Jump to ratings and reviews
Rate this book

الحفيدة الأميركية

Rate this book
رشحت لجائزة بوكر للرواية العربية 2009، والتي تدور أحداثها في العراق بعد الاحتلال الأمريكي، من خلال عيني شابة أمريكية عراقية الأصل سبق لوالدها أن فرّ هرباً من القمع، تعود إلى بلدها للعمل كمترجمة مع الجيش المحتل، فيوقظ فيها المكان الذي وصلت إليه بدافع البحث عن مصدر للرزق ذكريات وأشجاناً، ظنت لفترة طويلة أنها نسيتها، تدفعها لمواجهة ذاتها وإعادة ترتيب أولوياتها الروحية من جديد

195 pages, Paperback

First published January 1, 2008

100 people are currently reading
4912 people want to read

About the author

Inaam Kachachi

13 books553 followers
Inaam Kachachi (Arabic: إنعام كجه جي) is an Iraqi journalist and author.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
444 (18%)
4 stars
901 (37%)
3 stars
804 (33%)
2 stars
199 (8%)
1 star
64 (2%)
Displaying 1 - 30 of 455 reviews
Profile Image for BookHunter M  ُH  َM  َD.
1,694 reviews4,642 followers
October 31, 2025
و رغم حماستي للحرب أكتشف أنني أتألم ألما من نوع غريب يصعب تعريفه. هل أنا منافقة. أمريكية بوجهين؟ أم عراقية في سبات مؤجل مثل الجواسيس النائمين المزروعين في أرض العدو منذ سنوات؟ لماذاا أشعر بالإشفاق على الضحايا و كأنني تأثرت بالأم تريزا؟
تحكي عن شابة أمريكية عراقية انقسم عمرها بين خمسة عشر عاما في نار العراق و مثلهم في نار أمريكا و لكنها تعتبر نفسها أمريكية. قبلت العمل كمترجمة لجيش الاحتلال الأمريكي الذي كانت تظنه جيش التحرير و لكن تأتي الأحداث باهتة جدا في رؤيتها لأمريكا و للعراق و للجيش و لجدتها و أسرتها العراقية سواء في أمريكا أو لجدتها في بغداد.
لا أدري هل قصدت أن تكون الرؤية باهتة و ضبابية هكذا لتبين مدى حيرة بطلة الرواية بين هويتين أم أن الأمر غير ذلك.
أنا كقاريء لم تنقل لي الكاتبة صورة الحرب في العراق و لا الثكنة المسماة بالمنطقة الخضراء كما لم تنقل لي التاريخ و لا الحنين و لا حيرة الفتاة المجندة المتطوعة و لا شعور زملائها من المجندين و لا حياة جدتها و لا قصة حبها لأخيها في الرضاعة الناشط في جيش مقتدى الصدر.
أحداث كثيرة كان من الممكن أن تكون أطول و أعمق و أكثر تأثيرا و وضوحا لولا شيء لا أعرفه منع كل ذلك فجاء كل شيء مجتزأ و مبتور.
كلهم متأثرون بها. يقولون ليلى في العراق مريضة. يتوارثون العبارة و يرددونها مثل تميمة من التمائم. فلا هم يشفون و لا ليلى تموت. و ها هو واحد من مجانينها يجلس على مسافة شبر من رغبتي و يخاطبني بـ يا أختي. إن له كل صفات العراقيين الممسوسين بالنار الأبدية. أنصاف الآلهة و أبناء ماء السماء. سحرة النساء بالأحزان الدفينة و بالأبوذيات الطالعة من عصير الروح. حافظي سر الليل. حمالي الهمايم و أصحاب مفاتيح الجنان.
Profile Image for Issa Deerbany.
374 reviews685 followers
July 3, 2017
كلب ببيتين، هكذا كانت تقول جدتها ومرضعتها لها. رواية تعالج مشكلة عصرية عن حفيدة أمريكية من أصل عراقي غادرت بغداد مع عائلتها وهي صغيرة ، وعادت كمترجمة مع قوات الاحتلال الامريكية.
قالت لجدتها انها تعمل مع الامم المتحدة، فلم تصدقها وزارتها في المنطقة الخضراء وكان تعليقها: تربية سيس.
هل جنسيتك الجديدة تجعلك تنسى بلدك حتى ولو جار عليك. وهل نظلم بلدنا الجديد الذي منحنا الحرية والعيش الكريم عندما نحب ونعشق بلدنا الأصلي.
لا اعتقد ولكن عندما تتضارب المصالح فهناك عليك الاختيار. فالأمريكيون في العراق أعداء.
اما انت فعدو وعميل.
Profile Image for Ayman Zaaqoq.
39 reviews118 followers
May 30, 2010
"مكان الولادة بغداد. لون الشعر اسود. العلامات الفارقة: شقيق في ديترويت وستة إخوة في مدينة الصدر"
هذه الجملة الجامعة تلخص الرواية؛ الرواية التي تصور الشتات الذي تعيشه فتاة أمريكية من أصل عراقي تعود للعراق مع الجيش الأمريكي الغازي.
ترسم المؤلفة ببراعة تحول البطلة من الإيمان بقدسية المهمة الأمريكية في العراق إلى الشك بل الكفر بهذا الدور من خلال عرض وجهات نظر العراقيين ممثلين في أقارب هذه الفتاة المقيمين في العراق بالإضافة إلى اللوحات المأساوية للإذلال اليومي لأهل البلد على يد المحررين المحتلين:
"أسألها عن القنينة. تحلف طاووس بالعباس أبي فاضل أن جدتي أخرجتها و كرعتها كلها يوم رأتني (بهدوم الأميركان و راكبة دبابة). ظلت الليل كله تولول مثل العدادات".
فيبدأ الشك يدب في قلب بطلة القصة
"نسميهم العصاة أو المتمردين، الإرهابيين، المجرمين، عناصر الشغب. كل الصفات صالحة لكي لا نقول المقاومة"،
و تؤرقها الحيرة الواخزة
"هل تفرح في العيد أعين تنام على فزع و عليه تستيقظ؟"
لتصل إلى أن تصف نفسها بأنها "كلب له بيتان لا يأمن لأي منهما"، فقد كانت سعيدة بالعودة إلى بغداد كطفلة يصطحبها أبواها إلى متنزه مرح، لتصدم بالدمار و الرفض و التهديد على مدار الساعة، وحين تعود إلى ديترويت تفقد تكيفها مع مجتمعها الأمريكي البارد المتفكك فتعود إلى بغداد التي تستقبلها بعداوة أكثر. وفي النهاية تقرر العودة إلى أمريكا نهائيا بعد أن تكون قد كفرت بكل الأهداف السامية التي غزت أمريكا العراق لتحقيقها:
"الحرب بصلة متعفنة"؛
"تاريخ العشرين من كانون الثاني 2009. آخر يوم لبوش في الحكم. سيذهب و تبقى اللعنة تلوث مياه النهرين لعصور قادمة".
وقد اختارت الكاتبة غلافا اخضر لروايتها، و بدأتها بحديث نبوي مختلف عليه "إياكم و خضراء الدمن" كأنها تحذر من "المنطقة الخضراء" في بغداد التي يتمركز فيها الجيش الأمريكي وينظر إليها العراقيون باعتبارها رمزا لنكبتهم المعاصرة.
النص سهل ممتنع. فالكاتبة رغم دسامة الموضوع قدمت للقارئ وجبة خفيفة لرواية سريعة الإيقاع خالية من الملل أحداثها مركزة لا مط فيها و لا إطالة. أضف إلى ذلك أن الأديبة قسمت الرواية إلى فصول قصيرة تشعر القارئ بخفتها وظُرفِها. اللغة سليمة و قوية، طعمت فيها الفصحى بعبارات من اللهجات العراقية الأصيلة فزينت النص وجمّلَتْهُ و دعمته.
و في رأيي تستحق هذه الرواية مكانها في القائمة القصيرة للبوكر العربية (2009) بجوار نصين أدبيين معجزين (عزازيل و زمن الخيول البيضاء)، و أوصي كل أحبائي بقراءتها.
و اختم بما ختمت به البطلة قصتها "شلت يميني إذا نسيتك يا بغداد".

**من الرواية:
بكاء النساء هنا ليس هواية. بل طريقة حياة. رياضة يمارسنها بانتظام، فرادى و جماعات، للحفاظ على لياقتهن الروحية. تقوي الدموع عضلة القلب و تخفف من ضغط الدم. لها، أحيانا، مفعول يضاهي دوخة البيرة.
النقصان في الحب موت آخر. حياة مضروبة.
Profile Image for Ramzy Alhg.
448 reviews245 followers
July 20, 2023
"شُلّت يميني إن نسيتك يا بغداد".

رواية تراجيدية بكوميديا سوداء ساخرة بأسى، تحكي عن تشتت الهويّة، وتتساءل عن مصير الإنسان وقدره.

ما الفرق بين الاحتلال الأجنبي والاحتلال السياسي الداخلي، غالباً النتيجة واحدة، ما الفرق بين السجن والتعذيب على يد المحتل أو على يد الدولة، ما الفرق بين سجن أبو غريب وسجون البعث، غالباً النتيجة واحدة، العذاب هو العذاب.

تساؤلات عديدة تطرحها الكاتبة أنعام كجه جي من خلال شخصياتها المركبة في هذه الرواية، تحكي قصة عائلة عراقية هاجرت من عذاب سجون البعث الى أمريكا.

زينه بطلة الرواية التي حصلت على الجنسيّة الأمريكية بعد انفصال أبويها، تنفتح لها أبواب الحظ (كما تصف)، لتعمل مترجمة في الجيش الأمريكي، وتسافر الى العراق بلدها الذي غادرته منذ خمسة عشر عاماً، لتجد نفسها تواجه واقعاً من تناقضات الهوية، ونظرة العراقييّن الى جيش الاحتلال وهل هو غازياً أو محرّراً.

 تجد نفسها مثل بقية الجنود الأمريكيين تسكن قصور صدام التي تحوّلت الى خرائب بلا ماء أو كهرباء، تجول شوارع العراق ومدنها تستذكر تاريخها، تحاول الوصول الى جدتها التي ما أن رأتها حتى انقلبت عليها وقررّت أن تًعيد تربيتها من جديد.

تستذكر عبرها سيرة جدها العسكري المسيحي القومي، وأباها المذيع الذي يحفظ الشعر، والذي كان له الفضل في أن تحافظ على لغتها من خلال سماعه وحفظ الاشعار التي يلقيها، الى أن تلتقيّ بمهيمن الذي أحبته ومن المستحيل أن يجمعهما ذلك الحب لأنه أخيها في الرضاع ، وأحد جنود جيش المهدي.

وبعد ثلاثة سنوات قضتها في العراق، أعادت فيها الجدة تربيتها من جديد، رجعت الى أمريكا، لم تعد في تابوت او بعاهة أو مرض كما كانت تخاف، لكنها عادت بشجن وحنين وهويّة لن تسقط، فقد بقيت أبنة العراق.
Profile Image for أشرف فقيه.
Author 11 books1,746 followers
March 25, 2010
الرواية سريعة ورشيقة ومكتوبة بلغة سهلة ومباشرة. هذه ليست رواية باهرة من الناحية البناء اللغوي لكنها أيضاً ليست سطحية أبداً ولا قاصرة عن إيصال معاني التشظي والضياع التي تتمحور حولها الحبكة.

ميزة الرواية الأساسية ليست في لغتها ولكن هي في حبكتها الدرامية وموضوعها. فهي رواية تقدم مقاربة مختلفة للعلاقة بين الشرق والغرب من زاوية جديدة.. فهي تحمل هم العربي تحت الاحتلال في نسخته الأحدث بالعراق.

لحد علمي فهذه أول رواية عربية أخرى تعالج العراق بعد الاحتلال الأميركي؟

ربما يستحق العراق أكبر من ذلك.. عملا ملحميا من طراز (أرض السواد) مثلا.. لكن لا بأس بهذه الرواية المحملة على قصرها بأطنان من الشجن والإعذار للوطن المهجور وذنب الانتماء للمعسكر الآخر.

ثم ان هذا السرد السريع المتلاحق الأحداث يبدو الامثل للتعبير عن تجربة الغربة والتمزق بين انتمائين.. بابتسارها وخلوها من عمق الارتباط ونتوئها عن التاريخ.. اليست هذه لمحة فنية باهرة؟

رواية سريعة مباشرة يسع القارئ المخلص ان يجهز عليها في جلسة واحدة. مندهش لأنها وصلت للقائمة النهائية لجائزة بوكر العربية لعام 2009.. لكنها مع ذلك تظل عملاً جيداً جداً.
Profile Image for Michelle.
1,555 reviews255 followers
January 7, 2024
"Oh, don't worry, you've done your best. You plucked the ripe along with the withered, and the blood you spilled has reached our knees".

Originally from Iraq, Zeina has been living in the US since adolescence after her father was tortured by the government and fled the country.

Decades later, Zeina returns to Iraq as a translator for the US Army.

This is a story of conflict. The conflict of countries. The conflict of blurred lines. The conflict within a family and the conflict within ourselves.

I really enjoyed this book. There are many books out there by Middle Eastern authors for Western readers, but I felt this book was written for an Arabic speaker, and I loved that. It doesn't hand hold you or pretty up the reality.

Loved the inclusion of Arabic phases and Iraqi customs. I felt that the translator did a good job of not dulling down the Middle Eastern vibes.

The US war on Iraq is an uncomfortable one, and this is an uncomfortable book. My only complaint is that the timeline moved every few chapters, I would have preferred a more linear approach or even chapter heading to indicate the year reflected within.

Four stars.
Profile Image for طَيْف.
387 reviews439 followers
October 5, 2013
محتارة فعلا من أين أبدأ حديثي عن هذه الرواية التي قرأتها في جلسة واحدة

باختصار هي قصة زينة بهنام الساعور...الفتاة العراقية المسيحية، التي هاجرت إلى أمريكا وحصلت على جنسيتها...لتعود بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بطائرة أمريكية لأنها أصبحت مترجمة للجيش الأمريكي فيه...فقد ورثت عربية لا تشوبها شائبة عن والدها الآشوري

الحكاية في غاية البساطة...ومع ذلك كانت في قمة التشويق...فكنت أتوق لصفحات النهاية لأعرف ما تبدل وتغير في قيم هذه الفتاة، وفي نظرتها للعراق بين ما كان وما هو كائن...وفي طريقة تفكيرها...وربما أكثر من ذلك...أنني أردتها بنهاية مختلفة...بأن تنتصر لوطنيتها أكثر مما فعلت...ولكن...للأسف...هذا هو الواقع!!!0

كان من الواضح أثر أمريكا في سلوكها، مما أوقعها في حيرة الوطنين والانتمائين...فقد ظلت أمريكا بالنسبة لها الأولى...وكان أكثر حديثها عن الخسائر في صفوف إخوتها الأمريكيين...وتعاملت ببرود مع بعض الأحداث الجسام في العراق...وحتى لما قررت عدم تجديد عقدها كان الدافع خوفها من العودة محمولة في نعش!!0

فما استطاعت العودة للعراق ولا جدتها رحمة ولا مهيمن الذي أحبت، أن تجذبها أو تغير فيها الكثير...وكلما حاولت الانتصار للوطن الأم تذكرت حياتها في أمريكا...وأصدقاءها...فغلبت عليها غربيتها...رغم ما تركته حياتها في العراق من أثر عليها...فما عادت "زينة، زوينة، زنزون" ما كانته قبل رحيلها...ولذلك حكمت على مؤلفتها الخيالية التي تشاركها حكاية قصتها، وعلى نفسها، بالموت...خوفا من نهاية مختلفة في أرض العراق


أعجبني جدا ما كانت تفعله زينة من إطلاق اسم فلم على مجموعة من الأحداث التي مرت بها...إضافة للسخرية المختبئة والتي تطل برأسها بين فينة وأخرى


الرواية متماسكة...واللغة فيها رشيقة عذبة...وفيها شجن فعل بي كما ببطلتها
هدهدني
وكبّرني
وربّاني


والكثير من عباراتها كان حلوا كالسكر



"لو كان الشجن رجلا لما قتلته بل لدعوت له بطول العمر"

"أضحك من قشرة القلب بإيجاز وبلا كثير حبور...ضحكة بلا دسم 'دايت' مثل مشروب غازي بلا طعم"

"كأني أتقشف في المباهج المفترضة و المسرات الهاربة"

" لكني أحب شجني هذا وأستعذب نعومة حصاه وأنا أخوض بروحي العارية في ساقيته...ولا أرغب أن أطرح عبثه عن كاهلي"

"تجتهد جدتي رحمة في ابتكار المسميات وكأن لديها تحت لسانها، عصفورة ماكرة تلهمها عبارات التدليل والتدليع والنغنشة"

"وأنا أخشى الحب الذي يصل حدود الوله وأتحاشاه لكي لا أفقد دفة روحي"
" تحدثنا عما فات من عمرينا، وكل منا يحاول أن يجمع حياته في كبسولة صغيرة لكي يبتلعها الثاني و نستريح من الكلام"

"يجري المصورون إلى الأمهات وينصبون الكاميرات على عتبة الدمعة"
Profile Image for Amr Mohamed.
914 reviews365 followers
July 25, 2019
رواية تصف حيرة البطلة زينة بنت عراقية المولد وامريكية الجنسية لان بعد سجن ابوها في العراق تذهب العائلة لأمريكا وتعود زينة الي العراق بعد خمسة عشر سنة ولكن تعود كجندي امريكي في عام 2003 وقت الغزو

هذه ليست حيرة بين وطنينن او بيتين كما تصف الكاتبة، يوجد الكثير من الروايات تصف حيرة بين الوطن وبين الغربة.. بين الأهل والوحدة في بلد اخر..او تقدم وجهل.. . ولكن لا يوجد حيرة بين وطن ومحتل تلك ليست حيرة تلك خيانة وعمالة

من وجهة نظري الرواية وضحت ان المعاناة من الجهتين وان القتل والعنف من الجهتين وكانها تبرر ما فعله الامريكان... فتحكي قصة فقر وقتل للعراقيين وبعدها بصفحة تأثر البطلة زينة بموت الجنود اصدقائها من الامريكان وتصف كيف كانوا طيبين وشباب جميلة وكانهم أصدقاء في الجامعة وليست جنود احتلال لبلدهاااااا

تصف غضبها من صور سجن ابو غريب ويكون رد فعلها تنام وحيدة ساخطة وياله من رد فعل فحتي بعدها قامت بتجديد تعاقدها مع الجيش .. وطبعا سردت جميع ردود الجنود اصدقائها الطيبين والمترجمين العرب واحدهم طبعا ذكر الرد الطبيعي ان سجون البعثيين كانت اشد... فيكون أيضا هنا تعذيب وكان هناك تعذيب

تذهب لعزاء جدتها وعندما تعود لامريكا تذهب لقبور الجنود الامريكان اصدقائها للتترحم عليهم... وتحكي كيف ان الموت اصبح زائر يومي فهؤلاء كنت أكل معهم علي مائدة واحدة وكيف ماتوا في تفجير...اياكش بتحرقوا بجاز وسخ

تشاهد مظاهر خراب وهدم في العراق فيذكرها بمشاهد من يوم 11 سبتمبر في امريكا

في اول القصة قالت زينة وهي تتذكر وقت ذهابها للعراق كجندي امريكي.. انها كنت ساذجة وصدقت اننا كنا نذهب لتحرير العراق.. فقلت سوف توضح الكاتبة بعد ذلك كيف كانت ساذجة وانها فعلا ذهبت محتلة لبلدها مع الأمريكان
ولكن لم أجد غير ما ذكرته انها تحكي القصة من الجانبين وكانهم علي طرف واحد ولا نعلم من المخطأ او الكل يخطأ بنفس النسبة فنلوم الجهتين
كانها حرب بين بلدين شقيقتين وليس غزو واحتلال

كيف يكون هناك حيرة بين عمل زينة مترجمة للاحتلال وحضورها الهجمات علي بيوت الامنين واستجوابهم.. هم واي فرد من المقاومة تترجم كلامه للأمريكان... هل تساعدي العراق بلدك الاخر التي تحتاري بينه وبين أمريكا
كيف تساعدي امريكا لوؤد المقاومة وتشعري انك اتيتي لتساعدي العراق
من ضمن أسباب ذهابها للعراق الأموال من عقد شركة التوريد ومن قام بدفع كل تلك الاموال لكي ولغيرك هم شعب العراق

كيف يكون هناك حيرة عندما يقول لها مسجون انتي تعملين مع جنود الاحتلال فتغضب وتقول له ان لا يتكلم وتستدعي الظابط
او عندما يشاور لها مسجون اخر بيديه تهديد بقتلها فتقوم بجلب جنديين لتأديب وضرب المسجون
الكاتبة كانها تتكلم عن مسجون حرامي وليس مقاومة او حتي مشتبه به كمقاومة ضد الاحتلال.. كيف لا تري نفسها خائنة

كيف تقول الكاتبة علي لسان بطلتها جيشنا وهو الجيش الأمريكي استلم مدن وكيف بناها من الصفر
ومن قام بقصف وهدم تلك المدن من الأساس
وهل تتخيل ان الجيش الامريكي بناها من امواله كتبرع
كلها اموال وعقود مضت عليها حكومة الكلب بريمر لسرقة كل اموال الشعب العراقي لسنين القادمة

وبعد كل ما شاهدته البطلة تقوم سنويا بتجديد التعاقد مع الجيش الأمريكي حتي 2008... يعني خمس سنوات في حيرة وهي مع المحتل... لو كانت الكاتبة حقا تريد توضيح جزء من وساخة الجيش الامريكي وغزوه للعراق لكانت تصف تلك البطلة بالكلبة الخائنة وتكون اسوء شخصية في الرواية او توضح مدي سذاجتها التي تجعلها تقول وتعمل لصالح الجيش الأمريكي وتصدق التلفزيون الأمريكي عندما يصور العراقيين في منتهي السعادة لوصول الأمريكان

الكثير يعرفون الوضع في العراق وقت صدام وكيف كان اسوء حكم... فمن الممكن وقت غزو أمريكا للعراق يوجد من يقول صدام تم الانتهاء منه وانتم لا تعرفون مدي معاناتنا تحت حكمه... ولكن النتيجة هي خسارة العراق كلها وسرقتها واغراقها في الديون لمدة لا يعلمها الا الله
وكما قال شخصية مهيمن لزينة عندنا سألها ما الذي اتي بكم

فقالت لتخليصكم من صدام
لقد تخلصتم من كينغ كونغ وقبضتم ثمنه العراق كلها
Profile Image for Manar.
201 reviews144 followers
February 18, 2024
"شُلت يميني إذا نسيتك يا بغداد"

Picsart-24-02-17-15-24-16-367

أول تجربة مع الأدب العراقي مع إنعام كجه جي تجربة موفقة وممتعة
تدور الرواية حول زينة التي ولدت في العراق من اب آشوري وأم عراقية، ثم يهاجروا إلى أمريكا بعدما تعرض للتعذيب في بلده واعتقاله .وتصبح أمريكا هي موطن زينه واهلها وحصل والدها على الجنسية
السجون أماكن لا تصلح للسينما، رغم كل ما صوروه فيها من أفلام. ليس الألم هو البطل بل الإذلال تذكرت تعذيب أبي في دائرة أمن السعدون تخيلت أن المجندة ليندسي إنغلاند تربط أبي من رقبته بحزام من أحزمة الكلاب وتجره وهو عار. تصاعد الصديد إلى حلقي وأنفي.
كيف سأنظر في وجه بابا؟

تسلط الرواية الضوء على الحرب بين امريكا والعراق بعد صدام حسين ، وكيف أن أمريكا وعدت العراقيين بمستقبل أفضل وحياة رغدة ، ولكن يزل العراقيين متمسكين بكرههم للأمريكان
زينة تقدم على وظيفة مترجمة لغة عربية في امريكا ويتم تعيينها في الجيش الأمريكي كمترجمة وتذهب للعراق مرة اخرى وتبدا من هنا الأحداث

"لم أكن قد فكرت كيف سيستقبلنا العراقيون. لكن ما رأيته في القنوات الأميركية لم يكن محبطاً. هذا شعب متحمس لتغيير النظام، يحلم بالحرية ويرحب بقدوم الجيش الأميركي. لماذا، إذا تطفح العيون السود البارزة من شقوق العباءات بكل هذا الصد؟ نظرات لا تعكس ألفة ولا فرحاً. كأن الحزن بؤبؤها. كيف ستكون أيامي المقبلة في البلد الذي لم يعد يعني لي أكثر من أنه حاوية لعظام الأجداد
"


زينة تسمع من جدتها رحمة حكايات أهلها وجذورها ،حكايات أهلها وجيرانها ، تحاول جدتها تذكيرها بأن العراق هي وطنها الأصلي.
زينة تتأرجح بين هويتها الأصلية وجنسيتها الأمريكية ، تدافع عن الجيش الأمريكي وما جاؤوا ليحتلوا بل ليعمروا ما افسده صدام حسين ، ولكن التاريخ يعيد نفسه ،ديموقراطية زائفة ، عن أي حرية وتغيير تتحدثون؟

أسلوب الرواية سلس وسريعة،ولكن شعرت بأنها رواية عادية ومتوقع نهايتها ولكن تجربة اسمتعت بها .
تمّت 17/2/2024 📚🤎
Profile Image for Rola.
Author 19 books1,342 followers
January 16, 2012
رائعة عليها قليل :-(
ليست رواية عادية أبدا , بل هى أطراح حزن و شجن و غربة
هو مكتوب على العرب إذن , أن تعاديهم أراضيهم فيلتجئون للغربة و مهما جادت غربتهم بمظاهر الأمان , فالوجه القبيح لا يلبث أن يظهر و فى ألف شكل و صورة.

زينة العراقية الأصل و اللسان التى حاولت التهرب من الأصل و رد الجميل للدولة التى آوتها حين تشتت , و لكن الأصل و الأرض دائما غلاب
حب الوطن ليس لعنة لا تفارق جسد العربى حتى و إن غربته بلاده نفسها
و إنما التفسير الصحيح أن الأفراد من حكومات و ديكتاتوريات عربية هم المسئولين تماما عن تغريب العربى عن وطنه و ليست وطنه نفسها
فإن قهرنى نظام العراق فأرض العراق و شعبها لا ذنب له

الوطن هو الشعب و الأرض
فمهما جار الحكام فلا يجوز على الإطلاق أن نلوم الوطن
Profile Image for Iqbal Al-Zirqi.
66 reviews325 followers
September 7, 2013
This novel made me discover an amazing female author from Iraq ! Again Iraq is keeping surprising us with the talented people they have! The story is very attractive about the American Iraqi Christian Zainah travelling back to her country after American invasion, and workingas a translator for the US military forces! I think the author described very well the mixed personality and feelings of Zaina about her own people and her present country! Somehow I could feel that Zainah is part of me, as I m myself a girl who moved between two different cultures. It s very painful to try to explain to both cultures what u really feel as a lost soul in a way, being torn apart between two backgrounds! Zainah, when she loved Mohaymen this impossible love, was so desperate like a romantic Arabic girl yet as practical and cruel in her realistic Western heart or mind!Zaina had many weak spots toward Iraq and her grandmother, but she felt also the rejection by Iraqis to her, as she was like a freak for them, or even a trader! The stories from Iraq, the instability, the spies and small ambitions and greeds were also described to the smallest details in a beautiful artistic way! The story details about Iraq at that time makes u thing the author herself was Zainah !
I defintely admire this author and want to read more of her books! She has both the great idea of a story that keeps u absorped and devoted, and the great style with some poetic expressions! I loved the sequences especially in describing the other Arabic nationalities who were with her, in just few sentences, but quite comprehensive and precise! maybe sarcastic in black humor too!
Definitely I recommend this book to my friends :)
Profile Image for Wafa'a .
173 reviews15 followers
February 6, 2017
"شُلَّت يميني إذا نسيتُكِ يا بغداد"

الحفيدة الأمريكية (زينة ) العراقية الأصل
تعود لوطنها التي تركته هي وأسرتها رغماً عنهم ..
تعود كمترجمة في الجيش الأمريكي في بغداد
محملةً بذكرى وطنٍ حبيب
وحنين لحياة كانت تعيشها فيه ..
تعود لجذورها بعد هذه السنوات الطويلة ،
لتلتقي بجدتها (رحمة) التي رغم شوقها الشديد
لحفيدتها الحبيبة زوينة ، ترفض فكرة أن تكون هذه الحفيدة عائدة على متن طائرة أمريكية
وضمن الجيش الامريكي رغم أن عملها
لا يتعدى الترجمة من لغتها الأم إلى لغتها الثانية ..
....
تدور أحداث الرواية في إيقاع سريع
وأسلوب سردي جميل
....
رواية رائعة وممتعة ، فاقت توقعاتي لها
....
Profile Image for مروة.
150 reviews131 followers
June 6, 2021
وأخيراً خلصتها ..
الرواية دي لخبطتني وحيرتني والله
" بنت عراقية اتربت مع جدها وجدتها لحد ما يتقبض على والدها ويتعذب فتهاجر عائلتهم الصغيرة " الأب والأم وزينة وأخوها يزن " لأمريكا ..
بعد ١٥ سنة يحصل الغزو الأمريكي للعراق ويتبرر بأنه جاي يخلص الناس من شر صدام ويخلي أهل العراق يتنفسوا نسيم الحرية لأول مرة ويطلبوا مترجمات يجيدوا العربية والإنجليزية وتروح زينة للعراق ببدلة الجيش الأمريكي وتقابل جدتها "
توليفة عبقرية وقصة جميلة كان ممكن يخرج منها كتير ..
قصة علت آمالي وتوقعاتي بس للأسف
جاءت الرواية مهلهلة .. ملخبطة .. فوضوية
مليانة تشتت
السرد غريب لحد خمسين صفحة وأكتر
وانا معرفش هيا بتحكي عن الماضي ولا الحاضر ..
بتنط بين الأزمنة بطريقة مستفزة
الكاتبة ماشية بمبدأ من كل فيلم أغنية
دلوقتي زينة في قصر من قصور صدام
هوب زينة أيام المدرسة .. هوب زينة في بيت جدها .. هوب القبض ع والدها وتعذيبه ..

أحلى ما فيها كان لغة الكاتبة جميلة فعلا
وكان في تراكيب لغوية كده مميزة وتشبيهات واستعارات
أسلوبها كان جذاب أحيانا وأحيانا تانية منفر

برضو العامية هنا صعبة شوية
وبيتعاملوا كأن اللي بيقرأ هيبقى عراقي بس
مقصدش بس اللهجة .. لكن في مثلا كلام عن مدن بعينها وأمثال زي الموصل وتكريت انا مفهمتهاش ومفيش هوامش توضح ده خالص

أنا محستش هنا بأي تعاطف .. مع أي حد .
وده مبيحصليش ده أنا حساسة وعيوطة أساساً 😂
في كتب كده من الآخر ليست لنا .. لم تكتب لنا
فالرواية دي مش ليا
ممكن احاول مع الكاتبة تاني بس مش دلوقتي خالص
شايفة ان القصة دي كان يخرج منها رواية أجمل بعواطف أكتر من دي بكتير ..

نيجي بقى للتبريرات الساذجة للأمريكان
طب دي وجهة نظر زينة
فين وجهة نظر جدتها !
وبس مليالنا الرواية بالمناوشات بين زينة والكاتبة
اللي هيا حلوة كفكرة بس وبعدين ..
المهم ف الرواية مجاش أصلا !

مبحبش المزايدات والله
بس ايه ده ! ايه كم الناس اللي مش شايفة ان امريكا احتلتهم دول
وهوا ده حقيقي ؟!
انا بقيت حابة اقرأ اكتر عن الفترة دي
بس هل اي كتابة عن التاريخ بتكون موضوعية أصلا او هوصل منها للي حصل فعلا
كمية الناس اللي فرحانين بالاحتلال وبيسموا المقاومة ارهابيين ! وبيبلغو عنهم !
ايه ده والله 😃

حتى تعامل الجدة العراقية مع حفيدتها وهيا جيالها ف البدلة العسكرية الأمريكية
ده انا اللي مليش علاقة بالموضوع اتأثرت اكتر من كده
محستش ان دي مصيبة يعني !
وأي أعمى كان يقدر يشوف ان ده احتلال !
وتبرير بقى السجون والتجاوزات اللي حصلت فيها
ان دي أخطاء فردية
وياعيني شهداء أمريكا ف العراق
هوا مين اللي جاي أرض مين !
انا ممكن اتفهم ان في ناس مش فاهمين حاجة
او اتضحك عليهم او ليهم وجهة نظرهم ومبرراتهم
اتفهمهم بس مش اكتر .. لكن مطلعهمش الضحايا
اللي العراقيين الوحشين جم عليهم !

من الآخر انا حسيتها رواية مايعة
بس عرفتني ع أحداث مكنتش أعرفها ومحتاجة أقرأ عنها وده يحسب لها بالنسبالي
26/11/2020
Profile Image for Salma Saeed.
444 reviews226 followers
July 29, 2022
أقول مثل أبي: شُلّت يميني إذا نسيتك يا بغداد...
...
رواية جميلة و متعبة
بتحكي الرواية عن زينة بنت عراقية هاجرت أمريكا و هي صغيرة و كبرت فيها و خدت الجنسية الأمريكية و عاشت مع أهلها.. زى كل المهاجرين بتحس دايما إنها مشتتة.. مقسومة نصين.. لا عارفة تكون أمريكية تماما و لا قادرة تبقي عراقية..
بتسافر زينة مع الجيش الأمريكي كمترجمة للعراق و بتبقي فرحانة جدا إنها هترجع للوطن و الأجمل إنها هنتقابل جدتها رحمة اللى ربتها و بتحبها جدا..
رد فعل الجدة بعد كدا و الأحداث في العراق و في الوقت ده مؤلمة للغاية..طول ما بقرأ بفتح نت و بقرأ عن العراق و تكريت و صدام و دخول أمريكا و دخلت في حالة حزن و قهر شديدة .. خصوصا لما قرأت عن مأساة سجن أبو غريب..
دى أول قراءة لإنعام كجه جي و ان شاء الله مش الأخيرة و ممتنة للقراءة اللى خلتنى أتعرف علي العراق و أحبه و أحب أقرأ عنه أكتر
بالمناسبة أنها سمعتها صوتيا و الراوية صوتها لايق و أدت اللهجة العراقية بشكل جميل

اخيرا دى اقتباسات حبيتها :

- كلّهم مجنون بها. يقولون إن ليلى في العراق مريضة. يتوارثون العبارة ويرددونها مثل تميمة من التمائم. فلا هم يشفون ولا ليلى تموت
---
– لماذا جئتم؟
- خلصناكم من صدّام.
- كأنني مذيعة في «فوكس نيوز». عبارتي تقليديّة
- يقترح مهيمن فكرة أكثر ابتكاراً:
طردتم كينغ كونغ من المدينة وقبضتم ثمنه العراق كلّه.
---
تشيح بوجهها عنّي وتواصل الغناء مع الكاسيت «كلمن يسوقه حليبه... كلمن يردّه حليبه».
لم يردّني حليبي إلى بغداد.
سلختني منها الكارثة وأعادتني إليها الكارثة.
فمن له الحقّ في حسابي؟
وأبي ليس بأعقل من أمّي. يجلس في سيارته الجديدة التي سيدفع أقساطها حتى آخر العمر، وحالما يدير المفتاح يمد سبابته ليكبس على الأسطوانة. «بلادي وإن جارت عليّ عزيزة». يهزّ رأسه طرباً ولوعة ونحن في أول الصباح. لماذا، إذاً، تركت البلاد التي تحبّ وجئت بنا إلى هنا؟ وكيف تكون تلك البلاد عزيزة وقد جارت عليك، يا أبي، وكسّرت أسنانك وأرعبتك وتجسست عليك ودبّجت كلابها فيك التقارير؟
Profile Image for 9.
215 reviews
January 13, 2013
إذا كانت الحرب فعل تدمير، تدمير كل شيء البشر وما بنوه، التاريخ والحضارة الحياة والذاكرة، فإنها في «الحفيدة الأمريكية» للكاتبة العراقية إنعام كجه جي، فعلت أمرًا آخر.
حيث أعادت إنتاج الذاكرة. وجعلت الرؤية أكثر وضوحًا, ولا سيما إذا كانت الرؤية من الخندق الآخر. ولا سيما أنها تطرح الاحتلال الأمريكي للعراق من وجهة نظر مواطنة أمريكية (ذات أصول عراقية) جاءت مع الجيش الأمريكي، وكل ظنها أنها قادمة لتطبق الديمقراطية للشعب العراقي، لكن ما تكشف لها كان قاسيًا ومؤلمًا, فاللعبة كانت أكبر من الجميع، ولم يكن الهدف لا الديمقراطية ولا الحرية للشعب العراقي، وإنما تدمير العراق بكل تاريخه كدولة وكشعب وتمزيقه كقطعة خبز، ومن ثم توزيعه على الجائعين.
* رولا حسن.

أشتريت الرواية قبل سنة وأكثر, تحديدًا في صيف 2011, ونسيتها في المكتبة مع كثير غيرها. واليوم أحملها معي إلى كندا, في حدسٍ لا يغيب عن منطق الغربة الذي علمتني إياه بعض الكتب.
أنتهيت منها الآن, والساعة تُقارب الواحدة صباحًا., أربع ساعات بالضبط, مع تحديد وتدقيق وجرد وتوقفات عديدة أمام بعض المقاطع الجديرة بالتوقف.
ربما هي رواية مألوفة جدًا. تحكي واقع العراق الجريح, لكن الجديد فيها صوت الشجن الذي شطر البطلة "زينة" إلى نصفين, إلى زمنين, إلى مكانين... وإلى عمرين. (ما قبل بغداد وما بعد بغداد). زينة التي تركت العراق مع والديها وهي طفلة عراقية لا تعلم ماذا ينتظرها, وعادت إليه مُجنّدة أمريكية ترد الدين لأمريكا, الدولة التي آوتها, وتحلم أن تُعيد للعراق ما فُقد منه. لكن أيًا من هذا لم يحدث. ما وجدته هناك كان أكبر ممّا كان عليها أن تتحمّل. قبل هذا, نشهد على نزاعات داخلية بين أهلها, نزاعات داخلها هي, حول هذه الخطوة, حول هذه العودة. ثم تذهب للعراق, ويختلف كل من يعرفها في موقفها هذا. ماعادوا يعرفون إذا كانت عميلة خائنة أو ضحية من ضحايا النظام الذي هرب منه والدها. يقولون عنها أقاربها في بغداد (كلب أو بيتين), مع فشل محاولات جدتها في أن تُعيدها إلى أصلها وتقوّم ضِلع التربية التي ميّلته أميركا. ليسَ بإيديهم شيء حيال هذه البنت التي عادت وكأنها ربيبة احتلال. عادت فوق دبابة أميركية. تحاول زينة أن تتصالح مع وطنها, وتدافع عن نفسها في وقتٍ واحد أمام كل الاتهامات التي تُطالها. ترثي زمن الوطنيّة الذي ولّى, ترفض بعض القيم العراقية الأصيلة, وتقع في المنطقة الخطرة من النزاع حول الديانات, تقع في حب أخيها من الرضاع, وترفض حُرمة هذا الحب, ترفض قيمة الأخوّة هذه, وتناضل قليلًا. ولا تنسى أن أخيها الذي رجع بعد أسرهِ في إيران ملتزمًا دينيًا, أخيها هذا في الجيش المُعادي لها, وأنه من أجل وطنه ربما يقتلها يومًا ما, ضاربًا بهذا الدم عرض الحائط. لأنها عدوّته ببساطة. هو ينظر إليها بأنها ضحية خدعة, ضحية لعبة أكبر منها, وهي تنظر إليه رغم مشاعرها تجاهه بأنه الذي أنكر الجميل, جحد هؤلاء الأمريكان الذين هم هنا بالأصل من أجل العراق, وقتل الكثير منهم.

الرواية تقدم تناقضات كثيرة, تناقضات واقعية جدًا. فالكاتبة لم تأتِ بشيءٍ من رأسها. بين عالمين اثنين مختلفين في التقاليد والتاريخ, ضِد الضدْ تمامًا. وزينة التي تؤمن بأن الهجرة استقرار, تشارك في المداهمات وتشهد ذل أبناء وطنها, تشهد الانكسار فيهم. وتدافع في نفس الوقت عن الطقوس الشيعية لمّا سخروا منها رفاقها الجنود.
أمّا النهاية فكانت في موت الجدّة. الجدّة التي حاولت كثيرًا أن ترجع الحفيدة لأصلها, أن تنظفها من تلوّث دمها مع أميركا. لكنها فشلت بطبيعة الحال, ماتت الجدّة بالحسرة, بحسرتها من هذه الحفيدة الذي عادت وقلبت كل الموازيين. ماتت قبل أن تُسامحها, قبل أن تصفح عنها وكأنها تلوّثت أبدًا ولم يعد في الإمكان إصلاحها.
مخطط الجدّة في إعادة الحفيدة لم ينجح. حتّى ولو روحيًا. كان الأمر أكبر منها بكثير. ماتت الجدّة وأنتهى عقد زينة مع الجيش الأمريكي: "اليوم هو الخامس والعشرون من آذار 2008. التاريخ مكتوب على الزاوية العليا للشاشة. أنتهى عقدي مع الجيش ولم أُجدّده. عدت من بغداد بهذه الحصيلة, شجن مثل عسل مصفّى, ثقيل ولزج وشفاف, يفيد في ليالي الأرق ويحرّض على كتابة الشعر, عذاب لا يصلح لتقوية الهمم والمعنويات, لا يشد الوجه ولا يصوبن المفاصل. يقودني الشجن من يدي إلى غابة الأشجار الرماديّة, ينساني هناك. قلت لن أحمل معي هدايا, لن أسكب دموعًا, لن أُلقي نظرة أخيرة على أي بيت ولا جسر ولا نخلة. حتّى ذاكرة جدّتي تُثقل على كاهلي. لم نأخذ وقتنا في الكلام, زرتها اختلاسًا وفي غفلة من الحرب. لم تكمل مهمّتها في تأديبي. لكن ما نالني منها خلقني امرأة, انسانًا".

وفي المشهد الأخير من الرواية تقف زينة في مقبرة أرلنغن, المقبرة الخاصة بالجنود الذين قتلوا أو فقدوا في العراق.. تقف هناك في رؤية كاملة لمشهد الفقد الذي حملته الرواية من أولها حتّى آخرها. لم تكن ترثي هناك إلّا نفسها التي فقدتها في العراق "وأنا عاجزة عن الإنتماء حتّى إلى اسمي". تعود إلى منزلها, تغتسل ولا يسقط منها غبار الشجن: "ظل عالقًا بي مثل قريني, سيبقى معي يُكمل تربيتي. يرافقني عندما أسوق سيارتي وأتفرج على الناس يأكلون ويشترون ويضحكون ويسمنون. لا يعرف هؤلاء ما جرى لي. ما يجري لنا في تلك البلاد. أولادنا أرقامٌ صمّاء تحمل شواهدها وتتقدّم". وفي هذا السطر, تتحدث بصيغة الجمع مع العراقيين, في السطر الوحيد من الرواية كلّها. لتؤكد في صورةٍ أخرى ما ولّده شعور الفقد في نفسها, ما ولّده من إنتماء متأخر لبلادها التي ذهبت إليها على هيئة عدو مغتصب وعادت منها شعب جريح.

وحده الشجن كفيل بأن يفعل ما فشلت عنه جدّتها ويُربّيها جيّدًا. وحدها الخسارة التي كسرت ظهرها ربما تردم حفرة الهجرة والخيانة في نفسها.
"لم أجلب معي هدايا ولا تذكارات. لا أحتاج لما يذكّرني بها.
أقول مثل أبي: شُلّت يميني إذا نسيتك يا بغداد".
Profile Image for Sara Alawneh.
139 reviews133 followers
September 8, 2014
بقي اسم " الحفيدة الأمريكية " كناقوس الفضول ، يدقّ جنبات خاطري منذ قراءتي الأولى لإنعام كجه جي في " طشّاري " ، حتى أعلنت اليوم البِدء بها و إنهاءها ..

و بالمناسبة :) تستحقّ ذاك الفضول المُثار داخلي عنها منذ مدّة ..

الحفيدة الأمريكية ، رواية من قلب الحدث ، قصة زينة بهنام الساعور ، حفيدة عقيد في الجيش العراقي ، تركت بلادها مراهقة و عادت إليها بعد الغزو الأمريكي مترجمة في صفوف جيش الاحتلال ..
تفاجأت بأن لها أخاً في الرّضاعة يعمل مع جيش المهدي ، أخذ حبّه لبّ قلبها و عقلها .. عاتبها على أمريكيّتها و أفكارها و عملها و غطرستها و نظرتها للبلاد بعد غياب أكثر من 15 سنة ! إلّا أنّ ذاك لم يجدِ نفعاً معها ، و واصلت العمل في الجيش الأمريكي ..
تنتهي الرّواية بموت جدة الحفيدة الأمريكية " رحمة " حسرةً على ما آلت إليه زينة من عمل و تخابر و لباسٍ للزيّ الأمريكي ..

على الهامش : أكثر ما يغريني في القراءة لإنعام ، ذاك الكم الهائل من حبّ العراق الذّي تدسّه في صمّامات قلبي و أوعيته و حجراته ! و أعجب كلّ العجب لذاك البلد الأريب الذّي ذهب ضحية عنجهيّة الغرب و سطوة أمريكا و قرارات بوش و أنظمة صدام !

أختِم بما ختمت به إنعام : شلّت يميني إذا نسيتك يا بغداد
<3
Profile Image for R.f.k.
148 reviews190 followers
September 28, 2015
رواية آلمتنى حقاا تتحدث الغربة الانتماء للوطن
أي وطن هل تتحدث عن الوطن التي ولدت فيه وغادرت منه منذ ان كانت طفلة مع والديها
أو الوطن الذي تعلمت منه نشأت على ترابه وحصلت على الجنسية, هنا تذهب زينة لخدمه وطنها للعمل مع الجيش الامريكي كمترجمة
تذهب الى رأس مسقطها كجندية مقاتله..على هذة الارض التي عاشت فيها طفولتها
وهناك تقابل جدتها التى المت وصعقت عندما رأتها بالبلدله العسكرية للعدو..تاتيها حفيدها
وتعررف على أخيها من الرضاعه الذي يعمل بالجهه المقابله ..في جيش المهدي
الذي يعتبر خصم بلدها..والحرب تقف بينهم
كم هي مؤلمة الحرب
:(
*في الخامس والعشرون من اذار 2008 انتهى عقدي مع الجيش ولن أجدده
عدت من بغداد لم أحمل معي هدايا ,لن أسكب دموعا,لن ألقي نظرة اخيرة على أي بيت ولا جسر ولا نخلة.
*لم أجلب معي هدايا ولا تذكارات ولا أحتاج لمين يذكرني بها,أقول مثل أبي:شلت يميني اذا نسيت بغداد
Profile Image for إلهام مزيود.
Author 2 books1,084 followers
November 19, 2014
الكتاب الثاني من حملة #استرجل واقرأ 10 كتب

زينة أو الحفيدة الأمريكية كما جاء في عنوان الكتاب، قصة شابة مسيحية عراقية الأصل والمنشأ امريكية الجنسية اكتسبتها من خلال السنوات التي عاشتها هناك رفقة عائلتها الفارة من بطش نظام جثم على صدرها، عذب والدها لمجرد وشاية صغير من احد اصدقائه، جعل عائلتها تترك العراق هربا للأمان فكانت أمريكا الوجهة... غير أن زينة على عكس العائلة عادت إلى العراق لكن ليس شوقا الى الوطن الأم وانما على متن طائرة امريكية خلال الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 عادت بصفتها مترجمة تحمل الحرية لأبناء شعبها، جاءت من اقاصي الأرض لتخلصهم وزملاؤها من بطش دكتاتور فكان الدم العراقي مثل كل مرة هو الذي سقى الأرض والشعب هو من دفع الفاتورة.
هنا على أرض العراق اصبحت تعيش حياتين لا تدري لماذا هي مع .. ولماذا ضد ...ومازاد من تزعزع ايمانها بنبل القضية التي اتت من اجلها رفض جدتها القاطع والتي رغم حبها الشديد لزيونة كمان كانت تسميها غير أنها لم تتقبل فكرة انضمامها للجيش الامريكي المحتل ولو كمترجة لا دخل لها بالقتل والتدمير.
الجدة رحمة هذه العجوز التي اختزلت في قصصها وتصرفاتها تاريخ العراق الجريح، اولادها المشتتون في كل بقاع الارض في اوروبا والوطن العربي، وكأنه مكتوب على هذا الشعب ان لا تجتمع عائلاته مكتملة الافراد في جميع المناسبات، صارعت كثيرا من أجل ابقاء جذورها مغروسة جيدا في هذه الارض، حاولت أن تعيد تربية زينة وتعجنها عجيناعراقيا لا امريكيا لكن القبر سبقها لعجن جسدها تحت التراب...
الحفيدة الامريكية صراع بين الوطنية والعمالة، بين القتل والدمار وحلم السلام ،بين المقاومة والنذالة، بين التشتت ووالوحدة،بين الطائفية والالتفاف تحت راية الوطن... هي قصة شعب رسم حلما ليجد كابوسا خلف وراءه سوادا قاتما طغى على سماء العراق، كابوسا أسكت جميع الحناجر وخنقها ليطلق العنان لصوت التفجيرات والموت...
الحفيدة الامريكية تكتشف في الأخير أنها "كلب ذو بيتان" قدم في أمريكا وقدم في العراق، تنهي في الاخير عقدها مع الجيش لتعود إلى امريكا بعدما كفرت بما كانت تعتقد أنه مهمة نبيلة ذاهبة إليه، تعود إلى أمريكا مثقلة بشجن الذكريات تجترها بأسى وحزن...
الرواية رشيقة الأسلوب جميلة المعاني، استطاعت من خلالها الكاتبة ايصال فكرتها دون تكلف وبكل انسيابية ...
اقتباسات اعجبتني:
_ زوينة حبوبتي... هل هناك بلد على هذه الأرض، غير بلدنا، يتسلى أهله بذكريات القهر وهد الحيل؟
***
_ هل سرقوا نذور العذراء؟
_ لا أنا بعتها...
_ جدتي بعت ذهب العذراء؟
بقدرة قادر استعادت العجوز ضراوة صورتها:
_ وهل كانت العذراء، مبارك اسمها تحتاج إلى الذهب ونحن في ضائقة الحصار؟ بعت الذهب ودفعت لطاووس أجرة طقم الأسنان.
***
لا أحد يريد أن ينسى أو يساعد على النسيان، يجري المصورون إلى الأمهات وينصبون الكاميرات على عتبة الدمعة. الناس تحب قراءة الفجيعة وهذه المرأة أضعف من أن تقاوم رغبات القراء.
***
بكاء النساء هنا ليس هواية. بل طريقة حياة. رياضة يمارسنها بانتظام، فرادى و جماعات، للحفاظ على لياقتهن الروحية. تقوي الدموع عضلة القلب و تخفف من ضغط الدم. لها، أحيانا، مفعول يضاهي دوخة البيرة.

Profile Image for Lubna Ah.
100 reviews44 followers
October 12, 2016
" شلت يميني إذا نسيتك يوما يا بغداد " ، هكذا تنهي إنعام كجه جي روايتها ، بعدما ابتدعت شخصية بطلة الرواية كمجندة عراقية في صفوف جيش الاحتلال الأمريكي كمترجمة .


" زينة " الشخصية الروائية صاحبة الشخصية القوية و أقرب ما تكون المرأة الأمريكية المتحررة من المهاجرين العراقيين الهاربين من قمع السلطة البعثية لأمريكا ، أرادت أن تخوض في الحرب في صفوف العدو مقابل المال ، لكن زينة لم تعي يوما أن الولايات المتحدة هي عدو ، بل اعتبرت نفسها مواطنة أمريكية و لم تفهم يوما سبب بكاء والدها و والدتها على أنغام موال لسعدون جابر " اللي مضيع وطن وين الوطن يلقاه ؟ " ، و أخذت تسأل نفسها لماذا الحنين إذا لبغداد في حين يوما ، كانت بغداد و الوطن السبب في تكسير أضلعهم و سبب أشجانهم و أحزانهم ؟!

زينة حاربة المؤلفة ، و هي طريقة ابتدعتها الكاتبة ، كون أن بطلة الرواية في صراع هل تبدل وجهة نظرها للعراق و الحنين لدمائها و أصلها الآشوري البغدادي أم أنها أمريكية و تمثل دور المنقذ المطهر للوطن ؟! تنتصر المؤلفة بالنهاية على زينة ، و بحنين زينة لأصلها و بقيت " كلب ذو بيتين " ، لكن شتان بين البيتين ، " مكان الولادة بغداد . لون الشعر أسود ، العلامات الفارقة : شقيق في ديترويت و ستة إخوة في مدينة الصدر " ، لترحل في النهاية زينة عن بغداد و تنهي مذكراتها بجملة " شلت يميني إذا نسيتك يوما يا بغداد " ، لترحل و تحمل معها فقط ذكريات و دموع و حزن نساء بغداد ، و كأن " بكاء النساء هنا ليس هواية بل طريقة حياة " .

تخلو الرواية من أي ترابط و بناء لغوي فهي أقرب للغة المترجمة و مليئة بالأخطاء و الكلمات العجمية ، و خيال الكاتبة واسع و أفضل القول أنها متأثرة جدا بأفلام هوليوود ، أضحكتني الكاتبة على بعض الجمل و الكلمات البذيئة ، و لم يكن يتناسب مع فحوى الرواية ، كون الحرب و بغداد و ضحايها لها جزء من الوقار .
Profile Image for Batool.
942 reviews165 followers
December 24, 2012
من الروايات القليلة التي تنقلني لمحلّ مجرى الأحداث.
البنت الكلبة التي تملك بيتين لا أمن لأي منهما، ضائعة، تعتقد أنها ستعود لنفسها مع التجنيد في الجيش المعادي لوطنها.
وطنها الذي هرب منه والدها بعد أن كُسرت روحه قبل أسنانه.
معاناة عراقية تحمل الجنسية الأمريكية، تعود لبغداد كمجنّدة مترجمة للجيش الأمريكي.
قُصمت حياتها لما قبل / وبعد بغداد.
وصفت نفسها "مكان الولادة: بغداد. لون الشعر: أسود. العلامات الفارقة: شقيق في ديترويت وستة إخوة في مدينة الصدر".
تنعي في آخر الفصول حبّ أحمق، وقلب سقط في هوّة لا رادم لها.
البكاء وسراديق العزاء الذي تراها وكأن الموت في العراق روتين يوميّ.
أختم كما ختمت انعام "أقول مثل أبي: شُلّت يميني إذا نسيتك يا بغداد".
رائعة.
Profile Image for ريم الصالح.
Author 1 book1,283 followers
December 23, 2016
رواية عراقية موصلية بامتياز. تحكي العراق خلال الاحتلال، على لسان العراقية/الأميركية زينة.
شخصية زينة التي تنشطر بين نخل العراق وماء دجلة ورائحة الجدة، وبين أصدقائها من الجيش الأميركي وصديقها كالفن وديترويت. هذه الحالة الحالكة في أن تنشطر إلى نصفين فلا تعود كما كنت؛ هي تماماً ما تدور حوله الرواية.
أعتقد بأن إنعام كجه جي أبدعت في تشريح مثل هذه الحالة. الرواية نابضة وساخنة في اليد. أنصح طبعاً بقراءتها.
Profile Image for إلهام مزيود.
Author 2 books1,084 followers
April 25, 2014


زينة أو الحفيدة الأمريكية كما جاء في عنوان الكتاب، قصة شابة مسيحية عراقية الأصل والمنشأ امريكية الجنسية اكتسبتها من خلال السنوات التي عاشتها هناك رفقة عائلتها الفارة من بطش نظام جثم على صدرها، عذب والدها لمجرد وشاية صغير من احد اصدقائه، جعل عائلتها تترك العراق هربا للأمان فكانت أمريكا الوجهة... غير أن زينة على عكس العائلة عادت إلى العراق لكن ليس شوقا الى الوطن الأم وانما على متن طائرة امريكية خلال الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 عادت بصفتها مترجمة تحمل الحرية لأبناء شعبها، جاءت من اقاصي الأرض لتخلصهم وزملاؤها من بطش دكتاتور فكان الدم العراقي مثل كل مرة هو الذي سقى الأرض والشعب هو من دفع الفاتورة.
هنا على أرض العراق اصبحت تعيش حياتين لا تدري لماذا هي مع .. ولماذا ضد ...ومازاد من تزعزع ايمانها بنبل القضية التي اتت من اجلها رفض جدتها القاطع والتي رغم حبها الشديد لزيونة كمان كانت تسميها غير أنها لم تتقبل فكرة انضمامها للجيش الامريكي المحتل ولو كمترجة لا دخل لها بالقتل والتدمير.
الجدة رحمة هذه العجوز التي اختزلت في قصصها وتصرفاتها تاريخ العراق الجريح، اولادها المشتتون في كل بقاع الارض في اوروبا والوطن العربي، وكأنه مكتوب على هذا الشعب ان لا تجتمع عائلاته مكتملة الافراد في جميع المناسبات، صارعت كثيرا من أجل ابقاء جذورها مغروسة جيدا في هذه الارض، حاولت أن تعيد تربية زينة وتعجنها عجيناعراقيا لا امريكيا لكن القبر سبقها لعجن جسدها تحت التراب...
الحفيدة الامريكية صراع بين الوطنية والعمالة، بين القتل والدمار وحلم السلام ،بين المقاومة والنذالة، بين التشتت ووالوحدة،بين الطائفية والالتفاف تحت راية الوطن... هي قصة شعب رسم حلما ليجد كابوسا خلف وراءه سوادا قاتما طغى على سماء العراق، كابوسا أسكت جميع الحناجر وخنقها ليطلق العنان لصوت التفجيرات والموت...
الحفيدة الامريكية تكتشف في الأخير أنها "كلب ذو بيتان" قدم في أمريكا وقدم في العراق، تنهي في الاخير عقدها مع الجيش لتعود إلى امريكا بعدما كفرت بما كانت تعتقد أنه مهمة نبيلة ذاهبة إليه، تعود إلى أمريكا مثقلة بشجن الذكريات تجترها بأسى وحزن...
الرواية رشيقة الأسلوب جميلة المعاني، استطاعت من خلالها الكاتبة ايصال فكرتها دون تكلف وبكل انسيابية ...
اقتباسات اعجبتني:
_ زوينة حبوبتي... هل هناك بلد على هذه الأرض، غير بلدنا، يتسلى أهله بذكريات القهر وهد الحيل؟
***
_ هل سرقوا نذور العذراء؟
_ لا أنا بعتها...
_ جدتي بعت ذهب العذراء؟
بقدرة قادر استعادت العجوز ضراوة صورتها:
_ وهل كانت العذراء، مبارك اسمها تحتاج إلى الذهب ونحن في ضائقة الحصار؟ بعت الذهب ودفعت لطاووس أجرة طقم الأسنان.
***
لا أحد يريد أن ينسى أو يساعد على النسيان، يجري المصورون إلى الأمهات وينصبون الكاميرات على عتبة الدمعة. الناس تحب قراءة الفجيعة وهذه المرأة أضعف من أن تقاوم رغبات القراء.
***
بكاء النساء هنا ليس هواية. بل طريقة حياة. رياضة يمارسنها بانتظام، فرادى و جماعات، للحفاظ على لياقتهن الروحية. تقوي الدموع عضلة القلب و تخفف من ضغط الدم. لها، أحيانا، مفعول يضاهي دوخة البيرة.
Profile Image for محمود المحادين.
283 reviews41 followers
July 25, 2018
خلال يومين سافرت بين أوراق رواية(الحفيدة الأمريكية)للكاتبة الفرنسية الإقامة,عراقية الأصل (انعام كجة جي)...أسلوبها في القفز الزمني مدهش,فقرة عن الحاضر ثم فقرة عن الماضي وهكذا حتى يجتمع لدى القارئ في العشرين صفحة الأخيرة ملخص للأحداث كلها مجتمعة وواضحة طاردة جميع التفسيرات التي قد يذهب إليها القارئ....سافرت معها من ميتشغن إلى نيويورك إلى الموصل وبغداد وتكريت فعمان والجاردنز ودير غبار !!!انسقت معها إلى حيث أخذتني أحداث الرواية المتسارعة....الملفت في الرواية هو قدرة الكاتبة على تحييد السياسة والحب عن جميع الوقائع فهي لم تبك ولم تظهر أي عاطفة طوال تسلسل الأحداث سوى في مشهدين:الأول عندما استقبلها والدها وشقيقها في المطار والثاني في جنازة جدتها رحمة!!!باستثناء هذين الموقفين كانت الكاتبة كلما شعرت بأنها ستنزلق نحو عاطفتها وغريزتها الأنثوية كانت تضرب نفسها على راسها لتصحو وتنبه نفسها بأنني لم أخلق للعاطفة ولا يمكن أن أكون كباقي النساء دمعتي جاهزة للنزول كلما شاهدت جثة أو إمرأة ثكلى بزوجها وأبنائها....حتى في الأسطر التي عرجت عليها في قصة حبها ل مهيمن كانت صلبة كنخيل بغداد ولم تنحني لسمرته ولم تظهر له سقوطآ كاملآ في حبه وهيامه وعشق رجولته بل كانت تخفي في صدرها براكين عاطفتها بسخرية سوداء تخفي تحتها أعظم حب كان الموت مصيره قبل أن يولد......تركت الكاتبة مساحات شاسعة للقراء في كثير من المواقف ولم تطرح وجهة نظرها تاركة لنا الحكم كأنها تتجنب الخوض في المجادلات العقيمة حول حقيقة الحرب في العراق وحقيقة العدو من العميل من الجاسوس من المتواطئ,فهذا لم يكن هدفها بل كان هدفها الذي صبت عليه جام ابداعها هو اظهار المعاناة الإنسانية في الحروب سواء على الجيش الأمريكي أو العراقيين المقيمين تحت نير الحرب أو أولئك الذين تبعثروا في أصقاع الأرض لاجئين وهاربين وملاحقين ومطرودين وفاقدين لمفهوم العائلة والإجتماع الأسري تمامآ......زينة برأيي لم تكن بطلة الرواية فالحياة علمتها أن تكون قاسية والتجارب صنعت منها امرأة حديدية ولكن ربما تنسب البطولة إلى جدتها رحمة ورفيقة دربها طاووس لأنهما كانتا جبارتين للصمود في هذه الظروف وبعد كل هذه الخسائر.............الرواية تستحق القراءة لعدة أسباب ولكن أهمها هو بعد الكاتبة عن الأحداث وتركيزها على البعد الإنساني لهذه الأحداث فهي في النهاية نجحت في ايصال فكرة جوهرية وهي أن لا رابح في الحرب....في الحرب الكل خاسرون....
Profile Image for أحمد شاكر.
Author 5 books660 followers
January 1, 2014
إنعام كجه جي. إسم، لم أسمع به من قبل. لكنه يشد الانتباه. كما غلاف الرواية تماما: (لوحة شاي العصر للرسام العراقي فيصل لعيبي). من هي؟ جاءني جوجل بنتائج لا تغني. نفس ما هو مكتوب علي ظهر الرواية، تقريبا. إن نهمنا للقراءة لا يجعلنا نكتفي بسطر أو سطرين عن اسم ما، أو شيء شد انتباهنا. إنعام كجه جي، صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس. صدر لها (لورنا) سيرة روائية عن المراسلة البريطانية لورنا هيلز. و (العراق بأقلامهن)، وهو عن محنة العراق بأقلام نسائية. و(سواقي القلوب) رواية. أما (الحفيدة الأميركية) فهي واحدة من ست روايات اختيرت علي اللائحة القصيرية للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2009. وصدر لها مؤخرا رواية تحمل اسم (طشاري).
العراق. المحنة والخراب. الحنين والشجن. الهوية والانتماء. إنها عناصر الرواية الأبرز. تتناول إنعام الموضوع بحرفية عالية. كل شيء في الرواية بقدره. لا ملل.
بداية: "تهزني جدتي رحمة جيئة وذهابا بعد أن تجلسني بمواجهتها في حضنها الدافئ. صدري الهش الصغير يقابل نهديها المترعين بالعافية، يطفحان من صدريتها القطنية البيضاء التي تفورها بالماء المغلي والصابون المبشور كلما اصفرت من العرق." . بداية من بعيد. من أغوار الذاكرة. الجذور. بيت العائلة. مسقط الرأس. الوطن: أرض الرافدين. بداية تشدنا للطفولة، ورحيقها. جعلتني أمسك بالقلم وأكتب فورا: (أمام باب غرفتها). قصة قصيرة عن جدتي.
الجدة (رحمه): حاضرة علي طول السرد. تتقاسم الجو مع الحفيدة. وفي الخلفية منظر الحرب، الدمار. العراق وهو يحترق. وهو خراب.
بطلتنا (زينة)، عراقية تقيم بأميركا. تعود إلي العراق كمجندة بصفوف الجيش الأميركي، تعمل كمترجمة.
بعد أسبوع من أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أعلنت (الإف. بي. آي)، عن حاجتها إلي مترجمين عرب. فتقدمت (زينة) للوظيفة بلا تردد، وأجرت اختباراتها، وقُبلت. زينة لم تنسي لغتها الأم، لغة الأجداد. كانت تطلع دائما علي كتابات بالعربية. ومثل كل المهاجرين فاسطوانات كاظم، وأم كلثوم، وفيروز متكدسة في شقتهم. وأبوها الذي يحب القراءة بصوت عال كان له دور.
(قامت الحرب من دوني) هكذا تقول. لم يستدعوها بعد. فأصبحت من عبدة التلفاز. تعاقر نشراته الاخبارية. ورغم حماستها للحرب إلا أنها كانت تتألم. تسأل نفسها: هل أنا منافقة،أميريكية بوجهين؟ أم عراقية في سبات مؤجل؟
واستدعت أخيرا للذهاب إلي الحرب. وأنهيت الاجراءات العسكرية، وتسلمت زيها الرسمي. (السراويل والقمصان الخاكية). وخيط اسمها علي البذة العسكرية.
رافقها في رحلتها (نادية) المصرية و(رلي) اللبنانية. اللتان لن تتحملا المكث في العراق بعد ذلك..
ها هي الآن تشم رائحة العراق. وصلت بعد رحلة إجهاد. تختار لهذا الفيلم عنوان: (العو��ة المتأخرة). وفيه تعود البطلة إلي الأرض التي غادرتها قبل خمس عشرة سنة، لا عودة زائرة مشتاقة إلي مسقط رأسها بل جندية إلي أرض قتال..
تحكي زينة عن لحظة الوصول. والليلة الأولي التي نامتها في صالة المطار. والأيام التي تلتها في قصر صدام القريب من المطار.
بعد ذلك رُحلت إلي تكريت (بلد صدام). المدينة التي ترفع أبناءها إلي السماء، حين تشاء، أو تخسف بهم الأرض إلي جهنم. وفي طريقها تمر بسامراء، حيث تاريخها الخاص: السفرات المدرسية، وبنات السادس الابتدائي، والراهبة الفرنسية التي تقوم بدور برج المراقبة، والملوية التي ارتقت درجاتها حتي القمة وهي دون العاشرة.
وماذا عن استقبال العراقيين لهم، تقول:
لم أكن قد فكرت كيف سيستقبلنا العراقيون. لكن ما رأيته في القنوات الأمريكية لم يكن محبطا. هذا شعب متحمس لتغيير النظام، يحلم بالحرية ويرحب بقدوم الجيش الأميركي. لماذا إذا تطفح العيون السود البارزة من شقوق العباءات بكل هذا الصد؟ نظرات لا تعكس ألفة وفرحا. كأن الحزن بؤبؤها.
ومرة أخري، كان الأطفال يلوحون لنا بينما كانت نظرات الرجال تحاصرنا، مفعمة بالشك والنفور، وكأن لسان حالهم يقول: (ها هم الأوباش قد جاؤوا)!
وعرفت الجدة، من ابنتها، أن حفيدتها هنا في العراق. عندها شغل. ففرحت وهلهلت لهذه المفاجأة. واتصلت زينة بجدتها، وكذبت عليها حين قالت لها إنها مندوبة من الأمم المتحدة لمراقبة المهمات الأميركية. فالجدة تري بأنه غير جائز لحفيدتها أن تشتغل مع الأمريكان. رغم أن الكل يشتغل معهم في العراق.
بعد يومين تصل الجدة إلي تكريت، لزيارة حفيدتها، قادمة من بغداد في سيارة يقودها حيدر الذي كانت تسميه الجدة، ابنها الصغير، وأخو زينة في الرضاعة، وابن طاووس، التي تعتمد عليها الجدة كليا في أمورها الحياتية والشخصية.
بعد أشهر ستذهب لزيارة جدتها، بعد احتفالات أعياد الميلاد..
وفي تكريت أصبحت زينة مستشارا ثقافيا. تسمع وتترجم وتكتب، وتقدم المشورة. بلا أي تأثر أو عواطف. وليلا كان عليها أن تشارك في دوريات المداهمة للبيوت، التي يحتمل أنها تؤوي ارهابيين.
بعدها انتقلت إلي المنطقة الخضراء ببغداد، حيث القرب من جدتها. نصف ساعة بالسيارة. وعندما رغبت في زيارتها لم يكن هناك من حل، لإبعاد الشبهة عن بيت جدتها، سوي مداهمة بيتين أوثلاثة، أحدهم بيتها. بحجة البحث عن مطلوبين.
وهنا ينكشف السر. وبعفوية تامة تنطق الجدة: لا وفقك الله يا زينة يا بنت بتول... ليتني مت قبل دخولك علي هذه الدخلة السودة. ولم تعد بعدها لزيارة الجدة في بيتها. لقد طمئنتها الجدة أنها في مأمن. فـ (مهيمن) ابن طاووس الذي كان أسيرا في حرب إيران، وهو اليوم في جيش المهدي، أوصي بها جماعته..
لم يفارق (اللاب توب) زينة. صديقها الأقرب. تكتب عليه رسائلها إلي (كالفن)، صديقها بأميركا، وتتلقي عليه سيلا من النكات السياسية المرة كل يوم. تقول: صار العراق مصنعا للنكات. مصنفات كردية ودليمية ومصلاوية وناصرية وقصص محششين. لكل طائفة مؤلفوها المتخصصون في النكات التي تسخر من الطائفة الأخري. نكات علي الرئيس وعلي السياسيين الذين جاؤوا في معيتنا. كلهم عراة ومتساوون تحت عباءة النكتة. إنها الديموقراطية الوحيدة التي تحققت هنا.
أخذت زينة أجازة من الجيش لمدة أسبوعين. وتوجهت إلي عمان للقاء جدتها التي ستجري عملية لتغيير مفصل الركبة.
وصلت الجدة يصحبها مهيمن، أخو زينة الآخر. لقد أعطتها أمه ثديها، عندما مرضت أمها بالتيفوئيد..
مفارقة: مهيمن (رجل من جيش المهدي)، يصحب عجوز (نصرانية) للعلاج بعمان، وبها تلتقي بحفيدتها القادمة من (أميركا)..
وتحب زينة مهيمن!
أحببت اسمه قبل أن أحبه. كان هو الشص الذي سحبني إلي توتر شخصيته وأسلوبه الخاص في الكلام. شخص نسيج وحده. وتتسائل: هل أحببته لصفاته أم تحديا لقدرتي علي الاقتراب من خصومي؟
ومهيمن يرفض حبها، لكنه لا يمانع في أن يتزوجها أخوه حيدر، بعقد شكلي، لكي يهج إلي أميركا.
"يفتح مهيمن عينيهه فزعا عندما يسمعني أقول إنني لا أؤمن بالحليب الذي يؤاخي الغرباء، ولا بعقود الزواج الأبيض، ولا بالاستحرامات التي تفسد الصبوات. لايفهم أن امرأة حرة مثلي لا تحتاج إلي أكثر من أن يقرب جمر عينيه منها فتتقد الشرارة ويتهاوي التابو.."
تحكي زينة لمهيمن كل شيء، وتتكتم علي عملها الحالي. تراقب بشائر انقلابه العاطفي عندما تكلمه عن (كالفن). وتتسائل: هل كان علي أن ألبس الخاكي، وأن أدخل جيشا وأخوض حربا كي ألتقي به؟
الموت. هو عنوان الفصول المتبقية من (الحفيدة الأميركية). تقول: يصل الموت إلي حافات أسرتنا وينزرع تحت المخدات والأقدام. أمر بالعيادة الطبية وأنا خارجة إلي عملي فأري الحراس يسحبون من شاحنة نقالة جثة مغطاة بشرشف أو سترة عسكرية. بدأ الموت يقترب ويلصق الشرائط السود علي أسماء أعرفها. رفاق أتقاسم وجباتي معهم عل مائدة واحدة. ومن قال بأن الحرب نزهة. لذلك لم تحزن عندما انتهي عقدها مع الجيش. وعادت إلي ديترويت. وحياتها منشطرة نصفين، ما قبل بغداد، وما بعد بغداد. حاولت التعايش لكن مزاجها لم يعتدل. فسعت لتوقيع عقد ثان لتسافرإلي العراق. وسافرت فعلا..
ولم يهدأ الموت. واختطف ثلاثة من رفاقها غرب المحمودية. وسيطرت حالة من السخط في المعسكر..
واستمرت في مراسلة مهيمن متظاهرة بأنها ما زالت في ديترويت. وكانت آخر مرة قابلته فيها يوم طلبتها طاووس علي عجل، قالت لها إن جدتها تعاند وترفض الأكل. وكانت مقابلة محزنة. دار بينهما حوار هذا آخره:
- لماذا جئتم؟
- خلصناكم من صدام.
- طردتم كينغ كونغ من المدينة وقبضتم ثمنه العراق كله..
ماتت الجدة. "ماتت من الحسرة" حسب نشرة طاووس الاخبارية. ماتت بسبب عاري. عار الحفيدة الأميركية.
وذهبت متخفية، لحضور صلاة الجناز في الكنيسة. واندست بين النسوة المتشحات بالسواد في الصفين الأمامين. لكن أمرها انكشف. فنسيت النساء جثمان الجدة، ورحن يتناوبن علي احتضانها وتقبيلها. لكن الكاهن نهرهن فعاد الهدوء ثانية.
ليت مهيمن كان هنا لأبكي مثل النساء علي صدره.
في اليوم الخامس والعشرون من آذار 2008 انتهي عقدها مع الجيش ولم تجدده. تقول: عدت من بغداد بهذه الحصيلة. شجن مثل عسل مصفي. ثقيل ولزج وشفاف، يفيد في ليال الأرق ويحرض علي كتابة الشعر..
لم تذهب إلي البيت مباشرة، لكنها نزلت في مطار واشنطن لتزور مقبرة آرلنغتن. ومن المطار اشترت قدح قهوة، منقوش عليه تاريخ العشرين من كانون الثاني 2009 آخر يوم لبوش في الحكم. سيذهب وتبقي اللعنة تلوث مياه النهرين لعصور قادمة..
بعد أن وصلت البيت واغتسلت وضعت بدلتها الخاكية في كيس ورمتها في برميل المطبخ..

وبعد..
هل عرف العراق حريته؟
وهل نما زرع ديموقراطية أميركا في أرضه؟
كيف هو العراق الآن؟
Profile Image for Qahtan Aljazrawi.
421 reviews42 followers
November 13, 2017
الحفيدة الامريكية

رواية للصحفية العراقية انعام كجه جي ، رشحت في القائمة القصيرة لجائزة البوكر بنسختها الثانية لعام ٢٠٠٩ ، لكن الرواية لم تصمد امام عظمة رواية عزازيل للأديب المصري د.يوسف زيدان التي خطفت الجائزة بجدارة و استحقاق.

الحفيدة الامريكية هي زينة بطلة الرواية و التي تسرد بلسانها محنة أزدواج الجنسية و الشخصية ، و صراع الذات بين وطنين اثنين العراق و اميركا ، انخرطت زينة في سلك الترجمة بعد احداث ١١/سبتمبر لتلتحق في صفوف الجيش الامريكي الغازي لبلدها العراق .

تنتمي زينة للطائفة الآشورية للديانة المسيحية ، هاجر أبويها من العراق الى اميركا ، والدها صباح شمعون بهنام كان مذيعاً و ملم بالشعر العربي ، اقتيد الى زنازين و اقبية امن الدولة -أمن منطقة السعدون- و خرج من غياهب المعتقل المظلمة ، مكسر الأضلاع و مهشم الأسنان عن تهمة لم يقترفها ، لا تتعدى الاشتباه في المساس بامن الدولة .

تركت زينة الشابة مدينة ديترويت في ولاية مشكن الامريكية التي ترعرعت بها ، لتلتحق بالجيش الامريكي بوظيفة مترجمة ، تركت مدينة دترويت و والدتها بتول و اخيها الذي يصغرها يزن و صديقها الامريكي كيلفن ، اغراها قيمة العقد المبرم مع شركات الترجمة التي تكاثرت و تناسلت في مدينتها ، جل هدفها في هذه الوظيفه مادي ، لرفع البؤس و العوز الذي اصاب عائلتهم المهاجرة الى بلاد الغربة ، رغبتها في معالجة سعال أمها التي تُكثر من تدخين السكائر الرخيصة ، و أن تعالج ادمان اخيها يزن في المصحات الصحية .

جدها من جهه الام العقيد يوسف فتوح الساعور كان عسكري في الجيش العراقي ، انتهى به المطاف الى الإحالة للخدمة المدنية بعد ان نال رتبة عقيد في الجيش ، ديانته المسيحية الكلدانية لم تقف عائق امام وطنيته و حبه لمهنته العسكرية و ولائه الوطني ، وصول الزعيم عبدالكريم قاسم الى سدة الحكم بعد انقلاب او ثورة ١٩٥٨ على النظام الملكي في العراق ، احال العقيد الى الوظيفة المدنية ، و بقى يعتز ببزته العسكرية حباً و تقديراً و تعلقاً بالجيش و الوطن .

التقت حفيدة العقيد المتقاعد يوسف الساعور جدتها رحمة زوجه العقيد ، استشاط الجدة غيظاً عندما رأت حفيدتها ترتدي البدلة العسكرية الأمريكي لجنود الاحتلال ، لم تخفِ امتعاضها رغم الشوق الذي عٓمِر صدرها للقاء حفيدهتها بنت بنتها بتول ، بعد فراق دام خمسة عشر سنة من الفراق.

اسلوب الرواية رشيق و رائع و سلس ، ابدعت المؤلفة في التنقل في الزمان و المكان ، القارئ لا يشعر سرعة التنقلات ما بين ديترويت و بغداد و الموصل و تكريت ، و التنقلات الزمنية جاءت بسيطة من السهل و اليسر مضغها و استيعابها ، تخللت الرواية بعض المصطلحات العراقية باللهجة العامية و الكلمات الموصلية .

تعلقت زينة الامريكية بحب شاب عراقي من مدينة الثورة ( مدينة الصدر حالياً) منخرط في جيش المهدي المناهض للاحتلال الامريكي ، أحبته من صميم قلبها و كأنها أحبت فيه بلدها الأصلي العراق ، مهيمن ابن الأمرأة طاووس التي أرضعت زينة حليب ثديها وهي في عمر الشهرين بعد اصابه ام زينة بمرض اليفوئيد ، اضحى لها اخ في الرضاعة جنباً الى جنب اخوته الستة ، احست زينة ان مهيمن هو حبيبها و فارسها و لم تبالِ بانه في الحقيقة شقيها بالرضاعة .

( شلت يميني اذا نسيتك يا بغداد ) بهذه العبارة ختمت انعام ملحمتها الروائية لتصف حب و تعلق كل العراقيين المهاجرين في بلاد المنفى ، حبهم و تعلقهم بوطنهم الام العراق و مدينة الزوراء بغداد الرشيد ، رغم الشتات و المصاب و الهجر الذي تعتق في صورهم .

ملاحظة تصحيحية
————————
في الصفحة ٤٧ من الكتاب يوجد خطا في اسم البنت المصرية المترجمة التي رافقت كوكبة الجنود الأمريكان من القاعدة العسكرية في ألمانيا و المتجهة الى مطار بغداد ( مطار صدام سابقاً ) ، الاسم الصيح هو نادية و ليس فادية، وهي شخصية ثانوية في الرواية .
Profile Image for باسمة العنزي.
Author 6 books200 followers
November 15, 2010
لغة الأشياء / مدن تقطع رؤوسها
| باسمة العنزي |
«السجون أماكن لا تصلح للسينما، رغم كل ما صوروه فيها من أفلام. ليس الألم هو البطل بل الإذلال»*.
***
«شعرت بالبرد والوحدة.بالوحشة التي تنهش الجنود العائدين وهم يسيرون على عكازات، أو يسحبون وراءهم ساقا معطوبة. ولم أكن معطوبة في جسدي لكن مواضع في ذاكرتي كانت تؤلمني. وحقيبتي القماشية الخضراء ثقيلة. والناس من حولي يتعانقون ويسرعون الى مستقبليهم. وزينة الميلاد ما زالت تتدلى من سقف المطار».*
المقطع السابق من رواية «الحفيدة الأميركية» للروائية الفرنسية من أصل عراقي أنعام كجه جي، والصادرة قبل عامين والتي لم اقرأها بسبب عنوانها الذي لم يحمل أي جاذبية بالنسبة لي!
الرواية بطبعتها الأنيقة عن دار الجديد وبغلافها الأخضر ولوحة «شاي العصر») للتشكيلي فيصل لعيبي، لم تنجح في استثارة حماسي لتصفحها طوال عام كامل. لكن ما إن فككت الحصار المعنوي عنها، وبدأت بها حتى تيقنت أن عنوانها غير الجذاب كان الأنسب لها!
الرواية تدور في أجواء العراق الحالي، «زينة» ابنة المهاجر العراقي الأميركية تعود لمسقط رأسها «الموصل»، كمترجمة ملتحقة بالجيش الاميركي.
المجندة الأميركية من أصل آشوري زينة القادمة من ديترويت كمترجمة، تزور جدتها الكلدانية «رحمة»، الرافضة بشدة لدخول القوات الأميركية العراق، تكتشف زينة أن لها أخا بالرضاعة في جيش المهدي وأخا آخر يحلم بالهجرة الى الولايات المتحدة، وما بين ديترويت وبغداد والموصل وعمان والمدينة الخضراء، تكتمل فصول الرواية المكتوبة بلغة شيقة ورائعة قادرة على أسر انتباه القارئ، والتجول معه بحذر بين الصفحات المشبعة برائحة الدخان والمزابل والموت.
«الحقيقة الكاملة هي أن العراقيين يعتبرون رفاقي محتلين، جنودا يؤدون خدمتهم العسكرية وينفذون الأوامر. لا يد لهم في قرار الحرب. مثل الجنود العراقيين في حرب ايران وغزو الكويت. أما أنا فيرونني عميلة. تفتحت عيناي على لوحة كالحة تؤذي البصر. هل تراني جدتي هكذا؟ وطاووس وابنها حيدر؟ هل سيكرهني مهيمن ويتمنى موتي؟»*.
انعام كجه جي لا تطرح الكثير من التساؤلات، ولا تقدم أجوبة معلبة بقدر ما كانت تحاول الولوج لمشاعر أبطالها وعلاقتهم بالحدث عبر خيط الانتماء والطفولة والغربة. ربما أخفقت في بعض الأحيان في تقديم أسباب منطقية لبعض الأحداث في عملها، مثل تحول مهيمن من الشيوعية الى الإرهاب، وإعجاب زينة المفاجئ بمهيمن أخوها بالرضاعة، أو حتى جفاء الجدة رحمة المتصاعد تجاه حفيدتها.
«يقول ان الهجرة مثل الأسر، كلاهما يتركك معلقا بين زمنين، فلا البقاء يريحك، ولا العودة تواتيك.أما أنا فأرى الأمر بشكل مختلف. أقول له ان الهجرة هي استقرار هذا العصر، والانتماء لا يكون بملازمة مسقط الرأس».*
زينة «المواطنة العالمية» في الرواية تعلق الشرائط الصفراء للغائبين،ترتدي العباءة، في زياراتها للجدة رحمة المسيحية الكلدانية الرافضة عمل حفيدتها مع الجيش، ترسل الايميلات لحبيبها الأميركي، تؤرخ الأحداث في مدن تقطع رؤوسها بأيدي أبنائها، وتدخل مع القوات ليلا في مداهماتهم البيوت لتترجم العبارات المتوترة. الغريب أنها لا تشتاق لحياة الأمن والعائلة والاستقرار في بلدها الثاني، وتعمل على محاولة إعادة تجديد عقدها مع الجيش عند انتهائه، رغم قسوة الظروف المعيشية في العراق!
رواية «الحفيدة الأميركية»، تستحق القراءة لأكثر من سبب أهمها موضوعها المغاير ولغتها العالية المستوى... وليس من بين الأسباب اختيارها كواحدة من ست روايات على اللائحة القصيرة للبوكر العربية عام 2009!

* المقاطع من رواية «الحفيدة الأميركية» عن دار الجديد، الطبعة الثانية 2009.



Profile Image for Ahmed M. Gamil.
158 reviews243 followers
September 30, 2014
رواية رائعة طافحة بالمعاناة والتمزّق بين وطنين ككلب ذو بيتين كما تقول زينة بطلة الرواية..

تظل نقطة ضعفي تلك الروايات المتعلقة بالأوطان والاضطرار إلى مغادرتها مع وجود الحنين إليها وجود الروح في الجسد..

تعجّبتْ زينة من حنين أبيها إلى بغداد التي كسّرت كلابها أسنانه وحطمت جسده لكن إذا وُجد السبب بطل العجب وانتقلت عدوى الحنين إليها بالنهاية..

يتجلّى مظهر التمزّق أشد التجلّي في مظهر بتول أم زينة وقتما كان المتجنسون بالأمريكية الجدد يرددون النشيد الوطني لبلادهم الجديدة.. سامحني يا أبي.. يابا سامحني.. كدت أبكي حينها والله.

أبو بتول، جدّ زينة، الذي كان وطنياً حتى النخاع.. ذلك الذي كان يقدس البزة العسكرية والذي ظل مشتاقاً ومنتظراً أن يعود إلى ارتدائها بعد أن أُحيل إلى المعاش في الأربعين.. كلما رآه جيرانه يلمّع في نجوم بزته العسكرية أيقنوا أن الاحتفال بيوم الجيش قد قرُبَ.

أمّا رحمة التي أتعبت العذراء والقديسين معها في رجاءاتها العديدة فهي ذلك الحضن المنسيّ في العراق الوتد المغروس بأرضها التي فجعتها عودة ابنة ابنتها في الزيّ الرسميّ للاحتلال وماتت كمداً من حسرتها في النهاية.

ترتبط كثيراً ككقارئ بشخصيات الرواية كطاووس التي لازمت رحمة الجدّة إلى آخر يوم في حياتها.. طاووس التي تمتلك أصابعاً ذهبية ذات مهارات عديدة تذكرني، شخصياً، بإحدى قريباتي التي رافقت جدتي إلى آخر أيامها.. ذلك التشابه كان مساعداً لي في التآلف بسرعة مع طاووس.. كنت أراها دائماً في صورة قريبتي تلك.

ومهيمن الذي انجذبت له زينة فكان تكملة للصراع والانشقاق الذي عانت منه الفتاة وكأن القدر قد رسم لها تناظراً فجّاً في كل شيء.. فهناك في أميركا وطن.. وهنا في العراق وطن.. وهناك صديق.. وهنا صديق.. هناك أمٌ وهنا أمٌّ.

وتبقى جملةً تتردد في أعماق عقلي: "تقوم الحروب على أساس التفرقة والتنازع بين البشر وتتوقف وتحت السطح أحقاد ومشاريع مؤجلة للانتقام.. وحدهم الموتى هم من يبقون موحَّدُون .. وحدهم الموتى هم من يشهدون نهاية الحرب"

وأخيراً، شُلّت يميني إذا نسيتك يا بغداد.

Profile Image for Saif AL Jahwari.
225 reviews11 followers
October 29, 2021
الرواية قصتها جميلة تتناول "اضطراب الهوية" الذي تعيشه زينة الأمريكية الجنسية العراقية الاصل التي تعود للعراق للعمل كمترجمة للجيش الأمريكي، ورغم سلاسة الكتابة والاحداث، الا ان الرواية تنتهي في نفس النقطة التي بدأت منها، فزينة ما تزال تبحث عن نفسها فهي رغم تعلقها بالعراق تهجره مجدداً في نهاية مهمتها مع ندم بسيط على مشاركتها في الحرب .. أعتقد انه "كان بالإمكان أفضل مما كان" في هذه الرواية.
Profile Image for Safa Dalal.
533 reviews87 followers
October 11, 2017
ويختم مالك الحزين النقاش بعبارة لا يحيد عنها:"
أكلنا خرا يا زينة
الجيش أفسد أخلاق شكسبير ، ايضا"
كانت سريعة و مقتضبة وما بتفش الغل .
Displaying 1 - 30 of 455 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.