"المصابيح الزرق" بكل بساطة رواية تصور حياة جماعة من الناس البسطاء أيام الحرب العالمية الأخيرة. ومن ورائها حياة اللاذقية، وسوريا، أو بكلمة واحدة تصور الجو المحموم الذي كانت تعيشه بلادنا أيام الحرب. فإذا صح أن تكون لكل قصة عقدة، فعقدة "المصابيح الزرق" هي أزمة الحرب. وقد تجاوز الروائي هذه الفكرة "أثر الحرب في الناس" إلى تصوير حياة كاملة تلعب فيها أزمة الحرب دوراً كبيراُ، ولكن الدور الأكبر هو لمجموعة هؤلاء الناس الذين يضطربون في تثنيات الكتاب... كيف يحيون، وكيف يعامل بعضهم بعضا، وكيف يكافحون في سبيل العيش، وكيف ترتبط مصالحهم الخاصة بقضايا أمتهم، وكيف يفهموم النضال. إنها بالأصح قصة حياة مجموعة من الناس أخذت أحداثها في فترة تاريخية معينة. فالقصة، وإن كان الحافز الأول لكتابتها هو الحديث عن الحرب كيف تغير الناس، وتسوق حياتهم في مجارٍ جديدة غير طبيعية، فإن الهدف، بعد أن بدأت الفكرة تصبح عملاً، ونماذج الأبطال شخصيات حية متحركة، خرج من يد المؤلف ليصبح نوعاً من البانوراما-المنظر العام-لحياة صادقة صحيحة
حنا مينه روائي سوري ولد في مدينة اللاذقية عام 1924. ساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب. يعد حنا مينه أحد كبار كتاب الرواية العربية, وتتميز رواياته بالواقعية. عاش حنا طفولته في إحدى قرى لواء الاسكندرون علي الساحل السوري. وفي عام 1939 عاد مع عائلته إلى مدينة اللاذقية وهي عشقه وملهمته بجبالها وبحرها. كافح كثيراً في بداية حياته وعمل حلاقاً وحمالاً في ميناء اللاذقية، ثم كبحار على السفن والمراكب. اشتغل في مهن كثيرة أخرى منها مصلّح دراجات، ومربّي أطفال في بيت سيد غني، إلى عامل في صيدلية إلى صحفي احيانا، ثم إلى كاتب مسلسلات إذاعية للاذاعة السورية باللغة العامية، إلى موظف في الحكومة، إلى روائي. البداية الادبية كانت متواضعة، تدرج في كتابة العرائض للحكومة ثم في كتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف في سوريا ولبنان ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة. أرسل قصصه الأولى إلى الصحف السورية في دمشق بعد استقلال سوريا اخذ يبحث عن عمل وفي عام 1947 استقر به الحال بالعاصمة دمشق وعمل في جريدة الانشاء الدمشقية حتى أصبح رئيس تحريرها . بدأت حياته الأدبية بكتابة مسرحية دونكيشوتية وللآسف ضاعت من مكتبته فتهيب من الكتابة للمسرح، كتب الروايات والقصص الكثيرة بعد ذلك والتي زادت على 30 رواية أدبية طويلة غير القصص القصيرة منها عدة روايات خصصها للبحر التي عشقة وأحبه، كتب القصص القصيرة في البداية في الاربعينات من القرن العشرين ونشرها في صحف دمشقية كان يراسلها، أولى رواياته الطويلة التي كتبتها كانت ( المصابيح الزرق ) في عام 1954 وتوالت إبداعاته وكتاباته بعد ذلك، ويذكر ان الكثير من روايات حنا مينه تحولت إلى أفلام سينمائية سورية ومسلسلات تلفزيونية
إذا سألتني لم أحب كتابات حنا مينه وأعتبره من أفضل الروائيين العرب فعليك بقراءة هذه الرواية على سبيل المثال. أعتقد, بل أؤمن, أن حنا هو خير من يختار الشخصيات وخير من يرسمها ويتقمصها ويجعلك تعيش معها. يقول الناقد في مقدمة الكتاب أن الرواية تدور حول الحرب العالمية الثانية وأثرها على حياة البشر. هذا صواب من جانب ولكني لا أعتقد أن المحور الأساسي كان الحرب حيث أنها ليست مفعمة بتفاصيل عن مجريات الحرب وعن احتياطات الناس وإن كان فيها شيء من ذلك. (لا أحد ينام في اسكندرية) مثال على الرواية التي تتمحور حقا حول الحرب العالمية بينما (المصابيح الزرق) تتركز حول الشخصيات كديدن روايات حنا. مع مينا أنت على موعد مع الشخصيات ثم الشخصيات ثم الأحداث والأجواء. تجد في شخوصه الحيرة الشكسبيرية والنقاشات الدستويفسكية ولن تحرم بعد ذلك من الأحداث الشيقة. لا يظنن أحد أن أبطال المصابيح الزرق هم الأشداء والعباقرة والطموحين, بل هم مثلي ومثلك مثقلون بالضعف البشري والتيه والنزوات, مترددون عند القرارات الصعبة, تستهويهم الرذيلة وتعاودهم ومضات الفضيلة, يحبون البشر ويحسدونهم يعشقون ويخونون. تجربة أخرى ناجحة مع الأديب السوري وإن شاء الله سألتقي به ثانية في (الشراع والعاصفة) عما قريب.
أحد نقاط الكوميديا السوداء في المصابيح الزرق هو أنّها تصلح تماماً وبشكلٍ مثير للدهشة أن نعتبرها روايةً عن الأحداث و الازمة السورية الأخيرة ، من دون تغيير اي كلمة أو صفحة ، وصف الجموع عند بائع الكاز والفرّان ، ضياع زجاجة الكاز اوسط غابة الايدي المشرعة ، وصف بائع الارز الجوال و المارة من حوله الذين لا يملكون حتى ثمن شراءه ، انفصال الناس إلى طبقات متكالبة على العيش ..
الحوار مدهش والشخصيات حقيقة ، فهي بعيدة كل البعد عن المثالية ، إنها تشبهني و تشبهك وتشبه الواقع ، شخصيات حية ، نابضة ، تطفح حياةً وأملاً وحزنًا .
حولت الرواية لمسلسل بنفس العنوان من بطولة العالمي غسان مسعود الذي لعب دور محمد الحلبي وإخراج فهد ميري . وبرايي ان المسلسل قد تفوق على الرواية بنقطة مهمة جدًا ، فهو يظهر الشخصيات من جميع جوانبها ويظهر كافة اهتماماتها ، اما على مستوى الرواية فلم نشاهد بقلم مينه سوى جانبًا واحدًا
المشهد الاخير وتصوير المظاهرة التي خرجت ضد الحكومة أعادني سنين إلى الوراء ، لما عشته بنفسي من مشهد مماثلٍ بالضبط ، فوقع من نفسي موقعًا لطيفًا وحزينًا في الوقت عينه .
بعد عدة تجارب مع حنّا ، يمكن ان نقول بأنه من اهم وأفضل الروائيين العرب عموما و الواقعيين خصوصًا.
كلما تصور المرء أنه ما عاد هناك من روايه تبهره و تمسك بتلابيبه إلا و صادف أمثال تلك الرواية .. روايه آخاذه .. تدور أحداثها في زمن الحرب العالميه الثانيه، و كغير باقي الروايات التي قرأتها تتحدث عن تلك الفترة .. لا حديث عن الحرب هنا .. تدور الحرب مثل الخلفيه الموسيقيه تسمعها ولا تراها .. الشخصيات حيه جدا حتى ليكاد الواحد أن يدس نفسه بينهم ليستمع و يستمتع بما يقال و يدور .. دارت الروايه في تصاعد حتى الفصل الأخير حين انحت منحى تراجيدي في النهايه .. ذكرتني بنهايات شكسبير المأسأويه .. لكن المأسأه هنا، لها طعم الوطن و خيبه الأمل إلى حد ما ..
طبعا أزيد أن الحديث و وصف شجارات طوابير الخبز أثناء أزمه الغذاء في الحرب .. كان شديد الشبه بطوابير الخبز في مصر 2010
حنّا مينة أحد أعظم الروائيين الذين قرأت لهم، أسلوب خرافي، كلمات منتقاة، بناء قصصي ممتاز.. أنه كاتب ذكي جداً، يعرف ماذا يكتب، وكيف يكتب.. المصابيح الزرقاء تتناول حارة من حارات اللاذقية في الحرب العالمية الثانية، حيث يعيش البسطاء ويدفعون ضريبة الحرب التي تدور بين الكبار.. فارس، الذي شب في هذهِ الحرب منتقلاً بين الموقف ونقيضهِ، حيث تتلاعب بهِ الظروف.. رندة، الفتاة الجميلة التي أنتظرت فارسها أن يعود ليخطفها، لكن المرض قد سبقه إليها.. مريم، الصفتلي، المختار الجشع والثرثار، صقر وأمه، محمود،…. كلها شخصيات رسمها حنا مينة بشكل جعلها كالأحياء مما يجبر القارئ أن يتفاعل معها -وأن يحبها بعض الأحيان.. ومن بين هذهِ الشخصيات كانت شخصية أبو فارس، جبل الصبر، الذي هدته المصائب، ولم يكن له معين إلا سجائره التي ربما كان يحرقها كلما وجد قلبه يحترق.. كتب حنا مينة عن هذا الأب الجبل في واحدة من مصائبه: "ولما صار في الشارع بدا كمأساة تجسمت في رجل: صمت، وألم، وسيكارة تشتعل، وراحت قدماه تدوسان الأرض بعداء وغيض…” فهل يا ترى يمكن لأديب أن يبتدع وصفاً أجمل من هذا؟!
"المصابيح الزرق" أشهر أعمال الأديب السوري الكبير حنا مينة، رواية تحكي عن حياة الناس البسطاء في اللاذقية في فترة الحرب العالمية الثانية، وقد أبدع مينة في وصف المدينة والناس، الفقر والمعاناة والحرب، الصراع من أجل الحصول على لقمة العيش، والحب في زمنٍ لا يترك مساحةً لحلمٍ أو ابتسامة. قلما تجد روائياً يرسم الشخصيات بهذا العمق ويلون الأمكنة بريشة الوصف والتفصيل بهذه الواقعية، حتى لتخالَ أنك إنما تشاهدُ فيلماً كل ما فيه ينبض ويتحرك. ترى متى سنعطي أدباءنا السوريين ما يستحقونه من تقدير؟ ومتى سنمنحهم من أوقاتنا بضع ساعاتٍ نحاول فيها أن نقرأهم ونتعرف عليهم كي نقدمهم للآخرين بالصورة التي يستحقونها؟!
من الأشياء التي احببتها في الكتاب هي مقدمته ، والتي استعان الكاتب بأحد اصدقائه لكتابتها وليست من كتابته هو على غير العادة.. تتحدث الرواية عن فترة حرب العالمية الثانية وكيف انه في فترة الحرب يتم طلاء المصابيح باللون الازرق لِـ توحي بمنظر المنائر البعيدة المحاطة بالضباب.. ولكن كان الدور الأبرزللشخصيات وواسلوب الكاتب في ابراز جميع الطبقات الاجتماعية في تلك الفترة ووصفه لكل شخصية بمساوئها وحسناتها جداً واقعي تناقضات النفس البشرية كانت تتجلّى في شخصياته بشكل جدا حيْ.. فارس وتطور شخصيته من طفل الى رجل بالغ ،، نهاية الرواية وإنْ كانتْ مأساوية بالنسبة لي.. الا أنها واقعية وحيّة ..
قراءة مثل هكذا روايات بالنسبة لي لا تكون إلا لأرى وأستفهم وأعرف كيف عاشوا هؤلاء الناس حياتهم في ظل الحرب ، هي أشبه بمواساة وعزاء لنا عندما نرى أن أناسا قبلنا عاشوا المعاناة وذاقوا ويلات الحرب ، واشتدت عليهم أيام وليال ، ومضت بهم الحياة تتشابه أيام الحروب وتتماثل في الظروف والأحداث ، وجدت في المصابيح الزرق وصفا دقيقا لما يحدث الآن في الحرب الدائرة في سوريا كل ما ذكره حنا مينه في وصف حياة الناس ومعيشتهم أيام الحرب العالمية الثانية نعيشها الآن وعشناها منذ خمس سنين ما أشد يأسك يا مينه عندما ترى أن روايتك قد جسدها الواقع أيما تجسيد ! الرواية واقعية ، اجتماعية تحكي عن حياة عدة أناس يعيشون في مدينة اللاذقية أيام الحرب العالمية الثانية قبيل الاستقلال ، تتناول عدة شخصيات في الحي وتربط بينها ربطا جميلا يسيرا ، أكثر شخصية أثرت فيي شخصية أبو فارس ، الصابرة ، الصامتة ، اللا مبالية ، الهاادئة القوية شخصية مكسور المبيض أضحكتني كثيرا أعجبتني أيضا شخصية عبد القادر المناضل وكم تمنيت أن تكون عندي جرأة وشجاعة كالتي عنده أسلوب حنا مينه ليس بالأسلوب الذي يبهرك ، بل هو بسيط بساطة سهلة ممتنعة لا يقدر أيا كان أن يأتي بمثلها ، أكثر ما أعجبني بأسلوبه أنه واقعي لا يأتي بشيء من الخيال ، كأنما يعي�� الرواية قبل أن يكتبها سألأجأ لروايات حنا مينه كلما أردت الاختباء في حياة أخرى غير التي أعيشها ، لأتعلم من واقع مينه ما يعينني على حياتي !
تطال الحروب بشكل رئيسي لقمة العيش للمواطن ولنا الا نغفل عن تلاعبها في نفوس البشر فنجد لقلة الحيلة،الغذاء..... أثره المفجع في النفوس فتغدو تتسم بعدائية أكبر ورغبة بالبقاء تحيل كل شي مباح وتبقى الحاجة لعمل في هكذا ظروف تجعل بعضنا يقوم بما ينافي قناعاته من تصرفات ليحصل على عمل لقاء راتب زهيد. ذكر الكاتب كل المشاكل السابقة بواقعية كبيرة ولم يغغل عن ذكر تفصيل مهم جدا ،اانه على الرغم من سذاجة الناس في تلك الفترة وفي تلك المنطقة الا انهم ثاروا ضد المستعمر وحاولوا كسر قيودهم.....
بدايتها جيدة ، في المنتصف تضيع ، بعدها ترجع الاحداث نحو مجراها الطبيعي ، ليست مدهشة ، فنياً على الاقل ، فأسلوب الكتاب رغم سلاسته الا انه تقنياته غير متقدمة . بالعموم لا انكر الحقبة التي كتبت فيها الرواية واهميتها ، فهي تركز على الفقر والحرب والاحتلال . فالنضيء مصباحنا الازرق ، كي تصبح حارتنا كلها زرقاء .
رواية أخرى جميلة للكاتب السوري حنا مينه عن الفقراء والمهمشين ومعاناتهم أثناء الحرب العالمية الثانية لانتزاع الحد الأدنى للحياة، استمعت إليها مقروءة على منصة ستوريتل حيث أبدع القاريء في تمثيل الشخصيات.
رواية رائعة تتحدث عن حياة الناس بأحدى مدينة اللاذقية السورية بفترة الحرب العالمية وكيف أثرت بكل فرد منهم المحزن فيها أننا نستطيع حاليا إسقاط ما كان يحدث من ما يقارب مئة عام وما يحدث حاليا في سوريا
الحقيقة اني وقعت في حب الأقلام السورية من ساعة ما قرأت اكتر من جزء من دفاتر ممدوح حمادة والرواية خلتني اتعمق جوا المجتمع السوري واندمج معاه ومع ثقافته بشكل كبير اوي اكتر حاجة عجبتني انه شخصيات الرواية متقدرش تقول علي حد طيب في المطلق او شرير في المطلق هو خليط من الاتنين عجينة بشرية فيها ده وده فالشخصيات كانت صادقه وهتقدر تتعاطف مع جوانب من معظم الشخصيات تقريبا هحب جدا اقرأ لأقلام سورية تاني في الفتره الجايه وبشكر الجندي المجهول اللي رشحلي الرواية ❤️ ... .. . النهاية في نظري كانت مؤلمة اوي لكن مش بعيده عن الواقع لكني اتأثرت اوي واتوجعت وابو فارس بالتحديد يمكن كان اكتر شخص اتعاطفت معاه علي مدار الرواية ويمكن كان اصدق شخصيه في نظري واللي جسدت حب الأب لابنه واشتياقه له وفي نفس الوقت زعله منه عشان مشاوروش قبل ما يقرر ورغم غضبه مكنش قاسي وراح ودع ابنه حتي وهو زعلان منه كان بيحاول دايما يبان لا مبالي وصلب لكنه ككل انسان له مشاعره وبيتأثر بالمجريات اللي حواليه وفي لحظات اتمنيت ادخل جوا الرواية اقوله عيط عادي وخرج اللي جواك مش عيب لما تعمل كده
تدور أحداث الرواية في مدينة اللاذقية السورية خلال الحرب العالمية الثانية، وتستعرض آثار الحرب على حياة الناس البسطاء في المدينة. إيجابيات الرواية:
- واقعية الأحداث: تجسد الرواية الحياة اليومية بدقة، مما يجعلك تشعر وكأنك تعيش مع الشخصيات في الزمان والمكان ذاتهما - تنوع الشخصيات: تعجبني وفرة الشخصيات المسيحية في الرواية، وهو ما يعتبر نادرًا في كثير من الروايات العربية، مما يعكس تنوع المجتمع السوري. سلبيات الرواية:
- استخدام اللغة العامية: لم يعجبني كثرة استخدام اللغة العامية في الحوارات، حيث كان من الممكن أن تكون الحوارات أكثر تأثيرًا لو استخدمت اللغة الفصحى. - غياب الهدف الواضح: لم أشعر بوجود هدف واضح أو رسالة محددة من الرواية، مما جعل بعض الأجزاء تبدو مبهمة أو غير مترابطة.
رهيب ياحنّا رهيب! القصّة لم تكن بتلك الجاذبية التي توقعتها شعرتُ وكأنّ الأحداث تجري حول نقطة واحدة دون أن تتغيّر جذرياً وهذا جعل الرواية تبدو مملة من ناحية ما..
المعاناة ثمّ المعاناة، والشخصيات كان لها بُعد آخر مختلف تماماً ، بُعد جبّار كُتب بيد مبدعة يد رجل يفهم النّفس ومايخالجها ويعيشها كأنّها هو! أعجبت بشخصيّة أبو فارس الصّامدة الصّابرة القويّة. وكم أشفقت على أم فارس ذات القلب المُرهف على ابنها فارس، ولكم زادت شفقتي عليها في النهاية..
الشخصيّات موزّعة كأنها مدروسة بتنظيم رائع! كل شخصيّة ، وصفها الداخلي والخارجي ، كلامها ، تفكيرها كل شيء... أبدعت ياحنّا
القراءة الثانيه لحنا مينا زودت اقتناعي انه من الكتاب ال over rated..مش معنى كده انه سيء بالعكس مستوى الروايه جيد لكنها لا تستحق مقدمه ١٠ صفحات تبجيل و تعظيم فيها و انها انكتبت في ٣ سنين وانه يقارن بنجيب محفوظ!!! الروايه عن الحياة في سوريا و خصوصا مدينة اللاذقية اثناء الحرب العالمية عن طريق استعراض مجموعه من الشخصيات المثيرة للاهتمام إلى حد ما خصوصا شخصية أبو فارس .. لكن الرواية في المجمل اعلى من المستوى العادي بقليل..
ثالث عمل اقرأه للكاتب بعد شرف قاطع طريق ونهاية رجل شجاع ولا يزال حنا مينه يبهرني باسلوبه العظيم وجمال حكاياته وتاثيرها علي ولاحظت ان الكاتب تاثر برواية محفوظ (زقاق المدق) بشكل كبير، فهناك المكان الواحد والشخصيات المتعددة وقصصهم الكثيرة، وقصة الحب المأساوية بين شخصيتين وما اكد صحة ملاحظتي مقدمة الرواية لشوقي بغدادي
تجري احداث هذه الرواية في مدينة اللاذقية وجوارها مع بداية الحرب العالمية الثانية 1939 .. واستمرت احداثها حتى نهاية الحرب عاش أبطالها آلالام الحرب واكتووا بنارها ينسُج حنا مينه تلك الآونة الصعبة التي عاشوها بالأمل والألم والكفاح والصبر والتضحية
البطولة في تلك الرواية لم تكن في الأعمال الخارقة وحدها .. بقدر ما كانت تمثل حياة بعض الأسر التي حاولت أن تكافح من أجل أن يعيشوا انسانيتهم بكل بساطة
الحرب .. والفقر .. و الحب .. الخنوع .. والخيانة .. الاحتلال .. الموالسة .. و الفراق عزف على أوتارهم حنا مينة في براعة مدهشة حتى أنك ترى نفسك جالساً تارة في بيت أبي فارس ، وتارة مع الصفتلي وهو يطلق نظره إلى النساء في الشارع، الرواية مؤلمة .. والحرب كريهة .. والكل فيها خاسر.
رواية بأحداث بسيطة وقد تكون متوقعة إلا أنها واقعية وبشدة. وصف الشخصيات والأماكن يجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من الرواية .رحلتي الأولى مع حنا مينا ولا أظنها ستكون الأخيرة
رواية "المصابيح الزرق" للأديب الكبير حنا مينه هي أول رواية له،سبقتها تجارب في كتابة القصة القصيرة، ونشرت الرواية مسلسلة في الصحافة الأدبية قبل ظهورها كتابا روائيا كاملاً، وخضعت بذلك لردود أفعال متباينة كثيرة أفاد منها الروائي في الوصول إلى تصور نهائي لعمله الروائي ظهر بين دفتي كتاب. (هذه المعلومات مأخوذة من التقديم الذي قدمه شوقي بغدادي للرواية بعنوان (قبل أن نبدأ)).
قبل الدخول في فضاء السرد والتطرق لموضوع الرواية والشخصيات… لابد من الوقوف على نقطة مهمة وهي عتبة العنونة "المصابيح الزرق"على الرغم من أن دلالة (المصابيح) ذات تعبير إيجابي فعال في نشر النور والضوء والسلام والفرح والهدوء، إلا أن اقترانها وإضافتها إلى النعت اللوني (الزرق) يحيل هذه الدلالة الإيجابية إلى دلالات أخرى مخالفة تماما للأولى والمقصود هنا طبعا فضاء الحرب الذي يقتضي ضرورة تقليل سلطة الضوء والنور والفرح والتبشير بالظلام والضبابية والحزن والصخب والموت القادم. فإذا كانت المصابيح هي عراب الحرب لاجتثاث الحياة، فإن اللون الأزرق يعمل بكونه مانعا لا يتيح لعيون الحرب المدمرة أن ترى بوضوح أهدافها، فيسهم بالتالي في كبح جماحها لافتراس الأشياء من خلال الضبابية ومحدودية الإضاءة وحكمة اللون الأزرق في المرجعية النفسية والتشكيلية والفلسفية. وعموما لقد حصل العنوان الروائي "المصابيح الزرق"على الموافقة من لدن مجتمع القراءة.
أما بعد :
يتألف متن النص الروائي من ثلاثة فصول، يتوافق الفصلان الأول والثاني من حيث المساحة الكتابية إذ خصص لكل منها ما يقرب (140) صفحة رغم اختلافهما في عدد الأقسام، فقد تم تقسيم الفصل الأول إلى 14 قسما، بينما تم تقسيم الفصل الثاني إلى 19 قسما، في حين اقتصر الفصل الثالث على 3 أقسام في حيز 17 صفحة فقط.
الحرب العالمية الثانية هي الموضوع المحوري للرواية في مجال انعكاساتها على المكان العام (سوريا) والمكان الخاص (اللاذقية) بوصفها المكان الرئيسي لأحداث الرواية.
أما الشخصيات التي شغلت الفضاء الروائي من بدايته إلى نهايته (فارس، أبو فارس، الصفتلي، الحلبي، المختار، حسن حلاوة الفران، مريم السودا، نايف الفحل، صقر، أم صقر، عازار الإسكافي، نجوم وغيرهم) فهي إجمالاً شخصيات مقهورة محبطة و مستلبة، عاجزة عن القيام بأي عمل تغييري يحسن من وضعها، بالرغم من بعض المحاولات لبعض شخصيات الرواية ذات النزعة الوطنية القائمة أساساً على مقاومة الاستعمار ومجابهة عملائه المستفيدين، في حين بقيت الصفات والخصائص الأخرى للشخصيات مسكوت عنها أو محجوبة داخل النطاق الذي قام اللون الأزرق بمصادرته سيميائيا وحجبه من نور المصابيح.
وعلى الرغم من تعدد وتنوع وانتشار الشخصيات في فضاء السرد، إلا أن شخصية ((فارس)) بقيت هي الشخصية الرئيسية التي التفت حولها باقي الشخصيات الأخرى. لقد تعرضت شخصية ((فارس)) لقهر أحدث انفصلا بينه وبين ذاته، خصوصاً حالة الانشطار الأخلاقي و القيمي التي عاشها في ثنائية الوطني/الخائن.
الوطني في دخوله السجن بعد ضربه لحسن حلاوة الفران ولقائه بشخصيات وطنية مثل (عبد القادر)، ولعبه دور البطل الوطني بعد خروجه من السجن، وكذلك في حبه ل(رندة) جارته.
والخائن الذي استجاب لإغراءات أرملة معلمه الفرنسي من أجل أن تستند على نفوذها لدى الفرنسيين وتجد له عملا، ليتطوع أخيراً في الجيش الفرنسي.
كل ما عاشته شخصية ((فارس)) هو سلسلة من الإحباطات في حياته مع العائلة، مع السلطة، مع أرملة معلمه، مع الوطنية، مع المستقبل، مع رندة، مع العمل، مع المكان، وبعد فقدانه لكل شيء يفقد حياته أخيراً مع نهاية الحرب، وكأن شخصيته لا يمكن أن تعيش إلا في ظل الضوء الناقص، بحيث ما إن أنار ضوء الحياة حتى انطفأ فارس.
مع تحيات ذ. شرف الدين لكل عشاق كاتبنا الكبير حنا مينه في كل مكان.
تعتبر رواية حنا مينة «المصابيح الزرق» العمل الأول له في الأدب الروائي، وتطلبت منه كتابتها ما يقارب من ثلاث سنوات حيث كان يلغي ويعيد كتابة فصول بأكملها. وتدور أحداثها منذ بدء الحرب العالمية الثانية وحتى انتهائها، وتشكل أزمة الحرب عقدة الرواية. أما الأحداث فتتمحور حول حياة كاملة لمجموعة من سكان أحد الأحياء في مدينة اللاذقية في سوريا. وأسوة بطابع الروايات الكلاسيكية فإن البطولة لا تنحصر في شخص أو اثنين أو ثلاثة بل بشريحة من المجتمع تجمع نماذج عديدة ومختلفة سواء في آلية التفكير أو الهدف أو في تعاملها مع الأزمات من خلال منظومة القيم والمثل المتعارف عليها. وعلى الرغم من أن الرواية تبدأ وتنتهي بفارس إلا أنه ليس بطلها بل فتاها الأول، فهناك في الدار الكبيرة تعيش مجموعة من العائلات الفقيرة. فهناك أم صقر المرأة العجوز التي تخدم في البيوت وابنها الشاب العاطل عن العمل، ومريم السوداء وزوجها نايف الملقب بالفحل وهما قصة بمفردهما. ويستعرض الروائي من خلال الأحداث كيف يعيشون ويتعاملون مع بعضهم البعض وكيف يفكرون ويتفاعلون مع الأحداث وفكرة النضال والمستعمر والبحث عن لقمة العيش، إلى جانب نماذج من الشخصيات الانتهازية التي تسعى لتحقيق المكاسب على كافة الأصعدة والمتمثلة في مختار الحي جريس الذي لا يجد ضيرا في محاباة السلطة وتحقيق الفائدة المادية على حساب الفقراء وحرمانهم من بطاقات التموين الخاصة بهم. ومن خلال صراع البقاء والنضال تتبلور الشخصيات ومنها الفتى فارس الذي بدخوله السجن بسبب ضربه للفران حسن حلاوة، ينتقل إلى مرحلة الرجولة. وفيه يتكشف أمامه عالم جديد يضم السياسيين والمثقفين وغيرهم، ويفاجأ بعد إطلاق سراحه بتدهور الحياة في الخارج ويعيش صراعا بين مثله في النضال الثوري وبين البحث عن عمل ولقمة العيش، ويتوج هذا الصراع عندما يقع في حب ابنة الجيران رنده. وخلال رحلة بحثه يتعرف القارئ على «الصفتلي» وهو صياد يشقى في كسب رزقه ويشارك الآخرين همومهم الناشئة من الحرب والاحتلال، ومحمد الحلبي القصاب والمناضل بصورة سرية وبشارة القندلفت المخمور على الدوام على الرغم من أنه يعمل كخادم في إحدى الكنائس. ويدفع تردي الوضع الاقتصادي بفارس إلى التطوع للحرب ضد الألمان والسفر مع صديقه نجوم على الرغم من إدراكه أن تطوعه يعني هدر حياته لصالح الأجنبي وإغضاب والده وخيبة المناضلين فيه وعلى رأسهم الحلبي. كانت حاجته للعمل وتحقيق حلمه بالزواج من رنده أقوى من أي دافع آخر في داخله. وبسفره يعود الروائي إلى والد فارس الذي يرى حياته تتكرر أمامه مرة أخرى، ولكن بنهاية مختلفة حيث يقتل فارس بقذيفة وتموت رنده بمرض السل، ليبقى الأمل في المظاهرات والاحتجاجات والثورة على المحتل بعد انتهاء الحرب.
This entire review has been hidden because of spoilers.
ماذا تفعل الحرب؟ أثرها النفسي والاقتصادي والاجتماعي على حياة الناس..
لا شك وأنك عندمآ تسمع لفظة "حرب" تضع في رأسك أسوأ الاحتمالات، هذا ما نقله حنا مينا في روايته المصابيح الزرق.
تدور أحداث الرواية في مدينة اللاذقية السورية في حي صغير وفي فترة الحرب العالمية الثانية، ينقلنا الراوي إلى معايشة أهوال الحرب مع أهل اللاذقية، عبر تتبعه لحياة فارس بطل الرواية؛ إبتداءً من طفولته وحتى نضجه وتطوعه في الجيش الفرنسي..
الرواية هي حياة كاملة، لمجتمع بأكمله، إستطاع مينا وبسرد شيق أن ينقل لنا ماذا تفعل الحرب بالناس.. نشاهد من خلالها واقع متردي في الحياة السورية وإنعدام أساسيات الحياة، مصوراً مكابدة الإنسان من أجل الحصول على الخبز، وإستغلال التجار للظرف الحرج "وما أسوأ التجار أيام الحروب، إنهم يصبون الزيت على النار " وهنا ينقل بتفاصيل دقيقة جداً كيف يفكر التاجر أثناء الحرب وكيف يعاني الإنسان البسيط من جشعه...
كما قلت أن الرواية حياة كاملة، إلا أن الراوي لم يبتعد كثيرآ عن حياة فارس بطل الرواية وضحية الحرب، فارس الذي عايش سوء الحرب وسوء الاستعمار الفرنسي، لقد قبع في زنازين الاستعمار الفرنسي سنة ونصف، ثم من بعدها خرج من السجن و وجد نفسه محاصر بهم أن يعمل ويبني حياته، إلا أن ذلك لم يكن ممكناً في أيام الحرب فالحرب كما صورها الراوي هي شلل كامل في الحياة"فهي فعلاً شلل" ، ومن الصعب أن يستطيع الإنسان أن يجد فيها فرصة عمل تسد رمقه، فأضطر فارس أن يتطوع في صف الجيش الفرنسي ليقاتل في ليبيا، فارس كان يحلم مثل أي شاب في عمره أن تنعم عليه الحياة بفرصة أن يعمل ويتزوج حبيبتة "رندة" فوجد نفسه مجبراً على أن يتطوع في الجيش الفرنسي من أجل حصوله على المال.. سخرية الحياة تدفع الإنسان بالذهاب إلى الموت بحثاً عن الحياة..
ويبدأ العذاب النفسي، ينهش أم فارس وحبيبته بعد سفر فارس إلى ليبيا؛ هذه الأخيرة ماتت ضحية هذا العذب، والأولى تعاني من أمل عودة إبنها في أي وقت، بينما أبو فارس ظل يشرب في السجاير كالفاقد لعقله صوره الراوي بصورة الأب القوي الذي لا ينهزم ولكنه انهزم في نهاية الرواية عندمآ وجدت زوجته بلل في الفراش فظنته عرق ولكنها اكتشفت أن أبو فارس قد استسلم للّحظة وبكى ، مثل كل إنسان له قلب وعاطفة أب..
والأهم من ذلك ، الرواية تصور سوء الإمبريالية وتصور المقاومة السورية، وهنا ياما غاص الراوي في وصف المظاهرات التي شيدها إنسان اللاذقية مقاوماً للبطش الفرنسي ، وللمظاهرات بطل قائم بذاته هو محمد الحلبي وهذا حكايته بحد ذاتها قصة قصيرة داخل الرواية ..