Tamim Al-Barghouti (Arabic: تميم البرغوثي, born 1977, Cairo) is a Palestinian poet and political scientist,Al Barghouti writes poetry in Standard Arabic as well as the Palestinian, Egyptian and Iraqi colloquial dialects. He obtained a B.A. in Political Science at Cairo University in 1999, and specialized in International Relations at the American University in Cairo, from which he graduated in 2001. He received a PhD in political science from Boston University in 2004, and became an assistant professor at the American University in Cairo in 2005. During 2003 and 2004, he wrote a weekly column in the Lebanese Daily Star newspaper on colonialism and Arab history and identity.
شاعر فلسطيني، اشتُهر في العالم العربي بقصائده التي تتناول قضايا الأمة، وكان أول ظهور جماهيري له في برنامج أمير الشعراء على تلفزيون أبو ظبي، حيث ألقى قصيدة في القدس التي لاقت إعجابا جماهيريًا كبيراً واستحسان المهتمين والمتخصصين في الأدب العربي ولد بالقاهرة، عام 1977 لوالده مريد البرغوثي و والدته رضوى عاشور حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2004 ،عمل أستاذاً مساعداً للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحاضراً بجامعة برلين الحرة، كما عمل بقسم الشؤون السياسية بالأمانة العامة للأمم المتحدة بنيو يورك، وبعثة الأمم المتحدة بالسودان، وباحثاً في العلوم السياسية بمعهد برلين للدراسات المتقدمة وهو يعمل حالياً أستاذاً مساعداً للعلوم السياسية في جامعة جورجتاون بواشنطن،له كتابان في العلوم السياسية: الأول باللغة العربية بعنوان: الوطنية الأليفة: الوفد وبناء الدولة الوطنية في ظل الاستعمار صدر عن دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، عام 2007، والثاني بالإنجليزية The Umma and the Dawla: the Nation state and the Arab Middle East عن مفهومي الأمة والدولة في العالم العربي صدر عن دار بلوتو للنشر بلندن، عام 2008 له خمسة دواوين مطبوعة هي:
ميجنا، عن بيت الشعر الفلسطيني برام الله عام 1999 وهو ديوان منشور باللهجة الفلسطينية المنظر، عن دار الشروق بالقاهرة عام 2002 وهو ديوان منشور باللهجة المصرية قالوا لي بتحب مصر قلت مش عارف، عن دار الشروق بالقاهرة عام 2005 وهو ديوان منشور باللهجة المصرية مقام عراق، عن دار أطلس للنشر بالقاهرة عام 2005 وهو ديوان منشور بالعربية الفصحى في القدس، عن دار الشروق بالقاهرة عام 2009 وهو ديوان منشور بالعربية الفصحى ازدادت شهرته إثر اشتراكه في برنامج أمير الشعراء الذي أذيع على تلفزيون أبو ظبي مؤخرا،عرف بحضور القدس الدائم في شعره وانتصاره لقضية شعبه، ومن قصائده التي اشتهرت بشكل واسع قصيدة في القدس إضافة إلى عدد من القصائد الأخرى منها:
أمر طبيعي الجليل جداتنا ستون عاما ما بكم من خجل كانت قصيدة في القدس هي الأوفر حظا من حيث الاهتمام على الصعيد النقدي والأ
كتاب عبقري ربط كل الوقائع التي حدثت في العراق معا الى غزو امريكا . تحدث عن الالهة وعن الاسلام وعن موقعة كربلاء وعما حدث في المتاحف عند الغزو
لا بد ان اقول بأن البرغوثي عبقري جدًا وقارئ نهم ليستطيع ان يكتب قصيدة في كتاب كامل عن بلد لم اعرف اذا كان يعيش فيه.
اقتباسات: حي المآذن تحت القصف اشتغل الشعر أنتِ وباقي الشعر منتحل أنت رسول خلت من قبله الرسل لكن اهلك صمّوا عنك او جهلوا فلا يرون الضحى والشمس تنتصف حي المآذن تحت القصف تنتصب حتى الطيور التي من حولها عرب تطمئن الاهل حين يجتاحها اللهب أنا بخير فلا خوف ولا رهب ما زلت أُقصفُ لكن لستُ انقصفُ كفّوا لسان المراقب أنها ترف
القصيدة غيرت إحساسي بالعراق بشكل لا يصدق، فالعراق ارتبطت فى عقلى الباطن بغزو الكويت و دائما ما كنت أشعر بلا مبالاة تجاه ضرب أمريكا لها، لكن بعد قراءتى القصيدة الرائعة شعرت بمدى العار الذى لحق بى و بكل عربى على سكوتنا على غزو العراق قصيدة أكثر من رائعة، لم أستطع أن أتوقف عن قرائتها حتى انتهيت من صفحاتها ال 79 إبداع آخر للشاعر الذكى تميم البرغوثي الذى كما يخاطب القلب بشعره، يخاطب العقل أيضا
"كُفُّوا لسان المراثي إنها ترف" يبدأ البرغوثي كلامه بطلب الكف عن المراثي لأنها ترف فلا مصيبة أعظم من مصيبة (العراق).. لستُ صديقًا للشعر العربي الحديث المتحرر من الوزن والقافية إلا أن الكتاب جميل يصور فيه البرغوثي الوقائع التاريخية العراقية، ويدغدغ بكلماته المشاعر، فبدأ في الفصل الأول بتسجيد شخصية (الهلال) والذي يحكي ما شهده.. ثم في الفصل الثاني يستحضر شخصية الشاعر (أبو الطيب المتنبي) ويتعجب منه كيف أنه سمح للتاريخ الازم أبياته معانٍ لم تكن فيها.. بالإضافة لذلك استحضر العديد من الشخصيات التي من خلالها سطر أحوال البلاد والعباد، كشخصية الشاعر (بشار بن برد)، وشخصية (ابن منظور) بالإضافة لذلك استخدم العديد من الرمزيات التي أضافت للكتاب كرمزية النخلة والشمس والعنزة وغيرها
أنجمته بخمس وقليل عليه ولوكان هناك المزيد لزدته لما يحويه من عاطفة عكفة بين سطوره وما أجمل تشبيه الشمس بين حنايا الكلمات ووجود الهلال بين الاحرف والعبارات. وضع تأريخ العراق المؤلم فأصبحت الكلمات آهات ولجت القلوب وخصوصا حينما ربطها بكربلاء الحسين وآهات زينب فأصبح الالم واضحا جليا.
قصيدة مقام عراق المقسمة لستة مقاطع هي شهادات في مجلس تعزية أدلى بها الهلال ثم المتنبي ثم طائفة الحدادين المكفوفين وبشار بن برد ثم النخل ثم العنزة التي عثرت بالعراق والتي ستمر على الآلهة آنو وانليل في المتحف وعلى الحلاج مصلوبا في المكتبة ثم المحرم راحلا لتنتهي القصيدة بالمقطع السابع باللغة الدارجة العراقية.
أجمل المقاطع كان مقطع حوار انو وإنليل ومقطع الحلاج
القصيدة متاحة pdf لكن إذا بتحب إلقاء تميم وروحه فممكن تسمعها من هنا بصوته مجمعة ببعض الفروق عن النسخة المطبوعة:
"هذِي المصـيبةُ لا يرقى الحِـدادُ لها لا كـربلاءُ رَأَتْ هـذا ولا النَّجَـفُ"
الهلال
"قال الهلالْ أنا الاحتمالْ أنا الزَّعمُ أن اللإضاءةَ في الليلِ ممكنةٌ دونَ أن تظلمَ النارُ زيتاً ودونَ افتخارِ الدُّخَانِ بلا وَجْهِ حَقٍّ على العالمينْ"
المتنبي
"هل رَأَيْتَ وقفةَ الجنديِّ يطلبُ مُرَتَّبَهُ من عَدُوِّهِ ثمَّ لا يُعطِيه، هل رَأَيْتَ بَعْدَ ذلكَ استشهادَه؟ أكنت تعلمُ بهذا الوَيلِ المتْقَن، والقتل العُموميّْ؟ والطائراتُ تُعيدُ تعريفَ السماءِ لنا، والخطوطُ الحُمْرُ تعيدُ تعريفَ الأرضْ جَعَلَتِ الخريطةَ عجوزاً متصابيةً طاعنةً في ألوانِها الاصطناعيَّةْ أيُّ عدوانٍ على جَدَّتِكَ الوَقُورِ أَشَدُّ من أن يُلَوِّنَ لها صِبْيَةُ الحَيِّ وَجْهَهَا بهذه الحدودِ الدَّوليَّة!"
بشار بن برد
"عَنِّي خُذُوها وقُولُوا قَالَ بَشَّارُ لا تدَّعُوا العجزَ ما في العجزِ أعذارُ تَعَمُّدُ المَــرءِ للنسيانِ تِذْكارُ وبعضُ من حَزِنُوا في حُزْنِهـم عارُ والحزن كالذنب بالإخفاءِ يَنْكَشِفُ"
العنزة
" آنو: نحن لا شيئ، والعنزةُ شيء، محقةٌ العنزةُ في رفضِ أخينا وزميلِنا الأُستاذ، العنزُ أرفعُ منَّا مقاماً، نحنُ الظنُّ، نحن الكلام، نحن اللغة، لا شيئ سوى اللغةِ، أتنطحُ اللغة؟ هل ترى إذا جَعَلْتَ اللغةَ في حقلٍ من الشعيرِ والبرسيم، أينقصُ البرسيمُ شيئاً؟ خبرني إنليل، هل منعتَ فيضاناً عن عبيدِك؟ هل سقيتهم ماءً حين استسقَوك؟ هل نصرتهم على عدوٍّ دهمهم؟ هل خلقتَ الحُبَّ في قلبِ معشوقةِ شاعرٍ قتلَ نفسَهُ لأنها تحبُّ زبَّالاً عوضاً عنه؟ خبرني إنليل، هل فَعَلْتَ إلا أن وزَّعتَ الأسماءَ كالقهوةِ في المآتمِ والحلوى في الأعراس؟ أسميتَ الفيضانَ غضباً، والقحطَ حرباً بينك وبيني، وعزوفَ المرأةِ ذنباً تُحْرَقُ من أَجْلِهِ على مذبحِك، وموتَ الشاعرِ استشهاداً يكونُ لأجلِهِ قبرُهُ معبداً لك. أنتَ تُوَزِّعُ الأسماءَ يا إنليل، نحنُ أسماءُ نوزِّعُ أسماءَ ولولا الأسماءِ لَصِرْنا تماثيلَ من حَجَرٍ عاطلةً عن العملِ يا إنليل. والعنزةُ عنزة، سمِّها بَبَّغاءَ، قرداً، بحراً، غضباً، سحراً، أزمةً، قرباناً، فواللهِ ما تُغَيِّرُ نَغْمَةً من ثُغَاءِها، ولا حَرَكَةَ فَكَّيها إذْ تَمْضُغُ العَشْبَ ولا نَتَنَ رِيحِها، ولا غُلْمَتَها للكِباش، ولا طَعْمَ لَبَنِها، العنزةُ عنزةٌ وسمَّها ما شِئْت. العنزةُ أكبرُ مِنَّا مَقَاماً.
إنليل: أنتَ إلهٌ لا يَعرِفُ ما يقول، إن نَكُنْ خَيالاً فلسنا هراءً ولا هذيانا، وإن نكن مجازاً فلسنا كذباً ولا بهتانا، فَكَِّرْ في الكُهَّان، إن كانوا سَحَرَةً أم أَطِبَّاءَ، واللهِ لايعالجونَ الناسَ إلا بأسمائنا، فإن لم يقدِرُوا على شفاءِهم فَبِنا يجعلونَ الداءَ محتملاً والعيشَ ممكناً ولو إلى حِين، ماذا يصنعونَ بدونِنا، ما تَصْنَعُ امرأةٌ تؤمنُ أنَّ ابنَها ذا السنواتِ العشرِ والذي لن يَكْبُرَ ابداً أصبحَ نخلةً في فناءِ معبدِك، ما يَصْنَعُ الرجالُ الذينَ حاربوا وانهزموا وما عاشوا إلا لتنصرَهم في الجولةِ القادمة، ما يَصْنَعُ الذينَ حاربوا وانتصروا وما حاربوا إلا في سبيلِك، ما يَصْنَعُ المحاصرونَ إذا انسدَّتْ كلُّ الطُّرُقِ إلى مَدِينَتِهم إلا تلكَ التي تؤدِّيهم إلى النُّجوم، اصْبر يا أخي إن للعالمِ حقاً عَلَيْك...
آنو: وفيمَ الصبرُ وعَلامَ!! هذه كلُّها جرائم، أخوكَ الآخرُ يلاحقُها في الزرائب، لا غروَ إنَّهُ إلهُ الحِكْمَة، أتريد أن يرمِيَنا الناسُ بالحجارة. تعالَ نَكْنْ عَنْزاً...عسى أن يغفرَ لنا عبيدُنا ما صَنَعْنَا بهم
إنليل: وكيفَ نكونُ عنزاً...أنقدر؟.
آنو: ألم أقل لك؟ لا نقدرُ على شيء. يا إنليل، هل أنتَ قادرٌ أن تكون؟...
إنليل: قادرٌ أن أكونَ إلهاً.
آنو: ليس عن هذا سألتك، هل أنت قادرٌ أن تكون...عنزة
أنليل: عنزة!
آنو: نعم عنزة، أتقدر أن تكون عنزة؟ أتقدر أن تكون أسداً، بقرةً، حماراً، بَكَرَةً على بئرٍ، قفلاً، مفتاحاً، حذاءاً، يا إنليل، هل أنتَ قادرٌ أن تكون؟ أجب"
الحلاج
"لا يكون الذنب ذنباً إلا إذا تبرَّأَ منه مرتكبُه، فإن أحبه واعتقده صار قولاً له ورسالةً منه، وما نبيُّ قَومٍ ورسولهم إلا مجرماً عندهم، كانوا مؤمنين قبل أن يَتَنَبَّأْ، فلمَّا جاءَه الوحيُ انقلبوا في التاريخ كُفَّاراً، ألا تراه أوجعهم بها، ألا تراهم جرَّمُوه عليها، لكنه أحبَّ جريمته تلك، حُبُّهُ لهم جَرِيمَتُهُ في حقهم وإن أهداههم خَيْرَ الدارين، وجَرِيمَتُهُ في حقهم حُبُّهُ لهم وإن سفك دماءهم، أَحْبِبْ جريمتَكَ يا أخي تَفُزْ بها والحقُّ حقٌّ على الوَجْهَيْنْ؛"
كُفُّوا لسان المراثي إنها تَرَفُ عن سائر الموتِ هذا الموتُ يختلفُ وضَمّدُوا النخل سَبْعاً إنه زمنٌ للحرب لا السّلْمِ فِيهِ يُرْفَعُ السَّعَفُ ضَلَّ الكَلامُ وضَلَّ المهتدون به إن الصفاتِ خِياناتٌ لما تَصِفُ المرءُ سِرٌّ وَوَجْهُ الْمَرْءِ يَكتُمُهُ تحتارُ هَلْ عرفوا أم بَعْدُ ما عرفوا تُخْبِرُهم فَتَرى في صمتهم خَدَراً كالشيخ عَزَّاهُ عَن قَتْلِ ابْنِهِ الخَرَفُ إن يصبروا لا تُصَدِّقْ أَنهم صَبَرُوا أو يضعفوا لا تُصَدِّقْ أَنهم ضَعُفُوا
حي المآذنَ تحتَ القصفِ تَبتَهِلُ الشعرُ أنتِ وباقي الشعرِ مُنتَحَلُ أنتِ رسولٌ خَلَت من قَبلِهِ الرسُلُ لكنَّ أهلَكِ صَموا عَنكِ أو جَهِلُوا فَلا يَرَونَ الضحَى والشَّمسُ تَنتَصِفُ حَيِ المآذن تحتَ القصفِ تَنتَصِبُ حَتىَّ الطيورُ التي من حَولِها عَرَبُ تُطَمئِنُ الأهلَ إ ذ يجتاحُها اللَهِب أنا بخيرٍ فلا خوفٌ ولا رَهَبُ ما زِلتُ أُ قصَفُ لكن لستُ أ نقَصِف كُفوا لسانَ المراثي إنها تَرَفُ تصف مقام عراق عن الحروب التي اقامت في العراق من عهد النبوه الى دخول امريكا للعراق كما استعان الشاعر بالهلال و الليل و الشعراء و التاريخ بالامل و الاحتمال و جور التاريخ على قتل صفات الشعراء في امن العراق
-هل مات من احدِ ام لم يمت احدُ أم انهم كلهم موتى وماعرفوا -
#بليل طويل الهموم بطىء النجوم كثير الوسواس . #انا الامل المستغل الذي دائماً يطلب المستحيل . # الموت محتمل ضيفاً به ثقلُ، كذا قيامي بعد الموا محتمل . # ارى العراق طويل الليل مذ نُعيت ، فكيف ليلى فتى في حلب . # حي المأذن تحت القصف تبتهل . # هل يقتل اليأس ام هل يقتل الأمل . # ويح الفتى ، اذا اطاع قلبه ، جر عليه قتله وصلبه .
استدعاء الشخصيّات التراثية في شعر تميم البرغوثي ديوان مقام عراق أنموذجاً
العلاقة بقدر کبير من الاستيعاب والفهم الواعي؛ وهو ما جعل من التراث کائناً حيّاً نابضاً بکل ألوان الحياة في وجدانهم وخاطرهم، ومن ثمّ کان التراث أحد المصادر الأساسيّة التي نهلوا من ينابعه، بما أضفى على تجاربهم ثراءً وتنوعاً. ومن الشعراء الَذين جنحوا إلى استدعاء الشخصيّات التراثيّة ووظَفوها ضمن سياقاتهم الشعريّة الشاعر تميم البرغوثي. اختار البحث شعر تميم البرغوثي ليعبّر عن طبيعة تعامل الشاعر مع تراثه وکيفيّة توظيفه لمعطيات هذا التراث، والهدف من هذه الدّراسة الّتي اعتمدت على المنهج الوصفيّ- التحليليّ، هو دراسة الشخصيّات التراثيّة الّتي استمدها الشاعر من التراث، والتعبير عمّا تحمله هذه الشخصيّات من رموز في تصوير حادثة الغزو الأمريکي للعراق. من النماذج الجيّدة في هذا المجال ديوان مقام عراق التي استخدم فيها رموزاً مستمدّة من التراث العربي؛ للإيحاء من خلالها بأکثر أبعاد رؤيته الشعرية، وهنا يتوالد التفاعل بين المدلول التراثي للرمز والمدلول المعاصر له. ظهر لنا من خلال هذا البحث أنّ أبرز الشّخصيّات والرموز الّتي قام الشاعر بتوظيفها هي الرموز الشعريّة مثل المتنبي وبشاربن برد والفرزدق والحلاج والرموز الدينية مثل النبي (ص) والإمام الحسين(ع) وهي رموز تمتاز بعمق الرّؤية وشمولها بما يخدم تجربته المعاصرة التي تبحث في طيّات تاريخها العربي عن عصره الذي يراه مغايراً لإشراق تلک العصور وزهوّها.
فعلًا كما وصفهُ أحد أعضاء لجنة التحكيم ، شرارةً من حريقٍ تحقَّق شعراً ، النشوة التي أشعر بها عندما أسمع هذه القصيدة بأسلوبه و بصوته قلَّما تتحقَّق وسطَ زحام شعراء و أدباء الشاشات و مواقع التواصل الإجتماعية , موهبة و عراقة تقطرُ من كل كلمة يتفوَّه بها ..
كُفُّوا لسانَ المراثيْ إنها ترَفُ ... عن سائرِ الموتِ هذا الموتُ يختَلفُ يا مَنْ تصيحونَ يا ويليْ و يا لَهَفي .... و اللهِ لم يأتِ بعدُ الويلُ و اللهفُ ضلَّ الكلامُ و ضلَّ المهتدونَ بهِ ... إنَّ الصفاتِ خياناتٌ لما تصِفُ و المرءُ سرٌّ و وجهُ المرءِ يكتمهُ .... تحتارُ هل عرِفوا أمْ بعدُ ما عَرُفوا تخبرهم فترى في صمتهم خدراً .... كالشيخِ عزَّاه عن موتِ ابنه الخرفُ إنْ يصبروا لا تصدق أنَّهم صَبروا ... أو يضعُفوا لا تصدّق أنهم ضَعُفوا أُنظرْ إليهم ... أقاموا الليلَ في شُغُلٍ .. تحتَ هلالٍ لغيرِ الخوفِ يرتجفُ يضمِّدون نخيلَ الله في زمنٍ .... للحربِ لا السلمِ فيه يُرفعُ السعَفُ تعانقَ الموتُ فيهمْ و الحياةُ كما ... تعانقتْ في الحروفِ اللامُ و الألفُ يا هلالْ ... يا إبتسامةَ ليلٍ عليلٍ يجاملُ أمثالَنا الزائرين ... يا إستدارةَ نون بخطّ ابنِ مقلةَ ... يُقسمُ قارؤها أنَّها النونُ في قولِ ربِّكَ كُنْ ..
يا جليلَ النحولْ ... يا خفيَّ الكمالْ ... يا رَفيقَ الرِفاقِ إليكَ السؤالْ : هل سألتَ و أنت تَعُدُّ خُطانا منَ الهجرةِ النبويَّة حتى احتلالِ العراقْ .. هل رفقتَ بنا يا رفيقَ الرفاقْ ؟ فقال الهلالْ : أنا الحتمالْ ... أنا الزَعمُ أنَّ الإضاءةَ في الليلِ ممكنةً دونَ أن تظلم النارُ زيتاً و دونَ افتخارِ الدخانِ بلا وجهِ حقٍ على العالمينْ أنا الليلُ حينَ يخالفُ فطرتهُ و يضيءْ ... أنا الإحتمالُ الضئيلْ ... أقول لكم إن شمساً و إنْ فارقتْ ما تزالُ هنا في زوايا السماءِ و وجهي عليها الدليلْ ... أنا الإحتمالُ الخفيفُ الثقيلْ أنا كلَّما أضعفَ اللهُ ضوئيَ طالبتكمْ أن تروني أكثرَ ... هاتوا مناظيرَكم و إستعدُّوا ... أنا الأملُ المستغلُّ الذي دائماً يطلبُ المستحيلْ قالَ الهلالُ ينادي كُلَّ من قُتِلوا .. الموت محتملٌ ضيفاً به ثِقَلُ ... كذا قياميَ بعدَ الموتِ محتملُ يا قائميْ الليلْ لا خوفٌ و لا وَجَلُ ... أنا لَكمْ ولدٌ إن شئتُ أو سَلفُ قال الهلال : أنا المولى .. أنا المولى .... يا أهلَ ودّي أنا مولى دمِ القتلىْ تحت القنابلِ أتلو سورةَ الأعلى ... و لنْ تَرُدَّ المنايا سورةٌ تُتلى لكن نموتُ و في أسماعِنا شرَفُ ..... حيّيْ المآذنَ تحتَ القصفِ تنتصبُ حتَّى الطيورَ التي من حَولِها عرَبُ .... تطمئنُ الأهلُ إذْ يجتاحَها اللهبُ أنا بخيرٍ فلا خوفٌ و لا رَهَبُ .... ما زلتُ أقصفُ لكنْ لستُ أنقَصفُ
في أول جزء من الديوان الذي يحتوى على تلك القصيدة فقط كانت القصيدة قوية جدا و ظننت أننى سأحصل على درة من درر الشعر العربي لكنه ما لبث أن تحول للنثر و عاد للشعر و هذا من أسلوب تميم الشعري الذي خالف فيه المقامات و هذا مقبول منه فإنه أسلوبه و لكن ما تعمقت في الكتاب إلا وجدته يتهكم على سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه و ذلك للخلاف المشهور مع سيدنا على _كرم الله وجهه و رضى عنه - و ليتك سكت يا تميم كما سكت العلماء من قبل فإن فضائل الصحابة بحر تغوص فيه أخطائهم و لكنكم تنظرون إلى أخطائهم تحت المجهر و تغضون الطرف عن فضائلهم
فيا ذاكر الأصحاب كن متأدبا و اعرف عظيم منازل الأصحاب و ما يلبث تميم يشنع ما فعل التتار من قبل في العراق ثم ما فعل الأمريكان ثم يشبه هذا بما فعله بني أمية ثم ذكر آل البيت رضى الله عنهم أجمعين و غفر الله لبني أمية ما فعلوا " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت" فما لنا وما لهم الآن فإن ذكر أحد الصحابة بسوء يسوءنا و أيا كان الصحابي هذا فوجدتني خرجت من طور الإستمتاع الشعري إلي طور الضيق و الرد و كأني أقرأ كتابا شيعيا و ما زال الأمر كذلك و مما رابني أيضا في كتابه هو استخدامه هذا الشطر " و ليس عليه لوم إذا كفرا " كيف لا لوم عليه ؟؟ بل هو ملوم طبعا و يستحق الخزى فما لمّ بنا قد لّم بالقوم مثله و أكثر منه و تلك الأيام يداولها الله بين الناس
تميم برغوثي يرثي العراق .. بأجمل ما رثي به يوما لغة جميلة جزلة وعبقرية شعرية فذة . ملم أيما المام بتاريخنا وآدبنا ��حتى دارمياتنا الشعبية ... تميم يعرف العراق جيدا كما لم يعرفه ابناء بلده من الشعراء فيرثيه دما وشعرا . ويقول وهو يرثيه " عِراقِيَّةٌ لَهْجَةُ الحُزْنِ أَصْلاً " فما اكثر من ذاك ! راقني جدا إقتباساته من تراثنا الشعبي فهو بذاك يشعرك بأنه اقرب لقلبك وابن الدار وربيب اهلها أَنَاْ سْلِيمَانْ وَاحْبَابِي بَلاقِيسْ عَشَرْ أَذْرُعْ جَدَايِلْهِنْ بَلا قِيسْ إلهي بْوَاحِدَةْ مِنْهِنْ بَلا "قيسْ" وَاْنَا رَبِّي بَلانِي بِالبَقِيَّةْ ...
ويختم بأجمل التفاتة اذا يقول فَجْأَةً، وَقَفَتْ زَيْنَبٌ في السُرَادِقِ حَاسِرَةً، وجَمِيعُ بَنِي آدَمٍ يَنْظُرُونْ وَقَالَتْ لهم أَنَاْ زَيْنَبُ بنتُ عَلِيٍّ أسائلُكُم أيُّها النادِبونْ أينَ صَاحِبُ هذا العزاءْ إذا كان كُلُّ الرجال هنا والنساءْ فعَلَى منْ، عَلَى مَنْ، يكونُ البُكاءْ؟
أّبحثُ عن قبرِ من نبكي فلا أَجِدُ فالشُّهَداءُ جميعاً هاهُنا وَفَــدُوا حَتَّى الحُسَيْنُ يُعَزِّيهِم بِمَنْ فَقَدُوا هل ماتَ من أَحَدٍ أم لم يمت أَحَدُ أم أنهم كلَّهم مَوْتَى وما عَرَفُوا كُفُّوا لسانَ المراثي إنها تَرَفُ
لقد نكأت جرحاً تغاضينا عنه كثيراً يا تميم ، مقامُ عراق أهو مقامُ ناظم الغزّالي نطربُ عليه وندوسُ أحزاننا ، أم هو المقامة البغدادية لأبي الفضل بديع الزمان الهمذاني نضحكُ عليها كثيراً فُنخفي تلك الدموع التي انسكبت منذ 13 عاماً ولا زالت ، ويحَ العراقُ حسينٌ متجسدٌ والدهرُ بني أمية ، والأيام قُلب و والله لا يصفُ الحال إلا بيتُ أبي البقاء الرندي في رثاء الأندلس:- دَهى الجزيرةَ أمرٌ لا عزاءَ لهُ .. هوى لهُ أحدٌ وانهدَ ثهلانُ ، وقد وصفَهُ البرغوثي في قصيدة ثانية بقوله :- إذا ما أضعنا شامها وعراقها فتلكَ إلى البيتِ الحرامِ مداخِله ، في هذا الديوان يخرجُ تميم من عاشوا على أرض العراق ، أبي منصور الحلاج ، البابليين ، العباسيين ليرثي لهم أختَ هارون وبلاد الرافدين.
لا تدعوا العجز ما في العجز أعذار تعمد المرء للنسان تذكار وبعض من حزنوا في حزنهم عار والعار في الناس بالإخفاء ينكشف لا تدعوا العجز فالأعمى له بصر والريح مجتاحة يجتاحها الشجر كما تكسره فالريح تنكسر لا يعذر الموت من يأتيه يعتذر وقوة السيف فاعلم أصلها رهف كفوا لسان المراثي إنها ترف عن سائر الموت هذا الموت يختلف
الديوان أكثر من رائع على الألم الذي يسببه بجرنا راغمين إلى واقعٍ مؤلم نفتح فيه أعيننا على سماءٍ رمادية و أهلٍ مكلومين مخضبين بالأحمر، و يبين في مقدمته حق العراق علينا بأننا نتكلم بالعربية و نرفع الفاعل و ننصب المفعول، و يذكرنا بالذي علينا و لم نؤدِّه. و يركز على الحنين كذلك... الحنين الذي يتكلمه أبو الطيب ابن برد و النخل الباسق. و نهاية الديوان بالأبوذية لفتة مميزة من الشاعر بالعامية تضيف لك جديدًا عن أشكال المواويل الشعبية بالعراق. أما النهاية بالتخميس فأعطت الختام موسيقى اصة بهذا النمط من الكتابة الشعرية. و كان من الملفت كذلك اتنقل السلس بين الأشكال المختلفة.
انزلت الكتاب من النت ولكني حرتُ في امره أهو نفس الكتاب ام غيره لأن العنوان لم يكن ظاهرا على الصفحة الاولى وكانت قصائده تتنفس آلام فلسطين والامة الاسلامية والعربية .. ولكن ما هو انطباعي عن الكتاب الذي قرأته ؟ كانت رحلةً مجانيةً الا من لهيب المشاعر .. تألمت واستمعت كثيراً وانا اطير بين سبع سماواتها .. .. ها انا ازداد ثقةً بالشاعر تميم البرغوثي
إعادة اكتشاف لتميم بالنسبة لي كشاعر. يصف غزو العراق كما يجب أن يوصف فمن وقتها وقد تغير عالمي وكل ما حوالي وكل ما تخيلته يوما وطنا عربيا. تلك القصيدة هي عزاء للاحساس الدائم بأن العرق لا بواكي لها، أشعر دائما أننا لم ننصف العراق وأهلها حتى في حزننا عليها وعليهم. أن تشعر ببلاغة العربية بشكل لا يوصف. صعب القراءة أو أنه يتطلب الدقة أثناء القراءة في معظم الأحيان.
مراجعة الكتاب: "كُفّوا لسـانَ المراثـي إنها تَـرَفُ" . تميم البرغوثي يرثي العراق بشعرٍ فاق حدود الوصف، بجمال كلمات وأبيات ننتقل فيها عبر التاريخ لنرى ما جرى في هذا البلد العظيم، فننتقل من حالة لحالة أخرى ونتوه في جمال هذه القصيدة ورمزياتها الكثيرة. . قرائتي الأولى لأشعار تميم وحتماً لن تكون الأخيرة.
استمعت اليها مع المتابعة .. 49 دقيقة من الجمال والعبقرية بالطرح والاسترسال والوصف .. تطرق لاهم الوقائع والاحداث التاريخية بالعراق .. مرورا طبعا بكربلاء .. وانتهاء بالغزو الامريكي ونهب المتاحف وكل ما صاحب ذلك من احداث…. باسلوب ادبي راقي ومتقن وايما ابداع صيغ في تلك الكلمات .