ذات صدفة مددت يدي إلى أحد الرفوف أعلى مني، وكان يحتوي كتبا صغيرة ارتأيت أن أزجي الوقت بقراءة أحدها حتى قدوم صوفيا، كنت أتصفح فهار الكتب واحدا تلو الآخر إذا انسلت من بين صفحات الكتاب الذي أحمله ورقة طارت غير بعيد عني ..وضعت الكتاب جانباً بينما كنت ألتقط الورقة فتحتها بأطراف أناملي لأقرأها كان فيها: هناك في جزيرة العذاب البعيدة وسط المحيط هناك يقبع قلب هو لي وطن وهنا وطن نفوني إليه ...بعيدا عن عينيك ..عن قلبك عنك يا ميلاد عنك يا وطن يا حبا تردد بين الحاء والباء ( الحب أنت يا ميلاد )ظلت الورقة متعلقة بين أنامل يدي اليمنى أمامي تأملتها طويلا تذكرت قول العذري أنا من قوم إذا أحبوا ماتوا...ن
رواية لا أعلم لماذا اخترتها من ضمن أرفف مكتبة جرير و أثارت رغبتي بقراءتها .. بالرغم من بساطة أسلوب الكاتبة إلا أنّ لغتها جميلة ذات طابع تشويقي يجعلك تنهي الـ 100 صفحة ، بقراءة متواصلة هادئة لا تتجاوز الساعة وَ نصف تتكلم أحداث هذه الرواية عن عائلة سعودية ثرية جدًا يتوفى الوالدان في حادث و تبقى الابنتان في القَصر حيث الأخت الكبرى ترعى أختها الصغرى الراوي هي المربية التي تولت تربية الابنة الصغرى تكلمت عن حياتهم و عن ظروف جدًا صعبة قد مروا بها أهمها تكرار الوفيات في عائلتهم مما أدى إلى كثرة طابع الحزن المتحلي بقوة صبر و عزيمة لا أريد الخوض بالأحداث التفصيلية حتى لا أفسد قراءتها على من يود اقتنائها لكن جاءت كـ دواء لبعض جروح فقدي لوالدي رحمه الله مما جعلني لا أندم على شرائها
بعض اقتباسات أعجبتني
{ من واقعنا الشيء الوحيد الذي أؤمن بهِ أكثر ، هو فداحة الألم إذا كَان صامتًا }
{ نظل نرقب الجرح اذ يتسع و يتسع في حالة من الذهول ليس إلا }
{ يا ابنتي الحب و الكره وجهان لعملة واحدة .. كلاهما نوعان من الاهتمام و عندما يكره أحدنا شيئًا معينًا أو شخصًا فإننا لا نلومه بقدر ما نعنفه على الحب ! }
{ من السهل على الإنسان أن ينسى نفسه لكن من الصعب عليهِ أن ينسى نفسًا سكنت فيه }
{ بقدر الألم تكون العظمة }
{ إن الذي سلط الألم و الأحزان على الروح هو الذي سلط الزمن و النسيان على الألم ، اجعلي أملكِ بالله كبير }
{ تذكرت يومًا كنت أسألها لم أركِ مرة واحدة تبكين ؟
أحيانًا يكون الحزن أكبر من ذاته ، أكبر حتى من أن نعبر عنه بكل الدموع لم أكن أتعجب من هدوئها و تماسكها لأني كنت أوقن أنّ أمواج المحيط المتلاطمة لا تعكر هدوء القاع البعيد }
استعرت هذا الكتاب من مكتبة صديقتي التي أثق بذوقها الجميل
قلب كان وطني
في كل بضع صفحات من هذه الروايه ينساب لنفسي شعورا مختلفا في بدايتها وقبل ان افهم احداثها واتعايش مع شخصياتها تعايشت مع جميل الحياة المترفه داخل القصورواعجبني نظام الحياه المرتب والراقي هناك ولكن بوسط الصفحات دخلت قلبي لينااعتقد بنفس المقدار الذي دخلت به قلب مربيتها هند لان هند وصفت لنا مشاعرها اتجاه لينا وتفاصيل حياتهم بشيء من الدقة ومتى وجدت المشاعر في وصف شئ فان الموصوف يدخل قلب القارئ حتى يتعايش معه
احزنني حال لينا ونوره وهند واحمد وميلاد وبقيت ابكي وسالت دموعي بمراره حزن استطاعت الكاتبه بقصر الوصف وسلاسه الاسلوب ان تاسر قلوبنا وتدمع عيوننا ولكن تعلمت من نوره ووقوفها الشامخ في وجه الهموم
وفهمت في أخر الروايه ان الكاتبه تريد ان تقول مازال في العالم خير وفي مجتمعنا وبناتنا السعوديات خير نابع من وفاء الاخوه وتضحية النبلاء الكرام ونوره وغيرها من العفيفات الشريفات دليل على ذالك
وحقا في مجتمعنا قصص من الوفاء والعطاء والصدق سطرنها بناتنا المسلمات والله لو فتشتم عنها بالعالم كله لن تجدوا لها مثيل