أحمد شوقي عبد السلام ضيف الشهير بشوقي ضيف أديب وعالم لغوي مصري والرئيس السابق لمجمع اللغة العربية المصري (13 يناير 1910 - 13 مارس 2005). ولد شوقي ضيف في يوم 13 يناير 1910 في قرية اولاد حمام في محافظة دمياط شماليّ مصر. يعد علامة من علامات الثقافة العربية. ألف عددا من الكتب في مجالات الأدب العربي، وناقش قضاياها بشكل موضوعي.
ألف الدكتور شوقي ضيف حوالي 50 مؤلفا، منها: سلسلة تاريخ الأدب العربي، وهي من أشهر ما كتب. استغرقت منه ثلاثين عاما شملت مراحل الأدب العربي منذ 15 قرناً من الزمان، من شعر ونثر وأدباء منذ الجاهلية وحتى عصرنا الحديث، سردها بأسلوب سلس، وبأمانة علمية، وبنظرة موضوعية. وتعتبر هذه السلسلة هي مشروع حياته بحق. وقد بلغ عدد طبعات أول كتاب في السلسلة العصر الجاهلي حوالي 20 طبعة. نشر وحقق كتابه الرد على النحاة لابن مضاء، وأخرجه من بين المخطوطات القديمة، ودرسه وأعاد نشره. وهو كتاب ألفه ابن مضاء في النحو، يلغي فيها أمورا رأى أنها عقدت النحو العربي وجعلته صعب الفهم. كتاب تجديد النحو. كتاب تيسيرات لغوية. كتاب الفصحى المعاصرة.
وآخر ثلاثة كتب تتكلم عن فكرة تجديد قواعد النحو وتبسيطها، لتصبح أسهل بالتعامل، وأن تبعد الضجر عن المتعلمين لها. وقد أخذت عليها بعض المآخذ، لكن ذلك لم يضر بجودة المشروع بشكل عام. أغلب مؤلفاته القابلة للتحميل: العصر الجاهلي العصر الإسلامي العصر العباسي الأول عصر الدول والإمارات (الأندلس) والإمارات (الشام) عصر الدول والإمارات (الجزائر ـ المغرب الأقصى ـ موريتانيا ـ السودان الفن ومذاهبه في الشعر العربي الشعر وطوابعه الشعبية على مر العصور الحب العذري عند العرب في التراث والشعر والنثر واللغة في الشعر والفكاهة في مصر النقد الأدب العربي المعاصر في مصر البحث الأدبي البلاغة تطور وتاريخ تحريفات العامية للفصحى المدارس النحوية تيسيرات لغوية محاضرات مجمعية من المشرق والمغرب كان الدكتور شوقي ضيف عضوا في مجمع اللغة العربية في سوريا، وعضو شرف في مجمع الأردن والمجمع العراقي. ونال أكثر من جائزة، منها جائزة مبارك للآداب عام 2003، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1979، وجائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 1983. كذلك منح دروعا من عدة جامعات كالقاهرة والأردن وصنعاء.
يتميّز الكتاب بطرح موضوعي و جدا مفيد، و هو سهل القراءة أيضا.
النصف الأول من الكتاب يتحدّث عن العصر الجاهلي عامة، من حيث الطبيعة السكانية للجزيرة العربية و الظروف التاريخية و حتى بعض التفاصيل الدينية و أيضا معلومات حول اللغة العربية نفسها ما بين عمرها و حتى اللهجات أو الألسنة المختلفة، و برأيي هذا الجزء كافيا للرغبة بشراء الكتاب. و هو في كل هذه الأثناء يقوم بذكر مصادره بإستمرار مما يرفع من مصداقية هذا العمل العظيم.
بعد هذا يقوم بالشروع في التحدّث عن الشعر الجاهلي في النصف الآخر من الكتاب فيتحدث عن بعض خصائص الشعر الجاهلي عامة و موقفه من قضية إنتحال الشعر الجاهلي و ثم يتحدّث عن أعظم شعرائها، يذكر خلال ذلك نبذات عن قبائلهم و حياتهم و تاريخ دواوينهم و ثم شعرهم مع تعليق رائع بعد كل مجموعة أبيات يساعد القارئ على تذوّق هذا الأدب.
في النهاية هذا الكتاب يمكن تصنيفه بسهولة كأحد أفضل الكتب التي تناولت موضوع الشعر الجاهلي، و أنصح به لكل من أصابه الفضول تجاه هذا العصر المهم من ثقافتنا.
هذا كتاب سأظلّ أرجع له، فهو لا يقل عن كونه مرجعًا ممتازًا عن العصر الجاهليّ بكافة جوانبه، وكتاب أفتخر بوجوده في مكتبتي على وجه الخصوص وضمن الكتب العربيّة على وجه العموم. وغير كونه كتابًا مهمًّا عن هذا العصر، فهو حجّة قوية في وجه الذين يجزمون أنّ العصر الجاهليّ يتمحور فقط حول قصص الحبّ المحكومة بالفشل ووأد البنات وشرب الخمر، مع أنّ المذكور وُجِد إلّا أنّ العصر الجاهليّ كما بيّن شوقي ضيف في فصول كتابه هذا أوسع من الصورة المتداولة عنه، وأشمل ممّا تتناقله وسائل الإعلام، فكما فيه من الشرّ فيه من الخير أيضًا، وهو مليء بالقضايا والمعارف والعادات المتنوّعة، والجهل في اسمه ليس من الجهل الذي هو نقيض العلم، فلو أنّهم قوم جاهلون لما اختارهم الله لينزل عليهم رسالة الإسلام وما تحدّاهم بلغتهم التي كانوا يتقنونها خير إتقان. عمومًا، يستحقّ هذا الكتاب منّي وقتًا أطول في الكتابة عنه وتحليل فصوله، فلعلّي أخصّص له واحدًا من البحوث التي كُلّفت بإنجازها هذا الفصل ضمن مادّة الأدب الجاهليّ. الكثير من الامتنان لما تضعه دراسة اللّغة العربيّة في طريقي من علوم وعصور أكسب من دراستها والقراءة عنها ذهولًا، وشغفًا، ورغبة أشدّ في الاستزادة والاستفادة.
أجمل ما يمتاز به أدب شوقي ضيف أنه لم يكن مجرد موثق لحالات كل العصور التي تناولها في أدبه فقد أستمتعت بقراءة الجزء الذي خصصه للأدب وناقش بعض المرويات فيه مثلما فعل (عمر فروخ) في موسوعته (تاريخ الأدب العربي) وإن كانت تحاليل ضيف افادتني أكثر. بينما وجدت الجزء الذي خصصه لتاريخ المغرب والأندلس أقلها جودة.
أفاطم , مهلاً بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزمعت صرمى فأجملى وإن تك قد ساءتك منى خليقة فسلى ثيابى من ثيابك تغتسل ِ أغرك منى أن حبك قاتلى وأنك مهما تأمرى القلب يفعل ِ
عنوان الكتاب يوحي بأن محتواه يقتصر على الجانب الأدبي فقط من العصر الجاهلي، و هذا صحيح بعض الشيء، لكن الحقيقة هي أن نطاقه أوسع من مجرد ذلك، فهو يشمل تاريخ العرب منذ بداياته، و تاريخ دويلاته المنتشرة في مختلف أنحاء المنطقة، و يتناول منشأ اللغة العربية و تطورها، و حياة العرب قبل الإسلام من أحوال إجتماعية و معارف و ديانات، و من ثم يصب المؤلف جام تركيزه على الموضوع الأساسي، ألا و هو الأدب الجاهلي، و يفْصُل بين ما يعتبره صحيح و ما يراه منتحل، و هو الكثير منه.
بعد هذا الإطراء، يأتي وقت النقد، فالمؤلف قد أجتهد صراحة في إخراج هذا الكتاب، و التعب الذي بذله فيه واضح للقارئ، لكن الحقيقة يجب أن تقال، و هي بأنه يتحلى بالموضوعية في بعض النقاط، و يتخلى عنها في نقاط أخرى بسبب دوافع دينية، فالبديهي هو أن موضوع العصر الجاهلي له علاقة وثيقة بالإسلام، و لا يمكن مناقشته دون التطرق للروايات الإسلامية و لما يقوله القرآن عن الجاهليين، و طبعاً كون المؤلف مسلم، فهو لا يشك مطلقاً بكلام القرآن، فهو كلام الله المنزل على رسوله بالنسبة له، و هذه نقطة كبيرة ألتفت أحبلة كثير من أسس تحرياته في الشعر الجاهلي منها، و لذلك أرى بأنه وقع في عدد من الأخطاء التاريخية، و في تناقضات كثيرة، سأحاول أن أناقش البعض منها.
(يجب أن أنوه بأن إنتقادي لأي موقف يتخذه المؤلف لا يعني تلقائياً تبنيي للموقف المخالف له، و إنما إنتقاداتي هي موجهة لمنهجه الغير موضوعي في البحث، فمثلاً إنتقادي رفضهُ لجميع أشعار ابن الصلت لا يعني قبولي صحتها، و إنما الهدف هو توضيح عدم سلامة طريقه في الوصول إلى إستنتاجه و تناقض أراءه).
١- في ص ١٩ يصف مكانة مكة في المنطقة بأنها مركز التجارة و ممر للقوافل، و يذكر دليل على حقيقة تواجدها في العصور القديمة من خلال خرائط بطليموس الذي أشار لوجود مدينة أسماها مكربا (كذا عند المؤلف) (macoraba - ماكورابا) . و هذا خطأ شائع، فمكة لا يوجد لها أي آثار حفرية حتى القرن الثامن، و أقدم ذكر لها من مصادر خارجية هو في عام ٧٤١ م، و أقدم خارطة توضعها في مكانها ظهرت في حدود القرن العاشر . (لمعرفة المزيد أقرأ مقالة if mecca did not exist للباحث Daniel janosik).
٢- بعد عرضه لآراء الباحثين المعاصرين عن أصل اللغة الفصحى و مصدرها، يرفض المؤلف هذه الآراء، و يقول في ص ١٣٢: "و واضح إن كل هذه الآراء تعتمد على الفرض و الحدس، و قد أراد بها أصحابها أن يناقضوا أشد مناقضة ما أستقر في نفوس أسلافنا من أن هذه اللهجة الفصحى إنما هي لهجة قريش التي نزل بها الذكر الحكيم" . و مسألة أن أصل الفصحى التي تداولها الشعراء الجاهليون هي الحجازية هو شاذ عن المنطق، فجميع الشعراء هم من الشمال، و لا ترى أحد منهم يذكر مكة أو الحجاز، ما عدا النابغة في أحد أشعاره (ص ٢٨٨) التي يبان فيه الركاكة و الوضع، و له أيضاً رواية تذكر تحكيمه للشعر في سوق عكاظ، و هي قصة متأخرة يُذكر فيها بعض من صحابة محمد (شاعره حسان بن ثابت) . و يذكر المؤلف سبب قلة الشعر عند قريش في ص ٣٣٥ مقتبساً من ابن سلام: "و بالطائف شعر و لكن ليس بالكثير، . . .، و الذي قلل شعر قريش أنه لم يكن بينهم نائرة و لم يحاربوا، و ذلك الذي قلل شعر عُمان" و هو سبب غير مقنع . و أيضاً بما أنه يظن بأن مكة هي كانت دائماً قبلة للتجارة فكيف حافظت إذن على فصاحتها في طوال ذلك الوقت أي ما قبل الإسلام و لكن ما أن أنتشر الإسلام حتى أضطر اللغويون أن يجمعوا اللغة "الفصحى" من خارجها كما يدعي في ص ١٣٦ بسبب دخول الأعاجم فيها أي مكة و تلطيخهم للهجتها؟! . في ص ١٣٥ يذكر بأن سبب تلخبط المستشرقين في أصل الفصحى يعود لعدم فهمهم للقراءات السبع، و يعود مرة أخرى للقرآن ليستشهد منه "ليس بمعقول أن يترك الرسول لغة قومه الذين بعث فيهم إلى لغات أقوام آخرين، و في القرآن نفسه: (و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) فالقرآن بشهادته أنما نزل بلغة قريش، و ما دام المستشرقون يسلمون بأ��ه نزل(؟!) بالفصحى . . ."، و يعود فيناقض نفسه في ص ٣٤١ بالقول : ". . . لأنها معان جديدة لم تعرفها الجاهلية، لا هي و لا كل ما يتصل بها من ألفاظ القرآن و أساليبه" فهل نزل القرآن بلغة قومه أم لا؟، هل أتخذ الشعراء الجاهليون لغة قريش كلغة فصحى أم لا؟، فهو يصر على أن الفصحى التي أستخدمها الشعراء الجاهليون هي القرشية و في نفس الوقت يقول بأن لغة القرآن هي أيضاً الفصحى و مع ذلك يرى بأنه لا يجب أن تتشابه ألفاظ الشعراء مع ألفاظ القرآن؟! . و الحقيقة هي بأن جميع الأدلة تشير بأن الفصحى مصدرها شمالي، بدءاً من أصل اللغة و رسمها النبطي، إلى تشابه اللغة الشمالية بلغة القرآن و تأثرها بالأرامية، إلى المناطق التي ظهر منها الشعراء الجاهليون أنفسهم، و هذا كله يفتح المجال للتساؤل عن المنطقة التي أنطلق منها القرآن، و هذا ما لا يريد المؤلف الدخول فيه.
٣- في ص ١٤٠ يرفض بأن كان لهم أي كتاب قائلاً: "و لو أنهم كان لهم كتاب جمعوا فيه أطرافاً من أشعارهم لما أطلق الله جل و عز على القرآن اسم الكتاب، فلا كتاب لهم من قبله لا في الدين و لا في غير الدين"، و في ص ١٤١ يستدل مرة أخرى بالروايات الإسلامية و يقول: "إذا كان القرآن الكريم على قداسته لم يجمع في مصحف واحد إلا بعد وفاة الرسول، . . .، فذلك وحده كاف . . لم تنشأ عندهم في الجاهلية فكرة جمع شعرهم أو أطراف منه في كتاب"، و الفقرة نفسها توضح سبب تأخر تدوين القرآن، و هو قداسته!، و لذلك لا يجب الإستدلال بتلك الحجة.
٤- في الفصل الخامس (رواية الشعر الجاهلي و تدوينه)، يحاول المؤلف إنقاذ الشعر الجاهلي بوضع لوم الإنتحال كله على رواة الكوفة (حماد الراوية)، بهدف إظهار رواة البصرة (أبو عمرو بن العلاء، و الأصمعي) على أنهم مصداقون لا يجب أن نرتاب من روايتهم إلا في حال الإضطرار، و أطال بشكل متسع في ذكر تقواهم و خصالهم الحميدة . لكن هذا لا يثبت أصحية الشعر الجاهلي الذي يروونه، فمصداقيتهم لا قوة لها في ضمانة أن الشعر الذي وصلهم من زمن يبعد قرون عن زمنهم هو نفسه كما هو، و إن كان يريد إثبات سلامة الأشعار التي يروونها فيجب أن يحقق في خلفية جميع الأشخاص الذين تواتروا الشعر حتى وصل إلى أيدي بن العلاء و الأصمعي، و هو يذكر في ص ١٧٠ بأن التغير في الشعر قد حدث بلا شك و مع ذلك يرى بأنه يجب تصديق ما ينقله الرواة الثقة . و المؤلف يرفض الشبهات حول الأصمعي التي ذكرها عنه معاصروه . و من ثم يتضح بأن الأصمعي نفسه أخذ أشعار أمرؤ القيس من حمادة الراوي كما يذكر في ص ٢٤٤ (المؤلف يرفض معظم أشعار أمرؤ القيس، لكن يظل من المشبوه أن يأخذ راوي ثقة من منتحل أشتهر بدنائته خلال زمنه) . و هو يرفض توثيق راوي قد وثقه رواة ثقة آخرون، و يقول في ص ١٥٥: "أما أبو عبيدة معمر المثنى فولد حوالي سنة ١١٠ و توفي حوالي سنة ٢١١ و هو من الموالي و كانت فيه نزعة شعوبية صارخة، و لكن الرواة وثقوه و ينبغي أن لا نتبعهم في توثيقه و أن نقدم عليه الأصمعي و أبا زيد".
٥- في ص ١٦١ يقول بأن عاد و ثمود لا بقية منهم، و يستدل بذلك من آيات القرآن . و هذا غير صحيح، فثمود ليست قبيلة صغيرة لكي تنمحي بأكملها كما تعرضها الروايات الإسلامية، و إنما ثمود هم العرب أنفسهم!.
٦- في ص ١٦٨ يستدل على جاهلية شعر من خلال "التهتك الخلقي" فيه، متغافلاً عن نفس التهتك الخلقي المتواجد في الأشعار على مر العصور الإسلامية . و هناك تناقض أيضاً في ذلك، و هو إن أخذنا بهذا المعيار أفلا يجب أن نرفض أشعار النابغة و زهير لصونهم للأخلاق في أشعارهم على عكس "التهتك الأخلاقي" للوثنيين؟.
٧- يرى المؤلف بأن جميع أشعار أمية بن أبي الصلت هي منحولة، و سبب ذلك هو التشابه الكبير بين أشعاره و القرآن، و ذكره لبعض قصص الأنبياء . و المؤلف يرفض أي شعر يردد ما هو يظنه حصري في الإسلام، و يقول عن شعر للأعشى في ص ٣٤٢ : "نحن لا نشك فقط في هذه القصيدة، بل نشك كذلك في القصائد الأخرى التي تردد معاني الإسلام و مثاليته الخلقية أو تردد بعض المعاني المسيحية" . و أمية ابن الصلت كما تقول الروايات كان نصرانياً مال للحنيفية و لذلك لا أرى أن يكون من الغريب أن يكون مطلعاً على قصص الأنبياء، و لا يبدو من المنطقي أن ينحل المسلمون عليه أشعار ترفع من شأنه و تبين تدينه بينما هو كان منافساً لمحمد و عده الكثيرون عدواً له (هذا رأي ابن كثير أيضاً) . و تفاسير القرآن ترى بأن الآية ٧:١٧٤ و التي بعدها هي موجهة لابن الصلت: "و أتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين" . و هناك حديث حكمه صحيح في صحيح مسلم يقول: "ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، فقال: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟ قلت: نعم، فقال: هيه، فأنشدته بيتاً، فقال: هيه، ثم أنشدته بيتاً، فقال: هيه، حتى أنشدته مائة بيت" و للألباني تكملة لهذا الحديث في صحيح الأدب المفرد تقول: "إن كاد ليسلم" . كما أن ابن الصلت في أحد أشعاره يسمي الملائكة بمسماهم التوراتي (الكروبيم): "ملائكة لا يفترون عبادة - كروبية منهم ركوع و سجد".
٨- يقول في ص ٣٤٣ إن لفظة الرحمن لم تشع إلا في الإسلام من قول القرآن عبارة البسملة . و هذا غير صحيح إطلاقاً، فالرحمن هو الإله الذي أنتشرت عبادته في جنوب الجزيرة و قابله الإله الله في غربها، و هو يُذكر أيضاً في النقوش الصفائية في الشمال في تدمر . و خلال توسع الجنوبيون نحو الشمال في القرن السادس وضِعَ الإلهين جنباً بجنب بهدف محاولة توحيد المنطقة . و القرآن نفسه يذكر هذا في الآية ١٧:١١٠ "قل أدعوا الله أو أدعوا الرحمان أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى"، و وجد نقش يذكر عبارة "بسم الله الرحمن" لكن دون صفة الرحيم التي ربما أضيفت لاحقاً بعد إتمام التوحيد . (لمعرفة المزيد أقرأ مقالة the pre-islamic basmala للباحث أحمد الجلاد).
٩- يبدو واضحاً مما يذكره المؤلف في هذا الكتاب عن اليهود بأنه لا يخفي كرهه لهم، و يقول عن شعرائهم في ص ٣٩٠ : "و الحق أن الشعر المضاف إلى يهود الجاهلية من أمثال السموأل ينبغي أن نحذر منه، و خاصة حين يُعلى من أخلاقهم و يسمو بها، أو حين يندمج في بعض ما يردده القرآن الكريم من أفكار و معان لم تكن معروفة قبله" . فهو حقاً يعتقد بدون أن يتخلله أي شك بأن القرآن هو كلام إله قد أنزله على رسوله، و بأنه يطفو متعالياً عن أي تأثر سابق من العوامل المحيطة و لا يستقى منها محتواه، و بأن لا يوجد للقرآن شبيه قبله في أي ناحية من نواحيه؟!.
و أما عن مسألة أصل الساميين، و بأنهم كما يراهم قد نزحوا من الجزيرة العربية و أنتشروا في المنطقة خلال العصر النحاسي، فهذه فرضية قديمة لا أظن بأن أي باحث يظن بها في هذا الزمن، و إنما الأموريون (أي الساميون) كانوا منتشرين في المنطقة منذ فترة ما قبل التاريخ . و ظهور الشعوب و إختلاف مسمياتهم هي مسألة لطالما أضلت الباحث و جعلته يجري خلف سراب، باحثاً عن هجرات أنجبت شعوب "جديدة"، بينما هذه الهجرات لم تحدث في الواقع إلا قليلاً . كالفينيقيين مثلاً، الذين أصلهم جعله الكثيرون أحجية يصعب حلها . و كأن من المستحيل أن يكون ذلك ممكناً لم يستدركوا بأن الفينيقيين مجرد كنعانيون تحت تسمية أخرى، متأثرون بوهم أن هناك فواصل بين كل شعب و آخر على حسب التسمية، و هذا ما يطلق عليه ريتشارد دوكنز "إستبداد الذهن المتقطع" في تعامل الكثير من الناس مع علم الأجناس.
يُحاول ضيف ان يقيم بيتاً من انقاض الشعر الجاهلي الذي قد اطاح به طه حسين قبل ذلك و قد فعل المستشرقون قبل طه حسين و من قبلهم جميعاً قد نزع اساس هذا البيت عبدالملك ابن قريب الاصمعي فلم يبق لنا إلا نتيجة واحدة وهي ان الشعر الجاهلي منحول فيزمع ضيف ان يبدأ من حيث انتهوا جميعاً فيقر بأن الشعر الجاهلي منحول في عصور تالية للإسلام إلا انه ليس منحولاً كله في محاولة للبرهنة علي المعلقات و غير و قد قال الاصمعي ان ما يعرفه من المعلقات هو من رواية خلف الاحمر و هو تنويه من الاصمعي ان هذا الشعر غير صحيح النسب اما ما يدعيه ضيف فهو ما اقدر علي اعتباره غير صحيحاً صحيح هناك شعر صحيح و هو ما رواه الاصمعي نفسه و المفضل الضبي اما المعلقات فلا سبيل لصحتها واهم شئ في الكتاب هو سرد التاريخ لا قضية الشعر الجاهلي
بعد قراءة دامت قرابة الشهر أتممت قراءة كتاب العصر الجاهلي للأديب المصري شوقي ضيف.
هذا الكتاب ركيزة أساسية لمحبّي الاطلاع على تاريخ الأدب العربي ونشأته، وهو أوّل كتاب في سلسلة "تاريخ الأدب العربي" التي تحتوي على العديد من الكتب الموثّقة للحقب المختلفة للأدب العربي.
أسلوب شوقي في الكتابة وبساطته رائع جدًا، لا يبتذل الكلام ولا يتباهى بمفرداته الصعبة. يُوصِل رسالته بأبسط وأبهى حلَّة للقارئ.
يتناول الكتاب أعظم شعراء العصر الجاهلي وقبائلهم وأشعارهم وتاريخ حياتهم، ويتحدث شوقي في الكتاب بالخصوص عن بدايات الشعر مع امرئ القيس وينهي الكتاب مع اقتراب العصر الاسلامي.
كتاب رائع جدًا، وأنصح جُلَّ المهتمين بالأدب العربي بقراءته في أقرب فرصة سانحة.
كيف لنا أن نقيم كتاباً لد.شوقي ضيف؟! الكتاب من البداية إلى النهاية مشوق في عرضه لا يغفل أي جانب ولا يستطرد كثيراً، يقول لك ما يفيدك، ويدخلك في عالم العرب، تاريخهم وعاداتهم وشعرهم ولغتهم وأقوامهم ودياناتهم، وخطبهم وأنسابهم.. هذا العرض لم يتعد ال500 صفحة، إيجاز شائق وتفصيل عميق، لا يغفل ما تعرض له المستشرقين والأدباء العرب خاصة طه حسين، ويرد عن دعواتهم في أسلوب غني لغوياً، جميل فنياً. كتاب مهم لكل مبتدأ في التخصص في اللغة العربية
وجبة دسمة يقدمه شوقي ضيف، رحمه الله، عن تاريخ آداب اللغة العربية في عصر الجاهلية. قرأته أول مرة وأنا طالب في المرحلة الثانوية، وظللت اعود إليه مرة تلك مرة، ولعل هذا مرجعه أسلوب الراحل شوقي ضيف الذي يمزج بين لغة سهلة ملتزمة، وبنية علمية منهجية في عرض تطور اللغة العربية وآدابها في هذه الفترة من عمرها. الكتاب، جزء من موسوعة ضخمة عن تاريخ الأدب العربي، ولكن الكتاب والموسوعة، أحسن ما قرئت في هذا المجال، حتى بالمقارنة بتاريخي الرافعي وبروكلمان.
ما اعجبني في هذا الكتاب انه كان يتكلم بموضوعية متناهية..ولم يكن منحازا ابدا بل كان دقيقا وواضحا طريقة التصنيف جميلة ايضا ومرتبه لا اعرف ماذا اقول ولكني تعلمت الكثير..واتمنى ان لاتخلو اي مكتبة مدرسية منه كمرجع لاساتذة اللغة العربية والطلاب ايضا
العصر الجاهلي هو الكتاب الأول في سلسة الدكتور شوقي ضيف: تاريخ الأدب العربي. وثاني قراءة لي في السلسلة بعد كتاب العصر العباسي الأول. في المقدمة يشير ضيف ويعدد مناهج البحث العلمية التي استخدمها المستشرقين الأوائل قبيل تصنيف العلوم الانسانية (الادب، التاريخ...) وذلك ان القدماء اسقطو نظريات العلوم الطبيعية كالتطور الداروينية وغيرها على علوم الادب. الى ان صنفت علوم التاريخ وعلم النفس فاصبحت نظريات هذه العلوم تستخدم في مباحث الآداب. ومن خلال هذا المدخل يشير شوقي انه يزاوج بين كل هذه النظريات ويستخدمها في التنقيب عن الادب الخاص في التراث العربي وليس الادب العام كما مضى كورمان والمستشرقين قبله وبعده. يحدد العصر الجاهلي كما ذهب الجاحظ الى تحديده بما بين ١٥٠ الى ٢٠٠ سنة قبل البعثة النبوية، مع شعر مهلهل بن ربيعة وامرؤ القيس. وكعادته في كل عصر يفصل في البداية الاحوال السياسية العامة السائدة والمؤثرة الي جانب الجوانب الاجتماعية والعناصر المكونه للمجتمع والحال الاقتصادي في ذلك العصر وفي ما يخص المعارف انتقد ضيف تصور اغلب المستشرقين والمؤرخين غربيين كانو ام ابناء محليين ان العرب ليسو اصحاب علوم وصناعة كما قال ابن خلدون، او ان العربي مادي ضيق الخيال والعواطف كما قال اوليري او بما ذهب بعضهم بتفضيل الجنس الآري على الجنس السامي كأن الحضارة لا يقوم عليها الا جنس واحد، انما الحضارة هي نتاج عمل متشارك متساوي بين جميع الاجناس ولا فضل لجنس على الاخر.
وفي ما يخص قضية نحول الشعر الجاهلي فأن شوقي ضيف رد على الاسباب والادلة التي استند عليها صاحب الفرضية: الرد على شبهة ان تكون الرواية الشفوية هي التي حفظت الشعر ونقلته الي عصر التدوين او العصر العباسي. يبين شوقي ضيف كيف استطاع الرواة حفظ الاشعار بالاسانيد وسلسلة الرواية لم تنقطع الى عصر التدوين الرد على قول ان الشعر الجاهلي لا يمثل العصر الجاهلي او الحقبة ولا يعرض تراثهم الوثني والنصراني وأصحابه لا يعرفون التثليث انما هم مسلمون موحدون. يبين شوقي ان اقول مارجليوث تناقض ما جاء من كم هائل من شعر الاصنام التي اوردها الكلبي في كتاب الاصنام الرد على ان لغة الشعر ذات وحدة ظاهرة، وانها نفس لغة القرآن ولا يظهر اختلاف اللهجات خاصة أن الحميريين كان لهم لغة مغايرة تماما. يبين شوقي أن لغة القرآن الفصحى كانت السائدة في الجاهلية وان الشعراء منذ فاتحة هذا العصر كانو ينظمون الشعر بها وانها كانت لهجة قريش. والفصحى كانت لغة الادب العامة. اما ان الشعر لا يمثل لغة حمير فهذا طبيعي لانها ليست لغته وقديما قال ابوعمرو بن العلاء: " اما لسان حمير واقاصي اليمن ليس بلساننا ولا عربيتهم عربيتنا". الرد على الاشكال الاخير الذي عرضه مرجليوث زاعما ان النقوش المكتشفه للممالك الجاهلية المتحضرة وخاصة اليمنية لا تدل على وجود شعر او نشاط شعري. فكيف لبدو غير متحضرين أن ينظمو هذا الشعر بينما لم ينظمه من تحضرو. دحض بروينلش هذا الدليل لا نظم الشعر لا يرتبط بالحضارة ولا بالثقافة والظروف الاجتماعية، وهناك قطريون او بدائيون لهم شعر كثير الاسكيمو.
تاريخ الأدب العربي : الأدب الجاهلي - شوقي ضيف أول ما أبدأ به هو أن قراءة هذا الكتاب هي محاولتي الأولى لفهم الأدب العربي بطريقة متسلسلة و منهجية الى حد ما، على أمل قراءة بقية السلسلة خلال هذا العام ان شاء الله. يبدأ الكتاب بمناقشة من هم العرب الذين تحدثوا العربية و يوضح ممالكهم و قبائلهم الأساسية و العشائر التي تحتويها، كما يتطرق الى مواطنهم في شبه الجزيرة العربية و حدودها. ينطلق بعدها الى مناقشة تطور اللغة العربية عن أصلها و اختلافها عن شقيقاتها من السريانية و الأكادية و غيرهن، و يتطرق الكاتب أيضاً للألحان المختلفة في اللغة نتيجة تباعد متحدثيها كاالكشكشة و هي إبدال الكاف شيناً و ما شابهها من الاختلافات في اللهجات.
ينتقل الكتاب بعدها ليوضح الفرق بين عربية قريش و بقية القبائل و يبين الاصطلاح عليها بين الشعراء و المتأدبين بأنها الفصحى التي يكتب بها ( يكتب بها مجازاً لأن التدوين لم يكن من سمات العصر الجاهلي)الشعر و النثر. يبدأ من بعد هذه المقدمة التطرق الى الأدب الجاهلي ، رواية و تدويناً و ما شابه من انتحال.
رصد الكتاب تاريخ الأدب الجاهلي بصورة ممتازة، يشوبها قليل من الإطناب في بعض مواضع المقدمة ، و التي قد تكون ذات فائدة للمتخصصين في الأدب. و من ثم تتبع سير عدد من الشعراء وشعرهم مع التطرق الى ما ثبت نسبته لهم و ما يظن ظناً أنه من إنتاجهم . من بين من تم ذكرهم أكثر من شدني هو النابغة الذيياني مما حثني على تتبع حياته من مصادر أخرى. يتميز الكتاب بلغة رصينة بها شيء من النفحات الأكاديمية دون إسراف مع توضيح كل ما صعب فهمه من أبيات الشعر أو الاقتباسات المختلفة. ختاماً أعتبر كتاب الشعر الجاهلي مدخلاً ممتازاً لمن يود الفهم و الاستمتاع بالانتاج الأدبي للعصر الجاهلي.
أضاء كتاب الدكتور شوقي ضيف مساحات كبيرة من المعرفة كنت أنشدها عن العصر الجاهلي وتطور اللغة العربية عن اللهجة الثمودية واللحيانية اعتماداً على النقوش الموجودة في بعض الأماكن في الجزيرة العربية ،
كذلك حسم الجدل في مسألة الشعر الجاهلي وموثوقيته ، و أنه ليس منحولاً كله كما يدعي الدكتور طه حسين وبعض المستشرقين، والذي يوضح اللبس الموجود من ناحية ورود بعض المعاني القرآنية والدينية في الشعر الجاهلي مما فتح باب الكثير من الدعاوى من أن بعض المعاني القرآنية موجودة في الشعر الجاهلي،
كما وضح مدى مصداقية رواة الشعر الجاهلي، حيث كان البعض يضيف للشعر الجاهلي من كتاباته كخلف الأحمر أو متهم في نقله كهشام بن محمد بن السائب الكلبي والذي يُضَمِّن معانٍ إسلامية خالصة في الشعر الجاهلي ،والذي بدوره -محمد بن هشام الكلبي-هناك خلاف حول مدى مصداقيته في كتب الجرح والتعديل بين المذاهب المختلفة، وهو ما اتضحت حقيقته من طريق آخر وهو تفرده بمرويات دوناً عن غيره من الرواة
كتاب فيه كثير من الزخم المعرفي، والذي يفتح الذهن على كثير من الأسئلة
كتاب عظيم جدًا، على كل دارس للأدب العربي أن يقتنيه، يعتمد الكتاب على السرد التاريخي للأحداث أكثر من اعتماده على دراسة الشعر الجاهلي وتحليله، وهو بذلك ثري من الناحية التاريخية، لكن باعتقادي هناك ما هو أفضل منه أدبيًا.
بعد قراءة دامت قرابة الشهر أتممت قراءة كتاب العصر الجاهلي للأديب المصري شوقي ضيف.
هذا الكتاب ركيزة أساسية لمحبّي الاطلاع على تاريخ الأدب العربي ونشأته، وهو أوّل كتاب في سلسلة "تاريخ الأدب العربي" التي تحتوي على العديد من الكتب الموثّقة للحقب المختلفة للأدب العربي.
بدأت هذا الكتاب في بداية العام السابق ضمن مشروع قراءة في تاريخ الأدب العربي كان يفترض أن يشمل كل أجزاء هذه السلسلة ..لكنني لم أفلح في إنهاء الأول منها حتى الآن
تحديث: أنهيت الكتاب أخيرا الحمدلله ولكنني لا أنوي المتابعة مع بقية أجزاء السلسلة مباشرا ليس لأي عيب في الكتاب بل لأنني أريد كتابا مختصرا قبل أن أدخل في تفاصيل المجلدات التسعة الماضية ولهذا فسأتجه إلى كتاب الزيات الذي يجمع كل تاريخ الأدب في مجلد واحد أسلوب شوقي ضيف سلس وكتابته جميل والخاتمة تحوي ملخص الكتاب
أنا احب شوقي ضيف لذلك أود أن أقرأ عنه ممححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت
This entire review has been hidden because of spoilers.