يصير يعقوب قاضيًا للقضاة في دولة المنسا القويّة، لكنّه يبقى شيخًا مثيرًا للجدل. يستيقظ ضميره عندما يصل إليه حبّاب، القادم لقتله في الأساس، بعد رحلة شاقّة امتدّت على أعوامٍ خمسة، في لهيب الصحراء. خلال هذه السنوات، سحرته مرمدة، لكنّه ظَلّ يحنّ إلى زوجته. بعد تيهٍ طويل، عابرًا في أحداثٍ تشكّل مجتمعةً تاريخًا لشمال أفريقيا ووسطها بأسرها، يعود إلى منزله بجسدٍ منهك، وقلبٍ مثقلٍ بعنف القبائل والنزاع في ما بينها، ولا يعود منتصرًا. كلّ هذا من الماضي البعيد، ولكنّه حاضرٌ بقوّة في زمننا، إذ تحدّد فصول الرواية التاريخية المستندة إلى مجموعة كبيرة من المراجع والمصادر، العلاقة بين دولٍ قديمة، قبل أن تكون دولًا، فترسم العلاقة التاريخية بين القوافل التائهة في الصحراء الأفريقية. هكذا، تتقاطع العلاقة في سردٍ مُحكم، بين ثلاث دول اليوم: «مصر المحروسة» بإرثها الأزهري الكبير، والمغرب الشاهد العملاق على الصحراء، بالإضافة إلى مالي التي كان لنجاة جزء وافر من آثارها دورٌ في استعادة هذا التاريخ.
Mostafa Moussa روائي مصري، مواليد 1967، حصل على ليسانس الحقوق، ثم ماجستير في إدارة الأعمال ، تفرغ للكتابة بجانب الدراسة نُشرت مقالاته و قصصه القصيرة فى مجلة أوكسجين الإلكترونية. ثم صدرت أول رواية له بعنوان "بديعة بدون رخصة" عام 2011، ووصلت قصته القصيرة "مقطع رأسي من أتوبيس النقل العام" إلى التصفيات قبل النهائية لمسابقة متحف الكلمة بأسبانيا عام 2012، وفي نفس العام فاز بجائزة مركز مساواة لحقوق الإنسان بجمهورية مصر العربية في القصة القصيرة عن قصته "قانون على كرسي متحرك". وصلت روايته "السنغالي" الى القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الأدبية في دورتها ال12 عام 2016