يعرج بنا الدكتور فوزي رشيد في كتابه هذا على الإبداعات الحضارية الأولى للإنسان وتحليلها ، والبحث عن أسبابها ودلالاتها ، ونراه قد جهد ليمتعنا بمعرفة بدايات المظاهر الحضارية للإنسان ، من نشأة التقاويم إلى غيبيات السحر وممارساتها في العالم القديم ، ومن شعائر الاستسقاء إلى القوى الخفية للإنسان ، وكيف فهمها وتعامل معها؟ ، ثم يُحَلِّق بنا إلى الأبراج السماوية ، شارحاً علاقتها بطالع البشر خلال النصوص المسمارية ، وينتقل ليحلل الدوافع الخفية وراء وأد البنات ، كما يعرض لشعائر الزواج المقدس ، والأعداد المقدسة ورموزها ، وكذلك الألوان ودلالات كل لون منها ، ومعانيها النفسية للبشر ، وكان له نظرية جميلة عن ابتكار الشعر ، وبداياته ، من دون أن ينسى أن يعقد مقارنة طريفة بين الشاعر العربي "المتنبي" والأمير السومري "كوديا". وكان مؤلف هذا الكتاب في غاية التوفيق ، عندما ربط الجمال بالحضارة ، وصحبنا في رحلة ممتعة ، ليطلعنا على ظواهر جمالية ودلالاتها الفنية في عمق أحاسيسنا ، التي ربما تكونت في عهود الطفولة الحضارية المبكرة للجنس البشري. 57) مغامرة المعنى من النحو إلى التداولية ، قراءة في "شروح التلخيص" للخطيب القزويني ، صابر الحباشة ، 2011م.