منذُ تلك اللحظة التي اختلف فيها مفهوم السنوات والأيام، أصبحت كلما أغمضت عينيّ لا أفتحها إلا على أعوام مضّت، فأشعر الآن أنني لم أعش منها إلا أيام معدودة، متسائلًا فيها عمَّا حدث وماذا تغير، أيامٌ لا أذكر منها إلا ما تم تلقّيني به، فأصبح لدي ذاكرة ليوم واحد فقط، أذكر ما يختزله من أحداث، وحين أنام أعود غريبًا عمّا حولي، لا أذكر أي شيءٍ عند استيقاظي، لا شيء لأعوام كثيرة مضت ومُحيت من ذاكرتي كأنها لم تكن.
يحيى أحمد، روائي وقّاص سعودي، صّدر له عدة روايات ومجاميع قصصية، منها رواية «ذاكرة ليوم واحد»، مجموعة قصصية «ثم يموت مختنقًا بأيامه»، رواية «اختلاق» مجموعة قصصية «للعلاقات تاريخ انتهاء»، ورواية «بشرٌ يلتهمون ظلالهم».
الرواية الأولى للكاتب يحيى أحمد. رواية خفيفة تنهيها في جلسة واحدة وفكرتها مدهشة وأحداثها تشدك حتى تنهيها وتعرف ماذا سيحدث لهذا البطل الذي يعيش حياة غريبة بذاكرة ليوم واحد فقط.. وعلى الرغم من كل ذلك يمر عليه أشخاص لا ينساهم رغم كل ما نسي 👌🏻
تخيل معي أيها القارئ لو أن ذاكرتك أصابها خلل ما وقررت بالنيابة عنك اختزال حياتك في يوم واحد تجمعه تباعا كل خمسة أعوام تبني لبنة تلو اللبنة بين تلك السنون ذاكرتك بأوجاعها وفواجعها وتواجه مصير بطلها “أيهم” هذا الشاب المصاب بذاكرة مؤقتة ينام ويستيقظ على ذكرى يوم يعيشه ونلاحق مصيره المجهول وشكه فيمن حوله فهل يجد السلام في حياته الغريبة تلك؟ رواية كتبت بطريقة شيقة سلسلة نتتبع أحداث تتصاعد فيها أزمات بطلها وبما أنها الرواية الأولى للكاتب فقد نجح في كتابة رواية تشويقية تثير التساؤلات في عنصر الزمن والتحولات المصاحبة لبطلها ومعاناته
قصة قصيرة تنتهي منها في جلسة واحدة وتذكرت فيها المصابين بمرض الزهايمر يا ترى كيف يكون شعور فقد الذاكرة وأوجه من نحب مصابا هائلا وخسارة بأعمارنا؟
من الرواية: " بقيتُ صامتا .. مازلتُ أحاول تركيب الجمل التي قالها الطبيبُ منذ دقائق ،. بل مازلتُ أحاول ربط كل شيء وإن كان يبدو الأمر جليا بعد كل ماقاله. لقد أخبرني الطبيب أن لدي حالة نادرة أصبت بها إثر حادث مروري فقدت بسببه ذاكرتي لمدة خمس سنوات. ولا أستطيع بعد ذلك الحادث تخزين ذكريات لمدة تزيد عن خمس سنوات … إنها تشبه ذاكرة الذبابة " ……………………………… رواية " ذاكرة ليوم واحد " للكاتب يحيى أحمد تمشي بخطوات متسارعة ، فبمجرد النقر على أول سطر فيها تجد نفسك وقد وصلت لمنتصف الرواية التي تخلق صراعا داخليا بين " أيهم " كبطل للرواية وذاكرته التي تلازم النسيان في حينها . هذه الذاكرة " شبه المفقودة" أوقعته في مطبات حياتية لايمكن للعقل تجاوزها أو النزوح عنها فهي بمثابة تحديد مصير لأيهم ولمن حوله . هذه الذاكرة تصب في مجرى اللاذكرة على الرغم من تلك الصدمات التي أمامها : حوادث مرورية وقتل وثمة جريمة بين السطور كان من الأجدر أن تمسك هذه الذاكرة بخيوطها .
رواية تتسارع فيها الأحداث ، لغتها سهلة ، وفكرتها يهيأ للقارئ أنه أمام فلم مدته ٤٥ دقيقة. تجربة أولى للكاتب تمنيت أن تكون هذه التجربة منحازة للفعل الروائي المحكم بتقنيات الرواية المعروفة ومن أهمها الصراع الذي يدور بين الشخوص .. والتعمق في مونولوجها الداخلي .
ثمة أخطاء في الرواية ( أخطاء لغوية ) كان بالإمكان تجنبها لو تم عرض الرواية على مدقق لغوي .
لازلت أترقب تجربة أخرى للكاتب ففكرته هذه حري بها أن تكتب في قالب روائي متقن من جميع الجوانب ، فالكاتب يمتلك قلما مبدعا كان ليكون أجمل في هذه الرواية لو اطلع كثيرا على التقنيات السردية الروائية وحاول الإلمام بها .
This entire review has been hidden because of spoilers.
عجيب أمر الانسان، حياته ومضة! أما في حالة أيهم فسنينه تمر لتختزل في يوم واحد، فغدى عمره رغم مرور السنين أيامًا معدودة... "أيهما يخيف أكثر؟ أن يصبح للإنسان ماضي يخيفه كلما تذكر أحداثه، أم ماضي يجهله تمامًا" لست أدرك الجواب ولكن ما أعيه أن الإنسان قد ينسى ما فعله بقصد أو بسهو ولكن آثار كل عمل باقية في نفوس الناس، فهذا يحبك وآخر يتمنى فنائك، فاعمل الخير واصفح واعتذر ولا تترك في الآخرين غلًا ولا غصّة، أو حقدًا دفينًا يجرك للأذى... فقد أيهم فوق ذاكرته أعز الناس إليه، فينام ليستيقظ على في ذهول أو بلاء و مكيدة ورغم ذلك يأخذ زمام الأمور بيده كل مرة. أبدع يحيى أحمد في أول أعماله المنشورة بفكرة مميزة وأكساها قالبًا لا يخلو من الحبكة المُجادة والمصنوعة بدقة، وبسيل من المشاعر والتساؤلات التي تجعل من يقرأ له يتفكّر في مضي العمر والأيام ومايجري حولنا بلا شعور وإهمالنا تفاصيل الحياة التي تجري بلا توقف ولا هوادة قرأتها في جلسة واحدة مضت كلمح البصر!
هذه هي قراءتي الأولى للكاتب الصاعد يحيى أحمد ، كنت قد رأيت عدة منشورات. لهذه الرواية التي اشتهرت بين القراء باسم الرواية البنفسجية ،ولا سيما أني كنت أتابع بشكل شبه دائم حساب الكاتب يحيى على منصة اكس فقد كان قارئ نهم ومطلع على شتى المجالات،وعندما يكون الكاتب قارئ ، و منتقي لأجود العناوين التي تساعد الكاتب على فهم كينونة و عقل القارئ؛ سيكون لديه ما يكفي من المخزون والحصيلة اللغوية والبلاغية لينتج لنا كتاب خالد يعيش في ذاكرتنا أمدًا طويلًا و في كل مرة تحضرنا ذكرياته كما قرأناه أول مرة،ولطالما شددت على أهمية أن القراءة الأدبية خاصةً بمقدورها أن تبرز لنا سمة الكتابة بأفضل شكل و أبدع وجه .
الماضي أيُّهما مخيف أكثر؟ أن يصبح للإنسان ماضٍ يخيفه كلما تذكر أحداثه ، أم ماضٍ يجهله تمامًا؟
تجلَّت فكرة بديعة في هذه الرواية لتجعل من الماضي جزءًا بالغ الأهمية في حياة الفرد،حينما يكون الماضي مسؤولًا عن تبعات الحاضر و نتائج المستقبل ، لن تكون لك حيلة في أي من أمور حياتك و لن يكون لك خيار سوى أن تؤمن بدائرة علاقاتك القريبة منك لتتعرف من خلالهم على ماضيك المجهول و حاضرك الغير مستقر،و مستقبلك الضبابي ،لطالما كان الماضي هو ما يحركنا نحو المضي قدمًا ومجابهة تحديات الواقع، وعندما نجهله نكون قد فقدنا بوصلة حياتنا تمامًا و ما إن نفقد معرفتنا حول أنفسنا فإن سلسلة الفقد تتوالى علينا حتى يتملكنا الخوف من الجهل وحيرة العقل التي تقودنا بدورها إلى الجنون .
أبدع الكاتب بإبراز الزمن الماضي من خلال حدث رئيسي واحد و تفرّع من خلاله إلى عدة مواضيع أخرى ترتبط بالماضي مثل العادات اليومية ، العمل ،المبادئ ، العلاقات الاجتماعية، العائلة ،الزواج وغيرها ، فكل هذه تتغير بشكل كبير مع مرور الزمن ولكنها تعتمد اعتماد أساسي على بذرة تكوينها في الماضي ،لذلك تسير بنا الرواية في خط متقطع ففي كل مرة ينام بطل الرواية تنام معه أحداث الماضي و تنُسى كأن لم تكن .
الحاضر لا أريد أن يضيع عمري من دون أن أشعر، فعمري يمضي سريعًا و ليس بيدي شيء أفعله
ما هو الحاضر؟ وكم يحتاج من الوقت حتى يصبح في طيات الماضي؟ هي ساعات نعيشها على أمل أن نستيقظ في المستقبل دون أن ننساها ،هي تلك المحاولات التي خضناها لأجل أن نبني مستقبل يليق بذاكرتنا طويلة الأمد ، و هُنا أيضًا يبرز الكاتب معاناة النفس البشرية وخوفها الغير منقطع من فوات وقت الحاضر و مداهمة المستقبل المجهول لحياتنا .. كم مرة تمنينا أن لا ينتهي الحاضر ، وكم مرة حاولنا الهروب من إغماضة العين و مغالبة النوم وتتردد على لساننا عبارة شديدة الأسى (ليتنا نملك من الحاضر ما يكفي لمجابهة المستقبل ) ، فالحاضر في هذه الرواية هو مقدار الساعات التي يكون البطل مستيقظًا فيها فقط و ما أن ينام ينتهي الحاضر و لا يتذكر سواه ، وعندنا نقيس هذه الفكرة على واقعنا نجد بأننا نفعل نفس الشيء في كل يوم و لكننا لا ندرك في أحيان كثيرة بأن العمر يمضي سريعًا فهناك أيام كثيرة كانت حاضرة والآن لا نتذكرها ولا نشعر بها لأننا لم نعطها حقها من الإنجاز أو ربما من المشاعر أو ربما هي التي لم تعطنا حقنا من الوقت !
يقول بطل الرواية "إذا توقفنا عن احتساب الأرقام ، و أصبحنا جميعًا نعيش حياتنا بما نعتقد أنه يليق بها و بما نريد . لا بما يليق بعمرنا ، فلن نسمع من أحد الجمل المعتادة :لم تعد صغيرًا على فعل هذا .." فمنذ قرأت هذه الأسطر آمنت بأن ليس الوقت هو كل ما نملك ولا نستطيع أن نمدد الحاضر ونمنع أنفسنا من لذة الشعور بنتائج المستقبل ، إننا في كل يوم نستيقظ فيه ينتظرنا حاضر جديد ونحن من نملك الخيار لجعله ذكرى عبقة و نتيجة وافية
المستقبل "هل يمكن فعلًا أن أتغير على نفسي إذا انقطعت عنها لفترة طويلة إلى هذا الحد ، فأصبح بعدها لا أعرفني ،ألمح نفسي في المرآة فلا أراني،أرى شخصًا مألوف الملامح،لا أتدارك نفسي إلا حين ابدأ بالتحدث فتبدأ تلك الصورة بترديد ما أقوله فأدرك أن الشخص الواقف أمامي هو أنا !"
نحن بطبيعتنا ننتظر الغد أكثر من أن نعيش اليوم لأن الغد مجهول والإنسان بفطرته ينتابه الفضول حول كل ما هو مجهول و لكننا بطبيعة الحال لا ندرك بأننا أثناء هذا الانتظار الحافل بالفراغ نفقد أنفسنا، و مبادئنا ،عاداتنا و كل ما يشكّل هويتنا ..لأننا لم ننجز في الحاضر أو ربما ظننا بأن المستقبل سياتي متكفلًا بكل ما نحتاج لأننا دفعنا ثمن وقتنا ووهبنا له عمرنا و أفنينا عليه حياته و ببساطة شديدة انتظرناه دون أن نفعل شيء سوى الانتظار . سرد لنا الكاتب الكثير من العبرات التي نستنتجها عندما نصل إلى المستقبل تارة برضا وقناعة وتارة أخرى بغضب وعجز ، هي معادلة بسيطة تدور حولها الرواية ولكنها عميقة جدًا قد لا يدركها الكثيرون و هي : لا يمكننا أن نتحكم بالماضي ولا المستقبل إلا من خلال الحاضر .
تنتهي رحلتنا مع الرواية عندما ينتهي الوقت ونغمض أعيننا للمرة الأخيرة
أنصح بقراءتها للذين ما زالو يملكون الوقت و لم يناموا .
بعد قراءتي للرواية ودخولي لهذا البرنامج لأكتب التقييم مررت ببعض التعليقات وتفاجأت من أنها حصلت على تقييم عالي! ربما يكون وصفي قاسي ولكن أشعر بأني أرغب بقول أنها من أسوء الروايات التي قرأتها..
غلاف الكتاب وملخصه مشوق جداً، فكرة الكتاب كذلك جيدة وأنا شخصيًا أحب قصص العودة أو تخطي الزمن إلخ..ولكن الكاتب برأيي فشل في نقل القصة بطريقة تعطيها حقها، كأني أقرأ رسايل واتس أو من نقال علوم مافي أي وصف يدخلني جو القصة، كان يختصر المشاعر والكلام ولا قدر يحسسني بمشاعر الشخصية كل ما تصحى من النوم كيف الوقت والمكان.. سرد القصة هو اللي يحدد إذا هي قصة ممتعة وقادرة على أنها تنقلني داخلها بدون ما أحس، مو الفكرة وحدها وهذا الكتاب أكد لي هذا الشيء.
سِحرُ الرواية، لأول مرةٍ منذُ زمنٍ بعيد أقرأُ عَملًا بهذه الطريقة، عملًا يُجبرني على اتمامه في جلسةٍ واحدة، رواية عامودها الفكرة الجديدة، وأطرافها شيءٌ من جمال السرد القصصي واقتباسات فلسفية، كلُّ هذا في أقل من 170 صفحة. عمل رائع بحق.
مثل هذه الكتب هي ما يجعلني أحزن على الكتابة العربية، الفكرة جيدة و كان بإمكان الكاتب تطويرها بشكل أفضل لتصبح ذات وقع أكبر على القارئ، لكنه اكتفى بسرد تفاصيل لا لزوم لها و شيئًا ف شيئًا كان يبتعد عن هدف القصة الأساسي، باختصار ما عطاها الوقت الكافي عشان تنمو
لنا فترة طويلة عن المراجعات والأسباب كثيرة لكن أهمها ما حبيت أكرر مراجعة لكتب عنها كثير من المراجعات....
أنتهيت من يومين من قراءة رواية لكاتب جديد على الساحة الأدبية وهو يحيى أحمد .. وهي #ذاكرة_ليوم_واحد ، تتحدث عن البطل أيهم وفقدانه لذاكرة ولكن فقدان الذاكرة هنا مختلف وكان مؤثر بشكل كبير على الأحداث، فتخيل تفقد ذكرياتك لجزء كبير من حياتك ولا تعلم عنه شيء إلا من الأشخاص المقربين منك.. فكيف ستكون حياة أيهم في ظل هذه الأحداث؟
البناء الدرامي في الرواية جيد جدًا من حيث ترابط الأحداث وتصاعد الصراع في النمو الدرامي للرواية وهذا أصعب شيء ممكن يكتبه الكاتب أيضا كان رسم الشخصيات وصفات الشخصية متناسبة جدا مع الفكرة الرئيسية في الرواية بداية من اختيار الكاتب للأسماء والتي لها دلالة سيميائية وهذا من أكثر الأشياء التي لفتت نظري .
الكاتب أيضا وظف الأماكن في بيئة البطل والتي هي بيئة سعودية بشكل ممتاز وهذا ما يحتاجه الأدب أن يتم توثيق الأماكن والمعالم للمنطقة التي تدور بها الأحداث بشكل ممتاز ومدروس...
في “ذاكرة ليوم واحد”، يحاكي يحيى أحمد تجربة وجودية مكثفة تتأرجح بين تكرار الزمن وعمق الذاكرة، حيث يصبح يومٌ واحد مرآةً تعكس أبعاد النفس بكل تناقضاتها وهواجسها. يُجبر البطل على عيش ذات اللحظة مرارًا وتكرارًا، في دوامة لا متناهية تفضح هشاشة وجوده، وتستنهض تساؤلاته الحارقة عن معنى الحياة، والحرية، والهوية.
لا تقتصر الرواية على سرد حكاية تكرار يوم، بل تتجاوزها إلى فضاء تأمليّ، حيث الزمن يصبح أداة لا للسير نحو المستقبل، بل للاعتراف بالماضي وللتصالح مع الذات. في هذا السجن الزمني، تتكشّف الذكريات، وتتلاحق المشاهد التي تكاد تتماهى بين الحلم واليقظة، فتبدأ رحلة البحث عن الخلاص لا في التغيير الخارجي، بل في استكشاف الأعماق الداخلية.
يحيى أحمد يرسم عبر لغة شعرية متينة تفاصيل هذا الصراع النفسي، فيجعل من كل حدث صغير فجوة عميقة، ومن كل لحظة ضائعة صرخة مكتومة. الرواية تدعو القارئ لأن يتوقف ويتساءل: ماذا لو عشنا يومًا واحدًا فقط، لكن بلا قدرة على الانعتاق منه؟ كيف يمكن للإنسان أن يجد ذاته حين يصبح الزمن سجنه، والذاكرة مرآته الوحيدة؟
“ذاكرة ليوم واحد” ليست مجرد سرد لوقائع، بل هي تأمل عميق في سر الوجود، وحكاية إنسانية عن المعاناة، الصبر، والبحث المستمر عن المعنى وسط عبث الحياة.
"فكل وقتي ليس طويلًا، بل حياتي كلها مسألة أيام فقط" يستيقظ أيهم ليجد ذاكرته خالية سوى من أحداث يوم واحد قد مرّ عليه خمسة أعوام، فيحاول جاهدًا إيجاد القطع الناقصة من أعوامه، يُقاوم النوم حينًا، ويستعين بصديقه أحيانًا، يتذكره من حوله بينما يجهلهم ويجهل ذاته.
رواية قصيرة نعيش فيها مع أيهم أيامه القليلة التي يتذكرها من كل خمسة أعوام، ونشهد ضياعه مع فقدانه للذكريات الكثيرة، وظهور أشخاص جدد من حوله ومواقف تُثير الريبة في كل مرة يستيقظ فيها، مع محاولاته لفهم ما يحدث معه ولإدراك تغييرات نفسه.
الرواية جميلة، وفكرة رهيبة، حبيت أسلوب الكتابة والتسلسل بمراعاة التفاصيل في تغييرات الأوضاع في كل فترة زمنية.
جميلة قراءتي الأولى ليحيى أحمد، الفكرة مميزة ورائعة الرواية مشوقة ولا يكاد المرء يبدأها حتى ينهيها، الكثير من المنعطفات والمفاجئات غير المتوقعة بنهاية تصنع مشهدا كاملا يخدم محور الحكاية.
" هل يجهل أحدًا منا ماضيه؟ إذا كان شخص له ماضٍ مخيف ويتذكر ما حدث فيه ، فما الأشد رعبًا! أيُّهما مخيف أكثر؟ أن يصبح للإنسان ماضي يخيفه كلما تذكر أحداثه ، أم ماضي يجهله تمامًا ؟". أيهم الذاكرة شاب في مقتبل عمره يسعى الى الوظيفة، استيقظ يومًا ما واكتشف مضيّ خمس سنوات من حياته، لايتذكر شيئًا منها! تكررت الحادثة خمس مرات وربما أكثر من ذلك! كلما استيقظ يرى نفسه بالمرآه التي في أحدها كُسر الحاجز بين نفسه القديمة والجديدة، وبهذا الفعل آلت نفسه الى ما آلت عليه. ماهو تفسير هذه الحادثة؟ كيف له أن يملك ذاكرة ليوم واحد فقط؟ في خلال هذا أحداث عميقة مشوِّقة! ⁃رأيي : شعوري جميل وأنا أقرأها لطالما انتظرتها وهي لاتزال في مرحلة الطباعة! رواية خفيفة وفيها من العمق ما يجعلك تغرق في تفاصيلها ، ممتعة ومشوّقة ، لغتها سهلة وسلسة ، قد تنهيها في جلسة واحد . أبدع يحيى في اصداره الأول وأيضًا في تفاصيلها وفي المحاكاة التي بالفصول مع مايحدث مع أيهم ، بدايةً في الفصل الخامس ثم العاشر وهكذا… أتطلّع لإصدارات يحيى القادمة وتطوّر قلمه 💜.
القصة تحكي عن مرض نادر أصيب به بطل الرواية، حيث يعيش المصاب حياة طبيعية لمدة خمس سنوات كاملة، ثم يفقد ذاكرته بشكل كامل ليستيقظ في يوم جديد لا يذكر فيه شيئاً، ويبدأ من جديد كأن السنوات السابقة لم تكن. ومن خلال هذه الفكرة الغريبة والمثيرة، نسج الكاتب أحداث روايته التي بلغت بجدارة القائمة الطويلة لمسابقة معالي المستشار تركي آل الشيخ – القلم الذهبي في موسمها الأول.
كانت لفتة جميلة من الكاتب عن نمط المقابلات الوظيفية في مجتمعنا بشكل ساخر. وبشكل تصاعدي يضيء لنا تفاصيل صغيرة مرتبطة بسير الأحداث تضفي على السرد حيوية وعمقاً. منذ بدايتها وحتى الفصل الخامس، تثير الرواية تساؤلات قد تحيّر القارئ، غير أنّ الأحداث اللاحقة تكشف تفسيرات ذكية تعيد ترتيب المشهد بشكل ممتع.
تعكس الرواية بجرأة صورة الخوف من المجتمع في تلك الحقبة، حيث يصل أحياناً إلى حد الهوس، وهو ما بات أقلّ حضوراً في زمننا هذا. كما أنّ الكاتب لم يغفل عن إبراز حديث النفس الطبيعي للشخصيات، فالأحداث ليست مجرد وقائع تُروى، بل مشاعر وأفكار داخلية تضفي مصداقية على السرد.
رأيت فيها أن النوم هنا ليس راحة فقط، بل مهرب من الواقع؛ حيث يجسّد البطل بمرضه النادر، فيفقد خمس سنوات من عمره في كل مرة ينام فيها، فيتحول النوم إلى عبء وجودي ثقيل.
وتكشف الرواية كيف أنّ الظروف القاهرة قد تقلب موازين النفس البشرية؛ فحتى الأرواح الطيبة قد تُجبَر على إظهار ملامح الشر، فيغدو القهر سيّداً وتتصدر القسوة المشهد، حتى لو كان صاحبها أباً حنوناً، أو زوجاً مخلصاً، أو ابناً باراً.
ممنون لكم على وقتكم، وبارك الله في قراءاتكم، التقيكم في مراجعة قادمة بإذن الله..
تخيل أنك تستفيق من النوم وترى نفسك قد كبرت ومضيَ من عمرك خمس سنوات!! تخيل انك كلما غفوت ثم استيقظت تقدم بك الزمن ٥ سنوات أخرى !! تخيل ثانية أنك تمضي في الحياة ولا تدري ما الذي قد حدث معك قبل ٥سنوات من يومك هذا! هل تتصور ماذا سيحدث لك حينها ! ذاكرتك معطله ام بها خلل ما كل مافي الامر انك تايه بين هذا وذاك ، بين سرد من صديق وقصة من أم وحياة جديدة مع زوجة وكلهم يملكون ذكرياتك التي فقدتها في الماضي الا انت لا تحسن تذكرها بتاتاً. -أن تعيش ليوم واحد وتسرق أيامك القادمة بمجرد نومك .
"فكل وقتي ليس طويلاً ، بل حياتي كلها مسألة أيام فقط"
من الروايات القصيرة الممتعه ، بها تتابع الأحداث التي تسري مع بطلها بصورة سلسله ومشوقه ، تتسائل تاره وتفاعل مع المتغيرات تارة أخرى ، شجيه جدا بإسلوبها الروائي المبسط والسهل . تنغمس بها منذ الوهلة الأولى حتى ختامها . #ليلاسو_تقرأ