هذا الكتاب من أهم ما قرأته لاحقا. موضوع بناء الأحكام على المقاصد من الموضوعات التي كثر الكلام فيها في هذا العصر. حاول المصنف أن يجيب على سؤال بناء الأحكام على المقاصد من خلال استقراء المدونات الفقهية. فاستخرج المقاصد التي كان الفقهاء يعتمدون عليها في النظر الفقهي ولاحظ تأثيرها في الفروع. فرق المصنف بين مقصود الخطاب ومقصود الحكم وذكر أن الأصل هو إناطة الحكم بمقصده. وهذا المقصد قد يكون خفيا أو غير منضبط فيضع الشارع مظنة أو علة أو وصفا يقوم مقام المقصد ويعلق الحكم عليه. وذكر أن بعض الأحكام قد تكون ظنية وتكون الحكمة فيها محتملة فيبقى النظر سائغا في إعمال هذه الحكمة وإهمالها. كما أن من الأحكام ما يكون قطعيا فلا يمكن تعطيلها بدعوى المقاصد. البحث المقاصدي المعاصر هو ما اعتنى به الكتاب في آخر فصله. فبدأ بذكر ميزاته مثل تيسير العلم وبحث قضاياه المهمة ونقد التقصير في النظر وذكر عيوبه مثل التزهيد في الفقه وجعل المقاصد بديلا عنه. وذكر الكاتب كذلك الأغلاط المقاصدية التي وقع فيها بعض الباحثين بتقصيد الشارع ما لم يقصد أو تعطيل ما قصده أو تغيير مقصده أو تعليق ذلك تاريخيا. هذا هو خلاصة خلاصة الكتاب، وفي الكتاب مباحث مهمة ونقاش جميل. وأظن أن الكتاب يحتاج إلى إضافات ومراجعات لإثراء الموضوع.