What do you think?
Rate this book
قصة عقل
نبذة موقع النيل والفرات:
يضم هذا الكتاب عشرة فصول، يروي من خلالها الدكتور زكي نجيب محمود سيرة (العقل) في حياته، بعد أن مهد لذلك بالكتابة عن (قصة نفس) التي صور بها حياته ونشأته وعوامل تكونيه، وهي ترجمة ذاتية من الباطن لا من الظاهر، على أن زكي نجيب محمود استشعر أن يكتب سيرة (العقل) ليكمل جوابق الصورة، وقد أحس غياب الحياة العقلية من (قصة نفس)، فأراد إكمال النقص بهذا الكتاب، لكن هذا المشروع تأجل مراراً لأن معظم آراء وأفكار المؤلف كانت موزعة على عدد ضخم من المقالات ومن هنا كان عليه جمع كل تلك الأفكار المتفرقة وتصنيفها لكي ينجز عمله على أكمل وجه.
في الفصل الأول يسرد لنا مراحل تطور (العقل) لديه منذ ظهوره وحتى أوشك على نهاية رحلته، أما في الفصل الثاني فيتحدث عن مرحلة الانتقال، وسفره إلى لندن للالتحاق بجامعتها في أواسط الأربعينات حتى حصوله على الدكتوراه وعودته إلى مصر. ويعرض الفصل الثالث لمسيرة العقل الذي يروي قصة تطوره، بين أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات حين دعا في مصر إلى الأخذ بثقافة الغرب أو العصر لأن الغرب عنده هو العصر لأنه هو صانع حضارة عصرنا.
ثم ينتقل في الفصل الرابع للحديث عن التجربة العلمية أو ما كان يسمى بالوضعية المنطقية التي رأى فيها ضوابط تصلح طريق السير أمام الثقافة العربية، وفي دفاع عن العقل وهو موضوع الفصل الخامس، يرى زكي نجيب محمود أن الجانب العقلي جانب عام مشترك بين الناس، والجانب الوجداني فردي خالص، أما في الفصل السادس فهو يعرض لنظريته في النقد وموقفه من الأدب والفن، ويعكس من خلالها موقفه من التجريبية العلمية.
وفي الفصل السابع يبين أن حديثه عن التفكير العلمي وجانب العلم ومنهاجه لا يعني إنكار الجانب الوجداني من خطرة الإنسان وحياته، فلا ينكر الجانب الوجداني إلا مجنون.ويتناول في الفصل الثامن موقفه من التراث مبيناً أننا بازاء الماضي أمام كومه متراكمة من مواد البناء، نتقدم ونأخذ منها ما يحلو لنا أن نأخذه ثم يقيم من البناء الجديد الذي يزيد. ويعالج في الفصل التاسع قضايا الأصالة والمعاصرة وموقفه من ذلك، وفي الفصل العاشر يعرض لكتابه عن مصر الذي صور فيه أهم ما يتعلق بمصر في ماضيها وحاضرها.
يضم هذا الكتاب عشرة فصول، يروي من خلالها الدكتور زكي نجيب محمود سيرة (العقل) في حياته، بعد أن مهد لذلك بالكتابة عن (قصة نفس) التي صور بها حياته ونشأته وعوامل تكونيه، وهي ترجمة ذاتية من الباطن لا من الظاهر، على أن زكي نجيب محمود استشعر أن يكتب سيرة (العقل) ليكمل جوابق الصورة، وقد أحس غياب الحياة العقلية من (قصة نفس)، فأراد إكمال النقص بهذا الكتاب، لكن هذا المشروع تأجل مراراً لأن معظم آراء وأفكار المؤلف كانت موزعة على عدد ضخم من المقالات ومن هنا كان عليه جمع كل تلك الأفكار المتفرقة وتصنيفها لكي ينجز عمله على أكمل وجه.
في الفصل الأول يسرد لنا مراحل تطور (العقل) لديه منذ ظهوره وحتى أوشك على نهاية رحلته، أما في الفصل الثاني فيتحدث عن مرحلة الانتقال، وسفره إلى لندن للالتحاق بجامعتها في أواسط الأربعينات حتى حصوله على الدكتوراه وعودته إلى مصر. ويعرض الفصل الثالث لمسيرة العقل الذي يروي قصة تطوره، بين أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات حين دعا في مصر إلى الأخذ بثقافة الغرب أو العصر لأن الغرب عنده هو العصر لأنه هو صانع حضارة عصرنا.
ثم ينتقل في الفصل الرابع للحديث عن التجربة العلمية أو ما كان يسمى بالوضعية المنطقية التي رأى فيها ضوابط تصلح طريق السير أمام الثقافة العربية، وفي دفاع عن العقل وهو موضوع الفصل الخامس، يرى زكي نجيب محمود أن الجانب العقلي جانب عام مشترك بين الناس، والجانب الوجداني فردي خالص، أما في الفصل السادس فهو يعرض لنظريته في النقد وموقفه من الأدب والفن، ويعكس من خلالها موقفه من التجريبية العلمية.
وفي الفصل السابع يبين أن حديثه عن التفكير العلمي وجانب العلم ومنهاجه لا يعني إنكار الجانب الوجداني من خطرة الإنسان وحياته، فلا ينكر الجانب الوجداني إلا مجنون.ويتناول في الفصل الثامن موقفه من التراث مبيناً أننا بازاء الماضي أمام كومه متراكمة من مواد البناء، نتقدم ونأخذ منها ما يحلو لنا أن نأخذه ثم يقيم من البناء الجديد الذي يزيد. ويعالج في الفصل التاسع قضايا الأصالة والمعاصرة وموقفه من ذلك، وفي الفصل العاشر يعرض لكتابه عن مصر الذي صور فيه أهم ما يتعلق بمصر في ماضيها وحاضرها.
272 pages
First published January 1, 1993
37 people are currently reading
1451 people want to read
About the author
زكي نجيب محمود
154 books1,435 followersولد زكي نجيب محمود عام 1905، في بلدة ميت الخولي عبد الله، بمحافظة دمياط. تخرج من كلية المعلمين العليا بمصر، عام 1930. في عام 1933 بدأ في كتابة سلسلة من المقالات عن الفلاسفة المحدثين في مجلة الرسالة. وفي عام 1936 سافر إلى إنجلترا في بعثة صيفية لمدة ستة شهور. وفي عام 1944 سافر إلى إنجلترا للدراسات العليا. وبعد عام واحد حصل على البكالوريوس الشرفية في الفلسفة من الدرجة الأولى من جامعة لندن (وكانت تحتسب في جامعة لندن آنذاك بمثابة الماجستير لكونها من الدرجة الأولى). عام 1947 حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن (كلية الملك) في موضوع (الجبر الذاتي)، بإشراف الأستاذ هـ.ف. هاليت. (وقد ترجم البحث إلى اللغة العربية الدكتور إمام عبد الفتاح بنفس العنوان عام 1973).
عاد إلى مصر عام 1947 والتحق بهيئة التدريس بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول آنذاك). سافر عام 1953 إلى الولايات المتحدة أستاذاً زائراً ومحاضراً في جامعتين بها حيث قضى فصلاً دراسياً في كل منهما. وبعد عام اختير مستشاراً ثقافياً لمصر بالولايات المتحدة لمدة عام. في عام 1956 تزوج من الدكتورة منيرة حلمي، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس. سافر إلى الكويت أستاذا بقسم الفلسفة بجامعتها لمدة خمس سنوات (حتى 1973). عام 1973 بدأ كتابة سلسلة المقالات الأسبوعية في جريدة الأهرام.
نال جائزة التفوق الأدبي من وزارة المعارف (التربية والتعليم الآن)،عام 1939. نال جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة من مصر على كتابه الصادر بعنوان "نحو فلسفة علمية" عام 1960. نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب من مصر عام 1975، وفي عام 1984 نال جائزة الجامعة العربية "للثقافة العربية" من تونس.1985 حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية بالقاهرة.
عاد إلى مصر عام 1947 والتحق بهيئة التدريس بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول آنذاك). سافر عام 1953 إلى الولايات المتحدة أستاذاً زائراً ومحاضراً في جامعتين بها حيث قضى فصلاً دراسياً في كل منهما. وبعد عام اختير مستشاراً ثقافياً لمصر بالولايات المتحدة لمدة عام. في عام 1956 تزوج من الدكتورة منيرة حلمي، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس. سافر إلى الكويت أستاذا بقسم الفلسفة بجامعتها لمدة خمس سنوات (حتى 1973). عام 1973 بدأ كتابة سلسلة المقالات الأسبوعية في جريدة الأهرام.
نال جائزة التفوق الأدبي من وزارة المعارف (التربية والتعليم الآن)،عام 1939. نال جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة من مصر على كتابه الصادر بعنوان "نحو فلسفة علمية" عام 1960. نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب من مصر عام 1975، وفي عام 1984 نال جائزة الجامعة العربية "للثقافة العربية" من تونس.1985 حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية بالقاهرة.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 49 reviews
March 3, 2021
الجزء الثاني من السيرة الذاتية للدكتور زكي نجيب محمود بعد قصة نفس
أسلوب مميز ودعوة لإعمال العقل والتفكير
يكتب عن مراحل تطور فكره ورؤيته وآراؤه الفلسفية
في العشرين من عمره بدأ مرحلة النهم المعرفي وكان يميل إلى الثورة على كل ما هو مألوف
وبمتابعة التدريس والحياة الثقافية وحصوله على الدكتوراه في الفلسفة
يصل إلى منهجه الفكري.. منهج التفكير العلمي والعلم التجريبي
يؤمن أن العقل الانساني قادر على القيام بمهمته وهي التفكير والعلم والبحث
وانه لابد من التفريق بين مجال لا يصلح له إلا العقل ومجال آخر يتدخل فيه الوجدان والمشاعر
مع عدم إنكاره للجانب الوجداني في فطرة الانسان وحياته
الكتاب يضم آراؤه الفلسفية ونظرياته في الفن والأدب والنقد
ورؤيته للفكر والعقل العربي في القرون الاسلامية الأولى وعرض لأعماله في الترجمة وكتبه ومقالاته
أسلوب مميز ودعوة لإعمال العقل والتفكير
يكتب عن مراحل تطور فكره ورؤيته وآراؤه الفلسفية
في العشرين من عمره بدأ مرحلة النهم المعرفي وكان يميل إلى الثورة على كل ما هو مألوف
وبمتابعة التدريس والحياة الثقافية وحصوله على الدكتوراه في الفلسفة
يصل إلى منهجه الفكري.. منهج التفكير العلمي والعلم التجريبي
يؤمن أن العقل الانساني قادر على القيام بمهمته وهي التفكير والعلم والبحث
وانه لابد من التفريق بين مجال لا يصلح له إلا العقل ومجال آخر يتدخل فيه الوجدان والمشاعر
مع عدم إنكاره للجانب الوجداني في فطرة الانسان وحياته
الكتاب يضم آراؤه الفلسفية ونظرياته في الفن والأدب والنقد
ورؤيته للفكر والعقل العربي في القرون الاسلامية الأولى وعرض لأعماله في الترجمة وكتبه ومقالاته
August 21, 2014
بعد تعثر في ( قصة نفس ) الذي ظل من عامين غير مكتمل ولا زال، أعتبر هذا الكتابَ أول قراءة حقيقية لفكر زكي ، وأعترف أنني تأخرت كثيرا في القراءة لهذا الفيلسوفِ العملاق. لقد وضعتُ علامةً أستدلُّ بها على قيمةِ الكتابِ ومتعتِه لي، هي أن أبدأَ به صفحاتٍ ثم أتركه، لأرى مدى انجذابي للعودةِ إليه، هنا كان الانجذابُ غيرَ طبيعي وملحًا، فلأسلوب زكي قوةُ جذب لا تتوفر إلا للقليلِ. هذا الكتابُ يعتبر جزء من سيرةِ الدكتور زكي ولن تُفهمَ شخصيته إلا بقراءةِ <قصة نفس> و<حصاد السنين>؛ لأنه حاولَ أن يبعد هنا عن كل شئ في تكوينِه سوى العقلِ، كيف تكونت الأفكارُ وكيف نضجَت في ترتيبٍ تزامنَ مع كل عقدٍ من عقودِ حياتِه.
يظهر من ملاحظتي أثناءَ قراءة الكتاب أن رحلة الكاتبِ في الأربعينيات للندن لدراسةِ الدكتوراة هي فيصلُ وحدُّ ما بين قبل وبعد: فقبل كانت هناك الحيرةُ، هناك اتباعُ الإخرين، عدم الوقوف على أرضٍ صلبة، فمن توجه ديني إلى اتجاه عقلاني يتبعه توجهٌ للتصوف ويقتصرُ كلُّ ذلك على نقلِ أفكار الآخرين وصياغتِها، أما بعد كان هناك الانبهارُ بالحضارةِ الغربية في أمرين خصوصا: كرامةِ الإنسان، والمنهجِ العلمي التجريبي وهو ما احتل صفحات كثيرة يتناول هذا المنهج (الوضعية المنطقية) مع تناولِ ثنائيةِ العقل والوجدان، فالعقل يشكل محورًا رئيسًا في فكره، حتى أنه في تناوله للتراث والفنون الأدبية نظر إليهما بربطهما بالعقلِ، ويستمر الرقي الفكري وتطور الأفكار لينظرَ كيف لنا أن نستفيدَ من تراثنا الثرِّ وعلمية الغرب مع تأكيده في أكثر من موضع لسلبيات العقليةِ الغربية.
كتب د.زكي هذا الكتاب عام ٨٢ يعني عمره كان حينها ٧٧ معنى ذلك أنه أودع فيه خلاصةَ فكره وبالتحديد خلاصة كيف تدرجتْ أفكارُه نموا، هذا التدرجُ تزامنَ مع خريطةٍ لكتبه، فالقارئ يخرجُ من الكتاب وهو واعٍ بالظروفِ التي صاحبت كلَّ كتاب وعن ماذا تتحدث وبأي مرحلةٍ فكريةٍ سطرها عقلُ هذا الفيلسوفِ.
يظهر من ملاحظتي أثناءَ قراءة الكتاب أن رحلة الكاتبِ في الأربعينيات للندن لدراسةِ الدكتوراة هي فيصلُ وحدُّ ما بين قبل وبعد: فقبل كانت هناك الحيرةُ، هناك اتباعُ الإخرين، عدم الوقوف على أرضٍ صلبة، فمن توجه ديني إلى اتجاه عقلاني يتبعه توجهٌ للتصوف ويقتصرُ كلُّ ذلك على نقلِ أفكار الآخرين وصياغتِها، أما بعد كان هناك الانبهارُ بالحضارةِ الغربية في أمرين خصوصا: كرامةِ الإنسان، والمنهجِ العلمي التجريبي وهو ما احتل صفحات كثيرة يتناول هذا المنهج (الوضعية المنطقية) مع تناولِ ثنائيةِ العقل والوجدان، فالعقل يشكل محورًا رئيسًا في فكره، حتى أنه في تناوله للتراث والفنون الأدبية نظر إليهما بربطهما بالعقلِ، ويستمر الرقي الفكري وتطور الأفكار لينظرَ كيف لنا أن نستفيدَ من تراثنا الثرِّ وعلمية الغرب مع تأكيده في أكثر من موضع لسلبيات العقليةِ الغربية.
كتب د.زكي هذا الكتاب عام ٨٢ يعني عمره كان حينها ٧٧ معنى ذلك أنه أودع فيه خلاصةَ فكره وبالتحديد خلاصة كيف تدرجتْ أفكارُه نموا، هذا التدرجُ تزامنَ مع خريطةٍ لكتبه، فالقارئ يخرجُ من الكتاب وهو واعٍ بالظروفِ التي صاحبت كلَّ كتاب وعن ماذا تتحدث وبأي مرحلةٍ فكريةٍ سطرها عقلُ هذا الفيلسوفِ.
June 25, 2011
رأيت صعوبه بالغة فى استخراخ الانماط الاساسيه لهذا الكتاب ,لانى رأيت ان كل فقرة تحمل فكرة ومعنى عميق فهو من الكتب التى يجب ان تقرأ مرة أخرى.
يقترن هذا الكتاب بكتاب آخر سبقه وهو قصة نفس التي أراد من خلالها زكي نجيب أن تكون ترجمة ذاتية له لكن من الباطن لا الظاهر يعني ألا يغفل الأحداث البسيطة التي قد لا يهتم بها البعض في حين أنها قد تكون عاملاً في تغيير الشخصية بل ومسار الحياة كلها. وأما في كتابنا هذا فقد أبان زكي نجيب عن قيمة العقل في حياته هو ودعوته الخالدة بإعطاء العلم في حياتنا مزيدا من الاهتمام.
يقترن هذا الكتاب بكتاب آخر سبقه وهو قصة نفس التي أراد من خلالها زكي نجيب أن تكون ترجمة ذاتية له لكن من الباطن لا الظاهر يعني ألا يغفل الأحداث البسيطة التي قد لا يهتم بها البعض في حين أنها قد تكون عاملاً في تغيير الشخصية بل ومسار الحياة كلها. وأما في كتابنا هذا فقد أبان زكي نجيب عن قيمة العقل في حياته هو ودعوته الخالدة بإعطاء العلم في حياتنا مزيدا من الاهتمام.
September 1, 2012
اخترت هذا الكتاب للتعليق المبدئى على كتب زكى نجيب محمود. الدكتور زكى محمود هو فيلسوف مصرى بكل المقاييس ، يقف الى جوار فلاسفة غربيين وعرب على قدم المساواة . وقد كتب مؤلفات تصب فى نبع العقلانية فى كل شئ ، والوسطية ، دون مغالاة أو تطرف . وقد تناول سيرته الذاتية فى هذا الكتاب وفى كتاب " قصة نفس" فكانت طريقة التناول فريدة فى حد ذاتها ، وجديدة لا تدخل فى السياق التقليدى لكتابة لبسير الذاتية . وهو فى قسمة الحياة الى عقل ونفس ، إنما يعبر عن رأيه بأن الانسان مخلوق من مادة وروح ، فإن تساوق الاثنان صلح حال المرء ، وإن طغى جانب على الآخر ، تباين حال الانسان بقدر ذلك التباين .
وكان الدكتور زكى غزير الإنتاج ، ورأس تحرير مجلة الفكر المعاصر فى الستينيات ، وترجم عددا من الكتب عن الإنجليزية ، فترك وراءه ذخرا من المعرفة التى يجب على المثقف الاطلاع عليها ودراستها
وكان الدكتور زكى غزير الإنتاج ، ورأس تحرير مجلة الفكر المعاصر فى الستينيات ، وترجم عددا من الكتب عن الإنجليزية ، فترك وراءه ذخرا من المعرفة التى يجب على المثقف الاطلاع عليها ودراستها
December 30, 2021
اول قراءة لزكي نجيب محمود، الحقيقة أني واجهت صعوبة في فهم كثير من أجزاء الكتاب، لغته سهلة لكن التعبير عن الأفكار كان معقد جدا، أسلوبه فلسفي عميق، يحكي في الكتاب عن طريقة ومراحل تكوين تفكيره ولمحات بسيطة من سيرته الذاتية، هذا ليس كتاب سيرة ذاتيه، ولكن مناقشة لأفكاره المختلفة في مراحل عمريه مختلفة، ولكنه فكر صرف يخلو من المشاعر، علي اي حال هو كتاب مفيد بشكل ما.
الفكرة الرئيسية التي يروج لها الكاتب هي أهمية استخدام العلم وإعمال العقل لتحقيق التقدم والرقي.
الفكرة الرئيسية التي يروج لها الكاتب هي أهمية استخدام العلم وإعمال العقل لتحقيق التقدم والرقي.
February 8, 2025
خلاصة فكر زكي نجيب محمود
تناول شتى المجالات
الفلسفة كالحرية
الفنية كالفن و النقد الادبي
و كيف نوفق بين الوجدان و العقل حيث لا يطغى احد الطرفين على الطرف الآخر
و أهم سؤال كيف نحقق لانفسنا حضارة
هل ناخذ تراثنا كله ام نتركه كله ؟
و إذا اخذناه ماذا سوف ناخذ و ماذا سوف نترك و على أي أساس ؟
و أخيرا ماذا ناخذ من الغرب هل كل ما انتجوه من أدب و فن و علم ام ماذا ؟
و لكن الشي الذي يحزنني اغلب اقواله حول وضع الفكر العربي لم يتغير كثيرا للآن بل و اشتد حيث التطرف الديني بل المذهبي و العرقي
تناول شتى المجالات
الفلسفة كالحرية
الفنية كالفن و النقد الادبي
و كيف نوفق بين الوجدان و العقل حيث لا يطغى احد الطرفين على الطرف الآخر
و أهم سؤال كيف نحقق لانفسنا حضارة
هل ناخذ تراثنا كله ام نتركه كله ؟
و إذا اخذناه ماذا سوف ناخذ و ماذا سوف نترك و على أي أساس ؟
و أخيرا ماذا ناخذ من الغرب هل كل ما انتجوه من أدب و فن و علم ام ماذا ؟
و لكن الشي الذي يحزنني اغلب اقواله حول وضع الفكر العربي لم يتغير كثيرا للآن بل و اشتد حيث التطرف الديني بل المذهبي و العرقي
May 1, 2019
كتاب دسم جدا ..يستحق القراءة اكثر من مرة
July 26, 2017
عرض شامل لأفكار ومؤلفات الدكتور زكي نجيب محمود بقلمه، مع مقتطفات كثيرة من كتبه.
الدعوة الأساسية في الكتاب لاستخدام العقل في كل أمور الحياة الواقعية، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا بعد أن نفرق بين مجالين: مجال الواقع الخارجي والعلوم المختلفة والذي يستلزم التفكير العلمي المنطقي العقلاني، ومجال الوجدان والخيال الذي يمكن أن نتخلى فيه عن دقة وصرامة العقل والمنطق ونطلق العنان لأحلامنا وخيالاتنا ومشاعرنا الجياشة، كما في الدين والفن والأدب والشعر.
يعترف الدكتور زكي نجيب محمود أنه أحيانا يبالغ في التركيز على أهمية العقل والمنطق في مقابل الوجدان والمشاعر، وذلك بسبب أمر واضح: غلبة المشاعر والخيال والأوهام على حياتنا بصفة عام، ولذلك فهو يريد بدعوته تلك أن يعدل الميزان المختل بين العاطفة والعقل
من المقتطفات الجميلة في الكتاب شواهد من التراث العربي القديم ذاته تؤكد على أهمية العقل والمنطق والاعتماد على الحواس والإدراك والتفكير في أمور العلم، وأن المعرفة والعلم هدفها في النهاية هو القيام بعمل إيجابي
الجزء الأخير من الكتاب يتحدث عن مشكلة مهمة هي كيفية الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وفي رأي المؤلف أننا يجب أن نحاول اللحاق بالعصر ولكن بدون أن نفقد شخصيتنا العربية وخصوصيتنا الثقافية. وفي سبيل ذلك فهو يحاول أن يحلل بعض خصائص "الشخصية العربية" كما ظهرت في العصر الذهبي للحضارة العربية في القرنين الثالث والرابع الهجريين.
ولي رأي متواضع في هذه النقطة الأخيرة: أولا أن كثيرا من هذه الخصائص العربية التي تحدث عنها لا تخص العرب وحدهم، بل أغلبها يتميز به كل البشر في أوقات إزدهار حضاراتهم. وثانيا: حتى لو افترضنا أن هذه الخصائص يتميز بها العرب وحدهم في تلك الفترة الذهبية، فإنها تكون قد تكونت نتيجة عوامل كثيرة تاريخية ودينية واجتماعية وسياسية ونفسية كانت مؤثرة في ذلك الوقت، فلماذا إذن نفترض أن العرب كتلة ثابتة غير متغيرة من الصفات وأن هذه هي "الخصائص المميزة" للعرب وكأنها صفات موروثة وثابتة، وليست مجرد مرحلة من تطور فكرهم وحضارهم مروا بها تحت تأثير عوامل كثيرة؟
الدعوة الأساسية في الكتاب لاستخدام العقل في كل أمور الحياة الواقعية، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا بعد أن نفرق بين مجالين: مجال الواقع الخارجي والعلوم المختلفة والذي يستلزم التفكير العلمي المنطقي العقلاني، ومجال الوجدان والخيال الذي يمكن أن نتخلى فيه عن دقة وصرامة العقل والمنطق ونطلق العنان لأحلامنا وخيالاتنا ومشاعرنا الجياشة، كما في الدين والفن والأدب والشعر.
يعترف الدكتور زكي نجيب محمود أنه أحيانا يبالغ في التركيز على أهمية العقل والمنطق في مقابل الوجدان والمشاعر، وذلك بسبب أمر واضح: غلبة المشاعر والخيال والأوهام على حياتنا بصفة عام، ولذلك فهو يريد بدعوته تلك أن يعدل الميزان المختل بين العاطفة والعقل
من المقتطفات الجميلة في الكتاب شواهد من التراث العربي القديم ذاته تؤكد على أهمية العقل والمنطق والاعتماد على الحواس والإدراك والتفكير في أمور العلم، وأن المعرفة والعلم هدفها في النهاية هو القيام بعمل إيجابي
الجزء الأخير من الكتاب يتحدث عن مشكلة مهمة هي كيفية الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وفي رأي المؤلف أننا يجب أن نحاول اللحاق بالعصر ولكن بدون أن نفقد شخصيتنا العربية وخصوصيتنا الثقافية. وفي سبيل ذلك فهو يحاول أن يحلل بعض خصائص "الشخصية العربية" كما ظهرت في العصر الذهبي للحضارة العربية في القرنين الثالث والرابع الهجريين.
ولي رأي متواضع في هذه النقطة الأخيرة: أولا أن كثيرا من هذه الخصائص العربية التي تحدث عنها لا تخص العرب وحدهم، بل أغلبها يتميز به كل البشر في أوقات إزدهار حضاراتهم. وثانيا: حتى لو افترضنا أن هذه الخصائص يتميز بها العرب وحدهم في تلك الفترة الذهبية، فإنها تكون قد تكونت نتيجة عوامل كثيرة تاريخية ودينية واجتماعية وسياسية ونفسية كانت مؤثرة في ذلك الوقت، فلماذا إذن نفترض أن العرب كتلة ثابتة غير متغيرة من الصفات وأن هذه هي "الخصائص المميزة" للعرب وكأنها صفات موروثة وثابتة، وليست مجرد مرحلة من تطور فكرهم وحضارهم مروا بها تحت تأثير عوامل كثيرة؟
September 4, 2010
استمتعت جدا بقراءة قصة عقل للمفكر الراحل زكي نجيب محفوظ
يروي في هذه السيرة الذاتية رحلته الفكرية منذ بداياته القافية ورحلته الى بريطانيا حيث دراسته للفلسفة وكيف وقع في حب الوضعية المنطقية
ولا يفوته ان يستعرض اهم الافكار وا��قيم العربية والغربية التي عاصره في تلك الفترة
الكتاب رحلة في عقل وفكر زكي نجيب محفوظ يرويها بأسلوبه الادبي الرشيق وفكره الفذ
باخصار هذا كتاب لابد من قراءته
يروي في هذه السيرة الذاتية رحلته الفكرية منذ بداياته القافية ورحلته الى بريطانيا حيث دراسته للفلسفة وكيف وقع في حب الوضعية المنطقية
ولا يفوته ان يستعرض اهم الافكار وا��قيم العربية والغربية التي عاصره في تلك الفترة
الكتاب رحلة في عقل وفكر زكي نجيب محفوظ يرويها بأسلوبه الادبي الرشيق وفكره الفذ
باخصار هذا كتاب لابد من قراءته
February 18, 2016
كتاب/ قصة عقل
تأليف/ د/ زكي نجيب محمود
.................................
يعتبر كتاب قصة عقل للفيلسوف زكي نجيب محمود سيرة ذاتية لكنها ليست سيرة ذاتية لحياته، بل سيرة ذاتية لعقله.! يشرح فيها متى وأين ولد هذا العقل؟ وكيف نما؟ وما كان غذاؤه؟ هذا العقل الذي أنتج العشرات من الكتب كان هو صاحب هذه السيرة.
بدأ المؤلف يتحدث عن عقل يلتمس الطريق، فقد كان يحلم بالتغيير في مجتمع جامد، وانتقل بفكره من مدرسة إلي مدرسة، قال:" كم قرأت وقرأت، فكنت أتلون بما أقرأ، كأني دودة ضعيفة تتلون بلون الأرض التي تدب عليها وتسعي، فهي تصفر أن كانت تحبو فوق الرمال، وهي تخضر إذا كانت تزحف في المروج. كنت أقرأ الشكاك فأشك، ثم أقرأ للمؤمنين فأومن، هذا كتاب متشائم أطالعه، فإذا أنا الساخط الناقم علي حياتي ودنياي، وذلك كتاب متفائل أطالعه، فإذا أنا الهاش الباش المرح الطروب، ولكن أراد لي الله الخير، أفقت إلي نفسي، فوجدتها مضطربة هائمة يعصف بها الريح هنا وهناك، وهي في كل ذلك تعاني من القلق والهم ما تعاني."
لقد استقر الكاتب علي أن مشاكلنا تأتي دائما بسبب غياب العقل عن المشاركة الجادة في حياتنا، فدافع عن العقل كثيرا، واهتم بنقد الأدب علي أساس عقلي، وخالف ما كان سائدا في النوادي الثقافية في أيامه.
قال الكاتب:" لا شك أنك قد رأيت كلمات "الحق" و "الخير" و"الجمال" متجاورة في كثير جدا من المواضع، كلما أراد الكاتبون أن يعبروا بعبارة موجزة عن أحلام الإنسانية وأمانيها، فهذه الكلمات الثلاثة تستطيع أن تجعلها تعبيرا آخر للجوانب الثلاثة نفسها التي يذكرها علماء النفس، وهي الإدراك، والواجدان، والنزوع، "فالحق" هو ما ننشده في حالات الإدراك، و"الجمال" هو ما نبتغيه في حالات الوجدان، والخير هو ما نقصد إليه في جانب النزوع أو السلوك _ وسيرسم صورة الإنسان المتمدن علي أساس هذه الجوانب الثلاثة.
لقد أصبح الكاتب داعية إلي الاعتماد علي العقل الغربي في حياتنا وقد برر دعوته قائلا: " لم تكن دعوتي إلي ثقافة الغرب صيحة مجنونة مفتونة بظواهر كاذبة. بل هي دعوة دفعني إليها ما رأيته من مكانة رفيعة _ كل إنسان، وأي إنسان _ من حيث إنه إنسان وكفي. فعندئذ قارنت _ رغم أنفي _ بين ما رأيته هناك. وما كنت أعلمه عن قيمة الإنسان في ثقافتنا المصرية كيف تعلو وتهبط مع درجات السلطة والنفوذ والثراء ونوع العمل. فهل كان يمكن أن أري ذلك الفارق الشاسع بين الثقافتين، وما أنتجه ذلك الفارق من معايير يقاس بها الناس هناك وهنا، دون أن أبحث عن السر، لأدعو إلي الأخذ بكل ما من شأنه أن يكسب الإنسان كرامته؟ وبكل ما من شأنه كذلك أن يدفع بالناس إلي الأمام في شوط الحضارة."
لم يكن الكاتب مجرد شخص مفتون بما رآه في بلاد الغرب من تطور، بل كان رجلا عاني من تخلف ثقافي واجتماعي في بلاده فأراد أن يلتمس لبلاده الطريق الصحيح للتقدم. فاتخذ منهج التجريبية العلمية كفلسفة استقر عقله ووجدانه علي أهميتها و ضرورة الاعتماد عليها كمنهج عمل وفكر يمكن أن ينتشل بلادنا من وهدة التخلف، ورغم وضوح المنهج إلا أنه عاني كذلك من المعترضين عليه، وكانت جل اعتراضاتهم نابعة من جهلهم بما يعترضون عليه أو تخلفهم في للغة التي كانت حائلا يمنعهم من استطلاع الأمر بدقة.
قال في كتابه: "إذا أردنا نحن الآن نهضة كنهضتهم فلا يكفي أن نقطف ثمارهم ونركبها علي جذور عتيقة، بل لابد من تغيير الجذور المنهجية، لتتجاوب أجزاء الشجرة بعضها مع بعض، وتربط الجذور بالثمار بروابط تجعل الثمار ثابتة من الجذور، لا مقحمة عليها قسرا، ومحور التغيير المطلوب هو أن تستبدل بفكر يحبس نفسه في مقدمات موروثة، فكرا جديدا يقيم نتائجه علي قراءة الطبيعة ذاتها."
لقد كان هم العقل عند الكاتب هو الهم الأكبر وكان أكبر ما يحزنه هو غاب العقل عن عموم المجتمع، قال: " لننظر إلي أوساط الناس من حولنا، فماذا نري؟ نراهم علي عداوة حادة مع العقل وبالتالي فهم علي عداوة لكل ما يترتب علي العقل من علوم ومن منهجية النظر، ودقة للتخطيط والتدبير. فإذا انطلقت الصواريخ تغزو الفضاء ويرود أصحابها أرض القمر، تمنوا من أعماق نفوسهم، أن تجيء الأنباء بفشل التجربة. فإذا سمعوا عن قلوب أو غير قلوب ، تؤخذ من آدمي لتزرع في آدمي آخر، أحزنهم أن يتحقق النجاح، وأفرحهم أن تخفق المحاولة."
لقد كان الكاتب منصرفا عن التراث في أول حياته، بل كان ينكر العروبة نفسها، لكنه في النهاية _ كما يعرض هنا لتطور أفكاره _ وصل لأهمية التراث وأهمية العروبة لمصر، حتي بات يري أنه من المستحيل التقدم بدون الدراية الكافية بالتراث الروحي والفكري للأمة، وبات يري ضرورة التوفيق بين التراث والحداثة فقال في كتابه: " منذ شغلت بالتفكير في صيغة تجمع في كيانها الواحد قيم تراثنا الأساسية، وقيم العصر الراهن بعلومه و تقنياته وصناعته و نظمه، وجهت قراءتي وجهة تمكنني من الرؤية الجديدة التي نشدتها، فأقرأ ما أقرؤه من تراثنا، وما أقرؤه من فكر الغرب وأدبه، قراءة أبحث فيها عن نقط اللقاء ما كان لهذا اللقاء من سبيل، وماذا أعني بلقاء الرافدين في نهر واحد؟ أعني أن أقرأ موروثنا من زاوية عصرنا فأجد له معني ذا دلالة حيوية، ثم أقرأ عصرنا فأجده مطابقا لما كان يمكن لأسلافنا أن يقولوه، وليس التقاء كهذا ممكنا في كل الحالات _ بالطبع _ وإذن فقد كان هدفي في الاختيار وطريقة الفهم هو البحث عن المواضع التي يمكن استثمارها."
شمل الكتاب غير تطور فكر الكاتب و سيرة عقله ومراحل نضجه وتطوره، صراعاته الفكرية مع من خالفه في اتجاهه الفكري، وكذلك صراعاته مع من حاولوا الانتقاص من قدره، وصراعاته مع الحاسدين والمنافسين.
حكي الكاتب تقريبا عن كل كتاب من كتبه وكيف ألفه و الأفكار كيف بدأت وإلي ما انتهت. واقتبس من كل كتاب بعض الاقتباسات الهامة الدالة علي أفكار معينة، كما نقل أحيانا مقالات كاملة من بعض الكتب.
في هذا الكتاب حكاية عن كل كتب الدكتور زكي نجيب محمود، فمن أراد التعرف علي أعماله كلها في كتاب مختصر فعليه بهذا الكتاب، ففيه يمكنك الاطلاع علي أسماء أغلب كتب المؤلف و مقتطفات من أغلبها، وهو ما يعطي فكرة كاملة و دقيقة عن الكاتب لمن يحب التعرف عليه.
تأليف/ د/ زكي نجيب محمود
.................................
يعتبر كتاب قصة عقل للفيلسوف زكي نجيب محمود سيرة ذاتية لكنها ليست سيرة ذاتية لحياته، بل سيرة ذاتية لعقله.! يشرح فيها متى وأين ولد هذا العقل؟ وكيف نما؟ وما كان غذاؤه؟ هذا العقل الذي أنتج العشرات من الكتب كان هو صاحب هذه السيرة.
بدأ المؤلف يتحدث عن عقل يلتمس الطريق، فقد كان يحلم بالتغيير في مجتمع جامد، وانتقل بفكره من مدرسة إلي مدرسة، قال:" كم قرأت وقرأت، فكنت أتلون بما أقرأ، كأني دودة ضعيفة تتلون بلون الأرض التي تدب عليها وتسعي، فهي تصفر أن كانت تحبو فوق الرمال، وهي تخضر إذا كانت تزحف في المروج. كنت أقرأ الشكاك فأشك، ثم أقرأ للمؤمنين فأومن، هذا كتاب متشائم أطالعه، فإذا أنا الساخط الناقم علي حياتي ودنياي، وذلك كتاب متفائل أطالعه، فإذا أنا الهاش الباش المرح الطروب، ولكن أراد لي الله الخير، أفقت إلي نفسي، فوجدتها مضطربة هائمة يعصف بها الريح هنا وهناك، وهي في كل ذلك تعاني من القلق والهم ما تعاني."
لقد استقر الكاتب علي أن مشاكلنا تأتي دائما بسبب غياب العقل عن المشاركة الجادة في حياتنا، فدافع عن العقل كثيرا، واهتم بنقد الأدب علي أساس عقلي، وخالف ما كان سائدا في النوادي الثقافية في أيامه.
قال الكاتب:" لا شك أنك قد رأيت كلمات "الحق" و "الخير" و"الجمال" متجاورة في كثير جدا من المواضع، كلما أراد الكاتبون أن يعبروا بعبارة موجزة عن أحلام الإنسانية وأمانيها، فهذه الكلمات الثلاثة تستطيع أن تجعلها تعبيرا آخر للجوانب الثلاثة نفسها التي يذكرها علماء النفس، وهي الإدراك، والواجدان، والنزوع، "فالحق" هو ما ننشده في حالات الإدراك، و"الجمال" هو ما نبتغيه في حالات الوجدان، والخير هو ما نقصد إليه في جانب النزوع أو السلوك _ وسيرسم صورة الإنسان المتمدن علي أساس هذه الجوانب الثلاثة.
لقد أصبح الكاتب داعية إلي الاعتماد علي العقل الغربي في حياتنا وقد برر دعوته قائلا: " لم تكن دعوتي إلي ثقافة الغرب صيحة مجنونة مفتونة بظواهر كاذبة. بل هي دعوة دفعني إليها ما رأيته من مكانة رفيعة _ كل إنسان، وأي إنسان _ من حيث إنه إنسان وكفي. فعندئذ قارنت _ رغم أنفي _ بين ما رأيته هناك. وما كنت أعلمه عن قيمة الإنسان في ثقافتنا المصرية كيف تعلو وتهبط مع درجات السلطة والنفوذ والثراء ونوع العمل. فهل كان يمكن أن أري ذلك الفارق الشاسع بين الثقافتين، وما أنتجه ذلك الفارق من معايير يقاس بها الناس هناك وهنا، دون أن أبحث عن السر، لأدعو إلي الأخذ بكل ما من شأنه أن يكسب الإنسان كرامته؟ وبكل ما من شأنه كذلك أن يدفع بالناس إلي الأمام في شوط الحضارة."
لم يكن الكاتب مجرد شخص مفتون بما رآه في بلاد الغرب من تطور، بل كان رجلا عاني من تخلف ثقافي واجتماعي في بلاده فأراد أن يلتمس لبلاده الطريق الصحيح للتقدم. فاتخذ منهج التجريبية العلمية كفلسفة استقر عقله ووجدانه علي أهميتها و ضرورة الاعتماد عليها كمنهج عمل وفكر يمكن أن ينتشل بلادنا من وهدة التخلف، ورغم وضوح المنهج إلا أنه عاني كذلك من المعترضين عليه، وكانت جل اعتراضاتهم نابعة من جهلهم بما يعترضون عليه أو تخلفهم في للغة التي كانت حائلا يمنعهم من استطلاع الأمر بدقة.
قال في كتابه: "إذا أردنا نحن الآن نهضة كنهضتهم فلا يكفي أن نقطف ثمارهم ونركبها علي جذور عتيقة، بل لابد من تغيير الجذور المنهجية، لتتجاوب أجزاء الشجرة بعضها مع بعض، وتربط الجذور بالثمار بروابط تجعل الثمار ثابتة من الجذور، لا مقحمة عليها قسرا، ومحور التغيير المطلوب هو أن تستبدل بفكر يحبس نفسه في مقدمات موروثة، فكرا جديدا يقيم نتائجه علي قراءة الطبيعة ذاتها."
لقد كان هم العقل عند الكاتب هو الهم الأكبر وكان أكبر ما يحزنه هو غاب العقل عن عموم المجتمع، قال: " لننظر إلي أوساط الناس من حولنا، فماذا نري؟ نراهم علي عداوة حادة مع العقل وبالتالي فهم علي عداوة لكل ما يترتب علي العقل من علوم ومن منهجية النظر، ودقة للتخطيط والتدبير. فإذا انطلقت الصواريخ تغزو الفضاء ويرود أصحابها أرض القمر، تمنوا من أعماق نفوسهم، أن تجيء الأنباء بفشل التجربة. فإذا سمعوا عن قلوب أو غير قلوب ، تؤخذ من آدمي لتزرع في آدمي آخر، أحزنهم أن يتحقق النجاح، وأفرحهم أن تخفق المحاولة."
لقد كان الكاتب منصرفا عن التراث في أول حياته، بل كان ينكر العروبة نفسها، لكنه في النهاية _ كما يعرض هنا لتطور أفكاره _ وصل لأهمية التراث وأهمية العروبة لمصر، حتي بات يري أنه من المستحيل التقدم بدون الدراية الكافية بالتراث الروحي والفكري للأمة، وبات يري ضرورة التوفيق بين التراث والحداثة فقال في كتابه: " منذ شغلت بالتفكير في صيغة تجمع في كيانها الواحد قيم تراثنا الأساسية، وقيم العصر الراهن بعلومه و تقنياته وصناعته و نظمه، وجهت قراءتي وجهة تمكنني من الرؤية الجديدة التي نشدتها، فأقرأ ما أقرؤه من تراثنا، وما أقرؤه من فكر الغرب وأدبه، قراءة أبحث فيها عن نقط اللقاء ما كان لهذا اللقاء من سبيل، وماذا أعني بلقاء الرافدين في نهر واحد؟ أعني أن أقرأ موروثنا من زاوية عصرنا فأجد له معني ذا دلالة حيوية، ثم أقرأ عصرنا فأجده مطابقا لما كان يمكن لأسلافنا أن يقولوه، وليس التقاء كهذا ممكنا في كل الحالات _ بالطبع _ وإذن فقد كان هدفي في الاختيار وطريقة الفهم هو البحث عن المواضع التي يمكن استثمارها."
شمل الكتاب غير تطور فكر الكاتب و سيرة عقله ومراحل نضجه وتطوره، صراعاته الفكرية مع من خالفه في اتجاهه الفكري، وكذلك صراعاته مع من حاولوا الانتقاص من قدره، وصراعاته مع الحاسدين والمنافسين.
حكي الكاتب تقريبا عن كل كتاب من كتبه وكيف ألفه و الأفكار كيف بدأت وإلي ما انتهت. واقتبس من كل كتاب بعض الاقتباسات الهامة الدالة علي أفكار معينة، كما نقل أحيانا مقالات كاملة من بعض الكتب.
في هذا الكتاب حكاية عن كل كتب الدكتور زكي نجيب محمود، فمن أراد التعرف علي أعماله كلها في كتاب مختصر فعليه بهذا الكتاب، ففيه يمكنك الاطلاع علي أسماء أغلب كتب المؤلف و مقتطفات من أغلبها، وهو ما يعطي فكرة كاملة و دقيقة عن الكاتب لمن يحب التعرف عليه.
March 28, 2018
انظر إلى العالم من داخل تكن فناناً، أو انظر إليه من خارج تكن عالماً، انظر إلى العالم من باطن تكن شاعراً، أو انظر إليه من ظاهره تكن من رجال التجربة والعلم، انظر إليه وجوداً واحداً حيا تكن من أصحاب الخيال البديع المنشئ الخلاق، أو انظر إليه من كثرة ظواهر يصحب بعضها بعضاً، أو يعقب بعضها بعضاً، تكن من أصحاب العقل النظري الذي يستدل النتائج، ويقيم الحجة والبرهان.
سيرة فكرية لمسيرة زكي نجيب محمود يستذكر فيها مجمل اعماله وارائه ونضوجه العقلي خلال مراحل مختلفة
سيرة فكرية لمسيرة زكي نجيب محمود يستذكر فيها مجمل اعماله وارائه ونضوجه العقلي خلال مراحل مختلفة
July 20, 2015
هل يلتقي العقل والوجدان معاً ؟
تحدّث الفيلسوف زكي نجيب محفوظ فقال أنه لا يشترط أن يجتمعا في فرد واحد ، يكفي أن يتحقق في جماعة من الناس بعضهم أصحاب فكر وبعضهم أصحاب حالات وجدانية وتصوّف ، ويلتقيان على مستويين متعاقبين لا صدام بينهما ، فالوجدان يملي الأهداف والعقل يسعى لتحقيقها ..
تحدّث الفيلسوف زكي نجيب محفوظ فقال أنه لا يشترط أن يجتمعا في فرد واحد ، يكفي أن يتحقق في جماعة من الناس بعضهم أصحاب فكر وبعضهم أصحاب حالات وجدانية وتصوّف ، ويلتقيان على مستويين متعاقبين لا صدام بينهما ، فالوجدان يملي الأهداف والعقل يسعى لتحقيقها ..
July 19, 2012
السيرة الذاتية لعقل
وأي عقل
وأي فكر
************
في حاجة لقرائته مرة أخرى
وأي عقل
وأي فكر
************
في حاجة لقرائته مرة أخرى
March 14, 2013
هل لك أن تناقش عقل
فلتفعل
من أندر الاشياء أن تجد من يناقش عقلك
بداية معرفتى بالعبقرى د. زكى نجيب محمود
وان كان أرهقنى عقليا لأتمكن من فهم ما يجود به من عقله
فلتفعل
من أندر الاشياء أن تجد من يناقش عقلك
بداية معرفتى بالعبقرى د. زكى نجيب محمود
وان كان أرهقنى عقليا لأتمكن من فهم ما يجود به من عقله
November 29, 2013
طوفان من الافكار خاصة فى مرحلة ما قبل النضوج الفكرى والتخبط الواضح كسمة لهذه المرحلة ما بين (ايدولوجيات وتيارات وأفكار مختلفة )...متعة فكرية من الطراز الاول
Read
February 9, 2016أول كتاب أقرأه في حياتي
قبل اثناعشر سنة
يستحال أن أنساه
قبل اثناعشر سنة
يستحال أن أنساه
December 23, 2018
انها الرحلة العقلية للاستاذ زكى نجيب محمود ,وجدتها رحلة مليئة و مثقولة بالعلم و العقلانية اكثر منها للوجدانية ..
April 19, 2022
لابد لي من اعادة قراءة هذا الكتاب، حقيقة هذا الكتاب ليس ''قصة عقل'' بل '' صياغة وتشكيل عقل جديد، يُرهق كل قارئ.. ''
May 6, 2023
صدر هذا الكتاب عام 1984
وعند صدور الكتاب زكي نجيب محمود كان بعمر 79 عام وفيه سيرة ذاتية عن رحلته العقلية وافكاره عبر السنين
يحتوي الكتاب على 193 صفحة مقسم على 10 فصول
ملخص أفكار الفيلسوف المصري زكي نجيب محمود ذكرها في مقدمته بشكل واضح حيث قال "الرءوسَ الفكرية واضحة؛ فأنا أدعو بكل قُوَّتي إلى أن نزيد من اهتمامنا «بالعلم»، حتى ولو جاء ذلك على حساب الجانب الوجداني، وأدعو إلى الأخذ بأسس الحضارة العصرية وما يت��عها من ثقافة، ثم أدعو إلى البحث عن صيغةٍ تَصُون لنا هُوِيتَنا دون أن يضيع منا العيش في عصرنا … هي خطوط واضحة أدرتُ عليها كلَّ ما بذلتُه من جهود."
ويذكر في فصله الأول وكان يتحدث بصيغة الغائب عن ذاته في هذا الفصل انه في فترة الثلاثينات من عمره كان لديه تضارب في الميول والاتجاهات العقلية فلم يكن طوال تلك الفترة على لون ثقافي واحد وكان ميالًا للصوفية وكان يرى انه لابد من تأويل المعجزات بحيث يبقى التأويل مبقيا على الإيمان وفي الوقت نفسه مع ما يتفق مع العقل وأن قدرة الله تتجلى في اطراد قوانين الكون لا في إيقافها لذلك كان يرى حينها أن المعجزة لا تبطل القانون العلمي ، ايضا في هذا الفصل ذكر أنه منذ بداية كتاباته حتى اللحظة وما زال يؤمن إيمانًا جازما بحرية الأفراد ،وكان في الثلاثينات كثير القراءة ولا يأخذ من فكر الآخرين الا عن اقتناع كما ادعى .
الفصل الثاني مرحلة الانتقال وهو في عمر الاربعينات يذكر فيه سفره الى لندن والالتحاق بالجامعة في قسم الفلسفة وذكر عن حرصه في الدراسة هناك وعن الاوضاع السياسية حينها اثناء الحرب العالمية الثانية ،،لكن انبهر بالحضارة الغربية وما شده ان هناك فرق كبير جدا بين نظرة الغرب ونظرتنا في المساواة فكتب هناك العديد من المقالات ابرزها مقالة جنة العبيط اخرجها في كتاب بنفس العنوان يقول :"وقصدت به أن حياتنا في مصر عندئذٍ كثيرًا ما توصف عندنا بين عامة المتكلمين وكأنها حياة في الجنة، مع أنها في حقيقتها — بالقياس إلى حياة الناس كما رأيتها عند الآخرين — لا تكون جنة إلا في رأي «العبيط». ولم أكن أريد بتلك المقارنة درجات الفقر والغنى، أو حتى درجات المعرفة والجهل، بقدر ما أردت «القيم» الخُلُقية وحقوق الإنسان في التعامل مع سائر مواطنيه."
وذكر في هذا الفصل اننا نمارس ابشع الصور في طمس حقوق الإنسان دون أن نرى فيها شي يعاب ..ويتضح انه كان ناقم على الوضع الإنساني وتعامل البشر في بلده ومن خلال ما قارنه وعايشه هناك ووجد وقال في هذا الفصل : "أعود فأكرر القول بأن ما أثار ثورتي يومئذٍ على قومي وأهلي ليس هو أن يكون أو لا يكون فارقٌ بين الناس في ضروب العمل وفي مقادير المال المكسوب، كلا؛ فذلك شيء لا مفر منه في أي بلد من بلاد الدنيا، بل الذي أثار ثورتي هو طريقة التعامل بين الإنسان والإنسان، حتى لقد خُيِّل إليَّ يومها أننا وإن أطلقنا باللسان كلمات المساواة والحرية وما إليها، فنحن إنما ندس في طوايا نفوسنا أخلاق النُّظُم التي تقسم الناس سادةً وعبيدًا.."
وايضا قارن بين الوضع العلمي بين هنا وهناك ونظرتهم للعلم عن العلم الحقيقي بالتحديد وكتب مقالا حينها بعنوان بيضة الفيل ويلخصها "ساخرًا مُرَّ السخرية من إصرارنا على ضروب من العبث الذي يتخذ عند أصحابه اسم «العلم» وهو من العلم الصحيح بعيد بُعْد الأرض عن السماء، كان ذلك العبث اللفظي ما زال قائمًا عندنا حين كان الغرب قد وصل إلى الذرَّة وتحطيمها واستخراج قواها الجبارة في قنابل وغير قنابل"
ويذكر عن مكانه المفضل المكتبة العامة لجامعة لندن والكتب التي ترجمها وكتبها حينها وكان لديه تجربة في السياسة هناك اضطرارًا وكرهها لما رآه من نقص الرغبة في دقة التفكير العلمي فيها كما يقول .وذكر ايضا في هذا الفصل انه عندما خرج من انجلترا عائد إلى مصر 1947 اعتزم ان يوجه نشاطه كله بأخذ اهم أركان الثقافة الأوربية والتي نتيجتها شاهدها بعينه من القيم التي تعلي من شأن الفرد ومن جهة اخرى وجد انه لابد من تغيير المنهج الذي ننتهجه لتكون الكلمة الاولى والاخيرة للعلم لكل ما متصل بعالمنا الذي نعيش فيه ..وذكر في نهاية الفصل ان المرحلة القادمة والتي استقر فيها 20 سنة (1950-1970) سارت في خطين متوازيين الدعوة الى ثقافة العصر والاخر الدعوة إلى منهج التجريبية العلمية في صياغة الافكار .وعندما عاد بدأ بكتابة مقالات اطلق عليها القنابل المتفجرة وصفها لعلها تنسف جزءا من ألف جزء في الإطار الثقافي العتيق الذي كنا ما نزال نعيش فيه .
وفي الفصل الثالث دعوة إلى ثقافة العصر ذكر انه ربما أسرف في القسوة لكنها قسوة المواطن المحب لوطن ونقد افكاره يقول :
"كان منطقي — منذ الأربعينيات فصاعدًا — في وجوب الأخذ عن ثقافة الغرب منطقًا مبسطًا لا تعقيد فيه ولا التواء، فما دمت قد رأيت البون شاسعًا بيننا وبينهم في الحفاظ على حقوق الإنسان وكرامته، وفي تقدُّم العلوم والفنون، وفي درجة الثراء والرخاء ونظافة العيش وغزارة الإحساس بالحياة، فلماذا لا ننقل إلى أرضنا مثل هذه الشجرة الفينانة المُورقة المثمرة؛ لعلنا نفيء إلى ظلها ونأكل من ثمارها. ولم أكن في تلك الأعوام أفرق بين ما يجوز نقله عن الغرب وثقافته وما لا يجوز؛ فكل ما عندهم واجب النقل إلينا ما دمنا في حاجة إلى نتائجه، وأسرفت في هذه الدعوة حتى تمنيت — كما قلت في مقدمتي لكتاب «شروق من الغرب» — أن نأكل كما يأكلون، ونكتب من الشمال إلى اليمين كما يكتبون، وأن نرتدي من الثياب ما يرتدُون.والحق أني في تلك الدعوة إلى ثقافة الغرب يومئذٍ لم أكن مستندًا إلى بريقٍ سطحي وكفى، بل ضربت في حقائق الأشياء إلى جذورها."
ويدافع عن نفسه قائلًا:"لم تكن دعوتي إلى ثقافة الغرب صيحة مجنونة مفتونة بظواهر كاذبة، بل هي دعوة دفعني إليها ما رأيته من مكانة رفيعة للإنسان — كل إنسان وأي إنسان — من حيث إنه إنسان وكفى، .." وأيضا ذكر الاسرار التي جعلت منهم هكذا وكيف السبيل للتغيير . وذكر في هذا الفصل عن الاتجاهات الفلسفية الأربعة المعاصرة وعن الاتجاه الذي اتبعه يقول :
"وإذا كنا نقبل جذور الفكر الغربي التماسًا لما يثمره في نهاية الأمر من حياة إنسانية كريمة، فلا مندوحة لنا عن قبول النتائج الفرعية التي لا بد أن تنبثق بالضرورة من تلك الجذور، ومنها ما هو خاص بالنظرة العلمية الواقعية إلى الأمور ما دامت أمورًا لا صلة لها بمشاعر الإنسان الخاصة، ومن هنا جاءت دعوتي منذ تلك الأعوام — وإلى يومي هذا — إلى الأخذ الصارم بالنظرة العلمية التجريبية (وتفصيل ذلك موضعه في الفصل الآتي) مفرِّقًا في حياة الإنسان بين مجالين: مجال التفكير العلمي بكل تفريعاته، ومجال الحياة الوجدانية بشتى جوانبها؛ فما يصلُح لذاك لا يصلُح لهذا؛ فلكلٍّ منهما مواقف ولكلٍّ منهما معايير للرفض أو القبول."
لذلك هو من رواد شراح (فلسفة الوضعية المنطقية )وأحد الداعين إليها بشدة ويدعو كما يدعي إلى ثقافة تساير العصر ولان الثقافة قد تغيرت معانيها مع تعاقب العصور وضرب مثلا من تاريخ المسلمين يوضح فكرته اقتبس "وهكذا نريد لحياتنا الثقافية أن تكون، فتجيء منسوبة إلى جذورها التاريخية من جهة، ومتطورة مع ظروف عصرها من جهة أخرى." ،وفي هذا الفصل ذكر عن تجربته في أمريكا حين كان استاذا زائرا ..
وننتقل للفصل الرابع الذي عنونه بالتجريبية العلمية (الوضعية المنطقية )هنا شرح عن هذه الفلسفة ولماذا اختارها وتبناها واصبح كالداعية لهذا المنهج بشدة ويذكر انها ظهرت لديه بداية عندما كان في المكتبة العامة في لندن 1946 ،في هذه المرحلة في فترة الخمسينات كتب الكتب المهمة والي تناقش افكار فلسفته (1-المنطق الوضعي و 2-خرافة الميتافيزيقا و3-كتاب نحو فلسفة علمية )
وذكر انه دعوته إلى التجريبية العلمية لاقت معارضة شديدة منها المعارضة الدينية لكن كان ما يحرص الناس أن يتذكروه عن افكاره كما يدعي أن "وهو أن مجال الإيمان الديني مختلف عن مجال التفكير المقيد بمنطق العقل العلمي؛ لأن «الإيمان» تصديق بغير برهان، وأما منطق العقل فطريق للبراهين، لو تذكروا ذلك لاستراحوا وأراحوا."
وذكر فب احدى الاجزاء مثالا يشرح فيها الوضعية المنطقية (التجريبية العلمية) يقول :
"إن عبارة كهذه «الشعور الوطني قيمة أخلاقية عليا» هي «بغير معنى» فإنما يكون المراد أنها عبارة لا تندرج في نوع العبارات التي تخضع لمنهج التفكير العلمي، لكن ذلك لا يُخرجها من مجال العبارات الوجدانية المحركة لمشاعر الإنسان، ونقول ذلك لأن الخلط بين النوعين من الكلام سريع الوقوع، وما أهون على القارئ المتسرع أن يتهم الكاتب بزيغ في إيمانه الديني أو بضعف في عاطفته، إذا وجده يُخرِج هذه الجوانب من مجال العبارات ذوات المعنى العلمي، ولقد عانيت من أمثال هذا القارئ المتسرع عناءً الله وحده أعلم بمداه."
وذكر …"أن مجال التعبير الوجداني بكل أشكاله لا هو من قَبيل الفكر الرياضي موضوعًا ومنهجًا، ولا هو كذلك من قَبيل الفكر الطبيعي موضوعًا ومنهجًا؛ ولذلك نخطئ إذا نحن عاملناه بمقياس أيٍّ من المجموعتين."
اعجبني ايضا مثال ذكره الدكتور عن غروب الشمس حيث احيانا تسمع شخص يقول " منظر الغروب عند البحر رائع" وانت نفترض انك لا يعجبك المنظر هل يمكنك أن تقول أنه على خطأ وانك انت صح بالضرورة؟! ام الاجابة تحتمل الصواب والخطأ للطرفين لان الجملة ذاتها ليست علمية وقال الدكتور "ولكن الواضح هنا أن أحد الطرفين لا ينحل إلى الآخر، ثم لو كانت العبارة من قَبيل الكلام في العلوم الطبيعية لوجدنا المرجع الخارجي الذي يفصل بين الحكمين السالفين عن ساعة الغروب؟ وحقيقة الأمر أن كلًّا من المتحدثين يستند إلى شعوره الباطني الخاص الذي لا يؤيده ولا يفنده شعور باطني آخر عند شخص آخر."
ويختتم المثال قائلا "فإذا قلنا باصطلاح التجريبية العلمية: إن العبارة السالفة — «منظر الغروب عند البحر رائع» — هي بغير معنى، كان المراد هو أنها لا تخضع لمقاييس العلوم بمجموعتيها، وأنها بالتالي لا يجوز أن توصف بأنها صادقة صدقًا عامًّا ضروريًّا، ولا بأنها كاذبة كذبًا عامًّا ضروريًّا؛ إذ إن صدقها «خاص» بقائلها، وكذبها «خاص» كذلك بمن ينقبض لمنظر الغروب … وقل شيئًا كهذا في جميع العبارات التي يقولها أصحابها تعبيرًا عن وجدانات خاصة أو اعتقادات خاصة أو ما إلى ذلك من الجوانب الشعورية التي لا غنى عنها في حياة كل إنسان لكنها في الوقت نفسه لا تلزم أحدًا غير صاحبها"
من هنا هو وضح منهجه بأنه يجب التفريق بين الكلام العاطفي والكلام المستند على علم و الخلط بينهما قد يؤدي لمشاكل وابرز ذلك في المواضيع الدينية يقول "لأن لكل دين كتابه الذي يبدأ منه، ويجعله أمرًا مسلمًا لا يقام عليه برهان؛ إذ يكفيه عند المؤمنين به أنه من قلوبهم موضع «إيمان،» ومن هذا الكتاب يستخرج أنصاره — أو الفقهاء منهم — أحكام ذلك الدين المعين، فإذا سئل أحدهم عن حكم من تلك الأحكام: ما برهانك على صوابه؟ كان جوابه أنه يرد الحكم إلى الأصل الكتابي الذي استخرجه منه، وفي هذا ما يحسم الرأي، لكنه يحسمه عند أصحاب ذلك الدين، أما غير أصحابه فهم غير ملزمين بقبول السند نفسه الذي يرجع إليه عند الاحتكام. فلو أدركنا هذه البنية الرياضية في مثل هذا المجال؛ لانتفى الخلاف بين مجموعتين إحداهما تتبع كتابًا والأخرى تتبع كتابًا آخر "
وقاس ذلك في الافكار السياسية .. وأهمية هذه التفرقة يجعلنا على وعي بمن ينطق جملة على انها علمية يجب ان نخضعها للتجربة والمعرفة والمنطق العلمي أما من يقول شي عاطفي ولا يدعي إنها علمية فذلك له الحق في التعبير عن وجدانه ومشاعره ..
أما الفصل الخامس برهن فيه دفاعه المستميت العقل وتكراره في اكثر من الفرق بين الجانب العقلي من جهة والجانب الوجداني من جهة اخرى
"الجانب العقلي جانبٌ عامٌّ مشترك بين الناس، والجانب الوجداني فردي خالص، ففي الجانب العقلي إذا ما تبينت شواهد الصدق وجب على السامع أن يذعن؛ إذ لا مفر له من برهان يقيمه منطق العقل، أئذا قيل لأحد: إن الثمانية أكبر من الخمسة، والخمسة أكبر من الثلاثة، إذن تكون الثمانية أكبر من الثلاثة، استطاع السامع أن ينكر صدق القول؟ لكن ما هكذا الشأن إذا قيل له: إن غروب الشمس يبعث على كآبة النفس وانقباضها؛ لأن السامع في هذه الحالة قد تكون هذه حاله إزاء الغروب وقد لا تكون."
الفصل السادس وضع موقفه من الأدب والفن وكيف تطبق فلسفته عليها ..الا انني حسب ما فهمته اجد نفسي اختلف معه في هذه النقطة لان المسألة هنا تتجه اكثر لاختلاف الأذواق بين البشر للحكم على الشي ..
الفصل السابع بعنوان عقل ووجدان وإمكانية امتزاجهم وذكر انه لا ينكر الجانب الوجداني في حياة الانسان لكن ليس بخلطهم خلطا معيبا يقول "أستطيع أن أوجز العمل الفلسفي الذي أنجزت معظمه خلال الخمسينيات، والذي عرضته — أساسًا وتفصيلًا — في كتاب «المنطق الوضعي» بجزأيه وكتاب «خرافة الميتافيزيقا» وكتاب «نحو فلسفة علمية» في عبارة واحدة تقول: تُسْتَخْدَم اللغة بطريقتين أساسيتين: أولاهما تجري مع منطق العقل، وهي التي يجوز أن يقال في قضاياها إنها صادقة أو كاذبة استنادًا إلى مقاييس موضوعية مشتركة بين الناس، والأخرى تجيء تعبيرًا ذاتيًّا عما يخالج المتكلم من مشاعر على اختلاف تلك المشاعر، وها هنا لا منطق ولا قضايا تقاس بمقاييس موضوعية لتفرقة بين حق وباطل، وإنما هو المتكلم وحده الذي يؤمن بصدق تعبيره عن شعوره، ولا يغير الموقف أن يوافقه الآخرون على دعواه أو لا يوافقونه."
يذكر زكي نجيب ان لدينا ما يميزنا وهو الجانب الوجداني الخاص وان علاقتنا بأسلافنا من هذه الناحية تحتاج إلى مزيد من التوضيح.وانه حاول يعيش مع الماضي في حياته العقلية والوجدانية .
الفصل الثامن رحلة في دنيا التراث يذكر أنه في أواخر الستينات رغب بشدة بكتابة عن الثقافة العربية الإسلامية عندما كانت العقل العربي في ذروة عنفوانه وذكر إيجابيتها وجواهره ونقد الغزالي وكتابه تهافت الفلاسفة واثره السلبي على الفكر العربي يقول : "ولسوء حظ الثقافة العربية أنْ كان الغزالي من القوة بحيث جاءت حركته تلك إغلاقًا لَبِث فعله يؤثِّر في مجرى الفكر العربي نحو ثمانية قرون كاملة، لم تظهر فيها حركة فتح مضادة تلغيها إلا ابتداءً من القرن التاسع عشر، وحتى رد ابن رشد على كتاب الغزالي بكتاب «تهافت التهافت» (أي إن التناقض ليس في فلسفة أرسطو، بل هو في كتاب الغزالي) أقول: حتى ابن رشد بكتابه «تهافت التهافت» لم يغير من الأمر شيئًا؛ إذ كاد تأثير ابن رشد يقتصر على الغرب، فكأنما جعلناها قسمة ثقافية: الغزالي لأبناء الشرق وابن رشد لأبناء الغرب"
مع الإقرار بإبداع السابقين الا أنه ينقد الحاضر وذكر المعوقات والأغلال التي تحول بينا وبينا الابداع ،اقتبس منه "قل ما شئت عما في تراثنا العربي من قوة وغزارة وإبداع، فذلك كله صحيح، لكننا نُغمض أعيننا عن الحق إذا نحن أغمضناها عن عوامل أخرى تعمل فينا كأبشع ما يستطيع فعله كل ما في الدنيا من أغلال وأصفاد، وإنه لمن العبث أن يرجوَ العرب المعاصرون لأنفسهم نهوضًا أو ما يشبه النهوض قبل أن يفكُّوا عن عقولهم تلك القيود؛ لتنطلق نشيطة حرة نحو ما هي ساعية إلى بلوغه، إنه لا بناء إلا بعد أن نُزيل الأنقاض ونمهد الأرض ونحفر للأساس القوي المكين"
واذا امكني اختزال فكرته اقول بأنه يريد صلة بالماضي والسلف لكن هذه الصلة تحلل ويأخذ منها ما صالح لزماننا وجعل العلم ومناهجه اهم أولوياتنا في سبيل ذلك وأن معايير عصرنا تختلف عن الماضي ..
الفصل التاسع عن الجمع بين الاصالة والمعاصرة ممكنة الحدوث لكن كيفما يتفق العلم والواقع وجعل هذه المسألة أم المسائل الثقافية في مجتمعاتنا .. وانه أخطا سابقا وكان له رأي متطرف كما هو وصفه عن تطبيق الحياة الغربية بكل ما فيها بجعلها مقياس تقاس به درجة التحضر لسائر شعوب الأرض وفاته السؤال الحقيقي ماذا وراء قوتهم وضعفنا وما السر الكامن في تقدمهم وتخلفنا ؟!
تبين انه المنهج يقول : "هناك غيروا المنهج واستبدلوا به منهجًا جديدًا، فبدل أن تكون الكتب القديمة هي المرجع المقروء الذي لا مرجع سواه؛ فالحق هو ما قالته تلك الكتب والباطل هو ما لم تقله أو ما أشارت هي إلى بطلانه. أقول: إنهم — بدل ذلك — جعلوا مرجعهم المقروء هو الطبيعة ذاتها، ومعها باطن النفس الإنسانية لمن يستطيع استبطان نفسه في دقة العلماء، فعلوا ذلك هم ولم نفعل نظيره (إلى يومنا هذا)، فكانت لهم نهضة ولم يكن لنا مثلها، وتغير عندهم معنى «العلم» ولم يتغير عندنا، إذًا أصبح العلم عندهم كشفًا عن أسرار الطبيعة وصياغة قوانينها، وأما العلم عندنا فقد ظل كما كان، وهو أن «نحفظ» ما في بطون الكتب"
وذكر بعض الحلول في هذا الفصل عن هذه المشكلة المترسبة من وجهة نظره وأن الغاية المنشودة أن نعثر على صيغة ثقافية نعيش بمقتضاها فلا تعقد هويتنا ولا يفلت منا زماننا
اقتبس: "فإذا شاء العربي أن يعاصر زمانه، فلا مندوحة له عن العلم ثم العلم، ثُم لا ثَمَّ بعد العلم. وإنما عَنَيْتُ العلم بمعناه الطبيعي، لا بالمعنى الذي يتصوره بعضنا «حفاظًا» لما ورد في صحائف الأقدمين،"ووجه جهوده نحو ثقافة عربية معاصرة.
اما الفصل العاشر والأخير كتب في حب مصر والهوية العربية ..
وعند صدور الكتاب زكي نجيب محمود كان بعمر 79 عام وفيه سيرة ذاتية عن رحلته العقلية وافكاره عبر السنين
يحتوي الكتاب على 193 صفحة مقسم على 10 فصول
ملخص أفكار الفيلسوف المصري زكي نجيب محمود ذكرها في مقدمته بشكل واضح حيث قال "الرءوسَ الفكرية واضحة؛ فأنا أدعو بكل قُوَّتي إلى أن نزيد من اهتمامنا «بالعلم»، حتى ولو جاء ذلك على حساب الجانب الوجداني، وأدعو إلى الأخذ بأسس الحضارة العصرية وما يت��عها من ثقافة، ثم أدعو إلى البحث عن صيغةٍ تَصُون لنا هُوِيتَنا دون أن يضيع منا العيش في عصرنا … هي خطوط واضحة أدرتُ عليها كلَّ ما بذلتُه من جهود."
ويذكر في فصله الأول وكان يتحدث بصيغة الغائب عن ذاته في هذا الفصل انه في فترة الثلاثينات من عمره كان لديه تضارب في الميول والاتجاهات العقلية فلم يكن طوال تلك الفترة على لون ثقافي واحد وكان ميالًا للصوفية وكان يرى انه لابد من تأويل المعجزات بحيث يبقى التأويل مبقيا على الإيمان وفي الوقت نفسه مع ما يتفق مع العقل وأن قدرة الله تتجلى في اطراد قوانين الكون لا في إيقافها لذلك كان يرى حينها أن المعجزة لا تبطل القانون العلمي ، ايضا في هذا الفصل ذكر أنه منذ بداية كتاباته حتى اللحظة وما زال يؤمن إيمانًا جازما بحرية الأفراد ،وكان في الثلاثينات كثير القراءة ولا يأخذ من فكر الآخرين الا عن اقتناع كما ادعى .
الفصل الثاني مرحلة الانتقال وهو في عمر الاربعينات يذكر فيه سفره الى لندن والالتحاق بالجامعة في قسم الفلسفة وذكر عن حرصه في الدراسة هناك وعن الاوضاع السياسية حينها اثناء الحرب العالمية الثانية ،،لكن انبهر بالحضارة الغربية وما شده ان هناك فرق كبير جدا بين نظرة الغرب ونظرتنا في المساواة فكتب هناك العديد من المقالات ابرزها مقالة جنة العبيط اخرجها في كتاب بنفس العنوان يقول :"وقصدت به أن حياتنا في مصر عندئذٍ كثيرًا ما توصف عندنا بين عامة المتكلمين وكأنها حياة في الجنة، مع أنها في حقيقتها — بالقياس إلى حياة الناس كما رأيتها عند الآخرين — لا تكون جنة إلا في رأي «العبيط». ولم أكن أريد بتلك المقارنة درجات الفقر والغنى، أو حتى درجات المعرفة والجهل، بقدر ما أردت «القيم» الخُلُقية وحقوق الإنسان في التعامل مع سائر مواطنيه."
وذكر في هذا الفصل اننا نمارس ابشع الصور في طمس حقوق الإنسان دون أن نرى فيها شي يعاب ..ويتضح انه كان ناقم على الوضع الإنساني وتعامل البشر في بلده ومن خلال ما قارنه وعايشه هناك ووجد وقال في هذا الفصل : "أعود فأكرر القول بأن ما أثار ثورتي يومئذٍ على قومي وأهلي ليس هو أن يكون أو لا يكون فارقٌ بين الناس في ضروب العمل وفي مقادير المال المكسوب، كلا؛ فذلك شيء لا مفر منه في أي بلد من بلاد الدنيا، بل الذي أثار ثورتي هو طريقة التعامل بين الإنسان والإنسان، حتى لقد خُيِّل إليَّ يومها أننا وإن أطلقنا باللسان كلمات المساواة والحرية وما إليها، فنحن إنما ندس في طوايا نفوسنا أخلاق النُّظُم التي تقسم الناس سادةً وعبيدًا.."
وايضا قارن بين الوضع العلمي بين هنا وهناك ونظرتهم للعلم عن العلم الحقيقي بالتحديد وكتب مقالا حينها بعنوان بيضة الفيل ويلخصها "ساخرًا مُرَّ السخرية من إصرارنا على ضروب من العبث الذي يتخذ عند أصحابه اسم «العلم» وهو من العلم الصحيح بعيد بُعْد الأرض عن السماء، كان ذلك العبث اللفظي ما زال قائمًا عندنا حين كان الغرب قد وصل إلى الذرَّة وتحطيمها واستخراج قواها الجبارة في قنابل وغير قنابل"
ويذكر عن مكانه المفضل المكتبة العامة لجامعة لندن والكتب التي ترجمها وكتبها حينها وكان لديه تجربة في السياسة هناك اضطرارًا وكرهها لما رآه من نقص الرغبة في دقة التفكير العلمي فيها كما يقول .وذكر ايضا في هذا الفصل انه عندما خرج من انجلترا عائد إلى مصر 1947 اعتزم ان يوجه نشاطه كله بأخذ اهم أركان الثقافة الأوربية والتي نتيجتها شاهدها بعينه من القيم التي تعلي من شأن الفرد ومن جهة اخرى وجد انه لابد من تغيير المنهج الذي ننتهجه لتكون الكلمة الاولى والاخيرة للعلم لكل ما متصل بعالمنا الذي نعيش فيه ..وذكر في نهاية الفصل ان المرحلة القادمة والتي استقر فيها 20 سنة (1950-1970) سارت في خطين متوازيين الدعوة الى ثقافة العصر والاخر الدعوة إلى منهج التجريبية العلمية في صياغة الافكار .وعندما عاد بدأ بكتابة مقالات اطلق عليها القنابل المتفجرة وصفها لعلها تنسف جزءا من ألف جزء في الإطار الثقافي العتيق الذي كنا ما نزال نعيش فيه .
وفي الفصل الثالث دعوة إلى ثقافة العصر ذكر انه ربما أسرف في القسوة لكنها قسوة المواطن المحب لوطن ونقد افكاره يقول :
"كان منطقي — منذ الأربعينيات فصاعدًا — في وجوب الأخذ عن ثقافة الغرب منطقًا مبسطًا لا تعقيد فيه ولا التواء، فما دمت قد رأيت البون شاسعًا بيننا وبينهم في الحفاظ على حقوق الإنسان وكرامته، وفي تقدُّم العلوم والفنون، وفي درجة الثراء والرخاء ونظافة العيش وغزارة الإحساس بالحياة، فلماذا لا ننقل إلى أرضنا مثل هذه الشجرة الفينانة المُورقة المثمرة؛ لعلنا نفيء إلى ظلها ونأكل من ثمارها. ولم أكن في تلك الأعوام أفرق بين ما يجوز نقله عن الغرب وثقافته وما لا يجوز؛ فكل ما عندهم واجب النقل إلينا ما دمنا في حاجة إلى نتائجه، وأسرفت في هذه الدعوة حتى تمنيت — كما قلت في مقدمتي لكتاب «شروق من الغرب» — أن نأكل كما يأكلون، ونكتب من الشمال إلى اليمين كما يكتبون، وأن نرتدي من الثياب ما يرتدُون.والحق أني في تلك الدعوة إلى ثقافة الغرب يومئذٍ لم أكن مستندًا إلى بريقٍ سطحي وكفى، بل ضربت في حقائق الأشياء إلى جذورها."
ويدافع عن نفسه قائلًا:"لم تكن دعوتي إلى ثقافة الغرب صيحة مجنونة مفتونة بظواهر كاذبة، بل هي دعوة دفعني إليها ما رأيته من مكانة رفيعة للإنسان — كل إنسان وأي إنسان — من حيث إنه إنسان وكفى، .." وأيضا ذكر الاسرار التي جعلت منهم هكذا وكيف السبيل للتغيير . وذكر في هذا الفصل عن الاتجاهات الفلسفية الأربعة المعاصرة وعن الاتجاه الذي اتبعه يقول :
"وإذا كنا نقبل جذور الفكر الغربي التماسًا لما يثمره في نهاية الأمر من حياة إنسانية كريمة، فلا مندوحة لنا عن قبول النتائج الفرعية التي لا بد أن تنبثق بالضرورة من تلك الجذور، ومنها ما هو خاص بالنظرة العلمية الواقعية إلى الأمور ما دامت أمورًا لا صلة لها بمشاعر الإنسان الخاصة، ومن هنا جاءت دعوتي منذ تلك الأعوام — وإلى يومي هذا — إلى الأخذ الصارم بالنظرة العلمية التجريبية (وتفصيل ذلك موضعه في الفصل الآتي) مفرِّقًا في حياة الإنسان بين مجالين: مجال التفكير العلمي بكل تفريعاته، ومجال الحياة الوجدانية بشتى جوانبها؛ فما يصلُح لذاك لا يصلُح لهذا؛ فلكلٍّ منهما مواقف ولكلٍّ منهما معايير للرفض أو القبول."
لذلك هو من رواد شراح (فلسفة الوضعية المنطقية )وأحد الداعين إليها بشدة ويدعو كما يدعي إلى ثقافة تساير العصر ولان الثقافة قد تغيرت معانيها مع تعاقب العصور وضرب مثلا من تاريخ المسلمين يوضح فكرته اقتبس "وهكذا نريد لحياتنا الثقافية أن تكون، فتجيء منسوبة إلى جذورها التاريخية من جهة، ومتطورة مع ظروف عصرها من جهة أخرى." ،وفي هذا الفصل ذكر عن تجربته في أمريكا حين كان استاذا زائرا ..
وننتقل للفصل الرابع الذي عنونه بالتجريبية العلمية (الوضعية المنطقية )هنا شرح عن هذه الفلسفة ولماذا اختارها وتبناها واصبح كالداعية لهذا المنهج بشدة ويذكر انها ظهرت لديه بداية عندما كان في المكتبة العامة في لندن 1946 ،في هذه المرحلة في فترة الخمسينات كتب الكتب المهمة والي تناقش افكار فلسفته (1-المنطق الوضعي و 2-خرافة الميتافيزيقا و3-كتاب نحو فلسفة علمية )
وذكر انه دعوته إلى التجريبية العلمية لاقت معارضة شديدة منها المعارضة الدينية لكن كان ما يحرص الناس أن يتذكروه عن افكاره كما يدعي أن "وهو أن مجال الإيمان الديني مختلف عن مجال التفكير المقيد بمنطق العقل العلمي؛ لأن «الإيمان» تصديق بغير برهان، وأما منطق العقل فطريق للبراهين، لو تذكروا ذلك لاستراحوا وأراحوا."
وذكر فب احدى الاجزاء مثالا يشرح فيها الوضعية المنطقية (التجريبية العلمية) يقول :
"إن عبارة كهذه «الشعور الوطني قيمة أخلاقية عليا» هي «بغير معنى» فإنما يكون المراد أنها عبارة لا تندرج في نوع العبارات التي تخضع لمنهج التفكير العلمي، لكن ذلك لا يُخرجها من مجال العبارات الوجدانية المحركة لمشاعر الإنسان، ونقول ذلك لأن الخلط بين النوعين من الكلام سريع الوقوع، وما أهون على القارئ المتسرع أن يتهم الكاتب بزيغ في إيمانه الديني أو بضعف في عاطفته، إذا وجده يُخرِج هذه الجوانب من مجال العبارات ذوات المعنى العلمي، ولقد عانيت من أمثال هذا القارئ المتسرع عناءً الله وحده أعلم بمداه."
وذكر …"أن مجال التعبير الوجداني بكل أشكاله لا هو من قَبيل الفكر الرياضي موضوعًا ومنهجًا، ولا هو كذلك من قَبيل الفكر الطبيعي موضوعًا ومنهجًا؛ ولذلك نخطئ إذا نحن عاملناه بمقياس أيٍّ من المجموعتين."
اعجبني ايضا مثال ذكره الدكتور عن غروب الشمس حيث احيانا تسمع شخص يقول " منظر الغروب عند البحر رائع" وانت نفترض انك لا يعجبك المنظر هل يمكنك أن تقول أنه على خطأ وانك انت صح بالضرورة؟! ام الاجابة تحتمل الصواب والخطأ للطرفين لان الجملة ذاتها ليست علمية وقال الدكتور "ولكن الواضح هنا أن أحد الطرفين لا ينحل إلى الآخر، ثم لو كانت العبارة من قَبيل الكلام في العلوم الطبيعية لوجدنا المرجع الخارجي الذي يفصل بين الحكمين السالفين عن ساعة الغروب؟ وحقيقة الأمر أن كلًّا من المتحدثين يستند إلى شعوره الباطني الخاص الذي لا يؤيده ولا يفنده شعور باطني آخر عند شخص آخر."
ويختتم المثال قائلا "فإذا قلنا باصطلاح التجريبية العلمية: إن العبارة السالفة — «منظر الغروب عند البحر رائع» — هي بغير معنى، كان المراد هو أنها لا تخضع لمقاييس العلوم بمجموعتيها، وأنها بالتالي لا يجوز أن توصف بأنها صادقة صدقًا عامًّا ضروريًّا، ولا بأنها كاذبة كذبًا عامًّا ضروريًّا؛ إذ إن صدقها «خاص» بقائلها، وكذبها «خاص» كذلك بمن ينقبض لمنظر الغروب … وقل شيئًا كهذا في جميع العبارات التي يقولها أصحابها تعبيرًا عن وجدانات خاصة أو اعتقادات خاصة أو ما إلى ذلك من الجوانب الشعورية التي لا غنى عنها في حياة كل إنسان لكنها في الوقت نفسه لا تلزم أحدًا غير صاحبها"
من هنا هو وضح منهجه بأنه يجب التفريق بين الكلام العاطفي والكلام المستند على علم و الخلط بينهما قد يؤدي لمشاكل وابرز ذلك في المواضيع الدينية يقول "لأن لكل دين كتابه الذي يبدأ منه، ويجعله أمرًا مسلمًا لا يقام عليه برهان؛ إذ يكفيه عند المؤمنين به أنه من قلوبهم موضع «إيمان،» ومن هذا الكتاب يستخرج أنصاره — أو الفقهاء منهم — أحكام ذلك الدين المعين، فإذا سئل أحدهم عن حكم من تلك الأحكام: ما برهانك على صوابه؟ كان جوابه أنه يرد الحكم إلى الأصل الكتابي الذي استخرجه منه، وفي هذا ما يحسم الرأي، لكنه يحسمه عند أصحاب ذلك الدين، أما غير أصحابه فهم غير ملزمين بقبول السند نفسه الذي يرجع إليه عند الاحتكام. فلو أدركنا هذه البنية الرياضية في مثل هذا المجال؛ لانتفى الخلاف بين مجموعتين إحداهما تتبع كتابًا والأخرى تتبع كتابًا آخر "
وقاس ذلك في الافكار السياسية .. وأهمية هذه التفرقة يجعلنا على وعي بمن ينطق جملة على انها علمية يجب ان نخضعها للتجربة والمعرفة والمنطق العلمي أما من يقول شي عاطفي ولا يدعي إنها علمية فذلك له الحق في التعبير عن وجدانه ومشاعره ..
أما الفصل الخامس برهن فيه دفاعه المستميت العقل وتكراره في اكثر من الفرق بين الجانب العقلي من جهة والجانب الوجداني من جهة اخرى
"الجانب العقلي جانبٌ عامٌّ مشترك بين الناس، والجانب الوجداني فردي خالص، ففي الجانب العقلي إذا ما تبينت شواهد الصدق وجب على السامع أن يذعن؛ إذ لا مفر له من برهان يقيمه منطق العقل، أئذا قيل لأحد: إن الثمانية أكبر من الخمسة، والخمسة أكبر من الثلاثة، إذن تكون الثمانية أكبر من الثلاثة، استطاع السامع أن ينكر صدق القول؟ لكن ما هكذا الشأن إذا قيل له: إن غروب الشمس يبعث على كآبة النفس وانقباضها؛ لأن السامع في هذه الحالة قد تكون هذه حاله إزاء الغروب وقد لا تكون."
الفصل السادس وضع موقفه من الأدب والفن وكيف تطبق فلسفته عليها ..الا انني حسب ما فهمته اجد نفسي اختلف معه في هذه النقطة لان المسألة هنا تتجه اكثر لاختلاف الأذواق بين البشر للحكم على الشي ..
الفصل السابع بعنوان عقل ووجدان وإمكانية امتزاجهم وذكر انه لا ينكر الجانب الوجداني في حياة الانسان لكن ليس بخلطهم خلطا معيبا يقول "أستطيع أن أوجز العمل الفلسفي الذي أنجزت معظمه خلال الخمسينيات، والذي عرضته — أساسًا وتفصيلًا — في كتاب «المنطق الوضعي» بجزأيه وكتاب «خرافة الميتافيزيقا» وكتاب «نحو فلسفة علمية» في عبارة واحدة تقول: تُسْتَخْدَم اللغة بطريقتين أساسيتين: أولاهما تجري مع منطق العقل، وهي التي يجوز أن يقال في قضاياها إنها صادقة أو كاذبة استنادًا إلى مقاييس موضوعية مشتركة بين الناس، والأخرى تجيء تعبيرًا ذاتيًّا عما يخالج المتكلم من مشاعر على اختلاف تلك المشاعر، وها هنا لا منطق ولا قضايا تقاس بمقاييس موضوعية لتفرقة بين حق وباطل، وإنما هو المتكلم وحده الذي يؤمن بصدق تعبيره عن شعوره، ولا يغير الموقف أن يوافقه الآخرون على دعواه أو لا يوافقونه."
يذكر زكي نجيب ان لدينا ما يميزنا وهو الجانب الوجداني الخاص وان علاقتنا بأسلافنا من هذه الناحية تحتاج إلى مزيد من التوضيح.وانه حاول يعيش مع الماضي في حياته العقلية والوجدانية .
الفصل الثامن رحلة في دنيا التراث يذكر أنه في أواخر الستينات رغب بشدة بكتابة عن الثقافة العربية الإسلامية عندما كانت العقل العربي في ذروة عنفوانه وذكر إيجابيتها وجواهره ونقد الغزالي وكتابه تهافت الفلاسفة واثره السلبي على الفكر العربي يقول : "ولسوء حظ الثقافة العربية أنْ كان الغزالي من القوة بحيث جاءت حركته تلك إغلاقًا لَبِث فعله يؤثِّر في مجرى الفكر العربي نحو ثمانية قرون كاملة، لم تظهر فيها حركة فتح مضادة تلغيها إلا ابتداءً من القرن التاسع عشر، وحتى رد ابن رشد على كتاب الغزالي بكتاب «تهافت التهافت» (أي إن التناقض ليس في فلسفة أرسطو، بل هو في كتاب الغزالي) أقول: حتى ابن رشد بكتابه «تهافت التهافت» لم يغير من الأمر شيئًا؛ إذ كاد تأثير ابن رشد يقتصر على الغرب، فكأنما جعلناها قسمة ثقافية: الغزالي لأبناء الشرق وابن رشد لأبناء الغرب"
مع الإقرار بإبداع السابقين الا أنه ينقد الحاضر وذكر المعوقات والأغلال التي تحول بينا وبينا الابداع ،اقتبس منه "قل ما شئت عما في تراثنا العربي من قوة وغزارة وإبداع، فذلك كله صحيح، لكننا نُغمض أعيننا عن الحق إذا نحن أغمضناها عن عوامل أخرى تعمل فينا كأبشع ما يستطيع فعله كل ما في الدنيا من أغلال وأصفاد، وإنه لمن العبث أن يرجوَ العرب المعاصرون لأنفسهم نهوضًا أو ما يشبه النهوض قبل أن يفكُّوا عن عقولهم تلك القيود؛ لتنطلق نشيطة حرة نحو ما هي ساعية إلى بلوغه، إنه لا بناء إلا بعد أن نُزيل الأنقاض ونمهد الأرض ونحفر للأساس القوي المكين"
واذا امكني اختزال فكرته اقول بأنه يريد صلة بالماضي والسلف لكن هذه الصلة تحلل ويأخذ منها ما صالح لزماننا وجعل العلم ومناهجه اهم أولوياتنا في سبيل ذلك وأن معايير عصرنا تختلف عن الماضي ..
الفصل التاسع عن الجمع بين الاصالة والمعاصرة ممكنة الحدوث لكن كيفما يتفق العلم والواقع وجعل هذه المسألة أم المسائل الثقافية في مجتمعاتنا .. وانه أخطا سابقا وكان له رأي متطرف كما هو وصفه عن تطبيق الحياة الغربية بكل ما فيها بجعلها مقياس تقاس به درجة التحضر لسائر شعوب الأرض وفاته السؤال الحقيقي ماذا وراء قوتهم وضعفنا وما السر الكامن في تقدمهم وتخلفنا ؟!
تبين انه المنهج يقول : "هناك غيروا المنهج واستبدلوا به منهجًا جديدًا، فبدل أن تكون الكتب القديمة هي المرجع المقروء الذي لا مرجع سواه؛ فالحق هو ما قالته تلك الكتب والباطل هو ما لم تقله أو ما أشارت هي إلى بطلانه. أقول: إنهم — بدل ذلك — جعلوا مرجعهم المقروء هو الطبيعة ذاتها، ومعها باطن النفس الإنسانية لمن يستطيع استبطان نفسه في دقة العلماء، فعلوا ذلك هم ولم نفعل نظيره (إلى يومنا هذا)، فكانت لهم نهضة ولم يكن لنا مثلها، وتغير عندهم معنى «العلم» ولم يتغير عندنا، إذًا أصبح العلم عندهم كشفًا عن أسرار الطبيعة وصياغة قوانينها، وأما العلم عندنا فقد ظل كما كان، وهو أن «نحفظ» ما في بطون الكتب"
وذكر بعض الحلول في هذا الفصل عن هذه المشكلة المترسبة من وجهة نظره وأن الغاية المنشودة أن نعثر على صيغة ثقافية نعيش بمقتضاها فلا تعقد هويتنا ولا يفلت منا زماننا
اقتبس: "فإذا شاء العربي أن يعاصر زمانه، فلا مندوحة له عن العلم ثم العلم، ثُم لا ثَمَّ بعد العلم. وإنما عَنَيْتُ العلم بمعناه الطبيعي، لا بالمعنى الذي يتصوره بعضنا «حفاظًا» لما ورد في صحائف الأقدمين،"ووجه جهوده نحو ثقافة عربية معاصرة.
اما الفصل العاشر والأخير كتب في حب مصر والهوية العربية ..
July 11, 2015
بأسلوب سلس وبنسق متصل
نرحل مع الكاتب في طريق البحث المستمرعن صورة متكاملة للحياة
فسيفساء متناسقة تجمع في رقعة واحدة عقل وعاطفة، علم ودين، فلسفة وأدب
ونتابع في هذا الطريق تطور مراحل العقل والتفكير
من تخبط إلى تجربة إلى نضج فكري
وفي نطاق فلسفته الخاصة، تكون نقطة البداية والانطلاق هي دائما العقل
طريق خطواته متعاقبة مكملة لبعضها البعض
حتى نصل إلى نقطة الإلتقاء: التقاء العقل والعاطفة
:فيقول
كم قرأت وقرأت، فكنت أتلون بما أقرأه"
كنت أقرأ الشكاك...فأشك
ثم أقرأ للمؤمنين..فأؤمن
هذا كتاب متشائم أطالعه...فإذا أنا الساخط الناقم على حياتي
وذلك كتاب متفائل أطالعه...فإذا أنا الفرح الطروب
"حتى بدأت عهد جديد..ألون فيه نفسي بنفسي لا بغيري
أليس هذا العهد الذي نتوق إليه جميعا
عهد لا نأخذ عن الآخرين فكر إلا عن اقتناع وفهم وإيمان
نضج فكري مطلوب يتجاوز عقد التاريخ والتراث
نرحل مع الكاتب في طريق البحث المستمرعن صورة متكاملة للحياة
فسيفساء متناسقة تجمع في رقعة واحدة عقل وعاطفة، علم ودين، فلسفة وأدب
ونتابع في هذا الطريق تطور مراحل العقل والتفكير
من تخبط إلى تجربة إلى نضج فكري
وفي نطاق فلسفته الخاصة، تكون نقطة البداية والانطلاق هي دائما العقل
طريق خطواته متعاقبة مكملة لبعضها البعض
حتى نصل إلى نقطة الإلتقاء: التقاء العقل والعاطفة
:فيقول
كم قرأت وقرأت، فكنت أتلون بما أقرأه"
كنت أقرأ الشكاك...فأشك
ثم أقرأ للمؤمنين..فأؤمن
هذا كتاب متشائم أطالعه...فإذا أنا الساخط الناقم على حياتي
وذلك كتاب متفائل أطالعه...فإذا أنا الفرح الطروب
"حتى بدأت عهد جديد..ألون فيه نفسي بنفسي لا بغيري
أليس هذا العهد الذي نتوق إليه جميعا
عهد لا نأخذ عن الآخرين فكر إلا عن اقتناع وفهم وإيمان
نضج فكري مطلوب يتجاوز عقد التاريخ والتراث
December 31, 2015
الكتاب جيد جدا في عرض الأفكار العميقة
بطريقة رائقة سلسة ، ولغة جميلة .
وما يميز رحلة فيلسوفنا هو
موقفه الفلسفي من التجريبية العلمية
أو الوضعية المنطقية
والذي فصّل الحديث عنهما في كتبه الثلاث
( المنطق الوضعي بجزئيه وخرافة الميتافيزقا)
ومنهجه في البحث أعجبني كثيرا.
حين أراد أن يرسم لنفسه صورة
عن الثقاقة العربية إبان القرون الخمسة الأولي
بعد ظهور الإسلام
فوجد نفسه أمام محيط كبير من الكتب التي تعد بالألوف
فأخذ يبحث عن منهج ينشد به ما يريد،
فيجعله مطمئن لما أختاره ، وما تركه .
أيضا جلده علي المعرفة ،
وأناته علي تحمل الصعاب مهما كانت
حتي يصل إلي مراده
بإرادته الحرة وبعقله الحكيم
أقول جلده هذا شد أزري للمواصلة...
كانت رحلة خفيفة وممتعة
خرجت منها بكتب كثيرة له أتمني أن اطَّلع عليها .
بطريقة رائقة سلسة ، ولغة جميلة .
وما يميز رحلة فيلسوفنا هو
موقفه الفلسفي من التجريبية العلمية
أو الوضعية المنطقية
والذي فصّل الحديث عنهما في كتبه الثلاث
( المنطق الوضعي بجزئيه وخرافة الميتافيزقا)
ومنهجه في البحث أعجبني كثيرا.
حين أراد أن يرسم لنفسه صورة
عن الثقاقة العربية إبان القرون الخمسة الأولي
بعد ظهور الإسلام
فوجد نفسه أمام محيط كبير من الكتب التي تعد بالألوف
فأخذ يبحث عن منهج ينشد به ما يريد،
فيجعله مطمئن لما أختاره ، وما تركه .
أيضا جلده علي المعرفة ،
وأناته علي تحمل الصعاب مهما كانت
حتي يصل إلي مراده
بإرادته الحرة وبعقله الحكيم
أقول جلده هذا شد أزري للمواصلة...
كانت رحلة خفيفة وممتعة
خرجت منها بكتب كثيرة له أتمني أن اطَّلع عليها .
June 18, 2019
كثيرة هي الكتب التي تعلي من شأن العقل وتحث على أهميته وريادته لكن حين تجتمع في شخص الفيلسوف نزعتا الانتماء الديني والربط العلمي يكون الاقناع بالنسبة لي أعلى وأعظم شأناً.
لا أدري كيف غاب عني فكر د. زكي نجيب محمود قبل ذلك،لكن أن أقرأ له متأخراً خير من أن لا أقرأ.
(قصة عقل) هو الجزء الثاني من مسيرة حياة الدكتور بعد عمله (قصة نفس) والجدير بالذكر أن العملين منفصلان عن بعضهما البعض فلا حاجة لأن تقرأهما بشكل تسلسلي.
يُدرج الكاتب في عمله هذا رحلة تبلور فكره في الحياة وكيف وصل إلى أهمية إعمال العقل وفنّد رأي من يعتقد أن ديننا يحظر من اتخاذ ذلك الطريق منهجاً منطقياً متبنى.
وجبة دسمة تستوجب عليك التروي في تناولها، ستُتخم منها. لكن ..
صدقني ستحتاج إلى إلتهامها من جديد
February 8, 2017
أعجبني جزء من الكتاب قرأته في الفصل التاسع جاء كإستنباط لما قد ورد قبله وملخص هذا الجزء أن الثقافة في تراثنا ثقافة "أخلاق" لا "علوم" أما الثقافة الغربية وثقافة العصر هي ثقافة "علوم" تتقن التعامل مع الآلات وتقييد الطبيعة والتحكم بها،وأضيف من وجهة نظري، بما أنه يلزم لتلك الثقافات مثقفون قائمون عليها، ولندرة المثقفين الحقيقين بهذا اللقب في حاضرنا نحن العرب(لأسباب معلومة أو غير معلومة ) لا نحن تمتعنا بسمو الأخلاق في ثقافة التراث ولا طالتنا بشكل يمكن أن نعتبره مؤثر علوم ثقافة الغرب وإن طالنا شئ منها يكون بعد أن يصبح هذا الشئ قد صار تراثيا لديهم .
May 13, 2019
الكتاب أقل ما يقال عليه إنه رائع!
يجذبك إليه بأسلوبه حتى تُنهيه وأنت مُرغم على ذلك حتى تصل إلى الفائدة كاملة، ولا تصل إلا إلى القليل في ذلك الفيض من الأفكار والمعاني العميقة المُبسطة!
وأعتقد أن الأمر يحتاج لإجراء فيديو لمراجعة الكتاب لكي يصل إلى أكبر عدد ممكن ❤
و هنا كانت مراجعتي المتواضعة للكتاب من مكتبة مصر العامة ضمن سلسلة كتاب في دولاب 📚 ❤️
https://youtu.be/QnqJD2ImBd8
يجذبك إليه بأسلوبه حتى تُنهيه وأنت مُرغم على ذلك حتى تصل إلى الفائدة كاملة، ولا تصل إلا إلى القليل في ذلك الفيض من الأفكار والمعاني العميقة المُبسطة!
وأعتقد أن الأمر يحتاج لإجراء فيديو لمراجعة الكتاب لكي يصل إلى أكبر عدد ممكن ❤
و هنا كانت مراجعتي المتواضعة للكتاب من مكتبة مصر العامة ضمن سلسلة كتاب في دولاب 📚 ❤️
https://youtu.be/QnqJD2ImBd8
December 27, 2021
كتاب "قصة عقل "للدكتور زكي نجيب محمود
_هذا الكتاب هو الثاني من السيرة الذاتية للدكتور زكي نجيب محمود بعد قصة نفس.
_ينقل لنا الكاتب من خلال هذا العمل المثمرة حياته الفكرية والثقافية وتتطورها بمرور الزمن ،موضحنا لنا كيف كانت وسائله في تنمية عقله وتصقل مهاراته وابداعته الأدبية والفكرية ..كما أنه يتطرق الي قيمة العلم والمعرفة والتفكر بالعقل السليم وخياله وتأمله المستمر نحو ما وراء العقل نفسه وذلك من خلال الخيال والذي يعتبر الجوهر المتفرد المختلف .بالإضافة إلي أنه وضع لنفسه قواعد وأسس وأصول لبناء فكره الحر.وعرف لنا ما هو العلم وقيمة التفرد .
ووصف مصر وكيف بدأت بمجموعة من الأدباء والشعراء والفنانين العرب .واتسمت بالعلم والمعرفة والثقافة قبل الغرب .
"الأمر يا صاحبي غرابة ولا عجب !فهكذا الحياة في شتي صورها ،الحياة لا تعرف تكرار الأفراد ،كل كائن حي _والكائنات الحية ملايين الملايين_فيه ما يجعله فرادآ بذاته ،يختلف ولو قليل عما عداه ،خذ ورقة من شجرة ،ودر بها الارض من قطبها الي قطبها ،فلن تجد لها مثيلآ،بمعني التماثل التي تنتفي فيه كل الفروق المميزة انتفاء تامآ ،وانظر الي ألوف الناس من حولك ،هل رايت قط فردين متشابهان الي الحد الذي تنمحي فيه المميزات جميعآ؟لا ،بل الاختلاف بين الافراد ادق من هذا وألطف ،فبصمات الاصابع لا تتشابه في الافراد ،ودع عنك دقائق الجسم الباطنة ،من حيث الشكل والحجم والتركيب .
هكذا الحياة_ يا صاحبي _في شتي صورها ،فلا موضع لغرابة منك او عجب،الحياة لا تعرف تكرار الافراد ،بل لا تعرف تكرار اللحظات في الفرد الواحد،فيستحيل ان يكون الكائن الحي في هذه اللحظة،هو بعينه ما كان في لحظة مضت ،وهو بعينه ما سيكون في لحظة تالية."
#القراءة #القراءة_اسلوب_حياة #وعمرك_فيما_افنيت
#reading_books #boosy_reads
_هذا الكتاب هو الثاني من السيرة الذاتية للدكتور زكي نجيب محمود بعد قصة نفس.
_ينقل لنا الكاتب من خلال هذا العمل المثمرة حياته الفكرية والثقافية وتتطورها بمرور الزمن ،موضحنا لنا كيف كانت وسائله في تنمية عقله وتصقل مهاراته وابداعته الأدبية والفكرية ..كما أنه يتطرق الي قيمة العلم والمعرفة والتفكر بالعقل السليم وخياله وتأمله المستمر نحو ما وراء العقل نفسه وذلك من خلال الخيال والذي يعتبر الجوهر المتفرد المختلف .بالإضافة إلي أنه وضع لنفسه قواعد وأسس وأصول لبناء فكره الحر.وعرف لنا ما هو العلم وقيمة التفرد .
ووصف مصر وكيف بدأت بمجموعة من الأدباء والشعراء والفنانين العرب .واتسمت بالعلم والمعرفة والثقافة قبل الغرب .
"الأمر يا صاحبي غرابة ولا عجب !فهكذا الحياة في شتي صورها ،الحياة لا تعرف تكرار الأفراد ،كل كائن حي _والكائنات الحية ملايين الملايين_فيه ما يجعله فرادآ بذاته ،يختلف ولو قليل عما عداه ،خذ ورقة من شجرة ،ودر بها الارض من قطبها الي قطبها ،فلن تجد لها مثيلآ،بمعني التماثل التي تنتفي فيه كل الفروق المميزة انتفاء تامآ ،وانظر الي ألوف الناس من حولك ،هل رايت قط فردين متشابهان الي الحد الذي تنمحي فيه المميزات جميعآ؟لا ،بل الاختلاف بين الافراد ادق من هذا وألطف ،فبصمات الاصابع لا تتشابه في الافراد ،ودع عنك دقائق الجسم الباطنة ،من حيث الشكل والحجم والتركيب .
هكذا الحياة_ يا صاحبي _في شتي صورها ،فلا موضع لغرابة منك او عجب،الحياة لا تعرف تكرار الافراد ،بل لا تعرف تكرار اللحظات في الفرد الواحد،فيستحيل ان يكون الكائن الحي في هذه اللحظة،هو بعينه ما كان في لحظة مضت ،وهو بعينه ما سيكون في لحظة تالية."
#القراءة #القراءة_اسلوب_حياة #وعمرك_فيما_افنيت
#reading_books #boosy_reads
June 26, 2024
تعلمته من هل الكتاب ليس كل ما هو شهور معنه هو الأفضل لك و هذا ما حصل مع هل الكتاب لم يكن افضل شيء قرته
يعتبر الكتاب خريطة الطريق اكثر من كتاب سيرة ذاتية عن مشروعه الفكري كيف بدا و فين وصل و هو مفيد من هل الناحية
و ممكن انصح فيه من يريد ان يبدا قراءة مشروع زكي نجيب
الميدان الأخير مين مشروعه و هو مزج بين الثقافة القديمة و الغربية اشوفه فكرة ضعيفة عنده من ناحية ادوات الفكرة سليمة بحيث نوصل المشترك
لكن التطبيق فعله يعتبر ضعيف بحيث نحافظ على الوجدان و العقل بنفس الوقت و لكن بحقول مختلفة اجد صعوبة استعاب هل الفكرة كيف
لنفس العقل ان ينظر للموضوع الواحد في حياته بوجدان و عقل لا اقصد العقل هناء نظرة العلوم بل مقصدي منطقية يستحيل
خاصة هو نفسه لا يلتزم بهل الفكرة بصورته الواضحة خاصة في ميدان الفن هو اكثر ميادين وجدانية نجده لا يلتزم بالفكرة الوجدانية و يفضل النقد العقلاني
فين الوجدان و دوره و في معقول و اللامعقول انتقد الوجدان بقسوة اعتقد هو محتار في التوفيق بينهم و لا يعرف الطريقة الصحيحة بين الوجدان و العقل و خاصة في كتابه قصة نفس يتضح انه امتلك هل التضارب بين الوجدان و النفس ففصل الشخصيتين عن بعض في مذكراته و كثير يتكلم عن الوجدان و له دور في المقالة الادبية و الي مقدمة قصة عقل قال ان المقالة كتبت بلغة عقلانة في النهاية هو لا يستطيع ان يدخل الوجدان داخل مشروعه من الاساس لكن يريد ان يحفظ هوية عربية خاصة فقعد لم يوفق بهل التؤليفية الصعبة جدا و خاصة قال من مميزات العقل العربي الخلود و العقل يستحيل ان يتجمع مع الخلود العقل متجدد دائما في الحياة لا يركن في محطة واحدة فكيف اقول للعقل العربي كون عقلاني متجدد و وجداني خالد بنفس الوقت لم افهم هل الفكرة و لا اشوفه منطقية
يعتبر الكتاب خريطة الطريق اكثر من كتاب سيرة ذاتية عن مشروعه الفكري كيف بدا و فين وصل و هو مفيد من هل الناحية
و ممكن انصح فيه من يريد ان يبدا قراءة مشروع زكي نجيب
الميدان الأخير مين مشروعه و هو مزج بين الثقافة القديمة و الغربية اشوفه فكرة ضعيفة عنده من ناحية ادوات الفكرة سليمة بحيث نوصل المشترك
لكن التطبيق فعله يعتبر ضعيف بحيث نحافظ على الوجدان و العقل بنفس الوقت و لكن بحقول مختلفة اجد صعوبة استعاب هل الفكرة كيف
لنفس العقل ان ينظر للموضوع الواحد في حياته بوجدان و عقل لا اقصد العقل هناء نظرة العلوم بل مقصدي منطقية يستحيل
خاصة هو نفسه لا يلتزم بهل الفكرة بصورته الواضحة خاصة في ميدان الفن هو اكثر ميادين وجدانية نجده لا يلتزم بالفكرة الوجدانية و يفضل النقد العقلاني
فين الوجدان و دوره و في معقول و اللامعقول انتقد الوجدان بقسوة اعتقد هو محتار في التوفيق بينهم و لا يعرف الطريقة الصحيحة بين الوجدان و العقل و خاصة في كتابه قصة نفس يتضح انه امتلك هل التضارب بين الوجدان و النفس ففصل الشخصيتين عن بعض في مذكراته و كثير يتكلم عن الوجدان و له دور في المقالة الادبية و الي مقدمة قصة عقل قال ان المقالة كتبت بلغة عقلانة في النهاية هو لا يستطيع ان يدخل الوجدان داخل مشروعه من الاساس لكن يريد ان يحفظ هوية عربية خاصة فقعد لم يوفق بهل التؤليفية الصعبة جدا و خاصة قال من مميزات العقل العربي الخلود و العقل يستحيل ان يتجمع مع الخلود العقل متجدد دائما في الحياة لا يركن في محطة واحدة فكيف اقول للعقل العربي كون عقلاني متجدد و وجداني خالد بنفس الوقت لم افهم هل الفكرة و لا اشوفه منطقية
September 10, 2022
إن عالمنا هذا يدور بتسارع لا ندركه حتى أن نفيق يوما فننظر فنتدارك الفارق بين الماضي والحاضر .. وبين غلافي الكتاب يحكي عن رحلة عقله التي عرفها بكونها متجسدة في الأفكار التي تطرأ على الإنسان ويتبناها خلال مراحل حياته .. وما فائدة الافكار إذا لم يتم مشاركتها وتداولها وتفنيدها وتمحيصها .. الافكار هي المادة الخام للعقل يعبث بها كيف يشاء صاحبها أو كيف تشاء الظروف والبيئة التي تدور أحداث حياته فيها ..
ومن هنا نرى أن الأفكار وليدة الزمان ومع دوران دائرة عالمنا هذا نرى أنها تسير بحيث تتشكل وتتشابك مع غيرها فيظهر بناء كبير غير مستوي وغير متشكل بصورة هندسية ذلك أن الأفكار دائماً ناقصة ومائلة وزائلة تبحث عن أعمدة وأساسات تبنى عليه.
وهناك نوع من الأفكار والتي تدور في خضمه أحداث الكتاب في رحلة عقل الكاتب وهي الحدث وهنا تأتي المشكلة.
لو كنت اقرأ هذا الكتاب في فترة الثمانينيات لكان الكتاب مُتحف مذهل لكل وجداني ولعقلي ولكان ملهم لروحي ولكنت رشحته لكل من أقابله .. أما في ٢٠٢٢ فلقد تغير الزمان والمكان كثيراً إلى الحد الذي عنده لا نكاد نرى إبرازاً لما يعرض بل وأكثر من ذلك أخشى أن المراحل الفكرية التي مر بها الكاتب في مرحلة الشباب يمر بها المراهقون في عصرنا هذا ..
لكل وبكل أسف نقول أن هناك بعض من الكتب تكون مناسبة لأزمان معينة أكثر من غيرها .. وعلى كل حال فالقراءة مفيدة على كل حال.
هذا والله أعلم.
ومن هنا نرى أن الأفكار وليدة الزمان ومع دوران دائرة عالمنا هذا نرى أنها تسير بحيث تتشكل وتتشابك مع غيرها فيظهر بناء كبير غير مستوي وغير متشكل بصورة هندسية ذلك أن الأفكار دائماً ناقصة ومائلة وزائلة تبحث عن أعمدة وأساسات تبنى عليه.
وهناك نوع من الأفكار والتي تدور في خضمه أحداث الكتاب في رحلة عقل الكاتب وهي الحدث وهنا تأتي المشكلة.
لو كنت اقرأ هذا الكتاب في فترة الثمانينيات لكان الكتاب مُتحف مذهل لكل وجداني ولعقلي ولكان ملهم لروحي ولكنت رشحته لكل من أقابله .. أما في ٢٠٢٢ فلقد تغير الزمان والمكان كثيراً إلى الحد الذي عنده لا نكاد نرى إبرازاً لما يعرض بل وأكثر من ذلك أخشى أن المراحل الفكرية التي مر بها الكاتب في مرحلة الشباب يمر بها المراهقون في عصرنا هذا ..
لكل وبكل أسف نقول أن هناك بعض من الكتب تكون مناسبة لأزمان معينة أكثر من غيرها .. وعلى كل حال فالقراءة مفيدة على كل حال.
هذا والله أعلم.
October 5, 2022
إذا كنت تبحث عن كتاب يتناقش مع عقلك بعيدا عن الوجدان، فعليك بكتاب (سيرة عقل)،
هي سيرة جزئية أو جانبية ركزت على مرحلة تلمّس د، زكي الطريق لفكر متفرّد، وما تبعه من مواقف ونظريات تبناها د. زكي نحو الكون والحياة والإنسان وسائر الموجودات فجمع في هذا الكتاب شتات أفكاره المفرقة بين المئات من مقالاته، وأشار فيه إلى نتاجاته العقلية التي أثمرت عن العشرات من المؤلفات حول موضوع الفلسفة والمنطق، وهو مجال تخصصه، وموضوعات أخرى عن الحياة الثقافية والأدبية، حيث عرف عنه مزج الفلسفة بالأدب بذكاء .. ، وقد وصَفَه عباس محمود العقاد بأنه "فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة؛ فهو مفكِّرٌ يصوغ فكره أدبًا، وأديبٌ يجعل من أدبه فلسفة".
الكتاب مقسم على شكل مقالات، طرح فيه د. زكي أفكاره بأسلوب المنطق والفلسفة، وكان الأجدر أن أبدأ ب (قصة نفس)، التي تضمنت قصص طفولته وتساعد على فهم شخصيته التي بدت للكثيرين بأنه شخصية (متناقضة)
هي سيرة جزئية أو جانبية ركزت على مرحلة تلمّس د، زكي الطريق لفكر متفرّد، وما تبعه من مواقف ونظريات تبناها د. زكي نحو الكون والحياة والإنسان وسائر الموجودات فجمع في هذا الكتاب شتات أفكاره المفرقة بين المئات من مقالاته، وأشار فيه إلى نتاجاته العقلية التي أثمرت عن العشرات من المؤلفات حول موضوع الفلسفة والمنطق، وهو مجال تخصصه، وموضوعات أخرى عن الحياة الثقافية والأدبية، حيث عرف عنه مزج الفلسفة بالأدب بذكاء .. ، وقد وصَفَه عباس محمود العقاد بأنه "فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة؛ فهو مفكِّرٌ يصوغ فكره أدبًا، وأديبٌ يجعل من أدبه فلسفة".
الكتاب مقسم على شكل مقالات، طرح فيه د. زكي أفكاره بأسلوب المنطق والفلسفة، وكان الأجدر أن أبدأ ب (قصة نفس)، التي تضمنت قصص طفولته وتساعد على فهم شخصيته التي بدت للكثيرين بأنه شخصية (متناقضة)
May 11, 2021
أسلوب جذاب جدا في سرد السيرة الذاتية من منطلق التوجه الفكري وتطوره مع اعتراف د. زكي بتغيير وجهات نظره مع الزمن وتأثره العميق بالغرب خلال فترة الأربعينيات التي سافر فيها الى بريطانيا. ويروي بلغة عربية عذبة عن مدرسته الفلسفية مع شرح مبسط لبعض المدارس الفلسفية الأخرى.
وقد كان همه الأكبر هو ربط أسباب التقدم ومقوماته بهويته المصرية العربية الاسلامية وكيف يتم ربط الجذور بالفروع. وكان رأيه أن طريقة تفسير ورؤية التراث الاسلامي لا تتناسب مع مقومات العصر ولا تواكبه ولا بد من اعادة النظر فيه. وفي كلامه بالاجمال جزء كبير من الصحة وان راعني أخطاؤه في سرد أكثر من حديث شريف ونسبته الى الرسول عليه الصلاو والسلام بالخطأ مثل حديث اعمل لدنياك كأنك تعيس أبدا الى أخره مع تكراره الدائم أنه يتحرى الدقة في كل كلمة يوردها.
في المجمل استمتعت بالكتاب والأسلوب وقلما توجد كتب عن السيرة الذاتية بهذه الجودة العالية.
وقد كان همه الأكبر هو ربط أسباب التقدم ومقوماته بهويته المصرية العربية الاسلامية وكيف يتم ربط الجذور بالفروع. وكان رأيه أن طريقة تفسير ورؤية التراث الاسلامي لا تتناسب مع مقومات العصر ولا تواكبه ولا بد من اعادة النظر فيه. وفي كلامه بالاجمال جزء كبير من الصحة وان راعني أخطاؤه في سرد أكثر من حديث شريف ونسبته الى الرسول عليه الصلاو والسلام بالخطأ مثل حديث اعمل لدنياك كأنك تعيس أبدا الى أخره مع تكراره الدائم أنه يتحرى الدقة في كل كلمة يوردها.
في المجمل استمتعت بالكتاب والأسلوب وقلما توجد كتب عن السيرة الذاتية بهذه الجودة العالية.
January 12, 2020
سيرة عقلية بصيغة مذكرات فهي اشبه بعملية استرجاع من الذاكرة مراحل التطور الفكري و كل تجربة تبعها إنجاز ثقافي؛ من موسوعات و كتب و مقالات أدبية و فلسفية لامست البصيرة و الوعي. قام الدكتور زكي بذكرها بشكل تجربة شخصية بإيجابياتها و سلبياتها، محاكياً وقعها على عقله وفكره و كيف امست جزءاً من كيانه ووجدانه.
حظت مقالاته بالقسم الأكبر من الاستشهادات التي تعتبر لبنات أعماله بالإضافة إلى مقالات آخرين منهم ابن خلدون و الغزالي كمحفزات فكرية.
.
جميل و تمثل خريطة ارشادية لأعمال الدكتور زكي نجيب محمود.
حظت مقالاته بالقسم الأكبر من الاستشهادات التي تعتبر لبنات أعماله بالإضافة إلى مقالات آخرين منهم ابن خلدون و الغزالي كمحفزات فكرية.
.
جميل و تمثل خريطة ارشادية لأعمال الدكتور زكي نجيب محمود.
Displaying 1 - 30 of 49 reviews