لا أعرف أهو تحيز لرجل لما ألف و عرف، أو انه حكم فى الموضوع، بصرف النظر عن متغيرات العصور. لكنى على شبه اقتناع بأن الكتاب المطبوع على ورق له العمر الطويل، و أنه الحاضر على الدوام، مهما اشتد من حوله الزحام. بمعنى ان الكلمة المكتوبة على الورق باقية، و الكلمة المسموعة على الإذاعة و التليفزيون عابرة، و الكلمة المكهربة على الكمبيوتر فوارة، و هى مثل كل فوران متلاشية. أى أن الكلمة المكتوبة على الورق بناء صلب: حجر أو معدن، و هكذا كل بناء، و أما غيرها فهو صحيحة متغيرة - خاطفة، و لامعة وبارقة. و بالنسبة لكاتب - على ورق و بالحبر - فإن كتابته هى بناء عمره، و هكذا فإن كل المجموعة فى نهاية المطاف: عمر من الكاتب!
أبرز الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين. من الصحفيين العرب القلائل الذين شهدوا وشاركوا في صياغة السياسة العربية خصوصاً في مصر. قام بتحرير كتاب فلسفة الثورة الذي صدر للرئيس جمال عبد الناصر. عين وزيراً للإرشاد القومي ولأنه تربطه بالرئيس جمال عبد الناصر صداقة نادرة في التاريخ بين رجل دولة وبين صحفي ـ يعرف تمسكه بمهنة الصحافة - فإن المرسوم الذى عينه وزيراً للإرشاد القومي نص في نفس الوقت على إستمراره فى عمله الصحفى كرئيس لتحرير الأهرام.
بقي رئيساً لتحرير جريدة الأهرام لمدة 17 سنة وفي تلك الفترة وصلت الأهرام إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم. رأس محمد حسنين هيكل مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم - الجريدة والمؤسسة الصحفية - ومجلة روز اليوسف. أنشأ مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام: مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ـ مركز الدراسات الصحفية ـ مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر. إعتزل الكتابة المنتظمة والعمل الصحافي بعد أن أتم عامه الثمانين ومع ذلك فإنه لا يزال يساهم في إلقاء الضوء بالتحليل والدراسة على تاريخ العرب المعاصر وثيق الصلة بالواقع الراهن مستخدماً منبراً جديداً وهو التلفاز حيث يعرض تجربة حياته فى برنامج أسبوعى بعنوان مع هيكل في قناة الجزيرة الفضائية.
الكاتب الصحفي الوحيد الذي تجد فى نهاية كتبه ملحق كامل بصور الوثائق. الكاتب السياسي الوحيد الذي يكتب بأسلوب أدبى ممتع دون الإخلال بالموضوع لأنه خبير بخفايا النفس البشرية. قال عنه أنتوني ناتنج - وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية فى وزارة أنتوني إيدن - ضمن برنامج أخرجته هيئة الاذاعة البريطانية : عندما كان قرب القمة كان الكل يهتمون بما يعرفه وعندما إبتعد عن القمة تحول اهتمام الكل إلى ما يفكر فيه. ساند الكاتب نجيب محفوظ عند مهاجمة روايته أولاد حارتنا.
في الجزء الثاني من حرب الثلاثين سنة، يتحدث هيكل عن فترة مهمة من التاريخ السياسي لمصر وتفاعلاتها مع محيطها العربي ومع القوى العظمى، إبتداء من فترة ما بعد حرب السويس إلى منتصف الستينات. يعتمد الكتاب أساسا على مجموعة ضخمة من الوثائق الرسمية والخطابات الشخصية والرسمية المتبادلة بين جمال عبد الناصر ورؤساء وملوك الدول العربية وأيضا بعض المراسلات مع القادة السوفييت والكثير منها مع الرئيس الأمريكي جون كنيدي. ويورد هيكل أيضا أجزاء كبيرة وأحيانا النصوص الكاملة من تقارير للمخابرات الأمريكية عن الوضع في المنطقة العربية.
شهدت الفترة التي يتحدث عنها الكتاب تهديدات القوى العظمى لسوريا في محاولة لإجبارها على الانضمام إلى الأحلاف العسكرية الغربية، وكان ذلك ما دفع السياسيين السوريين إلى الإلحاح في إقامة الوحدة بين مصر وسوريا، ثم تردد عبد الناصر لمعرفته بالصراعات الداخلية في سوريا ثم موافقته على الوحدة، ثم الحرب الخفية ضد الوحدة من دول عربية وغربية إلى أن انفصلت سوريا عن "الجمهورية العربية المتحدة"، ثم ثورة العراق والإنقلاب على الإنقلاب في سوريا، وثورة اليمن على الحكم الملكي وتدخل مصر إلى جانب الجمهوريين والسعودية إلى جانب الملكيين، وعلاقات مصر العاصفة مع الإتحاد السوفييتي وقمع الشيوعيين في مصر وحبس الكثير منهم لمدة حوالي خمس سنين، ثم علاقات مصر مع دول عدم الإنحياز ودعمها لثورة الجزائر ولاستقلال كثير من الدول الإفريقية وتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية.
كانت تلك فترة الحرب الباردة، والقوتين العظميين تتصارعان عن طريق المعارك الصغرى بين القوى المحلية في العالم الثالث، وفي نفس الوقت انتهزت دول العالم الثالث هذا الصراع في محاولة للخروج منه بأفضل المكاسب. ويبدو نظام عبد الناصرفي هذه الفترة وهو يحاول السير على حبل رفيع دون التورط في التبعية للولايات المتحدة أو للإتحاد السوفيتي، وهي محاولة كانت مرفوضة من القوتين العظميين.
والفكرة الأساسية في الكتاب بيان أن حرب السويس في 1956 ثم نكسة 1967 - التي سيتحدث عنها هيكل في الكتاب التالي - هي حلقات في صراع طويل مستمر ترفض فيه القوى العظمى ظهور أي قوة محلية في العالم الثالث حتى تصبح لها الهيمنة والسيطرة طوال الوقت على منابع البترول والثروات الطبيعية وطرق المواصلات والتجارة. ويمكن تشبيه ما حدث بعد ذلك عام 67 من استخدام الغرب لإسرائيل في ضرب تجربة عبد الناصر بما حدث لمحمد على في منتصف القرن التاسع عشر عندما أحست القوى الأوربية العظمى بالخوف من محاولاته التوسعية في المنطقة، فتم ضربه وتحجيمه بقسوة جعلت المنطقة تدخل في حالة من التبعية التامة للقوى الغربية لأكثر من مئة عام
يستكمل الكاتب ما قد أنتهى منه فى الجزء السابق -ملفات السويس- من سلسلة حرب الثلاثين عاماً و تحديداَ منذ الإنذار السوفيتى و التلويح بإستخدام السلاح النووى إذا لم تنسحب قوات العدوان الثلاثى من السويس, ثم يتطرق الكاتب إلى ما ترتب على ملف السويس من أمور رأها المشاركون فى صنع الأحداث أنها استحقاقاتهم فى صنع الأحداث, فالشعوب العربية أصرت على مطلب الوحدة و عبد الناصر استمد شرعيته كزعيم للعالم العربى عقب أحداث السويس التى شكلت أيضا المسمار الأخير فى نعش قوى الإستعمار القديمة و إيذانا ببدأ العصر الامريكى يتناول الكتاب الفترة الممتدة من 1956 إلى 1964 و ما تخلل هذه الفترة من أحداث غيرت شكل المنطقة, من سلسلة من الإنقلابات فى بعض البلدان العربية و ثورات فى العالم العربى و القارة الإفريقية و صراع النفوذ بين الإتحاد السوفبيتى و الولايات المتحدة...أعجبنى الكتاب كثيرا نظرا لأسلوب هيكل المميز فى سرد الاحداث و إعتماده فى أغلب الأحيان على الوثائق لإلقاء الضوء على كيفية إدارة الأمور و إتخاذ القرارات فى فترة مهمة من تاريخ مصر و التى أفضت إلى إنتكاسة يونيو 1967
كتاب سنوات الغليان هو الثانى فى مجموعة حرب الثلاثون عاما وأنصح الجميع بقرائته
هذه المجموعه موسوعه عن مصر وحروبها فى الفتره من عام 1952 وحتى حرب أكتوبر قرأت منها ثلاث كتب حتى الان وهى ملفات السويس وسنوات الغليان والانفجار حتى عام 1967 عام النكسه
وينقصنى فى هذه المجموعه كتاب أكتوبر 73 : السلاح والسياسه
قرأت هذه الكتب مرات عديده والى الان تعتبر مرجع مهم لى
كمية الوثائق التى تحويها أعتقد أنها لن تجتمع فى كتاب أخر وهذا ما عودنا عليه الاستاذ
إذا نظرت إلى أحوالنا العامة ،وكما هي الآن ،فلعلي لاأتجاوز إذا قلت إن كلنا مسئول وكلنا مذنب ،ليس فينا أبرياء وليس بيننا قديسون ،مراحل من التاريخ والتطور تتصادم مع مراحل ،وأفكار وتجارب مشتبكة مع تقاليد ومواريث. .... محمد حسنين هيكل
زى مهو معروف فى كتب هيكل فانه بيبدا بمقدمه عامه على الظروف المحيطه بمصر سواء الداخليه او الخارجيه واحيانا بتوصل لدرجه الملل بعد كده بيبدا تصاعد الاحداث شيئا فشيئا كتاب مميزاته انه بيلقى الضوء على فتره مجهوله من تاريخنا وهى الفتره من بعد العدوان الثلاثى لحد سنه 1964 وعلى اسباب الوحده مع سوريا واسباب الانفصال وعلى الثورات اللى حصلت فى العراق وسوريا وعلى التوتر اللى اصاب العلاقه بين مصر والمملكه العربيه السعوديه الامر اللى دفع الملك سعود انه يدبر محاوله اغتيال لجمال عبد الناصر وكمان بيوضح شعره معاويه اللى كانت مابين مصر وامريكا والخلافات اللى حصلت مابين مصر والاتحاد السوفيتى بسبب موقف مصر من الشيوعيه والشوعيين على ارضها كل ده مدعوم بالوثائق ومن اهما الوثائق الامريكيه سواء تقاؤير الامن القومى او رسائل الروساء عيوب الكتاب انه بعد تماما عن توجيه اى نقد لاخطاء عبدالناصر اهتم بالسياسه الخارجيه والعالميه وتجاهل الوضع المحلى بيتجاهل احداث مهمه زى الخلاف اللى وقع مابين المشير عبد الحكيم عامر وعبد الناصر سنه1963 الكتاب فى مجمله بيدى معلومات قيمه جدا عن فتره معلومتنا عنها تكاد تكون صفر لكته بعد فى احيان كتيره عن الحياد
كتاب "مُنير" لمن يريد أن يستنير عن تلك المرحلة التاريخية. حيث كانت الأحداث التاريخية في المنطقة تُصنع "كل يوم" يستشف من قراءة هذا الكتاب بأن السياسة العالمية كانت تعد أطباقها لهذه المنطقة يومياً وسبب قول ذلك سرعة ونوعية تلك المتغيرات. صراع يغلي و"طباخون" مهرة لا يوفرون إستعمال أي "مكون" في مطابخهم لفرض أطباقهم على المنطقة. لفتني حجم التواصل والتراسل بين الشابيين والزعيمين "الجغليين" المحبوبين - كينيدي وعبد الناصر- مع إختلاف عميق في جغلية كل منهم إمام جماهيره. طريقة عرض الوثائق ومتابعتها تقرب الحقيقة التي كانت وراء صدور كل القرارات السياسية حينها. كتاب "منير".
افضل ما في الثلاثية، وبينت قدرة الكاتب على البحث والوصول لأصل الموضوع. ربما ده اللي خلى الكاتب من أحسن كتاب التاريخ. اعتراضي هو أن الكاتب متحيز بشدة لفكرة القومية العربية ولعبد الناصر، ربما لأن الفكر الناصري وفكرة الجمهورية بشكل عام كانت شيء غريب على ��لمنطقة. لكن ده ميخلناش ننسى قدرة الكاتب الغير طبيعية في البحث عن المعلومات
تسجيل لتاريخ الشرق الاوسط سنوات ما بين حرب السويس و حرب 1967. و تشير الى رد فعل النظام المصري حول احداث الوحدة مع سوريا و حرب اليمن و الثورات العراق و الجزائر. الكتابة يغلب عليها الاسلوب القصصي، مدعومة بما تيسر للمؤلف من وثائق الرئاسة المصري و الوثائق الرئاسية للرئيس ايزنهاور و كينيدي
هذا الكتاب هو الجزء الثاني في سلسلة حرب الثلاثين سنة ل محمد حسنين هيكل. يبدأ الكتاب بتحليل الموقف السياسي بعد فشل العدوان الثلاثي ثم يستفيض في شرح التغيرات السياسية التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط وفي السياسة العالمية في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات وذلك تمهيداً لمناقشة ما أدت إليه تلك الظروف والأحداث (العدوان الإسرائيلي عام ١٩٦٧) في الجزء التالي.
أحب أن أسجل بعض الملاحظات على الكتاب: ١- لغة الكتاب قوية وبليغة وهو أمر غير معتاد في الكتب السياسية.
٢- يظهر بوضوح ما بذله هيكل من جهد توثيقي جبار لدعم كل الأحداث بوثائق ومستندات تعطي مصداقية وعمقا وتساعد على فهم الزوايا المختلفة للحدث.
٣- يحوي الكتاب تحليلات رائعة تسهم في رسم صورة كاملة للحدث مثل تحليل موقف كل طرف من الأطراف التي ساهمت في صنع الأحداث السياسية للعدوان الثلاثي وتوقعات كل طرف وما كان ينتظره من استحقاقات، ومثل التحول التدريجي غير المقصود في مكانة جمال عبد الناصر وسط مجلس قيادة الثورة من "أول بين متساويين" إلى أول مطلق يقف وحيداً وسط دائرة الضوء.
٤- استفدت كثيرا من التفاصيل التي استعرضها الكتاب حول ظروف قيام وانفصال الجمهورية العربية المتحدة وملابسات الصدام في اليمن والتقلبات السياسية في العراق وغيرها من الأحداث الهامة.
٥- أعجبت كثيراً باللغة الدبلوماسية الراقية والمحنكة التي صبغت مراسلات جمال عبد الناصر مع الرؤساء والحكام المختلفين. كما أن ما استعرضه هيكل من مراسلات ينقل صوراً قيمة لشكل العلاقات الدولية في تلك الفترة، و لشخصيات وطرق تفكير الرؤساء الأمريكيين وغيرهم من الحكام.
:Pفى حد قرا الكتاب ده وخلصه؟،دى نكته بايخه طبعا تعليقى هيكون على الكاتب مش الكتاب لأن الكتاب يعد من الموسوعات مش من الكتب حابب تتفرج على التاريخ بشكل البانوراما اقراه المشكله بالنسبالى مش حجم الكتاب (أكتر من 950 صفحة على ما أذكر ) المشكلة عندى مع هيكل .. فى نفس ذات المومنت لما تبقى بتقرا لجهبذ زى هيكل وتحبس انفاسك من لقائه مع رؤساء وعشائه مع قامات عسكرية.. اعتقد انه مسبش فرود من فراودةالتاريخ فى عصره غير وقابله وبعدين تصطدم بآرائه بعد الثورة وقرارة بأن يستقر فيها _ بعد الثورة _ طب انت تفرق عن اللى برشطوا على الثورة، او تفرق ايه عن العلماء اللى سابوا البلد وادوا خيرهم لغيرها مع الفارق ان العلماء مسيرين لأن اللى بيئاوح الإجابة هتكون بالرصاص محدش يقولى الراجل قدم كل اللى عندو وأكتر فى كتبه !!! هو قدم ماشى .. بس من وجهة نظرى المتواضعة انا شايفة انه مقدمش حاجه للبلد؛ على فكرة انا مبزايدش على هيكل ... وكلامى ده مش معناه انى مش هاقرأله تانى ؛ بالعكس... ( عشان انا مخلصتش من الكتاب غير 100 حاجه وخمسين صفحة_ احم احم _.)
و السبب فى اختلاف الواقع عن الماضى و إنفصال أراء الشعوب عن أراء حكامها هو اختلاف عقول السياسيين السابقين عن الحاليين ، ففى الوقت الذى بدأت ثقافة الحروب و الجرائم تركن فى العداء و ينصب لها الكمائن تولى القيادة منهج ثقافى و فكرى حديث أمنت به الشعوب كموقف مثالى (حقوق انسان ،تواصل ثقافى، تبادل حوار ، ثقافة سلام و عدل )، ظل الواقع السياسى و الاقتصادى و الاجتماعى حاجز عن التطبيق المثالى(صراع حضارات و مصالح و أفكار و هويات ) بل حور المبدأ لمبدأ يرى أن القوة الحقيقة ليس أن تجبر العالم أن يتحزب لك و يدافع عنك لكن أن تقنعه بذلك فينطلق متطاوعا مستعدا للدفاع عن وجودك و أفكارك بكيانه هو الشخصى
رحلة طويلة ومرهقة الى الماضي مع الأستاذ هيكل ممزوجة بالفخر احيانا ولكنها مصحوبة بالأسى كثيرا بمجرد النظر لما آلت إليه الأحوال , كتاب من سلسلة كتب اعتقد انها مفتاح لكثيرين من الباحثين عن حقيقة تجربة تعرضت دون غيرها لكثير من الافتراء وحملات التشويه .... "أنصح به الرفاق"