إنّها عمارة روائية. سنتوقّف كثيراً عند البناء، عند هذا التوازن الكبير بين القصّ والتأمّل، بين التخييل والواقع وبين الصورة والخبر. سنجد نصّاً يخترق برشاقة تشبه الرقص وبسخرية ناعمة ولاذعة معاً جبلاً من الممنوعات. (عباس بيضون)
حسن داوود — روائي لبناني، مواليد بيروت 1950. حاز شهادة الكفاءة في الأدب العربي من كليّة التربية، الجامعة اللبنانية. عمل في الصحافة الأدبية في السفير التي أدار تحرير ملحقها الأسبوعي، وفي الحياة (-1988 1999)، كما في المستقبل التي رأَسَ تحرير ملحقها الثقافي «نوافذ» (1999-2012).
صدرت له مجموعات قصصية وأعمال روائية من بينها «بناية ماتيلد» (1983)، «غناء البطريق» (1998) التي حازت جائزة المنتدى الثقافي اللبناني في فرنسا، «مئة وثمانون غروباً» التي مُنحت جائزة المتوسط الإيطالية (2009)، و«لا طريق إلى الجنّة» التي نالت جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية (2015). وقد تُرجمت رواياته إلى لغات عدّة.
واحد من تلك الكتب التي تمشي فيها الأحداث ببطء الوطن العربيّ، شيء ما يشبه تلك البلادة المحبّبة لأفلام ايلي سليمان، بلادة الإنسان، برودة الحرب، محاولات التعايش السلمي في وطن يتهاوى
احياناً كثيرة يجعلنا الضجر في المُدن النائية المُملة نخترع قصصاً صغيرة من خيالاتنا الحمراء .. حتى نتستسقي منها بعض الإثارة التي نروح فيها عن أنفسنا و نطردُ بها ساعات الإنتظار و الترقب الطويلة لحدث حقيقي . حيث في الزهرانية التي هي بمثابة مدينة لا يزورها الناس إلا كمحطه للتزود بالمؤونة و الوقود .. يعيش أخوين أثنين يمتلكان محل للعب الأطفال و من واجهة ذلك المحل يقضيان أوقاتهم في عجن الحكايا و الإشاعات و يتبادلون القيل و القال عن أهل المدينة و سكانها الجُدد .. و زائريها . بعد ذلك يتوقف حديث الأخوين ليجيء دور سلمى لتحكي حكايتها أو " ذكرياتها في الزهرانية " بعدما تزوجت .. و إنتقلت للعيش في الدانمرك مع زوجها , ذكرياتها السوداء التي تتضمن العار , و زوجة أبيها , و زوجة أخيها اللعوبه . بعد ذلك يجيء دور تيسير شريك سلمى .. في الفضيحة , ليحكي جزئهُ من القصة .. و تفاصيل عن حياة أسرته التي يعيش معها و أبيه الذي يعاملهُ بقسوة الكبار و تحرشات أبناء الحي الدائمة به و تجارته البائسه بالعصافير . يعود بعد ذلك الأخوين ليستلموا دفة الحديث .. و يرسموا خاتمة الحكاية , بعدما هاجر سكان الزهرانية خوفاً من الحرب و المدافع المترقبة بهم , و بقي الأخوين في محل الألعاب يواصلون حياتهم و كأن شيئاً لم يكن . الرواية جميلة بشكلها العام , و أسلوب حسن جميل ايضاً و مشوق .. أحببت فكرة إنهُ قسم فصول الرواية على بعض شخوص الرواية ليخبرونا عن حكايتهم من منظورهم الخاص . إلا إن الرواية لم تسوق لفكرة واضحة .. أو نبيلة , حيث سوقت " للجنس " بغالبية الأحداث , و ربما كان الحدث الرئيسي دائماً . ما إستخلصتهُ من الرواية " إن المدن الصغيرة المنعزلة .. بيئة خصبة للضجر الذي قد يورد أحياناً مسالك أخرى سيئة و فاضحة للتنفيس عن هذا الضجر " . إستثقلت البداية .. لكن بعد ذلك وجدتني منخرط فيها .
اشغلني عمل ممل ومتعب لعدة ايام وقد كنت في الصفحات الاولى للرواية ذات النفس الهاديء قد لاتكون الرواية ذات مضمون دسم واراء صادمة اوغامضة فقط هي يوميات وحياة شاب واخوه وابوه في قرية صغيرة قرب البحر تسمى الزهرانية. تحكي عن أصدقاء اخوه وعن محل الالعاب الذي يملكانه والذي يمكن ان يشاهدوا منه البحر وعن جارهم ابو غالب وزوجته أو ابوتيسيير وابنه شخصيات عديدة عادية قد نشبهها كثييرا وا قليلا لكن نظرة هذا الراوي للحياة والشخصيات وتفسيره البسيطة لكنها تعجبني اسلوب حسن داوود شاعري وبسيط ولايخلو من الفكاهة. حسن داوود رائع ويستحق الكثير اقولها بحماسة كبيرة ربما ملا حظة: أنا لم اكمل الرواية لكن عندما اكملها ربما يمكن ان الخصها مع ناي اشك في اني استطيع ذلك لانهارواية تعتمد على التفاصيل الصغيرة واتوقع ان تيسير سيكون له موقع مهم في ارلواية وخاصة في مجرى الاحداث
تخيل معي قليلا عزيزي القارئ... انت تجلس إمام عصفور ملون بصوت عذب يغرد ليلا ونهار... في البداية سوف تشعر بالسعادة ثم مع الوقت سوف تبدأ بالبحث عن معنى او غاية او حتى نهاية لذلك اللحن الذي لا ينتهي والعصفور لازال يغرد... سيصيبك الصداع وقد تخلد الي النوم وقد تخنق العصفور بيداك ان طالته... هذا هو ما وجدته في تلك الرواية من سرد
** الحرب مثل الحريق لا تظل في مكانها حيث هي وفيما هي تتقدم تكون حماوتها ووهجها يسبقانها**
بسام حجار وعباس بيضون اثنان من أفضل الشعراء اللبنانيين المقربين الي قلبي... عندما قرأت كلمتهم عن الرواية علي مؤخرة غلافها ثم نظرت الي الغلاف مرة اخري ووجدت جملة ( فائز بجائزة المتوسط عام ٢٠٠٩) اصابتني الهيبة وحدثني شغفي انني سوف اكون بين ايدي عمل قوي سيصحبني معه في رحلة لن استطيع ان انساها... حسن داوود كاتب لبناني ربما لم ينل شهرته الكافية في الأوساط الثقافية في مصر ولكن كاتب لبناني محنك يسرد سرد اشبه بالبازل القطعة تكمل الاخري... الكلمة تكمل الكلمة... ولكنني وجدت نفسي بعد تن انتهيت من تلك الرواية انني لا اجد رسالة يحاول الكاتب ان يطرحها او هدف او حتي صورة يحاول تصويرها بقلمه... لقد كان سردا من أجل السرد فقط!!!
** ليس جسمى الكبير وحده الذي يمرضني ولا عمري الذي صار في الخمسين... في احيان افكر إنه بيتنا... المبنى الذي نحن فيه.. هذا الذي تحرق الشمس باطونه كل يوم.. باطونه الذي ابقيناه هكذا بلا طلاء يلونه أو اقول انه البحر وهواء البحر ذلك الذي ان كان يفعل هكذا بالحديد فكيف يفعل بأجسامنا**
البداية كانت اكثر من جيدة... نجد أنفسنا مع رجل يسأل نفسه بعد ان عاش في بلدته اكثر من عشرون عاما انه لا يوجد بها مقابر ويبدأ في سرد حكاياته عن المكان ( الزهرانية) مدينة لبنانية صغيرة نتعرف علي تجارب إنسانية لأربع شخصيات عاشوا فيها في نفس الفترة... حكايات متقاطعة مكملة لبعضها (كما ذكرت مؤخرا الكاتب كتاباته كبازل)...في الرواية هنا تجد المكان هو البطل كالعنكبوت وشخصيات الرواية ما هي الا خيوط تصول وتجول علي الحائط وتعود الي نفس المكان... ثم تحدث الحرب ( اعتقد الحرب المقصود بها في الرواية الحرب الأهلية) لتحتدم احداث الرواية.. ثم تنتهي الرواية بفصل هادئ فيه اخوان عجوزان يتذكران ما مرا به في تلك البلدة... علي المستوى الإنساني الرواية كانت لطيفة وايضا علي المستوى الأدبى كتقنيات وسرد كانت اكثر من رائعة.. ولكن يظل سؤالي هل يشفع السرد الجميل بلا هدف او فكرة او فلسفة يكتبها الكاتب ويدسها كالسم في العسل بين كلماته!!
اعتقد أن المسألة تتعلق بمزاج القاريء بالدرجة الاولى.شخصيا اعجبتني طريقة السرد، اللغه البسيطة الثريه في آن،وذلك الانسياب الماكر في رصف الطريق الى النهايه..ربما الهدوء الذي يشوب السرد لا يعجب القراء حيث لا احداث حقيقية وكبيرة تهز وتفاجيء..لكن لكل كاتب اسلوبه..وفي النهاية طبيعة القصة هي التي تفرض كيفية السرد..وهذه القصة بالذات ان جاز لي التعبير..لا تحتمل طريقة سرد مغايره.
الأسلوب مميز، حيث أن الكاتب جعل لوجهة النظر عدة وجهات نظر مختلفة فالشيء الذي تنظر له من زاوية، ينظر له غيرك من زاوية مختلفة و قد تكون مغايرة لنظرتك أشخاص كثيرون في منطقة واحدة بعيدة عن المنطق، تتعايش فيها المخلوقات المدعوة بالإنسان رغم كونها من حياة واحدة إلا أن لكل منهم مملكة خاصة في نفسه رواية رائعة رغم ضياع الأحداث بين الصفحات
أمسك الآن ب " مئة وثمانون غروباً " الرواية الفائزة بجائزة المتوسط لعام 2009 . الرواية التي حملتها من الرف الثاني في جرير /جدة قبل شهر ونصف . الرواية التي أعدتها بعد أن ألقيت عليها نظرة سريعة وشعرت بأنها لم تعجبني وأخذتها أختي لأن العنوان جذبها. حملتها الآن لأنني للتو أنهيت " زهرة الثلج والمروحة السريّة " -ولا أشعر بأني مستعدة لقراءة " آله التفاصيل الصغيرة " الكتاب الذي انتظرت سنوات لأن يصلني - حملتها ولوهلة ظننت أنني أنا التي شريتها , وأنني شريتها من جرير/ الرياض .. ولكن وجه ابنة خالتي التي ظهر لي فجأة في المكتبة / الذكرى , جعلني أتذكر بأن سنوات طويلة مرّت ولم أجتمع مع ابنة خالتي في الرياض , وأن جرير التي طافت في خيالي للحظة لم تكن جرير الرياض إنما جرير جدة .
حملت ابنة خالتي الكتاب بعد أن تركته على طرف الطاولة , تبعتني به : - ليه جبتيه ؟ - ماراح تاخذينه ؟ - لا لتحمله أختي وتأتي به كل هذه المسافة , لتهبني أنا , في هذا الوقت المتأخر من الليل : ذكرى معتوهة لم تعرف كيف تحدد موقعها وزمنها بالضبط.
سأبدأ بقراءته , أنا الذي تخليته عنه بادئ الأمر , وسأرى .
i'm a real fan of these novels written about isolated miserable cities, which i find creative an comprehensive to any kind of issue and able to express the sorrow of the characters as well as the writer's . I enjoyed the book in the same way i did with "100 years of solitude" , " a word without maps" by jubra , and other masterpieces
تجربة ثانية استوقفتني للكاتب اللبناني الكبير/حسن داود؛ أبواب مواربة لعالم من السرد شرعها الكاتب بقالب من التأمل الذي ﻻ يفرضه الكاتب أبدا بل يأتي بدون تسلل المقتحم وبسلاسة السهل الممتنع فيجيء بعمق وتحليل من كل قارىء. «سلمى» فتنة النهاية وما أروع أن تكون الجدلية حول أنثى ووسط مكان له عبقه الخاص متوشحة بأناقة الأسلوب. نصيحة: ﻻ تصلح قراءة هذه الرواية من دون صفاء ذهني
بالقوّة قرأت ١٠٠ صفحة ، اقول بخاطري الحين بيغيّر بيبدّل .. ماااااش ، مامنه رجا .. تفكير مزبلة لا اسلوب ولا فكرة تشفع له أو تغطي خيالاته القذرة .. ودّي أفهم بس على ايش جائزة البوكر العربية !!!!
لفت إنتباهي عنوانها وبعد تصفح سريع اعدتها لمكانها لتعود بها اختي, فقررت اعطائها فرصة. لكنها حقيقة مملة وفوق ذلك رخيصة المحتوى, تمنيت لو أضعت وقتي دون ان اقراها, جاهدت حتى وصلت منتصفها والنهاية لم تكن سيئة لا أنصح بقراتها اطلاقا
كنت قد وعدت نفسي أن أنهي الكتب التي أبدؤها لكنني بدأت أشكك في قراري المحتوى بذيء و لا فكرة مميزة في الكتاب و لا يستحق أن يلحق بمسمى الأدب لأنه مجرد قلة أدب !!