فتحت النور، فرأيته عجوزًا مرة أخرى، عيناه جاحظتان من محجريهما وتعبيرات وجهه مذعورة كأنما رأى الموت حاضرًا أمامه، ينزع روحه من جلده
انتفض جسدي وارتعش للحظات من هيئته المقبضة، خفق قلبي ورقص في مكانه اضطرابًا
سألته بعدما اقتربت منه محاولًا تجنب النظر إلى وجهه "أنت بخير؟ محتاج دكتور؟ أساعدك تخش الحمام ترجع جوا؟":
نظر لي وأخبرني أنه بخير، لكنه استيقظ منذ ساعتين ولم يستطع النوم ثانية، وما بين الاسترخاء والتحديق المتواصل في السقف راودته كلمة واحدة، كلما حاول نطقها شعر برغبة في التقيؤ وإفراغ ما في معدته. لم يستطع التعبير عنها حتى أو وصفها في جملة، كانت من نوعية الكلمات التي لا يمكن قولها، كأنها تنتمي إلى لغة غريبة عنه. كلما فكر في الكلمة أثناء حديثه معي، تبدأ ملامح وجهه في التغير فجأة، يتبدل لونه إلى درجة فاتحة من الأصفر، يفتح فمه ويبدأ في التجشؤ، يهتز جسده وترتعش يداه
كريم محسن، كاتب وقاص من مصر، وُلد في القاهرة عام 1998 وتخرج في كلية التجارة، جامعة القاهرة. شارك في مشروع "قصص القاهرة القصيرة" الذي نظمه معهد جوته عام 2018 وورشة كتابة نقدية وإبداعية عن الأفلام التجريبية القصيرة والفيديو أرت بعنوان "فراشات لا تجري نحو الضوء"، التي نظمتها مؤسسة مدرار للفنون المعاصرة ضمن إطار فعاليات مهرجان القاهرة الدولي التاسع للفيديو.
صدرت له مجموعة قصصية بعنوان "هذه ليست غرفتك"، والتي فازت بجائزة ساويرس الثقافية عام 2023، المركز الأول. نُشرت له كتابات متنوعة في مواقع ومدونات مثل: الجمهورية.نت، مدى مصر، مدينة، المنصة، مجلة أوكسجين النصف شهرية، مدونة ختم السلطان، كتب مملة، آخر قصة.
مجموعة قصصية ظريفة عمومًا، تدور في منطقة قلق الفرد وهمومه ومخاوفه؛ لربما بطابع محلي، صدرت عن كاتب شاب. بعض القصص كانت تمرّ دون أن تترك أثرًا، ولاحظت تشابهًا فيما بينها، لا أعلم إن كان مردّ ذلك هو ثيمة مشتركة، أم مجرد تشابه.
قصص أعجبتني: لغة ثانية، الدلوعة، الموت ببساطة، لحم حي
من الكتب القليلة اللي قدرت أقرأها للآخر الفترة دي. ما بين ال٣.٥ نجوم والأربعة، ولكنها بلا شك تستحق القراءة وفيها وصف جميل ودقيق للشخصيات التي تقضي الحياة شبه ميتة. ... "أصبحت الحياة مسلوبة مني كأن أقصى ما يمكن فعله هو استردادها كاستعارة ليوم واحد أو يومين، كأن الطبيعي هو الموت".
قرأت الكتاب ده في وقت مناسب جدا للأجواء اللي فيه. حسيته كتاب عبثي محتاج تكون بين النوم واليقظة عشان تحسه وتصدقه، وبالصدفة انا كنت في الحالة دي في اليومين اللي قررت اقرأه فيهم فا صدقته. الافكار والمشاعر اللي في الكتاب معظمها وصلتني وحبيت اوي الطريقة اللي مكتوب بيها وازاي هو قدر يعبر عن الافكار دي كده. ورغم اني قرأته على تطبيق أبجد الا اني قررت اني لازم اقتنيه من الكتب اللي احب تكون عندي وأحب ارجعلها تاني لانها بتداعب العقل والمشاعر كده.
كنت أطمح للتوقف عن كوني شخصاً لماذا يسيء الجميع فهم تلك الكلمات؟ لماذا يختزلني معظم من حولي في عبارات سطحية وتصنيفات ووصفات علاجية ومضادات اكتئاب؟ يتكالب الجميع نحو الحفاظ على شخصيته وذاته بينما كل ما أريده أنا هو التخلص منهما
ببساطة، هي مجموعةٌ قصصية ليست لي. ولكن النجمتين لأن هناك بعض القصص التي وجدتُ فكرتهم مميزة مثل: ثقوب في رأسه/حلمٌ كبير/ هذه ليست غرفتك. أكبر معضلة بالنسبة لي كانت أن الشخصيات في كل القصص وكأنها شخصية واحدة مع تغير الأحداث، لا ملامح واضحة لشخصية أي منهم، وهذا مُنافٍ للواقع والطبيعة البشرية.
توصلت في منتصف المجموعة أنها لا تعجبني ولا أمل فيها. لا أستطيع لوم الكاتب فهو في مقتبل حياته ويكتب عما يراوده من أفكار، ربما يفهم ما يكتبه من هم في سنه . ربما تتطور كتابته وربما يظل مسجونًا في هذه النوعية. أعتقد أي شخص يفهم في القصة القصيرة لن يعجبه ما يقرأه فهي مكررة الأفكار بلا لغة ولا معنى. كاتبها لديه شيء يقوله،لكن في نفس الوقت يقوله بصراخ وصدام وألفاظ لا معنى لوجودها. وجد من ينشر له بل وجد من يمنحه جائزة وهو شيء خطير لأنه اعتراف بالكتابة من ناحية الجائزة، وتخلي للكاتب عن العدمية والصرخة الثائرة في القصص .
القصص الخمسة الأولى حلوين جدا، "الموت ببساطة" من أفضل القصص عن الانتحار اللي مرّت علي بحياتي. القصص الباقية مثيرين للغيظ، في أفكار ممتازة ما بتترجم لقصص عنفس المستوى. في سرعة بإنهاء القصص، وأفكار مبتورة، وسياقات غير متوسّع فيها. ومع ذلك، 5 قصص عدد كافي جدًا لأعتبرها مجموعة حلوة.
ملاحظة أخرى، في تجلّي بالكتابة عند استخدام ضمير الغائب (الضمير الثالث)، بتختفي بشكل غريب عند استخدام ضمير المتكلم (الأول). قصة "الدلوعة" مثال جيد عن لحظات التجلي هاي.
قصص متفاوتة بشكل كبير في الجودة بعضها مميز جدا والبعض الآخر ضعيف يغلب عليه طابع كليشيهات وسط البلد ودا مش شيء ظريف أن الكاتب يروح فيه.
القصص المميزة/ لغة تانية - ثقوب في الرأس - دائرة - لحم حي - هذه ليست غرفتك - هزيمة صامتة.
قصص مميزة لأن أفكارها بتلعب في صراعات وأزمات ذاتية ووجودية. ذاتية زي قصة لغة تانية، اللي فيها تصدع بين علاقة الشخص بنفسه وبمحيطه لدرجة تعثر استخدام اللغة.
وجودية زي قصة هذه ليست غرفتك إللي استخدم فيها رمزية الظلام لوصف أزمة الإنوجاد الإنساني، وإن كانت الرمزية مستخدمة بصورة مشابهة من قبل، ذكرتني بقصة لنجيب محفوظ اسمها على ما اعتقد الظلام في مجموعة تحت المظلة.
حبيت قصة الدائرة لأنها لمّست معايا فيما يخص هلاوس الخناقات والعراك إللي الواحد بيظن أنه هيقع فيها.
القصص الضعيفة/ الموت ببساطة - يا بغل - الفرار من العمل - حلم كبير - الدلوعة.
قصة الدلوعة بالأخص كانت محبطة ليا لأن بدايتها بشرتني بآمال كبيرة وخذلتني بعدها.
من بابِ الأمانة والصدق مع النفس ؛ المجموعة القصصيةُ لا تستحقُّ حتى النجمة ولكن ما باليد حيلةٌ !!
فـ عندما نزلت المجموعة القصصية على « أبجد » على أنها المجموعةُ القصصية الحائزة على الجائزةِ الأولىٰ في « مسابقة ساويرس الثقافية للأعمال الفنية » أسرعت بتحميلها والشروعِ في قراءتِهـا ، ولكن يؤسفُني أن يتجددَ التساؤلُ مع كل قصةٍ جديدةٍ عن هذا #القرفِ ، يصيبني الاشمئزاز والغثيان بحق مع قراءة بعض الألفاظ التي لا أجد لها تصنيفًا ، وينتابني التعجبُ ليس من الكاتب كونه سطّرَ هذه الحروفَ لكنَّ العجبَ الأكبرَ من الجائزة التي مُنِحَت له ؛ هل معنى هذا أن لجنة التحكيم تشجِّع على مثل تلك الألفاظ ؟! 😵💫 إلى أين نحن ذاهبون بالضبط ؟! وأنا مَن كنت أقول أنَّ البعضَ ينهجون هذا النهجَ تِبعًا #لذوقِ-الزبون ، ومجرد سلعة للتسوق وليست موهبة ، ولكن يبدو أن كلَّ الاتجاهات تصل بنا لنفس النهاية!
مجموعة تؤكد على موهبة واعدة وتشير بوضوح لقضايا جيل جديد، رغم إن كاتبها يؤمن أكثر بالانتماء للكتابة المخلصة والجريئة، للخيال واللغة المحملة بالأفكار أكثر من التفكير في مرحلة معينة أو جيل. يقرأ لكل من تحمل كتابته تلك الصفات ويتعلم منهم لا بغرض مجايل��هم بل بغرض تجاوزهم والذهاب إلى نقاط ومراحل أبعد. بطله/ أبطاله مشتتون ضائعون فقدوا أحلامهم ولغتهم ورغبتهم في التواصل والاتصال مع العالم، العزلة ملازهم والوحدة أملهم الأخير. عالقون بين عالمين فلا هم ينتمون إلى عالم هندسه وخربه كبارهم ولا هم استطاعوا بناء عالمهم الذي كانوا يحلمون به، لفظوا الواقع ولفظهم، فأصبحوا يعيشون في عالم خاص لا يتجاوز حدود غرفهم المغلقة في بيوت لا تخصهم بأوطان لا تسع أحلامهم، احتفظوا فقط بغضب نقي وإصرار على النجاة من مشاريع محاصرتهم والتخلص منهم.
"كل قصص الحب تفشل في مرحلة ما، هناك فقط قلة قليلة، تقرر ترميم العلاقة وإعادة إحيائها، لتستمر وهي تعرج على قدم واحدة."
مجموعة قصصية متماسكة، يربطها الغضب والوحدة والشبق. يمكن الشعور بكريم وما يدور في عقله، غابة متشابكة ممراتها دائرية تبدأ من نقطة لتعود إليها مرة أخرى، تحاول الخروج ولكن لا جدوى من المحاولة.
حواس كريم منتبهة وتعلن عن نفسها، كذلك سخطه، عقله يتمرد عليه في صورة أحلام تحاصره بقوة كفضاء موازي.
اللغة غنية وقوية تناسب القصص وتدعمها. و "يا بغل أنت لا تعرف شيئًا عن الحب".
اشتريتها من المعرض وخلصتها بالمعرض. قرأت مرة زمان إن " في كل مرة تقول فيها: "هذا ليس مكاني"، كنت تقترب أكثر من المكان الذي تنتمي إليه حقًا. " وهذا ما أتمناه لكريم القصص حلوة وجميلة مثل ما توقعت وأكثر.
"لا تلغي قصص الحب بعضها بعضًا، إنما تتجاور وتتراكم على مدار حياتك، لترسم في النهاية صورة كبيرة لفشلك الخاص."
ساعة ما بدأتها كانت عاجباني القصص وماشي معاها عادي، جيت ف القصص الأخيرة بدأت احس بتكرار لأفكار ومشاهد .. إلا أنها مكانتش سيئة أبدا، القصة الوحيدة اللي علّقت معايا هي آخر قصة بتاعت آخر أشباح مدينة نصر.. دي قصة كانت جامدة بصراحة.. وبس كده