يعتبر في الجملة تفسيرا بلاغيا بيانا لغويا عقلانيا لا يغفل المأثور ويهتم بالقراءات . وطريقة مؤلفه فيه أن يذكر مقطعا من السورة ثم يشرع في تفسيره مبتدئا بذكر المناسبة ثم لغويات المقطع ثم التفسير الإجمالي ويتعرض فيه للقراءات والفقهيات وغيرها . وهو يقدم عرضا تفصيليا لما في السورة ويتحدث عن ارتباط آياتها
عدد المجلدات: 30 رابط التحميل: http://www.waqfeya.com/book.php?bid=918
محمد الطاهر بن عاشور عالم وفقيه تونسي، أسرته منحدرة من الأندلس ترجع أصولها إلى أشراف المغرب الأدارسة، تعلم بجامع الزيتونة ثم أصبح من كبار أساتذته.
كان على موعد مع لقاء الإمام محمد عبده في تونس عندما زارها الأخير في رجب 1321 هـ الموافق 1903 م. سمي حاكما بالمجلس المختلط سنة 1909 ثم قاضيا مالكيا في سنة 1911. ارتقى إلى رتبة الإفتاء وفي سنة 1932 اختير لمنصب شيخ الإسلام المالكي، ولما حذفت النظارة العلمية أصبح أول شيخ لجامعة الزيتونة وأبعد عنها لأسباب سياسية ليعود إلى منصبه سنة 1945 وظل به إلى ما بعد استقلال البلاد التونسية سنة 1956. من أشهر أقرانه الذين رافقهم في جامعة الزيتونة: شيخ الأزهر الراحل محمد الخضر حسين، وابنه محمد الفاضل بن عاشور كان بدوره من علماء الدين البارزين في تونس.
كان أول من حاضر بالعربية بتونس في القرن العشرين، أما كتبه ومؤلفاته فقد وصلت إلى الأربعين هي غاية في الدقة العلمية. وتدل على تبحر الشيخ في شتى العلوم الشرعية والأدب. ومن أجلّها كتابه في التفسير "التحرير والتنوير". وكتابه الثمين والفريد من نوعه "مقاصد الشريعة الإسلامية"، وكتابه حاشية التنقيح للقرافي، و"أصول العلم الاجتماعي في الإسلام"، والوقف وآثاره في الإسلام، ونقد علمي لكتاب أصول الحكم، وكشف المعطر في أحاديث الموطأ، والتوضيح والتصحيح في أصول الفقه، وموجز البلاغة، وكتاب الإنشاء والخطابة، شرح ديوان بشار وديوان النابغة...إلخ. ولا تزال العديد من مؤلفات الشيخ مخطوطة منها: مجموع الفتاوى، وكتاب في السيرة، ورسائل فقهية كثيرة.
"تم تفسير سورة الناس، وبه تم تفسير القرآن العظيم. يقول محمد الطاهر ابن عاشور: قد وفيت بما نويت ، وحقق الله ما ارتجيت فجئت بما سمح به الجهد من بيان معاني القرآن ودقائق نظامه وخصائص بلاغته، مما اقتبس الذهن من أقوال الأئمة، واقتدح من زند لإنارة الفكر وإلهاب الهمة، وقد جئت بما أرجو أن أكون وفقت فيه للإبانة عن حقائق مغفول عنها، ودقائق ربما جلت وجوها ولم تجل كنها، فإن هذا منال لا يبلغ العقل البشري إلى تمامه، ومن رام ذلك فقد رام والجوزاء دون مرامه. وإن كلام رب الناس حقيق بأن يخدم سعيا على الرأس، وما أدى هذا الحق إلا قلم المفسر يسعى على القرطاس، وإن قلمي طالما استن بشوط فسيح، وكم زجر عند الكلال والإعياء زجر المنيح [هذا ما يقوله مفسر نحرير بمقامه فكيف بنا؟ الله المستعان]، وإذ قد أتى على التمام فقد حق له أن يستريح. وكان تمام هذا التفسير عصر يوم الجمعة الثاني عشر من شهر رجب عام ثمانين وثلاثمائة وألف، فكانت مدة تأليفه تسعا وثلاثين سنة وستة أشهر".
وانتهت السلسلة بهذه الكلمات المدوية، هزتني النهاية، وما هزني فيها ليس أنها النهاية وحسب، وإنما أمور عدة تبرز كلما أنهيت أعمالا كبارا كهذا العمل، فهذه الأعمال تجعلك أمام نفسك حقيرا، ترى إنجازاتك التافهة التي طالما علقتها في غرفتك سخيفة، ترى حينها أنك لا تملك مشروعا حقيقيا! انظر لقوله “كانت مدة تأليفه ٣٩ سنة و٦ أشهر"💔 الله المستعاان! هذا ما قلته.. ليت أن أعمارنا تهدى كوقف لعقول العظماء فيستثمرونها، فوالله ما غبطت أحدا كغبطتي لمن كان يملك مشاريع تناهزني في العمر أو تفوق! إن عمر هذه السلسلة أطول مني! ناهيك عن بقية أعمال هذا الرجل! حينما تراها ترى تفاهتك، ترى استعجالك وقلة صبرك في تحقيق بغيتك، ترى قليل زكاتك لعقلك وعلمك، ترى سخف اهتماماتك وهمك .. فاللهم عفوك.. اللهم قبسا من عندك ينير طريقنا، وتوفيقا يجتاحنا من غفلتنا، فما نحن إلا ضائعون .. ضائعون لولاك ..
كنت أمام وجبة لغوية دسمة مع هذه السلسلة، فعليا حينما يقترح اسم ابن عاشور وكتابه كتفسير مهتم بالجانب اللغوي والبلاغي في القرآن، فإنك ستعرف حال القراءة له سبب استحقاقه للمراكز الأولى في الترشيح وبجدارة، الرجل يملك موسوعة لغوية مدهشة، كما أن لغة الكتاب ثقيلة ودسمة، لذا فالكتاب علمي بالدرجة الأولى ولا يرشح للقراءة العامة إلا للمهتم باللغة والمحب للبلاغة. ما أدهشني أن سعة الجانب اللغوي لدى ابن عاشور أكسبته سعة فكرية من جانب آخر! مما يؤكد الرأي القائل: أن اللغة ثقافة ونافذة فكرية لا مجرد أداة تواصل، وسترى مثال ابن عاشور دليلا واضحا على ذلك، فرغم أن الكتاب تخصصه لغوي ومهتم بهذا الجانب، إلا أن النقاشات العلمية والعقدية والفكرية ملأت الكتاب، والغريب أن ابن عاشور يصل إليها من خلال تناوله للغة، ويناقش ويرد بعض الآراء انطلاقا من رصيده اللغوي الكبير، وحين أقول لغوي، فأنا أعني معرفته بكل علوم اللغة من نحو وبلاغة وأدب وبيان، لذا فالمحتوى دسم ومثري جدا، ويكفيك أن تعلم أنه كتب في أكثر من عشر مجلدات، لذا فتخيل مدى السعة في تناول الآيات وتحليلها من خلال هذا العدد. لاحظت نقل ابن عاشور الكثير والمتكرر لآراء الزمخشري والرازي وأمثالهما، وهذا مما زاد من ثقل المادة المطروحة في كتابه ونوعية مسائله، فاطلاعه على هذا النوع من التفاسير ونقله عنها أثر في نوعية المسائل التي نالت بحثه في كتابه. في مقدمة الكتاب يمسك ابن عاشور بيدك ويمشي بك خطوة خطوة، ليبين لك كيفية سيره في تفسيره، ومنهجيته في كتابه، في مقدمة تزيد عن المئة صفحة، وذلك ليعطيك تصورا أوليا عن مقدمات التفسير وأصوله، وأي المناهج التي أخذ بها في تفسيره، والمسائل الخلافية العامة المتعلقة بعلوم القرآن وترجيحاته فيها، وذلك مدخل جيد ومهم قبل البدء بتفسير آيات القرآن. ثم بعد ذلك يتناول السور بمراحل ثلاث، يبدأ بمقدمة عامة عن السورة، ما ورد في أسمائها وفضلها ونحو ذلك، ثم يتحدث بشكل موجز عن محتويات السورة ويربط بينها ربطا موضوعيا عاما، ثم ينتقل للتفسير التحليلي آية آية، وأعتقد أن ذلك يوضح لك نوع الكتاب الذي أنت مقبل عليه، وما يحمله من قيمة. هذا كتاب وضع للمدارسة.. لا ليعظك، أو يوجه لك الخطاب مباشرا وبسيطا، أو يحاول استجداء اهتمامك، بل ليثقل كاهلك بالقيمة المعرفية التي يملكها، ويحرك عقلك. من المفاجآت التي حملها الكتاب، هي بعض المعارف العلمية التي يملكها المؤلف -رحمه الله- فيما يخص الطب والعلوم البشرية عامة، وليس هذا فقط، فما ظننته وعرفت عنه اهتمامه بالجانب البلاغي والبياني ونحوه من علوم اللغة، لكن الرجل بالإضافة لذلك ضليع في الفقه، فإذا مر بآيات أحكام ناقش وحلل وذكر الأقوال ورجح، ومؤصل كذلك، وعارف بالمذاهب والملل والأديان، بل إنه دائما ما استدل بنصوص توراتية وإنجيلية في تفسير بعض الجوانب للقصص الإسرائيلية، وتوضيح ما احتاج منها لتوضيح. باختصار، وكما هي شمولية كلام الله وسعة جوانبه، كذلك هو كمفسر احترم ذلك التوسع وتعامل معه كما يليق بمفسر جهبذ، فتوسع في مصادره، وأطال في شرحه، واحترم كل حرف أنزله الله، فتعامل معه كحرف يستحق أن يدرس ويبحث في سبب وضعه هنا، وعدم وضعه هناك، رحمه الله! بالفعل كان موسوعة جبارة، بل إن مفردة موسوعة تدل على سعة المفردات وتعدد المعارف دون تحليل وفهم ووصول لمراحل أعلى من الإدراك، وهذا ما لا ينطبق عليه، إذ هو أعلى من هذه المرحلة، فبالإضافة لموسوعيته هو قادر على تحليل ما يملكه من معلومات، وإبداء رأيه فيها، لذا يصح تكريمه بكلمة مفسر، لا مجرد مستنبط ومتدبر لم يضف للآيات وتفسيرها إضافة مثرية كبعض المتقدمين. الحقيقة أن الكتاب ليس لمثلي ولا لشرواي :) إذ بقرءاتي المجردة أضعت على نفسي الكثير من فوائد الكتاب ومسائله، فالكتاب يستحق مدارسة وجردا وقراءة علمية تليق به، لعل اطلاعي السريع أكسبني معرفة عامة بالأسلوب، ونيل بعض الفوائد، لكن القارئ يستطيع الخروج بأضعاف ما خرجت إن اتبع مع الكتاب منهجا علميا بنّاء ينفض به مسائل المجلدات ويستخرج به ما في بطونها.
كانت هدية قيمة من والدي القدير، التقيت فيها بعالم نحرير، في كتاب جمع فيه بين التحرير والتنوير، أتممته بفضل من الله وفير، فله الحمد على فضله والتيسير ❤️.
*بالنسبة للطبعة ليست بجيدة، وهي من دار سحنون التونسية.
مقدمة عامة و هو كلام موجز قابل للتحديث كلما تقدمت في القراءة فيه ---- تفسير التحرير و التنوير هو الاسم المختصر لكتاب (تحرير المعنى السديد و تنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد) لمؤلفه العالم التونسي محمد الطاهر بن عاشور المتوفى عام 1973، هو من التفاسير المتأخرة، يعتبر من أهم التفاسير التي كتبها المعاصرون، يصب اهتماما كبيرا على وجوه الإعجاز البلاغي و أساليبها و استعمال اللغة و ربط الآي ببعضها و بيان أغراض السور، أتى فيه بما هو جديد، و استغرقته كتابته أربعين عاما... فانتهى بثلاثين جزءا... ه
يقول عن تفسيره في مقدمته: [فجعلت حقا علي أن أبدي في تفسير القرآن نكتا لم أر من سبقني إليها وأن أقف موقف الحكم بين طوائف المفسرين تارة لها وآونة عليها فإن الاقتصار على الحديث المعاد تعطيل لفيض القرآن الذي ما له من نفاد. ولقد رأيت الناس حول كلام الأقدمين أحد رجلين: رجل معتكف فيما شاده الأقدمون، وآخر آخذ بمعوله في هدم ما مضت عليه القرون وفي كلتا الحالتين ضر كثير، وهنالك حالة أخرى ينجبر بها الجناح الكسير وهي أن نعمد إلى ما أشاده الأقدمون فنهذبه ونزيده، وحاشا أن ننقضه أو نبيده عالما بأن غمض فضلهم كفران للنعمة وجحد مزايا سلفها ليس من حميد خصال الأمة فالحمد لله الذي صدق الأمل ويسر إلى هذا الخير ودل.] ه
و قد مهد لتفسيره في البداية بعشر مقدمات عن علم التفسير، تصلح أن تصير كتابا منفصلا لأهميتها، و أنصح بقراءتها... و هي (1- في التفسير والتأويل وكون التفسير علما، 2- في استمداد علم التفسير، 3- في صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأي ونحوه [وهذا مبحث مهم]، 4- فيما يحق أن يكون غرض المفسر، 5- في أسباب النزول، 6- في القراءات، 7- في قصص القرآن، 8- في اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها، 9- في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن تعتبر مرادة بها، 10- في إعجاز القرآن)... ه و إن شاء الله سأعيد قراءتها بعد مدة... ه
------ عن اللغة... في الجزء الأول الفاتحة - البقرة 141
أما تجربتي فكانت مع الجزء الأول منه، حيث عقدت العزم أخيرا على الابتداء بعد أن لفت نظري أكثر من شخص لأهميته و علمهم باهتمامي بالتفسير ونصحوني به... و الحق يقال أني في البداية وجدت صعوبة كبيرة في المشي في صفحاته كصعود الجبل المنحدر، فالقراءة في البلاغة و تصورها أمر متعب بالنسبة لي، و لا أتذوقها إلا بعد لأي و تكرار، و أسلوب الطاهر بحد ذاته معقد... و كنت في صراع هل أختار الإكمال في هذا المشروع أو أتوقف كلما تخيلت الثلاثين مجلدا الشاهقة هذه تنتظرني على هذه الشاكلة... و ما حسمت أمري بالإكمال إلا حين انتبهت في إحدى الفقرات ما الذي كان سيفوتني لو توقفت، حيث توضح لي كيف أنه في معرفة دقائق البلاغة القرآنية و الانتباه لأغراض بناء الجملة القرآنية على شاكلة معينة فيه تعليم لآلية الحجاج التي يستخدمها القرآن الكريم... هذه الفقرة وردت في تفسيره لقول الله تعالى: "وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه" ه [وقوله ( اتخذ الله ولدا ) جاء بلفظ اتخذ تعريضا بالاستهزاء بهم بأن كلامهم لا يلتئم لأنهم أثبتوا ولدا لله ويقولون اتخذه الله. والاتخاذ الاكتساب وهو ينافي الولدية إذ الولدية تولد بدون صنع فإذا جاء الصنع جاءت العبودية لا محالة وهذا التخالف هو ما يعبر عنه في علم الجدل بفساد الوضع وهو أن يستنتج وجود الشيء من وجود ضده] ص684 - من الأفكار اللطيفة أيضا، ما ذكره عن قوله تعالى "وعلم آدم الأسماء كلها" ه [والظاهر أن الأسماء التي علمها آدم هي ألفاظ تدل على ذوات الأشياء التي يحتاج نوع الإنسان إلى التعبير عنها لحاجته إلى ندائها، أو استحضارها، أو إفادة حصول بعضها مع بعض، وهي أي الإفادة ما نسميه اليوم بالأخبار أو التوصيف فيظهر أن المراد بالأسماء ابتداء أسماء الذوات من الموجودات مثل الأعلام الشخصية وأسماء الأجناس من الحيوان والنبات والحجر والكواكب مما يقع عليه نظر الإنسان ابتداء مث�� اسم جَنة، وملك، وآدم، وحواء، وإبليس، وشجرة، وثمرة، ونجد ذلك بحسب اللغة البشرية الأولى ولذلك نرجح أن لا يكون فيما علمه آدم ابتداء شيء من أسماء المعاني والأحداث ثم طرأت بعد ذلك فكان إذا أراد أن يخبر عن حصول حدث أو أمر معنوي لذاتٍ قـَرَن بين اسم الذات واسم الحدث نحو ماء بَـرْد أي ماء بارد ثم طرأ وضع الأفعال والأوصاف بعد ذلك فقال الماء بارد أو بَـرَد الماء. وهذا يرجح أن أصل الاشتقاق هو المصادر لا الأفعال لأن المصادر صنف دقيق من نوع الأسماء وقد دلنا على هذا قوله تعالى (ثم عرضهم) كما سيأتي] ص 409 ه - و في أثناء الكتاب كان يستخدم كلمة فذلكة بين فترة و أخرى بطريقة إيجابية، و أنا لا أعرفها إلا أنها كلمة عامية بالزاي (فزلكة)، و أنها كلمة ذم بمعنى الاستعراض التافه، فما معنى هذا! و حين بحثت وجدت أنها كلمة فصحى لا تملك في أصلها معنى سلبيا بل هي ذات معنى اصطلاحي، و تعني خلاصة ما فُصـِّل، أو مجمل الكلام بعد أن كان فصله، و هي منحوتة من قوله (فذلك كذا و كذا).0 مثلا عن استخدامه لها حين تفسيره لقوله تعالى (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) ه [هي أيضا فذلكة للجمل السابقة الشارحة لأحوالهم وشأن الفذلكة عدم العطف كقوله تعالى (تلك عشرة كاملة)] ص297 - و استوقفني المعنى العظيم في دعاء سيدنا إبراهيم (رب اجعل هذا بلدا آمنا) يقول: 0 [ولقد كانت دعوة إبراهيم هذه من جوامع كلم النبوءة فإن أمن البلاد والسبل يستتبع جميع خصال سعادة الحياة ويقتضي العدل والعزة والرخاء إذ لا أمن بدونها وهو يستتبع التعمير والإقبال على ما ينفع والثروة فلا يختل الأمن إلا إذا اختلت الثلاثة الأول وإذا اختل اختلت الثلاثة الأخيرة] ص715 فيا رب الأمان، ارزقه بلادنا المكدودة...ه
هذه كانت تجربتي مع الجزء الأول، و أظنني سأحاول الاستمرار في القراءة فيه قدر الإمكان إن شاء الله، ففيه لفتات عظيمة و الله وحده العالم متى سأنتهي
ثمّة كتب تحمل بين طيّاتها شيئًا فريدًا .. رغم تزاحم مضمونها على الساحة؛ أعتقد أن هذا التفسير من أجود ما صيغ لفهم القرآن الكريم -على الأقلّ بالنسبة لي - كان الكتاب أشبه بالنافذة التي أطلّ عليها لفضاء واسع فيدهشني في كل مرة؛ لا أعلم إن كان جودة مضمونه أو سحره البلاغي .. أو جمال تراكيبة اللغوية تجد فيه فحوى بلاغة النصّ القرآني ؛ و ماهيّة التأخير والتقدير .. عن مغزى الوصل والقطع وسبب الرفع والنصب .. عن أشياء كثيرة تدهشك في كل مرة تقرأ فيها حرفًا من كتاب الله ..
مضى عام وأنا اقتات عليه .. ولازلت لم أنهِ الكتاب بعد ولا أدري متى يحين ذلك؛ كان لتوعّره اللغوي محطة تعثّر لي؛ شيئًا من التوقف الطويل الذي احتاج أن أعبّيء نفسي في كل مرة من جديد لأعود إليه .
قضيت ليالي رمضان ١٤٤١ بصحبته، كنت أنوي جرد كل مجلداته الثلاثين لكني لم أستطع. طبعًا:) ثم إني لست أهلا لتقييمه؛ لجهلي العميق بالبلاغة وعلوم العربية، وليقيني الضحل. لإيماني الهشّ. لكن.. سأقيمه بناءً على شيء واحد فقط: تغييره لصلواتي! فمنذ أن قرأت تفسيره للفاتحة وأنا أصلي بخشوع لم أعهده قط - حتى في أشد أوقاتي كسلا ونعاسا- أشعر بروحي تتنفس و تنهال الدموع من عيناي لفرط ما ألمس من معان..
لو لم يأت منه إلا هذا لكفى.
*سأعود لإكمال مجلداته الأخر بعد إنهاء دروس البلاغة🙄*
المكتبة الإسلامية زاخرة ومملوءة بكتب قيمة، ومنها بلا شك كتاب التطوير والتنوير وهو تفسير يميل إلى اللغة، بل جعله الشيخ صلاح الخالدي من ستة تفاسير عليك الإطلاع عليها، لأنه يهتم بالجانب اللغوي وهو قريب جداً من تفسير الكشاف الزمخشري.
Entamé Tome I début decembre 2021. fini de lire le 11 fevrier 2022 Entamé Tomes II le 12 fevrier 2022/ fin de lecture le 26 mars 2022. Entamé Tomes II le 27 mars 2022. fini de lire le 13 avril 2022. Entamé Tome IV le 14 avril 2022.. fini de lire le 11 mai 2022 Entamé Tome V le 12 mai 2022 ...
تفسيرُ العلامةِ ابن عاشور: التحرير والتنوير، ذروةٌ صعبةُ المرتقى، وعقبةٌ كؤودٌ دونها خرطُ القتاد. ولقد نازعتني النفسُ إلى خوضِ غمارهِ حيناً من الدهر، فكانت تقعدُ بي هيبةُ ما يستلزمهُ من "علوم الآلة"؛ إذ هو بحرٌ لا يُخاضُ إلا بسفنِ اللغةِ العربية، وأشرعةِ أصولِ الفقه، والإحاطةِ بأساليبِ العربِ في منظومها ومنثورها؛ ذلك أنه -رحمه الله- قد عُدَّ فرداً في طبقتهِ ممَّن أوقفَ جهدهُ على استجلاءِ وجوهِ الإعجاز، والكشفِ عن دقائقِ اللطائفِ القرآنية اعتماداً على سننِ العربِ في كلامها.
ولما كان هذا المسلكُ في التفسير -أعني المسلكَ البيانيَّ اللغوي- قد برز فيه قديماً أساطينُ المعتزلة، كالزمخشريِّ والجاحظِ ونظرائهما، فقد كان لزاماً على من رامَ الدخولَ في هذا البابِ أن يكونَ ريَّانَ من علومِ العقائد، بصيراً بمواطنِ الزلل التي يدسها المفسرُ انتصاراً لمذهبه، حتى يُميِّزَ صحيحَ التفسيرِ من سقيمِ الاعتقاد، وتلك لعمري مشقةٌ مضاعفةٌ على الطالبِ الراغب.
غيرَ أنَّ اللهَ قد يسَّر، وله الحمد، الفراغَ اليومَ من قراءةِ المجلدِ الأول منه -وهو سفرٌ ضخمٌ يربو على سبعمائةِ وخمسينَ صفحةً من أصلِ ثلاثينَ مجلداً-. وقد صدَّرهُ المؤلفُ بعشرِ مقدماتٍ هي من أنفسِ ما خُطَّ في بابها، جمعَ فيها شواردَ المسائلِ التفسيرية، وحرَّر قواعدها تحريراً لا مزيد عليه.
وممَّا أشهدُ به - بعد بلوغِ عددِ ما طالعتهُ من الأسفارِ نيفاً ومائتينِ وخمسينَ كتاباً- دأبتُ فيها على تقييدِ الشوارد: أني لم أظفر في كتابٍ واحدٍ قط بهذا الكمِّ الهائلِ من الفرائدِ والدررِ العلمية كما ظفرتُ به هاهنا؛ حتى إنَّ القارئ ليكادُ لا يُقلِبُ صفحةً إلا وقد غادرها مثقلةً بالتظليلِ لنفاسةِ ما حوته.
فنسألُ اللهَ المعونةَ على إتمامهِ كله على الوجهِ الأكمل، وأن ييسرَ من بعدهِ النظرَ في "جامعِ البيان" للإمامِ الطبري، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
فى #التحرير_والتنوير يقدم #الطاهر_بن_عاشور تفسيرًا مُفَصلًا للقرآن الكريم، يقفُ عند كلِ لَفظةٍ ويبينُ أصلها ويشرحُ مبتَدأها لُغةً، كما يتناول اجتهادات الأئمة الأعلام في تفسير آي القرآن الكريم، ثم يرجحُ أو يعلنُ رأيه وينتصرُ له برهانًا وحُجةً، ما يتسبب في ثراءِ هذا التفسير ولكنه في نفسِ الوقتِ يتسببُ في إطالة النفسِ في تفسير الآية الواحدة. من مميزات هذا التفسير أنَّه لا يركنُ كثيرًا إلى التفسيرات الظاهرة البطلان، بل لا يذكرها من الأساس، ولا يلجأُ إلى التكلُفات الباردة لِلَى عنق الآي لتوافقَ تفسيرًا محددًا سلفًا لها، كما أنَّه لا يسهبُ أو يجنحُ إلى التزودِ من الإسرائيليات أو الإغراق في سردها.