امرأة شابة يبلغها أن أخاها مريض، وأنه سيقضي الشهور الأخيرة من حياته طريح الفراش في المستشفى. تأتي لزيارته يوماً بعد يوم. ويوماً بعد يوم تزداد علاقتهما حميمية حتى تغدو مركز وجودهما. وفي كنف الغرفة البيضاء ينقضي الوقت على إيقاع الفصول.
يوكو أوغاوا نالت جائزة "أوكتاغاوا" الأدبية اليابانية عن روايتها "الحمل" عام 1991؛ صدر لها الى اليوم أكثر من عشرين رواية ترجم معظمها إلى عدد كبير من اللغات.
Yōko Ogawa (小川 洋子) was born in Okayama, Okayama Prefecture, graduated from Waseda University, and lives in Ashiya. Since 1988, she has published more than twenty works of fiction and nonfiction. Her novel The Professor and his Beloved Equation has been made into a movie. In 2006 she co-authored „An Introduction to the World's Most Elegant Mathematics“ with Masahiko Fujiwara, a mathematician, as a dialogue on the extraordinary beauty of numbers.
A film in French, "L'Annulaire“ (The Ringfinger), directed by Diane Bertrand, starring Olga Kurylenko and Marc Barbé, was released in France in June 2005 and subsequently made the rounds of the international film festivals; the film, some of which is filmed in the Hamburg docks, is based in part on Ogawa's "Kusuriyubi no hyōhon“ (薬指の標本), translated into French as "L'Annulaire“ (by Rose-Marie Makino-Fayolle who has translated numerous works by Ogawa, as well as works by Akira Yoshimura and by Ranpo Edogawa, into French).
Kenzaburō Ōe has said, 'Yōko Ogawa is able to give expression to the most subtle workings of human psychology in prose that is gentle yet penetrating.' The subtlety in part lies in the fact that Ogawa's characters often seem not to know why they are doing what they are doing. She works by accumulation of detail, a technique that is perhaps more successful in her shorter works; the slow pace of development in the longer works requires something of a deus ex machina to end them. The reader is presented with an acute description of what the protagonists, mostly but not always female, observe and feel and their somewhat alienated self-observations, some of which is a reflection of Japanese society and especially women's roles within in it. The tone of her works varies, across the works and sometimes within the longer works, from the surreal, through the grotesque and the--sometimes grotesquely--humorous, to the psychologically ambiguous and even disturbing.
اعتدنا كشرقيين أن يكون صوت تجربة فقد عزيز بعد صراع مع المرض صوتا باكٍ عال. أحزاننا لها بُعد درامي ملموس نعلنه بصخبٍ واضح باللون والكلمة والدموع والزهد المعلن في مباهج الحياة.
في بدايات تعرفي على الأدب الغير عربي-على اختلاف جنسياته-لم استطع فهم "برود" الثقافات الأخرى تجاه الموت. ربما كان السبب هو ضعف الروابط التي تجمع الفرد بمن حوله، ربما كان ما يهم الفرد منهم هو الحاضر فقط. فما مضى وانتهى لا يستحق أن نوقف حياتنا من أجله.
في تلك القصة الرقيقة حيرتني الراوية التي لم أستطع أن أفهم هل كانت تبكي أخاها، أم تبكي طفولتها الحزينة مع أمها المريضة، أم على زواج تعس بارد تعيشه.
اعتقد أن الراوية كانت تحاول الهروب من الماضي والحاضر طوال القصة. هربت من حاضر أخيها المحتضر، بالتأمل في سلام ونظافة غرفته اللذان يتناقضان مع ماضيها المؤلم مع أمها المريضة نفسيا التي أغرقت حياتها هى وأخاها في فوضى مجنونة حتى ماتت.
لم تكن نظافة الغرفة الناصعة كافية لاحتواء وتهدئة الماضي المزعج أو حاضر احتضار وموت أخيها المُحتّم. فكان ذلك الطبيب بمثابة واحة لها استراحت فيها بشكل مؤقت من اضطراب أقدار أجهدتها.
لا يكتمل أي شىء في تلك الرواية غير الموت. كل شىء ناقص. كل قصة لم ترو بشكل كامل. العلاقة بالأخ التي تعمقت بالمرض، قطعها الموت. العلاقة بالزوج فاترة ولا تمضي للوراء فضلا عن تقدمها للأمام. والعلاقة بالطبيب لم تطلب منها سوى الدعم العابر المؤقت.
نظرة خاطفة ومقتضبة هى كل ما جعلتنا نراه المؤلفة من حياة تلك المرأة. لتؤكد-ربما-على أن الحياة ليست إلا حلم عابر لا ينتهى سوى بحقيقة الموت.
نص مرهف يقترب بهدوء من الموت وفقد الأحبة يتناول الوجود الانساني والمرض والمصير ومحاولة فهم ما يدور في النفس من خلال الألم والمحبة لكن برغم حضور الموت وحتمية الفراق .. تستمر الحياة
كما لو أن نسائم الخريف الباردة داعبت وجهي ...تابعت تساقط الأوراق الصفراء...وتلمست يديّ تلك المرتجفة على الأغصان العارية...وبأصابعي ربتُ عليها هامسة لها بألا تخشى لحظة السقوط...وتناهى إلى مسامعي صوت خشخشة الأوراق الجافة المتيبسة...وانتظرت زخات المطر ..انتظرت لتبلل وجهي وتأذن ببزوغ أوراق خضراء تنبت من قلب الخريف ولكن..لاشيء هذا كان حالي هنا مع هذه الرواية القصيرة العذبة المرهفة.. وعلى ما يبدو أن الكاتبة كانت تعاني من حبسة الكتابة ، في اللحظة التي كان ينبغي عليها البدء..وانتظرت منها المزيد إذ بها تتوقف....
وعندما وصلت إلى الحفلة وأنا في كامل أناقتي واستعدادي للسهر والرقص مع شخصيات الرواية حتى الصباح، أعلنت "يوكو أوغاوا"، وهي تدفعني من كتفيّ خارجًا، بأن الرواية انتهت، ولوحت لي بيديها مودعة .. وأطفأت الأنوار. هذا بالضبط ما شعرت به عندما انتهيت من قراءة هذه الرواية التي انتهت قبل أن تبدأ!
كل شيء حاضر بقوة في هذه الرواية.. سوى المرض والموت فهما على الهامش!
تتقن بطلة الرواية الهروب من الواقع المرير، رغم أنه لا مفر منه، بالانغماس في الماضي وتفاصيله، ورثاء حياتها الزوجية البائسة، والعلاقة العابرة (العميقة في ذات الوقت) مع الطبيب المعالج، ورحلات البحث عن العنب للأخ المريض، والاستغراق في وصف الغرفة المثالية البيضاء..
وتتجاهل شبح الموت الجاثم في نهاية المطاف..
نوڤيلا قصيرة لكن أفكارها ومشاعرها مركزة وثقيلة.. استمتعت بها، والترجمة مُوفقة.
الشعور الوحيد الذي صاحبني عند قراءة هذه النوفيلا هو القلق، أتحدّث تحديدًا عن القلق الناتج عن الخوف. تستمر عجلة الأيّام بالدوران سواء كنّا على صلةٍ بالوجود أو حتى غائبين، ولكن الفكرة المقلقة هي ألّا نشعر، ألّا نقدّر اللحظات والأشخاص بطريقة جيّدة، أن ننشغل عن التفاصيل التي كان من المفترض أن نهتم بها ونستمتع.
تقول البطلة هنا: "لو لم يُصَب أخي بالمرض لما عرفتُ بالتأكيد كيف أحبّه، فعلاقتنا كانت رهنًا بهذا (الأخ الأصغر) لا غير. تراءى لي أنّني التقيته حقًّا بدءًا باللحظة التي أُدخِل فيها لأوّل مرّة إلى غرفته في المستشفى"
في هذة الرواية ستجد الموت واقفاً في المنتصف ، وانت تدور حوله لتراه واضحاً من جميع الجهات .
سيتأكد لك أن نظرتك للحياة والأمور في حالتك الطبيعية حتماً ستختلفُ حين تراها بنفس المنظور وانت واقع تحت تأثير الصدمة.
بإختصار: إنها الإسلوب الهادئ والمختصر لمواجهة الموت على هذا النحو من الواقعية .
" لو لم يُصب أخي بالمرض ، لما عرفت بالتأكيد كيف أحبه ، فعلاقتنا بمجملها كانت رهناً بهذا الأخ الأصغر لا غير ، تراءى لي أنني ألتقيته حقاً بدأً من اللحظة التي أدخل بها لأول مرة إلى غرفته في المستشفي".
حاولت جاهداً أن أتأقلم وأنسجم مع جو الرواية وطريقة سرد الرواية، للأسف لن أتمكن من ذلك، ليست لأنها غامضة أو غير مفهومة بالعكس فهي تفتح شهية القارئ ببساطتها اللغوية والسردية، أتحدث هنا عن تماسك مع الشخصيات ،جذبها إلى مخيلتك وإستدراجها إلى الرواية نفسها..
الرواية بدت باردة جداً بالنسبة لي، لم تتمكن من تحويل القضية الإنسانية التي تناولتها إلى نص أدبي قوي يحرك مشاعر القارئ نحو الرواية بصدق.. وكأنها كانت حكياً ملفقاً لأجل تسلية وتمرير الرواية لا أكثر..
كلاهما كان مريضا… كلاهما وجد السكينة في غرفة المشفى تلك… أما الأخ فتطهر من الحياة فبات كالزجاج و أما الأخت فقد التصقت ب"قذارة" الحياة أكثر… غريب تعاقب الفصول… ما أشد وطأه! تمت 26/07/2018
فتاة مرضت امها بمرض ذهني فكانت الام تهمل كل شؤن المنزل من ترتيب ونظافة هربت تلك الفتاة مع اول فرصة للزواج من هذا البيت القذر التي كانت تحيا فيه مع أمها واخيها الصغير بعد أن ترك الاب تلك الام المريضة هربت الفتاة مع اول شاب يصلح للزواج على ما يبدو وهناك وجدت بيتا باردا يخلو من الدفء وبجانب ذلك ملابس لابد أن تغسل واطباق وأواني لابد أن تجلى وكثير من المسؤليات وإلا أصبح منزلها كمنزل أمها القذر التي هربت منه عندما اصيب الاخ الاصغر بمرض وتم ايداعه في غرفة في المستشفى عشقت تلك الغرفة النظيفة باستمرار التي لا يوجد بها شيء سيفسد أو يصيبه النمل فكل شيء زائد يرمى في غرفة مكب النفايات وتغرم بطيب قوي العضلات وتقع دائما في مشاعر متضاربة بين اعجاب بالطبيب وعضلاته وبين مرض اخيها الذي يموت بالتدريج وبين عشقها لتلك الغرفة النظيفة التي تفضلها على اي منزل
اجد ان تلك الفتاة هي مريضة ايضا درجة الوصف في الرواية عالية جدا بدرجة تصيبك بالغثيان في وصف الاشياء القبيحة
الجملة الافتتاحية للعمل كما هو الحال بالنسبة للعنوان مشجعة جداً " حين أفكر في أخي الأصغر يدمي قلبي كرمانة مفلوقة، أسأل في سرّي لماذا. " و الرواية القصيرة على لسان أخت المريض التي لولا إصابته بالمرض القاتل لبقي أخاً صغيراً على الدوام و امتلكت دون نزاع صفة الأخت الكبيرة. غير أن أيام المرض الطويلة في تلك الغرفة البيضاء و التي تشبه العدم حيث كل شيء أبيض و أنيق و بلا حياة، على عكس الفوضى التي شاعت في حياة الأم إثر إصابتها بمرض عقلي حيث لم تعد تفرق بين خزانة الملابس إذ تضع فيها بعض الفواكه و بين درج الأحذية حيث يمكنك العثور على قميص مكوي. تسوء حالة الأخ و تبقى هي بالساعات تراقب جسده يبادر إلى الفناء بشكل تدريجي. الشحوب أولاً و النحول و من ثم العجز حتى نهاية المطاف. تساعدها في رصد المرض هذه الغرفة المثالية التي لم تتوقف الأخت عن الامتنان لنظافتها الآلية. لا أنصح بالرواية لمن فقد أحدهم بعد علاج طويل في غرفة مثالية أو حتى غير مثالية. لست من محبي الأدب الياباني على أية حال و هاروكي موراكامي ليس بالاستثناء فهو لا يكتب باليابانية المعروف عنها هذا الميل الحاد للكآبة و العدم.
نص ساحر، شاعري ومكثف وملهم، وقد إيه التفاصيل بتنسج حياة كاملة مختلفة، حياة تقدر تعيشها بطريقة مختلفة في كل مرة تفتكرها فيها، ورغم معاناة الذكريات، وما تفعله بنا، الا إننا كأننا بنعيد الحياة نفسها كذا مرة.
نوفيلا من أعظم ما يكون، مؤلمة وحزينة وملهمة، وترجمة تحمل من رقة النص الكثير.
"لا تقلقي فإن اليُتم ليس أمراً حزيناً بهذا المقدار. فالجميع مُعرضون لليُتم بأهون السُبل."
التجربة الثانية لي مع الكاتبة "يوكو أوغاوا" بعد ديستوبيا "شرطة الذاكرة" والفلسفة المترتبة على ذلك، تأتي "غرفة مثالية لرجل مريض" لتكون بمثابة رثاء طويل من أخت لأخيها الذي لولا اقتراب موته بسبب مشاكل صحية لظل كما قالت، مجرد أخ أصغر. فالأخت التي عاشت معاناة المرض مع والدتها في الماضي، وهربت منها إلى زواج يبدو أنه ليس في أفضل أحواله، تواجه الماضي في الحاضر عن طريق مرض أخيها الأصغر، وكأنها تذكرة بحتمية الموت، أنه حولنا في كل مكان، ويُغلف كل شيء، ومهما نسيناه أو تجاهلناه عن عمد، فإنه هناك مُحلق بالأفق الأعلى ينتظرنا جميعاً.
"عندما يموت شخص ما، يترتب على الأحياء أن يعيشوا تحت وطأة المشاعر المختلفة من الندم والحسرة حياله."
الرواية ثقيلة الوطأة على النفس، وعلى الأخص لمن مر بتجربة فقد لأقاربه أو أحبابه، فهي تصف الموت بشفافية ودون مواراة أو تزييف، الموت قبيح، هذه حقيقة لا ريب فيها، ولكن الموت قبيح على الأحياء الذين فقدوا، فمن مات قد مات، فقط الأحياء من يعيشون الحزن حوله. قد ترى أن مشاعر الأخت شديدة البرودة، وناهيك عن أن الرواية يابانية ويُمكنك أن تعرف ذلك من بضع سطور من الرواية، ولكن برودة المشاعر تلك تُخيفني. القدرة على كبت المشاعر وعدم الانفجار بالبكاء أو الصراخ بسبب الألم والحزن، والاكتفاء بنظرات شاردة باردة، والانعزال بداخل نفسك، ذلك ما يُخيفني، تلك القدرة على احتواء الألم بداخل جسد، تعد وتشي بانفجار قد يكون مدوياً، وليس شرطاً أن يكون الانفجار خارجياً، بل يُمكن أن يكون بداخلك، فتتولد قدرة مهولة على تدمير الذات، والشعور التام بالخواء والتبلد.
ختاماً.. رواية على قصرها ولكنها غزيرة بالأفكار المُعقدة والفلسفية، تتناول موضوع الموت برقة لا تُشبهه، وتُشجع للقراءة ليوكو أوغاوا مرات أخرى. لا أستطيع أن أرشحها تماماً، لقدرتها على إدماء قلبك.
أولا هذه الرواية كيوت، لطيفة، حزينة ولكن تبعث على الاسترخاء. لقد جعلتني أذرف بعض الدمعيات. نهاية الرواية منطقية يا أصدقائي، هل تظنون أن هذه الرواية قصصية وهناك حبكة تصاعية ولهذا من الضروري أن تكتب لنا الكاتبة حل العقدة.. تذكروا أنها في الصفحة الأولى استبقت الأحداث وقالت لنا أن الرجل المريض سيموت، وأن الأم ماتت والأب وحتى الزوج.. هذه الرواية من النوع الوجداني، تقدم لنا قطعة من الحياة. تبدأ وتنتهي بشكل فجائي. الحبكة والأحداث ليست هي أهم الأشياء فيها.
دعوني أبدأ بمراجعتي بشكل تقليدي.. لقد اشتريت الرواية بسبب ترجمة الشاعر بسام الحجار (الذي عشت لغته بسبب 'خيالات ضوء القمر ومطبخ') بالشكل الرئيسي وطبعا لأنها رواية يابانية وبسبب الغلاف الخلفي الذي وعدني بأنها رواية عن أخت تلازم أخاها المريض تحكي لنا عن تجربتها (وأنا لدي أختين) وكيف تصبح بينهما علاقة حميمة (خطرت لي أيضا علاقة جسدية بطريقة ما) وهذا يعني أن الأخت تعيد اكتشاف علاقتها بأخيها أو تعيد اكتشاف مشاعرها الأخوية نحو أخيها الجذاب والطالب الجامعي الذي توفي وهو في عمر الحادي والعشرين.
في هذه الرواية لا تهم الأسماء ولا الأحداث ولكن ما يهم هي المشاعر الإنسانية التي تعبر عنها والرسائل المخفية.
القصة بسيطة: بعد إصابة أخيها بالسرطان أصبحت شخصيتها الرئيسية توزع ساعات يومها بين منزلها، عملها كسكرتيرة و وجلسية لأخيها المريض في غرفته بالمستشفى. كانت غرفته ناصعة البياض، نظيفة جدا ولهذا اعتبرت غرفته مثالية فهي تكره الفضلات والفوضى.
الرواية ركزت على أيامها الأخيرة مع أخيها وليس على عملها الذي لا تذكره وكأنها لا تحبه، كما تهمش الجزء الخاص بزواجها الذي فهمت أنها زواج غير سعيد فزوجها أستاذ مشغول بأبحاثه ويثير الفوضى في المطبخ.
مثل الروايات اليابانية، هناك جزء غامض قليلا متعلق بعلاقة الشخصية الرئيسية بالطبيب س الذي يتلعثم بالكلام كما أفعل وهذا أسعدني لأنه أخيرًا وجدت شخصية متلعثمة في رواية بعدما وجدت ذلك في رواية أليف شفق. البنت التي لا تحب اسمها هذه المرة وجدتها بشكل أفضل إذ ي ي ي يتكلم الطبيب س بهذه الط ط ط ريقة.
. .
خلاصة القول: إنها رواية عن الموت وإحياء الروابط العائلية. تعجبني هذه النوعية من الكتابات التي تجعلني أقرأها ببطء واسترخي وفي الوقت ذاته تكون الحبكة بسيطة ويومية ولكن طريقة مشاركة الخواطر والأفكار عميقة. ذكرتني الكاتبة يوكو أوغاوا كثيرا ب الكاتبة بانانا يوشيموتو ويبدو أن هذا راجع لاختيار المترجم بسام حجار. تمنيت لو ترجم أعمالها أكثر لكنه غادر عالمنا.
أظن أنه لفهم الرواية بشكل صحيح يجب قراءة رواية أخرى لنفس الكاتبة بعنوان 'حوض السباحة. عمومًا أنا جد سعيد لاكتشافي لكاتبة يابانية جديدة ولأن بعض أعمالها مترجمة بالعربية. هذه الرواية مريحة ومنحتني مشاعر دافئة. لقد صورت مراجعة بالفيديو مباشرة بعد قراءتها وهذه أول مرة أفعل هذا الشيء هههه
( حين أفكر في أخي الأصغر , يدمي قلبي كرمانة مفلوقة , اسئل في سري لماذا ربما لأننا كنا اثنين لم نحظ بالكثير من العطف من أبوينا )
هذة المرأة الشابة لم يكن يربطها بأخيها سوى فقد العاطفة الأبوية فحين يصلها خبر مرض شقيقها الأصغر ليقع طريح فراشه في المستشفى تتغير طبيعة علاقاتها به وتصل إلى الدرجة التي يصبح فيها محورا لحياتها ,خاصة وهي تعاني من علاقة سطحية بزوجها والذي يقضي كل وقته بين الكتب والبحوث , حين تتذكر هذه الأنثى شقيقها تجد نفسها عاجزة تماما عن تذكر مشهد واحد تبادلت فيه معهُ أطراف الحديث ولكن لم يمنعها ذلك من زيارتها اليومية والتي تحولت لإدمان وعشق . (كنتُ أعشق غرفة المرضى تلك , إذ أشعر حين أكون فيها بِدَعة المولود الجديد الذي تغمره حمامه الأول , ويغدو نقيا من الداخل شفافا حتى آخر تجويف فيه )
هذا المرض القاتل الذي أصيب به شقيقها جعلها تلتصق به وتقضي أيامها في غرفته تراقب آلامه وتصفه وصفا موجعا ,ولاتملك سوى النظر لتعاقب الفصول من نافذة المستشفى تحفر في ذاتها , تراقب الزوايا المعتمة في حياتها , في الوقت الذي كان الشاب الصغير يتجرع أسقامه ! .
(لم يكن أحد بمثل أناقة أخي في أكل العنب , حركة الشفتين صوت اللعاب المتدفق , لون الأسنان وشكلها , دائما هناك ماينفرني لدى الآخرين ! أنامل أخي التي تصطبغ بلون بنفسجي باهت عند أكله العنب كانت رقيقة مثل تحفة فنية باهتة ماكنتُ أملّ النظر إلى سريان العصارة الوئيد تحت بشرته الشفافة يا للمنظر المذهل !)
بهذا الأسلوب والوصف الشائق كانت المرأة تصف شقيقها فكأنها كانت تنظر له لأول مرة هذه الغرفة أتاحت لها أن تتعلق بشقيقها الذي كان يتقيأ الطعام طوال الوقت فتتأثر نفسيتها وتصبح غير قابلة هي أيضا على تناول الأكل , وهذا صاحبه تقزز كبير من زوجها الذي لم تكن لديه أبدا هذه المشكلة , من خلال بعض حوارت الرواية تفضح الكاتبة أثر غياب الزوج على علاقته بزوجته فكل شيء بينهما أصبح باردا كفصل الشتاء الذي كان يمر بغرفة أخيها ولايشعر به .
(ليس المرض مايستهويني , ببساطة أنا أحب أخي , واكتشفت مؤخراً أن الغرفة هي المكان المثالي لأن تكون بقرب من تُحب )
في المستشفى تتعرف المرأة بطبيب وتتدخل معه في حوارات بالغة الشفافية وتصل الرواية ذروتها حين تبدأ بتفحص أضلاعه وتشعر برغبة في ضم هذا الرجل ولو لمرة واحدة كما كانت تتفحص أضلاع أخيها التي كانت تذوي تحت رحمة المرض
كان رتم الرواية يسير بهدوء وشفافية موجعة استرسلت فيه الكاتبة في أجواء روايتها وأحداثها بتفاصيل صغيرة , حميمية وجميلة , وهي تصف كيف يلوي المرض ذراع صاحبه ويخرسه ويعوقه عن الحياة وكيف يكتشف الإنسان أنه أضاع وقتا طويلا دون أن يقترب من أحبته ودون أن يعرفهم .
لم يزعجني سوى أنه ماإن بدأت أندمج بكل حواسي في الرواية حتى وجدتها شارفت على الإنتهاء .. الرواية في 96 صفحة فقط تستطيع ابتلاعها في ساعة واحدة
Perfect room for a sick manYoko Ogawa (Japanese literature) 96 pages Translated by Bassam Rating: 3🌟
.Quote: "For this reason, I regretted so much for my brother's youth, and I have never before regretted this much for anyone, not my father, nor my mother, nor my husband, nor even myself.".
The Summary A short, dark novella that goes in two directions, one about the present and the story of her younger brother's illness and the conflicting feelings that brought the heroine together with him, and the other is a tape of memories in which she reviews the past of her family's turbulent and disjointed life and how she lost her family members one after the other.
But what does that have to do with the title of the novel? This is what you will get to know as you read it...
The last moments of parting with a dying patient may seem harsh, but at the same time, every second is precious because it is irreplaceable..
Evaluation:
Although I liked the idea and considered it influential, it sheds light, albeit in a slightly different way than usual, on the disjointed family relations and the loss of intimacy between its members and their consequences.
Unfortunately, I found it truncated at the end and superficial in some details that I would have liked to have elaborated on..Have you ever read this novel or any other novel by the author? Share your opinion.
"عندما اكون بصحبة اخي في تلك الغرفة أشعر بأنني ملاك أو جنية أحسب انني قادرة علي العيش بالحب الذي أكنه لا أكثر "
نوفيلا مميزة ، من الطبيعي أن نشعر بالاضطراب والتوتر وأحيانا الخوف ونحن بداخل غرفة مستشفي، ولكن هنا الأمر مختلف فلم تجد البطلة راحة وهدوء وسكينة في حياتها مثلما وجدت في تلك الغرفة التي شهدت موت أخيها في النهاية، الفكرة مختلفة مبرهنة بدقة ومرسومة ببساطة، الوصف ممتاز بما أنه أساس الرواية، الكاتب نجح أنه يقدم نوفيلا أساسها الوصف والصور بنسبة 70٪ ومبنية علي فكرة حقيقة ومختلفة، أكثر من نص جمال الرواية كان في ترجمة بسام حجار وبراعة كلماته وتناسق مفرداته 👏
هذه الرواية تحتاج لطقس مثالي حتى لاتشعر بأن كل ماحولك غير مكتمل هي رواية البياض ومحاولة الإنسلاخ من كل مايمت للحياة في محاولة للإنتماء لحياة الموت الأبيض لحياة شفافة تشبه عروق جسد رجل مريض
أحببتها وأحببت الصوت العالي في الرواية الذي يدعوك للسمو والإندماج مع أدق تفاصيل حركاتك وحياتك
آهِ لو أمكنني أن أقيم على طهارةِ هذه الحال ما حييت كجسمٍ لا عضويّ. لو أمكنني البقاء على هذا النحو.. من دون أن يتغيّر شيء أو يفسد أو يتعفّن..
أعتقد أنه يجب علينا قبول هذا النوع من الروايات، الذي لا يحمل المفاجئآت بين طياته ولا تتصاعد فيه الأحداث بالطريقة الدرامية المعتادة ولا تنتهي بشكل مبهر أو خاطف للأنفاس، تنتهي فقط.. ونحن من نضفي عليه المسحة العاطفية بدون جهد كبير من الكاتبة؛ فسير الاحداث الخطي يعتبر طريقة ملائمة لعرض الملل والمرض والعبثية والإنتظار وتكون فرصة معايشة الفكرة الرئيسية أكبر وأفضل. يبدو أن الكاتبة متمسّكة ببعض التفاصيل من رواية أخرى لها (حوض السباحة) وهي الرواية الاولى التي أقرأها لها، ولعلّي أحبُّ هذا التكرار ببعض التفاصيل ربما لأنه يحمل معنى خاص لدى الكاتبة وتحب أن تزيّن به صفحات رواياتها. (أعتقد أنّه من غير المجدي التفكير بهذا القدر من التجر… التجريد. فخلاصة التفكير المجرّد لا تكون إلّا مجرّدة، أي غير فاعلة.)
لأول مرة اقرأ رواية تجمع بين الخِفة والعمق في آن واحد ، حبكة بسيطة جداً ولكن الإبهار كان في جعل تلك البساطة ذات قيمة عالية جداً. أخت تقضي مع أخيها فترة مرضه في غرفته في المستشفى ولمدة أشهر تعيد بناء ما فاتها من علاقتهما .. يقودها ذلك للتأمل في طفولتها ثم ّ زواجها لاحقاً. طفولتها حيث والدتها الفوضوية غريبة الأطوار.. ثم زوجها الغارق في عمله.. كل ذلك زادها نفوراً من الحياة وصخبها..بينما في غرفة أخيها حيث الهدوء.. الانتظار .. التأمل.. محدودية الخيارات ومع اقترابه من الموت تتغير النظرة لكثير من معايير الحياة وتتغير الأولويات .. ولأسباب عدة تجد نفسها تفضل تلك القيم وتميل إليها أكثر من ميلها للحياة . أبهرتني الكاتبة في قدرتها على وصف وتجسيد كل تلك المشاعر الإنسانية المعقدة والعلاقات المضطربة والميول الخفية التي نخشى الاعتراف بأننا نحملها. رواية تبرهن على أن الإيجاز في الوصف هو أيضاً ميزة وبراعة لا يستطيعها أي كاتب .
يا له من حزن! كيف تجمعت على هذه البنت المشاكل منذ صغرها! الام والاب والاخ والمرض والزوج الذي لا تراه والحياة التي جعلتها تكره الكراكيب والوساخة ! وهذا ما جعلها تحب النظافة الساطعة لغرفة اخيها في المستشفى. لا اعرف لماذا احسست بأنها ستترك زوجها وتذهب مع الطبيب ذو العضلات!
"ثم مات أخي، في الفترة التي بدأت فيها بتلات أزهار الكرز تتساقط مدوَمة كندف الثلج"
"عندما يموت شخص ما، يترتب على الأحياء أن يعيشوا تحت وطأة المشاعر المختلفة من الندم والحسرة حياله".
امرأة شابة أُبلغت بمرض أخيها الذي سيُلزمه الفراش الشهور الأخيرة من حياته. تجلس لتتذكر ما بينها وبين أخيها فلا تجد شيئاً لتتذكره، فكل ما يعتمر بمخيلتها أنه آخر من تبقى لها من عائلتها بعد انفصال والديها ووفاة أمها. تبدأ علاقتها بأخيها تتوطد يوماً بعد يوم أثناء زيارتها له، وتظهر الكثير من الحميمية والألفة بينهما، ولكن متى!
"كنت أفقد أفراد أسرتي الواحد تلو الآخر، على التوالي. فهل سأفقد أخي أيضاً هذه المرة؟"
"على سرير غرفته في المستشفى، لم يفقد شيئاً من لطفه ورقته المعهودين. لهذا أشعر بأنني حزينة. الحزن الذي يلم بي بطفرات، كأنني مصابة بنوبة ما".
حتى الآن لا أستطع وصف هذه الرواية، فهى إنسانية، نفسية، مؤلمة وملهمة. رواية غاية في الرقة والعذوبة بلغة شاعرية هادئة تسحبك معها دون دراية منك. وهنا أُشيد بجمال الترجمة.
أعتقد أن الآراء حول هذه الرواية ستتأرجح بين البديعة والسيئة ونادراً ما سيكون هناك رأى وسط فيها، فإما أن تحبها أو لا تحبها.
* الأزمات والمحن دائماً تُظهر حقيقة العلاقات من حولنا، فأما نجد علاقاتنا قوية متينة ببعض الناس والمحنة برهنت على مدى قوتها وأصبحت أقوى عن ذي قبل ، وإما نجد أننا كنا نعيش في سراب علاقات واهية كنا نظنها لا تُهدم مهما حدث .
_ ماذا يحدث إذا وجدت نفسك مع أقرب الأشخاص لديك يعاني من مرض ٍ خطير وسيموت قريباً ؟! .. معظمنا عاصر هذا الموقف الأليم الذي لاتوصفه الكلمات، ففي كل لحظة يعتصر قلبه ألماً على هذا الشخص المريض ومشاعره تتضارب بين الأمل في أن يحدث معجزة ويشفيه الله عزوجل ، أو اليأس أن قدر الله ولا مفر.
_ في هذه الرواية استطاعت الكاتبة أن تعبر عن بعض المراحل والمشاعر التي يمر بها المريض ومن يراعيه ، أثناء القراءة كنت أتساءل أيهما أشد ألماً المريض ، أم من يراعيه ؟! .. الإجابة تختلف على حسب كل اختلاف العلاقات.
* بعض الاقتباسات التي أثرت في :
_ عندما يموت شخص ما، يترتب على الأحياء أن يعيشوا تحت وطأة المشاعر المختلفة من الندم والحسرة حياله.
_ لو لم يُصب أخي بالمرض لما عرفتُ بالتأكيد كيف أحبه. فعلاقتنا بمجملها كانت رهناً بهذا (( الأخ الأصغر)) لا غير. تراءى لي أنني التقيته حقاً بدءاً باللحظة التي أُدخل فيها لأول مرة إلى غرفته في المستشفى.
_ شعرت بأن الكلمات تتساقط واحدة تلو الأخرى بين السرير وبيني. ولا أدري كيف ألملمها. فتنبهي فجأةً إلى أنه يفكر في الموت على هذا النحو من الواقعية ، كان كوجع يخترق صدري ، أو كأنني أُرغمتُ على ابتلاع قطعة من الجليد.
امرأة متزوجة، تتلقى اتصالا من أخيها المريض؛ لمرافقته المستشفى، تروي لنّا فترة مرضه الخطير والذي تحيطنا بألم وحزن فقده منذ الفقرة الأولى بالرواية.
"موت فتىً في الحادية والعشرين من عمره أمرٌ يصعب تخيله. في السن التي لا تعرف إلاّ أقل الأواصر مع الموت."
نعيشُ معها أيام مرضه، بمرور الألم دون مبالغة أو تهميش، بتشوش واضطراب من للتو لا يدرك الأمر، تعبير قلق اتجاه الفقد المُعاش سلفاً للشخصية، من فقد للأب والأم، مع تدفق للمشاعر والأفكار اليومية، نعرف من الإيحاءات التصويرية للشخصية بأن علاقتها مع الأخ غير حميمة: "كان يكلّمني بقدرٍ كبير من التحفّظ، ولعل هذا التحفظ هو الذي شق عليّ تحملّه، وليس قلقي بشأن مرضه." ص7 "كنت أجدني عاجزة عن تذكر مشهدٍ واحدٍ كنّا فيه سوياً نتبادل أطراف الحديث بروّية منذ أن بلغنا سنّ الرشد."ص11
تسوغ يوكو الألم كما يمكن أن يظهر مُوارباً، تجعله يعبر بالملاحظة الحياتية واليومية لشخصيتها، فهي تمقت الأوساخ وتتعلق بغرفة أخيها البراقة والنظيفة جداً، تستذكر ماضيها مع أمها المضطربة عقلياً وكيف كانت تترك الأوساخ مبعثرة والشقة مهملة، تصور علاقتها بزوجها حيث يشوبها الفتور، لقاؤهما القصير في الثالثة فجراً عند طاولة الطعام، تدقيقها في زاوية الحوض المليئة بفضلات الطعام، وبالرغم من أنها تستحسن أكل أخوها للعنب؛ إلا أننا نلحظ اشمئزازها من مضغ زوجها لليخنة، تقول: "لمَ ينبغي أن تكون عملية الأكل على هذا القدر من البشاعة؟... سألت في سري. هي أكثر الأنشطة الإنسانية اتساماً بالجسمانية واللاوعي والشهوانية. فوراء كل مطبخ مجلى متسخ." ص55
تُمثل الغرفة لها مكاناً للراحة والطمأنينة، منزوياً عن الحياة وفضلاتها، فاصلاً عنها.. لا أعرف إن كان متجهاً لطريق أخرى معاكسة للحياة.. "عندما أكون بجانب أخي أشعر بأنني عائمة في خضم من الأحاسيس والمشاعر الصِّرف. ولا غضاضة، لأني أكون، أنا، البحر." ص45
تجربة غير عادية.. لرؤية ما يطفو وملاحظة ما نستطيع ملاحظته، لنيل الجوانب والثانويات قدراً من الاهتمام.. لعيش الألم والفقد.. لأنها الحياة. ترجمة بسام حجار أكثر من رائعة، ودفعتني لقراءة رواية أوغاوا الأخرى.. "حوض السباحة" وفيها يبدو بأن شخصية الطبيب هُنا تتمدد كشخصية رئيسية لفتاة والديها يديران ميتماً، تشعر بأنها يتيمة كالآخرين.
خواطر أخت التجأ اليها أخيها في مرضه لتساعده وتدخله المستشفى الذي تعمل فيه وهناك ارتبطت به ارتباطا قويا واصبحت ترعاه في مرضه وتداوم على الحضور اليه في كل وقت رغم انها كانت متزوجة . من بين سردها لموضوع الاخوة وقصة مرض اخيها تتحدث عن حياتها مع امها تارة وعن زوجها تارة اخرى . ارتبطت بعلاقة بسيطة في مدة محددة مع الطبيب المعالج لأخيها الذي عاش في ميتم الذي وُلد فيه ومن خلال وجودهما يحدثها عن حياته وكيف يعيش وهي تحدثه عن بعض الامور في حياتها . الكاتبه في عرضها تأخذ الى تفاصيل الغرف في المستشفى ومحل سكن الأخت وحتى تفاصيل الطعام والثلج المتساقط والمكتبه انتهاءا بتفاصيل جسد الطبيب س . أحسب في هذه الرواية أن الكاتبه تود أن تقول للناس أنتبهوا لأقربائكم وأحبتكم قبل فوات الأوان.