على الأقل بل إنه لم يخرج من الإطار التقليدي للأدوار التقليدية و الصورة النمطية.
الرأي الشخصي: لا أتفق تماماً مع ما جاء في هذا الكُتيب لأنه غير منطقي وغير عقلاني. تأطير المرأة بكلمة " أم" و "زوجة" يعني أن الكاتب افترض أن جميع النساء هم زوجات وأمهات وجميع المتزوجات قادرات على الإنجاب وبهكذا أقصى فئة كبيرة من النساء عندما عرّف المرأة كأم.
تحقيق الذات هو الأساس التي تُبنى منه العائلة ولا اختلف مع الكاتب عن أهمية الأسرة ولكن اختلف معه على "الأدوار التقليدية" التي وضعها لتعريف "مفهوم الأسرة". ولكن ما لا أفهمه هو مساومته على إما أن تكون المرأة أم وتربي الأطفال أو تعمل ووجود التعارض بينهما. أنا شخصياً أنطلق من رؤية الأمومة تقابل الأبوة فهل سمعنا يوماً رجل يُعّرف كأب ؟! أو يطلب منه ��ما التفرغ لدوره الأبوي داخل الأسرة أو العمل؟!.
أكتفي بهذا القدر .. لأن كل سطرين في الكُتيب أستطيع كتابة صفحة نقد كاملة عنه.
أؤمن بفكر المسيري ومنطقه لكن بداية الكتاب على كل قارئ عادي سيبدو مليئا بمصطلحات أو شعوذة لا معنى لها ثم يبدأ بتفصيل هذه المصطلحات واظهار الفرق بين مايسمى تحرير المرأة وظاهرة التمركز حول المرأة ...
أؤمن أن كل مايدور ويدندن حوله الإعلامه هو جعل المرأة سلعة مستهلكة وأداة لإثارة مايستثار وبالتالي لا يبقى في الكون مايهم العقول الضعيفة سوى ملاحقة شهواتهم وفقط ...
المقدمة التي بدأ بها المسيري لا تقتصر على تفسير الموضوع الذي نتحدث عنه فقط (قضية المرأة بين التحرير والتمركز حول الأنثى) بل هي من المقدمات التي يمكن أن يفسر بها عدد من مشاهد الواقع ما بعد الحداثي. فتجده أصلا في هذه الصفحات وبناءا على هذا التفسير يوضح التماثل بين حركة التمركز حول الأنثى والفكر الصهيوني. أولا، لا بد من ضبط مفاهيمي، وإدراك أن ثم فرق بين الأساس الذي قامت عليه الحركات التحررية في القديم وحركات التمركز التي نشأت في عصر ما بعد الحداثة. ومن بعد السؤال: ما الفرق وكيف حدث التحول بين الحركتين؟ من خلال بنية يمكن تصورها كأنك تهبط درجات سلم، كل درجة تسلم الدرجة التي تليها حتى تصل إلى حالة السيولة الأخيرة: - فالبداية، كانت حالة الواحدية الإنسانية (الهيومانية): وهي حالة يؤكد فيها الإنسان ذاته المنفصلة عن الطبيعة/ المادة، لكنه لا يزال يتحدث باسم الانسانية أجمع. - ثم بعد ذلك، حالة الواحدية الإمبريالية: وهي حالة يتمركز فيها الإنسان حول ذاته (الفردية)، فيتحول إلى إنسان عنصري يوظف كل ما حوله لخدمته. وعلى هذه الدرجة تظهر ثنائية صلبة؛ الأنا والآخر. - من بعدها يدرك حالة الثنائية الصلبة بينه وبين الطبيعة، حيث يصير كلا منهما في مركز منفصل عن الآخر. - أما الواحدية الصلبة: فهي حالة انحلال هذه الازدواجية، ومركزة الطبيعة وحدها، ويسيطر عالم واحدي؛ مركزه المادة ويخلو منه الجوهر الإنساني. - ثم في النهاية: الوصول إلى حالة السيولة التامة، إلى عالم مفكك، نسبي لا يقيني، وذا دوال بلا مداولات. وهنا حالة الفقد الكلي للمعايير. يمكن الإجابة كالتالي؛ فأما الفرق، فهو ذا:
والكيفية والنتيجة، فكانتا كالتالي:
وبذلك يتضح النموذج الذي سيفصل من خلاله المسيري في باقي الصفحات عملية الانفصال والتمركز. __ النقطة الرئيسية الأخرى، ومن عندها أصلًا سيضع المسيري حلًا أو بلفظه البحث عن بديل؛ هي الأسرة. -النموذج الاستهلاكي المتصاعد منذ عصر الحداثة وما بعدها، وإعادة صياغة الإنسان في ضوء المنفعة المادية امتد بلا شك إلى المرأة. الأمر الذي تم من خلاله إعادة تعريفها من خلال ماديتها وكفاءتها.. فعلت القيم البرانية وقوضت القيم الجوانية (ألا وهي الأمومة)..
وبالتالي عندما قدم المسيري حله البديل بدأ من هذه النقطة، وكان مما قدمه: 1.
2. *الكتاب صغير ومرشح بشدة للاطلاع.
وأخيرًا، أريد أن أقول شيئًا بسيط: قيم الإنسان تستمد من مرجعيته، ومرجعية المسلم دينه. والدين فيه المبتدأ والمنتهي ودورنا فيما بينهما. فالموضوع كله يبدأ غرس قيم يتحرك في حدودها الإنسان طوال حياته. هذه القيم إذا لم تستمد من الدين فلا شك ستستمد من غيره (النماذج الغربية كمثال)، وهنا نقول أهلا بأزمات العالم. ببساطة.
حرية المرآة هى حق لابد منه .. ولكن هناك فارق جذري بين: تحرير المرأة "Woman liberation" والتمركز حول الأنثى "Feminism" ..
تحرير المرأة حركة غرضها إعادة الحقوق المسلوبة من المرأة، والقضاء على الأفكار التي تنظم المجتمع على أساس ذكوري، وتكفل حق العمل والمساواة في الحقوق السياسية.. وهذا أمرٌ لا خلاف عليه وليس موضع للجدل..
بينما حين نتحدث عن النسوية، فالأمر لا يتوقف فقط على اعتماد المرآة على نفسها، بينما المُعاداة الكلية للرجل، بل التخلي التام عن الرجل في الحياة! وهذا مما لا شك فيه سينتج عنه تفكك الأسرة أو بالأحرى فنائها .. والأمر ليس متوقف على الجُمل الحماسية العدائية تجاه الرجل، بل قالت أحد مؤسسي النسوية جملتها الشهيرة: "Feminism is the theory; lesbianism is the practice."
بعد هذا الفكر يجب أن يكون لنا وقفة ..! الأمر لم يتوقف على مُعاداة الرجل فحسب، بل تهميشه من المجتمع والاستغناء عنه كليًا حتى وإن كان هذا مُخالفًا للطبيعة البشرية !! لذا لا يمكن أن نتبنى النسوية كمنهجية للتعبير عن حرية المرآة على الإطلاق ..
فسر المسيري -رحمه الله- جميع هذه الأمور وفصلها ببراعة، أعجبني الكتاب في العموم وإن أختلفت مع بعض الحلول المقدمة في الفصل الأخير، عدا ذلك فهو كتاب مرجعي رائع عن المرآة على الرغم من صغره.
الكتاب توصيف رائع لوضع المرأة الذي تعيشه الآن ولطرفي النقيض السلبيين الذي نشهده الآن على وجه العموم بحيث نرى إما أنثى مضطهدة مهضومة الحقوق ومستعبدة أوأنثى فقدت هويتها وشوهت طبيعتها في طريقها للتحرر من الظلم والعبودية، كما استعرض فيه المسيري تأثير ما اقتحم مجتمعاتنا من أفكار ومعتقدات ومفاهيم ومصطلحات غربية لا تناسب مجتمعاتنا ورؤيتنا التاريخية والإنسانية مع عدم توفر الدراسات النقدية لهذه المفاهيم والمصطلحات التي غزتنا.. إذن الكتاب كما يتضح من العنوان يتناول قضية المرأة من حيث الفرق بين الحركات التي تهدف لتحرير المرأة والحركات التي أدت إلى تمركز المرأة حول ذاتها بحيث فقدت هويتها وأصبحت تبحث عن تحقيق ذاتها وطموحاتها بمعزل عن أي إطار إجتماعي أو أسري ، وفي الحديث عن هذه الفروقات بين الحركتين يقول المسيري أن حركة تحرير المرأة تهدف إلى إعطاء المرأة حقوقها وتحقيق العدالة لها داخل المجتمع والأسرة دون سعي للقضاء أو محو الإختلافات الموجودة بين الذكر والأنثى (بيولوجية، نفسية واجتماعية) هم فقط بذلوا قصارى جهدهم للحيولة دون تحول هذه الاختلافات إلى ظلم وتفاوت اجتماعي وإنساني يؤدي إلى توسيع الهوة بين الذكور والإناث وذلك على عكس ما عملت عليه حركة حركات التمركز حول الأنثى حيث كرست هذه الاختلافات باتجاه إشعال الصراع بينها وبين الرجل بحيث تشعر أنها في معركة حامية الوطيس مع عدوها هذا الذي يحاول استعبادها والسيطرة عليها من خلال تأطيرها وتحديدها في دورين لا ثالث لهما الزوجة المطيعة الخدوم والأم الرؤوم.. ثم استعرض المسيري بعض الحلول في سبيل الوصول لنموذج المرأة البديل التي تعرف كيف توازن تماماً بين حياتها الأسرية والإجتماعية وحياتها المهنية أو العلمية ، ومن هذه الحلول أن تنظم حياتها وترتب أولوياتها وأن يكون الرجل في عونها يساعدها ويدعمها.. الكتاب قيم من حيث أنه سلط الضوء على كثير من القضايا التي يجب دراستها وإيجاد الحلول والبدائل المناسبة لها وهو على أهميته إلا أنني أرى أن المسيري قد أغفل عدة نقاط كانت ستثري موضوع الكتاب وستوصل القارىء لنتائج يمكن تطبيقها كحلول جذرية لقضية المرأة ، سأستعرضها كما رأيتها من وجهة نظري: 1-في حديثه عن الفرق بين حركة تحرر المرأة وحركة التمركز حول الأنثى لم يبين المسيري كيف يمكن لأي حركة تهدف لتحرير المرأة أن تنجح وتصل فعلاً لنموذج المرأة الواثقة الواعية التي تمارس كل حقوقها دون التخلي عن واجباتها ومسؤولياتها ودون المساس بكرامتها ومكانتها ، ولم يوضح أيضاً من أين استمدت حركة التمركز حول الأنثى (التي وصفها) وجودها ومن أين انطلقت؟ ألم تكن نتيجة لكثير من حركات التحرر التي أضلت الطريق لعدم توفر المنهج المناسب والوعي اللازم والطريق الواضح فوصلت لما سماه المسيري بالتمركز حول الأنثى. 2-في حديثه عن حركة تحرير المرأة (أنها لم تسعى لمحو الاختلافات الموجودة بين الذكر والأنثى ولكنها سعت للحيلولة دون تحول هذه الاختلافات إلى ظلم وتفاوت اجتماعي وانساني) هذا صحيح إن كانت الهوة الموجودة سببها هذه الاختلافات ولكن في الحقيقة هذه الهوة سببها كيفية تعاطينا لهذه الاختلافات وفهمنا لها وللهدف منها وتفضيل جنس على جنس انطلاقاً من هذه الاختلافات ، المسيري لم يعالج هذه النقطة ولم يتطرأ لها وكان المقام مناسب جداً للحديث عن ذلك والتوسع به وخاصة أن من أهم أسباب الهوة بين الذكر والأنثى والصراع الموجود بينهما هو بسبب الفهم الخاطىء لأسباب هذه الاختلافات ولعدم إدراك أن هذه الاختلافات هي للتكامل وليس للتنافر والتفضيل. 3-لم يتضمن الكتاب خطة واضحة أو منهج واضح لحل هذه الإشكالية العالقة ، الكتاب كان عبارة عن عرض وتوصيف دون تقديم حلول جذرية 4- الحلول التي قدمها المؤلف في نهاية الكتاب لم تكن حلول جذرية فهو لم يتطرأ لدور توعية المرأة وتثقيفها وتوعية المجتمع ككل في في بناء أو في الوصول لأنثى مدركة تماماً لدورها ومكانتها في الأسرة والمجتمع ، أنثى قوية بحيث قوتها تنبع من ذاتها من خلال علمها وفهمها والتزامها بواجباتها وإدراك حقوقها كإنسان مساوية للرجل تماماً في الإنسانية ومختلفة عنه في الناحية البيولوجية وفي الأدوار الاجتماعية ، اختلافات من المفترض أن تزيد اللحمة والتشاركية مع الجنس الآخر وأن تزيد شعورهم بالحاجة لبعضهم البعض مع تقدير واحترام كل طرف لحقوق الآخر ودوره ومكانته. 5-لم يتطرأ المسيري نهائياً لموضوع الدين وأخص هنا الإسلام باعتبار أنه صنف كـ (مفكر إسلامي) وخاصة أن للدين دور كبير جداً وأساسي في الوصول للنموذج الأنثوي المنشود فهو دين شامل لكل أبعاد الحياة وقد نظم العلاقات وأعطى كل ذي حق حقه وساوى بين الناس ذكور وإناث ورفع من شأن المرأة بعد أن عانت دهوراً طويلة من الظلم والاستعباد ، بالاضافة لذلك فإنه لا يخفى على أحد أن الفهم الخاطىء لبعض آيات القرآن الكريم أثر بشكل سلبي على نظرة الذكور والإناث وعلى تعزيز الاتجاه الذكوري في المجتمع وفي تصنيف المرأة كـكائن تابع للرجل وليس مشارك له..لا أدري حقيقة ما سبب تحييد المسيري لدور الإسلام في حل قضية المرأة هل كان ذلك مقصوداً أم أنه ناتج عن عدم فهم المسيري العميق للإسلام ولدوره الهام والأساسي في قضية مثل قضية المرأة التي فشلت كل الحلول البعيدة عن الإسلام في حلها..
كتاب قيم جدا جدا وخاصة بعد اجتياح موجات تحرر المرأة والفيمنيزم لمجتمعنا بشكل واعي أو غير واعي وخطورة ذلك علي البناء القيمي والأسري للمجتمع الكتاب يبدأ بتأسيس فلسفي (معقد بعض الشئ لذا لا يجب الوقوف عنده طويلا لأنه مناسب للمتخصصين أكتر) ومنه يقوم بتوضيح الفرق بين حركات تحرير المرأة وحركة التمركز حول الأنثى ووضعها في صراع مع الرجل ثم تجريدها من خصوصيتها وتحويلها لشئ مجرد من أي خصوصية أو طبيعة بيولوجية مما يجعل المرأة في حالة دائمة من القلق وانتزاعها من دورها في الأسرة وتمركزها حول ذاتها.
أيضا يوضح الكاتب دور حركات التمركز حول الأنثى في تفكيك الشعوب العربية والإسلامية عن طريق تفكيك المفهوم الأسرى المتماسك في المجتمعات الإسلامية وهدم دور المراة وإدخالها في صراع مع ذاتها ومع الرجل.
أجمل ما في الكتاب الفصل الأخير وهي الرؤية التي يقدمها الكتاب كحل لمشكلة المرأة والرجل على السواء باعتبارهما الأثنان ضحايا لزيادة النمط الاستهلاكي الحديث وأن أي حل يجب ان يبدأ بالنظر للأسرة والدور الواقع على المرأة والرجل على السواء وخلق حالة من التوازن بين الاثنين تجاه الأسرة بما لا يخل بدور كل طرف وطبيعته الخاصة.
أيضا إعادة تعريف قيمة العمل الإنساني مقابل العمل ذو المردود المادي فالعمل ذو الطبيعة الإنسانية المتمثل في دور المرأة تجاه الأسرة وتنشئة الأطفال نشأة سليمة أسمى وأهم من العمل ذو المردود المادي فلا تشعر المراة بنقص في حال تفرغها لدورها الأسري أو ممارسة عمل ذو مردود مادي مع إعطاء الأولوية لعملها وواجبها دخل الأسرة ومشاركة الرجل وادماجه في دوره التربوي . قيمت الكتاب ب 4 نجوم فقط بسبب كثرة المصطلحات الفلسفية المعقدة بالنسبة للقارئ الغير مختص وكان من الافضل التبسيط أكثر من ذلك
لم أكون رأياً واضحاً بعد عما قرأته في هذا الكتاب. المسيري يريد أن يقول أن نصرة قضايا الأقليات؛ النساء، الأطفال، المعاقون، الفقراء .. الخ لا يجب أن تبدأ منهم وإنما يجب أن تبدأ من الإنسان، كل الناس، ومن ثم نتدرج في المنظومة لحل بقية القضايا وهذا في الغالب صائب. لم يوضح أيضاً المسيري إن كان مناصراً لعمل المرأة أو ضده، ولربما المثال الذي أوضحه عن زوجته كان خير مثال في ذلك، بمعنى أنه يقف مع رغبتها سواء أرادت أن تعمل أو لم ترد فهو قرارها وليس قرار الرجل. ولكنه أيضاً وضح أن عمل المرأة قد يخل في المنظومة الأسرية التي تربينا كلنا في ظلها وأظنني لا أراه صائباً في هذا، إلا إن جعلت المرأة حياتها منصبة على عملها، فالمرأة العاملة في الغالب تربي أطفالاً مختلفين، كما وأنني في كل مرة اقرأ في صفحات الفيس بوك المتخصصة في مشاكل النسوة العربيات أجد أن أغلب المشاكل وُجدت من "ضجر" المرأة وعدم قيامها بفعل يذكر، فالمسيري مثلاً يرى أن المرأة يجب أن تعتبر تربية الأطفال عملاً، مادامت تربي جيلاً فهي امرأة عاملة، ولا يجب أن يقترن العمل بأجر حتى يسمى عملاً ، ولكن ما رأي المسيري على سبيل المثال في النسوة اللواتي يجلسن في البيت، لا شغلة ولا عملة، ويجعلن الشارع يربي أو المدرسة أو الخادمة ويعشن يومهن بين جلسات القهوة والنميمة والقيل والقال؟ وأظن أنهن يمثلن نسبة كبيرة من المجتمعات العربية اليوم وهناك فرق كبير بينهن وبين من يجلسن في البيت لتربية أطفالهن تربية حسنة! أعرف أماً كانت تفضل جلسات النميمة والسهر على قضاء وقت مع أطفالها، ولم تكن أماً عاملة وربى الشارع القبيح أطفالها وندمت بعد فوات الأوان.