إذا كان لكل أمة أن تزد هي بكتابها وشعرائها، وأن تباهي بعباقرتها وفلاسفتها ومفكريها، فقد حق لنا نحن أبناء الأمة العربية أن نضع ميخائيل نعيمه في رأس مفاخرنا الروحية والأدبية في هذا العصر. إن ميخائيل نعيمه مدرسة إنسانية فريدة ومذهب مضيء من أنبل مذاهب الفكر الإنساني العربي والعالمي. "في مهب الريح" مجموعة جديدة من المقالات الشيقة والقصص الطريفة التي عودنا ميخائيل نعيمه على أن يطل بها من حيت إلى حين على جمهرة قرائه والمعجبين بأدبه في كل الأقطار العربية. وفيها يتناول بأسلوبه الخاص، جوانب كثيرة من حياة الإنسان مع نفسه، وقريبه، وخالقه
Mikha'il Na'ima (also spelled Mikhail Naimy; Arabic: ميخائيل نعيمة) (b.1889 in Mount Sannine in modern day Lebanon, d. 1988) was a Lebanese author and poet of the New York Pen League.
He wrote 99 books, including drama, essays, poetry, criticism, short stories and biography.
Among his best known books is the Book of Mirdad, a mystical text first published in Lebanon in 1948, which was translated into English and published in London in 1962.
The mystic Osho had this to say about The Book of Mirdad. He said, "There are millions of books in the world, but 'The Book of Mirdad' stands out far above any book in existence."
Mr. Naimy was a biographer and longtime associate of Khalil Gibran, the Lebanese writer, artist, poet, and philosopher and he penned the first Biography about him (first published in Arabic) in 1934. The biography was later translated into English and reprinted in 1950.
He was fluent in three languages: English, Russian and Arabic.
ميخائيل نعيمة 1889 - 1988 مفكر عربي كبير وهو واحد من ذلك الجيل الذي قاد النهضة الفكرية والثقافية وأحدث اليقظة وقاد إلى التجديد واقتسمت له المكتبة العربية مكاناً كبيراً لما كتبه وما كتب حوله. فهو شاعر وقاص ومسرحي وناقد متفهم وكاتب مقال متبصر ومتفلسف في الحياة والنفس الانسانية وقد أهدى إلينا آثاره بالعربية والانجليزية والروسية وهي كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السامية.
ميخائيل نعيمة ولد في بسكنتا في جبل صنّين في لبنان في شهر تشرين الأول من عام 1889 وأنهى دراسته المدرسية في مدرسة الجمعية الفلسطينية فيها، تبعها بخمس سنوات جامعية في بولتافيا الأوكرانية بين عامي 1905 و 1911 حيث تسنى له الاضطلاع على مؤلفات الأدب الروسي، ثم اكمل دراسة الحقوق في الولايات المتحدة الأمريكية (منذ كانون الأول عام 1911) وحصل على الجنسية الأمريكية. انضم إلى الرابطة القلمية التي أسسها أدباء عرب في المهجر وكان نائبا لجبران خليل جبران فيها.
عاد إلى بسكنتا عام 1932 واتسع نشاطه الأدبي . لقب بناسك الشخروب، توفي عام 1988 عن عمر يناهز المئة سنة. وتعود جذور ميخائل نعيمه إلى بلدة النعيمة في محافظة اربد في المملكة الاردنية الهاشميه وهذا ما ذكره ميخائيل النعيمه في حوار مع الكاتب الاردني والمؤرخ روكس بن زائد العزيزي.
هي مجموعة مقالات لميخائيل نعيمة، وبالتأكيد العزلة التي أختارها لنفسه مكنته من صفاء النفس وإيجاد السلام الداخلي، فالكتاب هادئ الطبع وبه نزعة مثالية غالبة، قرأته منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، قرأت بعضه في ميدان التحرير ليلا، فإن سُألت عن رأيي في هذه الفترة كنت سأرفعه إلى عليين!، وأهتف: الله! الله!، هذا ما يجب علينا جميعًا قراءته! وكنت سأهتف كما قال:
نريد خبزًا لا دمًا! نريد عدلا لا قانونا! نريد سلما لا هدنة!
.. لا تريد قانونًا! نعم! لأن الحكم بالقانون لا يقوم بغير حد السيف، والسيف ظالم أبدًا وإن عدل
الملك: وكيف أحكم إن لم يكن بالقانون؟ بهرام: بالعطف واللطف والرأفة والمحبة يا مولاي، فعدل هذه غير عدل القانون، والسيف لا يفهم لها معنى ولا يقيم لها وزنًا
لا تريد هدنة! نعم!، فأن (سلمًا يقوم بالسيف ينهار بالسيف، فهو هدنة لا سلم، أما السلم الذي يشاد على التفاهم والتعاون والتآخي فلا يتصدع ولا ينهار)
الملك: ومتى كانت القصبة أقوى من السيف؟ بهرام: ما كانت!، ولكنها ستكون الملك: أتدول دولة السيف وتقوم دولة القصبة؟، إنك لتهذي أيها الشيخ! بهرام: قلت لمولاي إنني لست غير قارئٍ في كتاب!، والذي أقرأه في حلم مولاي هو أن دولة السيف آذت بالغروب وأن دولة القلم آذنت بالبزوغ.
أو كنت بالتأكيد سأتخذ موقف الخطيب وأهتف:
أيها الناس ..
أما كفى الإنسان حربًا أنه في كل لحظة من وجوده يناضل ضد الجوع والحر والقر والمرض والفقر؟ فبأي منطق يقاتل أحدنا الآخر؟!
أيها الناس ..
لقد كان الله، وهو القدير على كل شيء، رحب الصدر إلى حد أنه خلق من ذاته معارضين لذاته، فما كمَّ أفواههم إذ عارضوه، ولا ردّهم عن المعارضة بالقوة، ولا زج بهم في السجون، ولا محق آثارهم من الأرض، بل، على العكس من ذلك أبقى على حياتهم وأطلق لهم الحرية في عالم يعارضون بعضه بعضًا بغير انقطاع، لعلهم – في آخر الدهر – ينتهون من المعارضة والمشاكسة إلى التفاهم والتآلف، ثم إلى المعرفة التي لا يفوتها علم شيء، ثم إلى القدرة التي لا تعاندها قدرة، ثم إلى الحرية التي لا يحدّها حدّ.
كنت سأقول هذا أو ذاك مما يكثر في هذا الكتاب، فقد كنت محتاجًا إلى الاستمساك بالنظرة المثالية وأن الغد الأفضل آتٍ!
أما الآن .. هذه الكلمات لا مكان لها بيننا! .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا !
كتاب #في_مهب_الريح 🌿 لـ #ميخائيل_نعيمة 📚 عدد الصفحات ١٧٧
الكتاب عبارة عن عشرين مقالة مختلفة المواضيع و الأفكار و الأهداف ، تناول فيها الكاتب ميخائيل نعيمة الواقع الإجتماعي - السياسي الذي ترزح تحتهُ الأمة العربية الصامتة عن كل اشكال الظلم و الجهل حتى أصبحت أمة عربية في مهب الريح .. من أهم مقالات الكتاب • السيف و القصبة • الشباب الحائر • الأدب و الدولة • غاندي - ضمير الشرق المستيقظ •حدثني جبران
الظريف في هذا الكتاب الذي رافقني لعدة أيام أنني تعرفتُ على " ميشا " الأسم المختصر للكاتب ميخائيل و الذي كان يُعرف بهِ بين أصدقائهِ خاصة في أميركا .
قلم ميخائيل نعيمة عظيم!! لديه الموهبة الكاملة للكتابة. هذا ليس أول عمل أقرأه له، وكنت أبحث عن كتاب آخر لينضم إلى قائمة القراءة. ووجدت هذا الكتاب الذي جذبني من عنوانه وبدأت تصفحه، وصادف أنني قرأت المقالة هَجَم الربيع فظننت أن الكتاب يتمحور حول مقالات عن الطبيعة. ولكن للأسف اتّضح لي خلال القراءة أن الكتاب لا يقترب من الطبيعة أبداً، وكانت مقالة هَجَم الربيع طفرة جينية بين هذه المقالات.
في مهب الريح: يتكلم نعيمة عن تأثير دعوات الغرب على المشرق العربي. ويشير إلى اهتمام الغرب بالعقل الذي مهد له فتوحاته العقلية التي زادت في ثروته مقادير لا تحصى ولا تعد. وينتقد انجراف جميع العرب في تیّار هائل من التّبجّح بالماضي، كما لو أن التّبجّح بما كان يغيّر ما هو كائن. ويرى أنّ تغنّي العرب بأمجاد السّلف وبطولاتهم لا يمكن أن يعزّز من هممهم التي تراخت، وأيضاً تغنّيهم هذا ليست المعجزة التي جاء بها العرب، والتّغنّي بها لا ينفع العرب ولا العالم في شيء. لكنّ معجزة العرب الكبرى هي القرآن. وهي وحدها التي تستطيع أن تجعل من العرب قوّة عظيمة في رأيه. ويؤمن أن المؤمنين بالقرآن من العرب قد أغلقوا قلوبهم عن هذه المعجزة. ويعترف بأن حال المسيحيّين كحال المسلمين؛ فيشبّه حال المسيحيّين مع الإنجيل بحال المسلمين مع القرآن، وكذلك حال باقي المذاهب مع ما عندها من كتب دينية.
السيف والقصبة: يحكي لنا عن قصة الملك الذي حلم بحلم ويطلب من "بهرام" مفسّر أحلامه أن يفسّر حلمه. وهنا يعطي نعيمة القلم الأهمّية القصوة في تعاظم الأمم واستمرارها. وبفكره، أبرز دور القلم وأهمّيّته وتأثيره أكثر مما يفعله السّيف.
الخرافة الكبرى: يقول نعيمة أن هناك حكاية سمعها في صغره تعود إلى ذهنه كلّما فكّر بكبار العالم في الحاضر، وبما يبدونه من الغيرة على البشريّة وصحّتها وسلامتها. يشبّه هنا الحرب بالذبابة: "فهم يريدونها بشريّة هانئة، مطمئنّة، تغطّ في نومها نوم الأبرار. ولذلك لا يبحّ لهم صوت، ولا يكلّ لهم ساعد في الدفاع عنها ضدّ ذبابة وقحة لا تنفكّ تفسد عليها هناءتها وطمأنينتها."
رحابة الصدر: يحكي لنا نعيمة حكاية عن توصيات الحاكم السابق لجزائر واق الواق لقمان لابنه عند تولّيه الحكم. يوصيه بأنّ هناك ثلاث أمور لا يستقيم معها حكم لحاكم، وهناك ثلاثة أمور أيضاً لا يستقيم بدونها الحاكم.
سحر الطفولة: يغوص نعيمة في جواب على سؤاله يطرحه لنفس ولغيره: ما السرّ في انجذابنا إلى الطفولة؟
الدين والمدرسة: يشرح نعيمة بطريقته تشابك الدين بالمدرسة. ويشرح معنى المدرسة ورسالتها بمنظوره. ويوضّح أن الدول تتسابق إلى تعزيز مدارسها ليس فقط لمحو الأمية، بل أيضاً من أجل استثمار العلم والفن.
الشباب الحائر: على عكس مقالته "سحر الطفولة"، يقوم نعيمة هنا بإلمام حال الشباب اليوم المتعطّش إلى المعرفة والمتشوّق إلى الحياة، وإلى أين توجّه بسبب البلبلة والقلق التي تسببها الحروب وآثارها. وكيف يناضل الشباب من أجل الحّق والحريّة. وأن الشباب له رسالة في هذه الأرض.
ستستريحون يوم أستريح: يحكي لنا قصة عائلة من أربع أشخاص بالغين، يقضون وقتهم على شاطئ البحر. تتمحور محادثتهم عن الأمور السياسية.
هَجَم الربيع: يركّز هنا نعيمة على الطبيعة، حيث يقوم بوصف يومه في يوم ربيعي وكأنه شاعر أعجب بلوحة فنيّة تصوّر الطبيعة.
الأدب والدولة: يبيّن لنا نعيمة أثر الأدب في تكوين الدولة. يقول بأنه من المستحيل تحديد ذلك الأثر وتقدير قيمته ومداه. ويبيّن أن هناك واجبات معنويّة وماديّة تترتب على الدولة نحو الأدب مثلما تترتب عليها واجبات معنويّة وماديّة نحو الأمّة.
أُمّ الحياة: ويعني هنا فيها "المرأة." وماهو دور المرأة المصاحب في دور الرجل، وماهو الأثر المترتب على هذه الأدوار.
غاندي - ضمير الشرق المستيقظ: يركّز هنا على الهند والاستعمار و"محرّر الهند" غاندي.
أوزار الماضي: يعبّر هنا نعيمة عن الرغبة وما تشتهيه النفس. يكتب عن صراعات النفس بين ما تشتهيه والقدر المحتوم على الحياة. ويعبّر عن وجود الأهداف والمنال. وكيف حمل أوزار الماضي التي نحملها على كتفينا لا تعالج حالة النفس، ولا يطلب منا أن ننسى أوزار الماضي كلها.
أوزار اللغة: يتحدث عن كيف فتوحات العلم الحديثة أدّت إلى توسّع اللغات.
أوزار الاجتماع: يصوّر كيف تغيّر حالنا مع عاداتنا وطقوسنا وتقاليدنا في الزمان والمكان من زمن الأسلاف إلى الحاضر. ويربطها بالتهّاتف للحكم والشريعة والسياسة.
دودُ الجُبن: حكاية أخرى تتمحور حول السياسة.
الخيط الأبيض والخيط الأسود: يتحدّث عن البصر والبصيرة، والحسد والأنانية.
حدَّثني جبران: يتحدّث عن ما جرى بينه وبين جبران خليل جبران عندما زاره في حلمه ذات مره.
التشاؤم والمتشائمون: يتحدّث عن التشاؤم والمتشائمين.
مجدُ القلم: خاتمة هذا الكتاب، وهي عبارة عن رسالة وجهها إلى الأدباء الناشرين.
مجموعة مقالات تتناول موضوعات في الاجتماع، الاخلاق، السياسة و الأدب. لغة جميلة و أسلوب بليغ للكاتب، و لكن الملل طغى على التجربة فأسرعت التنقل بين الفصول. لا شك بأن مدرّسي اللغة العربية سيستفيدون من فقرات الكتاب لتمارين النحو و الإعراب.
• اسم الكتاب : في مهب الريح • اسم الكاتب : ميخائيل نعيمه • عدد الصفحات : ١٧٧ صفحة • دار النشر : هاشيت أنطوان __________________________________________________
• في هذا الكتاب ، وخلال ٢٠ مقالًا ، نري فِكْر ميخائيل نعيمه ونظرته ، نظرته للإنسانية وتخطبها وما كانت تمر به في تلك الفترة . حتي وإن اختلفت المقالات في ما يُنَاقش فيها ، إلا أنها مازالت يربطها ببعضها روح ميخائيل نعيمه .
•( في مهب الريح ) ، أعتبره واحد من أفضل كتب ميخائيل المقالية بالنسبة لي حتي الآن . لقارئ لميخائيل يستطيع بسهولة معرفة نصوصه وكتاباته من وسط المئات من السطور ففي كل سطر يكتبه ميخائيل يترك جزءًا منه . تستشف من خلال هذه المقالات كرهه الشديد للحرب وعدم تقبله لها ولأي من مبرراتها . تجول بين السطور والحروف حالمية ميخائيل وتفاؤله تحديدًا لمستقبل الإنسانية . ممتع جدًا أن تغرق في فلسفة الكاتب ونظرته للأمور خاصة وأنت محاط باللغة البديعة والأسلوب السلس الممتع.
• في النهاية ، لا جديد يُذكر ..ميخائيل نعيمة يُبدع مجددًا ويتركنا ضائعين في جمال كلماته وأسلوبه..يتركنا في مهب الريح !
ثاني تجربة رائعة لي مع ميخائيل نعيمة جدا رائع وعي هذاالكاتب جميل جدا اسلوبه يتحدث الكاتب عن عدة مواضيع يبين فيها وجهة نظره
بعض من إقتباسات :
من مقال الخيط الإبيض و الخيط الإسود :- جميل بنا أن نحرص على حدقة العين التي بها نميز الخيط الأبيض من الخيط الأسود . وأجمل من ذلك بكثير أن نحرص على حدقة العين التي نميز بها بين الخير والشر – بين الفضيلة والرذيلة ــ بين بياض . الحق وسواد الباطل..
من مقال حدثني جبران:-(أما تعتقد اعتقادي يا ميشا أن الآثارنا أعماراً مثلما لنا أعمار ؟ فالأثر الذي ما انتهت الحاجة إليه ما انتهى عمره بعد. وهو يسعى إلى الذين يحتاجون إليه مثلما يسعون هم إليه .فلا بد من تلاق من الجانبين . ومن هذا القبيل كان اهتمامنا بما سيحدث لآثارنا من بعدنا ضرباً من البلاهة . فكم أثر ينام أجيالا ثم يستفيق ، وآخر يملأ الأرض دوياً في حينه ثم يختفي إلى الأبد).
"كيف يعدل الحاكم في شعب يكره العدل؟ كيف يتواضع الحاكم بين قوم رفعه ذلهم إلى أكتافهم؟ أم كيف لحكام شعب تعفنت ضمائرهم أن يكونوا أنقياء الضمير؟ من دم الحاكم دم المحكوم، أتريدون لكم حكاما عمالقة! إذن تفحصوا أنفسكم و تيقنوا من أنكم لستم بأقزام " " أنت بغير معارضة جواد بغير لجام، و مركب بغير شراع " !
وجدت جل هذه المجموعة من المقالات والتي تنوعت مواضيعها جاذبة ومشوقة، ورأيت فيها جملة من الأفكار والقيم الفلسفية والاجتماعية والتربوية التي بثها الكاتب بين طيات صفحات مقالاته. ما ان بدأت بقرائه اول سطور مقالاته (في مهب الريح) الا واجد نفسي مشدودا بأسلوب الكاتب وبلاغة وادبية لغته وحقنها بفلسفته وافكاره العميقة عن شؤون الحياة والقيم المتنوعة، بداءً بنظرته عن مفاهيم السلم والحرب، وعن هوية العروبة، والدين، والحياة والحرية، وغيرها الكثير. هذا فقط في مقاله الأول، فكيف ببقية المقالات والتي تنوعت افكارها ومخزونها في قيم الحياة! كثيرا ما استوقفتني سطور وصفحات في عدة مقالات، جسد فيها الكاتب رؤاه وفلسفته بأسلوب كتابي جاذب وشيق ولغة خلابة لا تصدر الا من كاتب كبير عصرته تجارب الحياة وهمومها وشكلت فلسفته حولها. انطلاقة انبهاري بدأت في اول مقال (في مهب الريح) حيث وجدت نفسي أحلق مع الكاتب في عدة أجواء واقاليم من القيم الإنسانية ومتضاداتها في الحياة (كالسلم مقابل الحرب، الصدق مقابل النفاق، وعبودية الشهوة مقابل التحرر والحرية، وغيرها) دون ان تعي بشي من الانفصال والقفز بين اقسام الكتاب ومواضيعه، فالكاتب ينقلك من فكرة وقيمة لاخرى بانسيابية عجيبة ولغة أدبية تحمل الكثير من الشاعرية دون تصنعها وتعقيدها. وما ان تقنع نفسك ان ما انهيته من مقال لا تجد ما يوازيه في روعته، يفاجئك الكاتب بمقال اخر واخر يبث فيه فلسفته ومواقفه من قضايا إنسانية بأسلوب شيق بديع يأسرك في طرحه وتدرجه في تقليب الفكرة والقيمة وتحديد موقف الكاتب منها. خذ مثلا مقال (سحر الطفولة) وكيف تناول الكاتب انانية الطفولة وشوقنا لها، او مقاله عن (الدين والمدرسة) وانتقاده لواقعهما في تقييد البشر في الحياة المدنية وعدم تناسقهما، بدلا من تكاملهما في السمو بالروح دون الحياة المادية التي لم يساهم واقع الدين والمدرسة من انعتاق الناس من اغلالها في الحياة.
اعجبني كذلك مقاله عن (الشباب الحائر) وكذلك (الادب والدولة) ومقالات الاوزار الثلاثة (اوزار الماضي)، (اوزار اللغة) و (اوزار الاجتماع) والتي اراها أجمل المقالات طرحاً وعمقاً، وادباً، وكثرةً في الحكم والأفكار الفلسفية التي بثها الكاتب في اسطره حتى أنى علمّت على كثير منها لجمال وشاعرية وعمق محتواها وبلاغتها. ولا أنسي النصائح الثرية التي قدمها الكاتب في اخر مقاله (مجد القلم) حول الكتابة وما ينبغي معرفته حولها، ففيها عصارة وتجارب الاديب في رحلة الطويلة في الكتابة ورسالة القلم. نعم، هنالك بعض من المقالات التي لم تكن برأيي بمستوى وعمق وجمال المقالات المذكورة أعلاه، لكن الكتاب يزخر بمحتوى عميق وثري يعكس أفكار ومواضيع هامة ويطرح رؤى فلسفية عميقة عن قيمنا في الحياة بلغة اقل ما يقال عنها انها اخابة وجاذبة لاي قارئ.
_" الناس على سفر، وإن تسألني :من أين وإلى أين؟ أُجبك: من غياهب الجهل إلى سناء المعرفة_من غفلة الغريزة المستسلمة إلى وعي الإرادة الخلاقة_من عبودية الموت إلى حرية الحياة. "
_" تعلّم رحابة الصدر، يا بُني، من الأرض ومن البحر ومن الهواء، فإنها لا تضيق بالظربان دون الغزلان، وبالعوسجة دون البنفسجة، وبالتراب دون التبر، وبالأشرار دون الأبرار. والبحر لا يقبل بالوت دون الأخطبوط، واللؤلؤة دون الإسفنجة، والجدول الصافي دون الساقية العكرة، و مراكب الحجاج دون مراكب القرصان. والهواء لا يرقص لشدو البلبل ويمتعض لنقيق الضفدع... وهو لا يستأنس بالنهار ويستوحش بالليل. لذلك أوصيك برحابة الصدر قبل كل شيء وبعد كل شيء. "
_" ليس بالخبز وحده ولا بالعدل وحده ولا بالسِّلم وحده يحيا الإنسان. "
ميخائيل نعيمه هو أحد أعلام الأدب العربي ومن مؤسسي الرابطة القلميةالتي أسسها مع جبران خليل جبران وغيره من أدباء في المهجر. هنا في هذا الكتاب نجد ان نعيمه وضع بصماته على شتى جوانب الحياة، ونرى في هذا منتوج لعدة مقالات نمقها لنا وعرض صور تفسيرها. نعيمه في هذا الكتاب إقتحم عدة عوالم وبيئات منها: عالم الدين والحكم، والماضي والحاضر، وعالم الطفولة والشباب،والكتابة والقلم والعلم، حتى كان نصيب لغاندي ابو الهند أن يتكلم عنه وأسماه ضمير الشرق المستيقظ. لقد وجه نعيمه بوصلته نحو الإنسانية والضمير، القلب الحي والروح، للمثل العليا وللحياة ودساتيرها.
كتاب : #في_مهب_الريح لــ #ميخائيل_نعيمة عدد الصفحات : ١٧٧ . .
" لأنقل إلى أذهانكم صورة العالم كما يتراءى لي في هذه الأيام ، فهو في نظري ريشة _ وأخف من ريشة _ في مهب الزعازع الهوّج من كل فجّ وصوب " . ، إن هذا العالم هائل متخابط وغير مستقر كريشة في الهواء يهيم من غير سكون بأبسط الرياح وأعتاها . .
كتاب بــ ( ٢٠ مقال ) متنوع ، سياسية ودينية وإجتماعية . فلسفية موصوفة ومنظورة بعمق من ذاتية " ميخائيل نعيمة " وكيف يرى هذا العالم من أفقه الشاسع . . مواضيع المقالات مكتوبة بهدوء وحكمة ونقل رأي صادق وأيضًا بلغة قوية وتشبيهات جزلة .
مقتطفات من كتاب في مهب الريح للكاتب ميخائيل نعيمة --------------------------------- لقد انجرف الجميع في تيار هائل من التبجح بالماضي كأن التبجح بما كان يغير شيئاً في ما هو كائن .. وكأن كسيحاً يستطيع ان يستغني عن عكازه إذا هو ردد على مسامع الناس بغير انقطاع ان أباه أو جده كان أمير الفوارس وسيد الميدان ----------------- لئن كانت لنا في حافظة الزمان السحيق صفحات مشرقات بالعدل والبطولة والنبل والاباء والايمان بقدسية الحياة وجمال منبعها الإلهي .. فإن لنا بجانبها مجلدات سوداً تنضح بالظلم والجبن والخساسة والذل والكفر بالحياة ورب الحياة .. فليس من الصدق ولا من الرجولة في شيء أن نذكر الصفحات وننسى المجلدات ! ---------------- اننا نكسب ما نعطيه ونخسر ما نمسكه .. فالذي ننفقه على الغير من اموالنا وقلوبنا وافكارنا وارواحنا يحسب لنا .. والذي ننفقه على انفسنا يُحسب علينا .. فنحن مطالبون بسوانا قبل ان نطالب بأنفسنا .. ونحن وكلنا عيال على الله .. لا نستحق نعمة من نعم الله الا اذا ابحناها من صميم القلب لغيرنا من عيال الله ---------------- من استخدم الدنيا لخدمة الحق أبيح له كل ما في الدنيا ومن خدم الدنيا لا لأجل الحق بل طمعاً بما فيها من ملذات أصبح عبداً ذليلاً لها وظل بعيداً عن حرية الحق ------------------ إن سلماً يقوم بالسيف ينهار بالسيف .. فهو هدنة لا سلم .. اما السلم الذي يشاد على التفاهم والتآخي فلا يتصدع و لا ينهار . ------------------ ثلاث لا يستقيم بدونها حكم لحاكم : ان يحب الحكم فوق حبه للمحكومين .. وان يخضع العدل للقانون .. وان يضيق صدره بمعارضيه .. والاخيرة هي الاهم ----------------- ان الحكم سيف ذو حدين .. حدٌ للمحكوم و حدٌ للحاكم .. فإن شئت ألا يرتد السيف الى صدرك حذار ان ترده الى صدر غيرك ---------------- ان الشباب اليوم يعيش فيما يعمل ماذ�� يعمل وأنى يتجه .. انه لفي حيرة ما بعدها حيرة .. فمن ورائه حرب اثيرات باسم الحق والعدالة والحرية ولكنها انتهت بأن اجهزت او كادت على الحرية والعدل والحق .. ومن أمامه شبحٌ هائل يبعث الرعب في النفس ويخطف النور من العين ويخنق الايمان في القلب ويشل الفكر والخيال والعضل .. هو شبح الحرب العالمية الثالثة التي اصبحت طلائعها على الابواب والتي بوحيها يتكلم كل ذي سلطان ومن اجلها يساق الشباب رغم انه الى الثكنات حيث تخدر احاسيسه الانسانية وتطلق من عقالها كل غرائزه الحيوانية .. وتكفن ميوله الطبيعية الى الحب والجمال والحرية بأكفان من البغضاء والشناعة والعبودية ---------------- ليس يليق بالشباب أن يقنع من حياته بالحيرة .. ولا أن يستعيض عن صوت الحياة في داخله بأصوات الدعاية الخبيثة الخداعة .. فالحيرة إذا طال مداها انقلبت شللاً .. والدعايات إذا لاقت بذورها الخبيثة تربة في الفكر والقلب خنقت كل ما فيهما من بذور صالحة ---------------- لا قيمة للفرد في ذاته .. لانه لا يستطيع وحده ان يخلق شيئاً .. لا لغة .. ولا فنا .. ولا صناعة .. ولا دولة .. ولا دينا .. ولا هو يستطيع ان يجدد ذاته .. فقيمته إذ ذاك قيمة الصفر .. ولكن الصفر ذا قيمة عظيمة بين ارقام كثيرة .. وإذ ذاك فأي بأس على الفرد إذا هو جعل حريته رهناً بحرية المجموع .. فأضاع نفسه في المجموع ليجدها فيه ------------- نحن لن نصبح اسياد انفسنا .. واسياد الكون حتى نفهم القوى التي هي فوقنا .. ونماشيها بإرادتنا لا قسراً عنا .. والى ان يكون لنا ذلك يحسن بنا ان نقلل من غرورنا وغطرستنا .. وان نكتفي بما لدينا من خير .. وان نسعى بكل ما نملك من وسائل شريفة للحصول على خير اوفر وأعم حتى يكون لنا الخير الاكبر .. الا وهو خير المعرفة الكاملة التي بها - لا بغيرها - نصبح اسياد انفسنا واسياد المسكونة ------------- ان كانت المعرفة لا تُنال الا بالدمع والدم .. فلنبذل لها بسخاء من دموعنا . .لا من دموع سوانا .. ومن دمائنا لا من دماء الغير ------------ الأدب الذي يقيم لنفسه وزناً ويعرف لذاته قيمة يجب ان يصرف همه إلى الانسان قبل حكامه .. وإلى الامة قبل الدولة .. فلا يعير الحكام والدولة انتباهاً إلا على قدر ما ينحرفون بالإنسان عن طريقه القويم أو لا ينحرفون ------------- إن اكثر ما يسنه الناس للناس من شرائع باسم السلامة والعدل والحرية .. لقيود فوق قيود .. وأوزار فوق اوزار .. وهي ليست غير إرث بغيض من ماضٍ ما كان يؤمن بالإنسان و مستقبل الانسان .. بل كان يراه وحشاً ضاريا لا يروض بغير العصا .. او جواداً جموحاً لا يلين رأسه إلا باللجام ----------- انه لمن الخير للناس المتطلعين الى ابعد من انوفهم والتواقين الى الانعتاق من الحدود والقيود .. ان يصفوا حساباتهم مع ماضيهم فلا يحملوا من اوزاره ما فات وقت نفعه .. وما يرهق ابدانهم وارواحهم فيعرقل خطاهم في سيرهم نحو اهدافهم وان هم لم يفعلوا ذلك بإرادتهم وعن وعي وفهم .. فعلته لهم الحياة ولكن بالعواصف والزلازل وبالحروب والثورات .. وبالكثير من الحزن والوجع ومن بكى حيث يستطيع الغناء .. وتوجع حيث في امكانه ان يفرح .. فلا يلومن غير نفسه ---------- لا يستقيم الحكم لشعب اعوجت مسالكه ! ---------- إني أؤمن بالحجة تقرع الحجة .. ولا أؤمن بالسيف يقرع السيف .. وأؤمن بالثورة يشنها النور على الظلمة فتطهر النفس من الذل .. والفكر من الخوف .. والقلب من الضغينة .. ولا أؤمن بها يشنها الحقد ليطهر الارض بالحديد والنار من فساد الحاكمين ما دام بالأرض غثيان من فساد المحكومين ----------- لكل عمر غاية ونهاية .. فمتى انتهت الغاية انتهى العمر .. حتى الطفل الذي يموت في مهده لا يموت قبل أوانه .. فقد تكون الغاية من عمره ان يحترق في المهد ويحرق قلبي والديه ! ---------- ان للزمان غربالاً أين منه غرابيل الناس .. والويل للذين يطمحون الى البقاء ولا يحسبون لغربال الزمان حساباً ---------- إن الادباء يُخلقون ولا يُصنعون .. والفرق بين الاديب المخلوق .. والاديب المصنوع .. كالفرق بين العين الطبيعية والعين من زجاج ---------- ايها الادباء تحاشوا النوح والبكاء والتشكي من الدهر واستجداء رحمة القارئ وشفقته .. فهذه كلها من دلائل الهزيمة .. والهزيمة عار وأي عار على الذين سلحتهم الحياة بالفكر والحس والخيال والإرادة .. ومن ثم فالناس تحبون السير في ركاب الظافرين .. ويكرهون مماشاة المنهزمين ---------- قبل أن تهتموا بما يقوله الناس فيكم .. اهتموا بما يقوله وجدانكم لوجدانكم ----------
#في_مهب_الريح لميخائيل نعيمة مجموعة مقالات متنوعة المواضيع خفيفة ذات رسائل بليغة تبقى في الذهن لتجعلك تفكر فيها فتحدث عن حال الأمة العربية وشتاتها وكيف يمكن لم شملها... وتحدث عن الطفولة، الشباب، الأم، الضمير... والكثير من المواضيع وختمها بمقال مميز كرسالة للكتاب الناشئين😍
القراءة لميخائيل نعيمة تساوي عندي الأمان. نعيمة يكتب بهدوء ورويّة تريح القارئ وتُشعره بأن جده يجالسه ويحادثه وينثر نصائحه بين الجُمل. بعد قراءة مجموعة مقالاته الأخاذة "دروب" وسيرة حياته البديعة في ثلاثيته "سبعون"، عدت لأقرأ له مجموعة مقالات أخرى بعنوان "في مهب الريح". هذا الكتاب يُعَدُّ أحد الكتب الناجحة التي اقتنيتها من محل الكتب المستعملة في الصيف الماضي من الأردن، بينما خابت الاختيارات الأخرى العشوائية. أما القراءة لميخائيل نعيمة فلا يمكن أن تخيب، أيًا كان ما تقرأه له، فهو كاتب رصين، حكيم، ذو قلم سيّال يميل إلى البساطة في المفردات. يعجبني في مقالاته تنوعها ووفرتها؛ يكتب نعيمة في الدين، والاجتماع، والتربية، والفكر، والأدب، واللغة، والعلم، والسياسة، وغيرها الكثير. العجيب في الأمر أن ما يكتبه يتطابق مع واقعنا، فلا تشعر بأن هناك خمسين عامًا تفصلك عنه، بل تجده يصف حالنا بدقة فائقة. النزعة الوعظية واضحة في قلمه، لذلك أجد نصوصه مثالية لمناهج الدراسة؛ إذ تُقوَّمُ بها أفكار الطالب، وتُبنى مفرداته، وتتوسع. كما قلت سابقًا، يمتلك نعيمة بحرًا هائلًا مليئًا بالأمواج، غير أن أمواجه تنساب كالماء في النهر الرقراق. وضّح لنا الكاتب سبب اختياره العنوان، قائلًا: "وإني لأستعين بالتشبيه الأخير لأنقل إلى أذهانكم صورة العالم كما يتراءى لي في هذه الأيّام. فهو في نظري ريشة -وأخفّ من ريشة- في مهبّ الزعازع الهوج التي تجتاحه من كلّ فجّ وصوب". يتمتع نعيمة بروح فكاهة لا تخلو من السخرية والتهكم، إذ يقول عن الحرب والسياسة: "تلك المؤسسة الضخمة المفكّكة الأوصال التي لقّبوها تهكمًا بـ 'الأمم المتحدة'." "فساسة العالم الذين ملأوا الدنيا تسبيحًا للسّلم هم الذين ملأوها تجديفًا عليه." "لا يروجون للحرب حبًا بالحرب، بل حفاظًا على السلم." "قد يصلح إبليس قيِّمًا على الجنة قبل أن تصلح الحرب قيِّمة على السلم." "فأيّة دولة تستطيع أن تمضي في التّسلّح عامًا بعد عام، وعينها الواحدة على جارتها مخافة أن تسبقها خطوة، وعينها الأخرى على خزينتها التي تنضب يومًا بعد يوم؟" يمضي نعيمة ليتحدث عن عدّة السلم ويعددها، تلك العدة المغيّبة التي أغفلناها، بينما نصبنا جلّ اهتمامنا لعدة الحرب! كما يبدع في وصف الحال البائس الذي يتغنى بأمجاد الماضي وينسى كل ما سواها، فيقول: "لئن كانت لنا في حافظة الزمان السحيق صفحات مشرقات بالعدل والبطولة والنُبل والإباء والإيمان بقدسيّة الحياة وجمال منبعها الإلهي، فإنّ لنا بجانبها مجلّدات سوداء تنضح بالظلم والجبن والخساسة والذلّ والكفر بالحياة وربّ الحياة. فليس من الصدق ولا من الرجولة في شيء أن نذكر الصفحات وننسى المجلدات." "لو لم يترجم النبيّ وصحبه القرآن إلى أفعال، لما كانت المعجزة معجزة." "أما المفتاح الذي أُعطي لهم في القرآن فهو جوهرة يتبركون بلثمها، ويباهون بجمالها، ولكنهم يتهربون من استعمالها. فكأنها للزينة لا لفتح الأبواب المغلقة، وفك المشاكل المستعصية. أو كأنها للتسلية والترفيه عن النفس عندما تملّ النفس العمل في معامل الفلس والدينار، أو عندما يأخذها شيء من الكلل." هناك الكثير من العبارات التي استوقفتني في شتى المجالات، وهذا كله غيضٌ من فيض قلمه، وما أوردتُ إلا مختارات من السياسة والدين، كوني مهتمة بهما بشدة، وكون الكاتب مسيحيًا يكتب عن الإسلام بطريقة تستدعي التأمل.
يقع في 180 صفحة يبدأ حديثه أولًا عن السلم والحرب وما بينهما من فوراق وآماد وإن كان ثمة من يجلسونهم بمجلس المصالحة أو شيء من ذاك فهم سيغدون كريشة في مهب الربح ميخائيل نعيمه له واقفات قد لا تتكرر إطلاقًا ، إنما مُخطئ كثيرًا حينما يضع عقيدته هكذا أمام الكل وما فيها من أخطاء فلو أنه جعله عامًا وألتزم الصمت عن عقيدته لكان أسلم ويكأنْ الأمر قد زُين له ، ولا حول ولا قوة إلا بالله لكنني سأُبقيكم مع ما كتب أدري بأي سحر سطت علينا أراجيف الغرب في دعواته ومهاتراته حتى بتنا نعتقد أن قوة الأمم في حناجرها ** فمن شأن تغنينا بالماضي أن يصرف هنا عن خزي فينا إلى مجد ليس لنا ** إن صدري على رحابته يضيق بمن بعُدت الشقة ما بين ألسنتهم وقلوبهم يقولون غير ما يشعرون ويشعرون بغير ما يقولون ، ثم يفعلون غير ما يقولون ويشعرون ** فالذي ننفقه على الغير من أموالنا وقلوبناا وأفكارنا و أرواحنا يحسب لنا ، والذي ننفقه على الغير يُحسب علينا ** واهًا لهذا الشرق ما أضعف ذاكرته وأوهن قلبه ، فسرعان ما نسي ميراثه ، وسرعان ما نسي سلاحه الذي لا يُفل وليستبدل به سلاحًا يتأكله الصدا ** أن من يعيش مع الناس في سلام إذ يسعى إلى الحياة و الحرية لا يعتمد في الدفاع عنهما على سلاح من الحديد أو النار ، فالحديد يفله الحديد ، والنار تأكلها النار ولكنه يتسلح بالإيمان الذي هو أقوى من النار وأمضى من الحديد بما لا يُقاس ، ومن كان ذلك شأنه من حياته كان ثابتًا في الزمان والمكان ثبوت الحياة ** أما كفى الإنسان حربًا أنه في كل لحظة من وجوده يناضل ضد الجوع والحر والقر والمرض والفقر ؟ فبأي منطق يقاتل أحدنا الآخر
كنت #اقرأ #كتاب في مهب الريح لميخائيل نعيمة، مجموعة مقالات، تأملية، تقع في ١٨٠ صفحة، بدأها بالسلم والحرب، متسائلا: هل الحرب تؤدي إلى السلم حقا؟! متعجبا: أن الدول التي تريد السلم تقيم وزارة للحرب ولا تقيم وزارة للسلم!! وفي مقالة أخرى تكلم عن الدين والمدرسة، وأن العلم بدأ أول ما بدأ في المسجد والكنيسة ودور العبادة عموما قبل أن يبدأ بالمدرسة.. ومقالة ثالثة عنونها بالأدب والدولة، وأثر الأدب على الدولة، وأن الأدباء قد يحكمون البلد بلا حكم وضرب مثلا على ذلك بموليير وفولتير وروسو كانوا ملوكا من غير عرش بتأثيرهم على تاريخ الدولة الذي كان أبلغ من تأثير من حكم.. كما دعى في إحدى مقالاته لتبسيط اللغة لتتماشى مع العصر دون النزول بها إلى العامية، وغيرها من المواضيع إلى أن ختم الكتاب بالحديث عن الكتابة والأدب، تحت عنوان "مجد القلم" خاتما المقالة، بعبارة " ما دامت أقلامكم عزيزة فأنتم أعزاء". المقالات جميعها لها وعليها، كأي كاتب نتفق ونختلف معه فيما يذهب إليه من آراء، مع اعجابي الشديد بأسلوبه وعمق نظرته للأمور وجمال تأملاته.. إلا أن مأخذي عليه نقله من التوراة وغيرها من المصادر مما لا يصح ولا يليق وكأنها مقولات ثابتة، كذكره - على سبيل المثال - لقصة عن سيدنا نوح عليه السلام أنه أول من عصر الكرمة فشرب وسكر.. الخ من التفاصيل التي لا تليق بنبي معصوم.. فيا ليته يكتفي بمخزونه الأدبي دون النقل من هنا وهناك..
يقع في 180 صفحة يبدأ حديثه أولًا عن السلم والحرب وما بينهما من فوراق وآماد وإن كان ثمة من يجلسونهم بمجلس المصالحة أو شيء من ذاك فهم سيغدون كريشة في مهب الربح ميخائيل نعيمه له واقفات قد لا تتكرر إطلاقًا ، إنما مُخطئ كثيرًا حينما يضع عقيدته هكذا أمام الكل وما فيها من أخطاء فلو أنه جعله عامًا وألتزم الصمت عن عقيدته لكان أسلم ويكأنْ الأمر قد زُين له ، ولا حول ولا قوة إلا بالله لكنني سأُبقيكم مع ما كتب أدري بأي سحر سطت علينا أراجيف الغرب في دعواته ومهاتراته حتى بتنا نعتقد أن قوة الأمم في حناجرها ** فمن شأن تغنينا بالماضي أن يصرف هنا عن خزي فينا إلى مجد ليس لنا ** إن صدري على رحابته يضيق بمن بعُدت الشقة ما بين ألسنتهم وقلوبهم يقولون غير ما يشعرون ويشعرون بغير ما يقولون ، ثم يفعلون غير ما يقولون ويشعرون
معجزة العرب الكبري هي القرآن وهي وحدها التي تستطيع أن تجعل من العرب قوةً أين منها قوة الأساطيل البحرية والجوية والقنابل الجهنمية وأين منها قوة المال والرجال فالأساطيل للصدأ والرجال للموت وللمال للزوال أما معجزة القرآن فللبقاء.