نبذة النيل والفرات: موضوع هذا الكتاب هو أحاديث أذاعها المؤلف من محطة إذاعة دمشق في الفترة الواقعة بين 8 أيلول 1955 وبين 15 من كانون الأول 1955 عرض فيها نماذج من الجوانب الرائعة في الحضارة الإسلامية، وهي جوانب لا تزال تأخذ بألباب كل باحث منصف. هذا وإن المؤلف لم يتقص في أحاديثه كل مظاهر الروعة في تلك الحضارة، ولا قصر تحليلها علمياً، لأنه كان يتوجه بحديثه إلى جماهير المستمعين ممن يتفاوتون في المستوى الفكري والثقافي، وكان همّه أن يصغي إلى هذه الأحاديث أولئك الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، من صفوة وشباب ورجال الفكر المؤمن بكرامة المسلمين على الله وعلى التاريخ.
مصطفى بن حسني السباعي هو مؤسس حركة الإخوان المسلمين في سوريا، ولد في مدينة حمص في سوريا عام 1915 نشأ في أسرة علمية عريقة معروفة بالعلم والعلماء منذ مئات السنين، وكان والده وأجداده يتولون الخطابة في الجامع الكبير بحمص جيلاً بعد جيل، وقد تأثر بأبيه الشيخ حسني السباعي الذي كانت له مواقف معروفة ضد المستعمر الفرنسي، ذهب في عام 1933 إلى مصر للدراسة الجامعية بالأزهر وهناك شارك عام 1941 في المظاهرات ضد الاحتلال البريطاني كما أيد ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق ضد الإنجليز فاعتقلته السلطات المصرية بأمر من الإنجليز مع مجموعة من زملائه الطلبة قرابة ثلاثة أشهر ثم نقل إلى معتقل (صرفند) بفلسطين حيث بقي أربعة أشهر ثم أطلق سراحه بكفالة.
تعرف السباعي في فترة دراسته بمصر على مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا وظلت الصلة قائمة بينهما بعد عودته إلى سوريا حيث اجتمع العلماء والدعاة ورجال الجمعيات الإسلامية في المحافظات السورية وقرروا توحيد صفوفهم وعمل جماعة واحدة وبهذا تأسست منهم (جماعة الإخوان المسلمين) لعموم القطر السوري، وقد حضر هذا الاجتماع من مصر سعيد رمضان، وكان ذلك عام 1942 ثم بعد ثلاث سنوات في 1945 اختير مصطفى السباعي ليكون أول مراقب عام للإخوان المسلمين في سوريا، وشارك في مقاومة الاحتلال الفرنسي لسوريا وهو في السادسة عشرة من عمره واعتقلوه أول مرة عام 1931 بتهمة توزيع منشورات في حمص ضد السياسة الفرنسية واعتقل مرة ثانية من قبل الفرنسيين أيضا بسبب الخطب التي كان يلقيها ضد السياسة الفرنسية والاحتلال الفرنسي كما شارك في حرب فلسطين عام 1948 حيث قاد الكتيبة السورية
في عام 1947 أنشأ جريدة (المنار) حتى عطلها حسني الزعيم بعد الانقلاب العسكري عام 1949 في عام 1955 أسس مع آخرين مجلة (الشهاب) الأسبوعية، والتي استمرت في الصدور إلى قيام الوحدة مع مصر عام 1958 في العام نفسه أي 1955 حصل على ترخيص إصدار مجلة (المسلمون) الشهرية بعد توقفها في مصر وظلت تصدر في دمشق إلى عام 1958 حيث انتقلت إلى صاحبها سعيد رمضان في جنيف بسويسرا، فأصدر السباعي بدلا منها مجلة (حضارة الإسلام الشهرية) وظل السباعي قائما على هذه المجلة حتى توفي حيث تولى إصدارها محمد أديب الصالح بدمشق، كما انتخب السباعي نائباً عن دمشق في الجمعية التأسيسية عام 1949 ثم انتخب نائباً لرئيس المجلس فعضوا في لجنة الدستور المشكلة من 9 أعضاء، كما عين عام 1950 أستاذاً بكلية الحقوق في الجامعة السورية.
للأسف أصبحنا نحتاج مثل هذه الكتب التي تبرهن بمصداقية لأولئك الذين ينكرون الحضارة الإسلامية العريقة، أو يعتبرونها مفخرة قتلها التكرار. الحضارة الإسلامية شغلت حيزاً عظيماً من الماضي حينما كان التمسك بالدين يشمل كل نواحي حياة المسلم، وحتى أدق تفاصيل عمله وتعليمه وحرفته. في ذلك الوقت الذي كان المسلم يخاف الله في كل شؤونه ومعيشته. أما وقد ضعف الإيمان، وكثر المدعيّن والمنتسبين والمجاهرين وأصحاب القلوب العمياء، فهي فترة حرجة من معاناة المرض التي تمر بها الأمة والذي مهما تعمق السقم فيها فقد كتب الله لها عنده ... أن لا تموت !!
حضارتنا هي من أكثر الحضارات التي تعرضت للتشويه وجرت عليها معاول الهدم وتطاول عليها الأوغاد ، منذ مايزيد من قرن وهذه المعاول تعمل بأستمرار وتهدم كل صورة حقيقة عن الماضي، وغلق الباب بين حاضر الأمة وماضيها وسد كل طريق يحاول أو يترصد لبعث تلك الحضارة العظيمة التي قامت يوماً على أساس البنيان المادي وحسب بل وسبقت كل الأمم في قيمها الخلقية الرفيعة، وكفى بها أنها كانت موطناً لكل الديانات السماوية و الطوائف والمذاهب المتضادة ، في حين كانت البلاد الأخرى تضج بالتعصب بل وكانت تحرم حتى الأخلاف المذهبي في أوطانها.. عن أول حضارة في التاريخ ساوت بين الناس على مختلف شعوبهم وألوانهم ومنبتهم .. حضارة أساسها الأخلاق وطابعها السلام وكلمتها العدل ..
من قرأ التاريخ ودرس حضارة البلدان بعين الحقيقة سيدرك بلا شك عظمة هذه الحضارة وأسبقيتها في مجالات كثيرة أخلاقية وأنسانية وعلمية لا مناص منها.. ولا أدعي خلو تاريخنا وحضارتنا من أخطاء وفترات مظلمة كما ذكر الكاتب رحمه الله، ولكن أليس من المعيب أن نغض أبصارنا عن كل تلك الشواهد المضيئة في حضارتنا لنتعقب بعض الهفوات والأخطاء بحجج واهية..
ماذكره الكاتب في كتابه من تلك الفضائل ليست للسرد فقط ولا لكي نلهج بها كلما ضاق بنا الحال، بل لكي تكون تذكرة بأن أي حضارة يمكن أن تقوم من جديد خاصة وإن كانت مبنية على أساس أخلاقي متين مستمدة بالأساس من وحي إلهي حكيم ..
لولا أن معلومات الكتاب غير موثقة إلى مصادر لاستحق التقييم الممتاز دون تردد، فإنه كتاب باهر عظيم.. لكنه عيب قاتل .. ورغم أن الدكتور السباعي ثقة عدل عندي إلا أن هذا أمر آخر.. ورحم الله علماءنا ما كانوا يقبلون حديثا منقطعا (غير متصل السند) إلى قائله مهما كانت عدالة الراوي الذي بدأ الانقطاع من عنده.
تعريف الحضارة : نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة في انتاجه الثقافي وهي مبنية على :الموارد الحضارية ،النظم السياسية ،التقاليد الخلقية ،متابعة العلوم والفنون
أسباب انهيار الحضارة : الانحلال الخلقي والفكري، اضطراب القوانين والأنظمة ،شيوع الظلم والفقر ،انتشار التشاؤم واللامبالاة ،فقدان الموجهين والزعماء المخلصين
مميزات الحضارة الإسلامية: 1-الوحدانية في العقيدة 2-انسانية النزعة والهدف ،عالمية الأفق والرسالة 3-المبادئ الأخلاقية هي الأولى في جميع النظم والنشاطات 4-الإيمان بالعلم في أصدق أصوله والارتكاز على العقيدة 5-التسامح الديني
هناك من يقول أن الحضارة الإسلامية لاشيء أمام الحضارات الحديثة ، بل هي كذلك لسببين 1- أنها تحتوي جانبا روحيا وماديا ولا تقاس الحضارات بالتطور المادي لأن الحضارات تتطور أكثر فأكثر في هذا الجانب زمنا بعد زمن. 2-الحضارات تقارن بالأثار التي تتركها في تاريخ الإنسانية ،والحضارة الإسلامية تركت أثرا كبيرا فيما بعدها من الحضارات (معارك خالد مثلا مازالت تدرس في الجامعات والثكنات العسكرية لتعلم التكتيك الحربي العبقري)
كان للحضارة الإسلامية أثر كبير على الأمم التي بعدها في ميدان العقيدة والدين /الفلسفة والعلوم /الأدب واللغة /التشريع بالإضافة لنزعتها الإنسانية القائلة بوحدانية الأصل البشري وكلّ الناس سواسية بالإضافة للتسامح الديني وأثناء الحروب ،والرفق بالحيوان وتأسيس مؤسسات خيرية لا مثيل لها حتى في زمننا الحالي
___________________________ حين وصلت للفصل التاسع المدارس والمعاهد يليه المستشفيات والمعاهد الطبية /المكتبات توقفت عن تدوين رؤوس الأقلام وانطلقت أقرأ بنهم كل ما قيل ، ولو أنني فكرت في تدوين بعض النقاط لوجدت نفسي أدون الفصول بكل ما فيها من وصف بارع ،مذهل للتطور والرقي الذي عاشته أمة الإسلام قبل سقوط الأندلس
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها ... وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا وإن الشقي من يعادي صدورهم ... وذو الجد من لانوا إليه ومن ودوا
نقرأ تاريخهم فنفخر بصنع أيديهم ..
فيا حسرة على أجيالنا القادمة ماذا ستقرأ من حضارتنا نحن وماذا ستسميه ؟
ربما سيكون عنوان ما بنيناه أمام أعين الأجيال القادمة " النكبات أو النكسات "
كل الكتب التي تحدثنا عن ماضينا وتروي قصص أمجاد نراها اليوم مقارنة (بما نحن به) ضرب أساطير قد لا نصدق الكثير منها رغم إنها حقيقة يشهد بها العدو قبل الصديق .
في الكتاب الذي بين أيدينا اليوم يُذكرنا الدكتور والكاتب السوري مصطفى السباعي بالماضي العظيم التي تميزت به الحضارة الإسلامية على بقية الحضارات الإنسانية الأخرى وانفردت بتكامل أركانه بشكل لم تعهده بقية الحضارات فكانت الحضارة الإسلامية الممهد الرئيس لقيام العديد من الحضارات منها الحضارة الغربية وهذا مالا ينكره الغربيين أنفسهم فتجد المنصفين منهم يذكرون هذا في كتبهم ومقالاتهم ما يُعيد الفضل إلى حضارتنا وقد واحتوى الكتاب على ذكر للعديد من المقولات التي جاءت بهذا المعنى .
كنت أتمنى لو أن الكاتب رحمه الله دوم لنا في هامش الصفحة مصدر القصة دون الإكتفاء فقط بذكر المصادر في أخر الكتاب وربما أزعجني هذا الشيء لكن بعد أن نظرت فيما كتبه المؤلف بصفحات الكتاب الأولى وجدت أن مادة الكتاب بالأصل هي " أحاديث " أذاعتها إذاعة دمشق ربما هذا ما جعل الكاتب يتجاوز مسئلة إحالة القصة إلى مصدرها الأصلي . وهذا مجرد تخمين مني .
نقطة أخرى قد تطرق ذهنك خلال القراءة وهي لماذا ركز الكاتب فقط على النقاط الإيجابية في تاريخنا جوابي هو لأن موضع الكتاب موضع بناء لا هدم ، وإن الأصل في ديننا وماجاء به من تعاليم البناء لا الهدم فإن فسدت هذه الحقيقة في نفوس بعض أبناءه فهذا لا يُعيب الدين بشيء .
في النهاية كما قلت بالمقدمة الكتاب هو دعوة لإعادة النظر في قدراتنا وما نملكه من عوامل وهبنا إياها الرحمن بلا حول ولا قوة منا ، عوامل لا تنتظر منا إلا العزيمة والإصرار لصنع تلك الحضارة ...فهل نصدق مع أنفسنا حقاً ونسعى فعلاً لصنع هذه الحضارة أو إعادة المجد لها ؟ هذا مربط الفرس .
ماذا بعد القراءة ؟ لا تُبخس نفسك حقها ، فإن ظلمك لها أشد قهرًا من ظلم الأخرين لها .. (نصيحتي لي ولكم )
من امتع الكتب ياليتنا نجد هكذا كتب في عصرنا الحالي لاختلف مجتمعنا في الفصل الاول تحدث الكاتب عن خصائص البارة لحضارتنا و ان حضارتنا لعبت دورا خطيرا في تاريخ التقدم الانسان. ليحدثنا الكاتب عن الاثار الخالدة لحضارتنا و التي جمعت في خمسة ميادين: -ميدان العقيدة و الدين -ميدان الفلسفة و العلوم -ميدان اللغة و الادب -ميدان التشريع -في مفهوم الدولة و علاقة الشعب بالحكومة. لنتقبل بعد ذلك و يتحدث عن النزعة الانسانية التي تميزت بها حضارتنا عن كل الحضارات فهي من نقلت الانسانية من اجواء الحقد و الكراهيةو التفرقة الى اجواء الحب و التسامح و التعاون و التساوي امام الله,فلا يوجد عنصرية في حضاراتنا مثلما وجدت في باقي حضاراتنا. حضارتنا كانت تنفرد عن كل الحضارات بحسن المعاملة في الحرب و الرحمة بالنساء و التسامح مع المغلوبين , يكمل الكاتب روائع حضارتنا ليضرب لنا درسا في الرفق بالحيوان الذي امتازت به حضارتنا عن باقي حضارات.ليخبرنا بعد ذلك عن المؤسسات الخيرية و تنوعها في حضارتنا فهي تبعث على الاعجاب و الاكبار لما بلغته النزعة الانسانية من اثر كبير في نفوس امتنا. يمر الكاتب للحديث عن المدارس والمعاهد التي شاهدتها حضارتنا و دورها الكبير ليمر بعد ذلك للمشافي و المعاهد الطبية و المكتبات الخاصة و العامة للعواصم و المدن الكبرى,
الفصول الثلاثة الأولى شدّتني و أثارت لدي بعض الأسئلة المتعلّقة بحضارتنا و الحضارات الأخرى،أمّا الفصول الأخيرة فتحدثت عن المنشآت العلمية و الخدميّة التي أشاد بها العرب و العجم لحسن تنظيمها و إدارتها .. الكتاب ينقصه إيراد المصادر رغم أنّه تاريخيّ،هذا ما يجعله بالنسبة لي قصصياً للاستئناس في العديد من الأخبار غير المشهورة _على مضضٍ أيضاً_فقد وقفت عند بعض الأسطر التي يزيّنها الكاتب بأسلوبه و يعتبرها أمراً محموداً رغم أنّها بعيدة عن القيم الإسلامية التي تعدّ من روح الشريعة، كان بإمكانه التعليق عليها لكنه اكتفى بوضعها تحت عناوين مزخرفة..
وصلت لنقدي الشديد هذا بعد أن قرأت هكذا ظهر جيل صلاح الدين و هكذا عادت القدس،المقارنة التي أجريتها بين الكتابين جعلتني في حيرة من أمري، كم نجمة سأضع لهذا الكتاب؟! أخيراً أنقصت نجمتين الأولى لعدم وجود مصادر لكل معلومة و خبر ،و الثانية بسبب فلترة صور مدننا قديماً حتّى جَعلها مدناً طوباوية.
للأسف الشديد ماطلت كثيرا وأخرت تسجيل مقطع المراجعة حتى داهمني الوقت و أرجعت الكتاب إلى المكتبة بإقتباساته التي حددتها على كل حال الكتاب ضروري للغاية خاصة في زمن نحن فيه نعاني من أزمة هوية وشعور بالدونية الكاتب الذي لم أكن أعرفه من قبل علمنت أنه من مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ورغم أن هذا الكتاب كتب في القرن الماضي إلا أنّ أسلوبه و بيانه له سحر يأخذ القلوب تطرق الكاتب في عدة فصول مقسمة حسب الموضوع لروائع الحضارة الإسلامية ورقيها و سابقتها في الكثير من الأمور وأرى أنه قد وفّق إلى حد بعيد إلا في فصل التسامح الديني فأتجرأ لأقول لعله أخطأ في شيء من ذلك لكن عموما الكتاب أكثر من رائع و ضروري لا تفرطوا في قراءته
هذا الكتاب مقسم إلى ثلاثة عشر باب من الأبواب التي تتحدث عن مدى رقي حضارتنا ، وكيف أنها تميزت في كل شيء قبل أوقات إضمحلالها وإنهيارها
يبرهن الكاتب بكثير من القصص أن الحضارة الإسلامية سبقت في كل مجال يدعو إلى الأخلاق وإلى العلم ( في حدود المتاح ) فإذا تحدثنا عن الأخلاق الحربية وكيف كانت وصايا النبي صلى الله عليه وسلم أدركنا كم كانت أخلاقنا هي أساس كل شيء، وأننا لم نكن دعاة غزو. وإذا قارناها بما حدث في الاستعمار لعالمنا الإسلامي من خراب وتخريب أدركنا مدى رقي حضارتنا
وفي الرفق بالحيوان، منذ أربعة عشر قرن كنا سابقين ومأمورين بالرفق بالحيوان، وإذا تحدثنا عن المؤسسات الخيرية من تحرير للرق إلى الوقف الذي كان وما زال هو حجر الأساس لكل شيء خير
وإذا تحدثنا عن العلم والمدارس وجدنا السبق لنا وتكريم علمائنا وإذا تحدثنا عن الطب والمستشفيات وجدنا في كتب التاريخ ما كانت حكايا زمانها من الاهتمام بالمرضى ورعايتهم وحتى كفالتهم بعد الشفاء حتى يجدوا العمل وإذا تحدثنا عن مجالس الأدب والعلم وجدنا الخلفاء قد كرموا أهل الأدب والعلم بجزيل العطايا. وإذا تحدثنا عن العواصم فكانت لنا بغداد والأندلس وغيرها من العواصم التي كان العالم يحكي بجمالها وعلمها وكانت أوروبا غارقة حينها في الطين والحجر .
ثم إذا نظرنا نظرة سريعة على ما قاله الأستاذ محمود شاكر في كتابه رسالة في الطريق إلى ثقافتنا وما قاله الأستاذ محمود من أدلة تاريخية على ما كان من مراحل الإنهيار وأننا كنا مع الغرب، وأن عوامل النهضة كانت لدينا متفقة مع ما كانت لديهم ولكنهم استغلوا أبواب أمتنا المفتوحة لقتل العلماء وتأخير نهضتنا حتى أصبحة الفجوة كما نراها الآن
وفي النهاية أقول إن من له تاريخ نير كهذا لا بد أن يعود يومًا ما ...
كان يا مكان و ما كان كان، لكن ماذا عن الآن!!! هم كانوا و هم كانوا، لكن من هم؟ و أين مكاننا نحن؟ هم الغرب الغارق في الظلام و التخلف و الرجعية، و هم العرب الأوائل الذين أناروا العالم بالعلم، الأخلاق، الأدب، قابضين على الحضارة من كل أطرافها. و نحن من يقف يُحصي على الأول مجالات و مناحي الحياة التي كان يعيشها، و التي كانت في قصور لا ترتقي و لا تليق لعيش و حياة بني البشر، يقف يعد باعتداد ما قام به الثاني و الذي ينتسب له بالدين و الدم. نقف فقط و نردد كنا و كنا، و كأن ساهمنا ولو بنقير، فيما كان!! و نحن ليس سوى ورثة مستهترين، أضاعوا مجد مستقبل ، كان في المتناول، و يعيشون حاضر مزري على أمجاد ما قد كان. مقومات الحضارة موجود في الشريعة الإسلامية، و كما أن كتب السيرة و الإعلام تزخر بكيفية تطبيقها وبأمثلة حيه عليها، لكن نحن من عطل تلك الشريعة و تعامل مع ما جاء في السيرة النبوية و سير الصحابة والتابعين على أنها مجرد قصص تُحكى لتُحكى فقط. هذا ليس جلد للذات، بل منبه،قد يوجع قليلا، ليُحدث صحوة تعيد النور الصافي المُشرق للعالم أجمع، يُعيد نشر رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بعد إزالة ما علق بها من أكاذيب و تشوهات، لتجديد الدين داخلنا و تثبيت العقيدة قولا و فعلاً.
كتاب اختاره لنا أستاذ الثقافة العربية الإسلامية. قرأناه فتهنا بأمتنا فخرا و عرفنا بعض جوانب الرفعة و السمو التي تجلل رأس هذه الأمة المنكوبة اليوم تداركها الله. عرفنا أيضا من خلاله الأستاذ مصطفى السباعي فاستزدنا من مؤلفاته. السيرة النبوية ، دروس وعبر
كتاب خفيف فيه تذكير بمجد هذه الأمة يوم كانت سائدة على الأمم بعلمها و أخلاقها و دينها، و ضرب أمثلة لهذا التفوق في جميع الميادين كإنشاء المدارس و المستشفيات و كيفية تسييرها و عقد الملوك و الامراء لمجالس العلم و الشعر و تشجيع الادباء و الشعراء. كنا و صرنا
كتاب يتضمن فوائد كثيرة حيث يبرز من خلال أدلة و أمثلة عديدة و متنوعة روعة الحضارة العربية الإسلامية و تفوقها على حضارة الغرب في العصور الوسطى و لعل هذه الأمثلة الواقعية هي موضع الفائدة و المتعة في هذا الكتاب. النسخة التي قرأتها طبعتها دار ابن حزم و تحتوي على ٢٤٨ صفحة كما تتضمن مقدمة مملة كثيرا الى حد الإزعاج للدكتور عدنان الزرزور. الكتاب يجعلك تعتز بالحضارة العربية الإسلامية و ما كانت عليه من تقدم و قوة و فيه رد على كل من يستهين بالحضارة العربية الإسلامية اليوم و ما هي فيه من ضعف. لن أنسى وصف مشهد ذهول و ذل ملك اسبانيا المسيحية أردون بن إذفونش أمام الخليفة المستنصر و ما فعله من سجود متكرر و تقبيل ليد المستنصر... مشهد قوة و عظمة و أبهة يختزل في طياته الكثير من الكلام عن تقدم المسلمين في تلك الأيام... عموما هو كتاب يستحق إعادة قراءته مرة أخرى
كتاب رائع ... اول قراءة لى عن الحضارة الاسلامية أود لو ان كل الشباب يقرأ مثل ذلك الكتاب لأنه مكتوب بشكل سلس ومبسط بدون تعقيد سعدت بقراءته وحزنت فى نفس الوقت بسبب ضياع تلك الحضارة العظيمة لن تكون اخر قراءة عن الحضارة الاسلامية إن شاء الله
جزى الله الدكتور الداعية المجاهد مصطفى السباعي على ما خطت يداه فقد اذيع مضمون الكتاب في اواسط القرن الماضي على شكل حلقات متفرقة في الراديو، وبعدها قام بتفريغها في هذا الكتاب
كتاب خفيف يعطيك لمحةً عن ماضٍ مشرّف عظيم، تفخر به كونك مسلماً وتتحسر في نفس الوقت! اذ كيف دارت بنا الاحوال والاهوال واصبحنا في آخر الركب بعد كل هذا التقدم والازدهار....
تعرّض في الدكتور السباعي الى زوايا تاريخية مع مقارنة تميز الحضارة الاسلامية بما كانت عليه اوروبا في ذات الفترة، بل انه قارن بعض الامور التي كانت في الحضارة الاسلامية بالحضارة الغربية الى اليوم
تحدّث عن مواضيع عدة كالمؤسسات الخيرية والمكتبات والرفق بالحيوان والحرب والبنيان وما الى ذلك من معالم الحضارات وتحدّث عن نقاط الانتقال للعلوم الاسلامية في الاندلس وصقلية والحملات والصليبية وما الى ذلك من الطرق التي أخذ منها الغربيون بعض علوم ومعارف الحضارة الاسلامية.
تاريخنا بحاجة لكتب تغوص في أعماق حضارتنا أكثر من ذلك وتوضح ما كان على ارث وماضينا، لكي نجعله دافعاً مستنهضا لنا في المستقبل وعلى طريق عودة الاسلام لمجده وقيادته للأمم. رحم الله الشيخ وجزاه عنّا وعن الاسلام خيرا...
أول ٣٢ صفحة للكتاب وهي المقدمة رائعة جدًا، هوامش الدكتور عدنان لم أقرأها كلها، أما بالنسبة لباقي الكتاب فهو سلس وجميل يسرد فيه حضارة المسلمين بدأ في:
الفصل الأول : عن خصائص حضارتنا. الفصل الثاني : عن آثار حضارتنا في التاريخ، هذا الفصل المعلومات فيه معروفة لكن أسلوب مصطفى السباعي في السرد رائع جدًا، بدأ في ميدان العقيدة والدين ثم الفلسفة والعلوم ثم اللغة والأدب فالتشريع ثم مفهوم الدولة وعلاقة الشعب بالحكومة. الفصل الثالث: عن النزعة الإنسانية يحكي فيه قصص من السيرة والتاريخ. الفصل الرابع: عن المساواة العنصرية، أن ينظر للناس من غير النظر إلى ألوانهم، تحدث عن المساواة في الإسلام ثم إنتقل إلى الغرب وشتان بين هذا وذاك .. الفصل الخامس: التسامح الديني. هذا الفصل أنهيته على مضض، به الكثير من القصص التي تحتاج إلى تأكيد، قصص لأول مره أقرأ عنها ولم أسمع بها من قبل. الفصل السادس: أخلاقنا الحربية. هذا الفصل عظيم، أحببت كل سطر فيه، شعرت حقيقةً بالعزة والفخر. الفصل السابع: الرفق بالحيوان. ما كنت أتخيل كيف كانت الأقوام السابقة تتعامل مع الحيوانات، ذكر الكاتب صور الرحمة في حضارة المسلمين ثم انتقل للقدماء، لم أكن أتخيل أن الحيوان إذا أخطأ يُعاقب هو وسيده أو أسرته بالإعدام في بعض الحالات ! الفصل الثامن: المؤسسات الخيرية. حبيت هذا الفصل كثير، رغم إن أغلب المعلومات كنت أعلم بها مسبقاً إلا أن كان هناك بعض الطرائف المضحكة، كالمؤسسات الخيرية المختصة بوقف الزبادي للأولاد الذين يكسرون الزبادي وهم في طريقهم إلى البيت، فيأتون إلى هذه المؤسسة ليأخذوا زبادي جديدة بدلًا من المكسورة، ثم يرجعوا إلى أهليهم وكأنهم لم يصنعوا شيئًا. الفصل التاسع: المدارس والمعاهد العلمية. هذا الفصل وقفت فيه كثير، وتأملت حال المدارس قبل وحالها الآن، المفاهيم تغيّرت و طلاب العلم تغيّروا، حتى المعلمين الآن لم يقصدو العلم لشرفه والكمال به إلا ما ندر! الفصل العاشر: المستشفيات والمعاهد الطبية. أُعجبت بكل التفاصيل التي كتبها الكاتب، كل التفاصيل تُطبق لدينا من قبل القرن الحادي عشر الميلادي، والتي جاءت " من المبادئ التي قامت عليها حضارتنا، وجمعها بين حاجة الجسم وحاجة الروح، واعتبارها العناية بالجسم ومطالبه ضرورية لتحقيق سعادة الإنسان وإشراق روحه"، يالله عظيمة هذهِ الحضارة، كيف أهملناها ؟! المبكي أننا لا نطبق ما كان المسلمون يقومون به، و نندب حظنا، وأن الغرب أفضل منا في مجالات الطب وغيرها، باللهِ عليكم كيف نقوم وننهض ونحن من تركنا حضارتنا ومجدنا خلفنا ؟ لو نتأمل لحال التعليم لدينا اليوم، تعليم نظري وتلقينٌ بلا تطبيق !، و هدر لطاقات الشباب في علمٍ لا ينفع، أقولها والله وفي قلبي غصة وحرقة لما وصل به الحال لدينا، صدقوني لن ننهض حتى نتعلم ولن يكون التعلم جيدًا مالم تكون طريقة تدريسه صحيحة. الفصل الحادي عشر: المكتبات الخاصة والعامة. لما أقرأ هنا و أتذكر أغلب الجهود التي قامت على التأليف و الترجمة والتمحيص و و و أُحرقت أنا أنهار :** الفصل الثاني عشر: المجالس والندوات العلمية. أجمل ما قبل في هذا الفصل، إن الحاجة إلى معرفة السلاح والحرب، ثم إلى معرفة العلم والأدب، هي حاجة كل إنسان كريم يريد أن يعيش عزيزًا كريمًا. الفصل الثالث عشر: العواصم والمدن الكبرى.
أنصح كل شخص يحب أن يتعرف على حضرتنا أن يقرأه، رغم وجود بعض القصص التي أشك في صحتها في فصل التسامح الديني، وبعض القصص المكررة إلا أن باقي الفصول رائعة وبعض الروايات طريفة.
This entire review has been hidden because of spoilers.
الكتاب فيه انحرافات عقائدية لا تُعد ولا تحصى، الكاتب - كعادة حزبه الضال المُضل- يستدل بالآيات والأحاديث ويضعها بغير موضعها ويفسرها على هواه لدعم أفكاره المسمومة ما جاء الإسلام ليساوي بين المسلم والكافر في المعاملة والأحكام والقيمة! بل نحن الأعلون بالإيمان والإسلام وهذا من فضل الله عز وجل علينا.
فصل التسامح الدين صفحة 131، يقول: "التفاضل بين الناس في الحياة وعند الله بمقدار ما يُقدم أحدهم لنفسه وللناس من خير وبر: (الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعياله) (إن أكرمكُم عند الله أتقاكم)." ولا أدري ما تعريف التقوى في نظرك يا مصطفى؟ وهل الكافر عنده ذرة تقوى أصلًا؟ وهل الله عز وجل سيفضل الكافر الذي يكفر ويقدم الخير أكثر من المسلم المقصر بتقديم الخير؟ (فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ).
في ظل ما تعانيه امتنا من انهزام نفسي اتجاه سلطة الثقافة الغالبة و ما حققته من تفوق مادي يحاول هذا الكتاب أن يُذَكِر بحضارتنا السابقة ")
إن الحضارة تتوجب استعدادا مزدوجا بأن نكون متأهبين للعمل ايجابيا في العالم و الحياة ، و يجب أن نكون اخلاقيين و قادرين على أن نهب العالم و الحياة معنى حقيقيا.. يقول أشفيتسر إننا نستطيع أن نُعَرّف الحضارة بإنها التقدم الروحي و المادي للأفراد و الجماهير على السواء و أول مقوماتها انها تقلل الاعباء المفروضة على الافراد و الجماهير و الناشئة من الكفاح للوجود و ان كمال الافراد روحيا و اخلاقيا هو الغاية القصوى من الحضارة .. يتناول الكاتب حضارتنا من ناحيتين حينما نشأت وحينما تأثر بها العالم الاخر نتيحة الحروب الصليبية و من ثم المسلمين في صقلية و جنوب ايطاليا
حسنا ماهي خصائص حضارتنا - تقوم على اساس الوحدانية المطلقة - انها انسانية النزعة ، عالمية الأفق - جعلت للمبادئ و الاخلاق المقام الاول - تؤمن بالعلم في أصدق أصوله - التسامح الديني
أثار حضارتنا في ميدان العقيدة و الدين و العلوم و الآداب هنا يقول الكاتب الاسباني ( الغارو) : إن أرباب الفطنة و التذوق سحرهم رنين الأدب العربي فاحتقروا اللاتينية ..!
و يناقش كيف تعامل المسلمون في حروبهم ؟ مفهوم التسامح الديني لدينا و النزعة الانسانية
مستشفيات ، تعليم، مدارس ، مساجد و عواصم وكل ما يخص تلك الحقبة.
ماهي عوامل انهيار اي حضارة ؟ - الانحلال الخلقي و الفكري - اضطراب القوانين و الانظمة - شيوع الظلم و الفقر - انتشار التشاؤم و اللامبالاة ! - فقدان الزعماء المخلصين لعلها نقاط تمثلنا اليوم و ما وصلنا إليه !!
تأخرت كثيراً على قراءة الكتاب كما أنني لم أنسى الإنطباع الذي أعتقدته عند إختياري له ،ظننت أنه سيكون عاديّاً كبقية الكتب التي تناولت الموضوع ومللت منها . بدأ الكتاب بمقدمة رائعة عنه وكيف أن الحضارة الإسلامية إنسانية وماميّزها عن غيرها من الحضارات ثم فصل "خصائص حضارتنا"وهي " 1-أنها قامت على أساس الوحدانية المُطلقة في العقيدة "إياك نعيد وإياك نستعين" 2-أنها إنسانية الهدف والنزعة 3-انها جعلت المبادىء الأخلاقية المحل الأول في كل نظمها ومختلف ميادين نشاطها 4-أنها تؤمن بالعلم فهي خاطبت العقل والقلب معاً
ثم تابعه فصل آثار حضارتنا في التاريخ والنزعة الإنسانية والمُساواة العنصرية "وقد تكلم وشرح المؤلف وإستفاض وضرب الأمثلة كثيراً في هذا الأمر "وكان الإسلام ساوى بين الناس ونزل للناس كافة .أمّا بالنسبة للتسامح الديني فضُرِبت الأمثال كثيراً كيف كان المسلمون والمسيحيون يصلون في نفس المسجد وكل منهم في زاوية ،وكيف سيدة مسيحية أشتكت إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما تهدم منزلها وقد أمر بإعادة بناءه ،وكيف كان المسيحيون يقيمون الشعائر في الشوارع ساعة الإحتفالات بالأعياد في ظل حكم المسلمين .وبيّن التفرقة بين معاملة الصليبيون للمسيحيين وبين معاملة المسلمين لهم وبشهادتهم مما يُبين النزعة الإنسانية وطريقة تعاملهم في الحروب . أمّا فصل "الرفق الحيوان"فبيّن الكاتب أن الحضارة الإسلامية هي الوحيدة التي أمرت بالرفق بالحيوان وذكر الحديث المعروف عن المرأه التي حبست الهِره والرجل الذي سقى الكلب ،وحديث آخر عن التلهي بالطير في الصيد "من قتل عصفوراً عبثاً عج إلى الله يوم القيامة يقول :يارب إن فلاناً قتلني عبثاً ولم يقتلني منفعة .وأيضاً إتخاذه هدفاً لتعليم الإصابة"فقد لعن رسول الله من إتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً،ونهى الرسول الكريم عن التحريش بين الحيوانات ووسمها في وجوهها بالكي والنار .وكيف كان الفرس قديماً يُؤذون الحيوانات بقطع أطرافها إذا أحدثت أذى بصاحبها . ثم تكلم الكاتب عن الحضارة بأسمى ظهورها وشكلها من خلال "المدارس والمكتبات والمجالس والندوات العلمية والعواصم والمدن الكبرى "ومن الطبع اللاتي إشتهرن آنذاك "القاهرة وبغداد ودمشق والأندلس"
أعتقد أنه لابد أن يقرأه العرب أو المسلمين المتشككين في حضارتنا وذكر الفضل للغرب ،فالحضارة الإسلامية أعطت وساهمت في مجالات عِدة وأتمنى أن يرى الناقمين عليها الحقيقة .
كتاب جميل جداً وممتع بحق... ومدهش أيضاً في كثير من أبوابه، الدهشة لا تكمن في الحديث عن تفوق الحضارة العربية في ظل الإسلام فهذا نعرفه، لكنّها تكمن في المقارنة مع الانحطاط الموازي له في أوربا آنذاك.. تحدث الكاتب عن مجالات كثيرة مثل التفوق العلمي والعمراني وفي مجال المشافي والمكتبات والأعمال الوقفية الخيرية وغيرها الكثير مما ينعش في نفس الإنسان كبرياءه وعزة نفسه التي طغت عليها سلطة الثقافة الغالبة حالياً!!