وإذا بلغتَ أشُدّك لا تنس نصيبك من الدنيا، بل ضِّف إلى عُمرك عُمراً مُضاعفاً بغذاءِ الروح، فكتاب الله ليس بحاجةٍ لوسيط بينه وبينك! نشُد على كَفّك ونُعيد عليك: كل اختلالٍ تشعر به في حاجةٍ لميزانٍ صحيح تضعُ عليه تصوراتك، هذه التصورات الدائرة حَول الإنسان والحياة والكون، لا تُبنى بِناءً صحيحاً إلا بقواعد القرآن ومنهجه، فبه يَتّزن عقلك وقلبك، ويَنضبط سلوكك ورد فعلك.
حين تبلغ أشدك، شُد على يد القلب المُطمئن بالله، الحيّ بآيات الله، وكن برفقة صُحبةٍ يمكنك أن تقول لكل فرد فيها: أَتَوكأُّ عَليْك.
فكرة الكتاب عظيمة عظيمة! لكَم يحتاج الناس لهذا النوع من النصوص، حيث أن السواد الأعظم من الناس يظن أن استخراج تأملات القرآن إنما هي حصرًا على فئة معينة، وإني قد رأيتُ في " هارون" ما كتبتهُ في كتابي من أن القرآن متاح للجميع! كل واحد يستطيع أن يكون معلم للقرآن شريطة أن يكون صادقًا في ذلك ثم تأتيه الفتوح من رب العالمين ❤️
أعجبتني لغة الكتاب البسيطة والعميقة في الوقت عينه، وهذا الخطاب يناسب كثير من صنوف الناس، حيث هجر البعض كتب التفسير لأسباب كثيرة، من بينها لعله شعر أنها ليست له! أو أن مستواها متقدم عنه بمراحل!
كما أعجبتني واقعية النصوص وتقريبها للقارىء من خلال اسقاطها على أحداث ومواقف عايشتها المؤلفات، وهذا أكثر ما أحرصُ عليه كمعلمة روضة مع أطفالي، هو ايجاد التطبيقات العملية لأغلب المفاهيم التي أقدمها لهم
الكتاب مناسب لقراءته في رحلة قطار أو محطة انتظار فلا يحتاج لمجهود ولا لتركيز عالٍ لفهمه، وإنما يحتاج لقلب متلهف مشتاق لفهم كلام الله، ولجعل القرآن منهج حياة❤️
من العنوان إلى الفكرة ابتداءً شدني ،ولم استطيع ترك الكتاب إلا بعد أن ختمت صفحاته ،مقدمة الكتاب أثارت دهشتي وخفق لها قلبي، إرتباط مرحلية العمر بهذا الإتزان النفسي والعقلي والإجتماعي، تجعل من الصداقة والصحبة الباحثة عن الرضا والسكينة مكسب وغاية! تدرج المواضيع المركزية بالثبات الديني وارتباطه بمواقف وتعرجات الحياة بهذه السلاسة والبساطة مطلب حقيقي ، صُحبة بهذا القدر من الوعي تجسدت بكتاب أعتقد انها فكرة خلاقة وغير مستهلكة، أستمتعت بكل فصل وبكل لمحة وإشراقة ، لفتني جدًا تركيزهم على الاستشهاد بالآيات واستخلاص المعاني والتفاسير منها والوقوف على المعاني اصطلاحًا لكل معنى، تقييمي للكتاب 8/10 ،جدًا ممتع ويبهج الخاطر .