قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ يؤسس لأصل شرعي في تحرير المفاهيم، والخطاب بالمصطلحات التي تعبر عنها بدقة، من غير التباس، ولا تشبه بما يخالف تميز المسلمين.
وإذا كان الله تعالى في هذه الآية ونظائرها أولى اختيار المصطلح للمفهوم وسياقه عناية كبيرة فإن هذا يدل على أن هذه القضية ترتقي إلى سلم الأولويات في الفكر الإسلامي.
وما الصراع الحاصل بين الإسلام منذ رسالة النبي # الذي جاء بتصحـيح مفهـوم العبـوديـة لله، وبـين المذاهــب والأفكــار المضــادة له إلا صراع بين المفاهيم.
وهذا الصراع يجعل المصطلحات والمفاهيم الإسلامية بين خطاب سائد أو مضاد، فربما كانت مفاهيم الإسلام هي السائدة في بلد أو في زمن، وربما كانت غيرها.
وفي هذا الكتاب بيانٌ لأهم الآليات التي ساد بها خطاب الإسلام بمصطلحاته ومفاهيمه، بعد أن كان خطاب الشرك هو السائد بمصطلحاته ومفاهيمه، ثم الآليات التي يستخدمها الخطاب المضاد للإسلام؛ لتنحية مصطلحاته ومفاهيمه، وترسيخ ما يضادها.
أحب هذه النوعية من الكتب التأسيسية قليلة المباني كثيرة المعاني. أذكر أن قرأت فصلاً في أحد الكتب للدكتور عبد الرحمن حبنكة الميداني عرج على الموضوع ولا أذكر اسم الكتاب تحديداً وتمنيت وقتها أن يفرد أحدهم كتاباً بسيطاً لنفس الموضوع. وقد كان!! (رزق الله الكاتب المثوبة والإخلاص).
الكتاب قليل الحجم عظيم الفائدة منظم ولا غنى عنه في كل بيت مسلم في هذا الزمان!