منذ صدور صحيفة "الناقد" صيف عام 1988 و"الصادق النيهوم" كاتبها الأكثر إثارة للجدل على الإطلاق، وكاتبها الأكثر جرأة في التصدي للمفاهيم الغيبية السائدة عن الإسلام، وكاتبها الأكثر استفزازاً لأصحاب الأفكار المسطحة، ناهيك عن كونه الكاتب الذي شغل كل رقيب في الإعلام العربي، ربما أكثر من أي كاتب معروف حتى الآن. وبقدر ما شغل الصادق النيهوم الرقباء، شغل القراء. فخلال ثلاث سنوات من عمر "الناقد"، حمل البريد إليها من الرسائل معه وضده (وضده كان أكثر من معه) تفوق ما وصل إليها عن أي كاتب آخر ظهر على صفحاتها. واستل القراء أقلامهم وشحذوها في مواجهة آراء الصادق النيهوم. لذلك أراد المؤلف لهذا الكتاب عند إعداده، أن يضم بين دفتيه، كل الآراء التي طرحها الصادق النيهوم وتصدى لها القراء ونشرت في "الناقد" حتى يكون للكتاب شموليته وديموقراطيته، وبالتالي يحافظ على جدليته. وبالرجوع إلى محتوى هذا الكتاب "الإسلام في الأسر" نجد أنه كتاب جدلي يطالب في أحيان كثيرة بالمستحيل ليصل إلى الممكن. ولكنه في الدرجة الأولى كتاب ثوري، بكل ما تحمله هذه الكلمة من عنفوان وحقيقة، لا مواربة فيه ولا وجل ولا دجل. وهو كتاب يتحدى فيه العقل العربي، المغلق على مفاهيمه التقليدية الاستسلامية، وهو كتاب تبشيري يبسط مفاهيم الإسلام البسيطة والجريئة، بعد أن يعري كل الغيبيات التي حولها. كما وأن هذا الكتاب كتاب أسئلة أيضاً. أسئلة التاريخ الجوهرية القادرة على التحريض على طلب مفاهيم ثقافية عربية جديدة، لها صلة مباشرة بفكر جماهير الناس العاديين. والصادق النيهوم في أسئلته هذه يحاول أن يخلق عن طريق هذا التحريض ثقافة الإسلام الديموقراطي، تجاري العصر، وتسهم في معانيه الحضارية لتفسح في مجالات مواكبته للقرن الواحد والعشرين
ولد الصادق النيهوم في مدينة بنغازي عام 1937. درس جميع مراحل التعليم بها إلى أن انتقل إلي الجامعة الليبية، وتحديدا بكلية الآداب والتربية - قسم اللغة العربية، وتخرج منها عام 1961 وكان ينشر المقالات في جريدة بنغازي بين عامي 1958-1959 ومن ثم عُين معيداً في كلية الآداب.
أعدَّ أطروحة الدكتوراه في " الأديان المقارنة" بإشراف الدكتورة بنت الشاطيء جامعة القاهرة، وانتقل بعدها إلى ألمانيا، وأتم أطروحته في جامعة ميونيخ بإشراف مجموعة من المستشرقين الألمان، ونال الدكتوراه بامتياز. تابع دراسته في جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عامين.
درَّس مادة الأديان المقارنة كأستاذ مساعد بقسم الدراسات الشرقية بجامعة هلنسكي بفنلندا من عام 1968 إلى 1972.
يجيد، إلى جانب اللغة العربية، الألمانية والفنلندية والإنجليزية والفرنسية والعبرية والآرامية
تزوج عام 1966 من زوجته الأولى الفنلندية ورُزق منها بولده كريم وابنته أمينة، وكان وقتها مستقراً في هلسنكي عاصمة فنلندا، انتقل إلى الإقامة في جنيف عام 1976 وتزوج للمرة الثانية من السيدة (أوديت حنا) الفلسطينية الأصل.
توفي في جنيف يوم 15 نوفمبر 1994 ودُفن بمسقط رأسه مدينة بنغازي يوم 20 نوفمبر 1994.
كتب لصحيفة الحقبقة الليبية حينها، نشر أول مقالاته (هذه تجربتي أنا) مع بداية الصدور اليومي لصحيفة الحقيقة كما نشر بها :
- الكلمة والصورة
- الحديث عن المرأة
- عاشق من أفريقيا
- دراسة لديوان شعر محمد الفيتوري
نشر سنة 1967 مجموعة دراسات منها (الذي يأتي والذي لا يأتي) و(الرمز في القرآن)، وأصبح في هذة الفترة يمثل ظاهرة أدبية غير مسبوقة، وأخذ يثير اهتمام القراء، وكانت أطروحاته وأفكاره تتضمن أسلوباً مميزاً يشهد له الجميع بالحيوية والانطلاق،
وفي عام 1969 كتب دراسة (العودة المحزنة للبحر)، ونشر عدد من قصص الأطفال، وأهداها إلي طفله كريم، ونشر عام 1970 رواية (من مكة إلي هنا)، وفي 1973 صدر له كتاب (فرسان بلا معركة) و(تحية طيبة وبعد)، وأقام من 1974 إلي 1975 في بيروت، وكتب أسبوعيا بمجلة الأسبوع العربي، وأشرف على إصدار موسوعة (عالمنا -صحراؤنا -أطفالنا - وطننا - عالمنا)، ومن ثم صدرت رواية (القرود).
انتقل إلي الإقامة في جنيف عام 1976 وأسس دار التراث، ثم دار المختار، وأصدر سلسلة من الموسوعات أهمها(موسوعة تاريخنا - موسوعة بهجة المعرفة)، وعمل بجامعة جينيف أستاذاً محاضراً في الأديان المقارن حتى وفاته.
عام 1986 صدرت له رواية (الحيوانات)، وفي 1987 صدر له كتاب (صوت الناس)، وعام 1988 بدأ الكتابة في مجلة الناقد منذ صدور الأعداد الأول منها في لندن. استمر بالكتابة بها إلي أن وافته المنية في عام 1994، ص
الإسلام في الأسر.. من سرق الجامع وأين ذهب يوم الجمعة؟ للصّادق النّيهوم.. قبيل إنهائي للكتاب فكّرت كم نجمة يمكن أن أعطيه!! بدأت بنجمتين.. ثمّ قلت كثيرات عليه.. فنزلت إلى نجمة واحدة.. لأصل وأنا على مشارف نهايته أنّه وللمصداقيّة لا يستحقّ ولا نجمة.. سمعت عن المؤلّف وعن أفكاره العظيمة.. ولكنّي صعقت بشخص يهدم كلّ الثّوابت باسم محاربة الظّلم والتّخلّف الحضاري.. ويأتي بأفكار عجيبة غريبة يقولب ثوابت الدّين بها.. بدأً من أركان الإسلام انتهاء بحجاب المرأة وحشمتها.. بأسلوب أشبه بالتهكّم.. وكأنّ لسان حاله يقول أنا الذي أوتيت جوامع الفهم وأنتم في ضلالكم وجهلكم تسرحون وتمرحون.. أزعجني أسلوبه وأشعرتني أفكاره وأطروحاته بالغثيان.. أقول له ولأمثاله.. لماذا لا تقومون أنتم بهذه الصّحوة العجيبة التي تتشدّقون بها وتطبّقون ما تدعون إليه.. قم أيّها النّيهوم بثورتك وتغييرك الجذري لمجتعاتنا المتخلّفة وأرنا ماذا يمكن أن يخرج معك من إبداعات للأحسن.. أو أنّها مجرّد أفكار على الورق لا تقدّم ولا تؤخّر.. تُظهر فيها نفسك متعالياً لتقنعها بتميّزك عن من حولك.. ولكنّه للأسف تميّز لا قيمة له.. تطاولتَ على الفقهاء أعلام الأمّة.. وتندّرت بإنتاجهم.. الموضة القديمة المتجدّدة.. وها هم قد بقيت أسماؤهم وكتبهم.. ولا تكاد أنت تُذكر.. تهجّمت على لباس المرأة المسلمة وسترتها وعفّتها.. لماذا لم تذكر صور السّيدة العذراء بحجابها السّاتر؟!! وهل تقبل لزوجتك أو ابنتك ما تدعو إليه؟!! شبّهت صلاة المسلمين بتمارين اليوغا!! وبالتّالي كانت موضع إعجابك.. رغم تهكّمك بالمسلمين الذين لا يؤدّون تمارين اليوغا على النّحو المطلوب.. تجرّأت على رسولنا الكريم عليه الصّلاة والسّلام وسنّته وأحاديثه بكلام أشبه بالتّخريف.. أين أنت من علماء الحديث.. الذين نخلوا رجال الحديث بغربالهم الدّقيق النّقي.. فظهر لنا علم المصطلح العظيم الذي لا تكاد أمّة غير أمّة المسلمين تعرفه.. تدوين الحديث وتصنيفه معجزة هذه الأمّة بعد معجزة كتابها الخالد.. لتأتي أنت وأمثالك وتتطاولون على هامات شامخة.. لا أعرف ماذا أذكر بعد.. من مدّة بعيدة لم يشعرني كتاب بالغثيان كما فعل هذا الكتاب!! كنت قد حمّلت بقية كتبه.. ولكن يكفيني هذا.. لن أعيد تجربتي معه أبدااا.. ذهب الصّادق النّيهوم وبقيت قافلة الإسلام بأركانه وحديثه وفقهه شامخة باقية رغم أنوف الجميع.. ولينصرنّ الله من ينصره إنّ الله لقويّ عزيز.. أعجبتني فكرة الرّد على بعض ما ورد في الكتاب من ترّهات.. ولكنّها للأسف لم تكن جميعاً قويّة مفحمة.. ليأت تعقيبه عليها بسيطاً لا يكاد يعرف ماذا يقول.. على كلّ – وبرأيي المتواضع - الكتاب لا يستحقّ ولا حتّى نجمة.. وفاء كانون الأوّل 2017
فكر الصادق النيهوم ليس من السهل أم من الممكن للبعض الكثير أن يتعاطاه أو يناقشك فيه, خصوصاً في مجتمعنا الليبي "المحافظ" والأسباب عديدة, قد يكون أسر مفاهيم الإسلام وتغييبها على العوام أهم هذه الأسباب, ولكن الإنسان بطبيعته يخاف من الغريب والمختلف والذي يطعن في صلب إيمانه ومن هنا يتكشف لنا العداء الكبير الذي يكنه الكثير للنيهوم. وقد لا أكون أتفق معه في كل ما قاله ولكن يحتم علي أن أنحني لإحترامه وتقديره على طريقته في عرض أفكاره والتي تدل على نضج عميق وعلى أنه صاحب رسالة جدّية في محاولة تغيير واقعنا الإسلامي المتراجع. أهم ما يدور في كتاب الصادق هو مسألة شائكة جداً الا وهي الجامع وكيف ان المسلم محروم حقه في إبداء رأيه في صلاة الجمعة لأننا تعلمنا أنه يجب أن نسكت حين يخطب الإمام وتبرير ذلك يأتي من الأحاديث النبوية. في غالب الأحيان تكون الخطبة تتحدث عن الفضيلة أو الشريعة وإلى ما ذلك ولكن ما يغضب الكثيرين هو عندما تنحرف إلى أجندات سياسية وهو الأمر الواقع الآن في ليبيا أو بنغازي تحديداً والأمثلة كثيرة, الوضع تأزّم وأصبح خطيراً إلى حد أن يصعد الإمام على المنبر ليكفّر المظاهرات التي كانت السبب الرئيسي في إندلاع الثورة. وتصل بالمفتي لأن يكون لعبة في أيدي السياسيين يحرّمون ويحللّون به كيفما يشاؤون. تخيل لو أن كان للمواطن المسلم صوت في الجامع؟ بأن يطرح رأيه, بأن يقول لا, بأن يصرخ في وجه فقهاء السلطان ويفضح كذبهم وتزويرهم؟ هل فكرة النيهوم هذه جيدة أم ستؤدي إلى فوضى؟ أفكار النيهوم تحتاج لدراسة ومناقشة جدّية لكي ننهض بأنفسنا من أن ننجرف إلى كهنوتية إسلامية جديدة
قرأت هذا الكتاب منذ مايزيد عن 20 عاما و أتذكر منه بعض المواضيع الجوهرية فالكتاب من ضمن الكتب التى تتعلق بإيجاد صيغة حديثة و معاصرة للأسلام كفكر أجتماعى و سياسى و قد كان هذا الموضوع لايزال حديثا وقتها فى مواجهة تيار أسلامى أصولى جارف كنا نظن أنه لا مناص من أنتصاره فى النهاية فى مواجهة خواء فكرى و سياسى غير مسبوق قائم منذ عقود فى منطقتنا العربية. الكتاب يتبنى فكرا يسعى الى أعادة تفسير الأسلام من داخل الأسلام , أو بالأسلام نفسه فى محاولة لإيجاد صيغة حداثية تساير العصر بسهولة لا نضطر بسببها أن ندير ظهورنا للمكاسب السياسية و الأجتماعية لعصرنا الحديث, بمعنى آخر لا نضيع دنيانا لأننا أخترنا ديننا. الحقيقة لقد أوضح الدكتور فؤاد زكريا منذ بداية الثمانينات أن هذه الوسيلة فى ( أستجداء) الحداثة و التى قام و يقوم بها كثيرون فى أيامنا هذه عن طريق البحث عن الثغرات فى التراث الفقهى و أعادة تفسير النصوص , أو التشكيك فى صحتها أو صحة تفسيرها هو عمل لا طائل منه و يشبه بيع الماء فى حارة السقائين, فالفقهاء و رجال الدين قتلوا النصوص بحثا على مدى قرون و قرون طويلة و لم يغفلوا شيئا دون أن يفسروه أو يربطوه بالمفهوم أ و الأطار الفقهى العام. أسم الكتاب الأسلام فى الأسر ! أنا لا أتفق معه ذلك أن الأسلام ليس فى الأسر و لم يكن, و كل الذى نراه الآن على أنه قيود تعوق الأنطلاق فى عصرنا كان موجودا فى الأسلام منذ تأسيسه فى بدايات العصور الوسطى, و لم تمنع الأسلام من تبوء القيادة بين الأمم فى تلك الأزمنة. فما يراه البعض قيود و الآخرين خلل فى التطبيق أو فى التفسير الى آخره من التبريرات التى لا تحل ولا تربط هى ببساطة حلول و نماذج تفكير قديمة لكن فقدت كفاءتها السابقة منذ مالا يقل عن 200 سنة و هو الزمن الذى أنحسر فيه الأقطاع و بدأت فيه الثورة الصناعية و( ما نتج عنه من تسارع مرعب فى التغيرات على كل مستوى). و بهذا فأنه يخرج الأسلام كثقافة و ممارسة سياسية و نسق أجتماعى ( و ليس كعقيدة , و ممارسات و شعائر) خارج السياق التاريخى لكن الكتاب هنا يطرح أفكار قيمة بالفعل , هو يزعم أنها قديمة و أصيلة و لكن فى رأيى هى جديدة بل و شديدة الحداثة أيضا , و لكن لا بأس فهى تصلح أن يتم أسلمتها فالأستفادة مطلوبة فى كل الأحوال. مثال, فكرته المركزية عن الجامع و دوره الديمقراطى المفترض كل يوم جمعة حيث يجتمع الناس فيه و الذى هو وضع أشبه ما يكون بوضع اللجان الشعبية الثورية أو السوفيتات فى بدايتها المبكرة , حيث يتناقش الناس مع المسؤل( القميسار) بعد عرضه لرؤيته للوقائع المختلفة و الحلول المقترحة فى منطقته , بل و يعلمنها أيضا بأن يجعل الحضور لهذا الأجتماع الدينى للكل و ليس للمسلمين فقط ( حيث لا يوجد ما يمنع بالأساس)! الفكرة رائعة جدا و لكن هل هى عملية ؟! و هل سيقبل عليها غير المسلمين أيضا؟ و لم لا؟ فنحن نعلم أن الكيبوتزات فى أسرائيل تدار بطريقة مماثلة منذ تأسيسها ( 100 عام). كذلك هو يناقش حركات و السكنات فى الصلاة و يربطها بمفاهيم و فوائد أوضاع تمارين اليوجا المماثلة! حسنا , لا بأس ,أنا ليس لدى أى أعتراض على اليوجا , ولا حتى على أى فائدة نفسية أو جسدية تأتى من الصلاة و لكن أرى أن الكاتب قد بعد كثيرا عن غرضه ألا و هو أدخال الأسلام فى الحداثة ( أو الحداثة فى الأسلام) و هوهنا يعنى بأمور ليست موضع أهتمام يذكر , إلا إذا كان يريد تبرير حركات الصلاة أمام جهات ترى فيها أوضاع أكروباتية و هزلية و هم بالطبع (موجودون) الملفت للنظر بل و الجميل فعلا من الكاتب أن يعرض فى آخر الكتاب عينة متنوعة من الآراء التى تنتقد فكره ضاربا المثل فى سماحة الفكر و دماثة الأخلاق. بل يكفى كاتبنا أنه شرح لنا سبب تلك العلة المقيتة و الملفتة للنظر التى تعم مجتمعاتنا و هى وضعية التناقض الشديد فى أناس عاقلون متعلمون أذكياء يعرفون مصلحتهم بكل كفائة و لكنهم عندما يأتى دور المجتمع فى الأستفادة من هذه الصفات فأنهم يديرون ظهورهم للمجتمع بشكل بالغ الغرابة ! فالعقل الجمعى غير موجود ذلك أن شعوبنا عبارة عن أفراد متفرقون فقط و ليسوا جماعات!!! الكاتب يرى أن سبب هذا هو القمع السياسى الشديد و الذى يجعل الناس يبعدون عن كل ما هو عام و التركيز على مصالحهم الشخصية فى النهاية و يرى أن تحرير شعوبنا هو مفتاح التحول الإيجابى نحو الجماعة. و إن كانت خبراتنا السياسية الأخيرة أظهرت بعد أسقاط بعض الأنظمة القمعية أن الأهتمام بما هو عام أمر أكثر تعقيدا مما يظن الكاتب فهو بالأضافة الى عدم وجود الأستبداد ( أو حتى وجوده) يجب أن يتم تعليم الأهتمام بالجماعة لشعوبنا و تدريبها عليه زمنا طويلا , فهى التى ما أن تحررت ( أو أرادت التحرر) ظنت أن مصالح أفرادها الأنانية و رؤيتهم الضيقة سياسية كانت أم أقتصادية هى الغاية الأساسية التى يجب فرضها و تحقيقها! فعم الخراب وأنتشرت الفوضى
في البداية أنعي الشعب الليبي والوطن العربي في فقدهم للمفكر والأديب العظيم من الطراز الفريد ،، وأسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة ..
الإسلام في الأسر عنوان جميل ،، وجذاب ،، وصادم ،، ويتبادر على ذهنك وتسأل لماذا الإسلام في الأسر .. ! ؟ من أسره ..؟ ولماذا تم أسره ..؟ وبعد ما تقرأه ستتعجب من تفكير المؤلف وكيف طرأ عليه هذا النوع من التفكير ..! وجرأته على طرحها في زمانه ..! حيث يدعوا النيهوم إلى تح��ير الإسلام من الأسر ،، أي من كارثة الثقافة العربية المعاصرة التي تستورد من الغرب عن طريق ترجمة المصطلحات الغربية وتوظيفها .. مثل الديمقراطية حيث يعتقد النيهوم بأن هذا المصطلح غير مناسب للإسلام ويوجد مصطلحات خاصة بالإسلام كالشورى .. وكذلك يدعوا إلى نبذ السلطة الفردية في الحكم والرجوع إلى سلطة الجماعة وعدم اللعب في بيت المال ومحاسبته عليها وتطبيق العدالة والمساواة .. وتحدث عن الانحرافات التي أصابت الإسلام بعد الخلافة الراشدة وما سببه في تدهور الإسلام وكذلك عن حقوق الطفل والمراهق والمرأة وغيرها الكثير والتي صاغها في مقالات كثيرة جمعت في هذا الكتاب ..
وله عبارة شهيرة : " أرجو أن لا ينسى أحد أن ما أقوله في الأيام القادمة يعني بكل إخلاص ثلاث كلمات فقط : ( هذه تجربتي أنا ) ولكل منا الحق في أن يقول تجربته على نحو ما ".. ( صبحي درويش ، رابطة ادباء الشام ، 2008 ) ..
وفي الختام الكتاب مفيد وفيه أفكار تتفق معها وأخرى تختلف معه فيها ، ولا يوجد عمل بشري كامل ولكن بعض الأفكار تجعل من القارئ أن يعيد النظر في معتقداته وقيمه ومبادئه ويمحصها ،، وأعتقد هذي الرسالة التي أراد النيهوم أن تصل إلينا بأسلوبه الأدبي الرفيع ..
كنت قرأت بعض المتفرقات للصادق النيهوم .. لكنه الكتاب الأول الذي أقرأه كاملاً ..
لاشك أن الصادق النيهوم أحد مفكري وفلاسفة العصر الحديث في ليبيا ، ولهذا فأنت تدخل معركة فكرية منذ البداية تخوض فيها مع سطور الكتاب ومع عقلك شتى أنواع المبارزة الفكرية ، وهذا ما يجلب لك النشوة والمتعة في هذا الكتاب ..
النيهوم في هذا الكتاب يناقش جانبين .. الجانب الديني وفهم الإسلام .. والجانب السياسي الحزبي في العالم ، وهو يناقشهم في بوتقة واحدة وتحت نظرية واحدة تسمى " دور الجامع " ، أتفقت معه كثيراً في معظم الجوانب الدينية وأختلفت معه كثيراً في معظم الجوانب السياسية خاصة إنتقاده لفكرة الأحزاب ..
ما يميز الكتاب هو إحتواءه على بعض المقالات التي ردت على الصادق النيهوم في نفس جريدة الناقد ، وقد أستمتعت ببعضها .. وكرهت بعضها .. لكن أفضل مقالة كانت من الكاتب البحريني الذي رد على النيهوم بخصوص إعتراضه على فكرة الأحزاب في المنطقة العربية ..
النيهوم كاتب سابق لعصره .. ومقالاته تعبر عن مشاكلنا حتى هذه اللحظة .. سأكمل رحلتي في قرآءة هذا الفيلسوف الكبير ..
الكاتب الليبي صادق النيهوم فعلا كان سابقا لعصره فمهما كانت آراء الناس في افكاره فانه استطاع ان يدحض الكثير من الأفكار المتخلفة وان ينبه الى ان للجامع وظيفة أساسية في حياة المجتمع تتجاوز مجرد اقامة الطقوس الدينية ،وما نشهده الان على امتداد الوطن العربي من تجمعات للشعوب المطالبة باللتغير في ايام الجمعة بالذات هو الدليل
رائع جدًا, بالفعل النّيهوم عقلُُ فذّ! استمتعت بالكتاب مع إنه دسم قليلًا, كنت مستمتعة ومدهوشة في وقتِِ واحد! يُعطيكَ انطباع وركائز جيّدة عن الخلل في الوضع الإسلامي. استمتعت حتى بالرّدود, ردهم على بعضهم البعض, نقدهم لفكر النيهوم. بالفعل رائع!
كتاب ثوري يقرأ على الأقل مرة واحدة.. كما عودني النيهوم بخطف الأنفاس ومسح العك على المعتقدات البالية المترسبة في العقول والتفاعل الخصب في سبيل إيجاد حلول حضارية ناجعة للعالم العربي الذي ضاق ذرعا بقهقرته.. أعيب عليه فقط انطلاقه بشكل أساسي من أرضية اللغويات وإيعازه لكل التخلف الذي نعيشه لفشل حركات الترجمة في نقل السياقات التاريخية مع ما كانت تترجمه، فقد يكون المفهوم متجسدا بمعناه بغض النظر عن مسماه لذا لا أجد الترجمة "العائق الوحيد" Must read
"خلاص العرب في إجتماع الملايين الذين يلتقون أسبوعيا في الجوامع . خلاصهم في يوم الجمعة ، عندما تسترد الملايين وعيها المغيب ، ويستعيد هذا اليوم المبارك هويته السياسية الضائعة ، فيتحرر من خطب الوعظ ، ويصبح لقاء رسميا على مستوى الأمة ، يجمعها في مكان واحد ، ووقت واحد ، تحت شعار جماعي واحد لكي يطلقها كالإعصار في مسيرة الغضب الصاعقة . إذ ذاك يبطل مفعول السحر ، ويخرج المارد من القمقم . إذ ذاك يعود الوعي الغائب من منفاه ، ويسترد الشعب الأخرس صوته ، ويسمع أعداء العرب هدير الزلزال القادم من قلب الأرض . إذ ذاك فقط ! "
إليكم معضلة كتابة مراجعة لهذا الكتاب:أذا كان لديك سلة مليئة بالبيض الفاسد بأستثناء بيضتين فماذا ستسميها؟؟سلة بيضِ فاسد بالطبع ،لكن أذا كانت البيضتان ذهبيتين ؟؟هذ هو الكتاب.
الكتاب مجموعة من المقالات التي نشرها الكاتب على صفحات مجلة الناقد،وكعادة كتب المقالات-ألا من رحم ربي و رحمته ليست واسعة في هذا الشأن-يعاني الكتاب من التفكك و أنعدام التنسيق و التسلسل،لكن بالأمكان تقسيم مجموع أرأه لقسمين: أولاً:نقد عملية التنوير في بلدان العرب و بيان قصورها في فهم المصطلحات التنويرية الغربية المصدر مما حولها لببغاء أحمق يردد مفاهيم غربية ويطالب بها دونما فهم لديناميكية تلك المفاهيم ،كالكلام عن التعددية الحزبية دونما وعي بغياب أسس وجودها وهو المصالح الأقتصادية الرأسمالية التي تقسم الناس لأصحاب أعمال في جانب مقابل العمال و تضعهما معاً في مقابل قيم الرجعية المحافظة و العسكرية و الدينية معاً،والدافع هو صراع المصالح،بغياب تلك البيئة يصبح الكلام عن التعددية الحزبية تافه و عبثي....هنا يكمن الذهب،وأن شاب كلامه بعض التعسف ،ككقوله بأن الديموقراطية مستحيلة خارج نطاق أوربا و لدينا كمسلمين حالياً لأستحالة أحداث التغيير الممهد لظهورها،لكن ماذا عن الديموقراطية الهندية الواعدة؟؟أين تركيا؟؟يحتاج الكلام هنا لبعض المراجعة لكن له بعض العذر بأعتبار الفارق الزمني-المقالات تعود لعام88.
ثانياً:نقد الفكر الديني و بحث مدى تخلفه و مسؤليته عن تحريف جوهر العقيدة و من ثم تشويه وجه الألام...الكلام كمبدأ أتفق معه لكن من حيث المحتوى فهو أسلام بحيري!! لا حاجة للنقد و عرض الأمثلة فالردود التي نشرت في القسم الثاني من الكتاب تولت الأجابة بتميز.
اللقاء الأول-وغير المكتمل بالمناسبة-و الأخير بالنيهوم.
الفكرة الرئيسية التي خلصت بها من هذا الكتاب أنه يجب على العرب ابتكار اديولوجية سياسية جديدة تكون موازية لواقعنا السوسيو-اقتصادي (اي ان الديموقراطية او الشيوعية او حتى الراسمالية لا تصلح لمجتمعنا العربي لانها ابتكرت لدول ظروفها السوسيو-اقتصادية غير ظروفنا. و حتى الحكم بسلظة الدين اصبح شيئا قديما و غير متماشي مع حاضرنا) أي أنه يجب الخروج بابداعات سياسية شاذة اذ اردنا التقدم!
و الكتاب ايضا يطرح مناقشات ثيولوجية محظة حول الانظمة السياسية التي سبف لها أن حكمت بعد حقبة الخلفاء الراشدين و كيف كان حالها.
و يأتي الصادق النيهوم و ينافش هوية المسلم من زاوية عقلانية_محايدة
لا أعرف من أين أبدأ التقييم، هذا الكتاب قام أحد الأصدقاء بتوصيته لي تحت عبارة "كتاب فكري"، وبالفعل، فإن الكتاب فكري بشكل موسع وواضح، لم أجد أي صعوبة في فهم محاور الكتاب، وعلى كثافة مادته إلا أن القراءة النقدية لم تأخذ مني الكثير من الوقت كبقية الكتب، حاولت أن أتعرف على الكاتب قبل أن أهم في قراءة محتواه، وكنت مسروراً أنني وللمرة الأولى أقرأ عملاً من تأليف كاتب ليبي، فالأعمال الليبية بقيت غائبة عنا لسنين طويلة. شخصية الكاتب تتسم بالهدوء في الكتابة، كما وتتسم بالوضوح والجدية، فالعمل لا يتضمن أي محاولة لاستفزاز القارئ في الكلمات والعبارات، وإنما يعرض الكاتب أفكاراً قيمة ومفيدة وتسلط الضوء على الكثير من النقاط المهمة من إيجابيات الكتاب: - تتميز مواضيع الكتاب بالمباشرة والبساطة، فمن الجيد أ�� لا يستعمل الكاتب صور واستعارات في الكتب الفكرية حتى يحقق أفضل غرض منها - يحاول كاتب الكتاب استعادة المفقود من التراث الإسلامي، وهنا، أنا أتفق معه بدور الفرد العربي من القضايا الفكرية الذي ينحصر في الترجمة أو الانبهار أو كلاهما معاً، في حين يكون دور الفرد الغربي الإسهام والإضافة - ينتقد الكاتب دور المثقف العربي الذي ينقل كل ما هو موجود لدى الغرب، ويقارن في ذلك بين جمال عبد الناصر ومن ترجموا له الاشتراكية والشيوعية، وبين أنور السادات ومن ترجموا له الرأسمالية - يوصي الكتاب بإيجاد شخصية عربية إسلامية مستقلة من خلال الاستفادة من تجارب الماضي أما سلبيات الكتاب: - يحاول الكتاب استخدام أسلوب مصطفى صادق الرافعي من خلال جمع المقالات المنشورة في مجلة ما ضمن كتاب واحد، وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الأعمال لا يتعدى كونه جملة من الخواطر الأدبية والفكرية التي تكون وليدة لحظتها، ما جعل الكتاب يفتقد التنظم والتسلسل في الافكار - ينتقد الكاتب الحضارة الغربية والديموقراطية فيها محاولاً تعليل عدم إمكانية تطبيقها في الشرق الاوسط لأنها من خارج شخصيتنا ومفاهيمنا وهي مجرد ترجمة للأخلاقيات الغربية، وهذه خطيئة كبرى، فكيف نفسر نجاح الديموقراطيات في دول من خارج الاطار الغربي والتي تتسم بعشقها لشخصيتها وحضارتها كاليابان وماليزيا وسنغفورة؟ يبرر الكاتب فشل الليبرالية والديموقراطية في العالم العربي بأنها من خارج شخصيتنا ثم يستشهد بمحاولات جمال عبد الناصر والسادات، هل كان نظام الحكم في عهديهما ديموقراطياً؟ - يفترض الكاتب أن المسجد كان نظاماً اجتماعياً، ويحاول جاهداً تضخيم دور المسجد، ولكن السجد ما هو إلا مكان لعبادة الله، الإله الذي يعبده المسلمون ويعتقدون بقدرته وأنه هو خالق كل شيء ومرسل الرسل وخاتمهم نبي المسلمين محمد عليه الصلاة والسلام، ويحاول أن يتصور أن المسجد كان له مكانة سياسية واجتماعية غابت بسبب محاولات المفكرين تطبيق الديموقراطية المستوردة من الغرب، وهاد بحد ذاته لا يعدوا التخيل ومحاولة الالتفاف على حقيقة أن التراث الاسلامي بكل ما يكتنفه لم يخضع للتقييم ومحاولة التطوير بسبب سيطرة الكهنوت الإسلامي عليه - يتصور الكاتب أن الفرد المسلم لديه حقوق توازي تلك الحقوق في الحضارة الغربية وتشكل بديلاً ممتازاً عن الديموقراطية الغربية وحقوق الإنسان فيها، وهنا محاولة أخرى في تصوير الشريعة الإسلامية كما لو أنها بديل عن الديموقراطية ومنحها دوراً مؤسساتياً مفترى عليه، فالشريعة الإسلامية لا تتعدى كونها نظام ديني أخلاقي يهدف إلى تحقيق العلاقة المثالية بين المسلم وربه وبين المسلم والمسلم، ولا تستطيع حل الامور الإدارية اليومية والانتخابات وخلاف ذلك من الأمور التي تناقشها نظم الحكم الحالية وأهمها الديموقراطية - نعم، لقد وصلت شعوب الغرب لما هي عليه من تطور واحترام للإنسان والحياة بسبب سنين طويلة من التفكير والتطوير، ولكن الاختلاف الجغرافي لا يعني أن تلك الأفكار هي من حق شعب واحد، كما أن التطور التكنولوجي يمكنه أن يختصر سنيناً طويلاً من التطوير - لم يعجبني طرح الحلول، وكم كنت أتمنى أن لا تدور المقالات الموجودة في الكتاب حول التخيلات، ولو كنت أعيش في عصر الصادق النيهوم لما كنت لأقرأ حرف مما كتب، ولا كنت لأرسل له رسالة واحدة تشجعه أو تثني عليه أو تطالبه بالتوقف عن الانتاج أو تنتقده، المحاور لا تمثل إلا محاولة أدبية لحذلقة الامور والالتفاف حول صلب مشاكلنا في العقيدة الإسلامية نفسها التي أثبتت بجدارة عدم قدرتها على إدارة الأمور في أيامنا هذه وحاجتنا الدائمة إلى الاعتماد التام على كل ما هو بشري ويضمن العدالة للجميع ولا ينصب كاهناً وملكاً فوق رؤوس البشر في الختام، لربما نجد شخصاً من عشاق اللغة العربية وفن المقالة تعجبه هذه الكتب، ولكن جل المعلومات المطروحة هنا تحاول الاعتماد على المسلمات دون مناقشتها نفسها وتبني على أساس خاطئ يفتقر للمرجعية العلمية أو الفكرية
غياب الديمقراطية لا يجعل الناس مجانين، بل يجعلهم يفقدون عقلهم الجماعي، وهي محنة لا تختلف عملياً عن محنة الجنون نفسه إلا في نقطتين: الأولى، أنّ أوجاع المصاب لا تكشفها أدوات التشخيص الطبي. والثانية، أنّ علاجه يتطلب جراحة من دون تخدير.
أول أعراض هذا المرض أنّ كل مواطن على حدة يبدو رجلاً عاقلاً في تمام وعيه وإدراكه. لكن الأمة ككل تبدو غائبة عن الوعي وعاجزة عن فهم واقعها عجزاً يحرمها من القدرة على تغييره ويرغمها على الهروب منه بكل وسيلة متاحة للهروب بما في ذلك وسائل التمثيل والسحر والحلم وتغييب صوت العقل وراء الصراخ الهستيري. وهي أعراض تعايشها شعوب كثيرة داخل المصحات العقلية وخارجها، ومنها -للأسف- شعبنا المريض في الوطن العربي.
فالمواطن العربي الواحد لا ينقصه شيء من نعمة الوعي. إنه رجل يفهم لغة العصر، ويعرف وجه الحق في كل موضوع على حدة، ويرفض شريعة القوة، ويبادر كل شخص يقابله بـ[السلام عليكم ورحمة الله].
في الجانب الآخر، تبدو الأمة العربية مجتمعة خارجة جداً عن هذا الإطار. فهي أمة لا تبالي بمنطق العصر، ولا تملك نظاماً شرعياً للإدارة، ولا تلتزم بمبادئ الحرية والعدل، ولا تتورع عن تمجيد نظم الإقطاع، وإقرار شرائعه البربرية من شريعة عزل المرأة واستعباد الطفل إلى شريعة الحكم الفردي، وتبذير المال العام على أهواء الأسر الحاكمة.
مصدر هذا التناقض بين وعي المواطن الفرد وبين جهل الأمة مجتمعة، أنّ العرب الذين خسروا مناخ الحوار الحر، قد خسروا معه عقلهم الجماعي، وورّطوا أنفسهم في ثقافة فردية لا تعاني من غياب المواطنين الأذكياء، بل تعاني من غياب وسيلة التفاهم بينهم في مجتمع شبه أخرس، له صفات القطيع، لا يتكلم لغة مشتركة، ولا يملك قراراً جماعياً، ولا تجمعه إرادة أصلاً سوى إرادة الراعي وعصاه.
فالعجيب أننا المسلمون لا نقدر على الإنفصال عن الماضي والتنكر له , ولا نقدر كذلك على الإنفصال عن الحياة فظللنا حيارى على جسر معلق بين الحاضر والماضي , هذا الوضع الشاذ جعلنا نتسامح كثيرا معا من ينقذ حياتنا , ولكننا نرفض التسامح معا من ينقذ تاريخنا , فنحن ننتقذ حياتنا كلها , ولكننا نصر على تنزيه تاريخنا , وعلى هذا الأساس ظل التناقض قائما بين صراعنا للتقدم وتقديسنا للتاريخ و تحويله إلى مايشبه الرب المعبود رفقة الله , ولكن هذا الرب المعبود الزائف أقوى من كل محاولاتنا للتقدم .... لقد ولدنا في الفخ .
الكتاب جيد , في مقالات كتير بتدفعك للتفكير فيها بعمق والبحث وراها بحماس , لكن للاسف الكتاب كتب في اواخر الـ تسعينات تقريبا , يمكن بعد الثورة في مصر طرحت كل الافكار دي بشكل اعمق بكتير وقضينا سنوات في قتلها بحثاً , مقدمش جديد بالنسبة ليا في اغلب مواضيعه ولا بالنسبة للناس الي حضرت الثورة المصرية والزخم الفكري الي كان بعدها
ضجة كبيرة حول هذا الكتاب، وحول فكر "الصادق النهيوم"، وأنا أرى أنّ جميع الاعتراضات التي وُجهتْ إليه وإلى الكتاب ليستْ ذات حُجة قوية؛ وضعيفة جدًا، وأغلبها لا تصب في قالب الموضوع.
أنا أعتقد، أنا جُلّ الاعتراضات كانتْ مُوجهةً حول مقاله عن أركان الإسلام، والحجاب، والصلاة. وبالفعل، كانتْ هذه المقالات أبرز وأمتع ما جاء في الكتاب؛ والكلام الذي جاء بهِ الأستاذ "الصّادق النيهوم" ليس بالجديد عليّ حين قرأتُهُ؛ فقد قرأتُ ذلك في كُتب الدكتور (مُحمّد شحرور) -رحمه الله- حينما أتى بذلك.
وأستيطعُ القول، أننا واقعين في أخدوعة مُنذ 1400 سنة، وهي أخدوعة "بُني الإسلام على خمس". فالأصح أنها كانتْ "بُني الإيمان على خمس"، فالإسلام له ثلاثة أركان فقط: _ الإيمان بالله. _ الإيمان باليوم الآخر. _ العمل الصالح. وكل مَنْ يُؤمنُ بالله، واليوم الآخر، ويعمل صالحًا، فهو مُسلم بلا شك. وكل آيات المُصحف تقول ذلك، وهي ليستْ مِنْ تأليف شخص آخر، وأنّ ما تم زعمه أنّ الأركان هي "الصلاة، الزكاة، الحج" فأنا أرى أنها غير صحيحة بالمرة، لتعارضها مع نُصوص التنزيل الحكيم تعارضًا واضحًا.
فالكتاب أغلب مقالاتهِ كانت سياسية/اقتصادية، ولكن بصفة عامة كان قاصدًا عن مُشكلة العرب وتأخرهم، والأسباب المُؤدية إلى ذلك.
أيضًا، في آخر الكتاب، تمّ ذكر الردود على الأستاذ (الصّادق النيهوم)، وقام بالرد على هذه الردود في آخر صفحات الكتاب.
رجل لم يقرأ شيئا في الإسلام، لكنه قرأ عن الإسلام بعيون استشراقية عفنة ينتقد بنفس الطريق القديمة الكحيانة العرجاء يعرف علم مصطلح الحديث تعريفا ليس في كتب العلماء وعرفه أنه يستنبط الأحكام الشرعية فعرف علم الأصول عل. أنه المصطلح.. والأخطاء كثيرة جدا في هذا الكتاب الذي لا فيه منهجية علمية ولا حتى شبهات جديدة تشعر معها أن الرجل يطرح جديدا ولا يقول سوى أفكار عبثية لا يقول بها إلا مغبون تخيل ان الرجل يستهزئ بالفقهاء لأنهم لم يفسروا الصلاة تفسيرا علميا يوضح حركة الهواء في الجسم واقباض وانبساط العضلات.. هل هذا رجل يسمى كاتبا فضلا عن مفكر !! سبحان الله.. وغير ذلك الكثير من السفه والتخبيط.. هل هذا كلام يقال يا ناس! رجل يتحذلق ويتطاول على الجميع بلا أي ضابط ويكثر من استخدام ألفاظ الثقة والتفخيم والتحقير من غيره بلا أي داعي، ولكن ليوهم القارئ أن غيره على خطأ مع أنه والله هو أبو الخطأ وأمه معا الله يسامح خالص جلبي رشح هذا الكتاب الكحيان المليء بالشبهات القديمة المهروسة والمردودو عليها
كتاب جيد بطرح جديد للبعض وقد اكون لست منهم ولكن يعجبني طريقة تفكير الصادق، هو يحاول استغلال الجامع في شئ حقيقي ينفع الناس ببساطة لانه سيظل مكان التقاء ٩٠٪ من العرب كل جمعة . ينتهج في البحث بعض الافكار والمراجع الغير مجمع عليها بالتاكيد، والتي يتهمه الكثيرون بانه مضلل بفتح الضاد وضمها، الاهم ان كلامه من الممكن ان ياخذ منه ويرد، الردود عليه جائت متعصبة جدا في فصل الردود على مقالاته، لكن المضحك ان بعضهم تركه وقامت حرب طائفية بين باحثين مسلمين ومسيحيين على النص التوراتي والانجيل، ونسوا تماما الصادق النيهوم وموضعه!!! مقالتان مهمتان جدا في الردود والحقيقة اجدهم اجمل من مقالات الصادق، ستعرفهم من نفسك لانهم غير هجوميتان ومن الواضح فيهما الفكر والمنطق . رد النيهوم كمن يريد ان يفض جلسة حوار لا امل فيها، وقد تكون هروباً من الحوار ايضاً، لكن هو من اراد ان بنتهج هذا السبيل في المناقشة التي دائما لا تنتهي الا بالتكفير .
للنيهوم مفاهيم ونظرة خاصة، فكر يعري الثقافة بشكل عام وبشكل خاص الثقافة العربية من كل الشوائب والهرطقات العالقة به، أحببت فعلاً محاولته لهدم كل تلك الادعاءات الباطلة التي تعمل على تزيف وحشو الأدمغة العربية بكل ماهو زائف. مدهش فعلاً هذا النيهوم.
كتاب للمفكر الليبي الصادق النهيوم؛ يُناقش فيه تاريخية صلاة الجمعة، ودورها، والغرض الذي أقيمت من أجله... حقيقةً؛ كلام جديد، ومعلومات جديدة؛ ويرى الكاتب؛ أن خطبتي الجمعة؛ يقوم بها رئيس الدولة، أو أميرها، .. أو المحافظ، أو هكذا دواليك؛ فيمن يكون على رأس الهرم السياسي؛ يتطرق في خطبته الأولى للمشاكل؛ التي تواجهها الدولة/المحافظة/القرية... الخ..، ثم يجلس الجلسة الخفيفة؛ والتي لها دور؛ غفل عنه أغلب، أو يمكنك القول جميع من كتب في هذه الجزئية؛ قديماً وحديثاً؛ يتمثل دور الجلسة الخفيفة؛ في قيام أي من المستمعين؛ بالاعتراض على ما جاء في الخطبة الأولى، أو طرح موضوع جديد، أو مشكلة؛ تحتاج إلى حلول.. ثم عندما ينتهي كلام المستمعين؛ يواصل الحاكم؛ الكلام؛ رداً على ما قاله المعترضون، أو الملاحظون؛ الذين أدلوا بدلوهم في الجلسة ما بين الخطبيتين.... كلام عظيم؛ يُجيب عن سؤال تماثل، ويتماثل؛ عن جدوى أن تكون هناك خطبتين؛ بجلسة خفيفة؛ دون أن تكون خطبة واحدة... كما أشار الكاتب إلى أن حضور الجمعة؛ تكون لكافة الناس؛ مؤمنين بمحمد، أو يهود، أو نصارى؛ لأنه حسب نظرية الكاتب؛ التي ذكرتها آنفاً؛ فالخطيب؛ الذي هو رأس السلطة السياسية؛ يُناقش موضوعاً عاماً؛ يهم الكل، ويمكن لأي فرقة، أو أقلية؛ تواجه الحيف؛ أن تدلي بمظلوميتها في الجلسة بين الخطبيتين... كتاب يستحق القراءة
ينطلق النيهوم من فرضية غريبة وهي اعتبار أن الديمقراطية القائمة على تعدد الأحزاب صيغة رأسمالية محضة , تخص الأوروبيين وحدهم ولا يمكن نقلها إلى بيئة أخرى ولا يمكن تقليدها إلا مؤقتا لأنها صيغة مفصلة على مقاس الأوروبيين الأغنياء .. لذلك يرى أنه من الأفضل لنا نحن العرب أن نجمع ثقافتنا المترجمة ونعطيها لبرميل القمامة لكي يصبح برميلا مثقفا ! وأن نكف عن سرقة أفكار الأخرين ونفتش في ترابنا عن البذرة التي تنبت بيننا مثل أشجارنا وسنابلنا ويرى أن لا خلاص للعرب إلا في اجتماع الملايين الذين يلتقون أسبوعيا في الجوامع , خلاصهم في يوم الجمعة عندما تسترد الملايين وعيها المغيب ويستعيد يوم الجمعة هويته السياسية فيتحرر من خطب الوعظ ويصبح لقاءا رسميا على مستوى الأمة يجمعها في مكان واحد ووقت واحد وتحت شعار واحد أو ما أسماه الشرع الجماعي بغض النظر عن عدم اتفاقي مع أغلب النتائج التي يحاول النيهوم تأكيدها في كتابه خصوصا في الجانب السياسي منها إلا أن القراءة لهذا المفكر الكبير متعة فكرية وتحدي للأفكار والقناعات الشخصية والمجتمعية وهو ما يحفز العقل على مزيد من التأمل والتفكير واعادة النظر في الكثير من ما قد يعتبره البعض مسلمات غير قابلة للنقاش
يقولُ اللهُ تباركَ وتعالَى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ القصص/83. النيهوم يهاجم التاريخ الإنساني ولا يهاجم الشيء المقدس، فالكاتب من خلال إطلاعي على كتبه فهو مهتم بالأمة وهو في خطر بنشر هذه المعلومات المنافية لثقافة دول الإسلام التقليدية. أما بالنسبة للكتاب فهو أعطانا إشكاليات جدلية بطريقة أدبية ممتعة، فقد طرح إشكالية السنة، الصلاة، والديانات السماوية وهلّم جراً. مع أني لا أتفق معه في بعض ما طرحه مثل فكرة: (الجامع) الغير قابلة للتطبيق منطقياً. فكما قال هو نفسه: "تجاهل التاريخ، خطيئة عقابها أن يتجاهلك الواقع. وبالنسبة لأفكاره السياسية، فإن تغيير المجتمع رهن بتغيير أفكاره، وضرورة مروره بمرحلة مظلمة مكفهرة لكي يخرج للنور من جديد في صورة بهية يرفع بها رأسه عالياً أمام العالم الأول والثاني.