مي فناية فلسطينية، غادرت أرضها الأولى في 1948 وعمرها ثماني سنوات، في ظرف قاهر، بإسم غير إسمها وبهوية مزورة باتجاه العالم الحر بحثاً عن أرض أكثر رحمة وحباً.
في نيويورك، تفرض نفسها كفنانة تشكيلية أميركية الطراز العالي. عندما يباغتها سرطان الرئة، تستيقظ فيها تربتها الأولى وأشباحها الخفية، فتتمنى أن تعود إلى القدس، لون طفولتها المسروقة، لتموت هناك. ولكن، هل يمكن أن نعود إلى الأرض نفسها بعد نصف قرن من الغياب؟ ماذا تعني العودة عندما يقضي الفلسطسني العمر كله في الدوران خارج نظام المجرات؟
"اليوم أشياء كثيرة تغيرت، الدنيا نفسها صارت شيئاً آخر، بعدما هدأت كل الآلام والتأمت بعض الجروح ونسيت صرخة بوسي المفزعة التي صاحبتني مدة طويلة في أحلامي وكوابيسي، وانتهيت في تدوين حدادي كما اشتهيت، أصبحت لا أرى شيئاً سواها في قمة تألقها كما في سنوات تفتحها الأولى. كلما أغمضت عيني المتعبتين من مشقة الموسيقى والعمل الدائم، رأيت مي تقوم من بفايا رمادها كطائر الفينيق، وتتحول إلى فراشات لا متناهية خطت على أجنحتها دوائر لا حصر لها وألوان بمذاق البرتقال واللوز. كلما نزل الليل، أضاءت مدينة الله اليتيمة، أورشليم المنكفئة على عزلتها وجبروت صمت موتها المتواتر .
جامعي وروائي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، يعتبر أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي على خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه تنتمي أعمال واسيني الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها، اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزا ومستقرا ولكنها بحث دائم ومستمر.
إن قوة واسيني التجريبية التجديدية تجلت بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية، فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها ، ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها : الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الإنجليزية، الدنماركية، الأسبانية، الكردية، والعبرية وغيرها
حصل في سنة ٢٠٠١ على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله، حصل في سنة ٢٠٠٥ على جائزة قطر العالمية للرواية على روايته : سراب الشرق، حصل في سنة ٢٠٠٧ على جائزة الشيخ زايد للآداب، على روايته كتاب الأمير، حصل في سنة ٢٠٠٨ على جائزة الكتاب الذهبي على روايته: أشباح القدس
يقول لي واسيني، عندما شكرته على هذه الرواية : سوناتا لأشباح القدس كتبتها بحواسي العشرة لأنها عن فسطين، وكان يجب أن أقول الحياة بدل الجانب السياسي المستهلك الذي لم يكن من اهتمامات الرواية الأساسية وأنا أصدقه تمامًا .. أسبوع تقريبًا قضيته مستمتعًا في رحاب هذه الرواية التي وإن كان لي مآخذ على بعض تفاصيلها إلا أنها جاءت ـ كما أتوقع من واسيني دائمًا ـ مغرقة في العذوبة والروعة ... لكشف سيرة وحياة تلك الفنانة التشكيلية ورحلتها منذ طفولتها المقدسية حتى منفاها الأمريكي الغريب، وابنها العازف الجميل حقًا استطاع واسيني أن يرسم لوحة شجية تبقى في الأذهان طويلاً ، وإن لم يشغل نفسه بالأحداث السياسية والصراعات الداشرة على الأرض ودخل في نفسية الإنسان أكثر وطبيعة تعامله مع حواسه المرهفة استمتعت كثيرًا .. شكرًا أيها الرجل الجميل
“كنت كلما رأيتها في لباسها الفلسطيني المليء بالمزركشات والموتيفات الحية والنوار، اعترتني رغبة في أخذ الفرشاة بجنون وتغميسها في لباسها ورسم أشكال مجنونة من ألوان فستانها”
وها انا أكتب بعد طول تفكير :
مثل كل ما يتعلق بفلسطين يبقى الأقصى وطعم الزيتون في خلفية مشاهد الذاكرة تحمل الكثير من المشاهد للفستان الفلسطيني الأسود بنقوشه, تمر في ذاكرتي مع كل سطر, كل المدن حتى تلك التي لاتنام تتقازم بجانب فلسطين حينما تكون ذكراها حاضرة. واسيني يكتب هنا بلغة أكثر من رائعة, لغة تفسر الحنين والحزن بطريقة لايجيدها سواه.
الروايةأخذت من عاطفتي لتستقر بين سطورها, هل تضحكون إن قلت لكم بأنني بكيت من أول صفحاتها وكنت أبكي بين كل صفحة والأخرى ذاك البكاء الذي أكرهه تلك الدمعات التي تسقط دون أي فعل داخلي, كنت أتساءل هل فلسطين وذكراها ورائحة زيتونها وشجراتها أصبحت جرحا تعرفه أجسادنا بمجرد مروره وتبكيه؟, مثل القدس حاضرة غائبة نعرفها وبيننا وبينها كل شيء إلا الحضور. من نيويورك إلى القدس نروح ونجيء بين حاضر ميّ وماضيها بين ألمها وطفولتها أتوقف كل مرة لأبحث في قوقل عن أسماء لوحاتها صدقت بوجودها وقررت بأن أول ما أفعله حينما أذهب لنيويورك زيارة المتاحف ومشاهدة لوحاتها, لكن محرك البحث خانني بأنه لم يظهر أي شيء عن لوحاتها وعن الفنانة هل تعمد واسيني على أن يضع كل تفاصيل اللوحات وأرقام بيعها بالمزادات لنصدق القصة أم أنها حقيقية لكنها غابت عن ذاكرة الشبكة العنكبوتية؟. لم أعرف كيف أصف الرواية سيدة تقاوم مرضها ؟ أم ذكرى وطن غائب ؟ أم موت يتربص لخطف سيدة؟ هل هي محاولة حياة مستميتة, أم عدم اكتراث بالموت, ام تدوين اللحظات والحياة في عدها التنازلي؟, هل هي تسجيل لمراحل الضياع؟, هل هي ذاكرة فرشاة فنانة تستلهم لوحاتها من لون الجراح؟, أم ترانيم الموت؟. الفن بموسيقاه ولوحاته وألوانه, دائما ما يسطر حياة البؤساء كملحمة مسموعة ومشاهدة, في هذه الرواية كلما قرأت سطرا تخيلت صوت الموسيقى التي ألفها يوبا وكأنها صوت الدبكة الفلسطينية ممزوجة بالجاز بتناغم لم أحلم بأنني قد أسمعه يوما ما. لمن لم يقرأ أشباح القدس هي لغة الجمال الحزين الذي قد نمر بجانبه ونعايش لحظاته لكننا لا نستشعره إلا بالإشارة إليه.. هنا فرشاة ونوته موسيقية, و دمع وقدس ودماء, ومقاومة وفلسطين, سرطان ينهش أجزائها ويتربع داخلها وكأنها وطنه.
.الدنيا لا تمنحنا إلا ما نسرق منها
.الزمن تغيّر رأساً على عقب يا يمَّا .. ويبدو أنَّ عظماء هذا الزمن صغارا في الأصل, ولا يُنتظر منهم ما يُعيد التوازن لأرض أصبحت اليوم تميد في كلّ الاتجاهات
الغريب في الأمر هو أنّنا كلَّما كنّا بعيدين عن مكان الذاكرة, نتذكَّر الأشياء دفعة واحدة, ولكنَّنا عندما نقترب منها يحتلّها فجأة بياض قلق.
.أميل إلى الهرب نحو المبهم لكي لا تكتشف حماقاتي الخفية, بدأت أسكن الألوان لكي أقول ما أشتهي قوله بدون أن أضطر إلى التبرير
الكتَاب :: سُوناتا لأشباح القدس الكَاتب ::واسيني الأعرج دَار النشر :: المركز الثقافي العربي عدد الصفحات :: ٥٦٦ عدد أيام القراءة :: على مدى فترات مُتقطعة التقيم من خمسة :: ٥ ..
بدأتُ بقراءة هذه الرواية في طريق رحلتى إلى لندن كانت السّاعة تُصادف التاسعة إلا خمس دقائق مساءً دونتُ على هامش الصفحة الرئيسة قبل أن ألج بها أن تقرأ عن القدس حينما تهتم بقضية ! وَ كتبتُ لرفيقي وآسيني تحت اسمه عبارة تقول ( أن تكتب يا وآسيني هو أن تبرم موعد مجنون مع الأسطر ) ..
كَان شيء من ضرب خيال ! هل قرائتي الكثيفة التي سبقت انطلاقي بهذه الرواية خولتني لأمتلك الحاسة السادسة القرائية كي اقتني كتابًا الفصل الأول منه تدور أحداثه في طائرة ! نفس السّكون وَ الهدوء الذي توسّد على الأسطر ذَاتهُ شعرت بهِ كأنمَا مَي وَ بويا حولي تمامًا أنصتُ لهم من المقعد الخلفي !
هذه الرواية رُبما تُورث حزنًا كثيفًا وَ برودة في جسدك! إلا أنّه على الرغم من ذلك تأتي لتحرك كلماتك الساكنة بقلبك بقلم آخر لا تكتبه أنت ! مجنونة الحروف تدفعك لأن تتمركز بين الأبطال وَ كأنك عنصر مجهول ثالث يراهم يتحركون و أنتَ مشاهد بإنصات لكل التفاصيل .. القضية الفلسطينية التي سال قلم وآسيني وَ هو يتحدث عن تفاصيلها عن ثرواتها عن الظلم المختبأ و الظاهر بها .. يجعلك تعيش مشاعرهم بدقّة وَ تنام على وسادة هم ! مترقبًا نصرًا قريبًا ..
ماذا تعني الرواية ! أن تصنع حزنًا بحرف يربك الجميع ! هنا تتقدم على عتبات النجاح ..
رواية سوناتا رواية لا تُقرأ مرة واحدة فقط .. مَحروم من لا يقرأ لحرف مدهش كهذا ..
اقتباساتي ..
* أغمضَ عينه قليلًا لكي لا يرى شخصًا آخر غير أمه ، وَ لا يسمع شيئًا سوى ذاك الأنين الذي كان يأتي من بعد سحيق ! محملًا بالصرخاتِ المكتومة و السعادات الصغيرة تتهاوى ، قبل أن تشرق كالفقاعات الصابونية التي ينشئها الأطفال .. ثمّ يركضون وراءها ، وَ عندما يلقون القبضَ عليها تنطفئ ُي أيديهم الناعمة !
* أو بكلّ بساطة ، الخوف من التسليم بموتها النهائي بعد سنوات من افتقادها وَ كان لا يزال شوقي إليها كما في اللحظة الأولـى ..
* ياه كم تبدوا الكلمات مثقلة بأمطار الأيام الماضية ؟ لكلمة يمّا طعم مُغاير ، عندما نتجاوز الطفولة الأولى نتشبّت بها رُبما لأننا نشعر كأننا كبرنا بسرعة لم نتخيلّها ! أو أنّ الموت سيسرق منّا أعز ما نملك ولن يهمّه في النهاية غضبنا أو رضانا !
*كم نخطئ من المسالم المهمة و نظنّ أنفسنا في الطريق الصحيح ؟ وَ عندما نصحو يكون قطار الدّنيا قد مضى ، فلا نلحق حتّى لتوديعه !
* هَل جربت أن تُسرق منك مدينتك الوحيدة ؟ بالضبط في اللحظة التي بدأت تعرفها فيها و تستنشق كلّ صباح عطر تربتها ؟ أنَا جربت ذلك وَ أشعر بعنف الغياب ! أطلب من الله صبحًا وَ مساء أن يحفظك من ذلك الإحساس المدمر وَ أن يمنحك الصبر الكافي لكي تواجه خسارات المدن الفادحة ! و لا تضطر إلى مواجهة ما أحسّ بهِ الآن ! لا أحد في الدنيا في منأى عن فقدان منبته وَ تربته وَ يبدوا أنّ قدرنا الكبير هو أن نتدرب باستمرار على الفقدان ، ساعات في اليوم ! مثلما نفعل مع الرياضة لكي لا نَموت قهرًا
* إنّ الإنسان أعطى لشروره أناقة وَ هندسة جديدة المؤوسسة التي صنعت مثقفها الذي أصبحَ معمّما المثقف المصاب بالعمى الكلي ! يتحدث عن المضرات وفق منطق الهيمنة ! زاوية نظر حادة جدًا لا تُرى من الحقيقة الكليّة إلا جزءها المضاء المشكل ليس في الحقيقة وَ لكن من يسلط الأضواء على أجزاءها المظلمة !
* الحياة رهان و ليست مسلّمة نشد عليها يوميًا بأسناننا لكي لا تفلت من بين أيدينا بغباء ، فكلّ ما يحيط بنا يريد أن يسرق منّا و أن يستغبينا نعرف جيدًا أنّ الموت سيفلح يومًا في اختطافها منّا وَ لكنّنا نتضامن مع الحياة لكي نُبعد المسافة وَ نمدّد الطريق وَ نصنع له الممرات الكاذبة وَ المسالك لكي نحرفه عن المعبر الصحيح ولكنّه عندما يعثر على الطريق المؤدي إلينا يقهقه من سذاجتنا وَ لا يرحمنا بل لا يمنحنا ثانية وَاحدة لكي لا نذهب وحيدين وَ نودّع من نحب و من يملأون قلوبنا و يبكون كلمّا سمعوا أننا انسحبنا بصمت و إحساس بالخلوة الكبيرة التي لا سلطان لنا عليها
* القدس .. مدينة تكفي الجميع .. قلبها وَاسع دينها كبير ، إيمانها متعدد و أشجارها تغطي كل العرايا وَ مراياها ليست عمياء وحيطانها ليست للبيع !
* هَل تدرين يا يُمّا بأني كلما كبرت قليلًا شعرتُ بأني أفتقدك كثيرًا و لا أدري من أين يأتي هذا الإحساس الغريب .. كنتُ أظن بأني كل يوم أشبع منك قليلًا ولكنّي اكتشفت اليوم أني لم أعرف كيف أملأا قلبي وَ ذاكرتي بك و لم أعرف أبدًا كيف أشبعُ من وجهك يزداد نهمي نحوك بإستمرار وكأني آراكِ للمرة الأولى !
* نظنّ عبثًا أنّ من نحب فوق قدر الموت ! أشعر اليوم بك قريبة مني أكثر من أيّ زمن مضى ..
* كلمّا صار قريبًا منكِ شعرت بالهوة تزداد عمقًا و اتساعًا كلما تحدث عنك في غيابك !
* الموت أقوى دائمًا وَنظنّ أنّ الذين نحبهم عبارة عن تماثيل من ذهب لن تنكسر أبدًا ، لكنّ الأقدار تنتظرنا حيث لا أحد يتوقعها ، الموتُ هكذا عندما يدقّ على أبوابنا .. علينا أن نلتفت صوب الحائط لكي لا نرى حصاده القاسي وهذا ما يفعله البشر لكي يتمكنّوا من العيش قليلًا ، بعيدًا عن ظلّه و إن كان ظلّه فينا لهذا لا نتفطن لخرابه وَ هو يحدث فراغًا مهولًا من حولنا فجأة نجد أنفسنا وحيدين كاليتامى تواجه سلطانًا طاغيًا لا طاقة لنا عليه ثمّ يهزنا من غفوتنا ليذكرنّا بأنّ لحظة غروبنا قد حانت ! نلملم بقلق وَ عدم رغبة و بقناعة أقل ، أشياءنا العميقة وَ أشواقنا الصغيرة استعدادًا للرحيل النهائي يبو لنا ، في لحظات السهو القليلة كأننا فوجئنا بفجيعة لم نتهيأ لها بالشكل الذي يجعلها مستساغة ثمّ نكز على أسناننا بأقصى قوة ممكنة وَ نتمتم في أعماقنا الجريحة بخيبة النهاية نستسلم ليكن ! هذا هو قدرنا لنمض مع الذين يمضون .. يستعدون لفعل ذلك بقدر من الكرامة !
* يا يما لماذا هذا الإصرار المتنامي علـي الحديث عن الموت ؟ ما تزال الدّنيا ماثلة بين أصابعك وَ في عمق ألوانك ! - لا يا حبيبي ؟ قل لماذا هذا الإصرار على قبول الأقدار بصعوبة قاسية ! مثل الحيتان التي لا تعترف بموتها إلا عندما ينشب الموت أظافرة القاسية في لحمها فتنسحب نحو الساحل لترى النور و السماء للمرة الأخيرة قبل انتحاراها الجماعي ..
* لقد رُفضت كل طلبات الدفن في القدس ، تخيلّي ! هل الأموات خطرون إلى هذا الحد ! أشتاق لطفولتي و أصدقائي وَ حدائقي الجميلة ! ولكن الزمن الذي سرق منّا أرضًا لم يمنحنا حتى إمكانية الحلم ..
* رجل بلا أرض ولا قبر ولا جسد ، حتّى الذاكرة المثقلة بالهموم سأسحبها ورائي بكل أسراها ! أفضل لك و للجميع لكي يتمكّنوا من العيش في زمن لم يعد يحفل كثيرًا بالظلم وبهم لم يعد الخير و الشر حقيقة ملموسة ولكن مجرد زاوية رؤية ! بحسب القوة و الموقع الذي نحتله .. ماذا لو سأل الناس أنفسهم للحظة عن فعلهم ؟ مشكلة القاتل المعتز بجبروته أنه لا يسأل نفسه أمام جشعه المتنامي
* وَ تبعثرت كل تفاصيله و لم أكمش منها أي جزء
* انتبه للحياة ! لا تجعلها تنزلق بين يديك ، فنحن لا نعيش إلا مرة وآحدة علينا أن نعرف فيها كيف نخطئ وَ نصحح الخطأ في الوقت نفسه ! الموت ينتظر بفارغ الصبر فريسته الشهية
* الموت لا يخيف كثيرًا مشكلتنا الكبرى هي أولًا مع الحياة ..
* جميل أن تحس و أنتَ تنطفئ أنّ شيئا ورائك سيستمر ولا يهم مطلقًا إذا لم يستمر بعدك هي فقط اللحظة الخاطفة التي تسرقك من الحياة يجب أن لا تذهب بعيدًا بك نحو العدمية و البلادة ما يهم هو أن يترك الإنسان بذرة للحياة ، أي بذرة قد تستمر في غيره !
* الكسورات كبيرة و كثيرة ! تغلق جهة ، تنفتح لك الكوارث من جهة غير معلومة ! و يبدوا أنّنا سنقضي العمر كله في البحث عن عن سد و ترقيع الخرابات التي تحدثها فينا الأقدار ..
* لولا الموت لكانت الحياة رُبما أجمل .. لكنّ الإحساس بوجوده معنا باستمرار يجعلنا نعيش كل شيء بعمق وَ كثافة كبيرين ..
* مَن يعرف تلك الصبيّة التي اشتاقت أن تجلس في حجر والدها وتداعب شعره كما يفعل جميع الأطفال ؟
*من يعير انتباهًا لتلك الشقية الصغيرة التي أصبحت الابنة الشرعية للحزن و الخوف ؟ لا أحد !
* كانت المقبرة هادئة و مستكينة ، و لا شيء يحرك صفوها و صمتها الذي تحول مع الزمن إلى لغة الفقدان ..
* كل المقابر تتشابه عندما نعبر مداخلها لأول مرة أو بعد زمن طويل .. فهي تورث إحساسًا غريبًا بالخوف و الرهبة في البداية نشعر بالبرودة في الظهر تبدأ في شكل وجع الرأس قبل أن يتسرب الألم إلى بقية الجسد كلدغة أفعوان يتخفّى بين باطن الرجل ومسحة الحذاء نتذكر فجأه ! نحن الذين أكلتنا الحياة ! أننا لم نعد بعيدين كثيرًا عن هذه الأبواب التي ستُفتح يومًا لاستقبالنا
*الأموات يجيبون و يتحدّثون ، ولكن يجب أن ندرك المشاغل التي ظلّت عالقة بقلوبهم لكي نعرف كيف نحاورهم وَ نعمق شهوة المجئ باستمرار .. ويومَ تحسّ بأنك تقوم بذلك من باب الواجب يستحسن أن تُوقف الزيارات نهائيًا لا جدوى من زيارات الواجب فهي تؤذي الميت أكثر مما تعطيه فسحة إضافية للحياة و تبرر ملل الزآئر من رؤية قبر تعود عليه حتّى تحولت حركتة مجرد فعل آلي أشبه ذلك بالعلاقة الزوجية عندما تفقد ألقها وَ تصبح رديفًا للعادة و الحفاظ على الوجاهة الاجتماعية السخيفة
* احذر أن تنفخ النار في الأشياء الميتة اترك الأشياء الجميلة تموت مثلما تشتهي و إلا ستعيش معلقًا بين حاضر منفلت و ذاكرة تضيعك في دورتها و لا تمنحك إلا الألم .. سترتمي في دوائر لا حدّ لها
* عندما نوارى التراب كائنًا نحبه .. يٍُستحسن أن نذكره بحب وَنقنع أنفسنا بأنّ الحياة مستمرة بدونه ، وأنّ علينا أن نلتصق بقاطراتها الكبيرة ..
* كل ما تسرقه الدنيا منّا ، يخرج من أيدينا وَ لا رجعة ..
* كل تفكير مستميت في الماضي هو خيانة للحاضر ..
*الشمس الدافئة شمس لا هي قاسية بأشعتها و لا هي ميتة شمس تمنح الحياة و الدفء عندما يكفّ الذين نعرفهم عن فعل ذلك
*لستُ أدري ما حدث فيّ ، عاصفة مسّتني في الأعماق و هزّت كل نظامي
* لا نعرف درجة الفداحة التي يخلفها فينا الفقدان إلا عندما نخسر من نخب عندما كانت مريضة كنتُ أنظر في وجهها كثيرًا على غير عادتي بدأتُ أحس أنّي كنت كلّ يوم أفقدها قليلًا و أكتم شعوري كانت مثل ماء في قفر .. كلمّا شربت منه قليلًا .. شعرتُ أنه نقص أكثر ..
*أم أعطتك كل ما تملك من الأشياء الجميلة و حساسية مرهفة تجاه الحياة من حقّك أن تحبها و أن تبحث عنها في كل ما يحيط بك و أن ترفض أن تقطع الحبل السري الذي يربطك بها ..
* الذي يهم هو أن نعطي الأولوية للحياة كمَا تفعل مي دائمًا في أقصى درجات الحزن و الخيبة .. كانت تنظر للأقدار القاسية نظرة محبّة وَ تفاؤل و تضع النور أمامها بدل الظلمة ..
* هل تدري أنّه يحدث معنا أن نقضى عمرًا بكاملة نبحث فيه عن شيء غامض وحدنا نعرف شكله و تفاصيله و عندما نصافه فجأة في أحد مسالكنا الحياتيّة ، نصاب بالخرس و البكم و الشلل و عندما يستعصي علينا القبض عليه .. نحزن لدرجة الموت .. و نقلّد الحيتان في صمتها و انتحارها
* هكذا نحن كلمّا ظنّنا أنّ الحياة انسحبت من بين أناملنا تأتي صدفة جميلة تجعلنا نغّير رأينا ..
* المستشفى الذي كان تعبيرًا عن الإصرار على الحياة أصبح مع الوقت مجرة محطة للعابرين .. نحو النهايات المفجعة مجرد لحظة توقف لتوديع بعض تفاصيل الحياة قبل القفز في عمق الهوّة المظلمة
* تمنيتُ أن أكون طيرًا فقط
* بي رغبة مجنونة لإخراج كلّ هذه الحرآئق التي تأكلني من الداخل
* أحزن فقط لأني لم أعرف كيف أنّ الدنيا قصيرة و يجب أن ننتبه لسرعتها وَ كان على أن أشبع منك و أن أتشبث بك إلى أقصى الحدود ..
*الحياة بدون خيبات ستكون مسطحة و بلا معنى
* الموت مثل الجنين الحي يتحرك و لكنه على خلاف منه ، لا يشرب من أمه شيئًا بل يأكلها
*أنت تعرفين أنّنا نعيش في عالم لم يعد يحفل كثيرًا بآلامنا و آلام الآخرين و لهذا علينا أن نجد مسالكنا في النهاية لوحدنا نمشي ننسكر نقوم ثانية ! و لا نستسلم لفيضانات اليأس التي تجتاحنا و حياتك ممتلئة بالألم الذي انجب فيك أجمل الأشيآء التي يحلم بها أي انسان
*نعلو نعلو نعلو ثمّ نعلو أكثر وَ لكنّنا عندما نصطدم في الأخير بفراغات السماء نعود ثانية من حيث انطلقنا نحو الأرض و التربة ..
*لو تعود الدنيا كما اشتهيتها دائمًا ، سأقف فقط كل يوم أمام وجه من أحب و أقرأ التفاصيل و أنام في كل ما هو جميل و مدهش فيها ضيعتُ الكثير !
* كان رهانه أن تحبيه بالدرجة نفسها و ربما باللغة الصامتة نفسها ..
*الموت قد نرفضه و نكرهه .. لكنما عندما يأتي لا يسألنا عن رأينا
* عوّدتني على أن نشّد بأسنانا على الحياة لأنها لا تُمنح إلا مرة وآحدة ..
* بشدة إصرارنا نستطيع أن نخرج من المحن الأكثر يأسًا ..
*الأمومة حظ استثنائي و ليس في مقدور كل النساء ممارستها ..
الرواية جميلة، تحكي عن مي الفنانة الفلسطينية الرقيقة التي أقصيت عن وطنها مثلها مثل آلاف الفلسطينيين النازحين في سنة 48، وأوجدت لنفسها في نيويورك وطناً يخصها، وقضت كل حياتها - تقريباً - وهي تحارب الذاكرة العامرة بالجراح والألم، مصرة على الانتصار للحياة والجمال والفن، رغم كل شيء.
لم ترق لي النبرة المحايدة التي استخدمها الراوي مع الجرح الفلسطيني، ولم يعجبني السرد المكرور، والمتطاول بأكثر مما تحتمل الفكرة، ولم يعجبني - أيضاً - أن الحوارات في الفصل الأول تبدو مفتعلة من فرط نزوع الأبطال إلى فلسفة وشعرنة كل شيء .. نحتاج أن نبقي أقدامنا على الأرض قليلا، على الأقل في الحوار، وأن نكرّس بشرية الشخوص.
وأخيراً، شعرتُ بغياب النضج في الفكرة المطروحة، كنت أظن بأن الفنان أقدر البشر على النفاذ إلى الأسئلة الكونية ومعالجتها داخل عمله، رؤيتنا لله، والموت مثلاً ..
لم أفهم كيف يمكن لإنسان، مهما أحب الحياة، أن يصور الموت كوحش كاسر ينقض على ضحاياه، بدت تلك رؤية طفولية ساذجة فعلا، مأخوذة من أفلام الرعب الهوليوودية!
رواية لاشك أنّها مضمّخة بأدبيّة عالية لا يُجيدها إلّا واسيني الأعرج ، الأديب الجزائِري الجميل ، تقع روايتهُ ( سوناتا لأشباح القدس) في 566 صفحة عن دارِ الآداب 2009 .. يفتتحُها بمقولاتٍ أوّلها للرّسّام فانسون فان غوخ ، وأُخرى لفنّانةٍ فلسطينية ، والأخيرة لمارتن لوثر كينغ في خطاب أوسلو 1964 ... مما صدّر الرِّوائي بِه روايتهِ نعلم أنّ ثمّة ألوانا و فنّا تشكيليٌّا في الرِّواية ،ثمّة جماليات تكتنفها.. فالشّخصية المحورية ( مي) فنانةٌ تشكيليةٌ من أصلٍ فلسطيني ، هاجرت للولايات المتحدة الأمريكية منذُ أن كانت في الثامنة من العُمر ..الرواية تجري على نهجِ الاسترجاع .. فابنها يوبا الموسيقار يتذكّر أحاديثها .. وبعدها يفتحُ مدوّنة الحداد الّتي كتبتها مي .. لـتحكي لنا عن حياتها والمهجر والبدايات.. تنصبغُ كلّ أعمال مي التشكيلية بصبغةِ الحنين للعودة .. وبعدما تُصاب مي في نهاية حياتِها بسرطان الرّئة الذي يبدأ بالنهش في جسدها .. يستيقظُ الحنين دفعةً واحدة .. فترجو العودة لموطنها لكن ظروف أرضِها الراهنة تحولُ دون تحقق حلمها .. فيكون مطلبها من ابنها أن يذهب برمادِها بعد موتها ليذره في أماكن لها اعتباراتٌ روحانيّة لديها في فلسطين ونهر الأُردن. عمدَ واسيني الأعرج للإشارةِ إلى أهمية الرّمز في حياة الشعوب .. وكيف أنّها ستذود عنه إذا ما أُصِّل في مكانٍ ما ..فالدلالة الرمزية تشحن الأفراد أكثر من أي شئٍ آخر .. واسيني في روايتهِ يؤكّد أن أمر العودة بعد سنين الغُربة لهو أمرٌ صعبٌ .. فالأمكنة والذّاكرة لن يتصالحوا في بلدٍ كلّ يومٍ يُنسفُ فيه معلم.. تحكي الرواية الكثير من الذكريات .. والآلام .. والمعاناة التي يعيشها المُغترب..وقد نجح واسيني في خلقِ أحداثٍ وشخصياتٍ من مأساةٍ مُعاشة
كلمّا أغمضتُ عيني المتعبتين من مشقة الموسيقى والعمل الدائب رأيت مي تقوم من بقايا رمادها كطائر الفينيق و تتحول إلى فراشات لا متناهية خُطت على أجنحتها دوائر لا حصرَ لها و ألوان بمذاق البرتقال و اللوز كلمّا نزل الليل أضاءت مدينة الله اليتيمة أورشيلم المنكفئة على عزلتها وجبروت صمتها المتواتر .... أنا لا أعلم أهي كتاباتك التي أورثتنا الهشاشة أما نحن ذوي قلوبٍ هشة كجنح فراشة . سوف يقتلني يوماً ما 😃 ولا ادري ما هو السر في عودتي له كلما مللت الكتب وتعبت من القراءة و كأن كتبه مساحة للسلام لي ، هذا المخلوق لايخط كلماته على الورق بل على جراحتنا يوشمها وهي مكشوفة يشعرنا بالحرف ت��و الآخر يذوقنا طعم المعاناة و يدعنا نشم رماد الاحتراقات عن بعد . لا أستطيع منع دموعي معه ولا منع نفسي عن التوقف في كل مرة أصرخ المزيد المزيد أدخل بكتبه حالة استثنائية لذيذة من اللاوعي عالم آخر كدهشة صوفي عند الوصل بالمبهم او كما يقول جده الأكبر الأندلسي أصل لحالة المنتهى وهي فعلاً كذلك . يغوص بأعماقنا يهزنا يقتلنا ومن ثم يروينا هو مجنون كمية التعاسة والشطط والمعاناة التي تتخللها صفحاته لا تطاق ولكن ستدمنها عزيزي القارئ لأنه وحده القادر على أن يجرعك هذا السواد بطعم مستساغ ولذيذ . يستفز دوماً روح الكاتب الخجول داخلي لا أقدر على منع قلمي وأنا أكتب عنه يشعل بداخلي رغبة الكلمة بعد القراءة له فقط هو وهذا الرابط الذي دائماً يجبرني للعودة له هو أني أجد فيه من نفسي دائماً يقول ما يختلج داخلي ولا أقدر على قوله وفي هذه الرواية وجدت بعضاً من نفسي في مي وتفاصيلها وهذا ماحركني عشق الخريف وتبجيل أيلول بتفاصيله اللون الأصفر وعباد الشمس العلاقة الخفية بشعاع الشمس لربما جننت حقاً 😐 (المنافي لاتقتل الأشباح أبداً و لكن تمنحها فرصة التوالد بجنون تشد الخناق علينا و تهددنا بالقتل ) مي فنانة تشكيلية فلسطينية الأصل غادرت بلدها عام 1948 بعمر الثامنة حتى أعتاب نيويورك برفقة والدها الملاحق من الهاجاناه بعد إبادة العائلة من قبل اليهود تهاجر في ظروف قاهرة وتخسر أمها وباقي أهلها . كانت الرواية على لسان يوبا ولدها وحيدها و مشاهد من حاضره ليذهب بعد وفاة والدته مي لمذكراتها و يقرأ لنا من خلال تلك الصفحات القليلة تاريخ عائلة .. تاريخ بلد ... تاريخ شعب مهزوم مخذول ... تاريخ مدينة سُرقت منها الحياة على غفلة والتهمت آمالها الحروب ... صفحات قليلة تروي تاريخ 60 سنة من عمق الوجع الفلسطيني . ((متشظية في الأعماق ما بين أوطان متعددة وطن كان اسمه فلسطين ووطن ثاني منحني الحرية ووطن خفي لا يراه أحد غيري اسمه الطفولة توقف عن النمو ليقفز نحو الجفاف و الخوف )) وهذه قضية آخرى ناقشها التأرجح مابين الهويات ما بين أصل و ماضي و حاضر و معاناة ومستقبل مجهول و ضياع . يصيبها سرطان الرئة فتستفيق من غفلتها ويعود حنين المكان الأول يباغتها وينغصها تُقابل بالرفض في الدفن بالقدس فتعود لسلاحها فرشاتها و قلمها و تفرغ ما بداخلها من أسرار و قضايا وأحداث منذ سن الثامنة حتى آخر لحظات وفاتها دفعة واحدة على الورق . رواية زاخرة بالأحداث والتفاصيل تنقل مابين الماضي والحاضر والأماكن والرسائل متعب بعض الشيء . تم ذكر القصة وراء كل لوحة رسمتها مي وكذلك توصيفها بشكل دقيق والغاية من كل لون بالإضافة لذكر في الهامش مكان كل لوحة ومقتنيها مع رقم الشراء المزادي بأمريكا . الإبداع أن تكتب رواية طويلة تتعدى 600 صفحة و لكن حين تقرأها تلتهمها دفعة واحدة بدون كلل و لا ملل ولاشعور بالضجر في كل صفحة ستجد المختلف دوماً و أنا التي أنهيتها بجلستين 😐 و ما يميز الأعرج كذلك التركيز الشديد بالتفاصيل ووصف الشخوص والتوسع بنقل حالة المشاعر ووصفها لديه مجنونة يجعلك تستحضر أشباح الرواية وكأنهم حقيقة أمامك . على الموقع أقصى تقييم يكون من خمس نجمات ودائماً كتب الواسيني لها الحظ أن تأخذ الخمسة ولكن لاتكفي فله نجوم السماء كل السماء لجماله 💛 كتابي الرابع عشر لتحدي العام و لكنه الأفضل على الإطلاق كان 🌼💛 2019 #عثة_الكتب
أقضت مضجعي هذه الرواية. تعثرت في القراءة في بداياتها الطويلة المبهمة ثم حين غصت في وسطها لم استطع انتشال نفسي منها. عشت مع مي كل لحظات الأسى: القلق والخوف والبغض وعذابات الضمير. لم تفجعني النهاية المأساوية فقد مهد لها الكاتب جيدا منذ بداياتها. ظل تعبير واحد يتكرر في ذهني منذ أن قراته حتى الآن ولا اظن بأني سأتخلص منه بسهوله: بكيت حتى تقيأت قلبي. ذهلت لتفكير الطفلة ولكن تذكرت بأن الأطفال يشيخون مع المآسي. ما زلت اتساءل، هل مي حقيقية؟ بحثت عن لوحاتها في قوقل ولكن مع الأسف لم يظهر شيء. يبدو أنها من خيال الكاتب الذي ابدع في تصوير التفاصيل الدقيقة لآلامها ولوحاتها التي تمنيت لو رأيتها. ظللت اسمع السونانا من بدايتها وحتى النهاية. نصيحة: ابدأوا بقراءة الفصل الثاني واتركوا الأول للنهاية حتى لا تضيع منكم تفاصيل الأول.
يبدع واسيني الاعراج دوما اسلوبه جميل جدا في السرد الا انه يسهب في التفاصيل قليلا شخصياته مميزه دائما البطله (مي) تترك بلادها ومدينتها القدس دون ان تفارقها اشباحها امها اختها وحبيها في المنفى تتخذ الفن والرسم مهرب لها تبدع وتنجح وتضل محاطه بالالوان حتى تفاجأها العتمه ابنها يوبا يشاركها اشباحها محب للموسيقى والعزف على البيانو يسعى لتأليف سوناتا ليسعد بها امه التي يرا فيها حياته كلها هو ذا الفن ملاذنا الوحيد لتخطي قسوة الحياه يصور لنا واسيني في الشخصيات كم هو صعب ان يبتعد الانسان عن وطنه فالوطن سيبقى ساكنا فينا مهما حاولنا وستضل اشباحه تطاردنا رغما عنا
" لكل شخص أشباحه التي يظنّها ماتت منذ زمن بعيد لكنّه يفاجأ بها تشرب معه قهوته الأخيرة أو تتنفس هواء البحر في شرفته نفسها،
اقتباسات اعجبتني جدا:
كم نخطىء من المسالك المهمه ونظن أنفسنا في الطريق الصحيح وعندما نصحو يكون قطار الدنيا قد مضى فلا نلحق حتى توديعه ...... يبدو أن قدرنا الكبير هو أن نتدرب باستمرار على الفقدان ساعات في اليوم على الاقل مثلما نفعل مع الرياضه لكي لا نموت قهرا ..... الذاكرة ملعونه تضعنا أمام جراحاتنا في الوقت الذي تشاء ..... نحن لانذهب نحو الحماقه عشقا فيها ولكننا نذهب نحوها لاننا نرى فيها خلاصنا الابدي ...... ابك عندما يمتلىء قلبك بالأسى ابك عندما تصاب بنوبة سعاده شهوة المنتهى ابك ولاتسأل لماذا خدعك دمعك . ....... نبحث في الحياة عبثا عما يمكن ان يطفىء او على الأقل يهدىء من النار المشتعله فينا أحيانا نجد الوسيله وفي الاغلب الاعم علينا ان نتحمل حرائق الحياة لوحدنا لا أحد يسمع أصواتنا المختنقه والى جراحاتنا الغائرة ........ بكبرياء اللون وهشاشه الفراشه سأعبر صراط الخوف ...... كيف أغلب البسمه على سواد اللحظه وجلافتها ..... الدنيا لاتعطينا الا مانسرقه منها ....... احيانا تتحول الكلمات إلى أغلفه سميكه لتغطية الألم وتجبير شقوق الروح. ....... كيف يذهب الذين نحبهم ونحن نوهم انفسنا كلما أغمضنا أعيننا انهم مايزالون هناك حيث تركناهم آخر مره في الزاويه المظللة لأحلامنا كيف يتواطأ الموت والخسارات المتتاليه ضدنا ما أعظم حظ الذين انسحبو فلن يشهدوا الجزء المتبقي من حرائقنا المؤجله ........
( لا تخافي. لن نشفي أبدا من مرض الأرض. الآن هذه أرضك. فيها تعيشين وعليها تموتين. لا تلتفتي ورائك كثيرا. وإلا ستظلين معلقة في الهواء مثل أجراس الكنائس القديمة. كلما سحبوا حبلا فيها. أنت بقوة لدرجة إيقاظ الموتي والأحياء معا )
رواية عن مي الرسامة المقدسية المولد. الأمريكية النشأة. وعن فلسطين ذلك الجرح القاسي الذي حملته طوال عمرها.
لا زلت عند رأيي بأنه لو تقرر منح جائزة نوبل لواحد من الكتاب العرب المعاصرين. لما وجدت طريقها لأفضل من واسيني الأعرج أو ابراهيم نصرالله.
بعد المئة صفحة, بكل بساطة, مَلّيت. عَرض مَعارِف فنّيّة وحشو لغوي بدون مادّة حقيقيّة للتقديم, أكره تلك الكتابات التي تُبنى على الدّيكور الوصفي والأرستقراطيّات الجماليّة وليس الفكرة التي يؤمن بها الكاتب أو يُحاول إيصالها, هذا ما شعرت به في هذا الكتاب. Till next time, Wasini!
سوناتا لأشباح القدس رواية يجسد فيها واسيني مسارات من الألم والأمل والفقدان والحنين والخيبات والوفاء والإنكسارات. عاشت فيها البطلة مي قمة الألم وتحدي المرض وعاصرنا معها إستماتتها في هزيمة مرضها والإستمتاع بالحياةوسط ألوانها علمتنا أن المعدن الأصيل يخرج من شدة الإنصهار. وهي كذلك أعظم لوحاتها خرجت مع شدة الألم ورغبتها في المقاومة وتحدي الآمها حتي تنجز آخر لوحاتهاوتتم معرضها التي كانت متيقنة أنه الآخير وترى معه بزوغ الألفية الجديدة ليس هذا فقط هو ما نراه في هذه السوناته، فهذه هي الخطوط العريضة لفتاة انتزعت من جذورها في القدس وهي صغيرة، لإنقاذها بعد ما قتلتعائلتهاعلى يد الهاجانة، واقناعها بال حيل بحجة إنقاذ والدها من القتل وإخفاء خبر موت أمها وأخيها وجدتها عنها لتذهب إلى نيويورك فتتوه في المدينة ونراها تسير في صفحات كثيرة من الرواية وهي مصممة على النسيان فتقرر الإبتعاد عن والدها واللوذ بحضن خالتها "مامي دنيا" وكأنها الدنيا الجديدة تفتح لهاذراعيها ترفض بعد عدة سنوات أن تقرأ خطابات يوسف حبيب الطفولة وهو القرار الذي صممت عليه حتى مماتها، وأيضا خطابات عشيقة والدها الألمانية وكأنها تحاول أن تتخلص من كل أشباحها هناك في القدس وتصمم على هذا . ولكن ما تكتشفه وأنت تقرأ الرواية أنأشباح القدس كانت تتملكها، فهي تمنت عندما علمت بمرضها ان تدفن في القدس وهو ما لم يتحقق، فطلبت من إبنها يوبا أن ينثر رمادها هناك فوق قبور أحبتها في لحظات احتضارهاتمنت من اللهأن يجعليوسف هو رجلها في الجنة ويارا اختها وشبحها الجميل التي ظلت تلازمها في خيالاتهاتراها وتكلمهاوتلاعبها نعم سكنتها أشباح القدس وأشباح ماضيهالآخر لحظة وحاولت أن تبعد إبنها عن أن تسكنه أشباحها وأشباح الماضي فقررت أن تسلم جسدها للمحرقة بعد الموت وتصير رمادا لتحرق معها كل أشباح الماضي وتستخلص منالرماد حاضرا نقيا لأبنها، ولكن هيهات لقد سكنته أشباح ماضيها وأشباح قدس أمه هو الآخر
ما يُضايق في هذا العمل الروائي أولا البنية المتبناة فِي تقديمه ، و ثانيا المفردات و الجمل المتكررة أكثر من أربع مراتٍ في فصول متفرقة ، كذا الحشو اللغوي و الإسهاب الوصفي الذي لا طائل منه ، القاعدة التي وضع عليها واسيني الأعرج قصته كانت هشة ، و أحيانا يُخيل للقارئ أنه يُوزع نيشان هذه الشخصية الحقيقية ليحثه على زيارة معارضها و لوحاتها و ابتياع ثراتها أيضًا ، لذا لم تؤثر بي الإلتفاتة التي كُتبت خلف الكتاب بأن ريعه سيتم منحه لأطفال السرطان ، فمن يرغبُ في العطاء لا يُجهر قولا ، و لا يستعرض هباتهِ بمثل هذه الطرائق العجيبة ، و لئلا أخرج عن نطاق نقد الرواية ، أتمم أن 500 صفحة كان يُمكن اختزالها في ثلاث صفحات ، إذ أن العقدة كانت غير متواجدة ، و الشخصية الساردة لم تكن بتلك القوة لتجذب عاطفة القارئ نحو مصيرها و مصير شتات الوطن ، هذا الأخير الذي لم يرق لي أن تتم بلورته بهكذا منطق من اللاجدوى ، فالقصص الحقيقية و إن بدت مهمة فإنها - كثيرا - لا تليقُ أن تُدون على كتاب علني ، بل عليها أن تبقى في سجل مطوي من المذكرات الخاصة ، حتى و إن أخرجت إلى النور عليها أن تُعلن عن نفسها بنفسه الخط و نفسها العبارات و الأسلوب ، لا أن يأتي كاتب ما مغمور بحس العاطفية الزائدة عن الحد ليُعيد خلق اللسان حكاية ، و يُضيع وقتا مهما في اجترار أحداث تبدو في المجمل تافهة
اول قراءة لي لاعمال واسيني الاعرج يا لها من رواية ! احسست وانا اغلق الكتاب بعد اتمامها وكانني اخرج من عالم ألفته وأحببته رغم قساوته! قد اكون محايدة ولكنني ساعشق ورغما عني اي شيء يتحدث عن حب تلك الارض الحبيبة فلسطين <3 اعجبتني كثيرا اللغة وقدرة واسيني على تصوير اكثر الاحاسيس و الافكار التي تختلجنا ولا نستطيع التعبير عنها بشكل مبهر جعلني اقف مشدوهة امام تلك الاوصاف والتشابيه المذهلة! رغم تحفظي من بعض الاشياء فيها الا انها تظل رواية ممتازة شوقتني لقراءة المزيد من اعمال هذا الاديب
رواية مرهقة بعد انهائها لن تكون قادرا على كتابة مراجعتك ستكون متلهفا لقراءة عمل آخر ينسيك فيها ليس لانها سيئة جدا بل لتفقد بعض الألم الموجود بين السطور قضية فلسطين والاحتلال_المهجرين _السياسة .الفن . خليط صعب الهضم
هل جربت ان تُسرق منك مدينتك الوحيدة, بالظبط في اللحظة التي بدأت تعرفها فيها وتستنشق كل صباح عطر تربتها؟ أنا جربت ذلك وأشعر بعنف الغياب. أطلب من الله صبحا ومساء أن يحفظك من ذلك الاحساس المدمر,وأن يمنحك الصبر الكافي لكي تواجه خسارات المدن الفادحة ولا تضطرّ الى مواجهة ما أحس به الان. لا أحد في الدنيا في منأى عن فقدان منبته وتربته. ويبدو أن قدرنا الكبير هو أن نتدرب باستمرار على الفقدان,ساعات في اليوم على الاقل مثلما نفعل مع الرياضة,لكي لا نموت قهراً.
هكذا عبّرت ميّ لابنها, مي الطفلة الصغيرة التي شُرّدت من قدسها عام 48 الى العالم الاخر نيويورك, لتبقى على أمل العودة الى تربتها الاولى,لون طفولتها المسروقة, لتهيم في شوارع القدس تتشبّع من دروبها الضيقة وتربتها الآجريّة وحجارتها الباردة صيفا والدافئة شتاء .. فالقدس بالنسبة لها هي بداية الدنيا ومنتهاها.
بعض الاقتباسات التي أعجبتني:
كم نخطىء من المسالك المهمة ونظنّ أنفسنا في الطريق الصحيح؟ وعندما نصحو يكون قطار الدنيا قد مضى, فلا نلحق حتى لتوديعه.
لم يعد الخير والشر حقيقة ملموسة ولكن مجرد زاوية رؤية، بحسب القوة والموقع الذي نحتله.
هكذا نحن, كلما ظننا أن الحياة انسحبت من بين أناملنا, تأتي صدفة جميلة تجعلنا نغير رأينا.
هل تدري انه يحدث معنا أن نقضي عمراَ كامل نبحث فيه عن شيء غامض, وحدنا نعرف شكله وتفاصيله, وعندما نصادفه فجأة في أحد مسالكنا الحياتية,نصاب بالخرس والبكم والشلل. وعندما يستعصي علينا القبض عليه, نحزن لدرجة الموت ونقلّد الحيتان في صمتها وانتحارها.
نظن أننا صنعنا مقابر لاشواقنا الدفينة ولكننا نفاجأ أن ما تخيلناه مقابر لم يكن إلا محطات للراحة, إذ تعود أشياؤنا الدفينة دفعة واحدة في اللحظة التي نجد لها اللغة المناسبة التي تحرّكها من سكونها وموتها.
يقول الكاتب الفرنسي مارسيل بروست: أليس الغياب, بالنسبة للعاشق, هو أثمن وأجدر وأخلد وأوفى حضور؟؟.
يحدث أحيانا أن تنطفىء كل الوجوه ولا تبقى إلا الملامح التي نشتهي أن تبقى.
رواية بالغة الروعة تنتشل قارئها من عمق الوجود والوعي والواقع المسطح القبيح إلى أعمق نقطة في روح الإنسانية النقية المجردة من كل الآثام التي شهدها التاريخ تسحب قارئها بصورة مستمرة ليشهد عذابات الإنسان النقي جراء ما اقترفه أخوه الإنسان الذي تمرد على الفطرة السليمة وأراد أن يبني أمجاداً مصطنعة على حساب كل ما هو حقيقي وبريئ وطاهره في نفسه وفي الوجود حوله هذه الرواية تمثل استعراضاً رائعاً لانطباعات الإنسان في المنفى، ولتجربة الموت، والمرض والرحيل استعراضاً لأدق دقائق وخلجات الروح المتجردة من الدنيا التي نعرفها في حياتنا اليومية المتكررة أدمنت السوناتا وأدمنت مذكرات الحداد وكل كلمة كتبتها مي في كراستها النيلية... غرقت كثيراً في خيالاتي محاولاً رسم لوحاتها واضحة في مخيلتي أو متخيلاً فراشات القدس الرائعة وهي تطوف في الجو بالقرب مني أغرق في محاولات عبثية لتذوق عبق طرقات المدينة العتيقة ورائحة الخبز في التنور وأخشاب الزيتون وعطور مسك الليل والياسمين الإشبيلي ثم أنفصل عن الواقع محاولاً الإنصات لسوناتات مامي دنيا وكوادميلا ويوبا وفي كل جرعة من القراءة أدون أسماءالفنانين وأستمع إليهم في المساء، كم كنت سعيداً باستكشاف ذلك العالم الرائع البديع وكثيراً ما أعدت قراءة الفقرات مرتين أو ثلاثة... أو أندفع في ترديدها بصوت خافت كالصلوات السرية
لست أدري أي سحر كان هذا، ولست أدري إن كان ذلك السحر خاصاً بهذه الرواية فحسب أم أن كل روايات واسيني الأعرج تتميز بهذا السحر فهذه هي روايتي الأولى له، وكل شوق في هذه اللحظات للبدأ في قراءة رواياته الأخرى وأخترت البيت الأندلسي لتكون روايتي التالية
لهذه الرواية أسلوب خاص لم أقرأ مثله في الروايات التي قرأتها من قبل. لها حسّ فني شديد العمق وموسيقى وألوان قد لا تراها في رواية أخرى.
أحببت بشدة تركيز الأعرج على الألوان في الرواية وما لها من تأثير على الشخصية الرئيسية فيها. وأيضًا تأثير البيانو على الابن وموسيقاه من مختلف أنواع السوناتا؛ من سوناتا الغياب وسوناتا الأشباح.
قصة الرواية ليست جديدة. الفقد والقدس والصراع مع مرض فتّاك. المميز فيها فقط ذلك الصراع على البقاء على قيد الحياة بنفس الألوان والموسيقى في الأذن. التفكك بين وطن حُرِم منه أبناؤه (فلسطين) الذين لهم أصل أندلسي، فبات الصراع تارة في الأندلس وتارتين في القدس.
الراوي في القصيدة يتنوّع، فأول الصفحات كان الابن، ثم الأم،ثم راوٍ ثالث لا هو هذا ولا هذه. شيء بعث روحًا للرواية.
أما الأحداث فهي بين ماضٍ وحاضر ثم مستقبل ثم ماضيان على خطان ��توازيان.. ذهابًا وإيابًا بين زمن إلى آخر.
النجمات الثلاثة لما ذكرته توًا.. أما النجمتان الناقصتان فهما لركاكة اللغة العربية في كثير من الكلمات وحتى الأخطاء الغريبة غير المقبولة في ترجمات محددة وواضحة أشد الوضوح في الرواية. ما أعيبه أيضًا على الكاتب هو إحساس القارئ بشيءٍ من الإقحام في الأسلوب الجمالي. إذ أن المشكلة الأساسية كانت عدم انسيابية الكلمات والمعاني الجمالية التي كانت في كثير من الجمل شيئًا ثقيلًا وأحيانًا ليس له معنى.
بشكلٍ عام هذه رواية جميلة وممتعة لكل من لهم ذوق معين في الفنّ.
يُحب واسيني رسم صورٍ كاملةٍ محيرة ثم يسبغ عليها بالتفاصيل بعد ذلك ليمحي أي إحساسٍ مقلقٍ غشاك.. دائمًا ما أجدني بلا رغبةٍ في كتابة الرأي الذي شكلته عن إحدى روايات واسيني لأنني أشعر بهزال ما قد أكتبه مقارنةً بالصور الخلابة جميلةً كانت أو مؤلمةً المرسومة بكلماته، بل إنه أحيانًا يعطينا صورًا في غاية البهاء برغم كل الألم المحيط بها وبروحي أثناء قراءتها، لقلمه قدرةٌ لا مثيل لها على إسباغ الجمال على كل قبحٍ وعلى كل جرحٍ وعلى كل ذرة ألم.. سلب لبي الفرق الشاسع بين الماضي والحاضر في حضرة أطياف القدسعلى لسان مي، وهو ما لم أشعر به غريبًا أو باردًا، الفرق بين الطفلة والشابة والأم والعجوز الرحيمة، وبالرغم من كرهي الشديد لكل أنواع النضوج العمري الذي تمر به أية شخصية أتعرف عليها، إلا أنني لم أستطع كره القصة التي بدأت مي الصغيرة ترويها لينهيها يوبا بنوتاته.. مشكلتي الوحيدة مع كتابات واسيني هي أنها لا تُقرأ على عجل، تحتاج الوقت والهدوء والتأني لتتشرّبها، وهو ما يدفعني دائمًا إلى الإحساس بالعجز في آخر 100 صفحة لأنني تشبعت تمام التشبع بهدوء كلماته حتى غفوت ولم أعد قادرةً على الاستمرار أكثر دون أن أغض البصر عن بعض التفاصيل لأنهيها، هل سيردني ذلك عن أي كتابٍ يحمل اسمه؟ أشك.. فلفلسفته وكلماته وقعٌ رغم رتابته إلا أنه يسبب الإدمان.
الكتاب رقم: 39/2021 سوناتا: لأشباح القدس الكاتب: واسيني الاعرج التصنيف: رواية # الذاكرة المخزنة من خلال صفحات الكتاب يعود بنا واسيني الاعرج الكاتب الجزائري الذي زار فلسطين صاحب الروايات الرمزية الصعبة والاسلوب السردي الرائع يعود بنا الى الذاكرة الفلسطينية قبل 1948 وفي عام 1948 وبعد عام 1948 لينتقل الى عام 1967 ثم الى مستشفى السرطان في نيويورك بأمور متشابكة تجعلك تسال نحن الان نقرا في 19 وكذا حيث ندمج القديم بالحديث فالمكان مستشفى السرطان بأمريكيا في مدينة نيويورك وجسر بروكلين وبحيرة هدسون. والزمان فلسطين سنة ---- ومع هذا الدمج في المصطلحات في الرموز ربما في الابجديات بين الذاكرة التي نعيشها الا في عام 2021 والذاكرة المخبأة ذاكرة الاحداث الفلسطينية الصاخبة نرافق واسيني في رحلة الذكريات هذه مع الشخصيتان الرئيستان مي الفنانة التشكيلية وابنها يوبا لموسيقي البارع ولنبحث عن هوية جديدة. مع امكنة قديمة وحديثة واختيارات جديدة للجنازة والموت والفقد والحياة والامل بكل هذه الرموز الصعبة يعود بنا واسيني ليخبرنا اشياء حاولنا ان ننساها إذا عن دار الادب بيروت وبعدد صفحات 568 اصدار طبعة 2016 حيث نشرت لأول مرة في بيروت عام 2009 وتعد الكتاب رقم 16 في سلسلة اعمال الكاتب.
# الاجداد والاحفاد حكاية الفلسطيني حكاية خاصة بدأت منذ القدم تحديدا عام 1948 ربما لأنه أبرز الالم ولكن الحكاية بدأت منذ القدم من زمن الكنعانيون والاشوريون ودخل الدين فيها حيث ذكرت في قران كريم لن نتحدث هنا في مراجعة صغيرة عن هذا وانما كتب للتوضيح فالفلسطيني لا خيار له على الابن ان يسير على درب الجد او تضيع البلاد فالكاتب رفض دخول القدس ليكون شبيها لمي لان دخول القدس سيجعله يعترف ان اليهود مسؤولون عنها. نعود للرواية والوجع الفلسطيني وجع مي وابنها فمي هنا فتاة فلسطينية او فنانة تشكيلية غادرت فلسطين، وهي في الثامنة من العمر نحو أميركا، حيث أصيبت في نهاية حياتها بالسرطان، فأوصت قبل وفاتها أن تُحرَق وأن يُذَرَّ رمادها فوق نهر الأردنّ وفي حارات القدس، وأن تدفن عظامها في أميركا، حيث يقيم ابنها "يوبا"، ليجد قبرا يضع عليه وردا كلّ يوم ثلاثاء. واسم ابنها من الاسماء الامازيغية فهل اراد الكتب تأكيد الارتباط بين فلسطين والجزائر ولو عن طريق اسم فالكاتب عاش جزء من حياته غريبا. لكن يوجد فرق هنا مفتاح البيت فالفلسطيني يعتبر مفتاح البيت اساس الصمود فمي بطلة الرواية تحتفظ بمفتاح بيتها في القدس، مثل اغلب الشعب الفلسطينيين ممن اضطروا لترك بيوتهم، حيث تقول الخالة دنيا لميّ في الرواية: "أرأيت المفتاح الخشن المعلق عند مدخل البيت؟ هل تعتقدين أنه سيفتح شيئا يوما ما؟ لا أعتقد. الأحياء تُسرق واحدا بعد الآخر، بعد سنوات قليلة لن يصبح لهذا المفتاح أيّ معنى، باستثناء التذكر والألم.
# اشباح الماضي او الخوف من المجهول شخصية مي وابنها واهلها هنا شخصية الفلسطيني الحالم بالعودة الى وطنه لكل فلسطيني قصة مع البيت والشجر والابتسامة والضحك لكل فلسطيني حكاية ولذلك عندما عمد والد مي خوفا من الهاجانا الى تزوير اوراق رسمية بتغير اسمها واسمه وجنسيتها رفضت المبدأ ولم تسامح والدها واختارت خالتها الى القطيعة الكاملة بينها وبين والدها وهي كيمياء الفلسطيني وحياته صحيح ان مي عاشت حياتها كفنانة امريكية مرموقة ولكنها لم تنسى الوطن بدليل ، حيث تروي قصة الأشباح التي تطاردها وتجعلها تقطع علاقتها بكل شيء اسمه فلسطين أو القدس، وتحاول بناء حياة جديدة. إلا أن هذا كما يوضح "ليس قرارا وإنما هو كيمياء داخلية ستستيقظ فيها في آخر حياتها ويدفع بها ذلك لاتخاذ قرارها بأن تُدفن في القدس بعد موتها، حيث تبدأ معاناة أخرى، حينما يرفض الاحتلال طلبها بأن تدفن في القدس". ويجب ان يرفضوا ذلك لكيلا يحصل الرمز والمزار وحصل هذا مع الكاتب والمفكر الفلسطيني ادوارد سعيد حيث تم رفض طلب دفنه في بلده عند وفاته. # الموت في الرواية هو فقدٌ يتجلى في صورته الأبهى عبر الشوق الموجه في أغلبه نحو وطن سُرِقَ من مي، مثلما سُرقت أحلام الطفولة. فعندما ينثر يوبا الابن الجرة الأولى من رماد أمّه فوق نهر الأردن، يقرأ خطاب أمه المكلّل بالشوق والألم إلى النهر، وإذ ينثر الجرّة الثانية فوق القبور تخليداً لذكرى يوسف، يعبّر عن ارتداد موغل في الشوق نحو أيام الطفولة الأولى، وإذ يضع رماد الجرة الثالثة عند رأس قبر جدّته ميرا (والدة مي) فإنه يفتح جرح الشوق على نافذة الانتماء من خلال محاولة يوسف الذي ما زال حياً يحرس المقبرة، أن يحافظ عليه عبر إعادة كتابة الأسماء على شواهد القبور بالطباشير، حتى لا تمحوها الريح والأيام. إنَّ الشوق الذي جسدته مي بعد مماتها تجاه الأرض، لم تتخلَّ عنه، أو لم يتخلَّ عنها في حياتها، إذ توجّه نحو القدس سماء وأرضاً وبيوتاً وفراشات، وكان روحها المبدع، وهي الفنانة التشكيلية، يستشيط غضباً لأنها لم تستطع أن تنجز لون ماء النافورة في حديقتها في القدس، أو لأنها لم تجد اللون الحائل لسمائها، أو الألوان الداكنة لسوق القطانين. وتشعر بالفرح إذ تتحدث عن فراشات القدس: حيث مهرجان ألوان من فراشات القدس التي تدفع عنها ألم الفقدان، وتعيش أسعد لحظات حياتها حين تبتدع لوناً جديداً، تسميه فراشات القدس، ذلك اللون الذي أضحى رفيقها في غربة الروح: "أصبح فراشات القدس لونها الأول الذي يندمج مع إشعاعات الشمس وهي تنهض من وراء بحيرة هودسون أو يدخل في تجاويف سماء تبحث عن فضائها وألوانها". # القدس حاضرة وفي نفس الوقت غائبة هنا القدس حاضرة في الرواية من باب انساني بحت وليس سياسي او مكاني المقبرة هي فقط الحاضر في الرواية ربما لذك سميت بأشباح القدس كون الوضع السياسي وضع معقد وغير مفهوم هي 1كرت كمكان يصعب تحريره وفق نظرة تشاؤمية وكأنه اعتراف قوي بانه ليس اوان التحرير فالجيل الذي خرج فهم انه سيموت دون ان يرى القدس او يتنفس هوائها لذلك ارادات مي ان تعيد هذه الاشباح لها مرة ثانية باستحضار ادوارد سعيد حيث كانت وصيتها هي الحرق واخذ الرماد ونثره في نهر الاردن بمشهد جنائزي حزين ولكن استغرب من الكاتب لماذا عمد الى ذلك ووقف حياديا لم ينصف الضحية وربما بالخطأ انصف الجاني من خلال عدم ذكر حقائق التاريخ وعدم الإشارة إلى المحتل وهو العدو الصهيوني الذي مارس القتل والترويع والظلم في سبيل الاستيلاء على الارض كما ذكر الكاتب في اعترافات مناحيم بيجين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق في كتابه الثورة : (لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل) وهي المجزرة التي نفذتها عصابات الصهيونية ضد المدنيين العزل في دير ياسين عام ١٩٤٨ والقت الرعب في نفوس الفلسطينيين ليبدأ النزوح من الوطن ورحلة الغربة داخل الديار الفلسطينية وخارجها... وحينما نتحدث عن حلم العودة لمى بطلة القصة نجد الكاتب يقع في تناقض عجيب فالبطلة تزور الأندلس لكنها تعزف عن زيارة القدس وهي بالقرب منها عند الأردن وتقول: (لا... قلتها ببرودة كبيرة، لا أحد لي هناك إلا القبور، ولا أريد أن ارجع لكي أزور القبور فقط ثم أنزوي مع أشباحي وأبكي)... وبين القدس والاندلس صفات مشتركه فكليهما إرث الأجداد الذين رحلوا ولم يعد من ذكراهم سوي القبور.
عن الحروف نفسها .. فلا تسعفني حروفي الخاصة وأكتفي بكتاباتي الخاصة جدا ... أما في الرواية فقد أبدع واسيني ... فتح الجراحات نعم لكنه فعل ذلك برقي شديد و تألق في ذلك ... الرواية لم تحمل حروفا فحسب .. بل صاحبتها الألوان .. ألوان كثيرة تملأ عينيك وأنت تتجول بين الحروف ... و الموسيقى !! ... الموسيقى لم تفارقني منذ الصفحات الأولى حتى وإن عزفت في رأسي بغير ما اختاره واسيني من ألحان في تلك السوناتا ... في حروفه الأخيرة صاحبني الكونشرتو الشهير ... "Concierto de Aranjuez"
ملحوظة هامشية : أنا مدينة للفصل الأخير في الرواية .. كنت منهمكة في القراءة بحيث لم ألحظ أني أضفت الزعتر البري إلى مشروب النعناع الأخضر ... شربته و كان دافئا ... حلت بروحي بعض السكينة .. ممتنة للزعتر ...
كتاب رائع رغم انه يعتبر ضخم نوعاً ما لكنّي لم أستطع إزالته من يدي قبل انهائه .. أحببت شخصية مي كثيراً وتمنيت لو أنها فعلاً حقيقية ولو أني استطعت رؤية لوحاتها التي تخيّلتها بكلّ تفاصيلها ~ وعشت معها معاناتها لحظة بلحظة
رواية تستحق القراءة ,, رغم إحتوائها على بعض المخالفات العقائدية والإلحاد، ولأجل ذلك خسرت نجمة
رواية أشباح القدس أستنزفت مني مشاعري، رواية مذهل..، دقة الوصف وحرقته على فلسطين أحرقت قلبي وأشعرتني بعظمة مافُقِد منا من سنين.. الأندلس وفلسطين، الجرحين الغائرين في دواخلنا أشباح القدس، سيظل هذا الكتاب شبحي حتى الممات. أشباح القدس رواية أعدت قرأتها مرتين، ولم أسأم ولم أكل. أظل مستمتعًا بكل حرف قرأته وأعدت قرأته
This entire review has been hidden because of spoilers.
شبعت ألماً وبكاءً أن يمزج الجرح الفلسطيني بالأندلس، فهذا يكفي عشت مع الرواية وشخصياتها وكأنها حقيقة، حتى أني بحثت عن مي، وحاولت أن أجد لوحاتها.. لأدرك في النهاية بأنها كانت خيالاً مع تحفظي على بعض ماجاء فيها
لأول مرة أقرأ لـ واسيني، لغته رائعة.. وأظنها لن تكون الأخيرة
لا أنصحها مُطلقاً للقلوب الرحيمة التي تتعلّق بوطنها جداً سواءَ كان الرياض- أبوظبي- مسقط . أو أو أو . الرواية شجن لوَطن نُحبه ويُبعِدَنا عنه قسراً. رُغم التعدي على الذات الإلهية وفكرة الموت يظل واسيني الأقصى تفكيراً والأقرب حرفاً لقلوب هشّة لا تملك سوى ثمان وعشرين حرفاً تتنفّسُ به في واقعنا للأسف.
لم استطع ان اعطتها اكثر من ٣ نجمات لانها الرواية الوحيدة التي استغرقتني قراءتها أربعة أشهر وذلك بسبب الاكتئاب الذي سببته لي كلما قرأتها هاجس الموت سيطر على رواية يزيد عدد صفحاتها عن ٥٠٠ صفحة بالطبع سوف يجعل القارىء لها ينفر من قراءتها وبالاخص لانها تتحدث عن موت اعز الناس الأم