في زمن انفجار الأفكار الثقافية في وسائل التواصل الاجتماعي، ومع كثرة المؤثرات الصانعة لهذه الأفكار والآراء، أقام الباحث في هذه الدراسة طريقاً للوصول إلى نتيجة تقول : (أن ليس كل الأفكار الثقافية في الفضاء الفكري تقوم على أساس علمي منهجي) ثم قادته هذه النتيجة إلى سؤال الدراسة الأهم وهو (إذا كان كذلك؛ فما هو المحرك والمؤثر الذي انطلقت منه واتكأت عليه هذه الأفكار؟) من هذه الجدلية التي افتعلها الباحث كانت الإجابة، فبين في هذه الدراسة للعلاقة بين المحرك والفكرة، وشواهد ذلك في التاريخ، والاعتبار الشرعي لهذه المحركات.
أصل الكتاب رسالة لنيل درجة الدكتوراة.هذا الكتاب يبحث عن "محركات الأفكار" ويعني بها الدوافع الخفية التي تسبق مرحلة تبني الفكرة فالكاتب يتبنى جدلية" أن ليس كل الأفكار الثقافية في الفضاء الفكري تقوم على أساس منهجي" ومن هنا يأتي السؤال: إن كان الأمر على هذه الشاكلة فما هو المحرك والمؤثر الذي انطلقت منه وقامت على أساسه هذه الأفكار؟ ومن خلال ملاحظته ما يجري على الساحات الفكرية وقراءاته قسّم هذه المحركات إلى ثلاثة أقسام: محركات نفسية ومحركات عقلية ومحركات خارجية. وكل قسم يندرج تحته عددٌ من المحركات الفرعية. يبدأ أولاً بشرح المقصود من هذا المحرك الفرعي ويحدد إطار ومعالم هذا المحرك ثم يبين أبرز الجوانب التي يتبين بذكرها تأثير هذا المحرك في عرض الأفكار وتبنيها، ثم يشفع هذا كله بذكر شاهد ومثال من خلاله يُبيّن وجود هذا المحرك وأخيراً يذكر أن الشرع قد بيّن هذا المحرك في نصوصه سواءً القرآنية أو السنية ويذكرها. وبهذا يكون عندك: ١-تصور وفهم للمقصود من هذا المحرك ٢-وطريقة تأثيره على الأفكار ٣-وشاهد حي عليه ٤-وآياتٌ أو أحاديث تدعم هذا كله. وبعد: هذا بحث رصين ذو منهجية مُحكمة تُعينك على بناء المعلومات الواردة فيه بناءً تستفيد منه بإعمال هذا العلم الذي استقيته في حياتك واطلاعك على الساحات الفكرية من حولك.
- "الغموض في الأفكار يتخذ أسلوباً لغاية تمرير الأفكار والآراء كالخطاب الحداثي العربي المعاصر؛ الذي استسهل الحرف الغامض في السياق الفكري والمعرفي حتى يقطف الثمرة في إبهار القارئ". - كتاب مميز بفكرته وطرحه وهو أشبه برسالة بحثية، مؤلف من ثلاثة أبواب: المحركات النفسية، المحركات العقلية، المحركات الخارجية؛ وفيه بيان بأن ليس كل الأفكار الثقافية في الفضاء الفكري تقوم على أساس علمي منهجي، ويثبت العلاقة بين المحرك والفكرة والدوافع مستشهدًا بوقائع تاريخية وبتقريرات شرعية.. - الكتاب يدفعنا للتفكير في اسلوبنا وأفكارنا ومصادرها أن نكون صريحين مع أنفسنا في طرح الأفكار بموضوعية أكثر وتجرد ومصداقية.. - الكتاب منظم ومنسق بشكل جيد ولكنه بحاجة لبعض التدقيق، أحسن الكاتب تناول فصوله تدريجيا وبالحديث عن المحركات النفسية أولاً كونها أكثر تحريكا.. - وأخيراً تبني فكرة أو مذهب ما لا يكون فقط نتيجة للجانب المعرفي بل كثيراً ما تتدخل دوافع أخرى غير علمية.
This entire review has been hidden because of spoilers.
ويلٌ للقارئ من كتابٍ برّاق العنوان، يُقرأ كاملاً من فهرسه، أي من عناوين فصوله، وتنتفخ فصوله بالاقتباسات المتتالية. هذه صورة هذا الكتاب. وهذا الكتاب مثال للعقل السلفي إذ "يُفكّر" في موضوعة مهمة وملهمة. لكنّه يُفسدها بتفكّره الموروث وتعقّله المحدود. وإن كانت هذه رسالة دكتوراة كما هو معلوم، فإنها لمصداق ذلك العنوان (إنتاج الفراغ) وقصد كاتبه الدراسات والرسائل الجامعية العربية الحديثة. وأعتذر للكاتب الفاضل عن رأيي هذا، مقدراً رأيه واجتهاده.
"ليس كل فكرة في الفضاء العربي المُعاصِر هي فكرة قائمة بذاتها، وأن صاحبها تلبّس بالموضوعية العلمية التي تحمله على الانتصار لها، وإنما هناك دوافع ومُحركات تقف خلف هذه الأفكار".
قسّمها المصنّف إلى ٤ عناوين رئيسية، هي: المحرّكات (النفسية، والعقلية، والخارجية، ومحركات الأفكار والخطابات الحداثية) تندرج تحتها مجموعة من المُحركات. وختم الكلام عن اعتبار المُحركات في القراءة الفكريّة.
الكتاب ذكّي ومميّز وماتع✨ ميّزته النقولات الأصيلة من التراث الإسلامي لكبار الفقهاء كـ( ابن القيم، ابن تيمية، الشاطبي، الغزالي، ابن الجوزي، المعلّمي) وغيرهم.
أصله رسالة دكتوراه مقدّمة لقسم الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة.
تعرف ينبوع الغواية الفكرية، هذا ابن عمه… الحقيقة الكتاب جميل… يجعل الإنسان يعيد النظر مرارًا في حياته ليعيد ترجمة الكثير منها في سياق مفهوم للمرة الأولى، في مراجعة جادة لنفسه، وملاحظة لا يمكن كبحها في غيره… الكتاب متزن، شامل، وسهل الأسلوب… سعيدة بقراءته…
الموضوع مهم ولافت جدًا وجديرٌ بالقراءة في النوادي وبين المجموعات ومحاولة إسقاطه والتحقق منه في أرض الواقع، وهو واقعٌ في عالمنا العربيِّ أجلى ما يكون. وكذلك يمكن مشاهدته عيانًا في القضايا المتقادمة والمتقدة في نفوسنا وتاريخنا والتنقيب عن ديمومة الإذكاء هذا! يعيب الكتاب كثرة النقولات التي تطمس نظرة المؤلف والتي تحتاج -أحيانًا- لمزيد سبك مع نصه لتتلاءم، ولعلنا نعذره بكونه حوّله من رسالةٍ أكاديمية لكتاب والبون بين الحجمين والطرحين واسع؛ فجزاه الله خيرًا. أتمنى أن يعاد نشر الكتاب بطبعة جديدة مراجعة ومحققة والتأكد من علامات الترقيم والأخطاء الإملائية المحوِّلة للمعنى والمحوِّرة للعبارة.