What do you think?
Rate this book


558 pages
First published January 1, 1991
هذا قول رب العالمين فما بال الناس يطلبون التوحد حول المذهب و الرأي و الفكر و الوطن و القيم
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) سورة هود

المذاهب التي تعرضنا إليها في هذا الكتاب بعضها مندثر, و بعضها قائم, و بعضها تداخل في مذاهب قائمة, فأما المذاهب المندثرة فهي الأزارقة و الصفرية و النجدات و البيهسية و العجاردة و الثعالبة من الخوارج, ولم يبقى منهم إلا الإباضية الذين يعيشون في عمان و طرابلس و تونس و الجزائر و شرق إفريقية, و هؤولاء يغضبون ممن يطلق عليهم اسم خوارج, و المذاهب المندثرة من الشيعة كثيرة, مثل السبئية و الكيسانية و المغيرية و الكاملية و المنصورية و النعمانية و الخطابية و الهشامية و اليونسية و لم يبق منهم غير الإمامية و الزيدية و الإسماعلية و الدروز و العلوية
و أما المعتزلة فقد اندثر حزبهم كمذهب قائم بذاته, فلم نعد في عصرنا الحديث نسمع عن الواصلية أو الهذيلية أو النظامية أو الجاحظية أو البشرية أو الجبائية إلى غير ذلك من المدارس الإعتزالية الفرعية, و إنما ذاب المذهب في تعليم الشيعة الإثنى عشرية و الشيعة الزيدية, بحيث أخذ المذهبان أطيب ما عند المعتزلة من أفكار, و أطَرحا ما قد تورط فيه علماء الإعتزال من تطرف و اندفاع
"و إذن نستطيع أن نعد المذاهب الإسلامية المعاصرة أهل السنة و الإباضية و الشيعة الزيدية "الإثنى عشرية