كان يروض بناي القصب لحناً عصياً من لحون الحنين في خلوة المساء عندما باغته حكيم الجن. لوعته الوحشة في عزلة المراعي، فخاض في أوحال المستنقع المتخلف عن غدران السيول ليستقطع من عيدان القصب ساقاً دبر منه ناياً لئيماً نعته حكماء الدعاة فقالوا أنه الآلة الوحيدة في الصحراء التي استطاعت أن تحتال على الخفاء، وتستجدي من أركانه معشوقاً اسمه الحنين. قبل أن يعارك ساق القصب لاستدراج الحنين، احتال على المجهول، وحاول طويلا أن يستدرج الحنين بالصوت، بالأغاني، ولكنه أخفق دائماً، فلم يجد مفراً، للتنفيس عن كربته، غير الدموع استلقى على قفاه مراراً، عقب كل إخفاق، وتطلع إلى السماء اللامبالية بعينين مغمورتين بالدموع، فلا يكتشف أنه غاب في الرحاب أكثر مما ينبغي إلا عندما تلسعه شمس الصباح بسياطها النارية، فيجد أن غيبته لم تستغرق الليل كله وحسب، ولكنها استقطعت نصيباً من نهار الأمس أيضاً. وكان كثيراً ما يتساءل عن سر الإغفاءة، لأن أحداً لم يخبره يوماً أن الهم إذا زاد عن الحد يمكن أن يكون سبباً لذلك الجنس من الإغماء. كما لم تستثر الدموع في مقلتيه دهشته أيضاً، لأنه لم يذكر نفسه إلا باكياً: إذا استصغره الأغيار بكى، وإذا استكبروه أيضاً بكى، وإذا أبصر الفراخ الجرداء في أعشاش الطير زعزعه الشوق وبكى. ولكن لا يبكيه شيء كما تبكيه اللامبالاة القاسية في معشوقتيه الخالدتين: السماء وقرنيتها السفلى الصحراء! عاهد نفسه أن يحتمل كل شيء، ولكنه أخفق دائماً في الصدد أمام مرأى الصحراء ومرأى السماء، فكان يغسل مقلتيه بأنبل وأحر أصناف الدمع مع مطلع كل شمس، لأن سليل الصحراء، ومعشوقته الأخرى السماء، لا بد أن يصير البكاء له قدراً. تستهويك حكاياته، تمتطي مع سردياته غيمات ترحل بك عبر سماوات الخيال تسكن روحك هناك منتشية بسحر الإبداع الأدبي.
Ibrahim al-Koni (Arabic: إبراهيم الكوني) is a Libyan writer and one of the most prolific Arabic novelists. Born in 1948 in Fezzan Region, Ibrahim al-Koni was brought up on the tradition of the Tuareg, popularly known as "the veiled men" or "the blue men." Mythological elements, spiritual quest and existential questions mingle in the writings of al-Koni who has been hailed as magical realist, Sufi fabulist and poetic novelist. He spent his childhood in the desert and learned to read and write Arabic when he was twelve. Al-Koni studied comparative literature at the Maxim Gorky Literature Institute in Moscow and then worked as a journalist in Moscow and Warsaw. By 2007, al-Koni had published more than 80 books and received numerous awards. All written in Arabic, his books have been translated into 35 languages. His novel Gold Dust appeared in English in 2008.
إنها الصحراء! كتاب "إبراهيم الكوني" المفتوح. يقرؤها بمهارة وعشق، ويكتبها ببراعة وإبداع. البيت في الصحراء هو موضوع هذا الكتاب. مفهوم البيت والسكن. وذاك النزاع ما بين الاستقرار والترحال في حياة ابن الصحراء.
الحنين، والبطولة التي تُعرِّف الرجال، البحث عن التبر، عن "واو" المفقودة. كل شيء عبث، الحنين، كل حنين هو حنين للزمن الأول، للبستان الأول. أهوجٌ طبع الإنسان، حين يظن أن حنينه ينتمي إلى هذه الأرض، إلى هذا البنيان.
ينتقل الغريب، بعد أن نبذ عيشه الأول وقرر أن يتبع طريق الحلم، بين رحاب الوهم. بحث عن إطفاء الحنين في المرأة، فأقر لها بحنينه فأجلته بدايةً قبل أن تُخزيه في كل عثرة، لم يُروَ ظمأه لا في الإجلال ولا في الاحتقار، فمن يُمَلِّكُ ظمأه للقرينة لا يَرتوي. القرينة لهو ووهم عند صاحب الحنين. الحياة وهم لصاحب الحنين.
بحثَ عن التبر، وقَبْله الملح، وقايض روحه ثمنا لهما. عايش العلة والحاجة والجوع، كما عايش أسوء الكراهات، الكراهة بعد المحبة، بعد اختلاط الأنفاس، كراهة القرينة. لكنه لم يتخل عن الحلم. كان غِرّا ومحظوظا، حظه أن الأقدار تقبلت قرابينه، ليغتني بعد افتقار ويعود لمطاردة الوهم. سمع للحكيم، والتاجر، والساحر، والفلاح، والوالي، ولأهل الخفاء كذلك، لكنه لم يفهم. أعمى الحلم بصره واستعجل وصاله. استعجل ملاقاة "واو" دون أن يدري... "واو" كنزنا المفقود جميعا، مذ طرد صاحب البستان جدنا الأول، ونحن نبحث عنها. حنينا إليها لا يفتر. حنيننا إليها أبدي، إن لم نستشعره، وسرنا إليه واعين به، جرّنا بمسميات أخرى نحوه. أخذنا بطرق عدة، ألزمنا القرابين، قربان الجسد والروح والنسل. لن يمنحنا التبر إلا إن منحناه أنفسنا مرات ومرات، ولم يمنحنا التبر إلا لكي نصل إلى منبع الحنين الأزلي، ونقدم لع آخر ما تبقى فينا، لنقدم له قربان العودة والغفران. هذه طريق الغِّر، هذه طريقنا. وهذه أقدارنا.
لغة الكُوني بديعة، ولا مثيل لها في الأدب العربي. والكوني سيد الأدب العربي حاليا. الطبعة الجديدة عن دار رشم ودار مسكيلياني جيدة جدا.
ابراهيم الكونى شاعر يتقمص روح اديب يسكب عباراته فى القلوب ولكلماته حلاوة كما لعذابات بطله والبطل هنا هو الحنين الى المجهول الحنين للتفرد الذى يورد صاحبه لكفنه حيث تنتهى كل بداية ويرتوى ظمأ صاحب السر حين يدفنه سره . قراءة رائعة
اسم الكتاب: بيت في الدنيا وبيت في الحنين المؤلف: إبراهيم الكوني الصفحات: 394 رقم الكتاب: 248
حسناً، لأعترف أولاً بأني استغرقت في قراءة الرواية ما يقارب أسبوعان اثنان تقريباً، وليست من عادتي، خاصة إن كنت مستمتعاً بالكتاب، وكان الكاتب من الأقلام المحببة لدي. والحقيقة كل الحقيقة هي أني لا أعرف لماذا كل هذه المدة؟
على كل حال، فالكوني دائماً يتجلى في رواياته بالصحراء، وهنا في هذا العمل، يبحث عن الحنين، الحنين المفقود الضائع في الصحراء، وتبرها وكنزها، ويبقى ذاك الحنين ضائعاً وما تزال الشخصية الرئيسية تبحث عنه، حتى في زمن الكساد والجدب، حيث يستحيل التبر لتراب.
وأصدقكم القول إن قلت أولاً أن العمل رائع كعادة روعة أعمال الكوني، إلا أني في نفس الوقت شعرت ببعض الملل مما استجداني لتخطي بعض الفصول خلال العمل.
أعتقد أن التقييم سيقل نسبةً لمدة القراءة المستغرقة، وبعض الملل بها. ولكن على كل حال، هي تجربة رائعة بلا شك!
اقتباسات: "هذا الإحساس الفاجع هو العلة. هذا المصير المميت هو الانقطاع، هو الشقاء، هو البلية. ولكن حتى هذا البلاء يهون أمام بلاءٍ آخر. أمام بلاء أن يتجاسر الإنسان، ويدنس في نفسه أنبل ما أودعته فيه الصحراء، فيبيع أمه. بلى، بلى. لقد باع في ذلك اليوم المشؤوم مع القطعان أمه."
"الناقة وُجدت لتحيا إلى الأبد، لأنها لم تلد ولم تولد. الناقة لا تتضعضع، ولا تهرم، ولا تتبدد، لأنها جاءت إلى الصحراء مغلولةً بنذر أن تستبدل سجيتها الأولى كناقة، وتغدو لوليد الحنين أماً."
"عزف لحنه طويلاً. لم يعزف، ولكنه نزَف. نَزَف شجنه حتى كاد يلفظ، مع الأنفاس، روحه."
"كلٌّ منا في هذه الصحراء لحن. ميلادنا أغنية. عشقُنا أغنية. لهونا أغنية. يأسنا أغنية. فرحنا أغنية. وهلاكنا أيضاً أغنية. كل شيء في الصحراء مجبول بتعويذةٍ اسمها الغناء. ولكننا لا نغني أغانينا باختلاف ألسنتنا، نحن نغني أغانينا باختلاف نفوسنا."
"أي إنسان هو الإنسان الذي لم يأوِ إلى البيت؟ أي إنسان هو الإنسان إذا لم يجد الركن الذي يركن إليه؟ أي إنسان هو الإنسان إذا لم يجد لنفسه في الأرض مستقراً؟ ألا يوافقني مولاي أن خلو الصحراء من البيت هو علة كل تلك الشكوك التي تنهش قلوب كل الصحراويين، وتجعلهم لا يعترفون حتى بوجودهم؟"
"من رضي بأن يكتم أنفاسه بكتل الحجارة، فليس أمامه إلا أن يدفن نفسه على أجناب الشطوط."
"أدرك أن العزلة التي يتشدق بها الكل بلا استحياء ليست أن تجوب الصحراء وحيداً، بل أن تتنصل من القطعان، أن تتخلى عن الأنعام التي شدتك إلى الوطن المهجور بسلسلة طولها ألف ذراع."
"باع كل شيء. باع، ببيع أنعامه، الأهل والأحباب والعشيرة بل والوطن الصحراوي كله. باع، فخان، فاعتلّ، وسقط تحت شجرة الرتم وحيداً، مهجوراً، أعزل، فحقق وصية رسول الليالي الذي تنبأ له يوماً بالشقوة يوم يتخلى عن البيت الذي يمتلكه، في سبيل أن ينال البيت الذي لن يناله حتى لو ناله."
"الذي لا يستطيع أن يمنع نفسه من النظر إلى معشوقته الصحراء، ومعشوقته الأخرى السماء، لا بد أن يصير البكاء له قدراً."
"لم يفهم سر شجنه، فحاول أن يخفيَ، بسبب ذلك، عن الناس سره. ولكنه اكتشف سريعاً أن الهم، كالعشق، أمرٌ لا يُخفى. الهم، كالكنز، لا يخفى. الهم ككل سرٍّ عن الناس، أعجوبة لا تخفى."
رواية للكاتب الليبي "ابراهيم الكوني" وهي أول مرة لي مع رواياته! لا أذكر من رشحها لي ولكن قد تكون البوكتيوبر "دودة الكتب" والتي قابلتها مصادفة في مكتبة تنمية في المعادي حين كنت في مصر!
بدأت الرواية - وهي كبيرة جداً - ويداي على صدري بسبب حجمها - داعياً الله أن يسهل عليا قراءتها :)
اللغة عربية فصحى ثقيلة، والأسلوب صعب، محتاجة تركيز لفهم ما يقصده الكاتب!
من الفصول الأولى شعرت أنها ليست رواية ولكنها شيء أقرب للأفكار الموضوعة في فصول تتحدث عن الصحراء وتتفلسف حول مناجاة الروح!! تشعر أن الجمل والتعبيرات كالنثر للشعر - فما هي جمل عادية ولا هي شعر بقافية! مثلها مثل الرسم التجريدي أو التشكيلي في نظري - فأرى اللوحة ذات ألوان وطابع خاص ولكنني لا أستطيع أن أفهمها أو أفهم حلاوتها وهو ما حدث معي هنا - هناك جمل وتعبيرات أراد الكاتب أن تكون قوية ولكنني لم أستسيغها أو أفهمها!
القصة عن البطل الذي ترك حياة الحضر وتوجه إلى الصحراء باحثاً عن نفسه وسكنه - مراده بناء بيتاً هناك ومنقباً عن ذكرياته وحنينه! وقد بحث عن هذا الحنين في كنوز الصحراء وأشرق وغرّب وصعد ونزل لكي يصل إلى حنينه!
بصراحة لم تعجبني في البداية ولم تشدني وكنت أقرأها فقط محاولاً فهم ما يريد أن يقوله الكاتب ولكي أحلل ما دفعته لشرائها ثم من ثلثها الثالث أصبحت أكثر تعلقاً بها لأنهيها - ولكنها كانت تحدي بعدد صفحاتها!
"وهيهات أن يستوي الذين يعتنقون العُبور مع الذين يعتنقون الرُّكُونَ. العابرون، لهذا السبب، لن يتوقّفوا عند حدّ، ولن يسكنوا إلى بيت لم يجدوا فيه حنينًا، لأنّ بيتهم الذي جَدُّوا في طلبه بيت مفقود."
"ومن نوادر هذا الشقيّ ما قاله يوم أبدى موافقته على خروج شقيقته وراء الرّجل الذي اختارته فوَشْوَشَ في سمعه صُحْبَانُ السّوء وهواة الفتن بالقول بأنّه لا يليق أن يلقي بشقيقته الحسناء في أحضان رجل غريب فأجابهم بأنّ إكرام المرأة ليس في الاحتفاظ بها، بل بالتخلّص منها. ويقال إنّه تس��ءل يومها بلهجةٍ ذات معنى: «تحسنون بي الظنّ كثيرًا إذ تحسبون أنّي فعلت بالمسكين خيرًا…»”
"ولكن يبدو أنّ المرأة لن تكون امرأةً إذا لم تعترض. المرأة لن تكون امرأةً إذا لم تختر أسوأ الأوقات عندما تقرّر أن تحسن إلى الرّجل وتغدق عليه بهِبَاتِها، لأنّ حتّى الحسنات في يد المرأة لا بدّ أن تتحوّل سيّئات. حتّى الهبات لا بدّ أن تتحوّل في يد الجنيّة إلى لعنات." :)
"الأمم تهلك بالصغائر أكثر ممّا تهلك بالكبائر"
"إنّنا نتعلّم من أعدائنا أكثر ممّا نتعلّم من أصدقائنا"
"الأحلام في رِقاب أصحابها أقدار"
"خيرٌ، يا بنيّ، إذا نلت المال. وشرٌّ، ثمّ شرّ، ثمّ شرّ، إذا نالك المال"
الناي والجبل، الذهب والجن، الملح والسحر، ورحلة البحث عن الحنين. إنها الصحراء، بيت ابراهيم الكوني وعالمه. تجسد الرواية رحلة الإنسان من المهد إلى اللحد بينما يلاحق حلمه ويعاند قدره. تحكي قصة شخص مسكون بالحنين إلى البيت، البيت الذي يغنيه بألحانه وأشعاره ويعزفه بقصبة نايه، ولم يكن يبحث عن بيت عادي يأوي إليه بجسده، ولكنه كان في طلب بيت يُسكت حنينه وشجونه، فتخلى عن كل شيء وذهب ليفتش عنه. رواية عن الصراع بين الإستقرار والترحال، وحكاية الحنين العميق الذي لا يستطيع الإنسان أن يوقفه ولا أن يتوقف عنه. رواية عن الأحلام التي تنقلب على أصحابها، عن الحلم البريء الذي يتحول إلى لوثة ولعنة، عن الجشع والطمع والجوع، عن تعامل الإنسان مع أصحاب الثروة، وعن البطولة التي تخلد الإنسان. رواية لتذوق لغة الصحراء، والإطلاع على عالمها المجهول، ومعايشة معاناة سكانها في طريقتهم لاستبقاء الحياة. ولا أحد مثل الكوني قادر على أن يرينا الصحراء ويجعلنا نتنفس حرها ونتحسس رملها وآثارها ونعيش تفاصيلها. تعد أحداث الراوية ملخصاً لمتاعب الإنسان، ورحلة شقاءه في السبيل الوصول للهدف، وكيف تتبدل حياته وتتمحور تحركاته وفقاً لما يبحث عنه. لغة الرواية عالية جداً، تجمع بين القوة التي تناسب الصحراء والشاعرية التي تناسب الحنين والبيت، أحداثها متسلسة جملها متناسقة حوارتها مليئة بالحكم التي تصلح دستوراً للحياة. والشيء الوحيد الذي أزعجني في الرواية كثرة تواجد الجن في أحداثها، ولكني أعزو الأمر بأن أهل الصحراء يؤمنون بقدرة الجن ويتبادلون الحديث عنهم بكثرة، فوجودهم رمزي أكثر من كونه إضافة خيالية من الكاتب. وبعد قراءة صفحاتها الأربعمائة بت أتساءل، ما قيمة الإنسان إذا عاش دون حلم؟
في "بيت في الدنيا وبيت في الحنين" يكتب ابراهيم الكوني بلغته المدهشة حكاية الإنسان مع الحياة، من مهده إلى اللحد، ومن الفِطرة النقيّة إلى لوثة الطمع. يروي الكوني هنا حكاية الغريب الذي قرر أن يهجر الصحراء إلى الواحة سعياً وراء الحلم، كنز الجن الذي سوف يحقق له ما أسماه "بيت الحنين” مدفوعاً برغبة الخلود الأبدي في الدنيا والتاريخ. يسير الغريب في فصول الرواية بين حكايا الصحراء التي هجرها ويحن إليها والرغبة الملحة بمطاردة الحلم وفِتن الواحة وجدران البيوت، سافر عبر طرق الصحراء الوعرة، بحث عن التبر، والملح، والكنز، تعلّق بالجن، قايض بكل ما يملك، حتى نفسه، وفي كل مرة كان سقف مخاطراته يتزايد كلّما اقترب من بلوغ مقصده الأكبر، أن يبني بيتاً ليس ككل البيوت. هذه الرحلة الطويلة التي يعبرها الإنسان في الحياة، والتي انتهت إلى ما انتهت إليه تفاصيل حيوات كل من سبقوا هذا الغريب الآتي من الصحراء. لغة الكوني مدهشة ورائعةً، يكتب بأسلوبٍ متفرّد، قد يراه بعض القرّاء بأنه أسلوبٌ مُرهق للقارئ، لكن هذا ما يجعل ابراهيم الكوني مختلفاً، هذا الطارقي الآتي من صحراء ليبيا، كان يكتب تفاصيل الصحراء بشكل رائع يجعلني أحن إليها وأنا ابنها. رواية جميلة، ولغتها مدهشة. لكن السؤال المرهق الذي يطرحه الكوني في هذه الرواية لماذا تقودنا مطاردة الحلم في بعض الأحيان إلى الهلاك ؟ الجواب ستجدونه في رحلة الغريب.
كتبت مُراجعة لهذه الرواية، ثم تراجعت عنها، أعتقد بأن على القارئ أن يصل لمرحلة متقدمة من تقبل اختلاف الاراء، التصالح مع الاخرين، الثقافة اللغوية... الخ حتى يكون قادرًا على قراءتها فيها فكرة عميقة عن الحنين، أبحرت في هذه الفكرة وأزداد حُبي لاسمي كثيرًا بسببها، فنظرة الكاتب عن الحنين مُبهرة ومُتعمقة وغريبة (غير مألوفة) مميزة بحق جعلتني أرى اسمي (والذي يمثل جزءًا مني) بنظرة مُختلفة. لكن نظرة الكاتب عن المرأة كانت سيئة لدرجة تقشعر لها الأبدان، والمضحك أنه لم يكتفِ بإهانة المرأة في كتابه بل وسب الرجل والإنسان والصحراء وكل شيء! حتى الاشياء التي اظهرها في مواضع بمظهر جميل عاد لسبها، وتشعر بأن سبابه حقيقيّ خصوصًا ذاك الموجه للمرأة. لا رأي واضح عندي، فيها جوانب عميقة وجليلة وجميلة، وفيها جوانب مقيتة، عمل يحمل تناقض البشر وشخصياتهم المليئة بالاخطاء كما بالاشياء الصائبة. يستحق أن يُقرأ، لكن لا يتحمله أي قارئ، فهو صعيبٌ وعصيب!
In Arabophone literature, Ibrahim Al-Koni is one of the most unique authors I know. His writing is magical and spellbinding, and his world-building is like no other. In his novel A Home in The World and A Home in Nostalgia we discover the relationship between humanity, the nomadic desert life, and civilization. It tells the story of a nomad man as he changes his life by trying to build a sedentary life in an oasis, then his quest for a legendary treasure in the desert. By doing so, we're introduced to a magical world where the jinn and humans coexist. I loved reading this novel, and I loved being entranced by its world. Al-Koni's language is truly brilliant, and sometimes it reads as spells. So I can't recommend this novel enough.
بعد أن ترك مسكنه الأول، يتبع الغريب طريق حلمه وهو يحمل معه حنينه ونآيه، ليعش في وهمه عن الحنين بين الصحاري والواحات، يبحث عن حنينه في المرأة ولا يجد فيها سواء الاحتقار والوهم، يذهب في رحلات للبحث عن الذهب ليفقد يده، وقبله عن الملح ليفتك به الداء، جاع وضمأ وتجرع الدم وخسر الكثير في سبيل الوصول .عن البداية والنهاية، عن الحياة من المهد إلى اللحد، عن "بيتٌ في الحنين" يسكن فيه إلى الأبد بعيد عن "بيتٌ في الدنيا"
رواية جميلة ، وجدت صعوبة في الاندماج في البداية، لكن لغة "إبراهيم الكوني" دائمًا بديعة وساحرة، سرد رائع، أيضًا صحراء الكوني متواجده مع خرافاته واساطيره
رحلة طويلة،عجيبة،متخبطة كنت ازداد تعجبًا يوماً بعد يوم لقدرة إبراهيم الكوني على وصفه لهيبة الصحراء ،ووصفه لمحبوبتي الجبال"ليس التسامي وحده هو ما يأسر في الجبال،وليس القدرة على الصمود في وجه الحدثان أيضًا،ولكنه الاستقلال،الحياد،اللامبالاة ". أيضًا أعتقد ان لدينا فلسفة مشتركة عن الأحلام وتأثيرها على المرء رواية تملئك بكل المشاعر(غضب،سخط،حزن،يأس ) ولا تحمل للسعادة والأمل متسع في طياتها.
الحنين، بداية النهاية، الساحر الكوني يسحرنا من جديد في هذه الرواية الساحرة، التي تعرض الحقيقة الحقيقية، رائعة شعرية واقعية، لمحة كابة لمحة امل لمحة جمال لمحة مكان، وانتهت ال٤٠٠ صفحة سريعا تاركة حنيناً لكل شي.
❞ النّاس اعتادوا أن يحكموا على الأشياء كما تُرى، لا كما هي في حقيقتها، فيُهْمِلون العلّة، ويُعلون شأن المعلول. لأنّ البلاء إذا تقهقر أعْقَبَه الرّخاء، وإذا أقبل الرّخاء حان أوان اللّهو، وإذا حان أوان اللّهو صار النّسيان ناموسَ الأشياء. فمن يجد ❝
اوكي لا انكر ان الرواية رائعة و اسلوب مشوق في السرد ولكن احترت في تقييمها بسبب نهايتها الرواية تسرد قصة رجل عاش في الصحراء فأراد الاستقرار فنزل الي احدى الواحات الليبية و كان يشده الحنين الي ان يبني بيتا من الحجر و ليس كوخ او بيتا من الطين ،، اراد المال و الذهب فغامر بنفسه في رحلة الي ادغال افريقيا صادفته الكثير من الاهوال و الاحداث المثيرة .