إن لكلّ مرحلة زمنية أسئلتها الكبرى الموضِّحة لأهم مشكلاتها، والكاشفة عن أبرز تحدياتها، والموجِّهة إلى الأولويات التي توجَّه إليها الطاقات، وتُبذل فيها الأوقات، وتُصرف إليها الجهود، وتستنفد فيها الأعمار. وإذا أردنا أن نعبر بسؤال واحد يلخص المشكلات الكبرى التي ينبغي أن ينشغل بها المصلحون في مرحلتنا هذه فإننا سنجد صعوبة بالغة في ذلك؛ لأن هذه المرحلة استثنائية انتقالية، جاءت بعد هبوط حادّ في مكتسبات كثير من المشاريع الإسلامية مما أدى إلى فقدان الصفوف تماسكها، فظهرت حالة من الإحباط واليأس؛ تولّدت عنها أسئلة مصيرية متعلقة بجدوى العمل للإسلام، بل وتجاوزت ذلك إلى السؤال عن صحة الإسلام نفسه عند بعض من اشتد بهم اليأس والإحباط، كما أن هناك أسئلة متعلقة بصحة المنهج ومعالم الطريق الصحيح من بين الطرق الكثيرة والاتجاهات الإسلامية المختلفة، بالإضافة إلى أسئلة واجب الوقت وأولويات العمل، وأفضل الطرق للإصلاح، وأهم المشاريع والثغور، وما إلى ذلك من أنواع الأسئلة. وهذا ما سأجيب عنه في هذا الكتاب بإذن الله تعالى.
أحمد بن يوسف السيِّد (ولد 1985 م) داعية ومفكر سعودي، وباحث ومؤلف، والمشرف العام على أكاديمية الجيل الصاعد والبناء المنهجي، وله العديد من المؤلفات والأبحاث المطبوعة. رسالته الكبرى في الحياة تحصين الشباب فكريًّا وإيمانيًّا وصناعة الدعاة المصلحين.
ولد أحمد بن يوسف بن حامد السيِّد بمدينة ينبع في السعودية، عام 1985م، وفيها نشأ حتى نهاية المرحلة الثانوية، ثم انتقل إلى المدينة المنوَّرة. ابتدأ بطلب العلم الشرعي بعناية والده من صغره فحفظ القرآن الكريم والأربعين النووية ونظم عُبيد ربه في النحو بمرحلة مبكرة. ثم حضر في المرحلة المتوسطة دروس الشيخ إبراهيم العجلان في مدينة ينبع في كتابي عمدة الأحكام للمقدسي وعمدة الفقه لابن قدامة. وفي المرحلة الثانوية انضمَّ إلى دروس الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى في حفظ السُّنة بمكة، فحفظ الصحيحين وزيادات الكتب الثمانية في دورتين. ودرس في هذه المرحلة كتاب مقدمة التفسير لابن تيمية على الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشِّنقيطي، وكتاب البيوع للشيخ عبد الله البسام، ودرس البيقونية للبيقوني على الشيخ خالد مرغوب، وعلى الشيخ فؤاد الجهني، كما حضر له في تلك المرحلة دروسًا في عمدة الأحكام للمقدسي، وفي البرهانية وفي الفرائض، ودرس منظومة القواعد الفقهية لابن سعدي على الشيخ مصطفى مخدوم.
ثم انتقل للدراسة الجامعية في القصيم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحضر دروسًا على عددٍ من المشايخ؛ ففي الفقه درس على يد الشيخ خالد المشيقح من كتاب زاد المستقنع وهداية الراغب ومنار السبيل، كما درس عليه بعد ذلك كتاب قواعد الأصول ومعاقد الفصول. وفي العقيدة درس على يد الشيخ يوسف الغفيص في العقيدة الطحاوية، وفي كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلّام. وفي الحديث درس على يد الشيخ تركي الغميز من بلوغ المرام من أدلة الأحكام، ونزهة النظر شرح نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني. وحضر مجالسَ ودروسًا علمية للشيخ سليمان بن ناصر العلوان، والشيخ عبد الله الغنيمان، والشيخ أحمد الصقعوب وغيرهم.
لو قالَ أحدهم أنه نوعٌ جديدٌ مُعدَّلٌ من مذهب التصفية والتربية لَمَا أبعدَ النَّجعة.
يبدو أنّا لن نتعلَّم، نخرّج علماءَ لنملئ بهم السجون، وندورُ حول تنزيل الأحكام الشرعية على الواقع ظانين أنّا نستغفلُ الطَّاغوتَ ولن يعرف بخططنا حتى نفاجئه فإذ به يفاجئنا، وهكذا في دائرةٍ من العبث لا تنتهي. نعلمُ أنّ الإلحاد والشُبُهات تُدارُ سُلطويّاً لكنّا نأبى أن نواجهها إلا بالتنظير والمناظرات. ثمّ إن كان الحديث عن «المركزيّات»، فأين مركزيّة الإعداد؟ دعكَ من ذكر الجِهَاد والمُدافعة والتحريض، أليس الإعداد العسكري ُّ أصلاً يجب أن يكونَ من أُسس «بوصلة المصلح» أَم أنّ «نظريّة الدواجن» لم تُثبت ضلالها الشرعيَّ والواقعيَّ؟
الذي يُنتقَد على الكتاب، وقوعه -وهذا فهمي القاصر- بما ينكره على غيره، في مسألة تضخيم ثغر معيّنٍ أو طريق معيّنٍ للإصلاح (وأرجو أن يكون أرادَ بهذا المصطلح إقامة الدين)، فتجده يجعل إنشاء جيل تربوي هو الحل الوحيد، مع تعديل طفيف على الطرق التي سبقته. طبعاً الشيخ أحمد خرّيج الحلقات التربوية، وأشهد أنه تجاوز بعض الأخطاء أو المؤخذات التي كانت داخل السياق التربوي، لكنه بقيَ حبيسَ الفكرة. عدم ذكره لمسألة الإعداد (لا الجهاد)، رغم «مركزيّتها» في الشريعة. بل ربطَ بطريقةٍ غير مباشرة بين الحلول "الصدامية" والغلو! ذكر مثالاً على "المشكلة الكبيرة الشائعة" قضية اللاجئين، فربط حلّها بالأعمال الخيرية حصراً، أو المعالجة النفسية من آثار الحروب، لكن نبّه أنها هذه ثغور صغيرة، وربما لم يُرِد ذكر أنّ من الحلول هو مواجهة سبب التهجير الأصلي. عندما تطرّق للعمل السياسي الذي يراد به ما أسماه "التخفيف الجزئي" كان إنكاره على هذه الطريقة بقوله: "فواتير الخسائر في جمهور تلك التجارب كانت باهظة"!!! فلم يذكر الحكم الشرعي في ذلك الذي هو الأساس في عدم الدخول فيها لأنها شرك ابتداءً.
الكتاب يُنشئ مُصلحين، ليدخلوا بعد «معسكرهم» التربويّ سجون الطواغيت.
لا أُنكر نشاط الشيخ أحمد. بل إنّ في برامجه كثيرٌ من الإخوة، وبعضهم في الساحات المختلفة. فالفائدة موجودة، لكن هي الدائرة نفسها التي ندور بها؛ نظرية المؤسسات كما يقول أبو مصعب السوري فإنّ قيل لكن الشيخ أحمد يتكلم على العمل للدين والصبر وغيره من مفاهيم شرعيّة، يُقال: نعم، لا ريب. كما فعلَ مَن جاء قبله ممن أخذَ الخطّ التربويَّ منهجاً لا يخرجُ عنه، الفرق في بعض التصوّرات والأساليب.
أرجو أن يقف مشايخنا وقفةً يسألون بها أنفسهم: كيف تحوّلت الرياض -أُمّ الحلقات والمشايخ التربويين- إلى مكانٍ لا تجد فيه موطئ قدمٍ لك في حفلة مُخنّثين؟
التربية أصلٌ مهم، لكن لا تكون التربية هكذا مجرّدةً مُعلّقةً في الهواء، فالتربية تكون قبل وبعد وأثناء العمل، لا أنها بذاتها تصل لمرحلة نقول فيها: انتهينا من التربية والآن نُجاهِد، بل هي عملية مستمرّة، خارجة عن النصر أو الهزيمة.
"إن هذا الدين لا يقوم الا بِحَمَلة يسيرون به ويتحملون أعباءه وينتهضون بتكاليفه، ويكونون محلاً لمعية الله وتأييده ومدده ونصره، ويمتثلون أوامره ويبتعدون عن نواهيه لكي يكونوا مثلاً وقدوة يمكن اتباعهم والسير على خطاهم"
وفي هذا الكتاب بيان لصفات الحَملة موضحاً فضل الإصلاح وجدواه وعوائقه.
(الانسان في حالة الصعود وتحقيق الأرباح والمكتسبات لا يُبصر أخطائه، ولا يتقبل النقد بسهولة، بينما يُصغي ويتواضع حال الهبوط والخسارة، ونحن اليوم نعيش مرحلة الهبوط هذه، فنحن أكثر قابلية للتصحيح إن أردنا)
هذا الكتاب يأخذك عاليا ويجعلك تنظر على الواقع الإسلامي بعين الطائر فتتضح أمامك المشكلات والروابط بينها ونقاط الضعف والقوة وطرق الحل والنهضة بالأمة، بدلا من تصويب النظر على جهة واحدة بعدسة مكبرة وإغفال باقي الجهات.
كتاب في القمة ماشاء الله تبارك الله لي فترة و أنا مقصر في الإستماع إلى نتاج الشيخ أحمد و رغم أني استمعت من قبل الى سلسلة بوصلة المصلح إلا أنه كما قال هو لا يغني أحدهما على الآخر و إن كان الكتاب هو الأصل على كل لنعد إلى الكتاب تحدث عن فضل الإصلاح و أنه سبيل الأنبياء ثم جدوى الإصلاح و عالج مشكلة اليأس و الإحباط ثم تناول في قسم بوصلة الإصلاح المعالم التي ينبغي التركيز عليها اذا فكرنا في الإصلاح و أهمية خارطة الثغور و التكامل في ما بينها و أن أفضل شيء هو صناعة المصلحين و في قسم حملة الإصلاح تحدث عن صفات الحملة و السبيل الذي يجدر بهم اتباعه ثم ختم بقسم عن عوائق الإصلاح و الشيخ عودنا برؤيته الواقعية حيث لا أذكر أين قالها لكن يجدر بنا دائما أن نصدق فنبين العوائق كما نبين الغايات و بعض هذه العوائق هي الصعوبات المادية و الشهوات و أمراض القلب و الشبهات الفكرية و المنهجية.
أما عن نفسي فإني كنت في عالم مليء بالضحالة فلما أفقت تحمست للإصلاح و النهضة لكن في الجانب النظري و ما إن اصطدمت بتحديات الواقع الاجتماعية و المادية، أيقنت أنها ليست بالشيء السهل و إنما هي توفيق فاللهم وفقنا و استعملنا و لا تستبدلنا اللهم زينا بزينة الإيمان و اجعلنا هداة مهتدين و الإسلام قادم
كتاب رائع. يرسم الكتاب للقارئ خارطة العمل ويسدد بوصلة المصلح في المستقبل. يتبدئ الكتاب بمدخل يتناول فيه أسئلة المرحلة، ثم يذكر بعده فضل الإصلاح وجدواه وبوصلته بالتفصيل. وفي الفصلين الأخيرين يبين واجبات حملة الإصلاح وما هي الصفات التي ينبغي أن يتحلى به المصلح كما يشرح العوائق في طريق الإصلاح. أصل الكتاب سلسلة محاضرات الشيخ، ولكنه نقح وعدل المحاضرات ثم أوردها في قالب جميل وجيز. ينصح بقراءة الكتاب لمن يفكر في الإصلاح وإعداد المصلحين.
عن المؤلف : الشيخ أحمد السيد نحسبه على درجة من الصلاح و الإصلاح و الفقه بالواقع و الله حسيبه و لا نزكيه على الله عن الكتاب: "و لكن كونوا ربانيين" الكتاب يمثل خارطة منهجية للمصلحين قام فيها "بتشريح" الواقع الإسلامي_حرفيا_ و استعرض معالم الإصلاح و إيجابياته و عوائقه و مستقبله بنظرة بين التفاؤل و الواقعية الكتاب أزال لدي الابهام حول بعض الموضوعات في الواقع الاصلاحي المعاصر منها: انحراف بعض التيارات الدينية عن الصواب(التعصب و التحزّب و التقليد المذموم الذي غُلّف بنصرة السنة و الذب عن العقيدة)و ذلك بسبب غياب التزكية و عدم الفقه بالأولويات و غياب مفهوم فقه الخلاف و فقه تنزيل الدين على الواقع و الكتاب يشرح باستفاضة هذه النقطة في فصله الأخير بعنوان "عوائق الاصلاح"
أعجبتني الكلمة التي اختتم بها الكتاب : " الإسلام قادم"
القراءة الثانية لكتاب بوصلة المصلح، و مناقشته مع مجموعتنا القرائية .
تنوعت الآراء حول من هي الفئة المستهدفة في هذا الكتاب؟ بين من رأى بأنه للمختصين و أصحاب المشاريع الإصلاحية، ومن رأى أنه كتاب دسم و أكاديمي، و أخيراً هناك من وجده كتاباً يسيراً و سهلاً و موجه لكل الناس و هذا ما أميل إليه شخصياً. فإذا كان المقصد من الإصلاح هو ( الدعوة إلى الله تعالى و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و إقامة الدين و إظهاره و محاربة الفساد و غير ذلك ) فهذا يعني كما وضّح الكاتب بأن الإصلاح معنى مركزي في الشريعة و أنه من شعائرها العظمى و أنه سمة بارزة لهذه الأمة كما قال سبحانه و تعالى :( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) و بالتالي على كل فرد في هذه الأمة أن يدرك فضل الإصلاح و معناه و تطبيقه ضمن إمكانياته ��ع الاستناد إلى مرجعية الوحي و مراعاة الواقع.
أما بالنسبة لعنوان الكتاب فهناك من رأى بأن البوصلة فكرة تفاؤلية تدل على أنها بداية الطريق الصحيح، وهناك من رأى العكس بأنها تدل على أننا في حالة من الضياع و نحتاج إلى بوصلة كي ترشدنا، و هذا ما وضّحه الكاتب بالتفصيل من خلال شرحه لمستويات مشكلة اليأس و الإحباط و مظاهرها و أسبابها. ( شخصياً أعجبتني الفكرة التفاؤلية لمعنى البوصلة )
أما عن سؤال هل المصلح يولد أم يُصنع؟ فقد اتفق الأغلبية على أنه يُصنع و قد تتفاوت مراتب المصلحين كلٍ حسب مؤهلاته و إمكانياته و قدراته.
و قد كانت فكرة الأم المصلحة حاضرة في المناقشة و أهمية دورها في الإصلاح داخل أسرتها.
و أخيراً اختم بهذا الحديث النبوي الشريف الذي ذكره أحمد السيد في كتابه ( السنن الإلهية) : سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أنهلك و فينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كَثُرَ الخبث). و هذا يستدعي منّا عدم التهاون في محاربة الفساد و المفسدين و مناصرة الإصلاح و المصلحين.
القراءة الأولى للكتاب و تعليقي عليه : مارس ٢٠٢٣
كتاب مهم وغني وضروري جداً للمصلحين بالتأكيد، ومع ذلك أرى بضرورة أن يقرأه من لا يشكّل الإصلاح هماً له، كي لا يقف حجر عثرة في طريق المصلحين بل أن يكون داعماً لهم على الأقل.
كتاب قرأته ضمن مقررات برنامج البناء الفكري، يتناول أهم المحاور التي يجب أن ينتبه إليها المصلح في رحلته. يعيب الكتاب من وجهة نظري الاختصار الشديد، فهو يشبه تفريغًا لمحاضرات الشيخ السيد بأسلوبه المميز بتقسيم الموضوع لنقاط ابتداء، و لكن كل نقطة تستحق أن يفرد لها كتاب.
كتبت ملخص للكتاب، ولكن احتاج لإعادة قراءة الكتاب كاملاً مرة أخرى. لم اكن أتصور أني أجدت غايتي في هذا الكتب كان كثير من الأسئلة كانت تدور في بالي حول الإصلاح والتجديد في الدعوة، وتحديد المشكلات والأهداف وغيرها وجدته في هذا الكتاب -اللهم بارك-
ليفهم الجميع أننا قد طلقنا اليأس، واستقبلْنا الأمل، مهما كثرت النوازل والمشكلات والانحرافات، ومهما كثر الطعن واللمز والسب والشتم، بل لا تزيدنا المصائب والشدائد إلا إصراراً. ولا مجال اليوم للقعود مع المحبطين، ولا للركون مع المتذبذبين. وعند الصباح يحمد القوم السرى.
أجمل ما في الكتاب -وفي جميع كتب المُربي- التأصيل الشرعي لكل فكرة وأطروحة وبيان مرجع الوحي من الكتاب والسنة، لا عن هوى أو تفضيل شخصي. الكتاب لغته سلسة، ومنظم، لا يستعصي على الفهم ومصحح لمفاهيم خاطئة عدة قد تشرّبناها في مرحلة ما، أشد ما نال إعجابي فصل معالجة اليأس وفصل العوائق.
الكتاب منهجي هدفه انشاء مصلحين, وقبل ان يكون مصلح, يكون صالح, يصلح نفسه قبل غيره الكتاب واضح, متقسم لنقاط محددة, بنائي, مفصل, منهجي, اسلوبه سلس بس مش ادبي يثير جلد الذات بشدة .. ولكن لا ينفع جلد الذات, بل ينفع البدء في طريق صحيح والسير على خطوات بناءة على بوصلة المصلح
فإن من أعظم واجبات الوقت : بناء المصلحين، وصناعة الحملة الذين يتحملون أعباء القيام بالدين وتبليغه، ويعملون على إحياء حقائقه وإعلاء كلمته، ويكونون محلا للعون الإلهي والمدد الرباني؛ إذ إن سنة الله قد جرت بأن الدين لا يقوم إلا بالحملة الذين يعيشون لأجله ويبذلون غاية جهدهم في التمكين له، فالله لم ينزل القرآن على جبل، وإنما أنزله على بشر يأخذه بقوة، فيستمسك به ويمشي به في الناس، مبلغا وهاديا ؛ فكان النبي هو الساعي في الأرض لتمكين كلمة الله تعالى، ثم عمل على صناعة الحملة الذين يعينونه على أعباء الرسالة وتكاليفها، ويقومون بالأمر من بعده، وكان هؤلاء الحملة جملة تأييد الله لدينه ولنبيه.
يجيب الكتاب عن جملة من الاسئلة المهمة سؤال الجدوى من العمل للإسلام ؟ وصلاحية مرجعية الوحي للتحديات المعاصرة؟وما الوجهة او البوصلة للمصلح؟ وما احتياجات المصلح وكيف نعرف واجب الوقت من بين خارطة الثغور والمشروع الاصلاحي الانفع؟ قام الكتاب بالتأصيل والبناء والتحليل والمعالجة واكثر من التقسمات حول الاسئلة المركزية للكتاب فصبح غضا طريا للقارئ وللمصلح. البحث من بحوث نظرات التجديد في موضوع مسار المصلح وبناءه من الأساس والتكوين إلى العمل والتجديد والتغلب على العوائق والصعوبات ومعرفة الإشكالات والمنحرفات ومعالجتها.
كما ننبه على أن المؤلف قدم المادة مرئية مسجلة على موقع يوتيوب في ثلاث عشرة محاضرة، لكن الكتاب يعد كالأصل والمادة المرئية شارحة لبعض مضامينه، فهو الأشمل من حيث المحاور ومحتوياتها، والأضبط من حيث الترتيب والتقسيم، وأما الدروس المرئية ففيها من الشرح والتفصيل في بعض الموضوعات ما لا مثله في الكتاب، فكلتا المادتين تكملان الأخرى، ومن اكتفى بإحداهما فلن ينقصه شيء من صميم غير أن المستحسن الجمع بينهما لتمام الفائدة . وقد روعي في تقديم هذه المادة النظر بعينين في جميع موضوعاتها : عين تنظر إلى الواقع الإسلامي الداخلي (للنقد التصحيحي)، وعين تنظر إلى الوحي (للبناء التأسيسي والاستمداد المعياري)، فالمادة ليست بنائية فقط، وإنما تجمع بين التأسيس والبناء من جهة، وبين التصحيح والترميم من جهة أخرى، وهذا كله فيه استصحاب لما ينبغي أن تكون عليه الحالة الإصلاحية القادمة، والتي يقدم الكتاب كثيرا من التصورات المنهجية المتعلقة بها. وقد قسم مادة هذا الكتاب إلى خمسة أقسام، وهي : القسم الأول: فضل الإصلاح . القسم الثاني : جدوى الإصلاح. القسم الثالث : بوصلة الإصلاح. القسم الرابع : حملة الإصلاح. القسم الخامس: عوائق الإصلاح . وفي نهاية الكتاب أرفق برنامجا بنائيا للمصلحين، تحت عنوان : (التمكين المنهجي للنخب الإصلاحية) ومن الجميل إرفاق خارطة مع الكتاب مطبوعة فيها الإلمام ببوصلة المصلح وأسئلة المرحلة وخارطة الطريق من خلال التشجيرات والتنسيق.
وجدتُ هذا الكتاب من فئة الكتب التي تدفع لإعادة قراءتها مرارًا حتى تستقر معانيه في النفس وهو قد يصلح كرفيق دائم تُستلهم المعاني منه طيلة رحلة البحث عن الأثر! تناولُ الشيخ للقضية واختيارها فضلًا عن تقديمها ومعالجتها مذهل ! لمّا كان سؤال الوجهة واختيار الطريق وحلم الإصلاح من أكثر ما يؤرق الشباب اليوم قد استعرض الشيخ في هذا الكتاب سؤال الإصلاح بتفصيلاته وعرض المشكلات في الواقع وجذورها ثم بادر بتقديم الحلول المتنوعة وقد جاء الكتاب مقسّمًا إلى خمسة أقسام لكل منها تفريعاته التفصيلية وجاءت كالتالي: 1.فضل الإصلاح 2.جدوى الإصلاح 3.بوصلة الإصلاح 4.حملة الإصلاح 5.عوائق الإصلاح .
كتاب مفيد وهو مما شابه عنوانه محتواه. فقد حرص الكاتب أن يكون كتابه حقا كبوصلة، وأحسب أنه ليس فقط مفيدا للمصلحين أو المهتمين بالإصلاح بل يصلح لكل من يبغي أن يسير على طريق يوصله لهدف ولا يعلم كيف ينظم نفسه وكيف يختار..الخ فإنه وان كان يركز على الإصلاح الديني ولكن المنهج المذكور فيه يصلح إسقاطه على كثير من مناحي الحياة.
وأخيرا هذا الكتاب من يتأمله يجد أن الشيخ دأب في حياته على إتباع المنهج الذي ذكره. وبرامجه العلمية من خير البرامج. فهو جمع بين العلم والتجربة والخبرة.
جيد، ويُنصح به لمن يقيم المشاريع الإصلاحية والتربوية. كتاب جميل والشيخ أحمد مجهوده الرائع بس مشكلتي معاه أن كلامه في أكثر الأحيان بحس أنه مُكرر ومعاد ونظري ولكنها معاني مهمة لكل مسلم.
على كثر ما استشرى من الفساد، صرنا نمتعض من كلمة "الإصلاح"، وصار الطبيعي أن المصلح مرده إلى غياهب السجون. هذا خاطر.
الكتاب يتناول مفهوم الإصلاح وجدوى الإصلاح والحاجة إليه وتحديد الوجهة والمشروع، كتاب قيم يحدد البوصلة ويتكامل مع غيره من مشاريع الإصلاح المذكورة في الكتاب، والتي يزرع بذورها الشيخ أحمد السيد حفظه الله.
كانت رحلة ممتعة لكتاب سنقرؤه مرارا وتكرارا بإذن الله. خذا الكتاب لا غنى عنه لكل من يروم إصلاحا في واقعنا المعاصر، به تشجيرات بعد كل فصل كما في نهايته خطة منهجية معرفية للمصلح. يكمل مادة الكتاب سلسلة بوصلة المصلح للشيخ أحمد السيد.