في غربي الولاية الشمالية الهندية أتربرديش قريتان هما جهنجهانه وكاندهله تسكن فيهما اسرة علمية ذات شرف ودين، وقد عاش جدُّ هذه الاسرة الشيخ محمد أشرف في عهد الامبراطور الهندي القديم شاهجهان واتفق علماء عصره على ديانته وتفقهه وورعه واتِباعه للسُنّه . وقد انجبت هذه الاسرة كثيرا من كبار العلماء والفقهاء والشيوخ منهم الشيخ المفتي إلهي بخش الكاندهلوي وكان من نجباء تلاميذ المحدث الشيخ عبدالعزيز بن ولي الله الدهلوي وقد ألف اكثر من ستين كتاباً بالعربيه والفارسيه والأردوية.ومنهم الشيخ ابوالحسن، والشيخ مظفر حسين، والشيخ نور الحسن، والشيخ اسماعيل، ونجله الشيخ محمد إلياس وكانوا من كبار العلماء في عصرهم.
ولد الشيخ محمد يوسف بن الشيخ محمد اسماعيل من هذه الاسرة النجيبة في كاندهله سنة1335هجرية 1917ميلادية وسماه والده محمد يوسف وكان الشيخ محمد الياس رحمه الله حينئذ مدرسا بالجامعة مظاهر علوم بسهانفور-الهند.
أدرك الشيخ محمد يوسف كبار الشيوخ والعلماء وقد شاهد منذ نعومة اظفاره اسرة عامرة بالعلم والورع فترعرع في المحيط العلمي وفي أحضان الامهات الصالحات وبين تربية الشيوخ وعناية العلماء الاجلاء والصلحاء.
لقد حفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين، ثم تلقّى الدراسة الابتدائية والحديث الشريف من الصحاح السته وغيرها من والده الداعية العلامة محمد إلياس أولاً ثم درسها ثانيا في المدرسة مظاهر علوم على كبار شيوخ الحديث، كالشيخ عبداللطيف مدير المدرسة، والشيخ منظور احمد خان السهانفوري، والشيخ عبدالرحمن الكامل، والشيخ محمد زكريا ابن عمه الكبير الذي اشرف على تعليمه وتربيته حتى تخرجه من مدرسة الحديث1354هجرية .
كان الشيخ محمد يوسف مولعاً بالعلم فكان يقضي اكثر اوقاته في دراسة الكتب وتاقت نفسه الى التأليف فبدأ بتأليف وشرح مستفيض على شرح معاني الآثار للطحاوي وسماه أماني الأحبار واستمر في هذا العمل الى آخر أيام عمره.
لقد فوّض الشيخ محمد الياس رحمة الله عليه الى ابنه حمل أمانة الدعوة واوصاه برعايتها وحفظها وكان الشيخ قد شاور كبار العلماء والمشايخ واهل الحديث وقد أشاروا بذلك لما رأوا فيه من التقوى والصلاح والقوة لأداء هذه الامانه ثم لبىوالده نداء ربه 1363هجريه 1944ميلادية.
فوجئ الشيخ محمد يوسف بتحول كبير في حياته فقد نشأ فيه من باعث الدعوة ما جعله لا يهدأ له بال ولا يقرله قرار، رغم اشاغاله بالتعليم والتأليف، فاشتغل بتوجه تام وتحولت حياته الى شغل الدعوة حتى اخذت عليه كل لحظات حياته وواجه كل عنت وارهاق في القاء الخطب والرحلات الدعوية وتنظيم الاجتماعات في مدن الهند وباكستان وتوجيه الجماعات للدعوة الى خارج دلهي، فلم يكن يستريح في الليل ولا في النهار وكان همه ات يهتدي التاس وينغمسوا في رحمة الله تعالى،وكان متواصل الاحزان دائم الفكرة في ايصال الخلق الى الحق كل حين وآن.
انه في خلال حياته الدعوية التي تمتد زهاء عشرين سنه قام برحلات واسعة فسافر الى باكستان الغربية والشرقية وكان الشيخ محمد يوسف يرى ان العرب هم اهل هذه الدعوة العظيمة في الحقيقة قبل سائر الناس،لأتهم قوم اختارهم الله تعالى قبل غيرهم، وفي دمائهم وعروقهم سرت دماء الصحابة الذين بذلوا مهجهم ونفوسهم للدين والدعوة اليه،ولذا كان حريصا ان يرى عمل الدعوة والتبليغ في مهد الاسلام وبلاد العرب، ولذلك بدأ العمل في ميناء كراتشي وبمباي حيث قامت جماعات الدعوة تغرس فكرتها في الحجيج الذين يزورون مكة والمدينه، فاذا تشّربوا فكرة الدعوة والتبليغ يتمكنون من اداء الدعوة الى الله ويصبحون خير اداة لنشرها بينهم. ووصل الى الحجاز فزار مقرهم وبعث العلماء فيهم واقيمت حلقات التعليم في الحرمين الشريفين، وارسل الجماعات الى الاقطار العربية والاقطار الافريقية كمصر والسودان والعراق والاردن والشام، كما استمر الشيخ محمد يوسف بارسال الجماعات الى مختلف انحاء آسيا وافريقيا وأوروبا وقد كان لبياناته الأثر الكبير في زيادة القوة الايمانية التي دعتهم الى تحمل المشقات والنفقات الكثيرة فى سبيل الله تعالى. ولقد تشرف الشيخ محمد يوسف بالحج ثلاث مرات وقد تمكن من هذه الرحلات من عقد الاجتماعات في الحجاز والتجوال في القرى والمدن واللقاء مع جم غفير من الناس، وقد تمتع بعمرتين سوى الحج واعتمرت معه جماعات كثيرة من الاقطار العربية.
لقد قام الشيخ محمد يوسف برحلة طويلة الى باكستان بعد رجوعة من الحج بعام بدأها الداعية الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي في شوال سنة1384هجرية وانتهت بوفاته رحمة الله عليه يوم الجمعة 29ذي القعدةفي العام نفسه المصادف 2ابريل سنة1965ميلادية.
كتاب (حياة الصحابة) كتابٌ عَظِيمْ , و مِرآةٌ لحياةِ الصحابة الدَعَوية وسلوكِهم وأخلاقهم , الكتاب مؤثر جداً فى النفس .فالمسلم اذا اراد للاسلام أن يستقر فى قلبه وعقله لا بد له أن يطلع على سيرة سيد الخلق عليه الصلاة والسلام وأن يطالع ايضاً قصص الصحابة رضى الله عنهم .. فسيرته عليه الصلاة والسلام وسيرة اصحابه رضى الله عنهم هى الاساس التى يمكن أن يبنى الانسان عليها ايمانه فى كل زمان ومكان ... تَعظِيمَك للصحابةِ وحُبكَ لهم سيزداد اضعافاً مضاعفة بعد هذا الكتاب المُمتع
تَعرضَ فيهِ المؤلف لمُجملِ الحياة التي عاشها الصحابة رضوان الله عليهم ودعوةالرسول صلى الله عليه وسلم أولاً لهم ثم انطلاقهم بعد ذلك للدعوة وحبهم اياها ، وكيف كانت هذه الدعوة احب اليهم من اى شىء آخر و كيف كانوا يَحرِصُونَ علىَ هِداية الناس وتوصيل الحق الى الخلق و هجرتهم، وتركهم لاوطانهم وتقديمهم للدين على الدنيا وتحملهم للشدائد فى الله وجهادهم، وكيف هانت عليهم انفسهم فى الله لاعلاء كلمته و صَبرِهم عن لذاتِ الدُنيا ، وإنفاقهم، وإيثارهم على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة وكيف كانوا يهتمون باجتماع كلمة المسلمين والامتناع عن الخلاف فيما بينهم ... وغير ذلك من صفاتهم الحميدة التى صَنعتْ منهم جِيلاً قرآنياً فريداً لم تَشهدْ البشريةُ مِثلَهُ فى تاريخها قط .. كل ذلك يَعرِضهُ المؤلفُ من خلال روايات مسندة جمعها من بطون كتب الحديث والآثار و أوردها في كتابه المهم والعظيم .. وقام بتقسيم هذه الروايات الى 19 باباً , تناول كل باباً منها موضوعاً خاصاً ساق المؤلف فيه ماوقف عليه من الاحاديث والاثار التى تتعلق بموضوع هذا الباب ..بدأ بباب الدعوة الى الله تعالى مرورا بباب أخلاق الصحابة وشمائلهم ثم باب لخطبهم و مواعظهم وانتهاءاً بفصل عن التأييدات الغيبية والكرامات التى خصهم الله عز وجل بهاواسباب هذا التأييد والاختصاص
لاشك ان جمع هذه الذخيرة الهائلة والنادرة وتبويبها وتصنيفها بهذا الشكل الرائع هو أمر يستحق الاعجاب والانبهار بقوة المؤلف العلمية ومدى تَبحُرِه فى كتب الحديث والآُثار..لاشك انك ستنبهر بهذا ..لكن مما يُؤخَذُ على الكتاب انه يحتوى على عدد غير قليل من الاحاديث والآثار الضعيفة والغير صحيحة وبعض الاحاديث الموضوعة ...لكن على كل حال يشفع للمؤلف رحمه الله انه أورد الاحاديث بالاسانيد كما كان يفعل أهل العلم قديماً = من أسند فقد أحال =من أسند فقد برئت ذمته أو عهدته..
فلله در هذا الهندى العبقرى الذى خطت يداه هذا السفر الجليل ... اللهم ارزقنا حب محمد وحب اصحاب محمد صل الله عليه وسلم .. الكتاب طُبع مؤخراً بتحقيق الدكتور "بشار عواد ".. وهى طبعة جيدة قام فيها الدكتور بتخريج الاحاديث والاثار والحُكم عليها واظهار الصحيح فيها من الضعيف رابط لتحميل طبعة بشار عواد (المنقحة) http://waqfeya.com/book.php?bid=524 ......
الكتاب فى 3 مجلدات ... محمد يوسف الكاندهولى = عالم من علماء الهند الكبار اتولد سنة 1917 ومات سنة 1965 ..مات وهو يبلغ من العمر 49 سنة تقريباً فقط كان رئيس جماعة التبليغ والدعوة فى الهند وكان له نشاط كبير جداً فى الدعوة هناك ..عليه رحمات الله
لم أكمله لما لاحظت فيه من روايته لقصص وأحاديث ضعيفة عن الرسول عليه السلام وعن الصحابة رضي الله عنهم وعندما بحثت عن رأي العلماء وجدت رأي للشيخ الألباني في هذا الكتاب:
سئل الشيخ العلامة محدث العصر بلا منازع / محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله رحمة واسعة عن كتاب ( حياة الصحابة ) الكاندهلوي في شريط له بعنوان(نقد كتاب حياة الصحابة لجماعة التبليغ )من سلسة الهدى والنور برقم (524 /1) فقال : " .... كتاب الصحابة هو دليل لما نقول نحن ، الذي ألف هذا الكتاب ليس فرداً من أفراد جماعة التبليغ ، بل هو رأس إن لم يكن من رؤوسهم فهو رأس الرؤوس ، ألف هذا الكتاب والجماعة ينطلقون على هداه ، ولكن هذا الكتاب جمع ما هبَّ ودبَّ ، أي لم يخصص هذا الكتاب بأن يذكر فيه ماصح أولاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ليس ككلام غيره من الناس ولو كانوا أولياء وصالحين ، ثانياً ذكر روايات كثيرة عن الصحابة رضي الله عنهم فيها أيضاً من باب أولى ؛ إذا كان في الأحاديث التي نسبها للرسول فيها أشياء لا تصح نسبتها إلى الرسول عند من ؟ عند أهل العلم بطريق معرفة الحديث ومعرفة الأسانيد وتراجم رجال الأسانيد ونحو ذلك ، فمن باب أولى أن يذكر في هذا الكتاب روايات كثيرة وكثيرة جداً عن الصحابة من أقوالهم ، من أفعالهم ، من منهجهم ، من سلوكهم وكثير منها لا يصح ، ويعجبني في هذه المناسبة قول لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله وهذا من نفيس كلامه ، ودقيق منهجه العلمي ، حيث قال ما معناه ( أن على كل باحث أن يتثبت في كل ما يرويه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما يتثبت فيما يرويه عن الله ورسوله ) ........ إلى أن قال.... : هذا الكتاب كتاب الصحابة خالف هذا النهج العلمي فهو جمع ما هبَّ ودبَّ ........ إلى أن قال.. : أنه لا ينبغي الاعتماد عليه ( أي الكتاب ) إلا بشيء من التحفظ .... " إلى أخر كلامه رحمه الله . ثانياً : قال الشيخ العلامة مدفع أهل السنة الشيخ / حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله في كتابه القيم ( القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ ) في ( ص12 ) ما نصه : " وللتبليغيين كتاب أخر يعتمدون عليه ويجعلونه من مراجع أتباعهم من الأعاجم من الهنود وغيرهم ، وهو المسمى ( حياة الصحابة ) لمحمد يوسف الكاندهلوي ، وهو مملوء بالخرافات والقصص المكذوبة والأحاديث الموضوعة والضعيفة ، وهو من كتب الشر والضلال والفتنة.
عن ابن مبارك قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أخذ تبنة من الأرض فقال : يا ليتني كنت هذه التبنة ، ليتني لم أخلق ، ليتني لم أك شيئا ، ليت أمي لم تلدني ، ليتني كنت نسيا منسيا
عن الزبير رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما لو تعلمون من الدنيا ما أعلم لاستراحت أنفسكم منها"
يقع هذا الكتاب في ثلاثة مجلدات .. فيصدمك بتقسيمه لحياة الصحابة ومواقف تلك الحياة الجميلة بأبواب كالبيعة و الجهاد و الدعوة ليسهل على القارىء و الباحث الوصول إلى المعلومة بيسر وسهولة
حياة الصحابة من أهم الكتب التي يجب علي المسلم ملازمة قرأته يوميا جزاه الله عنا خيرا الشيخ محمد يوسف رحمه الله وأنا أحب أن ألفت النظر الي التوفيق البالغ في فهرسة وتبويب هذا الكتاب الرائع لو نذاكر العناوين لكانت منهج حياة لنا
أفضل كتاب ديني بعد القرآن، يجوس بك في طرقات الحجاز، فتلمس أكتاف الصحابة، وترى مواقف النبي صلى الله عليه وسلم، وتستمع للأحداث التي صنعت ديننا، وتشم غبار الغزوات، ويطربك كلمات الحق من أفواه خير الخلق
الكتاب العظيم الكبير، أحببته وما أستطعت أن أجد بديلاً له بسهولة. أكبر من أن يوصف فعلاً وهو يتضمن حياة صحبة رسول الله، عظيم بأصحابه فعلًا.. على رسولنا صلوات الله وتسليمه ورضوان الله عليهم أجمعين.
كتاب رائع شامل يعتمد على السند في سرد الأحداث. أنصح بقراءته لمن يريد كتاب شامل ومن كل النواحي لحياة الصحابة
---------
تحديث بعدما انتهيت من قراءته وهي حوالي سنة عن تعليقي السابق. كتاب رائع يجعلك قريباً من حياة الصحابة في حلهم وترحالهم وفي سِلمهم وحربهم، وفي عبادتهم ودُنياهم، . وما كانوا عليه مع الرسول صلى الله عيه وسلم وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
لم يتغير رأيي عن هذا الكتاب القيم، وسأرجع إليه إن شاء الله لقراءة المقتطفات التي أعجبتني
جرعه ايمانيه رائعه ....تجعلك تعرف كيف كان الرجال وكيف نحن ضعفاء في كل شيئ، يجعلك تفخر بكونك مسلم والاهم انه يجعلك تعرف مقدار التضحيه لكي يصل لك الدين... لكل من يعاني فتور او نقص في الايمان لايوجد افضل ��ن هذا الكتاب كعلاج لرفع الهمه....
it was one of the books that i should read for my research , and actually i liked it , i liked reading about the companions . i read the book in less days than expected