إبراهيم أبو الأنبياء كتاب لمحمود عباس العقاد يقدم لنا بشكل توسعي و موسوعي حياة الأنبياء بشكل جديد و ثري في طرح المعلومة بمنظورات مختلفة حيث تحدث لنا عن إبراهيم عليه السلام كأب للأنبياء و أهم الأحداث التي واجهها في دعوته و مكمن اسم إبراهيم في التوراة و الإنجيل و القرآن و عند الصابئة و هذا هو الجديد في طرح العقاد لورود ذكر نبي في ديانة وضعية (بشرية) . و ركز لنا بشدة على قصة الفداء في التوراة و القرآن و نجد أن في التوراة قيل أن صاحب الواقعة هو (( יִצְחָק اسحق )) أما في القرآن فهو إسماعيل .
العقاد ذكر في كتابه بأن اسـم إبراهيم عليه السلام هو اسم ينطق في كل اللغات . و شرح كلمة (إبرام) أو (إبراهام) في العبرية تعني (أبًا لجمهور من الأمم) و في اللغة العربية (إبراهيم) تعني أب رحيم.
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
كتاب هائل القيمة في مواجهة التهافتات والمغالطات الكبيرة التي وقع فيها معظم علماء التاريخ والإجتماع في الغرب وقسم كبير من الباحثين العرب أيضاً، التشكيك في وجود شخصية النبي إبراهيم - عليه السلام - في التاريخ، هي من أكثر المواضيع جدلاً وخاصة في الغرب الذي إقتنع للأسف وبعد بحوث وإستكشافات أثرية مزعومة أنه لا يوجد شخصية في التاريخ تدعى إبراهيم، وماهي الا فبركات ومزاعم حاكتها أساطير تاريخية ثم وقعت علبها الأديان الإبراهيمية الثلاث وجعلت شخصية ذلك النبي حقيقية ولها حيز في التاريخ، وعادي جداً عندما الآن عندما تقرأ أي كتاب في التاريخ القديم ومايسمى بعلم مقارنة الأديان تجد ذلك واضحاً وهو الحديث عن قصة الخلق والطوفان وقصة خليل الرحمن أنها مخترعات واساطير بشرية لأنها بزعمهم مدونة في الحضارات القديمة، السومرية والفرعونية ثم تحولت الى نصوص دينية قامت على إثرها الاديان الثلاث..
عندما تقرأ هذا الكتاب ستجد كمية التهافت والخطأ الذي وقع فيه أولئك بإسم العلم وماهي إلا محاولات لطمس وتحريف التاريخ بطريقة علمية مشوهة ومتكررة للأسف.. العقاد - رحمه الله - كتب عن كل المصادر سواء الدينية أو الأثرية وربط بينها بكلام فلسفي وعلمي عميق ووافي يستحضر فيها كل الأدلة والبراهين الدامغة على وجود وحضور النبي إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -..
للإسف نحن نفتقد في هذا الوقت وبالتدريج، هذه العقول المتفتحة والمثقفة التي تعي مايجري في العالم وتناقشه وترده بطريقة علمية محترمة من غير جدالات عقيمة أو سفسطات لا يحتمل العقل سماعها..
كان الكتاب مراجعة او سرد للأديان أكثر من ما هو متعلق بسيرة سيدنا إبراهيم عليه السلام
فكانت المغزى منه هو إثبات وجود سيدنا ابراهيم ثم التطرق للأديان والآيات او الأسفار التي جاء بها ذكره ليس كما اعتقدت وتوقعت بأنه سيرة للنبي.
وقد تطرق للزمن والفترات التاريخية واللغات بشكل كبير، وحتى عندما تطرق لسيدنا إبراهيم في الاسلام فقد سرد الآيات القرءانية ومن ثم ذكر قصتين مختصرتين فقط. ربما لم يكن كما توقعت ولكنه جميل ويستحق القراءة ففيه معلومات جميلة وقيمة.
فهو ليس سيرة ذاتية كما قد يوحي العنوان، وإنما هو مرجع تاريخي شامل عن شخصية الخليل إبراهيم - صلوات الله وسلامه عليه - مليء بتحقيقات وشروح واستنتاجات تفند من يعتقد أن الخليل مجرد أسطورة، اعتمد فيه العقاد على كل ما جاء في الأديان السماوية -المراجع الإسرائيلية، والمسيحية والمراجع الإسلامية، ثم مراجع الصابئة، ثم مصادر التاريخ القديم - ما قاله المؤرخون الأقدمون الذين ينتمون إلى الأديان الكتابية الثلاثة - وما ذكره علماء الآثار…
كل ما كنت أتقدم في هذا الكتاب واتخيل كيف جمع العقاد كل هذه المعلومات والحقائق في وقت لم يكن لديه إنترنت وكل وسائل التقدم التي نشاهدها الآن، انحني احترامًا لهذا المفكر العظيم ❤️
صراحة أنا بنصح الناس تقرأه لآنه كتاب جميل جداً لغوياً وبلاغياً والمراجع اللى مستند عليها كلها موثوق فيها كما ان الكتاب بيحكى قصة سيدنا إبراهيم بصورة رائعة برواية صحيحة ومنها هتقدر تستنبط منها عدة حقائق هامة 1.أن مصريين القدماء فى عصر سيدنا إبراهيم كانوا موحدين بالله 2.أن سيدنا إبراهيم جيه مصر مع بداية الاسرة ال15 وان فرعون مصر كان هكسوسى بمعنى اصح ان إبراهيم عليه السلام دخل مصر مع بداية غزو الهكسوس وكان فرعون مصر أسمه الوليد 3.أن السيدة هاجر عليها السلام كانت موحدة بالله من قبل ما تتزوج من إبراهيم عليه السلام وانها كانت تشكوا حزنها إلى الله يعنى بمعنى أصح مش سيدنا إبراهيم اللى خلاها توحد بالله 4.هتعرف ان فرعون يوسف كان أسمه الريان وبمعنى أخر أنه الملك الثانى للأسرة ال15 والهكسوسية الأولى 5.هتعرف أصل قصة سيدنا إبراهيم مع النمرود 6.هتعرف صدق القرآن الكريم فى سرد آياته فى عدة حقائق مهمة 1.أن إبراهيم عليه السلام كان يمتلك مواهب أمة بأكملها {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (120) سورة النحل بمعنى أصح كان عنده موهبة الجدال المبنى على الحجة القاطعة وموهبة التفكير المجرد وموهبة التحليل والتجزئه وموهبة القوة البلاغية وموهبة النحت والبناء والمهارات اليدوية 2.هتعرف أن ربنا لا يرسل رسول إلا بلسان قومه ومن نفس جنسهم يعنى لم يكن مبعوثاً لقدماء المصريين لانه كان يتحدث الأرامية والجنس أرامى أما المصريين فكانوا يتحدثون اللغة المصرية القديمة والجنس معروف {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (4) سورة إبراهيم {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} (164) سورة آل عمران 3.هتعرف أن سيدنا إبراهيم أتعلم من الكهنة المصريين الكثير والكثير 4.هتعرف أن ربنا بارك مكة بسبب السيدة هاجر المصرية وابنها إسماعيل وأنها اللى بشرت ببناء الكعبة قبل ما تبنى وان إبنها تفجر البئر (زمزم) تحت قدمية الخلاصة فى الكتاب ده كتاب رائع بكل ما اوتيت الكلمة من وصف وبلاغة وسحر وانصح الجميع بقراءته وهو غحدى المراجع اللى أستندت عليها أثناء عمل بحثى العميق جداً (الحضارة المعجزة)
"لا جرم تجتمتع الجهود كلها للبحث عن تاريخه المجهول في أغوار الأرض، فإن علم الأحافير لم ينحصر في البحث عن تاريخ أحد قط كما انحصر في البحث عن تاريخ أبي الأنبياء، وما تجردت البعوث إلى العراق وفلسطين ومصر لسؤال الأرض عن مكنون أسرارها كذلك السر المكنون الذي ينطوي على أعمق أسرار الروح والضمير."
إن قلم العقاد من تلك الأقلام الفذة التي تكتب بانطلاق عجيب في موضوعات عسيرة التناول، متداخلة الخيوط، متفرّعة الأطراف.
فتقرأ مثلاً قطعة للعقاد يعرض أو يشرح فيها شيئاً عن العهد القديم أو كتب المشنا اليهودية، أو شيئاً من علم الأحافير وعمل المنقّبين، فتشعر-مع إدراكك لوعورة الفكرة-أن قلمه يروّض نافر الأفكار ويفتت صخور صعابها لأجزاء صغيرة تهضمها الأفهام المختلفة بيُسر ولا تجد في ذلك مشقة.
هذا في نظري شيء غير الفصاحة يرتبط بالذكاء. قال إبراهيم الإمام(أخو الخليفتين السفاح والمنصور): يكفي من حظ البلاغة أن لا يؤتى السامع من سوء إفهام الناطق.
كنت أحببت قراءة شيء عن الخليل عليه السلام، بعدما طالعت من أخباره في الجزء الأول من تاريخ الطبري، ووقعت على كتاب العقاد هذا. وقد قرع سمعي من قبلُ تلك الشبهة القديمة الحديثة في إنكار وجوده، أو بدعة الشك كما سماها العقاد. قديماً أنكروا{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}وما زلنا نسمع بعض "المختصين" في التاريخ القديم والأديان يسارع في الإنكار ويحقّر الأخبار الدينية والتراثية وغيرها، التي تقطع بوجوده وعظم أثره على البشرية، في عقائدها وشرائعها وشعائرها إلى اليوم. "والذي ينفي وجود إبراهيم جزماً ويقيناً لا يستند إلى حجة واحدة من حجج العلم ولا يزيد على مجرد الإنكار. والذي يشك يبني شكه على أسباب لا يعتبرها العلم ولا العقل من أسباب الشك في وجود شيء".
عرض العقاد سيرة الخليل عليه السلام في المراجع الإسرائيلية باعتبارها الأقدم، ثم المسيحية، ثم الإسلامية، ثم عرّج على ديانة الصابئة، ثم عرض أقوال العلماء العصريين والمنقّبين، وكان العرض كثير الفوائد لي جداً فيما يتصل بفهم حقب التاريخ القديمة، بل وغير نظرتي تجاه التاريخ الديني والأخبار الدينية، نظرتي التي تسربت إليها شكوك عصرنا الوخيم غير مرة بشعور مني ومن غير شعور.
عرض العقاد قولاً بوجود إبراهيمين وكأنه تقبل بعض هذا القول. وعدّ إبراهيم عربياً(نعم عربياً لا سامياً) نسبة إلى العربية القديمة البائدة طبعاً. ولم يسعني المضي معه في بعض آرائه هذه وغيرها، وإن كنت-لحُسن توصّله إليها-مضطراً لاحترامها.
"يُذكر في الحساب ألوف الملايين في مائة جيل، يقرأون قصة ضمائرهم حين يقرأون قصة إنسان واحد مضى ولم يمض لسبيله، بل مضى على سبيله دعاة وهداة، ولا يزالون ماضين وحاضرين. أليس هذا الإنسان حبيب الإنسان؟ أليس هذا الإنسان حبيب الرحمن؟"
قرأت طبعة دار أخبار اليوم، وفي السطر الأول من الصفحة الأولى خطأ مطبعي ساذج، بدأ العقاد الكتاب بفكرته الأولى:
--- في العالم اليوم أكثر من ألف إنسان يدينون بالموسوية والمسيحية والإسلام، وهي الأديان التي جاء بها موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، وهم الأنبياء الثلاثة الكبار الذين ينتمون إلى الخليل إبراهيم، لا جرم يسمى خليل الرحمن! --
ويقصد في الأصل (ألف مليون إنسان)، خطأ مطبعي صغير أدى إلى ذهاب المعنى تمامًا ..
المهم :D
لم أعش مع سيدنا إبراهيم - عليه صلوات الله - في كتاب العقاد عنه إلا قليلا جدًا!، كان هو الحاضر الغائب!
كان يشغل العقاد في هذا الكتاب مسا��ل أخرى تمامًا اجتهد كثيرًا في بيانها والإفاضة فيها، حتى حسبت أن هذا هو موضوع الكتاب الأصلي وما سواه كان لملأ الفراغ من أجل أن يطابق العنوان موضوع الكتاب، ففي الباب الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، سرد العقاد مصادر سيرة سيدنا إبراهيم .. فجاءت الأبواب كالآتي:
المراجع الإسرائيلية المراجع المسيحية المراجع الإسلامية مراجع الصابئة مصادر التاريخ القديم
ومادة الكتاب في هذه الفصول التي تبتلع 150 صفحة من الكتاب، تعتمد على النقولات من التوارة والإنجيل والقرآن والأحاديث والسيرة وكتب التاريخ القديم، وإيراد آراء مَن تناول هذه المسائل من الغربيين (98.99% من مراجع هذا الكتاب إنجليزية(
وبعد أن أستوفى غرض العنوان، تناول هذه المسألة وهي الشك الذي طال وجود سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهل هو شخصية حقيقية أم خرافية ومتى ظهر على وجه التقريب، وما هو نسبه ولغته التي كان يتحدث بها، وهل ذهب للحجاز أم لا ولماذا لم تذكر ذلك التوراة ومن هو الذبيح وغيرها من المسائل التاريخية التي ابتعد في كثير منها عن سيرة الخليل بالكلية!، ودخل في تفريعات عدة للرد على المغالين في تطبيق مذهب الشك في كل شيء بلا روية (راجع الاقتباسيْن من الكتاب اللذان وضعتهما هنا من قريب)
وأعجبتني فقرات عدة من هذا الكتاب، وذلك عندما تحدث عن ضرورة الجمع بين سهولة التغيير (في حياة البداوة لأن البدوي دائمًا على عزم السفر والانتقال) وبين صعوبة التغيير ( في حياة المدني لأنه محافظ على عهد الآباء والأجداد وحفظ التراث القديم) وبين تلك السهولة والصعوبة تنجح الرسالة النبوية في الانتشار، لأن عوامل المدنية بمفردها أو البدوية بمفردها لا تقوم بذلك، لابد من الجمع بينهما.
وكذلك نقرأ في هذا الكتاب طريقة العقاد المعتادة والمميزة التي تراها مجسمة أمامك في هذا الكتاب، وهو أنه يضع أمامك تفسيرًا عقليًا لأحداث التاريخ، ثم يذكر مصادر التاريخ المختلفة والمتضاربة ويرجح لك الصواب بقوله: بأنه لا يصح إلا هذا!، وأن هذا كان لابد أن يحصل، وإن لم يكن قد حصل فهذا أمر عجيب غريب فريد وشاذ من نوعه!، أو يقول بأنه في تاريخ الأنبياء توجد حلقة فارغة لا يستطيع أحد ملؤها إلا شخصية الخليل، فهو - كما رأيت - إذن شخصية حقيقة لا ريب!
--
إضاءة: كانت قضية وجود سيدنا إبراهيم من القضايا الشائكة التي طرحها لنا القرن العشرين، وساعد على انتشارها تناول طه حسين لها بإشارة عابرة في كتابه في الشعر الجاهلي!، والعقاد توزعت ردوده على هذا الكتاب في بطون كتبه، فتجد في كتاب له عن هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقرات عدة تدافع عن أصالة الشعر الجاهلي وأن كثرته ليست من أعمال وتلفيقات الرواة، وفي هذا الكتاب تجد الصدى الآخر لهذا الكتاب في تناوله لمذهب الشك الذي قام طه حسين بإستخدامه لاستنطاق التاريخ بأسوأ شكل ممكن، لأنه لا يوجد ما يستوجب الشك أصلا في سيرة الخليل مادام الخط العقلي الذي رسمه العقاد للتاريخ يحتم وجود هذه الشخصية وفي حالة عدم وجودها فأن التاريخ كله عّبَث!
حين اقتنيت هذا الكتاب .. كانت نيتي القراءة عن ابراهيم الإنسان .. عن الذي وصفه الله بالأمة والأواه الحليم .. ثم وجدتني أقرأ أسانيد تاريخية مفصلة عن نشأة النبي ابراهيم ووجوده وكنه دعوته وإقامته و رحيلة وماتعرض له من مشاق وأخطار من خلال المراجع الإسرائلية ( الإصحاح ، المشنا ، التلمود ) وعنه عند الصابئة وعند المسيحيين و كما ذُكر عنه عليه السلام في القرآن .. هذا الكتاب مرجع تاريخي مليء بتحقيقات وشروح واستنتاجات تفند من يعتقد ان الخليل مجرد أسطورة .. أو رجل فلكٍ حكيم .. فيه استدلالات من علماء آثار وماعثروا عليه من أحافير تدل على وجوده في زمنٍ كان فيه الجوع وسيطرة العموريين والنبطيين من جهة والإبقاء على الدعوة من جهة أخرى .. هذا الكتاب ليس مرجعاً تاريخياً لسيرة الخليل فحسب بل يشمل تاريخ اهتداء الإنسان إلى التدين الصحيح .. فيه من المعلومات والحقائق التي جعلتني أقف للبحث عنها في الويكيبيديا .. استوقفني واقعية الإستنتاجات التي حللها وناقشها العقاد بعقلانية تجعل القاريء يعيد التفكير مراراً في قضايا عدة أبرزها لما خصّ الله منطقتنا بالرسالات والنبوات المتلاحقة ولم يشمل ذلك حضارات أخرى كما في الصين وأمريكا الجنوبية ؟
العقاد ذلك البحر السيال بالفكر يجمع في هذا الكتاب الكثير مما ورد في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام في كتب اليهود والمسيحيين والصابئة والمسلمين
كما يبحث فيما توصل له علم الحفريات والتاريخ القديم ويقارن ويدرس كل تفصيلة تتعلق بقصة النبي إبراهيم تخوض عباب الديانات تتعرف على سيرة أبي الأنبياء على إختلاف سردها في الكتب المقدسة، وبالطبع فالقرآن الكريم كان الأروع الأجمل في الإشارة إلى إبراهيم
وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين ! آمنت بأن هذا الكلام إعجازي نزل من لدن لطيف خبير
وعندما نتحدث عن النبي إبراهيم فهو أبو التوحيد والمحارب القديم للشرك والوثنية
في التوراة التي بين أيدينا يرد ذكر إبرام الذي ولد في العراق والذي جاءه الوعد الإلهي وهو شيخ فان ليس له ولد بأن تكون له ذرية عظيمة تسكن من النيل للفرات، وأنه أنجب من سارة اسحاق ، ومن هاجر اسماعيل ، عليهم السلام ، ثم أنجب ستة أولاد آخرين من زوجة ثالثة إسمها قطورة ومن ذريته جاء العرب الاسماعيليون و بني اسرائيل وغيرهم وله رحلات في مصر وبيت المقدس، خصوصا وله مدينة سميت بإسمه ، مدينة الخليل لأنه يقال أنه دفن فيها ، وفي الإسلام نؤمن بقصة النبي إبراهيم وبناء الكعبة وولادة السيدة هاجر بإسماعيل
للعقاد التفاتة مهمة حين سأل ما هو اسم الله الذي كان يسمى به في عهد إبراهيم أيكون يهوة ؟ قال العقاد لم يذكر هذا الاسم إلا لاحقا ويستدرك بقوله إنه اسم إيل ، ولذلك كان اسم اسماعيل واسرائيل (يعقوب) وكذلك جبرائيل وعزرائيل وغيرها وهذا لا يعني أنه لم يكن يوجد اسم آخر ، فأسماء الله في عقيدتنا الاسلامية قرابة المئة وهي اسماء عربية
اسم ابراهيم يعني حبيب الله ، وهو إبراهيم بن تارح كما في الأنساب اليهودية ، أما المسلمين السنة فيقولون أن تارح هو آزر نفسه ، وأن آزر هو والده اخذا بظاهر القرآن الكريم ، أما الشيعة فيقولون أن آزر هو عم إبراهيم وأن أباه هو تارح، ويؤلون النص القرآني بقولهم أن الأب يطلق ايضا على الجد والعم ، وبالمناسبة فإن العقاد لم يبحث في أراء الشيعة وأخبارهم.
ما العلاقة بين النبي إبراهيم والصابئة ، وفكرة تقديس الكواكب إن الصابئة وإن لم تؤمن بالنبي براهيم ولكنها آمنت برجل يكون ابن تارح ابو ابراهيم، كما انهم امنوا بالكواكب كمخلوقات نورانية من صنع الخالق الواحد لقد كانت الصابئة كما يطرح العقاد شاهدا تاريخيا قديما على تحول العراق من الوثنية إلى التوحيد ، فكانت الوسط بين رؤية الكواكب كآلهة ، وبين رؤيتها كمخلوقات نورانية لرب واحد
لقد كان السومريون والبابليون يعبدون الكواكب ، فمردوخ هو المريخ ، وعشتار هي كوكب الزهرة ، كما أن الملك البابلي أورنمو نصب للناس القمر كإله ، لقد كانت الديانات الوثنية القديمة في كل العالم وفي العراق خصوصا مرتبطة بالكواكب والقمر والشمس ، وهذا ما نستشفه بشكل يعجب الأذهان حين نتفقد الآيات من سورة الإنعام التي تذكر تأمل النبي إبراهيم في الكوكب والقمر والشمس وكيف أنه خلص في النهاية إلى أنهم ليسوا أربابا ، وأن هناك ربا واحدا
لقد شهدت لنا الحفريات والنقوش التاريخية أن ذلك العصر فيه كل الظروف التاريخية الملائمة لوجود النبي إبراهيم فيه ،عبادة الناس للملوك، عبادتهم للشمس والقمر والكواكب، تاريخ الختان ، قرابين الأضحيات التي كانت تقدم للآلهة الوثنية، الأصل التاريخي العربي لإبراهيم وسلالته والللغات السريانية والعبرية والعربية المتشابهة، وجود حمورابي وشريعته، وجود اسماء شبيهة بإبراهيم في النقوش التاريخية القديمة، والأمر يطول
لقد ابدع العقاد في سرده الوقاد ، ذلك السيل الهادر من البحث العميق المشوق، وذلك الاسلوب البليغ في الخطاب الذي يخترق القلوب ، لقد انتهى بأن يلمح لذلك القارئ المتشكك، بأنه إذا انكرت وجود إبراهيم ، فماذا سيبقى لك ، حقا ماذا سيبقى، لقد غير خليل الله العالم بأسره جيلا بعد جيل ، لقد كان إبراهيم أمة بأسرها ، والأمة في إبراهيم ، وهناك على ظهر هذا الكوكب أربعة مليارات يبجلون إبراهيم ويقتدون كل حسب دينه بسيرته العطرة، وبعد كل هذا أفلا يكون خليل الرحمن أفلا يكون حبيب الله
ولم يظهر في نص مثل القرآن الكريم مثل هذه القصص الإبراهيمية المعبرة وذات الحكمة البالغة. فجدير بنا الاستزادة منها دائما
تخيلته على نمط العبقريات ولكنه أتى مخيبًا كثيرًا لظني... في هذا الكتاب (أو الرسالة كما يسميها العقاد) يناقش وجود سيدنا إبراهيم ووصفه في العقائد الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام) وما يدل على وجوده وزمنه في الأحافير...
صبغة الكتاب علمانية إلى حد كبير بحيث حاول العقاد الجمع بين كل الأخبار التي ذُكرت عن سيدنا إبراهيم بغير التحري عن مدى صدقها أو موافقتها لما ذُكر عنه في القرآن أو السنة...
جمع العقاد في هذا السفر كل ما وقع تحت يديه من معلومات عن النبي ابراهيم في كتب اليهود و النصاري والمسلمين و ا��حفريات و الآثار محاولا إثبات أن ابراهيم شخص حقيقي و ان عدم ذكر اسمه في اي من الاثار لا يعد دليلا علي عدم وجوده و يقر العقاد بتصاريف اليهود في قصة ابراهيم ل اهداف سياسية وان فلسطين لم تكن يوما ما هي شغل ابراهيم الشاغل و قيام ابراهيم بتأجير وشراء مقبرة المكفيلة هو خير دليل علي عدم تجذره في هذا المكان و يقر بأن اليمن و جزيرة العرب هي مسرح احداث كثيرة ل عدد من قصص انبياء العهد القديم وليست فلسطين و يسأل عن مدي قبول العرب لفكرة انهم اولاد الجارية هاجر هكذا و بكل بساطة مؤيدين ل أفكار زرعها اليهود و حرفوها ل اهداف سياسية بصراحة اذا نظرنا الي وقت كتابة هذا العمل و كم المعلومات داخله نعرف جيدا ان هذا الرجل كان موسوعيا بكل ما تحمله الكلمة من معني و يظل هو رقم واحد في أعمال الشخصيات الدينية و التاريخية
الكتاب ليس من كتب السيرة كما قد يبدو من عنوانه بل هو رحلة وبحث في محاولة إثبات صحة وجود شخصية ابراهيم عليه السلام ورد على المتشككين في شخصيته وعلى من يعتقدون بأنه ربما كان مجرد أسطورة.
"إن في العالم اليوم لمن يعيش فيه وكأنه لم يولد فيه إنسان يسمى إبراهيم. وربما بقي في العالم شبيه هذا الرجل بعد ألف سنة. بل ربما كان هذا الرجل خيراً من ألوف يضلون بالنبوءات والأنبياء حيث يهتدي المهتدون. ولكنهم يسقطون في الحساب. ويذكر في الحساب ألوف الملايين في مائة جيل، يقرأون قصة ضمائرهم حين يقرأون قصة إنسان واحد مضى ولم يمض لسبيله، بل مضى على سبيله دعاة وهداة، ولا يزالون ماضين وحاضرين. أليس هذا الإنسان حبيب الإنسان؟ أليس هذا الإنسان حبيب الرحمن"
في النصف الأول من الكتب سرد لبعض النصوص من المراجع اليهودية والمسيحية والإسلامية (على هذا الترتيب) ورد فيها أو أشارت إلى ابراهيم عليه السلام ثم الأستعانة ببعض المصادر التاريخية ودراسات الأحافير وتتبع تاريخ المنطقة في تلك الفترة لأثبات عيشه أو مروره بها.. ثم محاولة تحليلية لبعض مظاهر الشعائر والعبادات والتي قد يكون لابراهيم عليه السلام ارتباط بها كعبادة الكواكب والملوك، انتشار المعابد والمحاريب، الختان، الضحايا البشرية وقصة الذبيحين وأختلاف المصادر حولهما..
تكمن العظمة بين سطور هذا الكتاب، علمني وفتح آفاق مخي لتساؤلات جديدة ومعاني عميقة حديثه في البداية عن تاريخ ابراهيم عليه السلام من منظور مختلف الديانات امر يستحق التمعن وإعادة النظر. لفت انتباهي إيماني الراسخ بأن ما جاء من قصة ابراهيم في كتابنا المقدس هو الصواب وغيره لا يستسيغه عقلي ويرفض تقبله. هنا طرحت على نفسي تساؤلا: كيف لمن يغير ديانته ان يغير اعتقاداته ورواسخ تربى عليها وقصص آمن بصحتها منذ صغره؟ من اجمل ما أمتعني عند القراءة قصة السيدة سارة في وصف جمالها وغيرتها كتاب يستحق الصبر عند القراءة لان الغنيمة التي ستجنيها منه كبيرة
يتناول العقاد عصر سيدنا ابراهيم واثره و تاريخه من اعماق التاريخ الديني ومن الكتب السماوية من اسفار العهد القديم الى الاناجيل الى تفاسير القرآن الكريم الى مراجع الصابئة مستقصياً كل أثر عن خليل الرحمن عليه السلام ثم يقرنه بما توصل اليه العلم وعلم الآثار وعلوم اللغة وما ذكره كبار المؤرخين كيوسيفوس الى ابن العبري الى ابي الفداء ثم ينتقل الى عصر ابراهين ونشأته ونبوته وعن العقائد والشعائر والرسالة واللغة والمعجزة
هي دراسة علمية دينية لابي الانبياء وليست سيرة ذاتيه
لكي تعرف أكثر عن خليل البشر.. بل خليل الرحمن, عليك أن تطّلع على هذا الكتاب الذي يسرد فيه وبالاعتماد على مصادر الديانات التوحيدية , وقائع حياته ونشأته ورسالته النبوية.. هنا يتكلم العقاد عن كثيرٍ ما كنتُ لأجده بهذه السلاسة والوضوح والإيجاز والإقناع في غيره من المصادر وما زلتُ - ككل مرّةٍ أنتهي من عبقريةٍ عقّادية- أذوبُ حبّاً في الله وأنبياءه المرسلين رحمةً بنا! كتاب ممتع وعميق ومفيد جداً
المراجع الاسرائيلية أفاض سفر التكوين في سيرة ابراهيم ، وأثبت مولده في "أور " الكلدانيين ورفع نسبه الى سام بن نوح فهو الراهيم بن تارح ، اما سارة فهي بنت تارح من زوجة اخرى فهي اخت ابراهيم من جهة الاب . اما هجرة ابراهيم فحدثت مجاعة في الارض فانحدر الى مصر ، فلما دخل الى مصر رأى المصريون ان سارة امرأة حسنة جداً ، فأُخذت الى بيت فرعون فصنع ابراهيم خيراً بسببها وصار له بقر وغنم وحمير وعبيد وإماء وجمال ( يعني ابراهيم بقى ديوث 😂) . جاء في الاصحاح ان سارة ولدت اسحاق وخنته ابراهيم وهو على ثمانية ايام وكان ابراهيم قد أوفى على المائة . بعد وفاة سارة ، اتخذ ابراهيم زوجة اسمها "قطورة" فولدت له زمران وبقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا ، وأعطى ابراهيم اسحاق كل ما كان له ، وأما بنو السراري اللواتي كانت ل ابراهيم فاعطاهم ابراهيم عطايا وصرفهم عن اسحاق شرقاً الى ارض المشرق ، وهذه أيام سني حياة ابراهيم التي عاشها مائة وخمسة وسبعون سنة . اما في كتب المدراش والتعليم يقال : تزوج تارح من ايمتالي بنت كرناب فرزقا ابراهيم وكان مولده مرصوداً في الكواكب فأطلع عليه النمرود فأشار قومه عليه بقتل كل طفل ذكر ، فهربت امه حين جاء المخاض فأوت الى كهف ولدته فيه ، فبقي ثلاث عشرة سنة لا يرى الشمس ، وأرسل الله جبرييل يرعاه فجعل الطفل يمتص اصابعه فيرضع منها فكبر قبل أوانه . وتذكر المدراش ان ابراهيم شفيع أمته يوم القيامة وأنه يقف على باب جهنم فلا يدع اسرائيلياً مختوناً يدخلها . المراجع المسيحية لم تزد شيئاً على سيرة ابراهيم عن سفر التكوين وبعض الكتب العهد القديم ، لكنها جاءت بتطور هام في دعوته ويبدو هذا التطور الهام في مسائل ثلاث ، وهي مسألة الحياة بعد الموت ومسألة الوعد الالهي للشعب المختار ومسألة الشعائر . ففي مسألة الحياة بعد الموت ضرب لهم المسيح مثل ابراهيم ولعازر والرجل الغني في العالم الاخر . كان رجاء الحياة بعد الموت مقصوراً في ايام العهد القديم ، ولكن الكلام عن السماء والجحيم وحضن ابراهيم كان شائعاً على عهد عيسى بين طوائف من اليهود . ومن هذه العبارة اصبح حضن ابراهيم مرادفاً لمعنى النعيم او السماء .ومن العقائد التي ظهرت مع المسيحية ان رسالة ابراهيم روحية وليست جسدية وان المقصود بذريته من يسيرون على نهجه ويعملون بوصيته ، فهي رسالة انسانية وليست عصبية مقصورة على قوم من الاقوام . المراجع الاسلامية ، اما اخبار ابراهيم في القرآن فمنها ما تقدم في التوراة والمشنا ومنها ما انفرد به القرآن . احدها خاص بالوقائع وهو قيام ابراهيم واسماعيل الى جوار البيت الحرام ، والاخر خاص بالنظرة الدينية لأنه يبين الفارق بين التجسيم والتنزيه في العبادة على مدى الزمن . نص العلماء على ان الحديث اذا كانت روايته آحادا وفيه نسبة من المعاصي الى الانبياء يرد ، ومن المختلف عليه بين المفسرين والمؤرخين التفسيريين ، ويختلفون كذلك في ولد ابراهيم الذي أمر بذبحه فمنهم من يرى انه اسحاق ومنهم من يرى انه اسماعيل .
مصادر التاريخ القديم ، تاريخ يوسيفوس . ولد ل ناخور تارح وهو ابو ابراهيم العاشر من سلالة نوح ومولده سنة ٩٩٢ بعد الطوفان . ثم مضى يوسيفوس يروى قصة سدوم ونجاة لوط الى "صغير" التي سميت بذلك لصغرها ، وإن بنتي لوط أشفقتا من هلاك الجنس البشري فولدتا لأبيهما "موآب" و"عمان" ومن ذريتهما ابناء سورية الشرقية والجنوبية . عثر الباحثون في آثار بابل وأشور على كلمات كثيرة في الالواح المسمارية من مصطلحات علم الفلك القديم ومنها أسماء المنازل والبروج ومجاميع الكواكب . وليس ل ابراهيم كما هو معلوم نصوص محفوظة منسوبة اليه ووجدت نبوءات يعقوب فعارضوها على معلوماتهم من اللغة المسمارية .
كتاب قيم جدا ولكنه صعب نظرا لأسلوب العقاد الصعب و أيضا لوجود مراجع قديمة. لابد من قرأته مرة و أثنين لأستيعاب المعلومات.
"إن الدعوات النبوية التى بدأتها دعوة إبراهيم سلالة لم يظهر لها نظير فى غير الأمم العربية, والأمم السامية, وقد ختمت بدعوة محمد وجاءت دعوة محمد متممة لها, فلا تفهم واحدة منها منفصلة عن سائرها, بترتيب كل منها فى زمانها, وعلاقة كل منها بمكانها, فلا لبس فيها من جانب العصر ولا من جانب البيئة."
"أكثر غوامض التاريخ يخلقها المؤرخون, لأنهم ينظرون إلى التاريخ كأنه حسبة أرقام لإحصاء السنين والأيام, أو كأنه أطلس مواقع ومعالم, أو كأنه سجل حوادث وأنباء .. ولو أنهم واجهوه على قاعدة واحدة, وهى أنه وصف نفوس إنسانية وأن حوادثه وأنباءه ومعالمه ومواقعه وكل مايحسب فيه من السنين والأيام إما هو تبع لوصف النفوس الإنسانية لما بقى من غموض أو بقى فيه الغموض الذى يغمض علينا لسبب مجهول.."
الكتاب يروي حياة ابو الانبياء ابراهيم عليه الصلاة و السلام,بالرجوع الى المصادر الاسرائيلية(التوراة) ,المسيحية (الاناجيل)الصابئية والمراجع الاسلامية كذلك(القران الكريم).تطرق الى حياته ,نشاته اولاده و معجزته و حله و ترحاله بين مصر ,العراق و فلسطين
تناول العقاد شخصية ابراهيم عليه السلام بطريقة ملفته ... حيث يشعر القارئ وكأنه يشاهد عرضا وثائقيا فيه تتداخل الآراء و تتشابك المصادر ليخرج بالنهاية صاحب العمل ويقدم خلاصةفكرية تليق بمفكر عملاق بحجم العقاد .
عندما تقرأ للعقاد تفهم حقاََ ماذا تعني كلمة مفكر.... تفاصيل قصة سيدنا إبراهيم بين الديانات الثلاث ليس بالجديد ومقارنة الأديان علم قائم بذاته لكن عندما تجد العقاد يربط قصة سيدنا إبراهيم بالتاريخ والآثار المكتشفة هنا؛ تصمت قليلاََ..... تجد أن أفقاََ جديداََ اتسع لك وعقلك بدأ يعمل باتجاه جديد يحثك على التفكير والتفكر ويزيد من يقينك.....
هذه المرة الثانية التي اقرأ للعقاد فيها بعد عبقرية عمر ، وركزت أكثر على عنوان الكتاب بعد انتهائي منه كونه كتب ( إبراهيم أبو الأنبياء ) ولم يكتب مثلاً (عبقرية إبراهيم عليه السلام) كما فعل مع عبقرية عمر ، لذلك تجلّى لي من خلال قراءتي للكتاب أنه يحاول إثبات قضية أن نبي الله إبراهيم عليه السلام لم يكن خرافة أو خيالاً ، ومتى ظهر على وجه التقريب مستدلاً في خمس أبواب بـ :
المراجع الإسرائيلية المراجع المسيحية المراجع الإسلامية مراجع الصابئة مصادر التاريخ القديم
يتناول بعد ذلك نسبه ولغته التي كان يتحدث بها وحقيقة ذهابه للحجاز التي أًنكرت في المراجع الإسرائيلية لمصالح تخدم الكهنة وآخرين آنذاك ، وكان يتفرع في مواضيع كثيرة ولكنها قيّمة جداً وتدل على أنه اجتهد في البحث والقراءة ، تناول مسألة النبوة ولما لم تأتي للبدو والحضر وجاءت لمدن القوافل واستفاض بشرح منطقي جداً ، وكان يذكر في هذا الكتاب مصادر التاريخ المتضاربة وأقوال المؤرخين من الأديان الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية ثم يتبعها بتفسير تاريخي عقلاني ويرجح الصواب في قضايا كثيرة ويبيّن كيف أن بعض المصادر خلقت هوّةً جعلت في تاريخ الأنبياء فجوة لا يمكن أن يملأها إلا أبو الأنبياء عليه السلام .
ثم يمر على سيرته أثناء سرده من مولده إلى وفاته مدرجاً بعضاً من التفصيلات كالقضية التي شغلت الناس بسبب التضارب بين مصادر التاريخ حول قضية هوية الإبن الذبيح الذي أمر الله إبراهيم أن يذبحه ، وقضايا أخرى تضفي للقارئ مرجعاً تاريخياً ثابتاً وتفسيرات مقنعة جداً كما اعتدت من أسلوب العقاد !
كنت أرتبك في قراءة المرجع التاريخي الأول وأقصد فيه المرويات الإسرائيلية لكثرة الأسماء الغريبة فيه ولكن كان ثرياً جداً لتعي مدى التضارب والتناقض بين المراجع وكيف تمّ تحريف بعض الحقائق لتخدم مصالح فئات معينة آنذاك حتى تاريخنا اليوم ! لذلك لن تجد في هذا الكتاب تحليلاً لشخص إبراهيم بل ربما تجده غائباً بعض الشيء في فصول هذا الكتاب إلا أنه القضية الأساس التي حاول إثباتها . والخلاصة كما ذُكر في الكتاب أنه آية من آيات البحث العلمي الرصين ، فيه أثر العاطفة الدينية الخالصة ، كما فيه طابع العقل المتزن المستقيم !
قال تعالى : (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين )ـ وصدق مجاهد حين فسرها : كان إبراهيم أمة ، أي : مؤمنا وحده ، والناس كلهم إذ ذاك كفار قال العقاد في ختام كتابه : ويذكر في الحساب ألوف الملايين في مائة جيل ، يقرأون قصة ضمائرهم حين يقرأون قصة انسان واحد مضى ولم يمض لسبيله بل مضى على سبيله دعاة وهداة ، ولايزالون ماضين وحاضرين أليس هذا الإنسان حبيب الإنسان ؟ أليس هذا الإنسان حبيب الرحمن ؟
صلوات الله وسلامه عليه ، نسأل الله لقاءه في جنانه .
بدات الكتاب من أكتر من سنة كل مرة أقف بسبب أسلوب العقاد الصعب ولكنها صعوبة لا تخلو من متعة العقاد عبقري يكتب عن عباقرة خاتمة المطاف ان في العالم اليوم لمن يعيش فيه و كانه لم يولد فيه إنسان يسمي ابراهيم و ربما بقى في العالم شبيه هذا الرجل بعد ألف سنة بل ربما كان هذا الرجل خيرا من ألوف يضلون بالنبئوات والانبياء حيث يهتدي المهتدون "ولكنهم يسقطون من الحساب" و يذكر في الحساب قصة ألوف الملايين في مائة جيل ، يقرأون قصة ضمائرهم حين يقرأون قصة انسان واحد مضى و لم يمضي لسبيله ، بل مضى على سبيله دعاة و هداة .. ولا يزالون ماضين و حاضرين اليس هذا الانسان حبيب الانسان ؟! اليس هذا الانسان حبيب الرحمن ؟! صلى الله عليه وسلم
كتاب مختلف كعادة كتب العقاد تتبع خلاله سيرة الخليل في المصادر الدينية ثم عمل على الربط بينها وبين الحوادث التاريخية والعبادات والعقائد التي أقرتها الأحافير وصدق عليها التاريخ وأثبت من خلالها أن رسالة إبراهيم كانت لابد أن توجد حينها لأن رسالة إبراهيم التي أخبرتنا بها الأديان ولم يخبرنا بها التاريخ حاربت بعض العقائد التي كانت سائدة حينها وأثبتها التاريخ بشكل قاطع وأجاب على الكثير من المسائل التي كانت تشغل بالي عن حقيقة سيدنا إبراهيم التاريخية وتوجهه للجنوب وبناء الكعبة واختصاص هذه المنطق بالرسائل السماوية
الكتاب كان صعبًا (بالنسبة لي) وتطلب قدرًا كبيرًا من التركيز وإعادة القراءة ولكنه أفادني بشدة والنجوم ليست لتقييم الكتاب ولكن لتقييم ما استطعت استيعابه بشكل شخصي
ميزة هذا الكتاب انه يروي لنا قصص حياة الأنبياء بشكل مفصل متضمناً وجهات نظر مختلفة من شتى الأديان السماوية والرجوع لمراجع مختلفة وهي المراجع الإسلامية وهي الأكثر موثوقية، وكذلك المراجع الإسرائيلية، المراجع المسيحية، ومراجع الصابئة، بالإضافة إلى مصادر التاريخ القديم. الجدير بالذكر أن جوهر هذا الكتاب هو جماله الذي يتمحور حول اختلاف الآراء في الروايات العريقة وذكر المنطقي والغير منطقي فيها واختلاف الثقافات واللغات والمعتقدات حول قصة واحدة. ومع اختلافهم إلا أنه مازال يوجد بعض الإتفاق مما يجعل الكتاب أكثر تشويقاً.
أسلوب العقاد رائع و لغته العربية ليست كتلك التي اعتدناها التي تكون سهلة ممتنعة.. - ياخذنا الكاتب حتى نتعرف على ابراهيم عليه السلام من خلال العديد من المراجع اليهودية، المسيحية، الاسلامية و حتى عند الصابئين. -الكتاب ثري جدا بالمعلومات و ما أعجبني فيه أنه يتطرق حتى للتاريخ و الحفريات و أقوال الباحثين العصريين حول الموضوع و البيئة المحيطة بإبراهيم أيام دعوته بل و ينتقدهم أيضا في ما وجده خاطئا و يبين بعد ذلك الأصح. - مشكلة الكتاب ان به بعض المصطلحات الصعبة و التي كان حريا بالكاتب ان يقوم بشرحها و كذلك كان من الاجدر إضافة خريطة توضح الاماكن التي تحدث عنها ..
إعتمد العقاد علي كتابة بدلة العهد القديم والجديد والقرآن الكريم المرجع الإسلامي،،أكد كل معلومة بكل ملة غني بمعلوماته وحججه القوية بالأثباتات والبراهين التي أكدت صدق الرواية،،ممتاااز..)