يُسلّط هذا الكتابُ الضوء على ظاهرةٍ أدبية بارزة ومعاصرة اسمها (أدبُ البدون)، والأدباءُ المعنيون في البحث هم جزء من مجتمع مهمّش، يُطلق عليه محلياً في الكويت اسم (البدون)، أي من هم دون أوراقٍ ثبوتية رسمية وما يتبعُ ذلك من حرمانٍ لحقوق مدنية أساسية. وعلى أثر عدم الاعتراف الرسميّ، يبرزُ هذا الصوتُ الأدبيّ مؤكداً وجوده الإنسانيّ وحضوره الثقافيّ، واضعاً تصوراته الخاصة لمسائل الهوية والانتماء والمواطنة. إنّه كتابٌ في النقد الأدبي إلا أنه لا يخلو من اسقاطاته السياسية والتاريخية والاجتماعية. يُقدّم في فصوله الستّة تحليلاً للسياق التاريخيّ لقضية البدون، وأثره على نشاط أدباء هذه الفئة في مواجهة الإقصاء الثقافيّ الرسميّ. ثم يبحثُ في فصوله المتبقّية إشكاليات التأريخ الأدبيّ لمنطقة الخليج، بالإضافة إلى تحليل أهميّةِ صُور الصحراء و(العَشيش) والمنفَى في نصوصٍ مختارةٍ لأُدباء البدون. الكتابُ محاولةٌ للإنصات ـ لا التنَصّت ـ إلى الهامش، فالأدبُ مساحةٌ أرحَبُ للتعبير عن الذات خارجَ المسمّيات الرسميّة الضيقة، نقرأ عبْرَه المسمياتِ والتعبيراتِ الذاتيّةَ الخاصة التي يبتدعُها الأدباء أنفسهم لا ما تفرضه الروايةُ الرسميّة، وهذا المدخلُ الأدبيّ يساعدُ على فهمٍ أوسع لقضيةٍ شائكة عبر قراءة لغة المعنيّين بها. والذي آملُ في النهاية أن يقدّمَ للقارئ قراءةً جديدةً ومغايرة لفهم واقع الإنسان العربيّ المهمّش. النسخةُ العربية لهذا البحث مُنقّحة، تم تعديلُ بعض المعلومات بالتعاون مع المترجمةِ ودار النشر، وبعض قرّاء النسخة الإنكليزية الكرام.
لا أنكر أن أحد أسباب رغبتي في قراءة الكتاب كان ذكاء مصمم الغلاف وكلمة بدون التي تفتقد للنقاط.. ذكية. كنت أويده أن يبحر أكثر في أدب البدون وأن يذكر أمثلة أكثر، لكن وبشكل عاطفي بحت لا استطيع تفسيره توقفت كثيرًا عند قصة علي الصافي، كثيرًا. أعدت قراءة مقاطعه، وأصبت بهوس أن حياتي لن تكون مكتملة إلا اذا استطعت الحصول على نسخة من الديوان.. منّي لدور النشر :) من الذِكر الخجول لشخصية البدون في الروايات الكويتية إلى شجاعة البطل في روايات أخرى، يظل البدون بدونًا حتى يكتبه شخص عاش التجربة وفهمها. في حال أن أحد منكم يعرف كتاب تأريخي لأدب البدو الرُّحل في السعودية يبلغني وشكرًا.
قضية البدون لا تخفى على شخص، ولها عدد محدود من الكتب أما الأدب فكان مهمشًا مثل ما تم تهميش الأدباء في وقتهم وفي التأريخ. هي دراسة تحليلية كتبت بأسلوب سلس دون تعقيد. بعض مما ذكره هو كيف كون الأدباء مجتمع خاص بهم بعد إقصائهم وتأسيسهم لدور نشر تعنى بنشر أدب البدون وإقامة ملتقيات ثقافية. مصطلح البدون وتغير المسميات والتصنيفات وتأثيره. قدم تحليل لبعض الأعمال الأدبية لكتاب كويتيين ومن البدون والفرق بينهم في تناول القضية. وبين الدكتور أنه كتابة البدون لأدبهم الخاص يفسر لنا الكثير ونرى رؤيتهم الخاصة للوطن والهوية. يستحق القراءة لأهميته في فهم المجتمع.. انصح بعده بالاستماع لحلقة د.طارق الربعي في بودكاست بدون ورق.
"واحدة من الدوافع الرئيسية وراء النشاط الأدبي لكثير من الكتاب البدون هو البحث المستمر عن استعارة بديلة كوسيلة لمقاومة التسميات المفروضة."
" عندما يغلب الهم القومي، يتحول الأدب إلى مجرد وسيلة لإثبات العمق الثقافي التاريخي لتلك القومية"
" إن أحد أهم أسباب استمرار حرمان البدون من حق الجنسية هو الفهم اللاتاريخي الذي يزيل الطابع السياسي العرضي للقضية."
اختيار الموضوع موفق، الكتاب مثير للاهتمام جدا واعتقد ان الكاتب أول شخص يدرس أدب البدون بشكل خاص وينشره. الكاتب نجح في إعطاء خلفية ممتازة عن البدون والمواضيع التي ناقشها بحيث حتى من لا يعرف عن القضية بتاتاً يستطيع أن يقرأ هذا الكتاب. استمتعت في تحليلاته لبعض الروايات وأبيات الشعر. ما لم يعجبني في الكتاب أنه مُقدم كدراسة وبحث (هو اصلا بحث دكتوراه) اكثر من كونه كتاب يُقرأ. في أغلب الصفحات اقتباسات من دراسات وباحثين سابقين واحيانا يعلق الكاتب واحيانا لا. هذه الطريقة من التقديم تنفر القارئين من إكمال الكتاب، و انا شخصيا لولا اهتمامي وفضولي الكبيرين بموضوع الكتاب لما أكملت قرائته. أيضا تمنيت لو وضع الكاتب ملاحظاته وتحليلاته الشخصية بعد كل اقتباس. اعتقد لو يتم تصليح هذه العيوب سيحقق انتشاراً أكبر. بالرغم من أن كان بإعتقادي أني لن أكمله بسبب العيوب إلا أن المواضيع والنقاشات التي عُرضت في الكتاب أجبرتني على قرائته بل والبحث أكثر عن جميع الأشخاص والاعمال والقضايا المذكورة كنت لا استمر في قراءة عشر صفحات متواصلة إلا أجدني ابحث عن نقطة قرأتها. رغم ان لدي خلفية بسيطة عن قضية البدون و لم يكن لدي خلفية عن أدب البدون وعن الأدباء البدون (ما عدا مشاهداتي لمقابلة د طارق الربعي عن الكتاب) إلا أن هذا لم يجعلني أتوقف عن قراءة الكتاب بل جعلني ابحث عن أكثر ثم أعود لقراءة ما توقفت عنده. هذا الكتاب جعلني أشعر بإن ما أفعله هو تجربة لا قراءة عادية. كنت اقرأ ثم ابحث ثم احلل وبعد ذلك ادون وجهة نظري واعيد كتابة ما تم مناقشته. كتاب قصير قد ينهيه المرء في غضون أيام لكن التجربة هذه جعلته يعيش معي لشهور. أظن بأن الكاتب تعمد أن يقدم الدراسة بشكل حيادي يذكر جميع الجوانب وجميع ما ذكر عن المواضيع و جميع الأحداث دون أن يضيف تعليقاته الشخصية و هذا قد يعجب البعض ولكني فضلت لو اسمع وجهة نظره الشخصية كونه قريب من موضوع الدراسة بعكس الباحثين الي بالكتاب غير كويتيين. الترجمة غير جيدة لكن الحمدلله ما أثرت بفهمي.
هذا رأيي المتواضع في كتاب (أدب عديمي الجنسية في الخليج) وهو رسالة الدكتوراة للدكتور طارق أحمد الربعي. رسالة غنية وعميقة، يتضح فيها الجهد المبذول من حيث القراءات المتنوعة (الأرشيفية خاصة) التي قام بها طارق، والربط بين الأفكار والفصول، والقدرة على شرح وتحليل المعطيات تحليلا مقنعا مفهوما بلا تعقيدات.
تم تسليط الضوء في الكتاب على أسماء كثيرة من الكتاب والشعراء البدون وممن كتب عنهم من الكويتيين أو تعاطف معهم. أبهرتني عودة طارق لبدايات الأدب في تاريخ الكويت، وأعجبتني قدرته على الانتقال من فقرة إلى أخرى ومن فصل لآخر بانسيابية وهدوء، وبذكاء يجعل الفكرة تمتد وتتسع بحيث يبقى القارىء ممسكا بخيط الفكرة الأساسية دون ضياع.
ونظرا لقربي من معظم الشخصيات التي تحدث عنها طارق، شعرتُ بحب أعمق للبدون، بفهم غير مسبوق لمعاناة لا يدري إلا الله مدى استمرارها على الأرض. أشفقتُ أكثر على نفسي المُترَفة التي تدّعي حب القراءة والمعرفة في بيئتها ذات السبع نجوم، بعيدا عن عذابات ضاربة الجذور لأفراد عاشوا وماتوا على هامش الوطن!! أو هكذا نظنهم!
أدركتُ متأخرا للأسف قيمة الشاعر سليمان الفليّح، الذي طالما عرفته هزيلا بشاربيه المعقوفين كأرجل القبقب، وعقاله المائل، يقرأ الشعر في رابطة الأدباء، وأنا البلهاء أنظر إليه بلا عين وأستمع بلا أذن.
نجح طارق في تشجيعي على قراءة أدب البدون مجددا، ومحاولة التركيز على معاناتهم بعيدا عن مجرد الاعجاب بحبكة أعمالهم ولغتهم السردية.
من المهم الاشادة بترجمة أسرار الهزاع التي استطاعت نقل الأفكار الأكاديمية إلى ما يشبه دراسة أدبية ماتعة للغاية. كما أشيد بمراجعة طارق للكتاب، ويتبين ذلك من قلة الأخطاء المطبعية، والتي أعتبرها (كقارئة تتميز بالدقة) جزءا من نجاح أي كتاب.
شكرا لمنشورات تكوين التي أضافت للمكتبة العربية (الخليجية خاصة) كتابا قلّما نجد توفر مادته الهادفة والهامة.
أدب البدون يتميز بالجانب المأساوي كصور تعبيرية وألفاظ ، ويركز على قضية سلب الحقوق وفقدان الهوية ،
لكن في احد الفصول يتكلم الدكتور عن من هو اول شاعر كويتي و اول أديب -يبدو ان سؤال من اتى اولا ومن كتب اولا في جينات كل كويتي- اذ انهت سعدية مفرح هذا السؤال بأن معيار الادب والشعر ليس بالأسبقية التاريخية إنما هو "بالموهبة الشعرية"
تم ذكر الشاعر علي الصافي -رحمه الله- اذ ظهرت ملامح اليأس من هذا الوطن في كلماته " من لحزني حين يغيب الناس في البلاد التي رمت للبحر أصابعها حتى لاتشير إليّ "
كتب عن طريق فحيحيل السريع ( وهو طريق وفاته بيوم العيد) "يالفاحم الجميل يالصوفي في ليلٍ طويل أما أتعبتك الحوادث و الانتظارات ؟! ياحارس الانتظارات والغياب والأرصفة كيف مر بنا العمر كالعاصفة ؟! "
" الشاعر علي الصافي : الروح تشهق في يدي وخديجة لاتحرك ساكنا مُوتي يا آخر الروح البارحة قتلنا وسنموت في أجل مسمى مرارا قُتلت و مرارا صلبت قُطعت يداي و أرجلي من خلاف ونفيت من الأرض "
كتاب قيم جدا تعرفت من خلاله على أدب وأدباء مهمين بالكويت (أدب وأدباء الهامش) الكتاب يكشف عن حالة المعاناة والألم التي يعيشها البدون تجربتي الشخصية مع هذه الفئة لم تكن إيجابية