فى هذا الكتاب الممتع يتجول بنا الدكتور يوسف زيدان فى الحديقة الوارفة لشعر الصوفية؛ إذ يقدم أربعة عشر شاعرًا صوفيًّا لم يكونوا من الأسماء المشهورة. فى هذا السياق يكشف عن سيرهم ويذيقنا بعضًا من أشعارهم التى تحمل قيمة روحية عالية، وتجارب إنسانية مدهشة؛ ترتقى بالنفس وتنقلها من صخب الحياة إلى ضفاف هادئة من المحبة والعرفان والبحث عن حقيقة الوجود. كما يذيل المؤلف كتابه القيم بخاتمة مستفيضة عن الشعر الصوفى، متتبعًا أهم موضوعاته، ومراحل تطوره؛ سواء العربية أم الفارسية، وكذا موقع الشعر الصوفى من الدراسات المعاصرة. وقد لاقى هذا الكتاب استحسان القراء فنفدت طبعتاه السابقتان فى زمن قياسى
Director of the Manuscript Center/Museum, the Bibliotheca Alexandrina. Professor of Philosophy and History of Science.
Awards and Grants: - 2009 International Prize for Arabic Fiction (IPAF) In Association with the Booker Prize Foundation - Imam Muhammad Madi Abul-‘Aza’im Award in the field of Islamic studies in 1995. - ‘Abdul-Hamid Shuman Prize in the field of social studies in 1996 for his book Fawā’ih al-Jamāl wa Fawā’ih al Jalāl- ‘Fragrance of Beauty & Revelations of the Magestic’ by Nijm al-Dīn Kubrā. - A special Award from the International Academy of Learning in 1996 for his academic corpus.
كنت أتمني ان يزيد اعداد الشعراء اكثر لننهل المزيد مقتطفات من كتاب شعراء الصوفيه المجهولون ليوسف زيدان
١-سمنون المحب
وليس لي في سواك حظٌ فكيفما شئت فامتحني إن كان يرجو سواك قلبي لا نلتُ سؤالي ولا التمني ------------------- بكيت ودمع العين للنفس راحهٌ ولكن دمع الشوق يُنكي به القلبُ وذكري لما القاه ليس بنافعي ولكنه شئٌ يهيج به الكربُ فلو قيل ما انت؟ لقلت معذبٌ بنار مواجيدٍ يُضرمُها العتبُ بليت بمن لا استطيع عتابهُ ويعتبني حتي يقال لي الذنبُ ------------------------ أفديك بل قل ان يفديك ذو دنف هل ف المذله للمشتاق من عار بي منك شوقٌ لو ان الصخر يحملهُ تفطر الصخر عن مستوقد النار قد دب حبك ف الاعضاء من جسدي دبيب لفظي من روحي وإضماري ولا تنفست الا كنت مع نفسي وكل جارحهٍ من خاطري جاري --------------------------- وكان قلبي خالياً قبل حُبكُمُ وكان بذكر الخلق يلهو ويمزحُ فلما دعا قلبي هواك أجابه فلست اراه عن فنائك يبرحُ رُميتُ ببينٍ منك ان كنت كاذباً اذا كنت ف الدنيا بغيرك افرحُ وان كان شئ ف البلاد بأسرها اذا غبت عن عيني بعيني يلمحُ فإن شئت واصلني وان شئت لا تصل فلست اري قلبي لغيرك يصلحُ --------------------------- أنا راض بطول صدك عني ليس الا لان ذاك هواكـــا فامتحن بالجفاء صبري علي الود ودعني معلقا برجاكـــا ------------------------ شَغلت قلبي عن الدنيا ولذتها فأنت والقلبُ شئٌ غير مفترقِ وما تطابقت الاحداق من سنهٍ الا وجدتك بين الجفن والحدقِ ----------------------- احن بأطراف النهار صبابهً وبالليل يدعوني الهوي فأُجيبُ وايامُنا تفني وشوقي زائدٌ كأن زمان الشوق ليس يغيبُ ---------------------- اُمسي بخدي للدموعِ رسوم اسفاً عليك وفي الفؤاد كلوم فالصبر يحسنُ ف الشدائد كلها الا عليك فإنه مذمــوم --------------------- كان لي قلبٌ أعيش به ضاع مني ف تقلبهِ رب فاردُدهُ علي فقد ضاق صدري ف تطلبه واغث ما دام بي رمقٌ ياغياث المستغيث بهِ -------------------------------------------- ٢-ابو علي الروزباردي:
تشوقت القلوب لمشاهده ذات الحق فأُلقيت اليها الأسامي فركنت اليها والذات مستتره الي أوان التجلي فذلك قوله تعالي"ولله الاسماء الحسني فادعوه بها" فوقفوا معها عن إدراك الحقيقه فأظهر الأسامي وابداها للخلق لتسكين شوق المحبين له وتأنيس قلوب العارفين به" ------------------------- روحي إليك بكلها قد أجمعت لو ان فيك هلاكها ما أقلعت تبكي إليك بكلها عن كلها حتي يقال من البكاء تقطعت فانظر اليها نظرهٌ بتعطُفٍ فلطالما متعتُها فتمتعت ----------------------------- من لم يكن بك فانيا عن حبه وعن الهوي والأنس بالاحباب او تيمتهُ صبابهً جُمعت له ما كان مفترقاً من الأسباب فكأنه بين المراتب واقفٌ لمنال حظٌ او لحسن مـــآب -------------------------- لو كلُ جارحهٍ مني لها لغهٌ تُثني عليك بما اوليت من حُسنٍ لكان ما زاد شكري إذ شكرتُ به اليك ازيد ف الإحسان والمنِ ------------------------------------------- ٣-شهاب الدين السهروردي
قل لاصحابي رأوني ميتا فبكوني اذ رأوني حزنا لا تظنوني بأني ميتٌ ليس ذا الميت والله أنا أنا عصفور وهذا قفصي طرتُ عنه فتخلي رهنا وانا اليوم اناجي ملأ واري الله عيانا بهنا فاخلعوا الأنفس عن أجسادها لترون الحق حقاً بينا ---------------------------------------- ٤-ابو مدين الغوث:
تملكتم عقلي وطرفي ومسمعي وروحي واحشائي وكلي بأجمعي وتيهتموني في بديع جمالكم ولم ادر ف بحر الهوي اين موضعي واوصيتموني لا أبوح بسركم فباح بما اخفي تفيض ادمُعي ولما فني صبري وقل تجلُدي وارقني نومي وفارقت مضجعي وشكوت لقاضي الحب قلت أحبتي جفوني وقالوا انت للحب مدعي وعندي شهودٌ اربع يشهدون لي غرامي ووجدي والسقام ومدمعي فإن طلبوا مني حقوق غرامهم فإني فقيرٌ لا علي ولا معي وإن سجنوني ف سجون جفاهم دخلتُ عليهم بالنبي المُشفعِ ------------------------------- يامن علا فرأي ما في الغيوب وماتحت الثري وظلام الليل مُندلُ انت الغياث لمن ضاقت مذاهبُهُ انت الدليل لمن حارت به الحيلُ إنا قصدناك والامال واثقهٌ والكل يدعوك ملهوفٌ ومبتهلُ فإن عفوت فذو فضلٍ و ذو كرم ٍ وإن سطوت فأنت الحاكمُ العدلُ -------------------------------- اهل المحبه بالمحبوب قد شُغلوا وفي محبتهِ أرواحهم بذلوا وخربوا كل ما يفني وقد عمروا ما كان يبقي فيهاحُسن الذي عملوا لم تلههم زينه الدنيا وزخرفها ولا جناها حُلي ولا حُللُ هاموا علي الكون من وجدٍ ومن طربٍ وما استقل بهم ربعٌ ولا طللُ داعي التشوف ناداهم واقلقهم فكيف يهنوا ونار الشوق تشتعلُ!؟ من اول الليل قد سارت عزائمُهُم وفي خيام حمي المحبوب قد نزلوا هُــم الاحبـــه ادنـاهُم لانـهـمُ عن خدمهِ الصمد المحبوب ما غفلوا سبحان من خصهم بالقرب حين قضوا في حُبهِ وعلي مقصودهم حصلوا ---------------------- فإذا نظرت بعين عقلك لم تجد شيئا سواه علي الذوات مصورا واذا طلبت حقيقهً من غيرِهِ فبذيل جهلك لا تزال مُعثرا ------------------------------------------ ٥-رشيد الدين بن خليفه
سر المُحب بدمعهِ إعلان فمتي يكون مع الوري كتمان ارايتما يا صاحبي فتي تذل له الاسود تذلهُ الغزلان ما كنت ممن يسترق فؤادهُ عشقاً ولكن الهوي سلطان هل ترحمُ الصب الكئيب بزورهِ يامن جميع فعاله إحسان تلقي فتي رحب الفنا ذا عفهٍ طلق المُحيا قلبه ولهان ---------------------------------------- ٦-نجم الدين كبري ------------------------------------- ٧-ابو الحسن الشُشتري
قسماً لمن ذُكر العقيق لاجلهِ قسم المحب بحبهِ ويمينهِ ما لي سواكم غير أني تائبٌ عن فاترات الحب او تلوينهِ ما لي اذا هتف الحمام بأيكه ابداً احن لشجوه وشجونهِ فإذا البكاء بغير دمع دأبُهُ والصبُ يجري دمعهُ بعيونهِ ------------------------------ سلوي مكروه وحبك واجبُ وشوقي مقيم والتواصل غائبُ وفي لوح قلبي من ودادك اسطرٌ ودمعي مدادٌ مثلما الحسن كاتبُ وقارئ فكري للمحاسن تالياً علي درس آيات الجمال يواظبُ أنزه طرفي في سماء جمالكم لثاقب ذهني نجمُها هو ثاقبُ حديثٌ سواك السمع مني مُحرمٌ فكلي مسلوب وحسنك سالبُ يقولون لي تُب عن هوي من تُحبه فقلت عن السلوان أني تائبُ عذاب الهوي عذابٌ لدي كل عاشقٍ وان كان عند الغير صعبٌ وواصبُ ------------------------------------------ ٨-نجم الدين بن اسرائيل
وإن دعا غيرك داعٍ فما احسب الا انه قد دعاك وان بكي صبٌ حبيباً فما احسب الا انه قد بكاك يا جُمله الحب وتفصيلهُ اجملت إذ فرغتني من سواك ويا غنياً عن غرامي بهِ من لي بأن يرحم فقري غناك ملأت كل الكون عشقاً فما اعرف قلباً خالياً من هواك ---------------------------------------- ٩-شهاب الدين بن الخيمي
صَاحِ قُل للطبيب ما هي حُمي تلك نار اشتياق قلبي اليهم وخروج المياه من جسمي المضني بُكا أعين المسام لديهم ما شفاني بكاءُ عيني حبتي ساعدتني عيون جسمي عليهم ------------------------------------------- ١٠-ابن اسعد اليافعي
كن عن همومك معرضا وكل الامور الي القضا فلربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا ولرب امرٍ متعبٍ لك في عواقبهِ رضا وابشر بعاجل فرجه تنسي بها ما قد مضي الله يفعل ما يشاء فلا تكن متعرضا ----------------------- فيارب اصلحنا وطهر قلوبنا وطيب ووفقها لما هو اصوبُ وزك نفوساً جامحات غدت بنا بوادي الهوي ف جانب الغي تلعبُ والقلب ايد كي بحق يردُها بعسكر تور الروح يعلو ويغلبُ وسامح بأقوال بها صرت عامراً لساني مدي عمري وقلبي مُخربُ احسن قولاً والفعال قبيحهٌ فما صدقُ قولٍ والفعال تكذبُ فيا ليت شعري ما اقولُ بموقفٍ اذا قيل كم يا يافعي النحس تكذبُ؟ ----------------------------------------- ١١-برهان الدين بن زقاعه
رأي عقلي ولبي فيه حارا فأضرم في صميم القلب نارا وخلاني ابيت الليل ملقي علي الأعتاب أحسبه نهارا اذا لام العوازل فيه جهلا اصفه لهم فينقلبوا حياري ------------------------------------ ١٢-عبد الهادي السودي اليمني
يا مُقعد العزمات يا عبد الهوي يا بانياً والبينُ يهدم ما بني زُرني أعلمك الهوي وفنونهُ واشتمَّ أنفاسي يزُل عنك العنا فانا إمامُ جيوشه وجنوده وانا الدليلُ لهم علي كنز الغني لي ف الغرام حقائقٌ ودقائقُ من نالها او نال بعضها نال الهنا يا نازلين علي مني وحياتكُم ليس القتيل بحبكُم الا أنا لكم الجمال بديعُهُ وغريبهُ والحب لي ما شط منه وما دنا لا تحسبوني خائفاً من هجركم او راجياً لدوام وصلٍ يُجتني هيهات لي شغلٌ بكم عن ذا وذا وبكم عليكم ف الهوي اذلالنا --------------------- لقد غنَّي الحبيب لكل صبً فأين الراقصون علي الغناء ايشدو من تحب وانت قاسٍ وترضي بالقساوه والعناء اذا كنت صبا مستهاماً فمل طرباً كغصنٍ ف هواء وقل للعاذلين دعوا ملامي فإن العذل عندي كالهباء أفي اهل الهوي وعريب نجدٍ اطيعكُم وقد سكنوا حشائي معاذ الله ان أصغي إليكم نعم القي ملامكم ورائي ---------------------------------------- ١٣-ابو الوفا الشرقاوي
افمسلمون وامهٌ اشلاء لاميتون ولا هم احياء يهنون والإسلام اشرف منزلاً ومحمدٌ مما لقوه براء قد أثقلوا الاسلام عن وثابتهِ وهم عليه معرهٌ وبلاء ف كل دهرٍ سقطهٌ عُرِفت لهم وبكل قُطرٍ منهم الغوغاء داستهم أمم تَجدُّ الي العلا ف الارض لم يلحق بها أعياء وهم اذا قرع العصا ذو مطمعٍ ضُربت عليهم ذلهٌ وشقاء او كُلما مستهم يد غاصبٍ سقطوا كذلك يفعل الجبناء فكأنهم لم يسري ف اعراقهم من سابقيهم غيرهٌ وإباء لا يظفرن بمجدهم وحياتهم قوم ببذل نفوسهم بُخلاء -------------------- يُمناك تهمي بالعطا والجود وسما بنسبته إليك الجود يامن اذا اوفي ببابك طامعٌ حيزت له الآمال وهي شرود يانور عين الكون سرك ف الوري سارٍ ونورك ساطعٌ مشهود هبطت لساحتك الملائك خُشعا وأتوا حماك وظلك الممدود وسعي إليك الانبياء بجمعهم والرسل حولك جُثمٌ وقعود يكفُ الندي من راحتيك عليهمُ ونداك فيهم غامرٌ ومزيد والكون دونهم يمد لكم يدا سعدت يداه فإنه مرفود ولقد مددتُ يدي لباب عطائكم افدون بابكم يُري مردود لا والذي رفع السماء وشادها وحباك كل الفضل وهو شهيد اصبحتُ ارتع ف جوارك آمنا ايديك تمطرني وانت ودود ووقفت اطماعي علي اعتابكم ولنعم هذا الموقف المحمود وصفت أويقاتي بطيبه وهي لي امن وعيش مخصبٌ ورغيد ايُراع لي من بعد ذلك خاطرٌ وازادُ عنك وحوضُك المورود ------------------------------------- ١٤-ابراهيم حلمي القادري
قل فينا من اذا قال فعل ومناط الفوز بالحسني العمل يا شباب النيل فاحموا عرضكم فعدو الله للفتك اعتدل حرضوا للحرب واحيوا عهدنا لا يطيق الذل الا من سفل وابذلوا الأرواح ف حب الوطن فاهتمام المرءِ يسمو ما بذل
نافذةٌ لطيفةٌ فتحها د . يوسُف زيدان على عدةِ أسماءٍ مجهولةٍ - ١٤ اسماً ، بوضعِ ترجمةٍ مُختصرةٍ عن كلٍّ منهم ، و بعضُ أشعارِهِم ، و شروحاتٌ للرموزِ إن لَزِمَ الأمر ، كميةُ الإمتاعِ و الصفاءِ كانت كبيرةً إضافةً الى ما يُفيدُ كوعيٍّ صوفيٍّ ، كلُّ هذا في هذا الكتابِ الصغيرِ نسبياً .
- سَمنونُ المُحِب :
و كانَ قلبي خَالياً قبلَ حُبِّكُمُ و كانَ بذكرِ الخَلقِ يلهو و يَمزحُ فلما دعا قلبي هواكَ أجابَهُ فلستُ أراهُ عن فِنانِكَ يَبرحُ رُميتُ ببينٍ مِنكَ إن كُنتُ كاذِباً إذا كنتُ في الدنيا بغيرِكَ أفرحُ و إن كانَ شئٌ في البلادِ بأسرِها إذا غِبتَ عن عيني بعيني يَلمحُ فإن شئتَ واصلني و إن شِئتَ لا تصلْ فلستُ أرى قلبي لغيركَ يَصلحُ
*
و لو قيلَ طَأ في النارِ أعلمُ أنَّهُ رِضىً لكَ أو مُدنٍ لنا مِن وصالِكا لقدَّمتُ رِجلي نحوها فوطئتُها سروراً لأنِّي قد خَطرتُ ببالِكا
*
أنتَ الحبيبُ الذي لا شكَّ في خَلَدي مِنهُ ، فإن فقَدَتكَ النفسُ لم تَعِشِ يا مُعطشي بوصالٍ أنتَ واهبُهُ هل فيكَ لِي راحةٌ إن صِحتُ : واعَطَشِي
- أبو عليّ الرُّذَباري :
و لو مضَى الكلُّ مني لم يَكُن عجَباً و إنما عَجبي للبعضِ كيفَ بَقي أدركُ بقيةَ روحٍ فيكَ قد تَلِفتْ قبلَ الفُراقِ فهذا آخِرُ الرَمقِ
- شِهابُ الدينِ السُّهروردِي :
و كُلَّ صُبحٍ و كُلَّ إِشراقِ أبكي عليكُم بدَمعِ مُشتاقِ قد لَسعتْ حَيَّةُ الهوى كَبدي فلا طبيبَ لها ، و لا رَاقِ غيرُ الحبيبِ الذي شَغُفتُ بهِ فإنهُ رُقيتي و تِرياقي
*
أقولُ لجارتي و الدَّمعُ جَاري و لِي عَزمُ الرحيلِ عَنِ الديارِ ذَريني أنْ أسيرَ و لا تَنوحِي فإنَّ الشُهبَ أشرفُها السَّواري و أنِّي في الظلامِ رأيتُ ضوءاً كأنَّ الليلَ زُيِّــنَ بالنَّهـارِ إلى كَم أجعلُ الحيَّاتِ صَحبي إلى كَم أجعلُ التنينَ جَاري و كَم أرضى الإقامةَ في فلاةٍ و فوقَ الفَرقَدينِ رأيتُ دَاري و يأتيني مِنَ الصنعاءِ بَرقٌ يُذكِّرني بِها قُربَ المَزارِ
*
أبداً تحِنُّ إليكمُ الأرواحُ و وصالُكم ريحانُها و الرَّاحُ
و قلوبُ أهلِ ودادِكم تشتاقُكم و إلى لذيذِ وِصالكم تَرتاحُ
وارحمتَا للعاشقينَ تكلَّفوا سِترَ المحبةِ و الهوى فضَّاحُ
بالسِّرِّ إن باحوا تُباحُ دماؤهم و كذا دِماءُ البائحينَ تُباحُ
و إذا هُمُ كتموا تحدَّثَ عَنهُمُ عِندَ الوُشاةِ المَدمعُ السَّحَّاحُ
و بدتْ شواهِدُ للسقامِ عليهمُ فيها لمُشكلِ أمرِهِم إيضاحُ
خَفضُ الجَناحِ لكم و ليسَ عليكمُ للصَّبِّ في خفضِ الجَناحِ جُناحُ
فإلى لِقاكمُ نفسُهُ مُشتاقةٌ و إلى رِضَاكمْ طرفُهُ طَمَّاحُ
عودوا بنورِ الوصلِ من غَسَقِ الجفا فالهجرُ ليلٌ و الوِصالُ صَباحُ
هذا الأنامُ هُمُ الظلامُ و إنما أهلُ المحَبةِ في الظلامِ صُبَاحُ
صافاهُمُ فصفوا لهُ فقلُوبُهمْ مِن نِورها المِشكاةُ و المِصباحُ
و تمتعوا فالوقتُ طابَ بِقُربهم رقَّ الشَرابُ و رقتِّ الأقداحُ
يا صاحِ ليسَ على المُحبِّ ملامةٌ إن لاحَ في أُفقِ الوصالِ صَباحُ
لا ذنبَ للعُشاقِ إن غلبَ الهوى كِتمانهُمْ فنما الغرامُ فباحوا
سَمَحوا بأنفُسِهِم و ما بخِلوا بها لما دَرَوا أن السَّماحَ ربَاحُ
و دعاهمُ داعي الحقائقِ دعوةً فغدوا بها مُستأنسينَ و راحوا
ركِبوا على سُفُنِ الوفا و دموعُهُم بحرٌ و شِدَّةُ شوقِهِم ملَّاحُ
واللهِ ما طلبوا الوقوفَ ببابهِ حتى دُعُوا و أتاهُمُ المِفتاحُ
لا يطربونَ لغيرِ ذِكرِ حبيبِهِم أبداً فكلُّ زمانِهم أفراحُ
حضروا فغابوا عن شُهودِ ذواتِهِم و تَهتَّكوا لما رأوهُ و صاحوا
أفناهُمُ عنهم و قد كُشِفتْ لهم حُجُبُ البَقا فتلاشتِ الأرواحُ
فتَشبَّهوا إن لم تكونوا مِثلهم إنَّ التشبُّهَ بالفلاحِ فلاحُ
قُم يا نديمُ إلى المُدامِ و هاتِها فبِحَانِهَا قد دارتِ الأقداحُ
من كَرمِ إكرامٍ بِدَنِّ ديانةٍ لا خمرةٍ قد داسَها الفلَّاحُ
& وليس لي في سواك حظٌ فكيفما شئت فامتحني إن كان يرجو سواك قلبي لا نلتُ سؤالي ولا التمني • وكان قلبي خالياً قبل حُبكُمُ وكان بذكر الخلق يلهو ويمزحُ فلما دعا قلبي هواك أجابه فلست اراه عن فنائك يبرحُ رُميتُ ببينٍ منك ان كنت كاذباً اذا كنت ف الدنيا بغيرك افرحُ وان كان شئ ف البلاد بأسرها اذا غبت عن عيني بعيني يلمحُ فإن شئت واصلني وان شئت لا تصل فلست اري قلبي لغيرك يصلحُ • شَغلت قلبي عن الدنيا ولذتها فأنت والقلبُ شئٌ غير مفترقِ وما تطابقت الاحداق من سنهٍ الا وجدتك بين الجفن والحدقِ • فالصبر يحسنُ ف الشدائد كلها الا عليك فإنه مذمــوم • كان لي قلبٌ أعيش به ضاع مني ف تقلبهِ رب فاردُدهُ علي فقد ضاق صدري ف تطلبه واغث ما دام بي رمقٌ ياغياث المستغيث بهِ ...
أبو علي الروزباردي
• روحي إليك بكلها قد أجمعت لو ان فيك هلاكها ما أقلعت تبكي إليك بكلها عن كلها حتي يقال من البكاء تقطعت فانظر اليها نظرهٌ بتعطُفٍ فلطالما متعتُها فتمتعت ...
شهاب الدين السهروردي
• والله ما طلبوا الوقوف ببابه حتي دُعوا وأتاهم المفتاح • فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالفلاح فلاح ...
أبو مدين الغوث
• تملكتم عقلي وطرفي ومسمعي وروحي واحشائي وكلي بأجمعي وتيهتموني في بديع جمالكم ولم ادر ف بحر الهوي اين موضعي واوصيتموني لا أبوح بسركم فباح بما اخفي تفيض ادمُعي ولما فني صبري وقل تجلُدي وارقني نومي وفارقت مضجعي وشكوت لقاضي الحب قلت أحبتي جفوني وقالوا انت للحب مدعي وعندي شهودٌ اربع يشهدون لي غرامي ووجدي والسقام ومدمعي فإن طلبوا مني حقوق غرامهم فإني فقيرٌ لا علي ولا معي وإن سجنوني ف سجون جفاهم دخلتُ عليهم بالنبي المُشفعِ • يامن علا فرأي ما في الغيوب وماتحت الثري وظلام الليل مُندلُ انت الغياث لمن ضاقت مذاهبُهُ انت الدليل لمن حارت به الحيلُ إنا قصدناك والامال واثقهٌ والكل يدعوك ملهوفٌ ومبتهلُ فإن عفوت فذو فضلٍ و ذو كرم ٍ وإن سطوت فأنت الحاكمُ العدلُ • الِلّه ربي لا أريدُ سواهُ هل في الوجودِ الحي إلّا اللَه ذاتُ الإلهِ بها قوام ذواتنا هل كان يوجد غيره لولاهُ
نجم الدين كبري
• إن الحكام فى أوان عزلهم كلهم كالشَّبلىّ وأبايزيد فإذا عادوا لسلطانهم فكلُّهم مثل شمر ومثل يزيد .
ابن أسعد اليافعي
• كن عن همومك معرضا وكل الامور الي القضا فلربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا ولرب امرٍ متعبٍ لك في عواقبهِ رضا وابشر بعاجل فرجه تنسي بها ما قد مضي الله يفعل ما يشاء فلا تكن متعرضا ...
ملاحظة جديرة بالذكر الخاتمة أفضل ما في الكتاب يليها الإهداء ثم المقدمة فالمحتوى
في الخاتمة ينقل د. يوسف زيدان فكرته عن الصوفية والحالة الشعرية مسردا بعض الأمثلة البسيطة - والتي ذكرها في محتوى الكتاب من قبل - ولكن بأسلوب عرض غير دراسي مختلفًا في ذلك عن إسلوب الكتاب الذي كان بمثابة ترجمة لبعض الشعراء المجهولون - على حد وصفه لهم - وإن لم يكن أكثرهم مجهولون بالنسبة لي. تمنيت أن يفرد للخاتمة بحث أخر ولا تكن مجرد تضمين لسرد الشعراء.
إختيارات الكاتب كانت موفقه كثيرا ولكن سرد المعلومات الكثيرة عن المتصوف لم تكن هي ما أبحث عنه. أردت الشعر للشعر - وفي الحقيقة لم أكن مهتمة بمعرفة الكثير عن الشعراء أنفسهم وعن قصة حياتهم - ولكنها كانت تجربة ممتعة.
محتوى الكتاب هو عرض "ترجمة" لحياة 14 شاعر صوفي عاشو بين القرن الثالث الهجري والرابع عشر موضحا من خلال عرضه لهم تطور التجربة الشعرية الصوفية على مدار القرون، وكيف كانت التجربة الشعرية أفضل قالب ينقل حالات و أحوال المتصوف.
من حسنات الكتاب إنه تعرض للشعر الصوفي الفارسي. وأنه إهتم بذكر مصادر أخرى يمكن الرجوع إليها .. وبالتالي فقد فتح باب يمكن به سد الفجوات في الكتاب.
إن كان الدكتور يوسف زيدان يرغب في إعداد طبعة جديدة من هذا الكتاب فأنا أتوجه إليه بطلب عند التنقيح: لا تهتم بزيادة عدد الشعراء كما حدث بين الطبعتين الأولى والثانية .. ولكن ربما كان التنقيح في الإهتمام بالأبيات المسردة مع محاولة لتبسيطها من خلال المعجم الصوفي.
يقدم يوسف زيدان في هذا الكتاب أربعة عشر شاعرا صوفيا بالترتيب التالي
سمنون المحب أبو علي الرودباري شهاب الدين السهروردي شيخ الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي :أبو مدين الغوث رشيد الدين بن خليفة نجم الدين كبرى "مات و هو يرقص" أبو الحسن الششتري نجم الدين بن اسرائيل شهاب الدين بن الخيمي ابن اسعد اليافعي برهان الدين بن زعاقة عبد الهادي السودي اليمني أبو الوفا الشرقاوي ابراهيم حلمي القادري
أنت الحبيبُ الذي لا شكّ في خلدي ..... منه، فإن فقدتكَ النفسُ لم تعشِ يــا مُعطشي بوصــالٍ أنت واهبُهُ ..... هل فيك لِي راحةٌ إن صِحت : واعطشي سمنون المُحب ---------------
بحث جميل و عميق للدكتور يوسف يذكر فيه ١٤ شاعر من الصوفية.. أعجبني أنه يتحدث عن بداياتهم و طريقة تصوفهم و بما تميّزوا عن بعض ، و الأهم من ذلك كله المراجع التي أوردها لكلّ شاعر .. خاتمة الكتاب عظيمة كعادته ... ". التصوف بالنسبة لزيدان هو أعمق التجارب الدينية وأكثرها انطلاقا فى العالم النهائى الممتد من عالم المحسوسات إلى فضاء الحضرة الإلهية، ويرى أن التعبير عن التجربة الصوفية أمر عسير، فاللغة التى يتداولها لا تفى بتصوير الأحوال والمقامات التى يمر بها الصوفى، الأمر الذى جعل الصوفية يلجأون إلى التعبير الشعرى استفادة مما يحمله الشعر من "طاقة إيحائية وثوب فضفاض "يتسع بعض الشىء لمعانى التصوف الهائلة"، ويقول:"من هنا اعتقدت دوما أن التصوف يدرك على نحو أفضل من خلال شعر المتصوفة الذى هو أنسب طرائق التعبير اللغوى عند القوم"، ويتابع «إذا كان الشعر الصوفى من شأنه أن يفتح بابا للدخول إلى عالم مشحون بالرؤى الرائقة المفعمة بالدلالات، فإنه من جهة أخرى يمتلئ بما لا حصر له من الرموز والمصطلحات الصوفية التى لا يتعرف على مدلولها إلا من كانت له معرفة بهذا اللون من الأدب، ولذلك حاولت قدر الاستطاع أن أشير إلى دلالة الرموز".
يؤكد الكاتب أن تقديم هذا الشعر لا ينفى وجود اختلاف حول قيمته الأدبية، ولكن هذا الاختلاف لا يمكن أن ينتقص من صدق هذا الشعر وحرارة عاطفته، ويقول: "فإذا كان البعض يقول أجمل الشعر أكذبه، فإننا نقول أطيب الكلام أصدقه، ولقد كان شعر الصوفية طيبا، لأنه ترجمة صادقة لأحوال معيشة بالفعل، فلم يقله صاحبه تذوقا للغة، أو تكسبا للمال، أو لنيل شهرة، وإنما غلب عليهم سكر المحبة فتغنوا، واستبد بهم الوجد فأنشدوا".
هذا الكتاب عبارة عن نزهة شيقة مع عدد من شعراء المتصوفة الذين لم يشتهروا أو اشتهر لهم أبيات هنا أو هناك ،، أورد زيدان عدداً من هؤلاء الشعراء مع تعريف موجز لكل واحد منهم وذكرٍ لمنهجه في التصوف وبعض أشعاره وأوضح في بداية ونهاية الكتاب قيمة الشعر والكلمة لدى هؤلاء السالكين طريق الله والمترسمين بالمحبة والصفاء والعشق الإلهي والأذواق الراقية والروحانيات ،، كتاب ممتع وغني بالمادتين الروحية والأدبية
يتحدث عن شعراء الصوفية الذين لم يسلط عليهم الضوء كالمتصوفة المشهورين ابن الفارض و ابن عربي.
فهو يتناول الحديث عن عشرة من شعراء المتصوفة كــ 1- سمنون المحب. 2- ابو علي الروذباري. 3- رشيد الدين ابن خليفة. 4- نجم الدين كبرى. 5- ابو الحسن الششتري. 6- نجم الدين ابن اسرائيل. 7- شهاب الدين ابن الخيمي. 8- ابن اسعد اليافعي. 9- عبد الهادي السودي اليمني. 10- ابراهيم حلمي القادري.
يبين د/يوسف زيدان انه طالما اهتم الباحثون بالمتصوفة في القرنين الثاني و الثالث الهجري حيث ان مواضيع التصوف كانت مقصورة ع المحبة وطالما اهمل البحث فيما بعد القرن السادس الهجري وحتى العاشر الهجري حيث تنوعت المواضيع الصوفية وازدهرت.
رغم ان الكتاب ليس دراسة متعمقة ولكنه يحث للمزيد من البحث عن التصوف .
رغم اختلافات الناس حول يوسف زيدان كروائي الا وانا بشوفه راجل محترم صاحب طريقه لطيفه في صياغه اي حاجه, وغير كده هو باحث صوفي ممتاز, الكتاب ضم اشعار وسيره شعراء صوفيين وتاريخ نزول القصايد ديه, ممتع لحد كبير عشان القصايد الي فيه نصها بيتغني وبنسمع عنه دلوقتي وانا نادرا .لما بدي اي كتب كل النجوم ديه لكن حبيته لدرجه كبيره
كان لي قلب أعيش به ضاع مني في تقلبه رب فاردده علي فقد ضاق صدري في تطلبه وأغث مادام بي ؤمق ياغياث المستغيث به سمنون المحب يقول يوسف زيدان إذا كان البعض يقول أجمل الشعر أكذبه فإننا نقول أطيب الشعر أصدقه . الشعر الصوفي جميل ورقيق وصادق استعرض الكتاب أربعة عشر شاعر مجهولون وشرح معاني شعرهم وبالخاتمة وضع وقفات حول الشعر الصوفي وبداية ظهوره
وليس لي في سواك حظٌ فكيفما شئت فامتحني إن كان يرجو سواك قلبي لا نلتُ سؤالي ولا التمني ------------------- بكيت ودمع العين للنفس راحهٌ ولكن دمع الشوق يُنكي به القلبُ وذكري لما القاه ليس بنافعي ولكنه شئٌ يهيج به الكربُ فلو قيل ما انت؟ لقلت معذبٌ بنار مواجيدٍ يُضرمُها العتبُ بليت بمن لا استطيع عتابهُ ويعتبني حتي يقال لي الذنبُ
وليس لي في سواك حظ فكيفما شئت فامتحني ان كان يرجو سواك قلبي لا نلت سؤلي ولا التمني +++++++ شغلت قلبي عن الدنيا ولذتها .... فأنت والقلب شيء غير مفترق وما تطابقت الأحداق من سنة الا وجدتك بين الجفن والحدق +++++++ وكان قلبي خالياً قبل حبكم وكان بذكر الخلق يلهو ويمزحُ فلما دعا ق��بي هواك أجابه فلستُ أراه عن فنانك يبرحُ رُميت ببين منك إن كنت كاذباً إذا كنت في الدنيا بغيرك أفرح وإن كان شيءٌ في البلاد بأسرها إذا غبت عن عيني بعيني يلمحُ فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل فلستُ أرى قلبي لغيرك يصلحُ ++++++++ أحنّ بأطراف النهار صبابةً وبالليل يدعوني الهوى فأجيبُ وأيامُنا تفنى وشوقي زائد كأنّ زمان الشوق ليس يغيب ++++++++ بكيتُ ودمع العين للنفس راحة ولكن دمع الشوق ينكى به القلبُ وذكرى لما ألقاه ليس بنافعي ولكنه شيء يهيج به الكرب فلو قيل لي من أنت قلت معذب بنار مواجيد يضرمها العتب بليت بمن لا أستطيع عتابه ويعتبنى حتى يُقال لي الذنب ++++++++ أنت الحبيب الذي لاشك في خلد منه فإن فقدتك النفس لم تعش يا معطشى بوصال أنت واهبه هل فيك لي راحة إن صحت واعطشى ++++++++ كان لي قلبٌ أعيش به ضاع منّي في تقلبِه رب فاردده عليّ فقد ضاق صدري في تطلبه وأغث ما دام بي رمقٌ يا غياثَ المستغيثِ به
================================= أحمد بن القاسم. الروذباري
التصوف مذهب كله جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل و الصوفي من لبس الصوف (أي الخشن من الثياب) على الصفاء وأطعم الهوى ذوق الجفاء وكانت الدنيا منه على القفا وسلك منهاج المصطفى ++++++++ المشاهدات للقلوب والمكاشفات للأسرار والمعاينات للبصائر والمرئيات للأبصار ++++++++ تشوقت القلوب الى مشاهدة ذات الحق فألقيت لها الاسامي، فركنت اليها والذات مستترة الى أوان التجلي، فلذلك قوله تعالى : "ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها" فوقفوا معها عن ادراك الحقائق فأظهر الأسامي وأبداها للخلق لتسكين شوق المحبين له وتأنيس قلوب العارفين به ++++++++ لو أن كل جارحة مني لها لغة تثني عليك بما أوليت من حسن لكان مازاد شكري اذا شكرت به اليك أزيد في الاحسان والمنن ++++++++ ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا وإنما عجبي للبعض كيف بقي أدرك بقية روح فيك قد تلفت قبل الفراق فهذا آخر الرمق +++++++++ روحي إليك بكلها قد أجمعت لو أن فيها هلاكها ما أقلعت تبكي إليك بكلها عن كلها حتى يقال : من البكا تقطعت فانظر إليها نظرة بتعطف فلطالما متعتها فتمتعت +++++++++ بك كتمان وجده بك عنه لك منه وعنه ما لك منه من إذا لاح لائح لمشوق هام وجدا عليك إن لم تكنه وإذا أفل الأفول ببين بان عنه فبان إن لم تبنه يا فتى الحب بل فتى الحق سرى عنه مستودع لديك فصنه ++++++ من لم يكن بك فانيا عن حبه وعن الأنس بالأحباب أو تيمته صبابة جمعت له ما كان مفترقا من الأسباب فكأنه بين المراتب واقفا لمنال حظ أو لحسن مآب +++++++ تأمل من بعد تأميله حول فنائك صفو الوصال موانع عند احتواء الوصال إليك عن الوصل في كل حال إلى أن يرد عليك الصفات بنعت التمكن عند الكمال فاقنع بقنعته إن تراه وابق مدى لحظة في النوال
وصية أول الليل قد انقضى نهارك بما فيه، وأقبل عليك هذا الليل، وليس لك فيه فعل بدني ضروري، فاعطف على مصلحة نفسك بالاشتغال في العلم، والفكر في الاطلاع على الحقائق، ومهما استطعت اليقظة في ذلك فافعل، فإذا أردت النوم فاجعل في نفسك ملازمة ما أنت فيه لتكون رؤياك من هذا الجنس، وافعل ما تحاسب نفسك عليه عند الصباح، واحرص أن تكون في غدك أفضل من يومك المنقضي، وإياك أن تجدبك الطباع إلى الفكر فيما عاينته في نهارك من أحوال أرباب الدنيا فتضيع وقتك، وتنفتح لك أبواب الخداع والحيل والمكر في تحصيل أمور الدنيا، وتظلم نفسك، وتفسد حالك، وتبعد عن الحقائق، وتكتسب الأخلاق المذمومة، ويعسر تخلصك منها، لكن اعلم أن هذه أعراض زائلة لا فائدة فيها، وإن ضرورات الإنسان قليلة جداً، وفكر فيما يعود على نفسك نفعه، وتهيأ للقاء اللّه فإن علمك بموتك متى يكون، مستوراً عنك، وما جاؤوك في أن يأتي يوم آخر عليك أقوى من وهمك أن تموت في هذه الليلة، فودع بالثبات على ما تنتفع به بعد المفارقة، والسلام. +++++++++ ثلاثون عاماً من حياتي مضت وما يئست ولا نولت بعض مطالبي تعاندني الأيام عمداً وإنني صبور على البلوى منيع الجوانب تقربت من حظي بكل فضيلة وفضل فجازاني بضيق المذاهب ألا إن يأس النفس أوفق للفتى وأطيب من نجوى الأماني الكواذب ++++++++ يا صاحبي سلا الهوى وذرانـي ماذا تريدا من مشوق عـانـي لا تسألاه عن الفراق وطعـمـه إن الفراق هو الممات الثانـي نادى الحداة دنا الرحيل فودعـوا ففجعت في قلبي وفي خلانـي وسرت ركائبهم وقد غسق الدجى فأضاء ممن سار في الأظعـان ما كنت أعلم أن بعدك قاتـلـي حتى فعلت وغرني سلـوانـي وبكيت وجداَ بعد ذاك فلـم أجـد أني وقد صار اللقـاء أمـانـي
===================== أبو الحسن الششتري
سُلُوِّيَ مكروهٌ وحُبكَ واجبٌ وشوقِي مقيمٌ والتَّواصلُ غائبُ وفي لوح قلبي من وِدَادكِ أسطرٌ وَدمعي مِدادٌ مثل ما الحسن كاتبُ وقارىء فكري لْلمحَاسِن تالياً على دَرْس آيات الجمالِ يواظبُ أُنَزِّهُ طَرفي في سماء جَمالكمْ لِثاقب ذِهني نَجمُها هو ثاقبُ حَديثُ سواكَ السمع عنهُ محَّرمٌ فَكُلِّيَ مسلوبٌ وحسنكَ سالبُ يقولونَ لي تبْ عن هوى من تُحبُّهُ فقلتُ عن السلوان إِنِّيَ تائبُ عَذابُ الهوى عذبٌ على كل عَاشِق وإِن كان عندَ الغير صعبٌ وواصبُ
================= نجم الدين بن اسرائيل
ولا تلزماني النسك فالحب شاغلي ولا تذكرا لي الورد فالراح موردي ولا تقفا بي في الرسوم التي عفت فقد طال حسبي بين نؤي وموقد
++++++++ ذراني وعزمي والدجى ومزاره فقد أبت العلياء إلا تفردي ولا تيأسا من رَوْحه وتأَسَّيا فكم معرض في اليوم يقبل في غد ففي الحب صب باع مهجة نفسه لجيرة ذاك الحي نقدا بموعد ألم تريا أني وجدت تلذذي برؤياه عقبى حيرتي وتلدُّدي وقد عشت دهرا والزمان يهزُّني وتطربني الألحان من كل منشد فأغدو وفي ليل الغدائر دائبا أضلُّ ومن صبح المباسم أهتدي ويسقم جسمي كل جفن وتارة يورِّد دمعي كل خد مورِّد
=================== شهاب الدين بن الخيمي
كلفت ببدر في مبادي الدجا بدا فعاد لنا ضوء الصباح كما بدا وحجَّب عنا حُسنَه نور حسنه فمن ذلك الحسن الضلالة والهدى فيا عاذلي دَعني ونار صبابتي عليه فإني قد وَجدت بها هدى وهاك يدي إني على ترك حبه مدى الدهر لا أعطيك يا عاذلي يدا
+++++++ فما العيش إلاّ أبيت مواصلا ليدري أو في بدري مُسَهَّدا فيا نار قلبي حبذا أنت مصطلى ويا دمع عيني حبّذا مَوردا ويا سقمي في الحب أهلا ومرحبا ويا صحة السلوان شأنك والعدا فلست أرى عن ملّة الحب مائلا وكيف ونور العامرية قد بدا
قد نختلف حول الشعراء و قيمتهم الشعرية و لكننا سنجمع على صدقهم و صدق تجاربهم معظم الشعراء في هذا الكتاب عبارة عن منظمين يحسنون النظم و قليل هم الشعراء كنجم الدين بن إسرائيل و شهاب الدين بن الخيمي
اتعبني في الكتاب فكرة أن كل كلمة ربما تدل على شيء لا تدل عليه في الحقيقة بمعنى أن كل كلمة لها ظاهرها الذي تعرفه إنما باطنها محجوب عن عينيك و لولا جهد المؤلف في شرح هذه المصطلحات لهام عقلي في كل مكان لا يصح أن يهيم به
تحدث هنا الكاتب عن 14 شاعر من شعراء الصوفية فسد عن حياتهم وعن شعرهم الكثير وهو شعر روحانى بالفعل بديع وكان فعلا مؤثرا جدا فى نفسى اكثر مااعجبنى هو مثولة السهروردى عندما كان يرتدى لبادا اسودا واحدا فقيل لة لو لبست شيئا غير هذا اللباد فقال يتوسخ فقلت له تغسلة فقال ماحييت لغسل الثياب لى شغل اهم من ذلك ثم نتساءل كيف اصبحوا هؤلاء علماء وكيفلنا نحن بهذا الركود فهذا الرجل لم يكن لدية وقت ليغسل الثاب بينما تضيع اوقاتنا نحن هباءا فى هباء
كتاب مميز :) ولكني عبت عليه بعض الإنحياز المتواجد في شخصية الكاتب والتي انتقلت إلي من تعليقاته .. لكنه أضاف جديدًا .. غير ان هناك كثير من الشعراء مجهولين .. أو معروفين ولكن أشعارهم ليست معروفة ..
قرأتة منذ ي��مين فى جلسة واحدة طويلة جداً فمعظم البلاغات كانت صعبة فى البداية ولكن مع التعمق فى ذلك الجو ...الروحانى النادر تجد الكلمات تأخذ شكلاً ومجملاً بسيطاًالكاتب بذل جهداً يحترم لكم الأبحاث التى بحث عنها وقدمها بصورة بسيطة عفوية .. والشعر الصوفى كعادتة يجرى كنهر متدفق سلسل وعذب يخترق الوجدان ...
كتاب جميل جداً، يتحدث عن شعراء الصوفية الغير مشهورين عند الكثير، ليسوا كشهرة مولانا جلال الدين الرومي ولا فريد الدين العطار ولا ابن عربي ولا الحلاج،. تحدث في هذا الكتاب عن أربعة عشر صوفياً وعرض مجموعة من أشعارهم. الكتاب رائع ويعتبر الخطوة الأولى في عالم القراءة في التصوف والمتصوفة وأشعارهم وحكاياهم وكراماتهم.
أيّ آفاق يفتح الشعر الصوفي؟ تتجلّى على القارئ المتذوّق أنوار من المحبّة الإلهية لعلّها نفذت من سّم الخياط، فكيف بمن جرّب؟ أحببت شعراء المرحلة الوسطى ( القرون السادس- التاسع)، حتى دلالة الرموز فيها غاية في الجمال. أتوق لقراءة ديوان العفيف التلمساني بعد هذا <3
كتابٌ تناولَ أكثر من عشرة من شعراء الصوفية المجهولين، بين سيرة ذاتيةٍ مصغرة لسلوكهم طريق الصوفية ورحلتهم مع شتى العلوم ومع أسمى العلوم ألا وهو العلم بالله، وعرض لبعض قصائدهم، أجدُ في شعر السادة الصوفية رقةً وخفة وأدبًا لا أجدُ مثيله في غيره.. وهذه بعضُ الأبيات التي استوقفتني:
"كم لي أنوح على الوصول وعندما وصلتني أصليتني نار الجوى فكأنني الظمآن صادفَ قطرةً فتضاعفَ الظمأ الشديد وما ارتوى" ... "يا من علا فرأى ما في القلوب وما تحت الثرى وظلام الليل مندلُ أنتَ المغيثُ لمن ضاقَت مذاهبهُ أنتَ الدليلُ لمن ضاقَت به الحيلُ إنّا قصدناك والآمالُ واثقةٌ والكلُّ يدعوك ملهوف ومبتهِلُ فإن غفَرت فَذو فضلٍ وذو كرَمٍ وإن سطَرتَ فأنتَ الحاكم العادِلُ" ...
الأشعار الأقدم أقوى، بعد النص التاني من الكتاب كنت حاسس الأبيات شبه بعض وهم كام فكرة إن كان الفراق وسهر الليل والسُكر بالمحبة ونار الشوق في الصدر بيتكرروا.