Jump to ratings and reviews
Rate this book

دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني

Rate this book
هذا كتاب في وصف الظاهرة الدينية عند نوع من الأحياء معروف باسم: الإنسان العاقل (Homo Sapian). فقد وجدنا أن الدين هو إحدى السمات الرئيسية التي ميزت هذا النوع عن غيره منذ اكتسابه للخصائص الإنسانية التي نحن عليها اليوم، وقد رافقته منذ ذلك الوقت المبكر كمحرض أساسي وهام في حياة البشرية عبر عصورها. إن ما أهدف إليه هو التعرف على الظاهرة الدينية، كما هي، وعلى حقيقتها، وذلك عن طريق وصفها وصفاً دقيقاً، وعزلها عن بقية ظواهر الثقافة الإنسانية الأخرى.
ما هو الدين؟ هذا هو السؤال الأساسي الذي سنسعى معاً إلى تلمس إجابات مرضية حوله...

402 pages, Paperback

First published January 1, 1998

229 people are currently reading
5247 people want to read

About the author

فراس السواح

31 books2,134 followers
كاتب سوري ولد في مدينة حمص/سورية يبحث في الميثولوجيا وتاريخ الأديان كمدخل لفهم البعد الروحي عند الإنسان...

من أهم مؤلفاته:
- مغامرة العقل الأولى . دراسة في الأسطورة 1978.
- لغز عشتار. الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة 1985.
- كنوز الأعماق. قراءة في ملحمة غلغامش 1987.
- الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم 1989.
- دين الإنسان. بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني 1994.
- آرام دمشق وإسرائيل. في التاريخ والتاريخ التوراتي 1995.
- الأسطورة والمعنى: دراسات في الميثولوجيا والديانات المشرقية 1997.
- كتاب التاو وإنجيل الحكمة التاوية في الصين 1998.
- الرحمن والشيطان. الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية 2000.
- موسوعة تاريخ الأديان تتألف من خمسة أجزاء 2004.
- مدخل إلى نصوص الشرق القديم 2006.
- الوجه الآخر للمسيح: مدخل إلى الغنوصية المسيحية 2007.
- إخوان الصفاء، مدخل إلى الغنوصية الإسلامية 2009.
- الإنجيل برواية القرآن 2011.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
482 (38%)
4 stars
497 (40%)
3 stars
192 (15%)
2 stars
42 (3%)
1 star
24 (1%)
Displaying 1 - 30 of 204 reviews
Profile Image for BookHunter M  ُH  َM  َD.
1,694 reviews4,642 followers
October 16, 2025

الدين أفيون الشعوب. تحولت هذه الجملة – بعد أن نزعت من سياقها – إلى شعار رفعته أحزاب في موقع السلطة و حاربت من خلاله كل أشكال الحياة الدينية. حتى ظنت أنها قادرة على اجتثاث الميل الديني من نفوس الناس طرا. و الحقيقة أن ما قصده ذلك الفيلسوف ينصب في معظمه على المؤسسة الدينية لا على الدين. على تفسير المؤسسة الدينية لا على تدين الناس.

على تسييس الدين و استخدامه أداة ضغط و تسلط سواء من قبل السلطة الزمنية أو من قبل أي شريحة أو فئة تجعل من نفسها قيما على دين الناس و مرجعا أعلى لتفسيره و العمل بموجبه.
هذا هو رأي د. فراس السواح في مقولة ماركس و الحق أقول أني أثق في فهم لينين و تطبيقه للمقولة أكثر و هو التلميذ النجيب للفكر الماركسي فالمقولة لا تحتمل اللبس و مقصدها اقصاء الدين من القلوب لا من المنابر و الحكومات فقط.
يقسم فراس السواح عناصر الدين إلى أساسية و هي العقيدة و الطقوس و الإسطورة أما العناصر الثانوية فهي الأخلاق و التشريع و هذا هو خلافي الثاني معه فالأخلاق تأتي أولا و ربما قبل المعتقد من الوجهة التطورية أما من الوجهة البنائية فتأتي في المركز الثاني مع المعتقد و ربما يكتفى بهما الدين فلا بأس من عدم وجود شعائر أو طقوس أو أساطير. المحتوى الأخلاقي هو غرض الدين أصلا و رسالته فكيف يكون منتجا ثانويا أو عنصرا غير أساسيا؟
و رغم انفصال السلطة السياسية عن السلطة الروحية بعد ذلك فإن المؤسسة الدينية حافظت بشكل أو أخر على طابعها السياسي و غلب هذا الطابع على علاقتها بالسلطة الزمنية. فطالما حافظ النظام السياسي على قوته بقيت المؤسسة الدينية ضمن الحدود التي رسمها لها و قدمت له الخدمات المطلوبة. فإذا تضعضع النظام السياسي بغت عليه المؤسسة الدينية و جعلت منه مطية لها تحكم من ورائه و هنا يمكن أن نذكر بالمثال الذي يعرفه الجميع عن نفوذ الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى و مطلع العصور الحديثة و عن سلطان البابوات على ملوك أوروبا.
يبدأ فراس السواح السلم الديني من أوله و لا أعني بذلك البداية التوراتية المعروفة و التي تبدأ بقصة خلق أدم و لكن البداية هنا تاريخية منذ أول ظهور بشري لإنسان ما قبل التاريخ من خلال الحفريات و الأنثروبولوجي و ما يمكن استنتاجه منها و هي استنتاجات واهية جدا و تحتمل الكثير من التأويل و لكنه هنا يطوعها لوجهة نظره ببراعة شديدة و يقص عليك تاريخا دينيا متكاملا لإنسان نياندرتال و كأنهم تركوا لنا تاريخ مكتوب و مفهوم غير قابل للشك.

يفرق الكاتب بين نوعين من الأديان و يسمي الأول دين القوم و الثاني هو الأديان الشمولية و التي قال بأنها تبدأ بعبادة تتجاوز حاجز القبيلة و المكان و الزمان و يمكن تعريفها بما يلي:
1-تحمل هذه العبادة طابع التجربة الدينية لشخص بعينه و يكون العنصر الفاعل فيها شخصية إنسانية فذة تحاول من خلال حركة ثورية شاملة قلب المفاهيم الدينية لعصرها.
2-يعتقد هذا الشخص الفذ بامتلاك الحقيقة المطلقة و النهائية من دون بقية العبادات الداني منها و النائي.
3-ترفض هذه العبادة سواء في حياة مؤسسها أو بعده التعايش مع بقية العبادات. لأن من يمتلك الحقيقة وحده لا يساوم عليها. و قد يتخذ هذا الرفض شكل الحرب المعلنة خصوصا إذا أفلحت العبادة في استمالة حاكم أو ملك أو كيان سياسي يتبناها و يحارب خصومها.
4-تقوم بالتبشير الدائم الذي يعتمد وجودها و انتشارها عليه و هذا التبشير هو ظاهرة دينية جديدة لم تعرفها البشرية قبل ظهور الأديان الشمولية.
يضرب لنا عدة أمثلة للأديان الشمولية بـ اخناتون و الآتونية – إيلاجابال و الشمس التي لا تقهر – ماني و المانوية.
و كان الأجدر به تناول الديانات السماوية الثلاث التي يدين به أغلب منطقتنا و لكنه آثر ألا تكون أراءه فيها مباشرة و اختبأ وراء أقنعة زائفة لديانات لم تتعد عصورا و لا أماكن إلا عبر صفحات التاريخ باستثناء المانوية.
و أخيرا تأتي استنتاجاته اكبر بكثير من مقدماته و بها تحيز كبير للمشرق كصانع للتاريخ و خصوصا سوريا و فلسطين و لم اقتنع بوجهة نظره في كيفية ظهور المعتقد.

يري فريزر ان الدين هو التطور الطبيعي لساحر القبيلة بينما يري الكاتب ان الدين شعور موجود مسبقا و ان لم يقل ذلك صراحة و لكني ارى ان الدين هو تطور للخوف من الظواهر الطبيعية و تملقها و من ثم عبادتها تجنبا للشر او رغبة في الخير و اصبحت الطقوس السحرية بعد ذلك مدمجة في طقوس العبادة للسيطرة على الجموع و اخضاعها و تقريب فئات جديدة للدين و ارهاب الخصوم أحيانا.
حين يدرس القارئ نصوص الديانة المصرية تحصل لديه القناعة بأن المصريين قوم كانوا يؤمنون بإله واحد موجود بذاته خالد غير مرئي أبدي قدير لا يحيط به عقل. خالق السماوات و الأرض و العالم الأسفل. خالق النساء و الرجال و الحيوان و الطير و السمك و الزواحف و الزرع و الشجر و الكائنات الروحانية الذين كانوا رسله ينفذون مشيئته و يحققون كلمته و أننا مهما أوغلنا في الزمن إلى الوراء فربما لن نقترب أبدا من زمان كان فيه المصري بدون هذا الإيمان الرائع.
الرافد الثاني للدين البدائي هو الأحلام و هي البوابة التي اخترع منها الإنسان القديم الروح التي تنفصل عن المادة و كل الكائنات الروحية غير المنظورة التي دخلت في لب الأساطير الدينية البدائية بعد ذلك و تطورت إلى الكثير من الأديان الوضعية الحديثة. و لكن حتى ذلك الرافد يرفضه فراس و يقول أنه كان نتيجة للدين لا سببا له. أتعبتني يا فراس و الله باستنتاجاتك المعاكسة و اصرارك على وجهة نظر أكثر غموضا و تعقيدا مما اتفق عليه علماء الاجتماع.

ملحوظة جديرة بالدراسة هي حديثه عن سوريا القديمة قبل الميلاد بعشرة ألاف سنة و يضرب أمثالا بحفريات عثر عليها في سوريا و فلسطين في تلك الفترة. حقيقة أنا لا أدري هل كان هناك ثمة ما يدعى سوريا في تلك الفترة و هل كانت فلسطين تابعة لها و هل توجد أثار بذلك العمق التاريخي في تلك المناطق؟ حقيقة أنا لا أعلم و السؤال هنا استفهامي بحت لا استنكاري.

في أحد المواضع يذكر استخدام العظام و الجماجم بشكل هندسي معين في جدران المنازل التي يرجع تاريخها لعشرة ألاف سنة قبل الميلاد بفلسطين! هل سكن الإنسان المنازل ذات الجدران في تلك العصور المبكرة؟!

كل ما ذكره حتى منتصف الكتاب لا يثبت نظريته في تجذر الدين في المجتمعات البشرية الطاعنة في الزمن بدون سبب مفهوم فكل ما ذكره هي طقوس لجلب البركة و الرزق و دفع الأرواح الشريرة و تملق الطبيعة و الاستعانة بأرواح الأجداد.

و لا يوجد أي أثر لوجود الدين في المجتمعات البدائية فالدين مرتبط بالزراعة و الاستقرار و السلطة المركزية كأداة للسيطرة على الجموع و ترسيخ مفهوم قانوني معين في صورة محتوى اخلاقي خاضع للرقابة الذاتية للفرد حيث لا يمكن للسلطة مراقبته بصرامة فتوجب اشعار الفرد بأن ثمة قوة خفية تراقبه و هو مسئول أمامها.
إن ما يحقق للنفس هذا الانعتاق النهائي هو كدحها في سبيل معرفة الحق و انكشاف البصيرة الداخلية على حقيقة أن هذا العالم المتكثر هو واحد في جوهره و ان كل ما في الوجود هو براهمن. و ذلك على حد التعبير الإسلامي المعروف: لا موجود إلا الله. و هو قول يردده أهل الظاهر و لا يعلمه حق علمه إلا أهل الباطن. فعندما يعلن الحكيم الهندوسي: أنا براهمن. أو يشطح الحلاج صارخا: أنا الحق. و أبو يزيد البسطامي: سبحاني ما أعظم شاني. فإن هذه الكلمات تبدو آخر ما تلعثم به اللسان قبل أن يصمت أمام الكشف و قبل أن تنتشر الاستنارة في كل زاوية من زوايا النفس. هنا تنقشع غشاوة المايا عن البصيرة و لكن لا لكي يري العارف أن الوجود بحد ذاته وهم و سراب و إنما ليرى الحدود و قد انمحت بين الأجزاء و زالت التقسيمات و ذابت الثنائيات .

هذا الكتاب ليس كتابا في تاريخ الدين بل هو اكتناه للظاهرة الدينية لدي الإنسان من خلال دراسة معمقة لأهم نماذجها التاريخية التي نعتقد بتمثيلها للبقية غير المدروسة.

و هكذا نعود من رحلتنا في معتقدات الإنسان إلى نقطة المبتدي. فالوثن الذي يراه ابن عربي قائما بين الإنسان و الذات الإلاهية ما هو إلا شارة القداسة التي أقامها انسان العصر الحجري في محاريبه و رسمها على جدران كهوفه. و ها نحن نقف بخشوع أما رأس الثور في المربيط و شتال حيوك و ندلف إلى أعماق كهف لاسكو حيث الظلال تنعكس على مشهد البيسون المتحفز للانطلاق. فما هذا إلا ذاك. و لكم ذهب الإنسان بعيدا ليعيد صياغة المعتقد نفسه و لكن بأشكال جديدة. لقد قام برحلة عقلية طويلة و لكنه لم يتحرك قيد أنملة من مكانه في رحلته النفسية.

فالدين ليس وهما و الإنسان ليس واهما في إحساسه بوجود قوة أعظم منه تضم الوجود إلى وحدة متكاملة. لأن الخبرة الدينية قد ارتكزت عبر الأزمان على تجربة حقيقية صلبة و على شرط معطى للوجود الإنساني. من هنا فإن الأديان كلها تقف على قدم المساواة و تتمتع بدرجة واحدة من المشروعية حيث لا وجود لأديان حقيقية و أخرى زائفة. لأديان راقية و أخرى منحطة. لأنها جميعا نتاج لتلك التجربة الحقيقة الصلبة. و الشرط المعطى للوجود الإنساني.

و لكن البيولوجيا و الفيزياء الحديثة تشير اليوم بكل وضوح إلى أن الوعي ليس شيئا غريبا على العالم. يضاف إليه من خارجه. بل إنه بطريقة ما ناتج عن مادة هذا العالم من جهة و إنه يعمل بعد تكوينه على إعادة صياغة هذا العالم. فالوعي ينطوي على المادة لأنه يدركها و المادة تنطوي على الوعي لأنها تنتجه. فهما مستقلان ظاهرا متحدان ضمنا. في بنية كلانية تحتية غير متجزأة.
و لكن الإنسان عبر تاريخ طويل من اعتماده على وعي الصحو من أجل الإرتقاء بتقنياته في مواجهة شروط البيئة قد وسع باستمرار مساحة الصحو في وعيه على حساب مساحة الغيب إلى درجة جعلت من العالم التجريبي الظاهري المجال الوحيد لما هو أصيل و حقيقي. و دفعت بوعي الغيب و محتوياته إلى أعماق منسية في النفس الإنسانية. الأمر الذي كان يعمل باستمرار على تكريس استقلال الذات الفردية حتى وصل الإنسان الحديث إلى أقصى درجات الفردية و العزلة التي تقطعه عن بقية الأفراد و عن الطبيعة . و الحقيقة أن الإنسان بحاجة إلى إقامة توازن دقيق بين وعي صحوه و وعي غيبه. لكي يشعر باستقلال كاف يساعده على التعامل بكفاية مع محيطه و بيئته و تنمية تقنياته المختلفة و لكي يؤمن في الوقت نفسه حالة توازن نفسي و روحي مع الكون. ذلك أن طغيان وعي الغيب يقف حجر عثرة أمام التعامل المباشر مع الطبيعة أما طغيان وعي الصحو فيدفع الأفراد إلى هوة البؤس النفسي و الروحي. و لعل من أهم منجزات علوم الطبيعة و النفس أنها فتحت عيوننا على تكامل شطري الوعي و ضرورتهما لبعضهما بعضا.

إن الدين هو الحالة المثلى للتوازن مع الكون. و العبادة كيف كانت صيغتها و إلى من و ماذا يكون توجهها هي معبر للبقاء في الحقيقة و حالة وجود في الواحد. أو كما قلت في الصفحات الأولى: حالة الوجود الحق.
انتهى الكتاب الذي بدأ بمقدمة علمية و من ثم بحثا علميا في أصل الدين و منشأه وو دوافعه و انتهى إلى دروشة صوفية عن علاقة الغيبي بالمنظور و محاولة ربط غير العلمي بالعلمي و القفز إلى استنتاجات من الهواء.
أراده في البحث عن أصل الدين لا عن تاريخ الدين فجاء على العكس أجمل ما فيه هو الأجزاء التي تتحدث عن تاريخ الدين عند انسان الكهوف و ديانات الشرق القديم التاوية و البوذية و الزرادشتية و المانوية و الهندوسية و الأتونية و أساطير المصريين و البابليين حتى البحث في التصوف الديني و الدراسات الفيزيائية الحديثة كانا رائعين حقا.
بغض النظر عن رؤيته و استنتاجاته فقد استفدت كثير من الكتاب الذي جمع اشتاتا من الكتب المتفرقة التي قرأتها قبل ذلك و أخذت من كل منها شذرة فجاء فراس السواح ليهديني هذه الباقة الجميلة المتسقة فواحة الرائحة العطرة.
Profile Image for فايز غازي Fayez Ghazi.
Author 2 books5,133 followers
April 3, 2024

"إن الأديان على قدر اختلافها في عقائدها المعلنة، تتفق ضمنياً في إيمانها بأن وجود الكون هو سر يتطلب التفسير" هربرت سبنسر


- ينطلق فراس السواح في هذا الكتاب للتعرف على الظاهرة الدينية، كيف نشأت وما أسباب هذا النشوء، فيبدأ بالتعريفات اولاً: ما هو الدين؟ فيستعرض بعض تعريفات دوركهايم ومولر واوتو ومن ثم تبديات الظاهرة الدينية من دين فردي الى دين جمعي الى المؤسسة الدينية.

- الدين بالمطلق عند السواح يتألف من معتقد وطقس وأسطورة كمكونات اساسية و أخلاق وشرائع كمكونات ثانوية. هذا الإطلاق يمكن الغوص الى جوهره وتلخيصه الى بنية الحد الأدنى والتي هي المعتقد. يفترض السواح حينها ان هذا المعتقد، في العمق، هو ذاته في جميع الأديان على اختلاف امتدادها الزماني او المكاني.

يأتي القسم الثاني من أجل وضع الفرضية في الإختبار، فيبدأ السواح بإستعراض اهم النماذج الدينية عبر التاريخ، من عصر
الباليوليت

ص150: "أختار إنسان الباليوليت الأعلى شارته المقدسة من العالم الحيواني لا ليعبدها بذاتها بل ليستحضر من خلالها قوة العالم الموازي. وتحولت كهوف الدب المتواضعة، التي اتخذها النياندرتال مقامات مقدسة، الى كاتدرائيات نحتتها الطبيعة في الأعماق على حدود أوقياوس الظلمة، واقام فيها الإنسان العاقل نقاط تواصل مع المجال الآخر من خلا هيئات حيوانية تلخصت بشكل رئيسي في الثور والبيسون والحصان""



ص182: "ان تحليل المعلومات التي تم جمعها عن حياة المجتمعات الإسترالية (البدائية طبعاً) ومعتقداتها وطقوسها الدينية منذ اواسط القرن التاسع عشر، يشير الى ان ما يقدسه الاسترالي بالدرجة الأولى هو قوة الغفلة غيرمشخصة، بل إسم وبلا شخصية وبلا تاريخ حياة، تسري في مظاهر الكون المادي جميعاً، لا في هذا المظهر او ذاك ولا في هذه الفصيلة الحيوانية او تلك"


الطوطمية، الى الآتونية، ديانة الشمس الحمصية، الزرداشتية ووريثتها الفكرية المانية،

الشنتو اليابانية

ص231: "في وصف الكامي: "يقول باحث غربي متخصص في الشنتو (الديانة التقليدية اليابانية): إن اليابنيين انفسهم لا يملكون فكرة دقيقة عن الكامي، فهم يختبرونه بشكل حدسي في أعماق وعيهم، ويتواصلون معه من غير ان يشكلوا حوله مفاهيم ذهنية او لاهوتية. من هنا، فإنه من غير المتيسر إيضاح فكرة تقوم في أصلها على الخفاء والغموض"


الديانة التقليدية الصينية

ص236: "في كل إقليم من الأقاليم الصينية الكثيرة، يجري توزيع الوظائف والإختصاصات بين الآلهة الصينية نفسها بشكل مختلف عن الآخر تماماً، وقد يتم ترفيع إله الى مقام اعلى او تخفيض مرتبته او حتى صرفه من الخدمة نهائياً"


التاوية

ص243: "على الأرضية الراسخة التي فرشتها المعتقدات الصينية التقليدية، التيتؤمن بمبدأ لاشخصي، يتصل بعالم الظواهر بواسطة قوته ذات الوجهين، السالب والموجب، يبني لاو - تسو مذهبه المتميز الذي يدور حول مفهوم التاو القديم"" و ص245: "ان الفارق الجوهري بين "التاو" والمفهوم الغربي او الشرق-اوسطي عن الإله الخالق، هو ان الإله يبدع الكون ويصنعه وفق إرادة وخطة مسبقة، اما التاو فيبدعه تلقائياً دونما تدبير وتخطيط، والكون يصدر عنه كما تنشأ النبتة من الأرض"



ص250: "ان الدين ليس نتاج مبادرة إلهية واتصال إرادي يجريه المجال القدسي مع عالم الإنسان، بل هو نتاج مبادرة إنسانية تتجه نحو معرفة المجال القدسي واحلال التوافق بين الحياة الإنسانية والقوانين التحية للكون وذلك لأن الإنسان هو اكثر الكائنات عرضة للإنحراف عن التناغم الكوني لأنه أكثرها حرية"


الهندوسية

ص254: "وينص قانون الكارما على ان تصرفات الفرد وأفكاره وكلماته، سيكون لها تبعات أخلاقية تحدد مستقبل حياته بعد الممات، كما يتحدد مسار حياته الحالية بما تم من افعال في الحياة السابقة، وهكذا الى اجل غير معلوم، في دورة سببية أزلية تدعى بالسنسكريتية "سمسارا"، وهي دورة لا بداية لها ولا نهاية تتجاوز عالم الإنسان لتطال عالم الظواهر المادية بأكمله."


البوذية المهايانا والهينايانا،
الجاينية

ص279:" تقوم التعاليم الجاينية على الإيمان المطلق بالإنسان كسيد وحيد لنفسه وبقدرته على تحقيق الخلاص والإنقياد دون معونة من جهة علوية او تحتية كانت. ورغم اعتقاد الجانية بوجود كائنات متفوقة تدعى الآلهة الا ان هذه الكائنات خاضعة مثل الإنسان الى دورة السمسارا ولا يرجى منها شفاعة لأن عليها تخليص نفسها قبل ان تكون قادرة على تخليص الآخرين"


وصولاً الى التصوف الإسلامي ) كما يطرح بالتوازي السؤال عن أصل نشوء فكرة الألهة:

ص136: ان فكرة الإله لم تكن سوى ناتج متأخر نسبياً من نواتج الحياة الروحية للإنسان"



ص204" ان الآلهة كلهم كانوا في الماضي البعيد رجالاً بارزين بين الناس، وكانت لهم مكانة ممتازة في حياتهم، ثم قدّسهم الناس بعد مماتهم"



ص253: "تبدي الهندوسية تحرراً واضحاً من اي دوغمائية تتعلق بطبيعة الإله، وجوهر الدين لديها لا يقوم على الإعتقاد بوجود إله او عدمه او تعدد آلهة ام التقائها في واحد


ليثبت النظرية التي يطرحها ويخلص الى ان المعتقد الديني يقوم على مستويين: مستوى طبيعاني محسوس ومستوى قدسي غيبي، والإتصال بين المستويين يكون بالقوة السارية.


ص311: "يقوم المعتقد الديني على الإحساس بإقسام الوجود الى مستويين، المستوى الطبيعاني وهو عالم الظواهر المحسوسة الذي يعاينه ويتحرك ضمنه الإنسان، والمستوى القدسي وهو الغيب الذي صدرت عنه هذه الظواهر المحسوسة بما فيها الإنسان واشكال الحياة الأخرى. يتصل المستوى القدسي بالكون من خلال حالة فعالية هي قوته السارية التي تجمع بين المستويين في دارة واحدة باطنها الألوهة وظاهرها ما لا يحصى من الظواهر الحية والجامدة"


- يتابع السواح بالسؤال: "ما هو الأصل في الدين وما هي بواعث التدين؟" ويستعرض النظريتين، الأصل العقلاني (الأرواحية والطبيعانية) والأصل العاطفي (الخوف والطمع)

- بالنهاية يقوم السواح بعرض مفصّل لنظرية الكوانتوم او الفيزياء الكمية. هذا المبحث العلمي الغريب في كتاب عن نشأة الدين اتى به السواح ليقول ان الوجود مرتبط ببعضه او متشكّل من العناصر ذاتها وان الوعي والمادة مرتبطان على مستوى ما دون الذري:


ص386: "البيولوجيا والفيزياء الحديثة تشير اليوم بكل وضوح، الى ان الوعي ليس شيئاً غريباً على العالم، يضاف اليه من خارجه، بل انه بطريقة ما ناتج عن مادة هذا العالم من جهة، وانه يعمل بعد تكوينه على اعادة صياغة العالم. فالوعي ينطوي على المادة لأنه يدركها، والمادة تنطوي على الوعي لأتها تنتجه، فهما مستقلان ظاهراً متحدان ضمناً، في بنية كلانية تحتية غير متجزئة"



ص390: "ان الدين لا يقوم على اساس وهمي، ولا على عدد من الأفكار الخاطئة التي تم تكوينها في عصور طفولة الإنسانية بل انه يقوم على اكثر الأسس صلابة في وجود الإنسان. انه الوعي الباطني بالحقيقة. وان كل اعتقاد ديني انما يقوم على اختبار نفسي للوحدة الكلية للوجود في وعي الغيب، وعلى اختبار منعكسات هذا الإحساس في وعي الصحو، وما يحدثه من تغييرات في الشعور الفردي"


وبذلك فهذا المبحث العلمي، حسب السواح، يؤكد فكرة ان الدين هو وعي الإنسان لذاته الحقيقية، وان هذا الوعي لم يتغير منذ العصور الحجرية الى يومنا هذا بل انتقل من الوعي الغيبي قديماً او اللاوعي، الى الوعي الفعلي لاحقاً. وان كل الأشكال (من ايقونات وأصنام وأشكال حيوانات وألهة معبد وغيرها) لا تشكل الا وسائظ بين الوعي والجوهر.

- بحث هائل شرّق فيه السواح وغرّب، واخذنا برحلة زمنية لملاحظة الظاهرة الدينية لكن هذا البحث لم يكن شاملاً وقد كان حذراً جداً فيه رغم ان ما بين السطور كان واضحاً.
Profile Image for فهد الفهد.
Author 1 book5,605 followers
June 16, 2016
دين الإنسان - بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني

أبرز ما سنلاحظه بعدما نتم قراءة هذا الكتاب هو أن العنوان يحتمل معنيين، المعنى الأول هو المعنى المباشر، أي أن البحث سيتناول الدين بشكل عام، وهذا يجعل العنوان يبدو تقليديا ً، بل لا معنى لإضافة كلمة الإنسان لكلمة الدين، فلا يوجد كائن متدين سوى الإنسان، والمؤلف نفسه يقول في مقدمته معلقا ً على تعريف أرسطو الشهير للإنسان على أنه حيوان ناطق، بأنه أيضا ً كائن متدين. وهذا يحيلنا إلى المعنى الثاني الكامن وهو أن الإضافة تعني أن الدين صناعة إنسانية، وهذا ينفي سماوية بعض الأديان – ومنها الإسلام -، ويجعلها تختلط مع الأديان الأخرى وتصير متساوية، وهذا ما يصرح به المؤلف في فصوله الأخيرة، حيث يقول بعد كلام سأورده بعد قليل "من هنا، فإن الأديان كلها تقف على قدم المساواة، وتتمتع بدرجة واحدة من المشروعية، حيث لا وجود لأديان حقيقية وأخرى زائفة، لأديان راقية وأخرى منحطة، لأنها جميعا ً نتاج تلك التجربة الحقيقية الصلبة، والشرط المعطى للوجود الإنساني" ص 327، ورغم رؤية المؤلف هذه إلا أنه يختلف عن بقية من بحثوا في أصل الدين في أنه كما يدعي لا يعتبر الدين وهما ً، أو يرجعه كما يفعل فرويد إلى عوارض نفسية، وإنما هو يرى أن "الدين ليس وهما ً، والمؤمن ليس واهما ً في إحساسه بوجود قوة أعظم منه تضم الوجود إلى وحدة متكاملة. لأن الخبرة الدينية قد ارتكزت عبر الأزمان على تجربة حقيقية صلبة، وعلى شرط معطى للوجود الإنساني" ص 327.

ولكن ما هذه التجربة الحقيقية الصلبة؟ وماذا يعني المؤلف بالشرط المعطى للوجود الإنساني؟ هذا يعيدنا لفاتحة الكتاب حيث يخبرنا المؤلف بقصة شعور دهمه في صغره، عندما كان يستذكر دروسه في أحد الجوامع، شعور لم يحسن وصفه، بدأ عندما حدق في القبة السماوية الزرقاء، فوجد نفسه يتفتت إلى قطع زرقاء – على حد تعبيره -، وهذا الشعور منحه المؤلف اسما ً غامضا ً (الوجود الحق) !!!

هذا الشعور – أي الوجود الحق -، قاده للتساؤل هل ما مر به تجربة دينية؟ وتشعبت به الأسئلة بحيث حولها إلى سؤال جذري وأساسي فرغ نفسه للبحث فيه، فكان السؤال: ما هو الدين؟

يوضح السواح قبل أن يبدأ بالإجابة على هذا السؤال منهجه على أنه المنهج الظاهراتي (الفينومينولوجي) – وهو منهج أسسه الفيلسوف الألماني ادموند هوسرل، ويعتبر طريقة وصفية في البحث، ذات خطوتين معياريتين إحداهما سلبية، تعمل على التخلص من الأحكام المسبقة عن موضوع البحث، والأخرى إيجابية، تعمل على اللجوء إلى المعاينة المباشرة للموضوع بهدف إدراك الواقع صافيا ً، كما أن الباحث لا يعطي أحكامه وقيمه للموضوع، وإنما يكتفي بوصفه، وتوضيحه -.

بعد تحديد المنهج يورد المؤلف كاستهلال مجموعة من التعريفات للدين وضعها مفكرون وفلاسفة مختلفو المذاهب والمشارب، فمن من ينظرون إليه على أنه خبرات وأحاسيس تعرض للأفراد في عزلتهم، ويعتبرونها علاقة بينهم وبين ما يعتبرونه إلهيا ً – وليم جيمس -، إلى من اعتبروه التوق إلى اللانهائي – ماكس مولر -، وهناك من عرفوه على أنه اعتقاد الإنسان بوجود قوى عليا، ومن ثم تقربه لهذه القوى – جيمس فريزر -، إلى دوركايم الذي عرفه على أنه مجموعة من المعتقدات والممارسات التي تدور حول موضوعات مقدسة يتم عزلها عن الوسط الدنيوي، وتجمع المؤمنين بها في رباط واحد.

يعزو المؤلف اختلاف التعريفات هذا إلى عدم التفريق بين ثلاثة تبديات للظاهرة الدينية، وهي الدين الفردي ويعني به الخبرة الدينية الفردية، والدين الجمعي والذي يعتبره مرشد للخبرات الدينية الفردية، وأخيرا ً المؤسسة الدينية وهي البنية المصطنعة التي تقوم فوق الدين الجمعي في المجتمعات المعقدة سياسيا ً واجتماعيا ً – أحب أن أنبه هنا، إلى أن السواح يقصد بهذه التبديات كل الأديان، ولا يستثني منها الدين الإسلامي، والذي نؤمن نحن كمسلمين أنه لم ينشأ كخبرة دينية للنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما بوحي إلهي، كما أننا نؤمن بأن تعاليم الإسلام ليست خبرات مرشدة، وإنما هي وحي إلهي أيضا ً، ولكني مع هذا سأورد أفكار المؤلف بأمانة، وسأتعرض لبعضها بالنقد، فهذه المقالة ليست نقدا ً كاملا ً للكتاب وإنما عرض له، فلذا سيكون نقدي دائما ً منقوص في مثل هذه الحالات، وإلا الكتاب كله كما سيتبدى لنا ينكر وجود الله سبحانه وتعالى، ويسوي بين الأديان جميعا ً ويعتبرها كلها حاجة إنسانية -.

بعد هذا التوضيح، يضع السواح تعريفه للدين على أنه: "التعبير الجمعي عن الخبرة الدينية الفردية، التي تم ترشيدها من خلال قوالب فكرية وطقسية وأدبية ثابتة، تتمتع بطاقة إيمائية عالية بالنسبة للجماعة"، - سنلاحظ أن هذا التعريف ينطبق فعلا ً على الأديان الوضعية -، يحدد السواح القوالب التي ترشد الحس الديني وتجعل من الدين ظاهرة جمعية على أنها المعتقد، الطقس والأسطورة، وهو يسمي هذه الثلاثة المكونات الأساسية للدين، بينما يسمي الأخلاق والشرائع المكونات الثانوية للدين.

بعد هذا التعريف يشرح المؤلف الفرق بين العبادة والدين الشمولي، في باب يتناول الأشكال الاجتماعية للدين، فالعبادة (Cult) هي الطقوس والشعائر التي يقوم بها جماعة من الناس، وفي الغالب تتعايش العبادات معا ً، ويتنقل الإنسان ما بين العبادات بحرية – للتوضيح، العبادة هنا في تعبير المؤلف تعني الدين المصغر، والذي ليس له عقيدة واضحة ومحددة، وإنما هو مرتبط بمجموعة أو قبيلة من الناس، يشبه الأمر ما كان عليه العرب في الجاهلية، حيث كل قبيلة لها صنمها وعبادتها الخاصة -، بينما الدين الشمولي يختلف عن العبادة في أنه لا يقبل بتعايش أي دين أو عبادة أخرى معه، كما أنه يحاول التوسع ليكون دينا ً عالميا ً أو قوميا ً وليس مجرد دين جماعة أو قبيلة، ويرى المؤلف أن هذا التفريق بين العبادة والدين الشمولي يفسر لم َ الهندوسية متنوعة ومتعددة الاتجاهات والمذاهب، بينما البوذية متسقة ومتماثلة، لأن الهندوسية مجموعة ضخمة من العبادات التي تعايشت معا ً، بينما البوذية دين شمولي جاء به بوذا، كما يفسر لم َ سكتت السلطة الرومانية عن كل العبادات التي وفدت من الشرق واضطهدت المسيحية، ولماذا دمر البابليون هيكل أورشليم واضطهدوا اليهود، ولم يتعرضوا لبقية العبادات في فلسطين وسوريا ذلك الوقت – وهذا التفسير يذكرني بمحاولات قريش جعل النبي صلى الله عليه وسلم يعترف بآلهتهم ويعبدها سنة، ليعبدوا هم الله سبحانه وتعالى سنة بالمقابل -، يعرض المؤلف بعد هذا ثلاثة أمثلة على الأديان الشمولية، وكيف انتهت؟ وما الذي تعرضت له؟ وهي الآتونية ديانة الفرعون المصري إخناتون، وديانة إيلاجابال القيصر الروماني، والمانوية ديانة الفارسي ماني.

بعد هذا يفترض المؤلف افتراضا ً يبني عليه ما سيقوم به في الفصول القادمة، حيث يرى أن كل ظاهرة معقدة يمكن تقليصها إلى بنية أساسية جوهرية، وهي بنية الحد الأدنى – وفق المنهج الظاهراتي -، هذه البنية تقودنا دراستها إلى فهم ماهية الظاهرة ومعناها، وفي مجال الدين يرى المؤلف أن المعتقد هو بنية الحد الأدنى، فلذا هو سيقوم بتقصي محتوى المعتقد الديني وفحواه معتمدا ً على افتراض أن المعتقدات الدينية قديمها وحديثها، بسيطها ومركبها، يمكن إرجاعها إلى عناصر ثابتة ومشتركة بين الأديان جميعها.

يبدأ المؤلف في البحث في معتقدات العصر الحجري القديم (الباليوليتي)، والعصر الحجري الحديث (النيوليتي) من واقع حفرياتهما، مفتشا ً عن ما أسماه بنية الحد الأدنى الاعتقادي، ومن ثم سيقوم بذات الشيء في معتقدات الشعوب البدائية، وأخيرا ً في معتقدات الحضارات الكبرى، معتمدا ً على افتراض أن الدين ظاهرة ثقافية لا تخضع لمعايير التطور – وهذا صحيح، فدين الغربيين الآن، وشعوب شرق آسيا، لم يرتبط بتطورهم التكنولوجي والعلمي، فلذا هم متخلفون في هذا الجانب -.

يتعرض المؤلف لفترة الباليوليت – أي العصر الحجري القديم -، ويحدد تقسيماتها، والآثار المتبقية عن تلك الفترة، ويعتمد في ذلك على المدافن التي تم اكتشافها لما سمي بالنياندرتال – والذي يعتبره علماء الانثروبولوجيا سلف منقرض للإنسان الذي تطور عن النياندرتال المشرقي، وهذا النياندرتال يختلف عن الإنسان في ضخامة جمجمته، بروز عظمي حاجبيه، ضيق جبهته، وضمور ذقنه -، يفترض المؤلف بعد عملية استقراء لموجودات مدافن النياندرتال أنه لم يكن لديه إله، وإنما شعور بمجال قدسي، بعالم ألوهي لا تحكمه شخصية فاعلة، بل تفيض منه قوة شمولية تتخلل العالم المادي.

يتناول المؤلف بعد هذا ثقافة الإنسان العاقل والذي يرى علم الانثروبولوجيا أنه تطور من النياندرتال – هناك خلاف حول هذه النقطة، يعتمد على أساس وجود مقابر للبشر والنياندرتال معا ً في جبل الكرمل في فلسطين، وعدم تزاوج هذين الجنسين مما يعني والله أعلم، أن النياندرتال خلق آخر، وجد قبل آدم وليس من ذريته -، تتميز ثقافة الإنسان العاقل في تلك الفترة – الباليوليت الأعلى – بتسارع تقدمه التكنولوجي – ولا نأخذ معناها الحالي، وإنما يقصد بذلك قدرته على تطوير أدوات تساعده على العيش – وولادة الحس الجمالي لديه، حيث يتجلى هذا في الآثار التي تركها في كهوف ألتاميرا، والتي يخوض المؤلف في عدد من تفاسيرها، والهدف من رسمها – وعددها آلاف من الرسومات الدقيقة، تم اختيار أحدها ليكون غلاف الكتاب -، كما يتناول الدمى الأنثوية ذات الشكل البشري الغريب، والتي يخوض أيضا ً في دلالاتها، ليصل إلى ذات النتيجة أنها تعبر عن الشعور بوجود مجال قدسي، وهي ذات الفكرة التي يخرج بها من استقراء آثار العصر الحجري الحديث (النيوليتي).

يبدأ المؤلف بالعتبات الأولى للحضارة البشرية، عن طريق دراسة أكثر الشعوب بدائية، وهم سكان أستراليا الأصليين، حيث التنظيم الاجتماعي لديهم قائم على العشيرة، وهذه العشيرة يعتبر كل أفرادها أنفسهم عائلة واحدة، ويحملون اسم حيوان أو نبات اختاروه لأنفسهم، ولا يشاركهم فيه أحد، وهذا الاسم هو طوطم العشيرة – وكلمة طوطم مأخوذة من لغات إحدى قبائل الهنود الحمر، ولها ذات المعنى -، ومن ثم ينتقل لدراسة معتقدات الهنود الحمر، أهل بولينزيا ومالاينزيا وبعض القبائل الأفريقية والتي تستخدم ذات المفهوم، ويستخلص أنهم لا يعبدون الكائن الطوطمي، وإنما هم يعبدون قوة غفلة غير مشخصة، يسميها بعضهم الواكان، والبعض الآخر مانتو.

يتناول المؤلف بعد هذا علاقة السحر بالدين، حيث يرى بعض الفلاسفة أن السحر ساد في فترة من زمن الإنسان، ومن ثم تلاه الدين، ولكن المؤلف يخالف هذه النظرة، ويرى أن السحر والدين لم يكن بينهما فرق في منابت الحضارة البشرية، ومن ثم يتناول لتبيين ذلك علاقة السحر بالدين في مصر القديمة ليخلص منه إلى أنه ورغم تعدد الآلهة المصرية إلا أنها كانت وجوها ً موصلة للمستوى القدسي إياه، وهذا يجعله يضع السؤال: متى نشأت فكرة الآلهة؟ وكيف نشأت ولماذا؟ - من المهم أن نلاحظ هنا، أن المؤلف ينفي ببحثه هذا وجود الله والعياذ بالله، ويرى أن الإنسان كان يشعر بوجود مجال قدسي منذ بداياته، ولكنه لجأ فيما بعد إلى وضع آلهة كثيرة، وبعد هذا لجأ إلى التوحيد، وهذه الأطروحة ليست أطروحة المؤلف فقط، وإنما هي أطروحة متداولة لدى عدد من الباحثين في تاريخ الأديان !!! -.

في محاولة للإجابة على سؤاله، متى نشأت فكرة الآلهة يفترض المؤلف أن عبادة الأسلاف هي المرحلة الوسيطة بين القوة السارية التي افترضها وفكرة الآلهة، وأن التغيرات الجذرية في أنماط الإنتاج داخل المجتمعات الزراعية في العصر النيوليتي، وبالتالي تبدل البنى السياسية والاجتماعية، ساعد على هذا التغير.

بعد كل هذا البحث في معتقدات العصور القديمة والقبائل البدائية، ينتقل المؤلف شرقا ً ليبحث في معتقدات الشرق الأقصى، فيبدأ بالعقيدة اليابانية القديمة (الشنتو) ومفهوم كامي فيها الذي يعتبره اسم القوة السارية لديهم، ومن ثم ينتقل إلى الصين والديانة التقليدية السابقة للبوذية، والتي يظهر أن لديها مفهوم للقوة السارية غير المشخصة يدعى (تي - يين)، كما يتناول في بحثه التاوية، الهندوسية، الجاينية والبوذية، وينهي بحثه الطويل بمعتقدات المتصوفة المسلمين.

يضع المؤلف بعد هذا كله نتيجة لكل ما قام به في الثلاثمائة صفحة الأولى من بحثه، ليستخدم هذه النتيجة كمدخل لتفسيره الشخصي، تتلخص هذه النتيجة في أن المعتقدات كلها على تنوعها ذات وحدة تتبدى على شكل إحساس بانقسام الوجود إلى مستويين، المستوى الطبيعي والمستوى القدسي، وأن المستوى القدسي يرتبط بالمستوى الطبيعي من خلال قوته السارية، وهو بعد أن ينتقد النظريات التي وضعت لتفسير أصل الدين، مثل من يعتبرونه وهما ً عاطفيا ً، ومن يعتبرونه عارضا ً عصابيا ً، يؤكد أن "الدين ليس وهما ً، والمؤمن ليس واهما ً في إحساسه بوجود قوة أعظم منه تضم الوجود إلى وحدة متكاملة. لأن الخبرة الدينية قد ارتكزت عبر الأزمان على تجربة حقيقية صلبة، وعلى شرط معطى للوجود الإنساني ".

وما هي هذه القوة السارية؟ لتوضيح ذلك يختم المؤلف كتابه ببحث معقد في الفيزياء الحديثة والنظرية الكمية، هدف هذا البحث هو إيجاد صيغة علاقة الإنسان بالكون، حيث يتوصل إلى أن الوعي جزء من المادة غير منفصل عنها، وبالتالي كان الإنسان يشعر ومنذ البداية باتحاده مع الكون، أي مع المادة، وهذا الاتحاد هو القوة السارية التي كان يشعر بها الإنسان القديم، وهو الوجود الحق الذي شعر به المؤلف، وهذا يجعله يختتم بأن الدين ضروري لتحقيق التوازن لدى الإنسان !!!




Profile Image for عماد العتيلي.
Author 16 books652 followers
July 20, 2017
description

كتاب ضخم جداً وجميل جداً وغني جداً .. وهامّ جداً.
أحببت السواح منذ قرأت له كتابه الجميل مغامرة العقل الأولى، وأحسست فيه روح الباحث الحقّ. المتجرد إلى حد كبير من قيود الآيديولوجيا والأفكار المسبقة – وهي خصلة نادرة جداً ولا تُوجد إلا في قلة منزورة من الباحثين المعاصرين.

description

قد أتممت مراجعة فيديو مطوّلة للكتاب في اليوتيوب .. الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=R_8zE...


ولكن ما أريد أن أضيفه هنا هو أنني قبل أن أقرأ الكتاب، كانت عندي فكرة أن هذا الكتاب سوف يهزّ اعتقادي. أو أنه مصمّم كي يهز إيمان أي مؤمن. أما بعدما أتممته أيقنت أنه من النوع الذي يقوّي إيمان المؤمن.
ربّما يهزّ هذا الكتاب الإيمان "التقليدي" .. أو الدين الموروث. ولكنه لا يمكن أن يهزّ الإيمان النقي (الإيمان كمعنى) في قلب مؤمن حقيقي. بل على العكس، سوف يزيده ويُنيره أكثر وأكثر.

سعيد أنني قرأت هذا الكتاب،
وأنصح كل أحد بقراءته والاستفادة منه – ويا حبذا لو يقرأه كل أحد بتجرّد وبدون تعصّب حتى يحوز على الفائدة الأكبر منه.
Profile Image for Ahmed Ibrahim.
1,199 reviews1,908 followers
March 2, 2019
"وجماع القول، إن الدين لا يقوم على أساس وهمي، ولا على عدد من الأفكار الخاطئة التي تم تكوينها في عصور الطفولة الإنسانية، بل إنه يقوم على أكثر الأسس صلابة في وجود الإنسان. إنه الوعي الباطني بالحقيقة. وأن كل اعتقاد ديني، إنما يقوم على اختبار نفسي للوحدة الكلية للوجود في وعي الغيب، وعلى اختبار منعكسات هذا الإحساس في وعي الصحو، وما يحدثه من تغييرات في الشعور الفردي."

بهذا الاقتباس يختتم الكاتب رحلة شاقة وممتعة للبحث في ظاهرة الدين.
لا يندرج الكتاب تحت البد التاريخي أو الديني، بل هو كتاب فلسفي يبحث في فنومنولوجيا الدين ويتعمق في الرجوع إلى ماهية الدين ومعناه متقصيًا كل ما يتعلق بهذه الظاهرة من العصور الحجرية إلى الآن. لم يترك الكاتب جانب إلا وتعمق فيه وطرح النظريات العديد حوله ونقدها بكل موضوعية.
الفصل الأخير من الكتاب مفاجئ بالنسبة إليّ، نجد أنه خرج من فلسفة الدين إلى فلسفة العلم ليعرض رؤيته عن المبدأ الكلي الخفي للعالم، فتناول فيزياء الكم وتطور نظرياتها مع الحديث عن بعض النظريات الفزيائية الأخرى كالنسبية كي يصل في النهاية إلى النتيجة التي اختتم بها هذا الكتاب.

قرأت للسواح العديد من الكتب الممتازة: مغامرة العقل الأولى، لغز عشتار، الرحمن والشيطان، وغيرها.. لكن هذا الكتاب متفرِّد في تميزه، أعتقد أنه أهم ما كتب قراس السواح وأفضلهم.
Profile Image for Khawla Al jafari.
53 reviews73 followers
June 6, 2018
هذا ليسَ كتابًا وحسب ؛ بل منجمًا معرفيًّا!
عادةً من يكتبُ في هذا الحقل يبدو أسلوبه محنّطًا ومتكلّفًا لإغراء المتلقّي بقيمة الطّرح ، لكنَّ السّواح ناقش الفكرة بسلاسة معمّقة فضلاً عن جهده السّخيّ في الاستقراء والتّسلسل والرّبط.
الباب السّادس " الوعي والكون " فوق المبهر بكثير ؛ فالرّبط بينَ المعطيات الفيزيائية والفلسفية والخلوص منها بنتائج تقف أمامها مطوّلا لتتأملها ..لا ينتج إلّا عن كاتب فذّ !
Profile Image for Mohammed.
540 reviews777 followers
December 8, 2020
رحلة شيقة مع فراس السواح للبحث عن أصول الدين وماهيته وعناصره.

لحسن الحظ وجدت الأسلوب سلساً، فلا اللغة ثقيلة ولا الأفكار معقدة.

ولحسن الحظ أيضاً وجدت الطرح متجرداً لا يسعى إلى المفاضلة، لا يميل إلى استخدام ألفاظ التبجيل أو التسفيه.

يهدف الكتاب إلى تعريف الدين بصورة عامة، ويحلل مكوناته ودوافعه. يعود بنا السواح إلى فجر التاريخ ويناقش علاقة الدين بالسحر، بالفرد والمجتمع، يدعم بعض النظريات ويفند أخرى. يعرج لاحقاً على البوذية والهندوسية والصوفية ليناقش فرضيات ويحلل العناصر من عدة زوايا.

لسوء الحظ لم استسغ الفصل الأخير المتعلق بالفيزياء، أعترف أن الفصل جاء كفكرة مبتكرة لا يطرحها إلى من يتحلى بفكر متجرد وغير متحيز، إلا أنني –وهذه قد لا تكون مشكلة النص – أتوه في التفاصيل العلمية والحديث عن التجارب والنظريات ونقيضها.

لسوء الحظ أيضاً وجدت أن الربط بين الفصول غير واضح أحياناً، يسير القارئ في مسار معين فيتوقع شكل المنعطف القادم، إلا أن المؤلف يأخذه إلى منحنى لم يضعه في الحسبان.

وجدت الكتاب ممتعاً و يشجع على المزيد من القراءات لهذا الباحث الذي أبهرني بغزارة معلوماته، سلاسة أسلوبه ورصانة طرحه.
Profile Image for ghaith habbal.
6 reviews4 followers
September 2, 2010
أسلوب ساحر يأخذك في جولة مع الأديان
الشيء الذي يريدك أن تعرفه هو لا يوجد دين حقيقي ودين كاذب
جميع الأديان نبعت عن احساس بالاتحاد مع الكون
...
Profile Image for Alyazi.
116 reviews334 followers
November 24, 2011

أخشى أن يختفي الوقع الأول للكتاب إن أجلتُ الكِتابة ، كُل ما شعرتُ به في خضم قرائتي هو أنني كنت في قارب صغير مع فراس نشق المحيط المتلاطم من الأسئلة الكثيرة ، الشكوك ، الإنبهار .. رغبتُ بأجوبة واضحة ، رغبتُ أن يكون نور السماء من فوقنا أكثر سطوعاً من ظُلمة المحيط أسفلنا ، ركبتُ القارب بإرادة حُرة ، لكنه رمى بي في عرض المحيط بعد أول تساؤل ، أول رغبة في تفسير ما لا أجدُ له تفسيراً - ظننت أنه سيرفني إلى السماء - عُدت لأن فراس جديرٌ بذلك ، لم ينتابني شك بأن ما زال لديه ما يقدمه إن أكملت ففعلت هذا في محاولة تقبُل كُل ما يقوله !

لدى فراس فراسة بأن القارئ لن يتركَ كتابه أبداً بدون أن تختلجه تساؤلات كثيرة ، ورغمَ ذلك فراسته لم تسانده ليجيبنا عليها بشكل تام ، لدى فراس أسلوب واضح في طرحه بحثه ، وهذا ما يغريني لأقول بأن النجوم التي سيستحقها فراس أكثَرُها لاحترامه كُل الفئات العُمرية و الخلفيات الفكرية لكُل قراءه ، مع عُمق طرحه إلا أن أسلوبه واضح و بسيط

في نهاية المطاف بعد الرحلة العميقة و لا أعتقد بأنها عقيمة لأنها أنجبت أسئلة بعد تزاوجها مع عقلي ، أسئلةٌ سأبحث عن إجابتها يوماً ، سأجدها يوماً ، سيأتي بها الله إلي يوماً

شُكراً ، الرحلة في عُرض المحيط لم تكن سيئة :)
Profile Image for عبدالرحمن عقاب.
802 reviews1,017 followers
December 2, 2017
كتابٌ يبحث في الدافع "الفطري" في الإنسان نحو للتديّن. والذي يعيد تعريفه بالتوجّه إلى ‏‏"القوة الكونية" والإرتباط بها من خلال "شارات قدسية" تتطوّر بتطوّر الإنسان حضاريًا ‏ومعرفيًا. ‏
صرف الكاتب كتابه هذا لإثبات هذه النظرية باستعراض تاريخ "تديّن" الإنسان، وكيف وصلنا ‏إلى هذه المعرفة، واستعراض النظريات المطروحة حول نشأة الدين، ونقدها وبيان مواطن ‏الخلل فيها، ثمّ مضى في عرض فكرته والتدليل عليها. وكلّ ذلك بأسلوبٍ سلسٍ جميل، ‏يُخاطب العقل ويحترمه، ويتدرج بالقارئ بحثيًا. علمًا أنه لم يخلُ من قفزاتٍ في الاستنتاج، ‏والاختيار بين تفسيرٍ يعتمده وآخر ممكنٍ يتجاهله.
‏ الكتابٌ ثريٌّ بالمعلومات، ومثيرٌ للاهتمام والشهية لمزيدٍ من الاطلاع على أديان الأمم قديمها ‏وحديثها، خاصة عندما تلمح هنا وهناك إشارات عن "مشتركات" قديمة لما تظنّه علامة فارقة ‏في هذا الدين أو ذاك. ‏
أوافق الكاتب على رأيه بفطرية الدافع التديّني لدى الإنسان، وأفترق عنه في تفصيله لطبيعة ‏هذا الدافع كالحديث عن الوعي الكوني، وأفترق عنه كذلك في تفسيره لتخلّق الأديان الشاملة ‏من الأديان البدائية، تلك الأديان التي أسائلُ ويسائل "أوليتها" كلّ مؤمن بقصة الخلق القرآنية ‏‏(والتوراتية).‏
لم تعجبني استفاضة الكاتب في شرح الفيزياء الكمية، ولم أجد لزومًا لهذا الاستطراد الطويل ‏وإن كان مفهومًا احتياجه لذكر هذه النظريات والأبحاث والاستنتاجات العلمية لتبرير رأيه ‏الختامي الذي جمع فيه أطراف حديثه.‏
آخذ على الكتاب مروره السريع والمتقطّع دون بسطٍ وعنايةٍ بالنظريات "الاجتماعية" عن ‏نشأة الدين، وما تحمله تلك النظريات من تفسيرها وتحليلها الخاصّ الوجيه. فإن كانت حجّة ‏المؤلّف أنه إنما يدرس دين الإنسان/الفرد، وليس الدين الجمعي كما فرّق بينها في ثنايا الكتاب، ‏لكانت حجتي: ومتى كان الإنسان فردًا متفردًا منعزلاً عن مجتمعٍ يحويه ويُشكّله؟!‏

Profile Image for Ahmed Hussein Shaheen.
Author 4 books198 followers
May 15, 2019
لا يتوقف الباحث فراس السواح عن إدهاشي وذلك في ثاني كتاب أقرأه له
إن اسم الكتاب بحد ذاته يدل على موسوعية وتبحر هذا المفكر
حيث يعرض للدين كظاهرة إنسانية وذلك عبر تاريخ الإنسان من العصر الحجري أو حتى منذ إنسان نياندرتال وحتى العصر الحديث
ويربط ذلك بمفاهيم الفيزياء الحديثة
ليتوصل لشرح مفهوم الدين بحده الأدنى عبر التاريخ وليلفت نظرنا لبعض الآراء السائدة وخاصة لدى الفكر الغربي الحديث مبينًا نقاط الضعف فيها ومن ثم يقدم تصوره للموضوع

Profile Image for Marwa.
13 reviews3 followers
April 2, 2013
الكتاب جيّد جدا في تسلسله في الطرح ..
ومحاولته للتحليل أيضا جيّدة ..لكنه غير مقنع برأيي على الأقل إذ أن تحليل الدين ..أكبر من كونه سردي تاريخي ...أوحتى فيزيائي (كما حاول الكاتب أن يوثّق ماتوصل إليه عبر نظريات فيزيائية في آخر الأمر )


الكاتب هنا لايبحث في تاريخ الأديان إنما هو يبحث في أصل الظاهرة الدينية كمفهوم مرتبط بالإنسان مستعينا بتاريخ الاديان أو بما يراه قريبا إلى الصواب برأيه ..على اعتبار أن هذه الظاهرة يمكن تفكيكها وعزلها عن كل مايتصل بها(بما في ذلك الإله )الذي يراه فكرة مُستحدثة في الدين تعود نشأتها لأسباب عدّه ..سؤاله هو ؟ماهي الدواع التي دفعت الإنسان إلى التديّن لنصل إلى حقيقة هذه الظاهرة..


هو هنا ينطلق من تجربه مر بها في أحد الجوامع عندما كان يستذكر دروسه في الإبتدائية فأخذه أحد الشيوخ بيده إلى الصلاة..هبط على المؤلف شعور غريب بين الوجود واللوجود ..أسماه الوجود الحق !!

خلاصة مايصل إليه الكاتب أن الدين تسامي الإنسان نحو عالم القداسة (او الغيب كما نطلق عليه)وليس جذب ناتج عن إرادة إلهية ..تمثّل مركزية لهذا العالم القدسي !

بعبارة أخرى الشعور الديني هو نقطة الوصل (التوحّد) بين شعورنا بعالم غيبي ومكوثنا في عالم مادي ..وهذا مايخلق للإنسان توازنه وهنا تكمن فائدة هذا الشعور .. أيا كانت الطريقة(العبادة أو الدين) التي انتهجها الإنسان لتحقيق هذا الوصل ..







Profile Image for Yasameen.
40 reviews14 followers
March 10, 2021
غالباً ما نستمع الى البعض يقول: "لماذا أتيت إلى هذا العالم؟ " أو "يجب ان افعل كذا قبل ان اغادر العالم" ، أو ما الى ذلك من صيغ تعبيرية، تعكس نظرتنا الى انفسنا كمخلوقات ضئيلة عابرة في هذا العالم. ولكن الانسان، كما بدأ يعي وجوده الآن، ليش كائناً غريباً "يأتي" الى العالم ثم "يخرج" منه، بل هو عنصر لازم لقيام عالمه بالذات، إنه يشارك بصنعه وإظهاره الى حيز الوجود، والكون ليش مجموعة من الظواهر الكائنة "هناك"، تمارس "وجودها" في معزل عن الإنسان، بل هو تعيين مشترط بالوعي، ومتضافر معه على إظهار ما ندعوه دوماً ب "الحقيقة"..
Profile Image for AZ ZA.
147 reviews146 followers
June 28, 2013
أصابني المشهد الديني السياسي الحالي بالارتباك وكل هذا الجدل سببه اختلاف النظرة للدين مما دفعني للتساؤل عن المفهوم الحقيقي للدين ومقاصده
وقررت البدء بهذا الكتاب حيث اختار فراس لبحثه هذا سؤالاً رئيسياً:
ما هو الدين ؟

خلاصة ما حاول الباحث إثباته


Uploaded with ImageShack.us

من خلال عرضه للكثير من اشكال دين المختلفة في عصور ومناطق مختلفة للوصول لبنية الحد الأدنى للمعتقد الديني، حتى أنه عرض لفيزياء الكم والنظرية النسبية للاستدلال على وحدة الوجود

أعجبني تسلسله في الطرح وجعلني أدرك أن هناك الكثير والكثير مما أحتاج لتعلمه


Profile Image for Bookish Dervish.
829 reviews285 followers
August 28, 2022
كتاب دين الإنسان هو دراسة تأخذ بيد القارئ في رحلة لبدايات تعرف الإنسان الأول على ربه. (يقصد بالإنسان الأول الطوائف الأولى للبشرية التي كانت تعيش على القطف و الصيد لا إلى إنسان بعينه)
فمنذ ظهور النياندرتاليس في عصر الباليوليت الإدنى واكب الدين البدئي شبيه الإنسان هذا حتى أن تعريف الإنسان أصبح هو الكائن المتدين (خلافا للعاقل أو الناطق)
تطور الدين وصولا إلا ظهور الإنسان الحديث في الشرق الأوسط فتطور المعتقد رويدا رويدا و هذا مل يمكن أن نستشفه من رسومات الكهوف و من بقايا المعابد الأولى حين استقر الإنسان قبل ممارسة الزراعة في أريحا و شتال حيوك. وتتلخص فكرة الكتاب عن المعتقد البدئي أنه مرتبط بحيوانات شتى لا تشكل المعبود و لكن ترمز له. فقد عبدالإنسان الأول قوة غَفلة [بوسعك أن تجعلها فكرة توحيد بدئية] تنتمي إلى عالم اللاهوت و تمارس تأثيرا مباشرا على عالم الناسوت المرئي .
يؤكد فراس السواح أن الإله ذا الشخصيةالتاريخية و ذي نسب معين ظهر كفكرة لاحقة و ليس مرتبطا بظهور الدين مع الإنسان. (يشير هنا أن الإنسان هو كائن متدين [بخلاف جعله عاقلا أو ناطقا فقط])
لدراسة الظاهرة الدينية, نحتاج أولا إلى تعريف الدين, من خلال دراسة الأديان.
لهذا الغرض لجأ كاتبنا إلى تفكيكه إلى بنيته الأساسية المتمثلة في المعتقد و الأسطورة و الطقس ثم عناصر أخرى مرتبطة بالدين بأوثق العرى إلا أنها ليست من صلبه و هي الأخلاق و التشريع.
تطرق السواح أيضا إلى فكرتي عبادة الأسلاف و ارتباط الدين بأنواع السحر
كما يؤكدأن الأديان و خاصة تلك التي لا تتمتع بمؤسسة دينية تضفي تعقيدات لاهوتية و فلسفية على أديانها, لا تزال محتفظة بعناصر من الدين البدئي. و كمثال أورد دين قبائل أسترالية و بعض أديان إفريقيا و هي مجتمعات عاشت بعيد عن طريق النتفاعلات الإنسانية الكبرى.
هل يمكن الحديث عن الدين الأول للإنسان دون الحديث عن رسومات الكهوف التي استنتج منها العلماء نتائج لم ترقني شخصيا بتاتا كارتباط حيوان معين بالنسبة لكل مجتمع بفكرة الألوهة فالثور لأوروبة و الغزال لمشرقنا العربي
و هل يمكن الحديث بعد ذلك عن تطور الدين دون الرجوع إلىمضاهر عبادة الأنثى في مجتمعات الشرق الأوسط خذ مثال دمى عشتار.
من الأمثلة التي أعجبتني دراسة مجتمعات أريحا, تل الرماد و شتال حيوك
هاك بعضا مما اقتطفت:

description



description


description


و خلاصة الكتاب أن:

description
Profile Image for Tareef Mando.
134 reviews367 followers
August 3, 2015
رحلتي الثانية مع السواح. أمتع كتاب قرأته منذ بداية العام.
السواح هنا ليس مؤلفًا يعرض أفكاره بقدر ما هو باحث ينطلق دونما موقفٍ مسبق، ليناقش الاحتمالات ويرجّح ما تدعمه الأدلة، وقد نجح في ذلك إلى حدٍ جيد (مع بعض القفزات المفاجأة، كأن يصل إلى خطأ نظرية ما بمجرد مناقشة من ثلاثة أسطر).
كما هو العنوان، يبحث المؤلف في سؤال (ما هو الدين)، إنطلاقًا من أنّ الدين لا يمكن أن يكون وهمًا خلقه عقل الإنسان أو عاطفته (وهي النتيجة التي يصل إليها أخيرًا بعد 400 صفحة من العرض والنقاش)، إذا يُفتتح الكتاب بتجربة روحانية خبرها المؤلف، جعلته يشعر بوجود (الماوراء، أو عالم اللاهوت)، فيقول بأنّ مثل هذه الخبرات هي من دفعت الإنسان في طريق التماسه الدين وصياغة مختلف أفكاره ونظرياته.
ومن خلال الاستعراض المدروس للأديان منذ نشأة الإنسان يخلص السواح إلى النتائج التالية:
- تتشكّل ما هية الدين عبر ثلاث عناصر؛ المعتقد، الأسطورة، الطقوس.
- يجب التفريق بين التدين الفردي، التدين الجماعي، والمؤسسة الدينية (وهذه الأخيرة هذ ظاهرة ارتبطأت بنشأة المدن).
- بنية الحدّ الأدنى للمعتقد في أي دين؛ الإيمان بوجود عالم آخر منفصل عن هذا العالم المادي بقدر اتصاله معه، اصطلح عليهما بالتسمية عالم اللاهوت وعالم الناسوت.
- لم تحتوي الأديان القديمة على آلهة مشخصة بل كانت تؤمن بألوهة، وعند ظهور الآلهة فيما بعد لم تؤخذ على محمل الجدّ (المناصب الإلهية كانت ثابتة أم الآلهة فمتبدلة)،
- ظاهرة مؤسسي الديانات هي ظاهرة حديثة نسبيًا كذلك، بدأت مع زرادتشت، وفيما سبق لم يكن هناك مؤسس واحد للديانات.
- لدينا أيضًا ظاهرة الأديان الشمولية (مرتبطة بمؤسسي الديانات) وهي الأديان التي تسعى لفرض نفسها لإدخال البشرية في ديانة واحدة.

تقرأون في الكتاب: لماذا تعرّض أتباع الأديان الشمولية إلى إضطهاد كبير عبر التاريخ (مثل المسيحيين في روما، واليهود تاريخيًا، واليوم المسلمين)، بينما نجد الملايين من أتباع الأديان الأخرى سالمون دون أن يتعرض لهم أحد؟
هل عبد الإنسان القديم حقًا الظواهر الطبيعية والأحجار وما إلى هنالك كما أخبرتنا المدارس؟

وعينا الذاتي غالبًا ما يقتصر على أفكار ومفاهيم دين واحد، الانتفاح على قراءة ودراسة عشرات الأديان عبر التاريخ الإنساني سيمنح المرء تهوية فكرية ضرورية ويقربه قليلًا من دواخله

Profile Image for سارة الليثي.
Author 5 books97 followers
February 10, 2018
يدور الكتاب حول تفسير الظاهرة الدينية للإنسان وتطورها عبر مراحله التاريخية المختلفة ومراحل تطوره ونضجه العقلي، يبدأ بمحاولة تعريف الدين ومكانته لدى البشر، ثم يفرق ما بين نوعين من الدين وهو الدين الفردي والدين الجمعي، ففي الدين الفردي يكون المعتقد الديني خاصاً بالفرد وحده ولا يحاول اشراك جماعته معه لاعتقاد نفس الدين، ولكن عندما يتحول الفرد لداعية لهذا الدين ويتبعه أفراد آخرين يتحول الدين من دين فردي لدين جمعي، وتلا ذلك ظهور المؤسسة الدينية متمثلة في المعابد ودور العبادة لترعى الدين الجمعي وتخصص كهنة لاقامة الطقوس الدينية.
وحدد المكونات الأساسية للدين المتمثلة في المعتقد والطقس والأسطورة، حيث يعتقد الإنسان في إله ما، يقيم له الطقوس لعبادته، وينشئ له الأساطير الدالة على مدى قوته وقدرته، وهناك مكونات ثانوية تتمثل في الأخلاق والشرائع، ولكنها ليست أساسية حيث أن هناك أديان قامت بدون أخلاق أو شرائع تعود إليها كالديانات الإغريقية حيث كان الآلهة أنفسهم يفتقرون إلى الأخلاق اللازمة وترك الأمر لتقييم البشر، كما فرق الكاتب ما بين دين القوم والدين الشمولي، فدين القوم يقوم على ايمان مجموعة من الأفراد قد تكون قبيلة أو مجتمع ما بدين معين ولكنهم لا يسعون لفرضه والدعوة إليه عبر العالم، أما الدين الشمولي فهو الذي يسعى لتوطيد حكمه عبر العالم.
وقد تمثل للأديان الشمولية بمحاولات كل من اخناتون بنشر دعوته لعبادة اله الشمس آتون، وكذا ايلاجابال في روما ودعوته لعبادة اله الشمس السوري، وأيضاً ماني ودعوته لديانته المانوية، ثم تناول بداية ظهور الدين في تاريخ البشرية منذ ظهور الإنسان على الأرض فيما سمي بعصر الباليوليت، وما وجد من آثار لهذا العصر متمثلاً في فن الكهوف وطرق الدفن، تلا ذلك عصر النيوليت وبداية ظهور تقديس هيئات متمثلة لحيوانات وبشر مع نفي عبادة الحيوان أو البشر ذاته ولكنه كان عنصر تمثيلي للقوة المسيطرة ليس إلا.
وتطرق أيضاً إلى فكرة الطوطم أو التمائم التي أتخذت لبعض الشعوب شارحاً اياها من خلال شعب الهنود الحمر والأستراليين بشكل خاص لانتشار تلك الفكرة لديهم، كما فرق بين السحر والدين على الرغم من وجود بعض الطقوس التي قد تكون متشابهة بين الاثنين، ثم تناول ببعض من الشرح فلسفة ديانات الشرق الأقصى كالكامي والشينتو في اليابان والتاوية في الصين والهندوسية والجاينية والبوذية في الهند، منتقلاً بعد ذلك لظاهرة التصوف الاسلامي مقارناً بينها وبين أفكار النيرفانا وفلسفة التصوف الهندي.
وفي الباب الأخير تناول الظاهرة الدينية بشكل علمي من منظوره من الناحية الفيزيائية، حقيقة الأمر لم أفهم شيئاً مطلقاً من هذا الجزء ولم أفهم ما علاقته بالأمر، فقد استمتعت بقراءة الكتاب وأضاف لمعلوماتي معلومات قيمة جداً في تاريخ الأديان وكيفية ظهورها في المجتمعات المختلفة، فعلى الرغم من قراءتي واطلاعي على العديد من الأساطير الدينية لشعوب العالم ولكني لم أكن أعرف منشأ التفكير في تلك الأمور وقد ساعدني هذا الكتاب كثيراً في الربط بين الأمور والديانات المختلفة وتفسير معتقدات الشعوب.
ومن المفترض أن الباب الأخير يفسر ذلك بشكل علمي ولكن لم يصلني المغزى ولم يضف لي شيئاً وشعرت أنه جزء زائد على الكتاب، ربما يستطيع فهمه من يدرس الفيزياء ويستطيع تفسير علاقته بموضوع الكتاب أما أنا فلا.
Profile Image for Areej Abuali.
72 reviews41 followers
November 26, 2019
هذا هو الكتاب الثاني لفراس سواح الذي أقرأه بعد كتاب مغامرة العقل الأولى ، كتاب عظيم جدا يحتاج الكثير من الوقت و التركيز لاستيعاب كمية ما فيه من وجهات نظر و فلسفات عكست محاولات الباحثين على مر التاريخ للوصول إلى تعريف دقيق لظاهرة الدين التي يتميز بها الإنسان عن غيره من الأحياء .يقودنا فراس سواح في رحلة تأملية بحثية علمية تبدأ من قاع الظاهرة الدينية ،دين الفرد، الذي يجد نفسه واقعا تحت سلطان الإحساس بالمقدس بمعزل عن العقل وقد أورد مثالا عن الأفراد الذين خضعوا لهذا الإحساس بعيدا عن معتقدات و طقوس جمعية كالمتصوفة و الشامانات و مؤسسي الديانات الجديدة إلى إنشاء المؤسسات الدينية مع ظهور المجتمعات المدينيةثم أفرد الكاتب الباب الثاني للحديث عن المكونات الأساسية و الثانوية للدين وقد استوقفني في توضيحه للطقس الديني و هو من المكونات الأساسية للدين ما أورده أن "الطقس ليس فقط نظاما من الإيماءات التي تترجم ما نؤمن به من الداخل ، بل هو مجموعة الأسباب و الوسائل التي تعيد خلق الإيمان بشكل دوري."و في الحديث عن علاقة الأخلاق بالدين رأى الكاتب إنهما مفهوما منفصلان تماما رغم تشابكهما و أن اجتماع السلطة السياسية الدينية في يد الملك أو الكاهن أدى إلى اتصالهما..ينتقل بعدها لحديث مفصل عن معتقدات الباليوليت (إنسان العصر الحجري) و التي هي الديانة البدائية الصافية التي لم تتأثر بغيرها ثم جاء عصر النيوليت الذي استقر فيه الإنسان الصياد و بنى أول القرى و يمضي الكتاب في سرد و تحليل نشأة المعتقدات من الشعوب البدائية إلى الحديث عن الأديان الشمولية التي نشأت في الشرق الأقصى و الأوسط و اختلاف مبادئها بينما هو إلهي أو بلا آلهة و لكن ما عرضه فراس سواح في الباب السابع من علاقة الوعي بالكون و شرحه لنظريات الفيزياء الحديثة التي أثبتت أن للضوء طبيعتان موجية و جسيمية و "أن الوعي الإنساني الذي يراقب الطبيعة و يحاول فهمها بشكل تجزيئي ليس إلا جزءا من هذه العلائقية الشمولية؛إنه النقطة التي تنتهي عندها أية حادثة و تتخذ معناها. "كان من أكثر الأجزاء تميزا بطريقة إيضاحه لتجارب و نظريات غاية في التعقيد وفي النهاية فإن ما أراد فراس سواح الوصول إليه هو أن الأديان ليست وهم ولا هي ناتجة عن أفكار خاطئة ترسخت من عصر طفولة الإنسانية بل إنه "الوعي الباطني بالحقيقة" و اختلاف الأديان ناتج عن اختلاف الاختبارات النفسية لوحدة الوجود في " وعي الغيب "و منعكسات هذا الإحساس في "وعي الصحو" .أنصح بقراءة هذا الكتاب بتجرد و بعقل و قلب منفتح حتى تحصل الفائدة .
Profile Image for Sulaf Farhat.
101 reviews100 followers
January 12, 2016
كتاب يحض على التفكير العميق وطرح العديد من التساؤلات الوجودية على نفسك ومحاولة البحث عن إجابات لها، هذا وحده كان كفيلا باستحقاقه النجمات الخمس
يعترض العديد من قراء الكتاب على الفصلين الأخيرين المتعلقين بفيزياء الكم، لكنني أؤمن بأنها كانت الطريقة المثلى لإظهار وتفسير النتائج التي توصل إليها الكاتب! فكل ما توصل إليه العلم والمنطق والفلسفة، محدود بوعينا وبمراقبتنا لهذا العالم وكأننا خارج إطاره، بينما نحن في الحقيقة جزء لا يتجزأ من الظواهر التي نراقبها، وأفهامنا ولغتنا واللحظة الزمانية التي نعيشها هي المنظور الوحيد الذي يمكننا من إصدار الأحكام وتأليف التفاسير. ويا له من منظور قاصر أمام "القوة السارية"؛ الله الواحد الكامل القادر على كل شيء، المنزه عن الوصف والتشبيه، ليس كمثله شيء.
Profile Image for آلاء  بن سلمان.
224 reviews81 followers
April 29, 2013
لم يضف لي شيئًا سوى ماهو في المعتقد والطقس ...
لم أجده جيدًا مقارنة بكتب تتحدث في نفس الموضوع
.....

كنت أتوقع ماهو أفضل ولكن يبدو أن خيبة الأمل مع الكتب في استمرار ، من هنا سأحاول أن أتوقف عن التوقعات
Profile Image for زينب مرهون.
165 reviews34 followers
Want to read
March 30, 2017
يبدو أن اختياري للكتاب منذ بداية العام لم أتوفق فيه
لهذا أعلن توقفي عنه على أمل عودتي له مجدداً
Profile Image for Safwat Safi.
117 reviews78 followers
June 1, 2016
كتاب رائع، اسمتعت جدا بقراءته، وعلى التعرف على الكم الهائل من المعلومات التي ساقها الكاتب لاثبات وجهة نظره.

لا يخفى على القارئ ومن الصفحات الأولى للكتاب أن الكاتب يريد أن يفسر التجربة التي عاشها في طفولته وبالتالي فقد عمل جاهدا في هذا الكتاب كي يجد لها تفسيرا مستساغا وهو يعلم حتما أن هذا التفسير ليس منطقيا وليس مبنيا على ثوابت قوية يقبلها العقل.

يقود فراس السواح القارئ في رحلة طويلة تبدأ من العصر الحجري والآثار التي تركها الإنسان ثم يتطرق للأفكار الأساسية التي قامت عليها بعض أهم ديانات العالم ومن أكثرها انتشارا، وفي النهاية يعرّج على الفيزياء الكمية ليثبت وحدة الكون، ليخرج بنتيجة نهائية مفادها أن "الدين هو الحالة المثلى للتوازن مع الكون، والعبادة كيفما كانت صيغتها، وإلى من أو ماذا يكون توجهها هي معبر البقاء في الحقيقة، وحالة وجود في الواحد، أو.. حالة الوجود الحق"

الخلل برأيي وسأستخدم هنا كلام السواح نفسه، أن الفيزياء الكمية لا زالت قاصرة عن تفسير ظواهر الكون، ولا زال الحديث يدور عن فرضيات، وبالتالي فإن أي استنتاج مبني عليها هو مجرد وهم يمكن أن ينهار في أي لحظة عند ظهور نظرية فيزيائية جديدة تنسف ما قبلها

ومن جهة أخرى فقد أكد السواح في كتابه من خلال تناوله لللاوية والهندوسية والبوذية وغيرها أن المعتقد هنا ناتج عن حالة تفكير عميق ولمدة طويلة لشخص واحد مؤثر، (وليس تفكيرا جماعيا) وتتحول أفكاره تدريجيا وخصوصا إذا تم قبولها وفرضها من طرف نظام سياسي أو إجتماعي لتتحول لدين له تشريعات وتعاليم ومبادئ وأساطير تخدم أفكاره الأساسية، وبالتالي يصبح أغلب الناس تابعين لهذا الدين بما ورثوه من أسلافهم، وهذا يتعارض مع فكرة أن الدين نابع من علاقة الوعي بالمادة التي وصل إليها الكاتب في نهاية الكتاب

الكتاب ممتع جدا وبه رياضة فكرية مميزة،

أنصح باقراءة

Profile Image for Hamed Said.
31 reviews4 followers
April 15, 2020
من أهم الكتب التي قرأتها اطلاقا. بحث مطوَّل و موضوعي عن البنية الأساسية للدين و الأصل المشترك الذي قامت عليه جميع الأديان بداية من إنسان النياندرتال مرورًا بالعصر الحجري و النيوليتي الى الحضارات الكبرى.

هذا الكتاب شاق و ممتع و يحتاج إلى قراءة ثانية و ثالثة فكل سطر فيه محمَّل بالأفكار الجديدة التي تنفض الغبار عن أفكار قديمة.
Profile Image for Hamzeh S.
51 reviews19 followers
September 20, 2015
قبل مراجعة هذا الكتاب سأعبّر عن مدى سروري بوجود باحث عربي سوري قدم لنا بحثاً موضوعياً على الطريقة العلمية وخالياً م�� الأحكام المسبقة عن موضوع الدين وتاريخ الأديان. خاصة أن هذا الموضوع يتم التعامل معه بحساسية شديدة في بلادنا
.
في مراجعتي لهذا الكتاب سأقسمه إلى ثلاثة أقسام:
* ال100 صفحة الأولى: كانت مملة لكن غنية بالمعلومات، ككتاب الثقافة العامّة تماماً! تحدّث فيها فراس السوّاح عن مكونات الدين الأساسية والثانوية وحدّد خطوط هذه المكونات بوضوح مع ضرب بعض الأمثلة.

** الصفحات من 100-300: هي المفضلة لدي في هذا الكتاب! حيث شرح الكاتب المظاهر الأولى والبدائية لدين إنسان العصور الحجرية القديمة والحديثة (الباليوليت والنيوليت) وكيف أن الإنسان قد استخدم الرموز الحيوانية أولاً والإنسانية لاحقاً للتعبير عن تلك القوّة الكونية الخفية والسارية في جميع مظاهر الكون وكيف اعتقد بتأثير تلك القوة على احداثه اليومية. فقام بممارسة الطقوس للتأثير في تلك القوة السارية وجعلها تصب في مصلحته.
كما تكلّم عن استمرار ملامح الدين البدائي في الأديان الحديثة خصوصاً الشرق آسيوية منها. وأن جميع الأديان وشرائعها اليوم هي محاولة بشرية لرسم ملامح ذلك المجال القدسي الذي شعر فيه الإنسان منذ القدم.

وتعلمت أيضاً من هذا الجزء من الكتاب أن الأنسان لا ولم يعبد يوماً مظهراً طبيعياً بحد ذاته، فمن حيوانات الإنسان القديم إلى نار المجوس إلى أصنام قريش لم يكن الإنسان يعبدها بحد ذاتها، بل رأى فيها تجسداً لتلك القوّة الخفية التي انبثقت منها مظاهر الكون.

*** ال100 صفحة الأخيرة: هنا كان الكاتب بعيداً عن الموضوعية. فقد قام فراس السوّاح بإطلاق نتائجه الفلسفية الخاصة على علوم فيزياء الكم واعتبر أن فيزياء الكم تخبرنا بوضوح عن وحدة واتصال جميع مظاهر الكون وأن هذا الوحدة هي التي أحس بها الإنسان منذ القدم، وأن هذا الإحساس بالوحدة هو الذي ولّد الدافع الديني عند الإنسان.
كلام رومنسي ومنمّق، لكنه يفتقر للدليل العلمي للأسف.
Profile Image for Emy Jabran.
71 reviews96 followers
September 3, 2013
من اقوى الكتب التي قرأتها.. اخذ جزء كبير من وقتي لعله الكتاب الوحيد بعد عالم صوفي الذي استغرق مدة طويلة في قرائته.. اجاب على بعض التساؤلات ليفتح امامي تساؤلات اكبر.. اخذني في رحلة حول الاديان البدائية والعلاقة المتداخلة لدين بالسحر والفلسفات كما لفت انتباهي لفصل الدين عن الله لكون الاخير ظهر وسط سيرورة تطور الدين ولم يكن السبب الرئيسي في وجوده ولحد الان هناك اديان لا تؤمن بوجود الله.. سرني تطرقه لاديان مختلفة وشرح اعتقاداتها بشكل مبسط من بدائية وشرقية واوروبية...
عند البحث في تاريخ الاديان تسقط قدسيتها فورا, ظهر عبر التاريخ الاف الاديان تنقسم لمئات الطوائف والان يوجد مئات الاديان وكل دين يدعي انه الصحيح وانك محظوظ لانك ولدت في الدين الصحيح.. فيعتبر السواح ان كل الاديان تعبر عن انغماس الوعي بالقاع الكلي للوجود فالانسان يذهب بعيدا ليعيد صياغة المعتقد نفسه لكن باشكال جديدة..
وبالتالي لا وجود لاديان صحيحة واخرى زائفة.


نقاط اعجبتني:

اذا كان الدين ظاهرة مترافقة مع الانسان منذ استقلاله عن المملكة الحيوانية فان المؤسسة الدينية هي ظاهرة جديدة ومرتبطة بحضارة المدينة وبمدى تطورالبنى والمؤسسات الاجتماعية والسياسية في مجتمع المدينة ...

اية صورة فكرية لا تخرج من عالم الفكر لعالم الفعل هي صورة معرضة لتحجر والزوال

ص70: في السياقات التاريخية لاديان الانسان وضمن ظروف اجتماعية وسياسية معينة تأتي الى الدين عناصر لم تكن منه ابتداءا, ولم يكن لها شأن في تأصيل بداياته الاولى وهذه هي: الاخلاق والشرائع.

ص84: التبدي الجمعي لظاهرة الدينية يتكون من معتقد وطقس واسطورة هي عناصره الرئيسية ومن اخلاق وشرائع هي عناصر ثانوية تتصل بالدين في سياقه التاريخي دون ان تكون من صلبها

الوعي ينطوي على المادة لانه يدركها والمادة تنطوي على الوعي لانها تنتجه
Profile Image for Fatimah.
123 reviews2 followers
December 3, 2019
3.5
كان رفيقًا لطيفًا مليئًا بالمعلومات التاريخية والعلمية المتوغلة في الثيولوجي، أحببت التنظيم واسلوب العرض المنطقي المتسلسل

ولكن مع الأسف لم يكن الجزء الأخير مناسب لهذا التسلسل، كان
الجزء الفيزيائي الذي تشوقت لقراءته وفهم العلاقة بينه وبين ما يطرحه فراس عبارة عن مجموعة من المبادئ الفيزيائية التي تتعمق شيئا فشيئا محاولةً الربط بين 'مبرر' وجود الظاهرة الدينية وبين أخر ما توصلت إليه الفيزياء، لم أقتنع تماما لأنه على الرُغم من كون الطاقة والمادة وجهان لعملة متبادلة إلا أنه لا يصح اعتبار الوعي بديلا متماثلا لأحدهما. هذا على الرغم من اقتناعي التام بالأثر الذي يحدثه المراقب (الذي لم يعد مراقبا) على التجربة مما يجعله بشكلٍ أو بآخر "مشاركًا" فيها.
ومع ذالك فإنّ عدم اقتناعي ليس سبب الإنتقاص من تقييم الكتاب، وإنما القفزة المفاجئة التي حدثت في تسلسله المنطقي من سرد ثيولوجي إلى حقائق'نسبية' فيزيائية، والتي لم تكن الخاتمة من بعدها كافيةً للربط التوضيحي التام.

أوصي بالكتاب للمهتمين بمعرفة أسباب الأشياء، فالدراية بتصورات مختلفة لأسباب نشوء الدين هو أمرٌ ممتع لمثل هذه العقول.
Profile Image for H M.
183 reviews94 followers
Read
August 15, 2015
*وأخيراً أنهيت قراءة هذا الكتاب.
*الكتاب دسم ومكتوب بصيغة علمية بحثية. أحببت طريقة طرحه ووضوح أفكاره وحيادية الكاتب.
*الكتاب مقسم لعدة فصول يبدأ بفهم نشأة الأديان والطقوس والإعتقادات المصاحبة لها منذ العصر الحجري وقبل التدوين وصولاً للتصوف الإسلامي مع عدم التركيز على الديانات الإبراهيمية بشكل لا يعيب الكتاب كونه ليس كتاباً شارحاً للأديان.
* بعد منتصف الكتاب يبدأ الكاتب تحليل النظريات الشارحة لأسباب نشوء الدين ونقدها. يُكمل الكتاب ربعه الأخير بشرح لقوانين فيزائية تدعم وجود الله لينتهي الكتاب بخاتمة يوضح فيها رأيه والذي قد لا يعجب المتشددين.
* جميل جداً هذا الكتاب.. حقاً هو من الكتب التي زادتني إيماناً وزادتني حباً لله وزادني تسامح وحب لكل دين آخر.
Profile Image for iris.
57 reviews17 followers
September 22, 2015
إن كنت تبحث عن كتاب يثير عقلك بزوبعة من الأفكار ليفكر بها فأنت أمام الكتاب الصحيح.
"دين الإنسان" كتاب يعرض العديد من الأفكار و المعتقدات و الطقوس الدينية التي قام بها الإنسان على مر العصور أثناء رحلة بحثه الدائمة عن مسيّر هذا الكون.
لم أصل للغاية من الفصل الأخير الذي يتحذث عن الفيزياء و وجدته مملاً.
Displaying 1 - 30 of 204 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.