حين شرعت في الدراسة البحثية التجريبية التي قادتني إلى تأليف هذا الكتاب؛كان هدفي أن أرسم صورة عامة عن تطور الحركات الإسلامية الشيعية في ثلاث دول خليجية لعبت فيها السياسات الشيعية دورًا مركزيًا مهمًا في خلال المرحلة المعاصرة، وهي: البحرين والسعودية والكويت. ولكنني سرعان ما انتبهت إلى أنني لا أستطيع الإحاطة بهذه الحركات إن لم أتناولها من زاوية نظر أوسع بكثير تأخذ بعين الاعتبار البيئة الجغرافية التي تتخطى الجانب العربي من الخليج، وتأخذهذه الحركات أيضًا في سياق جغرافي- سياسي أكبر من تلك الحلبات المحلية، لا بل وحتى من زاوية رؤية تاريخية أقدم بكثير من مجرد ملاحظة الحقبة المعاصرة.والحال أن كل الحركات التي اعتبرتها ذات أهمية كانت نبعت أساسًا من منظمات عراقية.