يظل الصادق النيهوم كاتباً يثير الاهتمام لدى القارئ، ومنذ وفاته أواخر سنة 1994، وعديد القرّاء في وطنه ليبيا، وباقي المنطقة العربية، يتساءلون عن نتاجه الأدبي والفكري الذي تركه. فالنيهوم كان كاتباً غير عادي، وقد أثارت كتاباته، طيلة حياته، أصداء ستتردد لفترة طويلة، وإحساساً بقيمة هذا الكاتب وعطائه الغزير. وهاهي أعماله تنشر ضمن مجموعات كاملة تحت اسم (مكتبة النيهوم) وفقاً للآتي: 1-سلسلة الدراسات: وتتوخى نشر كل الدراسات الأدبية والفكرية والنقدية، 2-سلسلة المقالات: وتتوخى نشر مقالاته موزعة حسب المواضيع والقضايا التي تطرقت إليها أدبية واجتماعية وسياسية، 3-سلسلة القصص: وتتوخى نشر مجموعة القصص والحكايات، 4-سلسلة الحوارات: وتتوخى نشر الحوارات واللقاءات المختلفة التي أجريت معه سواء كانت في الصحافة أو في الإذاعة، مرئية ومسموعة، 5-سلسلة التراجم: وتتوخى نشر كامل الأعمال التي قام بترجمتها من لغتها الأصلية إلى العربية سواء كانت كتباً أو فصولاً من كتب، أو مقالات وغيرها. وهذا العمل، سيبين دون شك، عن إبداع النيهوم المتنوع، عن تجربته وشخصيته، عن أحلامه ورؤاه الفتية والإنسانية، كما سيتيح في نفس الوقت، الفرصة كاملة لمختلف المهتمين بالفكر العربي المعاصر والباحثين والنقّّاد لدراسته وقراءته بعين علمية ناقدة. والكتاب الذي بين يدي القارئ "الحديث عن المرأة والديانات" هو واحد من سلسلة الدراسات في مجموعة مكتبة النيهوم وفيه يقدم النيهوم دراسة مقارنة حول موضوع رئيسي وهو نظرة الديانات السماوية إلى المرأة، وكيف عاملتها عبر ثلاثة آلاف عام، وماذا قال الأنبياء عنها، باعتبار أن الكتب المقدسة هي المرجع الوحيد المعترف به لهذا التاريخ المعقد، وبيان قيمة الدراسات التي تقوم بها الجامعات في أوربا لموقف المرأة في الإسلام خاصة، وغايته من ذلك وضع نهاية صورة بسيطة صغيرة لتاريخ الديانات والمرأة، كما حدّت ذلك التاريخ، كما ترويه الأديان نفسها، دون إضافات من قبل الكاتب، فالدراسة المقارنة لا تحتمل غير ذلك، ولا يمكن أن تحقق أهدافها إذا أصرّت على الحياد
ولد الصادق النيهوم في مدينة بنغازي عام 1937. درس جميع مراحل التعليم بها إلى أن انتقل إلي الجامعة الليبية، وتحديدا بكلية الآداب والتربية - قسم اللغة العربية، وتخرج منها عام 1961 وكان ينشر المقالات في جريدة بنغازي بين عامي 1958-1959 ومن ثم عُين معيداً في كلية الآداب.
أعدَّ أطروحة الدكتوراه في " الأديان المقارنة" بإشراف الدكتورة بنت الشاطيء جامعة القاهرة، وانتقل بعدها إلى ألمانيا، وأتم أطروحته في جامعة ميونيخ بإشراف مجموعة من المستشرقين الألمان، ونال الدكتوراه بامتياز. تابع دراسته في جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عامين.
درَّس مادة الأديان المقارنة كأستاذ مساعد بقسم الدراسات الشرقية بجامعة هلنسكي بفنلندا من عام 1968 إلى 1972.
يجيد، إلى جانب اللغة العربية، الألمانية والفنلندية والإنجليزية والفرنسية والعبرية والآرامية
تزوج عام 1966 من زوجته الأولى الفنلندية ورُزق منها بولده كريم وابنته أمينة، وكان وقتها مستقراً في هلسنكي عاصمة فنلندا، انتقل إلى الإقامة في جنيف عام 1976 وتزوج للمرة الثانية من السيدة (أوديت حنا) الفلسطينية الأصل.
توفي في جنيف يوم 15 نوفمبر 1994 ودُفن بمسقط رأسه مدينة بنغازي يوم 20 نوفمبر 1994.
كتب لصحيفة الحقبقة الليبية حينها، نشر أول مقالاته (هذه تجربتي أنا) مع بداية الصدور اليومي لصحيفة الحقيقة كما نشر بها :
- الكلمة والصورة
- الحديث عن المرأة
- عاشق من أفريقيا
- دراسة لديوان شعر محمد الفيتوري
نشر سنة 1967 مجموعة دراسات منها (الذي يأتي والذي لا يأتي) و(الرمز في القرآن)، وأصبح في هذة الفترة يمثل ظاهرة أدبية غير مسبوقة، وأخذ يثير اهتمام القراء، وكانت أطروحاته وأفكاره تتضمن أسلوباً مميزاً يشهد له الجميع بالحيوية والانطلاق،
وفي عام 1969 كتب دراسة (العودة المحزنة للبحر)، ونشر عدد من قصص الأطفال، وأهداها إلي طفله كريم، ونشر عام 1970 رواية (من مكة إلي هنا)، وفي 1973 صدر له كتاب (فرسان بلا معركة) و(تحية طيبة وبعد)، وأقام من 1974 إلي 1975 في بيروت، وكتب أسبوعيا بمجلة الأسبوع العربي، وأشرف على إصدار موسوعة (عالمنا -صحراؤنا -أطفالنا - وطننا - عالمنا)، ومن ثم صدرت رواية (القرود).
انتقل إلي الإقامة في جنيف عام 1976 وأسس دار التراث، ثم دار المختار، وأصدر سلسلة من الموسوعات أهمها(موسوعة تاريخنا - موسوعة بهجة المعرفة)، وعمل بجامعة جينيف أستاذاً محاضراً في الأديان المقارن حتى وفاته.
عام 1986 صدرت له رواية (الحيوانات)، وفي 1987 صدر له كتاب (صوت الناس)، وعام 1988 بدأ الكتابة في مجلة الناقد منذ صدور الأعداد الأول منها في لندن. استمر بالكتابة بها إلي أن وافته المنية في عام 1994، ص
... سؤال واحد مهم ما هو دور المرأة بالضبط في نظر الصادق النيهوم؟
لقد تحدث وتحدث وتحدث وظل يدين نصوص اليهودية المحقرة للمرأة ويرثي لحال المرأة الليبية والعربية
لكنه لم يقل بصراحة ما هو دور المرأة في رأيه؟؟
هل المشكلة في المرأة التي أرادت الخروج للعمل لأنها انسان وأي انسان يحترم نفسه لابد وأن يكون له عملا ؟ ثم وجدت أنها تنهك في العمل صباحا وتعود لتقوم بما يقال أنه "واجبها" في المنزل من كنس ومسح وطبخ وجلي وتربية أولاد واشباع نزوات الزوج صغيرها وكبيرها ؟
أهي الملامة على هذا؟؟؟
ألا يجب أن تنادي المرأة بالمساواة لأنهم لا يساوونها بالرجل إلا في الواجبات أما في الحقوق فلا تزال مسلوبتها ومحرومة من أبسطها كآدمية حتى بل حتى الواجبات يجور عليها المجتمع فيها ويحملها فوق طاقتها وفوق طاقة اي انسان له حقوق آدمية
وفوق كل هذا هي تحت رحمة ألف رقيب من يحرم ملابسها ومن يحرم صوتها ومن يحرم خروجها من منزلها أصلا ومن يراها ناقصة ومن يجدها انسان من الدرجة الثانية ومن يعتبرها وردة يزين سترته بها ومن .. ومن ...
لا يقترح الصادق حلا حقيقيا ولا يناقش المشكلة بموضوعية ولا يجد في غير نصوص اليهودية مشكلة ولا يخبرنا كيف يحل المجتمع معضلة المرأة العاملة المسلوبة الحقوق
هذا كتاب ضعيف قد يبدو في مظهره كتابا للدفاع عن حقوق المرأة أو مؤيدا للحركة النسوية ولكنه في حقيقته كتاب ذكوري غير موضوعي أو محايد لا فيما يخص الدين ولا فيما يخص المرأة
في كل مرة تقرأ فيها كتابًا لتزيد من علمك ومعرفتك تكتشف أن ما يحدث هو النقيض تمامًا، فما أن تنتهي من القراءة حتى تكتشف مقدار جهلك قضية المرأة، من أكثر الموضوعات التي مهما قرأت عنها تكتشف المزيد خاصة عندما تقرأ عن القضية من وجهة نظر مجتمعات مختلفة في الثقافة والعادات ورغم أن مصر وليبيا لا يفصل بينها سوى خط جغرافي رفيع، لكن هناك بالطبع اختلاف ولو طفيف في العادات
الكتاب يتحدث عن نظرة الديانات السماوية للمرأة، بدءاً من اليهودية التي تعتبر المرأة كائن قذر نجس وسبب الخطيئة الأولى ( خروج آدم من الجنة ) ومعاقبة الله لها على تلك الخطيئة بالآم الحمل والولادة وعدم اقترابها من المعابد طيلة فترة النفاس بل وتزيد تلك الفترة إذا كان المولود بنتًا، وكأن ولادة البنت خطيئة أخرى تستحق مدة أطول للطهارة منها والتكفير عنها!! وليس فقط ذلك، بل يمتد الاضطهاد إلى نواحي أخري كالطلاق والميراث في التوراة، يحل للرجل كتابة ورقة للمرأة وطردها من البيت هكذا !! كم مهمل أو كيس قاذورات يتخلص منه بورقة مكتوبة ويلقيه بعيدًا دون ضمان حقوق تلك المرأة أو مستقبلها ولذلك تجد المرأة نفسها مضطرة لتحمل كلّ أشكال الاضطهاد والقمع حتى لا تجد نفسها ملقاة في الشارع بلا مأوى ولا طعام!! وبالتالي بعد كل ذلك بالطبع ليس لها الحق في أن ترث إلا إذا تزوجت أحد أبناء عمومتها وإلا فيجب عليها التنازل عن ذلك الميراث، كل ذلك في سبيل أن يحتفظ الشعب الموعود بماله وأرضه حتى لا يخرج لأحد من غير شعب الله المختار!! وفي حادثة الزنا فالمرأة وحدها التي تُعاقب، والرجل بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب!!
هكذا وبعد كل تلك المفارقات، عندما تقارنها بوضع المرأة في الإسلام والقرآن تجد أن المرأة ليست هي المسئولة عن خطيئة آدم، خطيئة آدم يتحملها آدم وحده لها الحق في أن ترث دون شروط أو قيود الطلاق _وهو أبغض الحلال_ يضمن لها أنها ستكون إنسانة كريمة كما أن شرط الزواج الأساسي هو موافقتها هل هذا معناه أن المرأة المسلمة تنعم بكل تلك الميزات، وتعيش قدر ما من الحرية إطلاقًا!! فالقرآن الكريم وإن كن قد حفظه الله من التحريف والتدليس الذي حدث في العهدين القديم والجديد فلا يكف البشر عن تأويل آياته وفهمها بشكل خاطئ وسيء وتطبيقها بشكل أسوء!! ويظل يفرض الرجال سيطرتهم _ باسم الدين أحيانًا_ على المرأة حتى يضمنوا أن تظل خاضعة وتابعة لهم
هذا عن الجزء الأول من الكتاب، الذي تضمن شرح بسيط ومقارنة لوضع المرأة في كل ديانة لكن مروره على وضع المرأة في المسيحية كان سريع للغاية لم يشمل سوى نقطة تحريم الطلاق كلية
الجزء الثاني عن تبعات تحرر المرأة، فهمها الخاطئ لقضيتها مما جعلها تنادي وتصرخ من أجل المساواة تريد السير عكس قانون الطبيعة والحياة إذا كانت الطبيعة لم تساوي بينها وبين الرجل جسديًا ونفسيًا كيف تطلب هي المساواة في الوظائف والأشغال ؟ الأمر الذي جعلها تنوء بحمل تلك الوظائف إلى جانب وظائفها الأساسية من حمل ورضاعة ورعاية الأطفال وتربيتهم وأنا وإن اتفقت معه في تلك الجزئية، لا أستطيع أن اتفق معه في أن المرأة الأوروبية التي نالت حريتها وقدرها من المساواة نادمة كما يفترض!! تلك التي تتوافر لها دور الحضانة والخادمات ومربيات الأطفال والأجهزة الحديثة التي لا تجعلها تبذل أدني مجهود، على ماذا ستندم إذن ؟ أعتقد أن المرأة الأولى بالرثاء هي المرأة العربية والمصرية، التي تقوم بوظيفتها خارج المنزل وتعود إلى المنزل لتجد تلك الأعمال داخل المنزل في انتظارها!!
الجزء الثالث عن المرأة في المجتمع الليبي وتلك الفجوة التي سببها النقل الحرفي والتقليد الأعمى لمناهج الغرب مما أدى إلى حدوث طفرة في المجتمع الليبي لتجد طبقة الكبار أولياء الأمور أمية تمامًا وطبقة الشباب المتعلمة من هنا يبدأ الصراع بين الجيلين، وتدور المرأة بين شقي الرحى ما تعلمته في الكتب والمدارس من الحرية والمساواة وبين ما تجد أبويها يفرضانه عليها فرضًا دون أدنى مساحة من الحرية لها يبدو أن المرأة لن تنال حريتها حتى يقتنع الرجل بحقها في تلك الحرية وأنها جديرة بها ولن يقتنع الرجل بذلك، إلا عند استماتة المرأة في الدفاع عنها وتقديرها حق قدرها
إذا كنت ترغب في أن تعرف كيف نظرت الديانات السماوية إلى المرأة .. أو كيف سيطر بعض رجال الدين على النساء من خلال تحريف النصوص الدينية .. أو ما فعلته العادات بالمرأة والدين والتعليم حتماً ستجد إجابات على أسئلتك في هذا الكتاب القيم ..
بهذا الطرح الذكي والمعلومات الثمينة كنت أظن أن الكتاب كُتب حديثاً .. ولكنني ذُهلت حينما عرفت إنه كُتب سنة 1966 هنا بداية حبي لكتابات الصادق النيهوم وحتماً سأبحث عن المزيد
قال الكاتب في المقدمة " و دون أن أتسبب في جرح مشاعر أحد من رجال الدين " أظن أنهم صفقوا لك..و اعجبوا بأفكارك الحديث عن المرأة والديانات... العنوان يدل على أنك تستحمر في القارئ.. و أطلب أن يُغير العنوان إلى " المرأة في نظر الصادق النيهوم" كتب هذا الكتاب لغرض واحد كيف ينقد الغرب المرأة في الإسلام و لا نرد عليهم ؟ أيعقل هذا ؟ و في الأخير حدثنا عن التعليم في ليبيا..
في الديانة اليهودية المراة هي من اخرجت ادم من الجنة و الله عاقبها بعذاب الحمل و الولادة و تصبح المراة مدنسة في فترة الحيض و النفاس و يمنع الاقتراب منها كما انها تحرم من الميراث اذا تزوجت من خارج العشيرة و يمكن لزوجها ان يطلقها متى يريد بكتابة ورقة. في الاسلام ادم هو المسؤول عن الخطيئة هي مجرد شريكة له ولديها الحق في الميراث و اختيار الزوج و الطلاق عكس الديانة المسيحية حيث يحرم الطلاق. لكن كما قال الكاتب المراة لم تسلم من الظلم لم يستطع المسلمون تحريف النص كما حصل في الديانة اليهودية و المسيحية لكنهم اساؤوا فهم النصوص ووضع المراة في المجتعات الاسلامية ليس نتيجة عادات و تقاليد فقط لكن نتيجة ايضا لاحتكار الرجال للسلطة الدينية. ان الظلم الذي تعرضت له المراة هو بسبب اقتصادي اجتماعي و ديني وبعد الثورة الصناعية استعادت المراة كرامتها و تحولت من عبد ينتظر من الرجل توفير الغذاء و المسكن الى عاملة ند للرجل وشريك حياة و عمل. بالنسبة لي سواء كان تجربة تحرير المراة في الغرب فاشلة او ناجحة فانها على الاقل مكنتنا من التعرف على قدرات المراة و ما تستطيع فعله و ما لا تستطيع فعله و بالنسبة للذين يدعون ان المراة تحظى بكل حقوقها وانها مكرمة و لاثبات ذلك يلتجؤون الى استعمال التاريخ و بان المراة كانت في الجاهلية كذا وهي في الديانة كذا تعتبر كذا هذا ليس دليلا لا يمكنك تبرير ظلم بظلم اخر.
حصلت على هذا الكتاب بالأمس وأنهيته اليوم ... من الرائع جداً أن تجد كاتباً يفكك مشكلة ( المرأة الليبية على الأخص والمرأة العربية بشكل عام ) من خلال الأديان الثلاث -الإسلامية واليهودية والمسيحية ...
يقول الكاتب أن مشكلة العالم العربي أنه نسي قرآنه ... وتبنى نصوصاً من التوراة والإنجيل من حيث درى أو لم يدري بذلك ... ومع العلم بأن تلك النصوص أصلاً تعرضت للتحرف والدليل على ذلك بأن المرأة ظلمت فيها في أغلب مواطنها واعتبرتها ( لا شيء ) أو حتى أقل من هذا ... ومن المعلوم أن الأديان طالما أن مصدرها إلهي فمحال على الله أن يكون ظالماً !
والمرأة الأوروبية -كمثال- عندما أدركت أنها اضطُهدت وحصلت على حريتها أخيراً وبعد طول عناء ... وجدت نفسها تطالب بالحرية المطلقة بلا أدنى درجة من الاستعداد وحتى الفهم والتخطيط لحريتها الجديدة... وانخرطت في المطالبة بالمساواة إلى أن وجدت نفسها بعد أن هربت من تسلط الذكور باسم الأديان تعود لهم مرة أخرى ولخدمتهم ولكن هذه المرة بشكل حداثي منمق تحت ستائر الموضى والمادية التي انتهكت المرأة وظلمت بها نفسها مجدداً !!
الكتاب خفيف وظريف ومهم جداً جداً ... وأستغرب من -النصوصيين - الذين ما تركوا تهمة لهذا الرجل وإلا ألصقوها به ...
الكتاب يبدأ بمقارنة مكانة المرأة في الديانات السماوية والتي تظهر من خلالها فرقاً واضحاً في معاملة المرأة في الدين اليهودي والمسيحي والاسلامي.. ناقش الاختلاف بموضوعية وكلام منطقي وأثبت أن الاسلام هو الدين الوحيد عبر العصور الذي منح للمرأة حقها كاملاً ..وأستند في شرحه وأثباته ذلك على آيات من القرآن الكريم.. ثم عرج على النظرة الغربية الى المرأة التي في ظاهرها الحرية والخلاص والتحرر من قيد الرجل والتقاليد وباطنها العبودية الجديدة للمرأة بأعتبارها رمزاً للجنس والاغراء وسعي المرأة في الغرب للأرتباط بالرجل بأي وسيلة كانت.. أما المساواة في نظره فهي لاتجوز ولاتحقق لأن كل من المرأة والرجل لهما صفات تختلف عن الآخر، في نهاية المطاف لا يمكن أن تكون المرأة هي الرجل والرجل هو المرأة.. ثم النظر الى التعليم في ليبيا والبلاد العربية بأعتبارها لا تحقق للمرأة رغبتها ولاتلبي طموحها في خوض غمار الحياة.. وهي نقطة اتفق معه تماماً فيها كما ارى الواقع العربي الهش.. الكتاب جيد وحيادي وعقل متحرر من كل ماهو رجعي وكذلك متحرر من عقلية الغرب السقيمة تجاه المرأة..
يوضح حال المرأه في الديانات ويتحدث عن العادات التي ليس لها صله بالدين. وكيف ظُلمت المرأه كثيراً في التوراه والأنجيل بعد تحريفها طبعاً ، لأن الله بالتأكيد لا يرضى بهذا الظلم أمّا في القرآن يقول الكاتب: - "المسلمون سلكوا طريقاً آخر للظلم، طريقاً أكثر إثارة للألم بما أنهم لم يستطيعوا أن يقوموا بعملية التحريف للنص الديني نفسه فقد وجدوا حلاً آخر اسمه سوء الفهم.. هذا الحل وجده الإنسان دائماً لكي يبرر مظالمه "
اقتباسات من الكتاب "فالإنسان الجاهل لا يملك شيئاً غير عاداته"
"فأن الإنسان ظلّ مستعداً دائماً لأن يتخلى عن عاداته القبيحة اذا فهم حقيقة قبحها."
"الطريق مغلق أمام أي مجتمع للتخلص من عاداته القبيحة إلا عن طريق التعلم أو القهر الإجباري"
هل يمكنني أن أصنف هذا الكتاب من أكثر الكتب "استفزازاً" على الإطلاق ؟ كان من الافضل لو غير العنوان من "الحديث عن المرأة و الديانات" الى "رأي الصادق النيهوم في مسألة المرأة" لأن الفصول الستة الاولى فقط هي من تناولت مسألة المرأة في الديانات أم الباقي من الفصل 7 الى الفصل 19 كلها آراء و استنتاجات و وجهات نظر الكاتب في مايخص المرأة.
لن أكون موضوعية في حديثي عن هذا الكتاب لأن الكاتب لم يكن موضوعي أو حيادي بتاتاً و مثلما جمع آراءه الخاصة بالموضوع في اكثر من 90 صفحة أود أن أدلي بآرائي كذلك في ما يخص هذا الموضوع و رداً على ما قرأت في الكتاب:
●استمتعت حقا بالفصول الأولى التي تتحدث عن مكانة المرأة في كل دين سماوي و كيف عاملتها تلك الديانات و استفدت كثيرا أيضا، جمعت قدر من المعلومات لا بأس به خاصة و بكونه أول كتاب أقرأه في ما يخص هذا الموضوع ثم خاب ظني من الفصل السابع الى الاخير حيث تخلى الكاتب عن "الحديث عن المرأة و الديانات" نوعا ما و بدأ يتحدث عن التعليم في أوروبا و ليبيا و المناهج الأوروبية و المستوردة الى ليبيا كذلك و الثورة النسائية أو النسوية التي تدعو إلى المساواة و التي حققت بعضا من مطالبها لكنها بذلك عارضت الطبيعة لأنه لا يمكن المساواة بين نوعين مختلفين "بيولوجيا" قبل كل شيء و فكريا و حتى وظيفتهما التي حددتها الطبيعة لهما مختلفة فما هي وظيفة المرأة بالنسبة إلى الصادق النيهوم!؟ أود أولا أن أبدأ بالتعليق على أكثر ما استفزني في الكتاب:
●في الفصل السابع يقول الكاتب:"كل رجل يعرف ان ابنته و زوجته حرتان في اتخاذ أي قرار لا لأنهما مؤهلتان لاتخاذ القرارات بل لأنهما قادرتان عن الانفصال عنه في أي وقت"
⇐لم يناسبي التعميم هنا بقوله "كل رجل" لأن هناك من الرجال من يثق تمام الثقة في قرارات زوجته أو إبنته ناهيك عن تأكيده في هذه الجملة على أن المرأة سواء كانت إبنة او زوجة غير مؤهلة لاتخاذ قرارات بمفردها، من هنا ندرك أن الكاتب يرى الرجل و يرى نفسه كذلك مخلوقا متسلطا بطبعه يرى في عدم استقلالية زوجته او ابنته فرصة لفرض سيطرته، لا يرى نجاحات زوجته و ابنته نجاحات توصلتا إليها بفضل اِتخاذ قرارات صائبة بل يراها فرصا أو سبلا قد تؤدي إلى استقلالية و انفصال كل منهما عنه إذا ما حاول فرض سيطرته عليهما
●في نفس الفصل كذلك يقول الكاتب عن المرأة الأوروبية المتعلمة :"أرغمها على قبول الهزيمة النهائية ممتلئة اليدين بالنقود و الفراء".
⇐حيث و حسب رأي الكاتب كانت المرأة هي مركز الأسرة و بخروجها للعمل و المطالبة بحقوقها خرجت منهزمة في هذه المعركة! منهزمة لأنها فقدت مركزها !!!!! بإسقاط هذه الهزيمة على الرجل تصبح فوزا ! لماذا ؟ لم َ يعتبر الكاتب ذلك "هزيمة" ما دام الرجل -حسب الكاتب- لم يحظى بفرصة أن يكون "مركز الأسرة" و دائما ما يُعتبر نيله للمال و الفراء و السيطرة على زوجته فوزا ؟ بينما عندما نالت المرأة ما يخلصها من العيش في الذل و الاضطهاد تحت سيطرته أصبحت "هزيمة".
●في الفصل الثامن: في هذا الفصل يدعو الكاتب المرأة المتعلمة و الموظفة التي تهتم بمشاكل العمل و السياسة و الموضة كذلك ب"الرجل المشوه" و هذا ما اعتبره إهانة لها ! فالتعليم و طلب العلم و نيل وظيفة او عمل بجهدها الخاص و مثابرتها الخاصة يجعل منها إنسانا طبيعيا له عقل وظفه في مجال معين، له افكار عن السياسة و الاقتصاد و ما الى ذلك في المجالات التي كانت و مازالت نوعا ما حكرا على الرجال فقط.
●في نفس الفصل"8": يقول الكاتب بما معناه أن المرأة المتعلمة ستعمل على تنشئة الطفل بطريقة خالية من الحكمة لكن و كما نرى الآن فإن المرأة المتعلمة المثقفة سواء كانت عاملة، موظفة او ماكثة في البيت غالبا ما تكون الأكثر حكمة و غالبا ما تنشئ جيلا متعلما و مثقفا أما غير المتعلمة فحتى و إن بدا للمجتمع أنها نجحت في تنشئة الطفل بحكمة، مع مرور الوقت نرى نتائج هذه التنشئة المبنية على أفكار بدائية بأساليب موروثة و عادات موروثة معظمها لا نفع منه و لا جدوى حتى أننا مع مرور الوقت نرى آثار هذه التربية التي تضع المرء في مرحلة ما في صراع بين ما تمت تنشئته عليه و إجباره عليه منذ الصغر و بين ما يراه في مجتمعه من تحضر و تطور... فلا يحافظ على ما رُسّخ فيه ولا يصل الى تحضر و تطور أبناء جيله وهذا ما يؤدي به في أغلب الأحيان إلى الانحراف ظناً منه انه تحضر.
●من غير العادل أن تنسب كل الإحصائيات الواردة في الفصل الثامن الى المرأة فقط لكونها "تعلمت" !!!! حيث و حسب رأيه هي تستحق الطلاق و يحق لزوحها أن يخونها و هي سبب الارتفاع في نسبة الاطفال غير الشرعيين ! لماذا ؟ لأنها طلبت العلم في المدارس فقط ! في الفصول الأولى يناقش فكرة أن التوراة تدين المرأة وحدها و تعاقبها لكونها هي التي دفعت آدم للأكل من شجرة الخلود و يؤكد أن الرجل طرف في القضية و من الواجب ان يعاقب هو كذلك لأن في ذلك ظلم للمرأة ! ثم يعود في الفصل الثامن ليتهم المرأة فقط لكونها "تعلمت" بتشتت الاسرة و الطلاق و الخيانة و كأنها الطرف الوحيد في العلاقة الذي يجب إدانته.
●في الفصل الثامن كذلك يدعي الصادق النيهوم أن المرأة عندما يغلق الطريق في وجهها تعود لتصارع الأخريات لتجد رجلا في السوق المزدحمة ! (ثم تنطلق حاملة كل ما لديها باحثة عن حظها في أحد المراقص المختنقة بالذئاب) "حاملة كل ما لديها" بعد حديث مطول عن التعليم خاصة و عن الموضة يعني به الكاتب أن المرأة تتعلم و تتزين و تتابع الموضة فقط لنيل رجل !!! بغض النظر عن كون هذه المرأة أوروبية و بغض النظر عن ديانتها إلا أنه بهذا يقلل من شأن المرأة المتعلمة و يشيد بالمرأة الجاهلة لأنها لا تهتم بالموضة و لا ترتاد المدارس كي تتعلم، ناسيا أن همها الوحيد في غياب التعلم و الاهتمام بالذات و تطويرها هو البحث عن عريس أكثر من المتعلمة و ذلك لكونها تعيش فراغا أكثر بأفكار موروثة تمجد الزوج و الزواج و تجعله الغاية الاولى و الاخيرة للنساء.
●في الفصل التاسع يقول الكاتب:"كان الرجل قد حلل لنفسه نوعا من الحرية الجنسية منذ قرون طويلة و أباح الإثم الجنسي مادام قادرا على ضبطه وحده" تدان المرأة لكونها تعلمت و تعتبر المسبب الاول للطلاق و الخيانة الزوجية و التشتت الاسري و الأطفال غير الشرعيين لكن الرجل لا يدان على هذا ! و إدراجه لعبارة "المساواة لا تكمن في ارتكاب الأخطاء" بحد ذاتها تأكيد على أن الرجل لا يعاقب على أخطائه و لا يحاسب بحكم أنها و حسب قوله "منذ قرون" و لكن المرأة إذا ما حاولت أن تخطئ نفس أخطائه تدان و تعاقب عليها عقابا أشد منه.
●يقول الكاتب أنه أصبح من الصعب أن يعرف الطفل الأوروبي ما اذا كان يملك اثنين من الآباء و إثنتين من الأمهات و هذا فقط لكون أمه تعلمت و عملت و والده إحترم قراراتها في التعلم و العمل ! ما رأيك إذا في الطفل العربي الذي أصبح من الصعب عليه أن يعرف ما إذا كانت أمه إنسانا أو حيوانا من المعاملة السيئة و الذل و العنف الذي تتعرض له يوميا من طرف والده و أمام عينيه؟!
●في الفصل الرابع عشر و بعد العديد من التكرار لعبارة "منهج تعليمي مخصص للمرأة" و كأن المرأة تمتلك عقلا مختلفا و مستوى معين للاستيعاب حيث لا تستوعب ما يستوعبه الرجل يقول الكاتب عنها:"مٌحاوِلةً أن تحقق احلامها الخاصة بالمساواة عن طريق المشاركة في أحلام الآخرين" !!!
⇐و كم استفزني بقوله "أحلام الآخرين"! الأحلام ليست حك��ا على أحد و لا تخص أحدا دون الآخر بل هي متاحة للجميع على اختلافها و على اختلافهم، و أن تسعى المرأة لنيل حقوقها لا يعني ذلك أنها شاركت الرجل أحلامه التي من حقه وحده أن يحلم بها على قول الكاتب.
●يقول الكاتب في الفصل ذاته بما معناه أن المرأة تعلمت الحساب و الجغرافيا...الخ ثم عادت لبيتها القديم حيث ما يزال البيت القديم أمياً و ما يزال والدها يشتم أمها و ما تزال أمها تعتبر زوجها إلها صغيرا لا بد من عبادته ! البيت القديم هذا هو البيت الذي نشأت فيه الفتاة المتعلمة و الذي نشأ فيه معظمنا و لا يمكننا إنكار ذلك أو التهرب من كونه واقعا معاشاً! لكن البيت الذي ستبنيه هذه الفتاة المتعلمة التي درست التاريخ و الحساب و الجغرافيا...الخ لن يكون أميا ! و لن تتقبل الشتم من زوجها الذي لن يتجرأ على ذلك أصلا كما أنها لن تعتبره إلها صغيرا يجب طاعته و هذا في الحالتين، في حال إذا ما عادت و مكثت في المنزل أو إذا ما كان بإمكانها الحصول على عمل بمؤهلاتها و شهاداتها. و أريد أن أعود هنا الى فكرة تنشئة الأطفال بطريقة حكيمة ! في رأيك أي طفل سينشأ تنشئة جيدة ؟ الذي يرى والده يشتم أمه يوميا و يعاملها كالحيوان بينما تجتهد هي في طاعته أم الذي يرى احتراما متبادلا من والديه، نقاشات بناءة و تفاهم قائم على أراء و حجج فكرية أقوى و ليس قائما على من الأقوى من الطرفين!
●أساء الكاتب للمرأة في مواضع عديدة خاصة عندما نعت النساء المتعلمات اللواتي لم يوفقن في الحصول على عمل او وظيفة بالحثالة التي تلقى طعاما للثيران بعد عصر الزيتون و اخراج "الزيت" منه و الذي اعتبره كذلك "النساء الموظفات"
●من كل هذا و من بعض النقاط التي لم أتحدث عنها نستنتج أن الكاتب أراد أن يروج لأفكاره في هذا الكتاب و تحت عنوان لا يمت لأفكاره بصلة، نستنتج كذلك أن الكاتب يرى وظيفة المرأة التي خصتها بها الطبيعة هي "المحافظة على النوع" من حيث الانجاب و الرعاية و الاطعام.. غير آبه لكونها تمتلك عقلا يجب ان تغذيه و توظفه و يجب كذلك أن تحرص على تغذية عقل ذلك "النوع" و إعطائه فرصة لتوظيفه.
●حسب رأي الكاتب كل ما يجب تلقينه لها في المدارس هو المواد التي تخدم وظيفتها و هي الطبخ و الأعمال المنزلية و رعاية الاطفال و رعاية الزوج....الخ. - و أرى أنه أدرج معاملة الأديان للمرأة في كتابه فقط لكي يقنعنا أنه مع المرأة و ليس ضدها و للأسف و حسب رأيي فقد فشل في ذلك.
●تحدث الكاتب عن الافكار و السلوكيات التي تعتبر ضد المرأة و تحرمها من حقوقها والتي رسخها المجتمع و التاريخ في الشعوب و لم يكن لها أي صلة بالدين والقرآن الكريم غير أنه استهلك أكثر من نصف كتابه للترويج و الدفاع عن افكار رسخها المجتمع و التاريخ فيه هو شخصيا و لم يكن لها أي صلة بالدين والقرآن الكريم.
●في الأخير سيظن معظم من قرأ تعليقي على هذا الكتاب أنني مع النسوية و المساواة و لكنني ضد ذلك فأنا مع العدل مع اعتبار المرأة إنسان قبل اعتبارها أي شيء آخر .
الكثير من الرغي و الكلام، عن اضطهاد المرأة عن ظلم الرجال للمرأة عبر العصور، و الرجال حرفوا اليهودية و المسيحية تحتقر المرأة، و المرأة ظلمت نفسها و طبيعتها بفكرة المساواة...الخ من الكلام الذي امطرنا به النيهوم حتى تحسب انه نسوي و يدافع عن حقوق المرأة و في الحقيقة لا يرى المرأة سوى ربة بيت ، و هذا ما يظهر جليا في الصفحات الاخيرة حيث قال: " و جاءت النتيجة بعد اربع و ثلاثين عاما فقط في تقرير احصائي: ( لقد فقدت المرأة كل شيء... فقدت حتى الاسرة التي وهبتها لها عصور الجهل!) فهل تعرفون كيف تم ذلك؟ انها قصة سرقة عادية خالية من الابطال.. قصة تدمير الاسرة، و بيع الاطفال لدور الحضانات و المربيات "
و الشطر الاخير من هذا الاقتباس يؤكد ما قلته سابقا، النيهوم بعد كل ذاك الرغي لا تختلف نظرته للمرأة اختلافا جوهريا عن من اعتبرهم ظلموا المرأة فهو لا يراها غير ربة بيت مربية اطفال تسهر على رعايتهم و فقط و الادهى من ذلك حتى لو تلقت مساعدة خارجية كالحضانات و المربيات فالكاتب لم يعتبر هذا امرا سليما بل اسماه بيع للاطفال و كأن على المرأة ان تحمل عاتق الاسرة و حدها، و كأن الرجل لا دخل له في تربية اطفاله بتاتا بل هو عمل نسائي بحت.
و ما زاد الطين بلة انقاده للمناهج كونها تدرس للجنسين، فهو يرى انه من غير العدل ان ترسل الفتاة لمدارس الاولاد و تدرس التاريخ و الجغرافيا و الجبر و غيرها من المواد التي اعتبرها مناهج مخصصة للفتيان، حيث قال:
"و اذا كان الامر كذلك فمتى تقرر الامر في اذهانكم ان البنت و الولد يؤديان وظيفة واحدة، و لماذا تصر مناهج على ان تقدم لهم ( خبرات من نوع واحد )، ام انكم مازلتم تعتقدون ان كل امرئ سوف يكتشف وظيفته بنفسه في النهاية و يجد طريقه بمعزل عن نعارفه."
و السؤال هنا : كيف يجب ان تكون المناهج المخصصة للفتيات ؟
هل نخترع جغرافيا و تاريخ و رياضيات خاصة بالاولاد و أخرى بالبنات؟
و هذا ما لم يجب عليه النيهوم بطريقة مباشرة بل لمح له فقط، و اعتقد ( و قلت اعتقد ) حسب الامثلة التي امدنا بها في الكتاب مثل مثال الصيادين الذي لابد على منهجهم التعليمي ان وجد ان يشتمل على الصيد و يعزز لديهم المهارات لاداء هذه الوظيفة و مثال المزارعين كذلك، و حسب نظرة الكاتب للمرأة و اعتباره كونها ربة بيت هي الوظيفة التي اختارتها لها الحياة، فالمناهج التعلمية الموجهة للفتاة عليها ان تساعدها في تنمية مهاراتها لاداء وظيفتها " كربة بيت " و عليه يمكن ان تدرس الفتاة الخياطة و الجلي و كيفية تغيير حفاظات الرضع و العناية بهم و كيف تكون ربة بيت حسنة...الخ اما العلوم حسب اختلافها فحسب النيهوم هي امور خاصة بالفتيان الذين يتم اعدادهم مهنيا للوظيفة بعد اجتياز امتحان لنيل الشهادة، و هذه الوظيفة هي التي ستمكنهم من اعالة العائلة و هو امر حسب النيهوم كذلك ليس من اختصاص المرأة، اذ قال في احدى الفقرات ما يلي : " فمتى كانت وظيفة المرأة الاصلية تنحصر في ان تكسب قوت عيشها ؟"
و قال ايضا: " اي ان الشهادات مجرد رخصة لمزاولة مهنة ما، و مثلما تصدر البلدية رخصة احد الجزارين، فان المدارس تصدر رخص الاطباء و المهندسين و المعلمين و باقي الموظفين و جميع لابسي اربطة العنق. و السؤال هنا : أي رخصة تحتاجها المرأة، فمناهج التعليم ليس لديها سوى الرخص ؟ "
يا صادق النيهوم، هل خجلت ان تقول ان على مناهج التعليم ان تمد المرأة برخصة ربة البيت و فقط ؟
كذلك طرح الكاتب فكرة ساذجة و سطحية لابعد الحدود، اذ قدم احصائية قامت بها احدى الدول الاوروبية عن التعليم و نتائجه على ذكور و الاناث اذ من بين كل مئة فتاة ثمانون بالمئة لم يكملو دراستهم و انتهى بهم الامر ربات بيوت، و هنا يقول ان هذه الفتاة قد اضاعت وقتها بتعلم اشياء لن تعمل بها، و كان من الافضل لها لو لم تهدر وقتها في المدرسة، اذ يقول: " و مهمة المناهج الجديدة ان تكفل عدم حدوث ذلك، بأن تتيح للفرد داخل المجموعة فرصة عادلة طبقا لاهدافه و قدراته، و الا فان الفتاة الامية التي تعلمت الطهو و غسل الملابس سوف تكون افضل من الفتاة التي تلقت تعليما عاليا و لم تستطع ان تجد عملا تؤديه، فقد اضاعت وقتها لتجيد خبرات وظيفة لم تنلها، و أصبح من المتعين عليها ان تتعلم خبرات وظيفتها الجديدة في البيت، و هو عمل لن تتمكن من ادائه كما تؤديه الفتاة الامية التي لم تضع وقتها في اتقان شيء آخر. "
و بهذا الصدد اطرح بعض الاسئلة : هل كل الذكور الذين درسوا اختصاص معين وجدوا مهن في المجال الذي درسوه؟ هل كل الذكور يعملون ؟ الا يعرف الكاتب شيئا اسمه البطالة ؟
مشكلة الكاتب انه طرح عدة تساؤلات و جعل من اشياء عادية مشكلة، و لم يقترح حلولا بطريقة مباشرة و اعتقد بان النيهوم يرى ان على الفتاة ان لا تدرس في المدرسة مناهج الاولاد بل ما يمد لوظيفتها - كربة بيت - بصلة فقط، او تبقى في بيتها و تدرس ما تشاء من اللغات و الفلسفة و التاريخ و الجبر...الخ و تقوم بواجبات التي اعتبرتها المجتمعات وظيفتها.
بعد التكلم عن هذه الجزئية المهمة في الكتاب و التي ارتأيت ان انتقدها لانها تحوي الكثير من اللامنطق و اللانصاف و حشو الكلمات بطريقة مستفزة، اود ان اذكر بعض الافكار التي اتفق مع النيهوم حولها، مثل تبنينا نحن دول العالم الثالث لمناهج الغرب التي كانت تطبخ على نار هادئة لعدة عقود و هو امر خاطئ فكل مجتمع يختلف عن الآخر، كذلك الفجوة التي تسبب بها هذا التبني و الاستنساخ للمناهج الاوروبية بين فئات المجتمع، حيث صار لدينا فئتان و جيلان: - جيل الشباب المفعم بالنشاط المتعلم و الذي يتقبل الجديد و يزدري القديم. - و جيل التراث الاباء و الاجداد، الامي المتمسك بالعادات و التقاليد، و الذي لم يزده تقبل جيل الشباب للتجديد الا سخطا على التطور و تمسكا اكثر بافكاره. و كان لابد من وجود رابط بين الجيلين عن طريق محو امية الاباء ايضا لا التركيز على الاطفال فقط، و بما ان الكتاب عن المرأة فقد ذكر النيهوم تأثير ذلك عليها، اذ وجدت المرأة نفسها بين نارين، ففي المدرسة تتعلم انها حرة ذات ارادة و قرار و في البيت ترى والدها لازال يطمح لتزويجها بمن يرضاه و امها تكاد تتخذ الرجل اله و تعبده، فلا يبقى امامها الا احد الخيارين اما الاذعان للعادات و التقاليد و الانصياع لها او التمرد، خياران كلاهما صعب و يشق على النفس.
عمد الكاتب كذلك في الجزء الاول من الكتاب الى مقارنة مكانة المرأة في اليهودية و الاسلام، و كيف تعتبر المرأة كبهيمة و مصدر لكل الشرور في اليهودية و هذا لان يد بشرية طالت التوراة و حرفت الكلم عن موضعه، ففي الميراث لا ترث ان كان لها اخ ذكر، اما ان لم يكن فعليها الزواج بابن عمها حتى يبقى الميراث داخل العائلة و ان ابت فلا ميراث لها، و في الطلاق يكفي ان يكتب الرجل لها ورقة طلاق و يطردها من البيت كأنها حيوان اليف، اما المسيحية فقد منعت الطلاق اطلاقا و صار الزواج كلعبة القمار يمكن ان تعيش كل حياتك سعيدا او بائسا حسب حظك في شريك حياتك.
كان كتابا جيدا على العموم رغم اختلافي مع النيهوم في الكثير من الجزئيات، و لكن بالنظر لزمن كتابة هذا الكتاب فمن المنطقي ان يحوي مثل هذه الافكار.
اول قراءة للصادق النيهوم .. يبدأ الكتاب بمقارنات بين النصوص السماوية للتوراة والانجيل والقران من ناحية حقوق المرأة.. لا يعجبني هذا النوع من المقارنات غير المنطقية بين كتب محرفة وبين القران لغرض توضيح إن الدين الاسلامي هو الافضل .. اذا كانت هي محرفة من قبل البشر فمن الطبيعي وجود احكام غير صحيحة! .. لا ادري ما الهدف من هذه المقارنات ومما القصد منها .
في الفصل السابع ص48 يبدأ الكاتب بالحديث عن المرأة الاوروبية وهنا تبدأ المهزلة .. يقول النيهوم أن المرأة الاوروبية اخطأت عندما تساوت مع الرجل .. لأن اهدافهما مختلفة وهذا كان سبب انهيار المجتمع في اوروبا!!!!!!!!!!!!
النقطة الاسوأ التي ركز الكاتب عليها في ن��اية الكتاب في الفصل 15 الصفحة 113 يقول هنا "إن المرأة تدرس نفس المناهج التي يدرسها الرجل وكل ما تدرسه لا ينفعها في حياتها عندما تتزوج ..وبما ان الرجل يستفاد مما يدرسه في حياته المهنية فهي لن تستفاد منها الا اذا زاولت نفس المهنة اي اصبحت رجلاً" ( عليك الله تحجي صدك؟!!!!!!!) يعني المرأة اذا عملت كطبيبة ، مهندسة ، معلمة اصبحت كالرجل .. (تفاهة .. وكأن المرأة لا تصلح الا ان تكون ربة منزل) .
يختتم الكتاب بفكرة هي انه من المفترض تدريس الفتاة مناهج تناسب دورها ووظيفتها في الحياة (اعتقد انه يرغب أن تدرس الفتاة كتب الطبخ واصول طاعة الزوج وتربية الاطفال .. الخ) .. مهزلة!
الكاتب حاول ان يوضح أن المرأة الاوروبية قد فشلت وخسرت وظيفتها بالحياة بسبب مشاركتها الرجل في العمل ومساواتها به .. عذراً لا اعتقد أن أن المرأة الاوروبية خسرت شيئاً- بالعكس فلقد تحررت من قيود الرجل وفرضت شخصيتها ..
الحقيقة عندما بدأت بقراءة الكتابة اعجبني لكمية المعلومات التي لا اعرفها و لكن مة الصفحة ٤٠ الى باقي الكتاب ذهلت كثيرا ... فالمتمعن في عنوان الكتاب سيصدم في النهاية لرأي الكاتب ففي النهاية و صل الكاتب لضرورة عدم فائدة دراسة المرأة او انها يجب ان تدرس فقط مواد تساعدها على تربية اطفالها و القيام بواجباتها المنزلية .... و بعد تحدثه عن العبودية لسنوات في ظل الديانات الاخرى و ممارسات الرجل واستنكاره لذلك يستغرب مطالبتها بالحرية ... الكاتب متناقض و غير محايد و قد ربط مثله مثل اليهودية حين جعلت المرأة مذنبة هو حين ظهرت بعض مظاهر منافية الاخلاق للمراة في اوروبا جعل التعليم هو السبب |؟؟؟؟؟ انا استغرب موقفه بعد ما قاله عن استعباد المرأة و لماذا اصلا يتحدث عن المناهج و المرأة الغربية العصرية كان يجب الاكتفاء بالتحدث عن المرأة المسلمة و المسيحية و اليهودية في عصورها الاولى !!!? انها المرة الاولى التي اندم فيها على قراءتي لكتاب متناقض ..... نجمة واحدة بسبب بعض المعلومات فقط !!!?
حديث عن المرأة والديانات , ودراسة مقارنة بين الديانات الثلاث حول العلاقة بالمرأة والزواج والطلاق والميراث .. ثم يحدثنا النيهوم عن وضع المرأة في أوربا ويشخص حالتها والأشكاليات التي واجهتها بسبب دعوتها إلى المساواة بالرجل المساواة المطلقة .. ثم يشخص لنا وضع المسلمة الحالي .. وكيف أن الكثير من عاداتها الحالية وليدة للأمم الغابرة ومستمدة من التوراة والإنجيل , لا علاقة للقرآن بذلك .. ثم يختم بالحديث عن المناهج التعليمة ويبين كيف أحدثت لنا صراعا بين الأجيال وبين الواقع والحلم ..
أعجبتني نظرة النيهوم تجاه المرأة وقضاياها .. وأراه يملك نظرة منصفة ؛ تدعو إلى تحريرها على طريقتنا لا على الطريقة الأوربية .. فالأمر هو أن تحظى المرأة بحقوقها .. وأن تسلك طريقها نحو هدفها .. وأن تنفك عن عبودية الرجل لها .. هذا هو المهم : أن تعرف وظيفتها وتشق طريقها وتتكامل مع الرجل , لا أن تدعو إلى مساواته في كل شيء بل منافسته بإمكانياتها لإحداث التكامل المطلوب ..
يعرض النهيوم في هذا الكتاب عدة أفكار سائدة عن المرأة ويبين من أين أتت هذه الأفكار
أنصح الجميع بقراءته
هنا مقتطفات من الكتاب:
- فكرة تعدد الزوجات لم يستحدثها الإسلام كانت شائعة قبل الإسلام وغالبيتهم كانت زوجاتهم أكثر من أربعة ولكن الإسلام أتى ووضع الحد الأعلى وهو أربعة زوجات ومن الأفضل الزواج بواحدة لأن الإنسان مهما فعل لن يستطيع أن يعدل بينهم قال تعالى: ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)
- "المسلمون سلكوا طريقاً آخر للظلم، غير التحريف لدى اليهود والنصارى، طريقاً أكثر إثارة للألم بما أنهم لم يستطيعوا أن يقوموا بعملية التحريف للنص الديني نفسه فقد وجدوا حلاً آخر اسمه سوء الفهم.. هذا الحل وجده الإنسان دائماً لكي يبرر مظالمه. ص٨١
الحديث عن المرأة والديانات الصادق النيهوم اول عمل اقرا له الكتاب عباره جزئين جزء يتحدث عن المراه ما قبل الاديان وعن المراه في اليهوديه \المسيحيه والاسلام عن الخطيئه والذنب وربطه بالمراه ونظام الزواج \ الورث \ وغيرها الجزء الثاني يتحدث عن المراه الليبيه والشرقيه عامه بعد ما حصلت ع تعليمها ولكنها ما زالت بنظر المجتمع قاصر ويقيدها اسلوب الكتاب سهل وبسيط وسلس انصح بعده بقرائه سباعيه د\يوسف زيدان عن الانثى في الحضارات القديمه و روايته ظل الافعى وكتاب د\ الفه يوسف حيره مسلمه
3.5/5 جاء الكتاب كدراسة للمرأة ... المرأة ذاك اللغز الذي لم نتفق على حل له لمئات السنين وظل عصورا كموضوع للدراسة. يستعرض الكاتب في الفصل الأول خطيئة خروج آدم من الجنة التي ألقت التوراة المحرفة وزرها على حواء ... فتحولت الى كائن قذر نجس يحدد الرجل مصيرها والعقوبات كالحمل والولادة التي كانت جزاء لتلك الخطيئة، كما أصبحت تابعا للرجل يُصنع بها ما يشاء هواه فلا يحق لها لا الميراث ولا الطلاق. في الفصل الثاني تناول الصادق الفهم الخاطئ للدين وتعاليم القرآن التي أوّلها الرجل حسب مشيئته وهذا لا يختلف عما فعله الأحبار بالكتب من تزوير وتحريف غير أن القرآن برئ براءة الذئب من ابن يعقوب من الجهل الذي يحكم رجال عصرنا .. اضافة الى الجذور الأصلية لهذه العادات التي نُسبت للدين ولم تكن غير تقاليد موروثة عن قبائل لا تمت للاسلام بصلة . صحيح ان ايجاد المشكل هو الانطلاقة الاولى لعالم متوازن ... الا ان الكاتب هنا اكتفى بطرح مشكلين متنقاضين هو ان في اتباع المراة للرجل اختلال بطبيعتها وسعيها وراء العلم والمعرفة اختلال في توازن الاسرة ... فما على المراة فعله في نظره؟
كان غاية هذا الكتاب إعادة الاعتبار لمكانة المرأة التي ظلمها التاريخ، لكن الكاتب، بقصد أو غير قصد، وقع في فخ التنميط.
منطلقًا من مقارنة الأديان، يفكك المفكر الليبي، الصادق النيهوم، وضع المرأة كما هو مذكور في النصوص السماوية. وبينما أساءت التوراة والانجيل لمكانة المرأة بداية من تحميلها خطيئة الأكل من الشجرة المحرمة، والخروج من الجنة، جاء القرآن رفيقا بها ومانحا لها العزة والكرامة. هذه الإساءة المرأة المغلفة بغطاء ديني هي من فعل الرجال وحدهم، والنصوص الدينية، التي طالها التحريف وسوء الفهم، منها براء.
ثم ينطلق الصادق النيهوم من زاوية التاريخ كي يحدد متى وقعت المرأة تحت سيطرة الرجل، وهو يرى أن البداية كانت بالحروب، وبعدها النشاط الزراعي الذين أجبرا المرأة للالتحاف بعباءة الرجل طلبا للأمان الجسدي والاقتصادي، إذ لا طاقة لها إلى جانب وظيفة الأمومة، تأدية الأعمال الشاقة التي تكفُل أمنها. بمرور الزمن تحول هذا الخضوع للرجل إلى ما يشبه السجن الذي لا مفر منه، إلا أن النساء لم تكن تعيه وكانت تعتبره فريضة دينية مقدسة.
يقودنا النيهوم بعد ذلك إلى نقطة الانعطاف التي تحررت بموجبه النساء من سيطرة الرجال، وهو التعليم وما منحه لها التعليم من جواز دخول إلى سوق العمل، ومصدر رزق يكفل لها العيش باستقلالية. ولأول مرة ينظر الرجل إلى المرأة باعتبارها ندا وشريكة له، وكانت قبل ذلك بمثابة عبدة له. غير أن طمع المرأة كان أكبر وسعت إلى المساواة مع الرجل بمطالب غير عقلانية وغير أخلاقية.
ثم يبدأ الصادق النيهوم بمقاربة تحليلية لوضع المرأة في بلده ليبيا، وهو يرى أن العادات القبيحة التي "تشيئ" المرأة أساسها تاريخ عمره أكثر من ألفي عام، والدين من هذه العادات براء. ويرى أن الحل لتحطيم هذه العادات الوثنية هو بالتعليم. إلا أن التعليم قد يخلق المشكلات عوض الحلول.
مشكلة التعليم في ليبيا تكمن في عدة أصعدة. أولها أن المناهج التعليمية مستوردة من أوروبا وهو ما من شأنه أن يسهم في خلق نشء متجرد من بيئته المحلية. ثانيا أن التع��يم جاء موجهًا للأجيال الجديدة، تاركًا جيل الآباء بلا تعليم ما أدى إلى خلق صراع بين الأجيال في العائلة الواحدة وعدم وجود نقطة تفاهم بينهم. ثالثا أن الهدف من نظام التعليم هو إعطاء الفرد شهادة مهنية للدخول في سوق العمل، وهنا ينتقد النيهوم هذا النظام لكونه لا يألوا اهتمامًا لإعداد المرأة والرجل لأدوارهما الاجتماعية.
كان انتقال النيهوم بين المحاور السابقة سلسا، والعرض رائعا، إلا أني اصطدمت بنظرته الضيقة للمرأة، وازدواجيته المتناقضة. فبينما برأ الأديان من تهمة الإساءة للمرأة، أوقع نفسه بنفسه في هذا الفخ، فخ الإساءة. فقد حمَّل مسؤولية الانحلال الأخلاقي وانهيار نظام الأسرة في أوروبا إلى المرأة وأن ذلك حدث منذ دخولها سوق العمل ومطالبتها المساواة مع الرجل. غافلا أن ذلك حدث بسبب منظومة عوامل اشتركت فيها أعمدة السياسة والاقتصاد
وكرر الخطأ مرة أخرى عند حديثه عن التعليم في ليبيا واصفا أن قضاء الفتاة ١٢ سنة في المدرسة ، لتغدوا بعدها ربة بيت، مضيعة للوقت!. والحق أن هذه إجحاف بأهمية العلم بقدر ما هو إجحاف في حق المرأة.
أنهيتُ آخر صفحة من الكتاب، ولم أستطع تحديد موقف الصادق النيهوم من تعليم المرأة، هل يريد حجرها في دورها الاجتماعي وأن يخدم التعليم هذه الغاية تحديدا؟! هل هو يرمي بهذا الاعتقاد(مستدلا بوظيفة النوع في منظومة الطبيعة)إلى دونيةعقل المرأة مقارنة بالرجل، وأنها لا يمكنها الإسهام في المنجزات العلمية؟!
الكتاب كان غني بكل ما تحمله الكلمة من معاني الأجزاء الاولى من الكتاب كانت مقارنة بين وضع و حال المرأة في الديانات السماوية ) المسيحية . اليهودية . الإسلامية ( و كدت أن أقلع عن القراءة عند الصفحة ال40 بسبب الهول و الصدمة التي تلقيتها . عندما اتطلعت على حال المرأة في غير الإسلام . من السلبيات التي واجهتني خلال قراءتي لهذه الأجزاء الأولى . هي أن النيهوم كان يجوعني و يعطشني لبعض الأسئلة أو التفاصيل دون أن يشرحها . ( كانت هذه الحالة نادرة )
الفصول التي جاءت في ما بعد عبارة عن ( حديث) أي أن النيهوم لم يقدم أي حلول . بل فقط عرض تجارب الشعوب الناجحة و الفاشلة و أخطائها مع رسمه بعض الخطوط الحمراء و الصفراء . الفكرة الأهم بالنسبة لي هي فكرة المساواة بين الرجل و المرأة و يمكنني اختصار هذا المحور بأن المرأة ثارت على جلاديها و لم تطالب بأي هدف أو غاية سوى أن تصبح منهم . أي أن المرأة تحمل فكرة مشوهة سينتج ( أو حتى نتج ) عنها تشابه الأدوار و الأهداف و حصول الملل في العالم . لأن الإنسان ( الرجل و المرأة على حد الساء ؟) قام بكسر قانون الطبيعة المسمى بالأنواع . و هذا هو القانون الذي لا يستطيع أحد السير عكسه . مثل بقية القوانين الإلاهية . واجهت نقطة مهمة في الأجزاء الأخيرة ألا و هي حديث النيهوم دار حول المرأة الليبية بشكل خاص و لكنني لم استطيع تحديد مصب هذه النقطة هل السلبية ( العنصرية ) أم الإيجابية ( البحث عن الحل في المجتمع المحيط قبل التنظير على العالم أجمع ) لكنني في هذه اللحظة( و لأن هذا هو الكتاب الأول مع النيهوم ) أميل للاختيار الثاني ... كتاب يستحق القراءة لما فيه من أفكار . أشكر من اقترحه علي . أو شجعني على قراءته أكثر الشكر :) ( جزيت خيرا )
الصادق النيهوم ⭐ في هذا الكتاب... تناول موضوع المراة عبر تاريخ الديانات.. و وضح انه الكثير من العادات التي نسير بيها ف التعامل مع المراة وف الزواج كذلك.. لا علاقة لها بالاسلام ولا بالقران.. بل انه بعضها موروثات من ديانات اخري.. وحتي ماقبلها ... اجمل فصول الكتاب هي الاخيرة.. فقد حلل فيها بخصوصية مشكلة المراة الليبية... ملامسا الواقع بشدة... قد اختلف معه في بوادر الحلول التي طرحها.. والتي تمنيت لو انه اكمل دراسته فيها ** اكثر الجزئيات التي نالت اعجابي بالكتاب... المساواة / قد نراه مصطلح حقوقي جميل.. ولكنه الطبيعه تفرض الاختلاف بين الرجل والمراة (اختلاف النوع -اختلاف الوظيفة) ..فكيف تكون المساواة المطلقة حلا ؟ المفاضلة / الاختلاف هنا لايعني المفاضلة... ولايعني ان دور احدهم اهم او افضل من الاخر.. ف تلك نظرة سطحية و بدائية للامور .. لكلا دوره.. الذي يكمل دور الاخر التعليم / استيراد نظام التعليم الاوروبي بشكل مشوه... مع اهمال خضوصية الوضع باليبيا.. تاريخيا.. واجتماعيا .. مما سبب فعلا ... صراع بين جيلين او ربما بشكل اصح ثقافتين.... وظيفة المراة / للمراة دور مهم بارز لايمكن اهماله.. كآم و مربية... يتم اهمال ذلك اثناء تعليمها ... و ف اوروبا وكذلك بعض الدول العربية الان.. اصبح هذا الدور يوكل للآلات و دور الحضانة! تبيعية المراة لرجل / حلل النيهوم ذلك تاريخيا بآنه مرتبط بشآن الاقتصادي.. وبآنه الانسان قديما كان يعتمد ع الصيد ف قوته و رزقه و بينما المراة لاتقوي ع ذلك.. فكان سببا ... (شخصيا لم اقتنع بهذا السرد .. ولكن ربط الشآن الاقتصادي هنا لفت انتباهي) ه
"وبصورة عامة فإن الإنسان ظلّ مستعداً دائماً لأن يتخلى عن عاداته القبيحة إذا - فهم - حقيقة قبحها، أما كيف يفهم ذلك فليس ثمة طريق آخر سوى أن - تعلمه - أو - تقتله - وتذري رماده في الريح".
يقدم "النيهوم" من خلال دراسته هذة مدخلاً إلى فهم العلاقة المتأصلة بين الدين ووضع المرأة في المجتمعات الغربية والشرقية، محاولاً فك عقد النصوص الدينية التي طالها التحريف في العهد القديم والجديد من اليهودية والمسيحية، وكيف أن "العقلية الذكورية" حرفت مجمل النصوص التي جاءت لتدين وضع المرأة في المجتمع وتضعها تحت سلطة الرجل، وكيف أن فعل الولادة والحمل تم تبريره على أنه عاقبة للمرأة لأغواءها للرجل من خلال حكاية حواء وآدم والتفاحة، وكذلك كيف بررت اليهودية وجوب زواج المرأة من إبن عمها لحفظ الثروة والوضع الإقتصادي للعائلة داخل سلالتها وهي المسألة التي تم توارثها حتى وقتنا الحاضر من خلال بعض المجتمعات التي ما زالت ترغم المرأة على الزواج بإبن عمها لنفس التبريرات التي قدمتها اليهودية للعالم في العهد القديم بدعوى حفظ النسل والإرث، وكيف تم تفسير مسألة الحيض والغسل في اليهودية والمسيحية، ومسائل الميراث والقسمة بين الذكر والأنثى، وكذلك علاقة الرجل بالمرأة من خلال مسألة الزواج والطلاق، كذلك أشار إلى نقطة مهمة من خلال مساهمة الحروب في إخضاع الرجل للمرأة، إلى جانب مسائل أخرى عديدة ومتفرقة، وفي خضم القراءة في تناول تلك المسائل في اليهودية والمسيحية كان ينتقل "النيهوم" بين فقرة وأخرى للإشارة للنصوص التصحيحيه التي وردت في كل شأن من خلال القرآن، وهي نقطة مهمة تجعلك تعيد مسألة فهمك للدين وتصوراتك الخاصة حيال النصوص السماوية ومدى عدلها وسلامة صحتها.
ومن جانب آخر يحاول أن يبين "النيهوم" وجهه نظره الخاصة لمسألة إستعادة المرأة لحقوقها من سيطرة الرجل والمطالبة بها في الجيل الجديد في أوروبا والدول الشرقية التي تبنت هذا النهج، بأن المرأة أساءت فهم معنى الحرية بالمساواة المطلقة، وأرادت أن تمشي بجانب الرجل في كل شيء، الأمر الذي أفضى إلى خلل في موضع الرجل والمرأة داخل نطاق الأسرة ومن ثم المجتمع كافة، وكيف أن أصل رغبة المرأة في التحرر من الرجل كانت ستحقق من خلال إيقاف الإضطهاد القائم عليها من خلال الرجل والذي يعود للفهم الخاطئ للنصوص الدينية المحرفة و"الفهم الذكوري" الذي تم توريثه للأجيال جيلاً بعد جيل لتعزيز مكانة الذكر وإضطهاد أحقية المرأة في العيش بكامل حقوقها ودون تدخل أي أطراف خارجية في قراراتها الشخصية والتي هي جزء من كيانها وإرتباطها بالرجل والعالم من بعد ذلك.
كذلك يحاول "النيهوم" توضيح الفجوة التي سببها التعليم بين الجيل الجديد والجيل السابق، وبين البيت والمدرسة، فالمرأة تتلقى دروساً تفضي إلى تنوير فهمها لعلاقتها بالرجل ولحريتها في تكوين رأيها في الزواج والعائلة وإدارة شؤونها الخاصة، ثم تعود إلى البيت الذي يأمر فيه الأب "الآمي" بصفته صاحبه السلطة المطلقة فيه، ووالدتها "الآمية" التي تقع تحت سلطته والمأمورة بوجوب طاعته في كل صغيرة وكبيرة، لنجد حجم التناقض بين ما تتلقاه المرأة في مدرستها وبين ما يتم تلقينها به في المنزل من خلال أسرتها ومجتمعها من حولها، ويبرر ذلك بأن التعليم تجاهل جيل الأباء وقفز مباشرة لجيل الأبناء وترك حل تلك الفجوة يقع على قدر الموت الذي سيخلص جيل الأبناء من آبائهم حتى يحل التوازن الكامل في بنية المجتمع، ورغم أن "النيهوم" في دراسته جعل "ليبيا" مثالاً على ما ناقشه فيها بحكم أنه مخلوق في تلك البيئة، إلا أن مجمل حديثه ينعكس على معظم المجتمعات العربية مع إستثناءات يسيرة، وإنتهى بعد كل ذلك النقاش إلى إيجاز فصل فيه دوافع هذة الدراسة وخلاصتها. كانت قراءة مثمرة وتنويرية من جوانب عدة.
هي دراسة مقارنة لموقف المرأة في الديانات السماوية الثلاثة.بني الصادق النيهوم أساس هذه الدراسة على ركيزةأولى وهي موقف التوراة والقرآن من المرأة في الخطيئة الأولى، ومن ثم الانتقال إلى باقي القضايا التي تخص المرأة من زواج وطلاق وميراث ، وذلك لأن هذه الأمورتأتي بمرتبة تاليةموقف الديانات من المرأة لي الخطيئة الاولى كما يرى النيهوم ، حيث نظرت التوراة لحواء على أنها مبعث الخطيئة الأولى وسببها وبناء على هذا فقد تم ا دانتها من الرب بطرق شتى ، منها أنها تظل تابعة الرجل طوال حياتها أبوها أو زوحها أو ولي أمرها،ومنها أيضا مسألة الولادة فقد نظرت التوراة للولادة على أنها عقاب حواء على خطيئتها الاولى ، وما يتبع ذلك من كونها نجسة وفترة نفاسها وحيضها تستدعي عزلها وعدم دخولها بيت الرب بالإضافة إلى زيادة فترة اغتسالها من النفاس ان كان المولود أنثى .
على الجانب الآخر يعرض النيهوم نظرة القرآن لل��طيئة الأولى فيأتي بالآيات التي تدين آدم بالأساس عليها ، ! وبعدها الآيات التي تخاطب كلا آدم وحواء بعد ارتكاب الخطيئة ، كلا من هذه الشجرة،اهبطا منها ،،، الخ. نقطة فاصلة أخرى تفرق بين الكتابين السماويين في نظرتهما للمرأة في هذه الجدلية وهى اعتبار الحيض والنفاس في القرآن أذى وليس نجس،فالأذى يصيب الجسد فقط،اما النجاسة فتصيب الجسد والروح معا ،
ومن هنا كانت معاملة العهد القديم لموضوع اغتسال المرأة من منطلق أنها كائن يستوجب عليه التطهر المضاعف وفقا لطبيعته،اما القرآن فقد تعامل مع اغتسال المرأة وفقا لطبيعة جسد المرأة ، كما أنه نظر للولادة على أنها عملية توجب على أفراد الأسرة طاعة الأم
يرى الكاتب أن كل ذلك تم بسبب تحريف نصوص التوراة من قبل الكهنة وفق العادات التي كانت سائدةقبل التوراة والانجيل أصلا
ما أثار استغرابي أن النيهوم عندما تحدث عن الظلم الذي تعرضت له المرأة المسلمة لم يرجعه لتحريف النصوص سواء القرآن أو الأحاديث النبوية ، انما أرجعه لسوء فهم الفقهاء _فقط سوء الفهم !_ وتفسيرهم للنصوص المقدسة وفقا لعادات جاهلية وبربرية كل حسب بلده الذي جاء منه .
الجزء الثاني من الدراسة القصيرة كان الأكثر ترتيبا وإحكاما حيث تحدث عن واقع وتاريخ المرأة الليبية من ناحية ومقارنته ببعض التجارب الأوروبية من ناحية أخرى في بعض المجالات كالتعليم والطلاق والزواج .
تحدث بالبداية عن المرأة في الديانات وكيف استغل الانسان الدين لاضعاف المرأة وهنا ميز الكاتب ان الظلم من عمل الانسان وحده والدين لا يمكن ان يتسبب في ايذاء الانسان تحدث عن ظروف الحياة نفسها والمجتمع ومن اين جاءت العادات والتقاليد وعن النمو الاجتماعي وعن دور الاقتصاد
تطرق لموضوع المساواة وهو اكثر ما اعجبني في الكتاب فالمساواة لا تتحقق الا اذا تشابهت الاهداف تشابه تام والحياة لا تحتمل هذا فكل نوع يؤدي مهمة تختلف عن الآخر ويستمد بقائه الطبيعي من هذه المهمة فالمساواة جزء من الانهيار الشامل بل خطأ من اخطاء الفلسفة
نظرة المرأة الخاطئة لمفهوم المساواة وبذلك اخذ المرأة الاوروبية وحالها كمثال فهل اضطهدت المراة من خلال تبعيتها للرجل ام من خلال اساءة فهم الرجل لهذه التبعية؟
مع العلم ان التبعية شيء لا تعرفه الحياة بل خلقه الانسان فالانواع لا تتبع بعضها بل تكمل بعضها وان حدث الاضطهاد فهو لسوء الفهم,, الحياة تقوم على اساس تأدية الانواع لوظائفها وفساد العالم يبدأ عندما تختل وظائف الانواع
تحدث عن المجتمع الليبي والمرأة وان اغلب العادات ماخوذة من قرطاجنة ومن شريعة حمورابي ومن الفاطميين والحضارات السابقة ركز الكاتب بشكل مطول على التعليم والمؤسسة المدرسية والمناهج ودورها الذي لعبته في المساواة وعن مناهجها التي لا تخدم المرأه وكيف ان هذه المناهج تغرس ان يتعلم الطالب ثم يعمل ففقد التعليم ماهيته واهميته وكيف ان المدارس جاءت بدون مقدمات بالمجتمع الليبي مما سبب صراع وتفكك في الاسرة الواحدة في اتخاذ القرار والحرية الفردية
اختم باقتباس هنا (لا نملك شيئاً نلتقي عنده فكل واحد منا يمشي في اتجاه انفه) وكل خطوة في الاتجاه الخطأ ندفع ثمنها مرتين
أن تحاكم ثقافة ناشئة بمرجعية ثقافة بائدة خطأ أن تحاكم ثقافة بناءا على ثقافة أخرى تراها حقا مسبقا خطأ حنى لو قشرت ثقافتك و جردتها و اخذت منها اللب.. فلا يزال ان تجعلها مرجعا خطأ كما فعل الأوروبيون الأوائل لما بدأوا يدرسون الشعوب الأخرى. فحاكموهم إلى ما اعتبروه هم أنفسهم أنه الحق و الفضيلة و الصواب الكاتب تقبل نظام الأسرة الأبوي الحالي كحقيقة كونية ملزمة و بالتمرد عليها هي تمرد على الحياة ذاتها تخيل الكاتب شكلا للمرأة في مخيلته و رسم أطروحته بناءا عليه كما انه اصلا حدد مسبقا كيف يجب ان تكون الجنسانية بين الجنسيين.. ويعتبر ان المرأة أخطأت ( و ربما هي فعلا كذلك) في نضالها لإنها اخطأت الصورة التي يرسمها الذكر لها كما أن اهمية استمرار النوع هو من مهام الآلهة ليس البشر.. فإذا أردت إخضاع أحدهم بحجة استمرار النوع فما عليك الا أن تكون إلها كما أن الكاتب اغفل فكرة السلطة و دافع عنها من حيث لا يدري كما أنه أقر بأفكار و اعتبرها حقائق و هي لن تصمد أمام البحث العلمي و الأنثروبولوجي محاولة جيدة في وقتها.. لكن جزء كبير منها مبني على الخيال و التأمل الذاتي و ثقافة النشأة تعمل جيدا من خلال الكاتب