تتحدث هذه الرواية عن سيرة غرائبية لأحد رسامي "جداريات الرئيس"، يساعد القوات الدنماركية في شمال مدينة البصرة العراقية في اكتشاف مقبرة جماعية لمجموعة من رسامي الجداريات، يمتد تأريخ ذلك الرجل بأزمان البصرة القديمة وأعوام الفيضان والطواعين وشركات كري الانهار وبريد السفن البخارية لتفصح عنه رواية داخلية مكتوبة بخصلات الشعر تجمعها "نورست" الرسامة أو الكاتبة من على جدران ضريح مغمور في "محلة البلوش" ليندمج تأريخ الرجل بتأريخ عائلة من الزنوج ليعمل ذلك العجوز مرشداً ثقافياً للجنود البريطانيين ويمنح لجوءاً خاصاً ويستقر في اسكتلنده (غلاسجو) التي يرتبط تاريخه بها ايضاً.
مكنسة الجنة رواية مشحونة بالتفاصيل والحكايات الملغزة وروائح الماضي الجميل الذي بحث عنه وتخيله ولم يعشه المؤلف كزار ذو السبعة وعشرون عاماً الذي صدرت روايته الأولى في عام 2006 بعنوان "صفر واحد-كمبيتوبيا
روائي وسينمائي عراقي ولد في العام ١٩٨٢، درس هندسة النفط بجامعة بغداد وعمل في شركات حفر الآبار النفطية لعشر سنوات، نشر روايته الأولى «مكنسة الجنة» في العام ٢٠٠٨، وصدرت روايته «السيد أصغر أكبر» في العام ٢٠١٢، شارك فيلمه القصير الأول «ربّ أغفر لنديمة» في عروض مهرجان دبي السينمائي ٢٠١٤، وفي العام نفسه صدرت روايته «طائفتي الجميلة» عن دار الجمل، وحصل فيلمه «لغة» على منحة الدوحة لفئة أفلام التحريك وتأهل للقائمة القصيرة لجائزة المهر الذهبي في العام ٢٠١٥، هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد إتمامه لزمالة برنامج الكتابة العالمي بجامعة آيوا، لينتقل إلى مدينة سياتل واشنطن في العام ٢٠١٦ ويحاضر في معهد هيوغو هاوس للكتابة الإبداعية. نشر روايته «العلموي» في العام ٢٠٢٠، بعد ذلك بعامين بلغت روايته السيرية «أنا في سياتل، أين أنت الآن» القائمة الطويلة لجائزة Pen America التي صدرت بالانجليزية عن أمزون كروسنغ. روايته «هذا النهر يعرف اسمي» ستصدر عن نفس الدار في العام ٢٠٢٤، وقد نشرت دار الساقي ببيروت نسختها العربية في حزيران ٢٠٢٣. يعمل في مجال صناعة أفلام الأنميشن منذ العام ٢٠١٦، أسس ويدير مهرجان الفيلم العربي في سياتل.
في هذه الرواية , سألتَ نفسي ماهي الأشياء التي نظرَ إليها الكاتب و كيف نظر إليها ؟ و ما ألهمه حتى تتشكل الرواية بهذه الغرابة ؟ و تمنيت أن أجد له حوار أو مقال يتحدث عن مراحل تكون روايته ..
" مرتضى كزار " شخص عبقررري ... أعجبتُ بعقله كثيراً و ذكائه الفذّ .. أكثر من روايته .. الرواية رُغم أبداعها و غرابة و فكرتها , و أحداثها , إلا أنها مُتداخلة مع بعضها بشدة , لو فسحَ للأحداث أن تجري بشـكل أوسع من الذي حصره في صفحاته القليلة أظن أفضل :) .. بالنسبة ترتيب الأحداث .. يجعلكَ أمام أسئلة ثم يجيب عليها في الصفحات التالية .. هي نُقطة تُحتسب لذكاء الكاتب , لكني لا أفضلها للأسف :). أنصحَ بها لكل من يُريد أن ينبهر بالذكاء أما للأستمتاع .. فلا اظنها تُجدي .. الرواية مُعقدة , حتى أني خلتُ أني أُذاكر دروسي , لا أقرأ رواية !.
أبطال هذه الرواية هم شخصيات جدلية تتناوب الوقوف بين ضفاف الحروب ، تارةً مع الضحية وتارةً مع الجلاد . على لسان الرسام (رمزي جودت مكنزي ) نلتقط خيوط الرواية التي تبدأ من دربونة العبيد في مدينة البصرة حيث تسكن عائلة حياوي العبد الى جوار قبر الشيخ شوفان . تتعرف ملاية زوجة حياوي و سادنة المرقد على (نورست ) فنانة ترغب بأقامة معرض ذي لوحاتٍ متسلسلة تُجسد فيها قصة تلك الدربونة بأستخدام مواد غريبة تساعدها الملاية في الحصول عليها .
لا تقتصر لمسات (نورست) على معرضها فحسب بل تترك أثراً ( جسيماً) في حياة عائلة حياوي حين تخبرهم أنهم شخوصٌ في روايتها ! تتقاطع حياة أبناء حياوي ( وداد ومدين) لتشتبك مع حياة الرسام رمزي مكنزي وترتبط مصائرهم بحوادث تتسم بألم ساخر .
يحتكر مكنزي صوت الراوي و يلقي علينا في الخاتمة اسراراً مدهشة تحلّ الكثير من أحاجي الشيخ شوفان ( اللي حَبّل الافندي) و مقبرة رسامي الجداريات . لأكمال قراءة الريفيو .. https://reviewsbysaba.wordpress.com/2...