"شي ما تكسر في هذه المدينة بعد أن سقط من علو شاهق.
لست أدري من كان يعبر الآخر: أنا أم الشارع في ليل هذه الجمعة الحزينة، الأصوات التي تملأ الذاكرة والقلب صارت لا تعد، ولم أعد أملك الطاقة لمعرفتها كل شيء اختلط مثل العجيبة.
يجب أن تعرفوا أني منهك ومنتهك وحزين ومتوحد مثل الكآبة".
جامعي وروائي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، يعتبر أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي على خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه تنتمي أعمال واسيني الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها، اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزا ومستقرا ولكنها بحث دائم ومستمر.
إن قوة واسيني التجريبية التجديدية تجلت بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية، فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها ، ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها : الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الإنجليزية، الدنماركية، الأسبانية، الكردية، والعبرية وغيرها
حصل في سنة ٢٠٠١ على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله، حصل في سنة ٢٠٠٥ على جائزة قطر العالمية للرواية على روايته : سراب الشرق، حصل في سنة ٢٠٠٧ على جائزة الشيخ زايد للآداب، على روايته كتاب الأمير، حصل في سنة ٢٠٠٨ على جائزة الكتاب الذهبي على روايته: أشباح القدس
بينما كان يصرخ بأن : البلاد تذبح نفسها بنصلٍ صدئ !
* * *
الرصاصة هي كتلة من الموت تنطلق من فوهة بركان ثائر تخترق في طريقها أفراحنا , ضحكاتنا وكل الأمنيات , مرثية الجمعة الحزين الذي سرق بكف خفية سيدة المقام من حضن الحياة الرحب , ذكريات وطن خذل كل شيء حتى نفسه و حبس واقع تحت رحمةِ رصاصة ,على لسان حبيبين يتقاطع حديثهم في الرواية وكأنهم الشخص ذاته لهم نفس العين والشفتان وذات القلب أيضاً . ماذا يحدث حينما يكون جرحنا هو الوطن ؟ حينما نسير في طرقات كانت لنا يوماً ما لكن كل حجرها وأزقتها و شجراها الآن يريد أن يفرضَ نفسه كــقيد يلف كل أجزائنا النابضة بل وحبل المشنقة التي ستقتلنا يوماً ما , مامعنى أن يقفل الوطن أبوابه بعد أن يلفظنا خارج الزمن ؟ كان واسيني يبكي الوطن الجزائر جرح الجزائرين النازف, وطنٌ يلعنون دقائقهم بين أركانه لكنهم يتعلقون بأطرافه من فوقهم وطن يركلهم ومن أسفلهم مساحه شاسعة من اللاشيء . يحكي البطل والبطلة بطريقة ثائرة على الوطن وعلى من كان يمسك بزمام الأمن في تلك الحقبة ربما لأنهم أحبوا الجزائر وشاهدوا انكساراته على أيدي الكبار , كيف أن كل جهود الثوار والشهداء تذهب هباءً منثورا على أيدٍ جديدة تقتل البلاد بدل أن تعمّر , الحكاية هي عتاب قوي اللهجة بعد صدمة الخذلان , و مريم المأخوذة بالرقص ,بالرغم من وجود تلكَ الجمعة الحزينة بينها وبين الحلم , ترقص على أطراف أصابعها ـ شهرزاد لـ رامسكي كورساكوف تمثل تلك الشرقية التي انتصرت على سكين القاتل وانتفضت على سوط الجلاد , برصاصة عاقلة هناك, بحركات اليدين ,بالدوران والقفز حينما تلمس بأطراف يديها تلك الأقدام المرتفعة , المليئة بنشوة الباليه تهبط وتصنع مروحة كبيرة الظل لخصلات شعرها الأسود تلك كانت الأسلحة التي تتشبث بها مريم في هذه الحياة وتواجه الموت الذي كثر نموه على أطراف مديتنها .. * رواية تحتاج تركيز وإلا سيفقد القارئ خيوط القصة لأنها تبدأ من النهاية حتى تعود إليها برواية كل الأحداث التي حدثت بالتناوب بين الشخصيات. * بعض المقاطع التي بالفرنسية لم تترجم . من مراثي الجمعة الحزينة : * لتخرجي من قلبي أيتها الأشياء الغامضة. * الحياة تعطى مرة واحدة , فإذا كان من العبث عيشها وسط البؤس ,فمن الجنون الانتحار . * هل بإمكاني الآن أن أعد الأزمنة المنقرضة على هوامش هذه الأفراح المقتولة ؟ * شيءٌ ما في طفولتنا المشتركة يحن إلى ذاته المقتولة . * صباح الخير أيها الحزن المستعاد ,صباح الخير أيها السواد سيد الأكوان و الفلوات ,صباح الخجل يا بلاداً تنسى أحبتها وشهدائها ,صباح الموت أيها القتلى الجدد. * الشهرة أساساً ليست إلا إرضاء للأنا الصغيرة المملوءة بالمكبوتات. * الشّارع والمطر وبالباليه تعمّق الإحساس بالفداحة والجمال والوحدة. * العنوان جملة مقتبسة من الرواية * أُحِـبُكَ , عليك أن تظّل يقظاً لدينا كل الموت لِنَنَام .
لم أستطع النوم قبل أن أنهيها !! رثاء فاخر .. للوطن , لمريم , للموسيقى , للفن , للبحر للكتابة .. و للتفاصيل الصغيرة / الصغيرة !! لأول مره أقرأ للأعرج فأجدني مفتوناً .. ما يعاب فيها استخدامه للمفردات الفرنسية و اللهجة الجزائرية بشكل كبير .. لا أنكر أن في اللهجه الجزائرية موسيقى جميلة أحبها .. لكن بعض المفردات يصعب فهمها و استيعابها .. يبقى العمل قمه .. في اللغة وَ الحرف , ولو أن النهاية كانت إنتحار صااارخ وَ مدمي !
لا أعلم من أين أبدأ بالمراجعة فعلاً ، فبعد إنهاء الكتاب شعرت بحاجة ماسة لجرعة أمل لفسحة هدوء، لماذا كُتب علينا أن نرثَ شقائهم ، سيدة المقام /مراثي الجمعة الحزينة / المضحك هو أني عندما اختار كتاباً لواسيني أقوم بشكل أوتوماتيكي باستحضار مراجعة بذهني من وحي العنوان 😄 ، ماتفعله أبجدية الأعرج بك هو أن ترفعك في السماء ومن ثم تهزك ميسرة وميمنة عدة مرات بقسوة ومن ثم ترديك بالأرض بلا هوادة بلا رحمة ،ما أعمق الحزن وما أفظعه عندما يصل لدرجة المنتهى فعلاً .الكتاب كان رثاء من النوع الأنيق الباذخ التعيس المؤلم للوطن.. للحب المسروق ..لمريم .. للنفوس الطيبة... للأمان ...للعلم.. للأحرار..للدين اليسر.. لكل ما سرقته منا الحرب على غفلة . لغة واسيني خطيرة فهو لا يكتفي فقط بخلق الشخوص وإنما بتوثيقها بأحداث حقيقة وتسريب ذكريات ومشاعر وحب وألم حقيقة عاشها مابين سطوره ويعجنها بطريقة مذهلة تجعل القارئ يتفكر حتى بعد الانتهاء من القراءة أكان ذلك حقيقة أو خيال ؟ أن تسأل نفسك هل سأكتفي بالانتهاء من القراءة وأنسى أم أن كلماته ستقفز من جديد لتنغص صفائي وكأنها وُشِمت بالذاكرة للأبد . تدور الرواية حول فترة غزو بني كلبون العشرية السوداء/حراس النوايا/ الجزائر أنذاك والقيام بتكفير المجتمع المدني و التفكير ببناء خلافة اسلامية و التخلص من جاهلية الحكام و المحكومين و تطبيق الحد الشرعي بالقوة و التمسك بمظاهر التدين و التشدد فيه ومحاربة الأدباء والمفكرين والعلماء وأصحاب الفن و تمتلىء المدينة بالوحوش والذئاب ويتبخر الأتقياء الأنبياء ، لو أني قرأت الرواية قبل 6 سنوات لم تكن لتؤثر بي لكن الآن وعلى ضوء ماعشناه لفترة مع تلك الجماعات التكفيرية أحسستُ بكل حدثً رواه وكل موقف تكلم عنه وكأني أحد الأبطال داخلها فالتاريخ يعيد نفسه .خلال تلك الفترة تنشأ قصة حب مابين الأستاذ واسيني وطالبته الجامعية مريم البائسة امرأة الأقدار الحزينة مريم التعيسة التي لا تعرف حقيقة أباها الحقيقي ، ولا تعرف حتى كيف انتهى أهو مات قبل الاستقلال كما قيل أم مات حزناً على زوجته التي سُرقت من قبل أخيه ، وزوجها الذي هربت بزواجه منه من جحيم المعيشة مع عمها وأمها البائسة وقصة اغتصابه لها .مريم راقصة باليه وتُحارب خلال الرواية من قبل تلك الجماعات هي ومعلمتها الروسية أناطاليا التي ينتهي بها المطاف بالطرد من البلاد وضياع أحلامهم وما بنوه على يد التكفيرين ، سبب التسمية بالجمعة الحزينة وهو أن مريم خلال فترة الفوضى تتعرض لعيار ناري في دماغها في يوم جمعة وتستقر الرصاصة بداخل دماغها ولم تمت لكن ذلك منعها عن مداومة الرقص والتحضير لتدربيات وعرض شهرزاد في مسرح المعهد العالي . ما سحرني في الرواية وصف واسيني لمريم وهي تقوم بالتدريب النهائي للعرض على خشبة المسرح كان الوصف ساحر فعلاً الألفاظ التشابيه التي استخدمها على درجة رفيعة أنيقة من البلاغة والعبقرية يجعلك تشرد وأنت تقرأ لتتخيل منظرها وهي ترقص وتتلوى وتطير وتدور الوصف كان دقيقاً ممزوجاً بقصة شهريار وشهرزاد والموسيقى فعلاً لا أملك القدرة على التعبير عن تلك الصفحات . .الصفحات الآخيرة كانت تعيسة ومؤلمة وحزينة ومكسورة جرحتني لدرجة أني توقفت عدة مرات لأتنفس عميقاً من ثقل رثائه .لواسيني الأعرج دوماً سماء بنجومها وليس 5 نجمات .
المميز في الرواية لغة كاتبها واسلوبه البلاغي فقط اما افكاره المطروحة ففي بعضها تجاوز ديني او ادبي .. والسرد اقرب لكتاب يمرر الافكار والاراء السياسية والاجتماعية للكاتب اكثر من كونه سردا روائيا لي مآخذ كثيرة على الرواية ، لكني اتغاضى عنها لان هدفي من قراءتها الاستفادة من بلاغة واسيني وعرضه العاطفي الجميل .
حين تكون قادراً على بلع كمية كبيرة لا بسأ بها من الرثاء فاعلم انك على استعداد لقراءة هذا الباذخ واسيني لغة الجزائريين دائماً جميلة ومتعبة بذات الوقت فهم يعلمون السر وكيفية الوصول إلى مشاعرك بطرق ملتوية تُصيبك في مقتل يوثقون رواياتهم دائماً بأزمات وطنيه , وكأنهم يرسلون رسائل قصيرة لللبلد . كنت أخشى أن أترك الكتاب ويظلّ اثره في قلبي وهذا ماحدث =" مريم وأي حزن يتشعب في القلب ؟
240 صفحة يحكيها لنا رجل لا نعرفه إلا بإسم "الرجل الصغير" الأسم الذي أطلقته عليه والدته حين كان صغيراً يحكي عن حبيبته مريم ... مريم ... لكم تحملت من آلام وآلام ولم تكسركِ قسوة زمن وطن في طريق الضياع وأخيراً رصاصة في الرأس تحاول أن تمنعكِ من الأستمرار في عيش أحلامك
شعرت بأن قصتكِ يا مريم تلخص قصة عالمنا العربي الحزين بكل إحباطاته وآلامه وأحزانه عالمنا العربي المحتضر إذا لم يكن قد مات الان ...
إقتباس : - أتعرف ؟أحياناً أشفق علي ستالين , وهتلر , وموسوليني !! - أنت تبالغين . - وطنيتهم الزائدة هي التي أفقدتهم عقولهم . بينما هاذو باعوا كل شيء . فعلاً هؤلاء باعوا كل شيء ... كل شيء ...
مريم .. الحب و الحياة و الموت ... المطر و البحر ... الفرح و الحزن .. آلام الوطن و الخيبة ... يجتمع فيها في تركيبة جميلة عبّر عنها واسيني بلغة رائعة تمس شغاف القلب لأنها من القلب .. دافئة و ناعمة و تعبق بروح صافية و حب عميق يسكنه ... لغته تجعلك تغض بصرك عن التجاوزات الدينية و الكلمات البذيئة في الرواية أمام جمال كلماته و فلسفتها و صوفيتها .. تتحدث الرواية عن مريم راقصة باله تقع في حب أستاذها واسيني في زمن انتقال السلطة من بني كلبون إلى حراس النوايا الذين يستغلون الدين الإسلامي بشكل مقرف للوصول إلى السلطة ويشرعون و يفتون و يقتلون كما أرادوا باسم الله ! و يحيلون البلاد خراباً و فوضى و يسلبون أبنائها حريتهم و حقوقهم .. ليلة انتقال السلطة إليهم تصاب مريم برصاصة تستقر في رأسها و هي تحاول أن تنقذ رجلاً من الموت ليكون الموت من نصيبها فيما بعد بسبب هذه الرصاصة الطائشة التي سرقت منها فرحها و أحلامها و فنها و حياتها و من تحب .. سرقتها منهم بكل لؤم ... تتزوج مريم من رجل لا تحبه و تنتهي بالطلاق منه بعد أن يغتصبها ! و تموت بين يدي من تحب على سرير في مشفى بعد أن تحقق حلمها في تقديم رقصة عرض شهرزاد أمام صديقتها الروسية أناطوليا و حبيبها و ليس أمام الجمهور في مشهد كان مليئاً بالعنفوان و الروعة و مشهد موتها كان بارداً جميلاً في آن واحد ... لم يتحمل الأستاذ فظاعة الأشياء بعدها فرمى الدنيا كلها دفعة واخدة بعد أن يئس من محاولة عيشها بقوة دون مريم و في وطن سرقه حراس النوايا و جعلوه جحيماً ... فصول الرواية ليست مرتبة وكأنما تعبر عن فوضى ذاكرة قلب الكاتب في نقلها إلينا (أحببت هذه الطريقة ) فيها كمُ كبير من الحزن و الألم و الكأبة ... و شيء كثير من الحب ...
بعض الاقتباسات : كل الأغاني والأحزان ومشاق الوحدة , صارت تؤدي إليك
مامعنى أن يكون الرجُل رجُلاً في بلاد فقدت رجولتها ؟ مامعنى أن تكون المرأة إمرأة في بلاد أن يكون فيها المرء أُنثى عليه أن يدفع الثمن غالياً ؟
أشعر أن للموت رائحة , للحزن رائحة , للدمع رائحة , للبكاء رائحة , لانشمها إلا بعد زمن بعيد عندما نتذكر الفاجعة
أيها القتلة ! أخرجوا من قيامتنا ! اخرجوا من أحزاننا وأفراحنا ، اتركونا نموت ونحيا كما نشاء ! أيها القتلة ! اخرجوا من أصدائنا وأشلائنا ! اخرجوا من دورتنا الدموية !
" شيء ما تكسر في هذه المدينة بعد أن سقط من علو شاهق لست أدري من كان يعبر الآخر: أنا أم الشارع في ليل هذه الجمعة الجزينة. الأصوات التي تملأ الذاكرة والقلب صارت لا تعد، ولم أعد أملك الطاقة لمعرفتها. كُل شيء اختلط مثل العجينة..
يجب أن تعرفوا أني مُنهك ومُنتهك وحزين ومتوحد مثل الكآبة "
واسيني الأعرج حينما تجتمع الشتيمة والجنس والبذاءة المبتذلة والتلميحات الدينية والتصريحات المريضة فتيقن أن المراد بما هو حق ما هو إلا الباطل عينه. أول 100 صفحة أشعرتني بأن المؤلف يتقياً على الأوراق ويتكالب مع القارء وأعني بذلك أنه يضايق القارء مضايقة الكلاب.
الرواية دى من النوع اللى بينتهى و تسأل نفسك هل هاقرأ حاجة تانيه و تفضل ماسكها تتأملها كتير محضرة فى دماغة مراجعه كبيرة لكن مش عارفة ابتديها ابطال الروايه دى أكثر شفافية فعلا من انهم يعيشوا فى هذا الواقع المؤلم مبدأيا انا اول مرة أقرأ عن سياسية الجزائر و سيطرة حراس النوايا لكن مريم ! اه من جمالك يا مريم انتى اصدق و اجمل من انك تعيشى فعلا السياسة و الحرب و الدمار دائما تفسد بهاء الاشياء النبيله مريم راقصة البالية الوطنى مريم التى تحيا بالموسيقى و الكتب و الباليه مريم التى تؤمن بأهمية دورها فى بناء وطنها ولا تتوقف عن الرقص حتى يتوقف قلبها عن الخفقان مريم الجميلة الشفافة كم أحببتك يا مريم 💔 شكرا واسينى الأعرج على تلك الرائعة أول لقاء ليا مع واسينى و لن يكون الأخير أن شاء الله 💓 استمتعت جدا بيها يكفى يعد نهايتها انى اتعرفت على رامسكى كورساكوف و رائعته شهرزاد 💕💕
من يقرأ لواسيني عليه أن يعرف أن الكتابة وجع وذاكرة مُلحة ، وحزن عميق لا ينتهي واسيني يكتب حقيقة لذا يصل إلينا ، ويبكينا
ربما يجد القارئ في ما يكتبه واسيني امتداد ، وتكرار لكنه يقين الوجع ، وصوت البكاء المتأصل في سيدة المقام يتحدث عن مريم بصورة راقصة البالية المأخوذة بفنها ما هو ملفت في هذا الفن لدى مريم هو تعلقها به ، وهذا الفن الحقيقي أن يكون داخل الإنسان وإحساسه العميق فهي تعطي لهذا الفن الذي يمثلها ، ويرسم ملامح روحها بدقة من خلاله تجد متنفسها ، وتعبر عن أوجاعها ، وتطير وكما تقول : هل تراني شفافية هذا الجنون يأخذك إلى البعيد
إلى أوجاع الوطن ، وحراس النوايا الذين يجعلون من أنفسهم أوصياء يتحكمون في مصائر الناس ، ويفرضون عليهم أفكارهم ، ومنهجهم بشراسة ، ووحشية
منذ أول الصفحات هي بكائية ، وكما أسماها (مراثي الجمعة الحزينة) فكيف يصور أن في دماغ حبيبته مريم رصاصة وكأنها تخبر بدنو أجلها وحتى تفاصيل غيابها ، ومعزوفتها ورقصتها الأخيرة ، ومخطوطة روايته
أحب صدق واسيني ، وكأني أراه دائمًا الشخص المعني في الرواية
صدقا" أنا عاجزة على تقييم هذه الرواية لا أدري كيف تكون البداية وماهي النهاية .. حزن عميق لاينتهي ، وذاكرة ملحة ، ألم يبكيك تارة وتارة يجعلك تعيش من جديد يتحدث عن مريم صورة لفتاة راقصة للباليه مفتونة بفنها يقدسها كقديسة لا مثيل لها .. مستخدما"الكثير من الالفاظ الخادشة للحياء التي لاقيمة لها ، تجاوز الأدب والدين في كثير من المواضع عدا عن الكثير من الافكار الغريبة غير المألوفة لنا في وطننا العربي كفر بالذات الألهية واضح في كثير من الجمل التي لا استطيع كتابتها ولكن للقارئ رؤية ذلك بوضوح عند قراءة الرواية او البحث عن اقتباساتها ... عذرا" للكاتب ......... ولكن هذا رأي فتاة قارئة لاتتقبل مثل هذه الروايات
مصافحتي الأولى لواسيني مضى ما يقارب العام على انهائي لقراءتها ومازالت تنتابني ذات الأحاسيس والوجع كلما لمحت غلافها أو قرأت تعليقاً حولها رائعة جداً هو وصف مجحف بحقها
كانت البلاد تذبح نفسها بقوة وبعناد كبير الوطن ينتهي ويصير أوطاناً.القبائل تتحول إلى مداشر والمداشر تصغر لتصير غيراناً الألسن تضيع وفرسان البلاد القديمة يبحثون عن موتهم خارج النهايات المبتذلة
عندما تقرأ الرواية ستعود بك الذاكرة إلى الجزائر في الثمانينيات بكل أحدائها انتفاضة أكتوبر,انهيار الاقتصاد,انتشار الأصولية الدينية(حراس النوايا في الرواية)عهد الدروشة,انقسامات الجزائر وتصريحات نحنوح والشيخ سحنون وحركة بوعلي وإن لم تكن بهذا الوضوح والتصريح في الرواية لكن عند القراءة ستعرفها حتماً.
أحداث الرواية تدور بشكل رئيسي بين مريم راقصة البالية التي تصاب برصاصة طائشة وأستاذها/ في النص توافق كبير بين مريم الحبيبة والجزائر الحبيبة أيضاً ومن يقرأها بهذه العين سيكتشف ذلك عند النهاية فقتل مريم وضياع الحب هو قتل الجزائر وقتل الفن وفقدانه.
الرواية كُتبت بلغة شاعرية تفوق الوصف.لعل أجمل فصولها هو عندما أدت مريم رقصة شهرزاد هذا الجزء كُتِب بحرفية رائعة. وأنت تقرأ ستشعر وكأنك في مسرحية سترى مريم أمامك وهي تؤدي وصلاتها الاستعراضية .ستسمع كورساكوف وتطرب لذلك
الرواية والنص يقبل بتعدد الق��اءة وهذه الميزة لاتمتلكها إلا بعض الروايات النادرة .
مايعيبها من وجهة نظري بعض المقاطع التي لاتملك إلا استبعادها ثم المتابعة في القراءة وبعض الألفاظ الغير مهذبة فقط.
من المرثية :
عاجزون يامريم عن فهم أشواقنا .نحتاج إلى قدر كبير من الحب لكي نتجرأ على قول الحقيقة . لي الكثير من الحب لكل مايحيط بي .لكنهم قتلوه ويقتلونه بالتقسيط .أنا كذلك أحزن عندما يحزن وطني ,لكني أكره السياسة رغم أنها تأكل معنا في الإناء نفسه ,وتنام في الفراش نفسه في أحيان كثيرة أشعر بأني بلا وطن على الإطلاق .وعندما أخرج من الفرقة خارج البلاد ينتابني حزن عميق جدا�� أحس به يتحول إلى ديدان حمراء وصفراء وسوداء وخضراء أشعر بأننا نملك الكثير من الأوهام والأحلام في وطن يحرمنا من حق الوجود.
أحياناً أشعر بأن هذا الوطن لاعمل له ولاشغل إلا المرأة أحزن يجب أن أحزن لا استطعنا أن نتحضر ,ولا احتفظنا ببدائيتنا الأولى .على الأقل الألفة والعفوية والطبيعة
لا شيء تغير سوى أن المدينة باعت ذاكرتها وهي تبحث الاّن وسط الفراغات المقلقة عن ذاكرة جديدة تستعيرها من مدن قريبة أو بعيدة لايهم.
العجيب أن التخلف هو الاخر للعبقرية .دافعها القوي لكن العبقرية عندنا يسطحها التخلف .
الشهرة أساسا ليست إلا إرضاء للأنا الصغيرة المملوءة بالمكبوتات
الشارع والمطر والباليه تعمق الإحساس بالفداحة والجمال والوحدة
الجملة الأولى في الكتابة مرهقة .الإحساس الدائم بخطورة الفعل وعمقه واستحالته,كيف نتجاوز دهشة البياض في الورقة وكيف تلمس عذريتها المخيفة
حراس النوايا عندما يأتون ,يأتون بكل شيء .بالريح الساخنة والشموس الحارقة والجفاف الصحراوي والعيون البغيضة والخيل المترهلة والسيوف المعقوفة والرمال الاتية من تاريخ العواصف المتكررة.حراس النوايا القادمون الجدد عندما يأتون تسبقهم القيامة التي يصنعها فقر الناس وبؤسهم .يجيؤون زرافات ووحدانا ليستمعوا إلى دقات قلوب الناس ليقتنعوا في النهاية أنها دقات مستوردة من الخارج البغيض. ما أحزنكم أيها الغرباء في بلادكم من يتذكر حنينكم ووحدتكم ؟
لماذا يحضر الموت ,كلما تعلق الأمر بالحياة؟
كل الأغاني والأحزان ومشاق الوحدة صارت تؤدي إليك
أشعر بالوحدة القاتلة في هذه المدينة التي تغيرت كثيراً تركت ألبستها وارتدت ألبسة مستوردة لا علاقة لها بتاريخنا وحياتنا.
هل أصمت واتأمل قلبي المحزون عندما يصبح الصمت بلاغة العاشق القصوى
تطرق لكثير من التفاصيل التي لاقيمة لها واستخدم الكثير من الالفاظ الخادشه للحياء و فيها تجاوز للادب و للدين عادا عن بعض الافكار غير المألوفه في وطننا العربي لم استسغها ابدا اسلوب السرد رائع وممتع لغتة تشد القارئ لابعد حد ليته يستغلها بشيء لايسيء للدين الى هذا الحد لما تكن جميلة كما توقعت من كاتب بحجمه !
بعض اللغة الشاعرية ، و الحوارات الرومنطيقية ، العميقة حينا و السطحية أحينا أخرى ، يتخلل الرواية الكثير من النصوص ، في صورة خواطر و وجهات نظر تخص الكاتب لا تضيف شيئا إلى التركيب الحبكي للرواية . هي رواية لا يمكنها أن تضيف شيئا إلى الأدب الجزائري خاصة و العربي عامة .
يفجعني واسيني كل مرة ببشاعة الفاظه الجنسية و قذارة تجرأه علي الله و مع ان هذا يكفي للتوقف عن القراءة او لتقييمها تقييما سيئا الا ان كل ماعدا ذلك من لغة و قصة و اسلوب يبقي جيدا اقتباسات: مريم ، يا بحة المسكون بمعشوقة مستحيلة، اين انت وسط هذه الصرخات المنبعثة من البيوتات الصغيرة داخل هذا المستشفى الواسع كفم الغول؟ دعيني انام ، ربما كان يوم الغد ممطرا اريد ان اتحرر من هذه الذاكرة المثقلة بالحنين و الاوجاع يجبرني الشارع و الانواء علي التآلف مع الموت ، لكني استعصي علي كل الاشياء هل ذقت الاهانة لحظة واحدة؟ اتعرف ما معني ان تجرح امرأة في كبريائها، ذكوركم مجتمعة لن تعيد لها لحظة واحدة من عنفوانها المقتول في بداياته الاولي ان يلتحم جسدان معناه أن تكون بينهما لغه مشتركة مليئة بالحنين و الاشواق ، كل اللغات مؤجلة عندما يتعلق الامر بالحب و الفرح حتي الحب يمارس بالصمت و الظلام و الواجب ايها المندهشون من الكلمات التي تجرحكم في الكبرياء الوهمي ، قليلا من الشوق، قليلا من الهمس ، ان يحب الانسان معناه ان يكون قادرا علي الحلم اي وقار؟ بربك خليك من الكلام الفارغ وانت يا مريم يا نوارة ، زهرة عباد الشمس و شعاعات الفجر الخجول ، المدينة تؤنبك بصمتها مريم يا نوارة، ماذا بقي من عنفوان المدن المسروقة و شهاداتها الصادقة؟ عينان خضراوان، ووجه خمري مناوشة في كل شيء و رائعة حتي في الحماقات كل الاشياء صارت عادية، عادية لدرجة التسطح، و عندما تفاجا بالوجوه النادرة ، يترك الانسان وجدانه ينساب داخل بحر بدون حدود و داخل موجات لا تعرف التكسر مطلقا لا استطيع العيش داخل اذواق تفرض علي، في مدينة مكنفة تموت باكرا ، يجد المرء نفسه في حاجه الي مكان فيه قليل من الفرح و السعادة، اجد من هذا داخل هذا المنفي الذي اسمه البيت الموسيقي الكتب اللوحات و بعض التاملات في اعماق الأشياء التي لا تموت لا خيار لنا في هذا الوطن سوي الكتابة عاجزون يا مريم عن فهم اشواقنا ، نحتاج الي قدر كبير من الحب لكي نتجرا علي قول الحقيقة الطريق الذي يؤدي اليك صار قيامة و الوحشة في غيابك تزداد ضراوة ايتها الجمعة الحزينة ، ما اوحش فراغاتك و خوفك تصوري يا مريم ، يا شوق المحزون، و يتم الوحيد ، كل شيء يسحبني تجاه قلبك وسط هذا الخواء ، الساعات الممتدة بتثاقل علي هذه الظلمة المفرطة، العطور المعشقة بالالوان، دقات القلب المجدوبة، و الاحذية الهبيلة و الاصوات المجنونة، كل شيء يذكرني بك
تدور الأحداث حول مريم و هي راقصة بالية جزائرية .. تمارس مريم فنها و حياتها في ظل مجتمع يعاني من إنفلات أمني عند بداية العشرية السوداء في الجزائر سنوات من الدمار التي راح ضحيتها الآلاف من الجزائرين بسبب القتال بين الجيش الوطني و الجماعات الاسلامية المتطرفة سيطرت الجماعات الاسلامية على بعض المناطق و قامت بتقييد حريات الناس و اغلقت الكثير من المسارح و دور الرقص و الموسيقى الكلاسيكية اصيبت مريم برصاصة في الرأس و استقرت في دماغها تحاول مريم التعايش مع هذا الالم في رأسها و الألم المعنوى الذي عاشته اثر زواجها الفاشل و نظرة المجتمع لها..
في العشرية السوداء، تلك السنوات التي انكسرت فيها الروح الجزائرية على صخور الدم والظلام، عاش الشعب الجزائري محنة لا توصف إلا بلغة الحزن العميق. كانت البلاد آنذاك جسدًا مثخنًا بالجراح، وروحًا تبحث عن بصيص من أمل في ليلٍ طويلٍ بلا فجر.
في الأزقة التي كانت يومًا تضجُّ بأصوات الأطفال وضحكات النساء، خيّم الصمت، وصار الخوف سيّد المكان. لم يعد الناس يفرقون بين صوت الأذان وصدى الرصاص، ولا بين ظلّ الغروب وظلال الموت الزاحف. كانت البيوت تُغلق قبل الغروب كما تُغلق القبور على أسرارها، وكان القلب يخفق كلما تأخّر عائد من السوق أو المدرسة، فكل طريق قد يُفضي إلى المجهول.
القرى كانت تحترق في صمت، والمدن ترتجف تحت وطأة الرعب. صار الجار يشكّ في جاره، والأم تخاف من همس ابنها، والليل يُنذر بما لا يُحمد عقباه. كان الوطن يمتحن صبره، يكتب تاريخه بالدم والدمع، ويختبر إيمانه بالحياة وسط ركام الموت.
ومع ذلك، وسط هذا الخراب، ظلّ الشعب الجزائري يحمل في قلبه بذرة حياة لا تموت. كان الألم ينهشه، نعم، لكنه لم يُسلم روحه لليأس. من تحت الرماد كانت تنبت إرادة عنيدة، إرادة البقاء. وحين انقشع الغبار، وهدأت البنادق، خرج الجزائري من بين الركام، يحمل جراحه كأوسمة، وعينيه مثقلتين بذاكرةٍ لا تُمحى، لكنه ماضٍ في طريقه نحو الفجر، نحو الحياة التي وُعد بها منذ أن وُلد على هذه الأرض التي لا تموت
لا أملك غير أن أقول الله الله الله الله الله! هكذا يكون الحزن.. والرثاء.. والحب.. والجنون.. والشغف.. والرقص.. والموسيقى.. هكذا تكون الحياة الوطن هنا ضائع.. مفقود.. سقط من علو شاهق. لا ملامح له سوى نوستالجيا ضبابية الرؤية . اللغة رائعة جدا جدا والفكرة بديعة وأسلوب الأعرج فريد أعيب فقط على الرواية اللهجة الجزائرية غير المشروحة كثيرا والفرنسية.. وقد يأخذ البعض عليه الشتائم الفجة فيها طبعا.. والأسلوب الروائي أشعر أنّ فيه شيءٌ منقوص لا مجال لاستفاضة الحديث فيه. لكنها من أروع وأصدق ما قرأت وواسيني الأعرج من أجمل الكتاب والروائيين الذي يمكلون الكلمة والشعور أحببت مريم وعالمها وكرهت المغالطون للدين - كعادتي - دومًا أرى أنّ الدين منهم براء. جعلتني أتشبث أكثر بالموسيقى والجنون. وكرهت الجُبن أكثر مما اكره فهو يحرم من الحياة. مرثية فريدة وصادقة لكل شيء يتصدع بداخلنا وحولنا تجربة سعيد جدا جدا بها
من الروايات القديمة التي قرأتها بسبب مدح الكثيرين. و اعتقد بأن معظم الروايات التي قرأتها بتوصية، أنها لا تناسب ذائقتي بتاتًا. لا اتذكر تفاصيل ال��واية ولكني مُلمة بفكرتها. واسيني يكتب لمريم و لا اعلم من هي مريم في الحقيقة، ربما قد تكون مدينته التي اغتصبت و جسّدها في مريم. لم استشعر أي لذة في هذه الراوية سوى أن لغتها كانت جميلة و لكن قذرة في نفس الوقت و خصوصاً حين يعري الكاتب المشاهد و يدخل في التفاصيل الجنسية. لا أستطيع أن اقرأ لواسيني مرة أخرى و لا أنصح بهذه الرواية.
تنهيدة لكآبة الرّجل الصغير ولرحيل مريم، تنهيدة للحماقات والإغفاءات، ودور شهرزاد ورقص الباليه وساحة الوطن، لأطواق النوّار والمشي على البحر ساعة المطر.. لمقاومة الرصاصة التي تقبعُ بدماغ مريم، والوقوف في وجه الموت من أجلِ رقصةٍ تجعل روحها شفافة كما توصفُ ذاتها..
أستعيدُ صوت رُواف قائلةً: "لنا كلّ الموتِ لننام" وسؤالٌ يحيّرني: لمَ قد يأتي الموت للأشخاص الممتلئين بالحياة؟ وأرددُّ لمريم أسألها وأرثيها في جُمعتها الحزينة كما يفعل الشيخ غفور: "كيف الحال يا الباهيَهْ؟ كيف الحال يا الباهيَهْ؟".
الجمعة الحزينه لا يتأخر واسيني بسبب تسميتها بالجمعة الحزينه او كما ارددها بيني وبين نفسي الجمعة المشؤمة ، حراس النوايا هم الوجهه الاخر لمن يستغلون الدين لنواياهم ويشك يوجود الدين لديهم ، الاستاذ الكبير والراقصة الباليه وقصة عشقهما والرقص وتحدي الموت من جهة آخرى حققت حلمها بالرقص شهرزاد لحبيبها الرقصة الاخيره او رقصة الموت التي افنت حياتها ، واسيني العجوز العاشق الذي يبهرني دائما .
اول قراءه لواسيني الأعرج رائعه هي لغة الرواية لكن شيء ما حال بيني وبين الإندماج التام ... ربما كانت اللهجة المحلية الصرفة التي استخدمها الكاتب بكثرة ؟! في كثير من الأحيان ارى ان الإستغراق في اللهجة المحليه يعيق من انتشار اي مؤلف لكني لا انكر إعجابي بكثير من أجزائها
أريد أن أتحرر من هذه الذاكرة المثقلة بالحنين والأوجاع ، يجبرني الشارع والأنواء على التآلف مع الموت ومع وجه الله ، لكنني أستعصي على كل الأشياء . لم تبق لي سوى الإغفاءة الحزينة ثم أنسحب بعده باتجاه غيمة تطوق الدنيا ثم تعود إلى مكانها الأول لتمطر .