وتكبر بداخلك الكلمات.. وتتضخم بك المشاعر.. و تثور فيك الأفكار.. تريد أنتعبّر بداخلك لكنك تقرر الصمت لأن لا أحد يفهم! تتألم لكنك تكتم بداخلك هذا الألم! شيئا فشيئا يضيق بك رداءك.. رداء الكتمان لم يعد يسعدك أن تقاوم ضجيجك الداخلي! فتتذكر انك انت.. أنا.. هي .. هو.. وجميعنا لم نخلق لهذا الصمت..! بل خلقنا لنُعبّر تفتح قلبك و تعبر.. فتتحرر، حينئذٍ تصبح حياتك واسعة، واسعة جداً.. إذا فتخلع رداء الكتمان، الم تكتفي ضيقاً؟ وتذكر أننا: خلقنا لنعبّر.
ربما كان هدف الكاتبة أن تُعبّر عما في جوفها، ولهذا اختارت العنوان الذي ناسب محتوى الكتاب، فهو خواطر كتبتها في مواقف وظروف مختلفة، تتسم بالعشوائية ودون ربط بين موضوع وآخر، وهذا ما يجعل القارئ يجد نفسه في أحد الأفكار والمواضيع المطروحة.
لعلّ أجمل ما في الكتاب أنه يُخاطب الشعور ويزرع الحب والتوكل على الله في كل أمر، وهذا ما دعّمته الكاتبة في أكثر من موضوع، وأيضًا الجمال في الخط العربي هو ما تتميز به الخطاطة بشائر البدر فجمّلت كتابها وعناوين الفصول بالخط العربي.
بالنسبة لأول مؤلف للكاتبة فلديها مستقبل كبير للتعبير والتطوير، ربما بعض الأفكار عشوائية والربط بين محتوى الفكرة الواحدة قد يبدو متناقضًا، الأفكار ليست بتلك الدرجة من القوة، لكنها سهلة الوصول للقارئ.
اللغة المكتوبة سهلة وجيدة بالمجمل، إلا أن بعض الأساليب والتراكيب الأسلوبية تحتاج لإعادة صياغة أو تحسين في الكثير من المواضع.
كتاب خفيف عالقلب، وأرجو من الكاتبة أعمالًا قادمة أقوى وأجمل.
هنا بداية مسيرة طيبة للكاتبة والخطاطة القطرية بشائر البدر في كتابها "خُلقنا لنعبر" ، حيث يكمن كل ما بخاطرها على هيئة مقالات قصيرة، فكان بالنسبة لي جرعة تحمية بعد قراءة عميقة في أرجاء الكتب. والجدير بالذكر وبما أنها عشقت الخط فكانت تمارسه عبر اللوحات والجداريات فكان كتابها جدارية أخرى بما خطتها يداها كعنونة أخرى للمقالات. مما أضفى عليه لمسة فنية خاصة، وخصوصا أننا نحتاج إلى إثراء للمحتوى المتعلق بالخط العربي. فهنيئا لها هذا الإنجاز ومع مزيد من التطور والتحسن والتقدم والنجاح سيكون لها شأنا في الكتابة والخط العربي..
اخلع رداء الكتمان وعبر ! عادة التدوين بالنسبة لي أهم العادات التي تساعدك بالارتقاء بمشاعرك وفهمها ، فقد تشعر بالضياع بعض الأيام ولا تفهم بما تمر به ، والسبب أحيانا في ذلك هو أنك قد كتمت مشاعرك وتراكمت عليك. عبر عن ما تشعر به على الورق، تخلص من المشاعر السلبية والكتمان . هناك طرق عدة للتعبير عن مشاعرك ، ارسم ، اعزف ..إلخ . لكن طريقتي أنا في التعبير هي التدوين . تساءلت الكاتبة في الكتاب ، لماذا الكتابة ؟ من أجل الراحة التي تأتي بعدها ، من أجل الوضوح مع النفس ، من أحل حياة ماضية متصالحة .
بعض ما استفدته من الكتاب: أولا ، اكتسبت عادة جديدة غيرت حياتي وهي التدوين . ثانيا ، وضعت هدفا لجميع أيامي وهو نشر الحب . ثالثاً، بقيت استمتع وأعيش الأيام بلا توقعات ، واقتنعت أنه من الطبيعي أن لا أكون منتجة طوال الوقت . رابعا ، نحن بشر من الطبيعي أن نشعر بالمشاعر السلبية .
أهم أفكار الكتاب : أهمية التعبير . أن أكون محاطة بالحب . الاستمتاع باللحظة . الله معي دائما وهو الأمان . الحياة مستمرة ومتغيرة . الفخر بالإنجازات المجهولة.
من قرأ الكتاب أنصحه بالاستماع إلى بودكاست الكاتبة "حزة حكي" خصوصا حلقة سر التفاؤل .