رواية “الهؤلاء” تطرح سؤال من هم، ففي في مدينة أيبوط الوهمية، يعيش بطل رواية الهؤلاء وراويها، وهو بدوره شخص وهمي، إلا أن الغرائب والمخاوف والرقابة والكبت وغيرها من الهموم التي تجثم على أهل أيبوط، هي حقائق ملموسة، يزيدها ضغطًا على الجمهور جماعة الهؤلاء ذوي العيون الجاحظة القادرة على سبر ما يعتمل في النفوس، فالهؤلاء هم قوى الأمن المنتشرة في كل مكان من أيبوط، التي تحاسب المواطن على كل شيء، مع حرصها على إقناعه بأنها على صواب، وبطل الرواية لم يقم بما يسيء لدولة أيبوط أو حاكمها الديجم الأكبر، فهو لم يفعل أكثر من قراءة كتاب يقول إن الارض في اتجاه مخالف لدوران عقربي الساعة، وهاله الأمر، فهل الأرض تعاكس الزمن أم أن الساعة التي تم اختراعها بعد دوران الأرض هي التي صممها صانعوها حسب هذا النظام الشاذ؟ وسرعان ما يظهر للبطل الراوي شخص من الهؤلاء – هو في الحقيقة كاتب نصف مشهور – فيرصد تأملاته بشأن الأرض والساعة ويذهب إلى أعماقه فيعرف كل ما يجول فيها، وحين يهرب البطل الراوي من هذا الشخص الغريب، يبتلى بشبيه له فيعرف أنه أخوه، ويجد نفسه في ملعب رياضي فيثير وجوده ضجة غير طبيعية، لأنه يلبس ساعة يد، بينما تعود أهل أيبوط ألا يقتنوا الساعات حتى لا يفتنهم السؤال حول دوران الارض المعكوس، ولأن البطل الراوي قد ارتكب هذه المخالفة، فهو ماثل، لا محالة، أمام رجل جاحظ مضغوط يعرف أسراره جميعًا، حتى أنه يفتح مظروفًا مليئًا بصور البطل الراوي وحبيبته وهما في مختلف الأوضاع، ولا يخفي الرجل المضغوط حسده للبطل الراوي على حبيبته. ومع ذلك لا نراه يتهمه بالإساءة إلى دولة أيبوط ولا حاكمها الديجم. ولكن لا بد من إثبات براءته. وهكذا يأمر الرجل المضغوط نائبًا له بمرافقة البطل الراوي في عموم أنحاء البلاد. فيدور به هذا على مختلف المخافر، حيث ينام في أقبية، ويتعرض لفحص الكلاب التي تشمه. وتكون النتيجة دائمًا أنه بريء جزئيًا، وأن عليه المزيد من التعرض للتحقيق وركوب القطارات بأشكالها المتنوعة.
وُلد مجيد اسحاق طوبيا ـ والذي اشتهر باسم مجيد طوبيا ـ في 25 مارس 1938، بمحافظة المنيا.
الدرجات العلمية: - بكالوريوس الرياضة والتربية، كلية المعلمين، القاهرة، عام 1960. - دبلوم معهد السيناريو، عام 1970. - دبلوم الدراسات العليا، إخراج سينمائى من معهد السينما بالقاهرة، عام 1972.
الوظائف التى تقلدها: - عمل مدرس للرياضيات. - عمل بإدارة المعلومات بوزارة الثقافة. - كاتب بجريدة "الأهرام" القاهرية.
الهيئات التى ينتمى إليها: عضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة سابقا.
دراسات ورسائل عن أعماله: دراسات بقلم الأساتذة: عبدالقادر القط، سهير القلماوى، صلاح فضل، أحمد كمال، على شلش، يوسف الشارونى، عبدالرحمن ابوعوف، الميلودى شغموم، إزابيللا كاميرا، وغيرهم من الكتاب المصريين والأجانب وأحمد السعدنى بكتابه: منظور مجيد طوبيا بين الحلم والواقع، ومراد عبدالرحمن مبروك بكتابه: الشخصية الغجرية.
رسائل دكتوراه عن أعماله فى جامعات: السوربون، إكس بروفانس، روما، نابولى، وارسو، المنيا، الجامعة الأمريكية، وغيرها.
وعدة أفلام مثل: "أبناء الصمت" إخراج محمد راضى، "حكاية من بلدنا" إخراج حلمى حليم، "قفص الحريم" إخراج حسين كمال.
المؤلفات والإنتاج الأدبى: الأعمال وتاريخ الطبعة الأولى: - فوستوك يصل إلى القمر (قصص)، القاهرة، عام 1967. - خمس جرائد لم تقرأ (قصص)، القاهرة، عام 1970. - الأيام التالية (قصص)، القاهرة، عام 1972. - دوائر عدم الامكان (رواية)، القاهرة، 1972. - الهؤلاء (رواية)، القاهرة، عام 1973. - غرائب الملوك ودسائس البنوك (دراسة)، القاهرة، عام 1976. - الوليف (رواية)، القاهرة، عام 1978. - غرفة المصادفة الأرضية (رواية)، القاهرة، عام 1978. - مغامرات عجيبة (رواية للأطفال)، القاهرة، عام 1980. - حنان (رواية)، القاهرة، عام 1981. - عذراء الغروب (رواية)، القاهرة، عام 1986. - الحادثة التى جرت القاهرة، عام1987. - تغريبة بنى حتحوت إلى بلاد الشمال (رواية)، القاهرة، عام 1987. - تغريبة بنى حتحوت إلى بلاد الجنوب (رواية)، القاهرة، عام 1992. - التاريخ العميق للحمير (مقالات هزلية)، القاهرة، عام 1996. - مؤتمرات الحريم وحكايات أخرى ، القاهرة، عام 1997. - عطر القناديل (عن يحيى حقى وعصره)، القاهرة، عام 1999. - بنك الضحك الدولى (مسرحية هزلية)، القاهرة، عام 2001. - تغريبة بنى حتحوت (الرواية الكاملة)، القاهرة، عام 2005.
الجوائز والأوسمة: - وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، عام 1979. - جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1979.
البارحة جاء ذكر اسم الأستاذ مجيد طوبيا -رحمه الله- فى محادثة بينى وبين صديق، فقررت مشاهدة لقاءاته التليفزيونية القليلة جدا الموجودة له على اليوتيوب، وقد شاهدتها قبل ذلك أكثر من مرة. كالعادة تبعث فى نفسى شيئا هائلا من الحزن, لأنها سجلت معه بعد أن بلغ من العمر أرذله، وفقد جزءا من ذاكرته، فكان المذيع يسأله عن شىء فإذا به يجيب عن شىء آخر، وتسأله المذيعة عن موضوع فيصمت وكأنه لا يعرف عن ماذا تتحدث. لم يتذكر الأستاذ مجيد خلال اللقاء إلا فيلم أبناء الصمت ورواية الهؤلاء وحبيبته كونشيتا، ولم يتذكر أهم أعماله وأشهرها تغريبة بنى حتحوت.
أحببت مجيد طوبيا منذ أن وقعت بالصدفة على روايته المهيبة الجليلة " تغريبة بنى حتحوت " والتى نادتنى فى معرض الكتاب ولم أكن أعرف عنها شيئا، ودهشت من روعتها فهى أفضل ما قرأت مكتوبا باللغة العربية، ولم أر أو أسمع أحدا يتحدث عنها قط، أو عن هذا الرجل الحزين الذى عاش وحيدا ومات أكثر وحدة.
الرواية سياسية ولكنها ذكية وتحمل رموز ومعاني مهمة. السرد والأسلوب ممتاز ⭐ أول قراءة لأستاذ طوبيا بناءًا على ترشيحه من قِبل أستاذ إبراهيم عبد المجيد في أحدى اللقاءات. ملحوظة الرواية مكتوبة عام 1983 😌
رواية قصيرة عن "الهؤلاء" الذين يتجسسون على الناس والمثقفين خاصة، للتأكد من أنهم يتكلمون لغة السلطة وإلا ليزجونهم في في سجون أيبوط. هي رواية عن مأزق المثقفين في بلاد الإستخبارات والقمع والتسلط، مكتوبة بلغة نضرة، فيها غنائية وسخرية وفرادة. كتاب صغير وجميل.
بدافع الفضول ينطلق بطل الرواية في رحلة غرائبية بحثاً عن صحة معلومة قرأها في إحدى المطبوعات تفيد بدوان الأرض عكس عقارب الساعة، لكنه بدلا من التأكد من حقيقة المعلومة يجد نفسه في براثن (الهؤلاء) وهم فئة من الشعب زرعتهم السلطة بين أفراد الطبقة المثقفة ليعرفوا كل صغيرة وكبيرة يفعلها ويفكر فيها أبناء شعب "ايبوط" وهو شعب وهمي يعيش في دولة وهمية لكن هذا الشعب وهذه الدولة تحاكيان كل ما هو حقيقي ومرير يحدث على أرض مصر في زمن السادات وما قبله وما بعده أيضاً.
هو مجرم ويستحق العقاب طالما قرر تشغيل عقله ومخالفة القطيع وطرح تساؤل بسيط لا يمس سياسة الدولة من قريب أو بعيد، هذه هي تهمة بطل الرواية بكل بساطة وعبثية.
مجيد طوبيا كاتب لم يقدر القراء قيمته الأدبية حتى الآن للأسف رغم كتابته في مجالات أدبية شتى فقد كتب الرواية الاجتماعية، والقصص الممزوجة بالعبثية، والفانتازيا، وقصص تنتمي إلى الواقعية السحرية.
تقييمي: 🌟🌟🌟🌟🌟
اقتباسات:
"هدئ نفسك، إننا نهوى الحرية جداً إلى درجة أننا كثيرا ما فرضناها على الأهالي قسراً"
"لعل قلة الدخل وعدم أمانة الموظفين والمنازعات السياسية والاهمال في العمل وانتشار الرشوة كانت من بين الأدواء الكامنة في تاريخ مصر"
رواية تشبه رواية 1984 تتحدث عن جانب جريمة التفكير وعواقبها في ظل حكم شمولي ديكتاتوري استبدادي، مجتمع يقع تحت سطوة وظلم واهواء المخبرين أي "الهؤلاء" المقصودين من عنوان الرواية..مجتمع منغلق ومنفصل عن العالم مجموعة من الفاسدين المجانين يحكمونه بالتخويف والترهيب.. لا شك رواية مخيفة واقعية ببعض صورها!
كتاب جرئ جدا بالنسبة لتاريخ كتابته، يصف حال مثقفي مصر بل شعبها باكمله الذي كان يعيش في قبضة امن الدولة حيث لا يوجد صاحب راي حر الا خلف القضبان، نرجو ان لا نخلق ديجما اخر بعد الثورة
رواية صغيرة الحجم، كبيرة التأثير، تحدثت عن رؤية للكاتب عن حال دولة ما، قال عنها "أيبوط" ورئيسها الديجم وشعبها الدياجيم..
هذه الدولة قد تكون أي دولة عربية ما، ولكن الإشارات الكثيرة لمصر في الرواية يجعلك تتسائل ..
تحدث الكاتب عن الفساد وخاصة الطبقة المثقفة التي تجلل وتعظم الديجم وتصبح مجرد ظل له وتفقد مكانتها في النفوس بعد فترة ما بسبب خنوعها..
تحدث عن الاعتقالات والمراقبة والقمع، تحدث عن قبول المواطن لأشياء عديدة مهينة منذ القدم ..
تحدث كثيرًا منذ أربعة عقود وقرع أجراس لم يستمع إليها أحد حتى اليوم.. والنتيجة: يبقى الحال كما هو عليه، نقاد مثل الإبل من "الهؤلاء" ونرضخ ونتهاون في حقوقنا كبشر ..
رواية ليست واقعية تمامًا فبها من الخيال الكثير، ولكنها تطأ أرض الواقع وبشدة..
This short book is as nightmarish and psychedelic as S. Ibrahim's The Committee, but unfortunately not as fun to read. It is a classic and predictable quixotic quest that neither surprises nor teaches, well, except perhaps for the historical intertexts about ancient Egypt and the frustrated revelations about the origins and corollary fatalism of political oppression. This is a depressed and depressing book that contains no reactions and no refusal of the status quo. Perhaps the best metaphor through which the reader can make sense of his presence in this gloomy tale is the train trip. In essence, we can impersonate the protagonist who is led without resistance to his doom; that's nearly what you may feel when you take the train of the story.
تجربتى الأولى مع مجيد طوبيا...و هى تجربة سارة جدا...أو لأقل تجربة حزينة..لكنه الحزن الذى يعلمنا و يرقق أرواحنا
أجواء كابوسية...الهؤلاء (اللى ما يتسموش ) يحيطون بك ..لماذا تقلق اذن ..لكل انسان تهمة و لكل تهمة أدلتها...و تأخذنا الرحلة الى وطن تحول الى مخقر كبير
سألت المندوب عن عدد المخافر التى يجب أن أعرض عليها فقال..جميعها. -كم عددها ؟ - بالضبط لا أعرف ..يتغير عددها كل يوم فكلما تأكد نجاح المخافر الموجودة كلما أقيمت مخافر اخرى جديدة ..و تلك هى رأس الحكمة..
سخرية سوداء قد تسقطك ضاحكا على واقع يبكيه الكثيرون رواية بها الكثير من الجنون حتى في إسلوب سردها بوضع علامات تبويب بعناوين مستفزة لمن إعتاد القراءة السردية
الشخصيات نفسها منطقية في إطار مدينة أيبوط الغير منطقية ردود أفعال الشخصية الرئيسية منطقية أيضا في إطار من سخرية الموقف نفسه لماذا تدور الأرض عكس عقارب الساعة
أنقصت منها نجمة واحدة بسبب مشهد الزنزانة الذي حوى الكثير من الكلام لتفسير الأحداث والمجاز الذى لم يحتاج لتفسير
الديجم.. هؤلاء.. النظام.. العبيد.. الموظفين..عامة الناس.. ساخرة.. وحزينة فى نفس الوقت .. يفضل اللى يقرر يقراها ما يقراش المقدمة بتاعتها على Goodreads لانه بالفعل حكى الرواية كلها.. ناقص بس تقرا اخر صفحة وتكون قفلتها كلها يعنى :D
يقولون أنه يعيش الآن وحيدا مع كتبه، وذكرياته، وشيخوخته وأفكاره المتداخلة، مع الله ومع الشجرة التى تطل عليها نافذته حتى أتخذ منها صديقة يناجيها ويحادثها، إضافة إلى بعض الزوار الموسميين، لم يعد بلياقته الذهنية السابقة، يسرح ويتأمل ويعبر عما يجيش بصدره دون ضوابط، ولكنه ما زال يذكر حتى الآن الهؤلاء وبنى حتحوت وبلدة أبيوط وحاكمها الديجم العظيم