What do you think?
Rate this book


195 pages, Paperback
First published January 1, 2008
و رغم حماستي للحرب أكتشف أنني أتألم ألما من نوع غريب يصعب تعريفه. هل أنا منافقة. أمريكية بوجهين؟ أم عراقية في سبات مؤجل مثل الجواسيس النائمين المزروعين في أرض العدو منذ سنوات؟ لماذاا أشعر بالإشفاق على الضحايا و كأنني تأثرت بالأم تريزا؟تحكي عن شابة أمريكية عراقية انقسم عمرها بين خمسة عشر عاما في نار العراق و مثلهم في نار أمريكا و لكنها تعتبر نفسها أمريكية. قبلت العمل كمترجمة لجيش الاحتلال الأمريكي الذي كانت تظنه جيش التحرير و لكن تأتي الأحداث باهتة جدا في رؤيتها لأمريكا و للعراق و للجيش و لجدتها و أسرتها العراقية سواء في أمريكا أو لجدتها في بغداد.
كلهم متأثرون بها. يقولون ليلى في العراق مريضة. يتوارثون العبارة و يرددونها مثل تميمة من التمائم. فلا هم يشفون و لا ليلى تموت. و ها هو واحد من مجانينها يجلس على مسافة شبر من رغبتي و يخاطبني بـ يا أختي. إن له كل صفات العراقيين الممسوسين بالنار الأبدية. أنصاف الآلهة و أبناء ماء السماء. سحرة النساء بالأحزان الدفينة و بالأبوذيات الطالعة من عصير الروح. حافظي سر الليل. حمالي الهمايم و أصحاب مفاتيح الجنان.
"لم أكن قد فكرت كيف سيستقبلنا العراقيون. لكن ما رأيته في القنوات الأميركية لم يكن محبطاً. هذا شعب متحمس لتغيير النظام، يحلم بالحرية ويرحب بقدوم الجيش الأميركي. لماذا، إذا تطفح العيون السود البارزة من شقوق العباءات بكل هذا الصد؟ نظرات لا تعكس ألفة ولا فرحاً. كأن الحزن بؤبؤها. كيف ستكون أيامي المقبلة في البلد الذي لم يعد يعني لي أكثر من أنه حاوية لعظام الأجداد"