العلاقة بين الرجل والمرأة في مجتمع المدنية/ يثرب إبان حياة محمد وزمن خلفائه الأربعة من أهم معالم هذا المجتمع الذي بمعرفة أبنائه تحققت الثورة التي فجرها محمد في القرن السابع الميلادى في منطقة الحجاز والتي تعد من أخطر الثورات التي شهدتها الإنسانية منذ العصور الوسطى. وهو المجتمع الذى موضع تجربة تلك الثورة المظفرة وشيأها والذي يعتبره البعض النموذج الأمثل والوحيد الذي شهده التاريخ منذ بدايته حتي يرث الله الأرض وينادي بأن تحذو المجتمعات كلها حذوه وتسير علي منواله وتقتفي خطواته... إلخ ونحن لا نصادر حق أي واحد في أن يعتقد مايشاء و أن يطالب- بالحسني- بما يريد إنما ندعو ونلح أن تجيء معرفته بما تجيء معرفته بما يروجه صحيحة وقائمة علي أسس مضوعية خالية من شوائب االهوى والتحيز. وهذا الكتاب يضىء جانباً مهماًفي ذاك المجتمع: العلاقة بين الرجل والمرأة- التي هي بلا مراء فاتحة معايير تقييم أي مجتمع ورأس حيثيات الحكم عليه, أسسناه علي أوثق المصادر التي تلقتها الأمة بالقبول بل التجلة والتقدير الذي يبلغ في حق بعضها رتبة التقديس- (مثل كتب الصحاح الستة), فكل خبر أو واقعة وردت بين ثناياه اتبعناها بمصدرها بمنتهي الدقة ليكي تقطع السبيل علي أي خصومة باطلة, بيد أنه إذا دهش القارىء أو صدم مما تحفل به صفحاته من نوازل و أحداث لم يتعود علي مطالعتها في كتابات التبجيل والتعظيم والتفخيم التي ولفها الكثيرون ومن بينهم أصحاب أسماء لوامع لها رنين صاخب ودوي زاعق فالتبعة تقع عليهم وحدهم, إما نحن فقد التزمنا المنهج العلمي الصارم الذي نحي عنه جانباً عوارض العاطفة والتعصب.
كاتب مصري ليبرالي. ألف كتب كثيرة حول تاريخ الإسلام وخاصة الفترات الأولى منه.. ولد خليل عبد الكريم وتوفي في محافظة أسوان في جنوب مصر، ودرس القانون في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) وتخرج منها سنة 1951.عمل عبد الكريم محامياً وقضي أغلب حياته في القاهرة في حي بولاق الدكرور. كان خليل محامياً مشهوداً له بالكفاءة، كان قد قام بالدفاع عن زميله نصر حامد أبو زيد عندما أتهم بالكفر واضطر أن يدافع عن كتبه و أفكاره أمام المحكمة.
بداية كنت أتوقع من هذا الكتاب محتوى دسم مثل الذي وجدته في كتاب "قريش من القبيلة إلى الدولة" لنفس الكاتب، والذي ألقى لي بصورة شاملة الضوء على جوانب متعددة من الحياة في الجزيرة العربية قبيل الإسلام.
محتوى الكتاب هو أشبه بمقالة مطولة عن جانب واحدة وهو "الجنس" في مدينة واحدة "يثرب" في فترة زمنية محدودة وهى عشر سنوات بعد هجرة سيدنا محمد إلى المدينة. شكّل الكاتب صورة مجتمع يثرب على انه مجتمع منفلت و"مسعور" جنسيا. وذلك بناءا على روايات-صحيحة حسب رواية الكاتب-وردت في كتب التراث المختلفة. ولكن تم التعتيم عليها لأنها تنقل وجها أخر لبعض الصحابة قد لا يروق لمن يعرفه.
والمشكلة معي لم تكن في محتوى الكتاب المثير للجدل، ولكن في المحتوى "المبتور" للكتاب. كنا نريد أن نعرف خلفية قوية عن تلك المجتمع بعيدا عن حكايات الفراش. بعيداً عن الجنس، كيف كان وضع المرأة في هذا المجتمع قبل وبعد الإسلام، كنت أريد أن اعرف مدى تأثير تلك الانفلات الاخلاقي عليه. ما هى الأسباب؟ وما الفرق بين تلك المجتمع وبين المجتمعات البدوية الأخرى مثل قريش. ما هو وضع ابناء تلك العلاقات الغير شرعية في المجتمع؟ ما هى المشاكل التي ترتبت على ذلك؟ هل حاول هذا المجتمع-قبل الإسلام- وضع حد لهذا الانفلات، أم كان مجتمعا متصالحاً مع ما يحدث به؟ والأهم من كل ذلك، كيف تقبل مجتمع بهذا الشكل تعاليم الإسلام التي هى بكل تأكيد تعاليم مقيدة لاسلوب حياتهم الذي اعتادوا عليه؟
بكل تأكيد هو كتاب صادم لكل العامة من أمثالي الذين تشكل وعيهم منذ الطفولة على تقديس مجموعة من البشر تخطئ وتصيب، وتصدير صورة ملائكية عنهم هى أبعد ما تكون عن الحقيقة.
اتفق تماما مع ما ورد في نهاية الكتاب. اتفق بأن "إخفاء" الجانب الأخر الغير طيب في سلوك الصحابة كان توجه خاطىء وساذج. فالصحابة في النهاية بشر يخطئ ويصيب، واظهارهم بصورة بشرية كاملة لم يكن ليقلل من قدرهم. ولكن كما قلت لم يكن المحتوى وافٍ بشكل يمكن أن يُعول على مصداقيته.
عنوان الكتاب؛ يشد القارئ؛ لكن لي عليه بعض الملاحظات: أولها: الحشو، والتكرار؛ في ثنايا الكتاب، وكان بالإمكان جعل ما يُريد الكاتب طرحه؛ من خلال مقالة؛ مكونة من صفحتين؛ مُدعمة بالأمثلة. ثانيها: الكاتب؛ لم يأت بجديد؛ فما قدمه في كتابه؛ موجود في ثنايا كتب التراث، وهو قام فقط؛ بتجميع تلك الحوادث؛ من خلال صحيفة الحوادث؛ الموزعة في تلك الكتب. ثالثها: قام الكاتب؛ بالحكم على مجتمع كامل؛ بأن العلاقة الجنسية؛ هي المسيرة له، وأنه لا يهم ذلك المجتمع؛ كيف يرويها، ولعمري؛ فهذا شيء طبيعي؛ كون الطبيعة الجنسية؛ شيء فطري، ولو تتبعنا؛ مثلاً صحف الحوادث، والإشاعات، والمشافهات؛ عن دولة؛ مثلاً؛ في حاضرنا؛ وخلال شهر فقط؛ لوجودنا مجلداً كاملاً؛ ضخماً؛ من تلك الجرائم، والحوادث؛ التي تحصل؛ كاغتصاب الأطفال، وخطفهم، وبيعهم، والمتاجرة باعضائهم؛ إلى اغتضاب النساء، والدعارة، واللواط، والزنا الفردي، والجماعي، وتعاطي المخدرات، وأخواته، وشرب الخمور، وأخواتها؛ إلى القتل.... فهل يستقيم في آخر هذا الكتاب؛ الحكم على هذه الدولة؛ بأنها ......؛ من خلال استقراء دام لمدة شهر؛ على جرائم حصلت؟ رابعها: هناك تحليل؛ قام به الكاتب؛ لبعض النصوص؛ كان في بعض تحليلاته؛ شيء من الشطح، والمبالغة. خامسها: حَكَمَ؛ في بعض الأحيان؛ في إطار تسليطه على بعض القضايا؛ بأنها جرائم، أو جُنح، أو مخالفات؛ كوطء المستحاضة؛ فالحكم الشرعي؛ في وطء الزوجة المستحاضة؛ هو الجواز؛ فليس هناك مانعٌ من ذلك؛ فناك فرقٌ بين الحيض، وبين الإستحاضة. في الحقيقة.. أقول إن الكاتب قد جانب الصواب؛ في طرحه لهذا الموضوع؛ بهذا الشكل، إلا أن أهم ما خرج به الكانب؛ في نظري؛ أمرين: أولهما: قوله إن المدنيين لم يكونوا يستخدمون الملابس الداخلية (غالبهم)، والآخر: أنه يرى أن تنبيه الرسول للقادمين من سفرهم ليللاً، بعدم الدخول على أزواجهم، في ذلك الوقت، يرجع إلى تخوف الرسول من أن يدخل الزوج على زوجته؛ وهي في حضن أحدهم؛ فكان ذلك تجنبًا للمشاكل.
::انطباع شخصي جدًا جدًا جدًا وكفى:: —------------------------------------ “الله يعطينا الجوز؛ لكنه لا يقشره لنا." - كافكا
1_ أتذكر عبارة قرأتها عند نصر أبو زيد تقول: "لا ثمة قراءة بريئة." - أي أن أي نص له تأويلات بعدد من يقرأونه، والنفاذ للمعنى الأصلي الكامل لصاحب النص هو ضرب من الاستحالة، لأن في اللحظة التي ينتقل فيها النص من الكاتب للقارئ، ينفصل النص عن كونه منتميًا بالكلية لكاتبه، ويصبح النص في حوزة القارئ، يسقط عليه رؤيته وتفسيراته وفهمه دون إغفال الجانب التاريخي الذي ينتمي له النص من ناحية والقارئ من ناحية أخرى. هذا لا يعني أننا لا نستطيع التصالح فيما بيننا على معنى عام للنص، أو أن النص غامض بالكلية على جميع القراء؛ بل إن النص تزداد هيمنته وسلطته كلما زادت إمكانيات تأويله، وهذه من ضمن أكبر إشكاليات النصوص المقدسة. حل المعتزلة هذه الإشكالية بمفهوم (العدل والتوحيد) وأن الله لا يمكن أن يكون كلامه ليس عدلاً أو تنزيهًا لذاته. تصبح مهمة القارئ إذن هي التعويل على حسن نية صاحب الخطاب لفهم المقاصد الخفية منه، فالاعتماد الفيلولوجي البحت ضياع في عرض بحر التأويلات.
2_ أعطى ألبير كامو ملاحظة في كتابه أسطورة سيزيف عن أعمال كافكا: "فن كافكا كله يتمثل في إجبار القارئ على إعادة قراءته." كما قال فلاديمير نابوكوف: "القارئ الجيد، القارئ العظيم، القارئ النشط والمبدع هو القارئ الذي يعيد القراءة." كنتُ أهرب من هذا الكتاب لعلمي أنه إعادة قراءة، لكنها ليست إعادة قراءة معتادة؛ بل هي خارج المألوف، على الرغم من ارتكاز الكاتب في أطروحاته على أخبار موثقة توثيقًا شديدًا من أمهات الكتب السنية، وابتعاده عن المصادر غير الأرثوذوكسية (مثلاً، ابتعاده عن نقل قصة على لسان الجاحظ المعتزلي رغم أن قصته كانت الأكثر معقولية بخصوص عدد النساء التي حصنهن المغيرة بن شعبة). لهذا، كنتُ أريد أن أتحصّن قبل الدخول لكتاب مثل هذا، بالقراءة الطبيعية ثم القفز مع الكاتب لقراءة خارجة عن المألوف.
3_ لا جدال أن الدين والتاريخ بينهما عروة وثقى. وأن المقدس ليس مقدسًا في ذاته بل هو ما قدسه البشر. وأن اللغة هي منتوج بشري خاضع للتطور. باستخدام المعطيات الثلاث تلك يمكننا إعادة قراءة أي حادثة تاريخية، دون الإفراط في أخذ موقف نيهيليستي منها. أي أن التاريخ المروي يشوبه الكثير من عدم الدقة، لكن العقل دوره هو الميزان السيكولوجي والمنطقي للحوادث (كما فعل العقاد في عبقرياته)؛ مما يفصح عن المعنى الكامن وراء المرويات، دون الوقوف كثيرًا عند دقة الأرقام والأوصاف. فلو وجدنا حادثة تروي عن صحابيّ حصّن أكثر من 99 امرأة، لا داع للوقوف عند الرقم المذكور بالحرفية والمجادلة في إمكانية تحقق الأمر، ولنفهم من الأمر أن الرجل كان مزواجًا في الحلال. وهكذا يمكن تعميم تلك الطريقة الاستشفافية للمرويات التاريخية مع ترك مساحة للشك في كل شيء؛ لكنه ليس شكًا عدميًا رافضًا للتاريخ بالكلية ومتهمًا إياه بالتزوير المطلق والتحيّز المسبق وفقًا لأهواء الحكّام؛ بل شك يجعلنا لا نقف على حرفية كل كلمة ويعطي مساحة للتأويل العقلاني والأخذ والرد: فالذاكرة البشرية مهما بلغت من قوة حافظتها، فهي خادعة وتهوّل كثيرًا وتحقر من كثير، علاوة على تحولات الدفة الحاكمة وأهواء أصحاب المصالح وصعوبات التسجيل والتدوين وضياع الوثائق.
4_ الكاتب كان حريصًا للغاية في قراءاته (ربما لخوفه على نفسه؟)، لكن هذا لم يخفِ ألبتة نيته المسبقة في قراءة المرويات. أراد الكاتب في مائة صفحة أن يثبت حقيقة بسيطة: أن المجتمع اليثربي إبان العهد المحمدي والخليفي كان مجتمعًا متسمًا بالسُعار الجنسي والرغبة المحمومة التي تدفع الرجل للمرأة والمرأة للرجل. وأن الدين الحنيف الذي أتى به النبي لم يحل بالكلية دون انفلات تلك الرغبات المستعرة في نفوسهم وذلك بسبب طبيعة المجتمع والبيئة الصحراوية القاحلة والمناخ الحار على عكس المجتمعات الباردة. علاوة على تأكيده أن النصوص المقدسة لا تغير المجتمعات بل الظروف المادية هي التي تدفع عجلة المجتمع. بالإضافة على همزه ولمزه من بين السطور أن محمدًا كان يحل المآزق لأصحابه بالآيات القرآنية، مثلاً في مرتين مع الخليفة عمر بن الخطاب: آية نساؤكم حرث لكم؛ وفي آية: أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم.
5_ كنتيجة عامة، لم أتوصل لنتيجة! لكنني وسّعت مداركي الخاصة في قراءة المرويات بطريقة أبعد ما تكون عن التيار الأرثوذوكسي المتجمد. إنه مران عقلي، يجعلك ترى شيئًا لم تكن تراه، بغض النظر عن تصديقك به أو عدم تصديقك. الكتاب ذكر الكثير من الحوادث المشهورة مع الصحابة والنبي، وبالنسبة لي كنتُ أعرف معظمها فلم تكن غريبة عليّ، لكنه استطاع أن يضيف عليها "إعادة قراءته" ويستنطقها بما لم يستنطق به آخرون. (مثلاً: في تأويله لتعبير بن الخطاب: ما يريده الرجل من أهله. أن وظيفة المرأة كانت فقط للمباضعة وليس للتآنس بالكلام. غير أن التأويل الأشهر أنه تعبير يعبر عن حياء وتستر وشرف وعزة نفس عن التصريح.) وهكذا يمكننا من مروية واحدة أن نقرأها عدة قراءات ونصبغ عليها من مفهوماتنا المعاصرة ما نريد. لهذا، أعيب على الكاتب أنه على الرغم من تسليمه بتاريخية المرويات، أي خضوعها لظروف اجتماعية وثقافية، إلا أنه أعاد قراءتها بتفسيرات معاصرة، مما أنتج تفسيرًا نهائيًا مفتعلاً من الكاتب (مثلاً قوله أن الاستحداد للمغيبة لا يأخذ غير ساعة واحدة فلماذا نهى النبي عن إتيان الرجل لأهله في الليل وإمهال أهل بيته حتى يتجهزن؟ فمن أين عرف أن ذلك يستهلك ساعة واحدة؟! فهذا قياس معاصر لظروف غير معاصرة مما أنتج تفسيرًا به مغالطة.)
6_ المغالطة الأخرى للكاتب هي عدم وضع الش��وص في ميزان سيكولوجي متسق مع ذاته. فهو يقرأ حادثة كشف عمر لفخذ ابنة علي وارتعابها منه ثم هروعها لأبيها فيهدأها قائلاً أنها زوجته رغم عدم وجود ميثاق كتابي بذلك، فهو يقرأ تلك الحادثة على أنها جواز كشف فخذ المخطوبة لمعاينة البضاعة قبل الزواج!!! المغالطة هي في أن كيف شخص يقترف هذا الفعل المنفر لأي قارئ سليم العقل، ثم هو يقضي بنفي شاب وسيم كانت تتوله به نساء يثرب خوفًا على فتنته؟ وكيف هو نفس الشخص الذي يرسل لزوج مغيبة ويقضي بألا يغيب الرجل عن زوجته أكثر من ثلاثة أشهر بعد سؤاله للنسوة على فترة احتمال الزوجة فراق زوجها؟ وهو الذي يسهّل في المهور كي يتزوج الشباب؟ وهو الذي يعلم مواطن الفساد في المجتمع ويكافحها. فكيف يكافح كل هذه المواطن ويقترف فعلاً كهذا؟ أين الاتساق السيكولوجي للشخصية أصلاً؟!
7_ نكأني الكتاب في جرحي القديم الذي لا يندمل، غضبي الفائر تجاه حقيقة أن لنا أجساد ذات سلطة وسيطرة علينا. جل كفاحي في حياتي كان في تحقيق تواصلات ميتابيولوجية، لكنني أدركت أنه لا مفر من حقيقة صاعقة ومسيطرة علينا بهذا القدر. حتى السياق الميتافيزيقي لا يحررنا من الجسد، بل يفتح له قناة محددة بالتشريع ولا يمكن إلغاءه. آهٍ يا رب لمَ لم تخلقنا على هيئة طاقة محضة؟! ***
لا شك أن الخوض في تفاصيل الموروث الديني امر حساس جدا لدى فئة كبيرة من المتدينين، وربما افضل من تصدى لهكذا مواضيع و رفع القداسة و ناقش الحجة بالحجة في موروثنا الديني هو الشيخ (خليل عبد الكريم)... ومن بين الكتب العديدة لخليل عبد الكريم نجد له كتابا مهماً يحمل عنوان (مجتمع يثرب) والذي يتحدث عن مجتمع بدائي لا ينظر للمرأة الا موضع الشهوة وهي ليست معنية بوجودها بالحياة الا من اجل الجنس سواء بالطرق الشرعية او المحرمة على حد سواء.. فالمجتمع الاسلامي في المدينة المنورة كان مجتمعا ذكوريا بالدرجة الأولى، والأعراف المتوارثة من حقبة ما قبل الاسلام لم تندثر بل أن الرسول (ص) لم يستطع تغيير مجتمع يثرب في نظرته للمرأة من خلال الآيات و الأحاديث الا بمقدار ضيق جدا، بل يذكر خليل عبد الكريم ما هو اكثر من هذا أن نظرة المرأة لم تختلف عن نظرة الرجل لها في مجتمع يثرب بل هناك توافق مجتمعي بين الطرفين على ممارسة الجنس في الخفاء.. وذكر خليل عبد الكريم الكثير من الروايات على وقوع بعض الصحابة و الصحابيات في المحرم ونزول بعض الآيات القرآنية بسبب تلك المواقف التي وقعوا بها .. وذكر المصادر التي ادرجها بالكتاب بأنها من الصحاح و كتب الاخبار والتاريخ المعتبرة لدى المهتمين بهذا الشأن، و تحدى كذلك أن يكذبها رجال الدين لانها من ضمن المراجع التي تقدم للطلبة في الجامعات و المعاهد المعاصرة، ويعتقد خليل عبد الكريم بما معناه أن تلميع الموروث الديني وتقديسه وعدم دراسته الدراسة الحقيقية لتنقيحه وتقديمه بشخصياته الإنسانية وليست الملائكية هو اغلاق للعقل وسبب من اسباب تدهور الأمة الإسلامية،
مممممم ... احببت قراءة الكتب المثيرة للجدل للكتاب الذين لم بسلمو من الاتهام بالكفر والالحاد امثال خليل عبد الكريم و فرج فودة و نصر حامد ابو زيد رغم إيرادهم لكثير من الاشياء التى لا اتفق معها فى مؤلفاتهم ولكن اسلوب تفكيرهم يروق لى كثيراً
كتاب مجتمع يثرب يقرأ الأحداث والوقائع التى عاهدت الصحابة من زاوية أخرى .. اعتمد الكاتب فيه على بعض الاحداث التى لا اعرف مدى صحتهاو إن كنت أقرب إلى عدم تصديقها. خليل عبد الكريم اراد ان يقدم فكرة معينة وهى رفع القداسة عن الصحابة و اقناع القراء بان الصحابة بشر قد يكونو اخطأوت و من حقنا ان ننتقد ما اقترفوه من خطأ
فاذا كان ذلك هوا النهج الحرى بنا اتباعه مع الصحابة رضوان الله عليهم فما بالكم ببعض ممن رفعهم الناس اليوم لقدسية تشفع عنهم اخطائهم و تمنع اى شخص من إنتقادهم !
الكتاب نقض التصورات الخرافية عن هذا المجتمع - مجتمع يثرب- بأنه مجتمع مثالي و على قدر عالي من الأخلاق و الامتثال لكل ما جاء به الدين، و أثبت لي تمامًا كما قلت سابقًا أن الإسلام دين عبقري.
في الحقيقة، تناول خليل عبدالكريم هنا المجتمع اليثربي بعهديه المحمدي و الخليفي، نزع عنهم القداسة و أثبت بأنهم بشر عاديون لربما قادتهم رغباتهم، هذا المجتمع كأي مجتمع انغمس بالاغتصابات، المفاخذة، مواقعة النساء و الخيانات الزوجية، لكن موقف النبي كان التسامح و التجاوز لأنه من الصعب تأصيل أحكام الدين الإسلامي في نفوسهم خلال فترة وجيزة، لابد أن يكون هناك ركام قديم، و حتمًا لم يتم محو الجاهلية تمامًا من نفوسهم.
الأنساق الاجتماعية المتمكنة في النفوس من أعسر العسير أن تزول في بضع سنين وبمجرد قراءة أو سماع نصوص أو مواعظ .. !
والمدة التي قضاها النبي في يثرب لا تزيد على عشرة أعوام، وهي مدة قصيرة للغاية لا تكفي لتغيير أعراق القاعدة الشعبية العريقة وعاداتها في يثرب. ولذلك لم يكن مفاجأة أن تحفل دواوين السنة وكتب التاريخ والسير بكم هائل من أخبار عن علاقات غير مشروعة مثل: الاغتصاب والزنا والدخول على المغيبات، وتجاوز الأوامر والنواهي الصريحة مثل الجماع في نهار رمضان، وفي الإحرام في الحج، وأثناء حيض الزوجة او استحاضتها.
ولكن الذي يلفت النظر بشدة هو موقف محمد الذي اتسم بغاية الرفق والتسامح والعفو والتجاوز لأنه أدرك بثاقب بصيرته النفاذة أن أفراد ذلك المجتمع من المستحيل أن يتغير سلوكهم سريعاً
يذكر شواهد موثقة لكن الاستدلال خاطئ لدرجة انه احيانا يذكر رواية او شاهدا ليكون معه وهو ضده مثلا: يذكر حادثة لرجل بكر وامرأة متزوجة قاما بالزنا فيأتي الرجل ويعترف للرسول فيقول الرسول اجلدوه ويبعث شخص الى المرأة يسألها ويقول له :اذا اعترفت فارجمها فيذهب فيسالها فتعترف فيقيم عليها الحد. ثم يخرج كاتبنا الجهبذ من هذه الرواية بأن تعاليم الاسلام والرسول محمد لم تؤثر كثيرا في نفوس اهل المدينة (يثرب) كما يحب الكاتب وانهم بقيوا على حالهم الاخلاقية طبعا مع اتهامهم بالانحطاط والدونية مقارنة بشعوب المنطقة المصريين مثلا حيث يراهم مجتمع امي ليس له ثقافة ولا هم له الا الجنس .على اي حال وبغض النظر عن العنصرية والعجرفة المقيتة لدى الكاتب نعود لنقيم استدلاله الاعوج : فكيف لشخصين حديثي عهد بالاسلام يقومان بالاعتراف من تلقاء انفسهم دون ان يضطرا او ان يدري بهم احد ومع ذلك يشعران بالندم ويعترفان بالمعصية ويتحملان المسؤولية عارفين بالعقاب ومع ذلك يقدمان ليتخلصا من الذنب وليتطهرا .ثم لا يرى كاتبنا بذلك كله تاثيرا للاسلام ولدعوة النبي في نفسيهما اي اثر؟! انما هو الحقد والبغض فكونه كره من عاصرهم من مسلمين وربما كانوا متطرفين جعله هذا يتخبط كالاعمى حقدا على كل الاسلام أوله وآخره
للجميع (يسقط القداسة عن الصحابة في الحظيظ !) في مجال تاريخ المجتمعات
93 صفحة .
دار مصر المحروسة
20 ريال سعره
خليل عبدالكريم هو : خليل عبد الكريم (1930 - 14 أبريل 2002) كان كاتباً مصرياً , يوصف بأنه كاتب إسلامي مستنير .. و قد ألف كتب كثيرة حول تاريخ الإسلام وخاصة الفترات الأولى منه. درس القانون في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) وتخرج منها سنة 1951. عمل عبد الكريم محامياً وقضي أغلب حياته في القاهرة في حي بولاق الدكرور. كان خليل محامياً مشهوداً له بالكفاءة، كان قد قام بالدفاع عن زميله نصر حامد أبو زيد عندما أتهم بالكفر , واضطر أن يدافع عن كتبه و أفكاره أمام المحكمة. خليل عبد الكريم كان أيضا ناشطًا وعضوًا في حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي اليساري لكن كانت خلفيته ليست شيوعية مثل أغلب أعضاء الحزب، على العكس من ذلك، كانت لخليل خلفية إسلامية وكان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين وسجن مرتين بسبب انتمائه لها. كان عبد الكريم يدعي أنه يمثل الروح الحقيقية للجماعة حينما يمزج بين الإسلام الليبرالي والعدالة الاجتماعية على العكس من القادة الحاليين الذين يصبون همهم على تطبيق الشريعة على حد تعبيره. كتب خليل عبد الكريم أكثر من 13 كتاباً ومما ألف
كثيرا ما يلقب بـ(الشيخ الأحمر)
((مجتمع يثرب)) كتلخيص للكتاب
يخبر في المقدمة عن حال الشعوب البدائية وأنها لها دوافعها البيولجية ويذكر أنها لا يمكن أن تتأثر ببساطة , من خلال نصوص فقط !
* يذكر حال الأنثى في المجتمعات البدائية الذكورية * يضم مجتمع المدينة إلى هذه المجتمعات البدئية ! * الصحابة حالهم كحال الجميع في زمانهم !
ثم يذكر في الفصل الاول حال مجتمع يثرب قبل الاسلام وحال انتشار الزنا بفحش زائد .. ويذكر بعدها مباشرة محاولات الرسول في حل هذه القضية وسبل علاجه لها عبر عقوبات وتهديدات رادعة
ومن خلالها ينتقل للفصل الثاني مجتمع الصحابة وفيه يذكر أن سنن الاجتماع ترفض أن تتغير الأنساق الاجتماعية في مجتمع معين وخاصة تلك التي استمرت مئات السنين .. في بضعة اعوام !! ويضرب على ذلك بالأمثال والمواقف المروية في الاحاديث المصححة والمحسنة !!!
ويكمل مروياته عبر الفصل الذي يليه المرأة في مجتمع يثرب فيذكر بعض حالات الاغتصاب وممارسة الجنس (الزنا) الغير غريبة , والمنكرة في التعاليم الاسلامية !
وبعدها يجمع بين الذكور والاناث في الفصل الرابع فيخبر ويتحدث عن الحالة النفسية والشبقية التي يعيشونها جميعا سواء في حياتهم الزوجية , أو خارجها ! وفي هذا الفصل يطيل الحديث وهو لب هذا البحث الصغير
لينتقل إلى الفصل الخامس الجنس في مجتمع يثرب ويذكر فيه بعض الوقائع الجنسية , وطرق تعامل الشريعة معها
ثم يذكر مشكلة المغيبات في فصله السادس وهن اللاتي غاب عنهن ازواجهن في الجهاد ونحوه !!
وبه يختم الكتاب !
الكتاب باختصار
يهدف الكتاب حسب ما ذكر المؤلف إلى ايصال القارئ لتصور الحال كي يفهم النصوص الواردة في حق المرأة !!
دراسة عقلانية واعية تسعى إلى الموضوعية حول طبيعةالعلاقة في المجتمع اليثربي بين الرجل والمرأة .. ومحاولة لرصد وتحليل الوقائع من كتب الحديث والسير المعتمدة والموثوقة عند السنة ..
كتاب يقرأ الأحداث والوقائع من زاوية أخرى .. يرفع الكاتب بذلك القداسة عن مجتمع الصحابة والصحابيات ..
قررت قرائتها بعد إشادة شخص ما به لكن خاب ظني عند الانتهاء من قرأتي له
بالرغم من أني أميل للتوجه الفكري في الأخذ بالقرآن والأخذ من صحيح السنة عند أي الطائفتين بما لا يتعارض مع المصدر التشريعي الأول وحريصة أو شديدة حول ذلك ولا أؤمن بالناسخ والمنسوخ
إلا أني وجدت هذا الكتاب انتقائي تعميمي بدرجة أولى يضع المجتمع العربي والصحابة في ذلك الزمان في رتبة الشياطين ويجردهم من الخصائص البشرية الطبيعية القبيح منها والحسنة ليكون غير مختلف عمن يرفع بهم إلى رتبة الملائكة من الفريق الآخر
يستند المؤلف على مواقف معدودة وأخبار محدودة فيقيس ليعمم سمة مجتمع كامل عليها! ولا يعمد في دراسته على البحث (قبل الحكم) بشمولية أوسع من جوانب مختلفة من التراث الأدبي والديني والتاريخي والإجتماعي من أعراف وتقاليد وغيرها الخ ويبدو واضح أنه لم يتعلم أدوات البحث التي يحتاجها في علم الجرح والتعديل أو يرجع على الأقل إلى من صححوا الروايات فيها... فكأنه كمن نظر لربع ما في الكوب فقط
دراسة عقلانية واعية تسعى إلى الموضوعية حول طبيعةالعلاقة في المجتمع اليثربي بين الرجل والمرأة .. ومحاولة لرصد وتحليل الوقائع من كتب الحديث والسير المعتمدة والموثوقة عند السنة ..
خليل عبدالكريم كاتب يساري .. مؤصل في كتاباته .. مزعج للكثير من الأحزاب والفئات .. حتى قيل أن الليبرالية في السعودية أو ماتسمى بذلك ليست على مودة معه !
ناهيك عن السلفية ..
كتاب يقرأ الأحداث والوقائع من زاوية أخرى .. يرفع الكاتب بذلك القداسة عن مجتمع الصحابة والصحابيات ..
"محاولة عقلانية و واقعية من الكاتب خليل عبدالكريم لقراءة التاريخ بصورة حيادية تخلو من تقديس الاشخاص والكذب لتلميعهم لأسباب دينية او سياسية - يهتم عبدالكريم بالمصادر المستخدمة في هذا الكتاب فيستخدم كتب الاحاديث المشهورة و يحرص على استخدام اسلوب البحث العلمي في عرض المصادر بشكل واضح"
اراد خليل عبد الكريم من خلال كتابه الصغير هذا ان يخفض من حجم القداسة التي تغلف عقلية المسلم المعاصر حين ينظر الى رجال عصر الاسلام الاول . و هذا اهم ما في الكتاب .. و في رأيي ان الموضوع لم يكن يستحق ان يصدر فيه كتابا كاملا ، فمقال واحد قد يفي بالغرض .
هذا الكتاب يُضيء جانبًا مهمًا من مجتمع يثرب إبان حياة الرسول محمد (ص)، وزمان خلفائه الأربعة. والذي فجّر ثورة في منطقة الحجاز تعد من أخطر الثورات التي شهدتها الإنسانية منذ العصور الوسطى، ويحاول الكاتب "خليل عبد الكريم"، أن يكشف لنا جانبًا مهمًا من العلاقة بين الرجل والمرأة في ذلك المجتمع، والتي تعتبر المقياس الأساسي عند تقييم أي مجتمع. في هذا الكتاب ما يُدهش القارئ وربما يصدمه بما تحفل به صفحاته من نوازل وأحداث لم يتعود على مطالعتها في كتب التبجيل والتعظيم التي ولّفها الكثيرون ومن بينهم أسماء لامعة لها رنين صاخب ودوي زاعق وهي معروضة بالأسلوب العلمي الصارم، الذي نحى عنه جانبًا عوارض العاطفة والتعصب. إذ تكون العلاقة بين طرفي النوع الإنساني في المجتمعات المتحضرة علاقة بين رجل وامرأة، أما في المجتمع البدائي فهي دافع بايولوجي بين فحل وموطئة، وفيه تجد مرادفات كثيرة للملامسة بينهما تشعرك أنها تشغل حيزًا وسيعًا من تفكيرهم. أما إذا كان المجتمع بدائيًا وذكوريًا معًا فسوف تجد أن تلك المرادفات عبّرت عن علو مكانة الرجل –العلو المادي قصدًا- عند التماس بينهما، ولا نكتفِ بأن توضع الأنثى في المكان الأسفل، بل إنها توحي بالتسوية بين الأنثى والدابة؛ ذلك يتضح بجلاء في كلمات مثل: الركوب، الامتطاء، الاعتلاء، والوطء. علم الاجتماع يؤكد لنا أن تغيير أحوال أي مجتمع لا يتم بتأثير النصوص مهما كان شأنها من البلاغة والإعجاز، ولكن، يتغير بتغير ظروفه المادية؛ وليس معنى ذلك إنكار أي دور للنصوص في عملية التطور الاجتماعي، ولكن، يعني أنها تأتي ثانية تباعًا للرجل، كما أنها تحتاج لوقت طويل لتؤتي ثمارها، خاصة إذا قصد منها أن تقلع عادات وأنساق اجتماعية ذات جذور غوائر، وقواعد رواسخ، وأصول ثوابت في أرض المجتمع، ويزداد الأمر تعقيدًا إذا كانت قد استمرت مئات السنين، ويبلغ الأمر تخوم اليأس إذا كانت تُرضي كبرياء الرجل، وتُشبع غروره، وتروي ظمأه الدائم لشموخ أنفه المتجبر. والأنثى في المجتمع البدائي الذكوري، لطول العهد ومع مرور الزمن، تستعذب سيادة الرجل عليها، وترى في اعتلائه وركوبه وامتطائه لها أمورًا طبيعيةً، ثم تتحول إلى حقوق تجهد جهدًا جهيدًا في الحصول عليها، وتتفنن في طرائق الوصول إليها، فإذا لم تجدها في الضوء عثرت عليها في الظلام، وإذا لم تطفئ عطشها في العلن فعلت ذلك في السر، وإذا لم تحصل على بغيتها لدى البعل تحصلت عليها من الخدين. هذا الكتاب عبارة عن دراسة تستند على منهج علمي صارم، والذي نحى كاتبه عنه جانبًا عوارض العاطفة والتعصب، بيد أنه إذا دُهِشَ القارئ أو صُدِمَ مما تحمل صفحاته من نوازل وأحداث لم يتعود عليها عند مطالعته كتابات التبجيل الموجودة في كتب التراث الإسلامي المعتمدة لدى غالبية الدارسين والباحثين عن التاريخ والتراث الإسلامي، فإنَّ هذه الدراسة قد تنفعه وتفتح شهيته لمعرفة أكبر؛ كونها معتمدة وموثقة لكبريات كتب التراث الإسلامي مشيرة إلى النزوع بين الجنسين نحو بعضهما البعض لدى المجتمع اليثربي الإسلامي المحمدي والخليفي منهم الصواحب العوالي وعامة مسلمي يثرب وخواصهم، ليس لها تفسير سوى أنهم بشرٌ مثلنا تعتريهم كغيرهم النوازع الطبيعية، وأنهم لا يستطيعون الانفلات من إكراهات المجتمع الذي يحيون بين جنباته، وأن المجتمع اليثربي ليس كما يتصوره الذهن مجتمعًا نموذجيًا خاليًا من الزلل والخطأ والنزعات الغريزية فيه موجودة كما موجودة عند غيره من مجتمعات شتى بشرية، وكما تبين لنا الدراسة أن هذا المجتمع اليثربي ليس مجتمعًا مغلقًا صارمًا كما يتصوره الذهن من خلال انطباعه من كتب السير والتراث؛ حيث حقيقته هو مجتمع فاتحة لشهيته الغريزية البشرية الصحراوية ذات الطبيعة الحارة كحرارة جوه اللاهب. وهذه الدراسة هي إعادة لقراءة الكتب التراثية الإسلامية من منظور عقلاني فوقي وغربلتها وإزاحة التراب عنها وإزالة هالات القداسة عن الكثير من الشخوص الإسلامية المقدسة عن غالبية مسلمي الزمن الحالي، واعتبارهم بشرًا مثلنا، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، لغاية تحرير العقل من النقل، وكسر قيود التراث المتشبث به أصحابه، والمساهمة في إزالة هالات القداسة لذلك المجتمع اليثربي نحو طبيعية الإنسان في كل مكان وزمان كما هو هو.
كتاب صغير الحجم، يتعرض لمقتطفات من تاريخ العلاقة بين الرجل والمرأة، في الفترات القريبة من الإسلام وصدر الدعوة، لكنه ككل الكتابات الأخرى من هذا النوع، غالبا ما تبتعد عن الموضوعية وتتخذ جبهة الجعجعة والتوجيه، ضد الجبهة الأخرى الكلاسيكية من رجال الدين ومحدودي الثقافة الدينية ومن يرون بنصاعة التاريخ وألوهية البشر الكامنة. الكتاب أيضا تعرض لمشكلات تخص "الجنسانية" وما تمت محاولة تصديره من قبل رجال الدين الكلاسيكيين بتصوير المرأة كتابع للرجل تغطي وجهها ببرقعها ولا تتحدث فيكون صوتها عورة أو يبدو منها ما يبدو فتكون فتنة، بحيث أزاح وجهة النظر المقيتة تلك، لكن كما قلت لم يكن هادئ الوتيرة، بل على العكس، تعصب وجابه الجبهة الناعجة الأخرى. ناقش الكتاب كذلك رفع هالة القدسية عن الصحابة، ومنهم كبار كعمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله، وآخرين عوقبوا على عهرهم بولاية الأمصار، وأطلقوا لأيارهم العنان، بحيث انقلبت الآية ، بما يعد خروجا على النسق المعهود، وإخفاء التراب تحت السجادة. في النهاية، حاول أن تكون موضوعيا في تعاملك مع الكتاب، لا تتعصب له، بل تعرض لكل الكتابات الأخرى حتى تتكون لديك ذهنية كاملة، لا أحادية.
يكشف الكتاب عن البواعث التي دعت النبي محمد لتأسيس أحكام العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، وت��ظيم العلاقة في مجتمع يثرب، إذ يورد المؤلف عدة روايات وأحداث من المصادر العربية للكثير من رموز فترة الإسلام الأولى، تكشف عن طبيعة مجتمع العرب اليثربي وهو يتخذ مواقف مندفعة نحو غريزة الجنس والعلاقات التي سببت قلقًا اجتماعيًا ونفسيًا دعت محمدًا لتنظيم تلك العلاقات وترسيخ قوانين شديدة الصرامة نظرًا للتجاوزات الاجتماعية التي تقع حتى مع توجيهات محمد المستمرة لشعبه.
يورد المؤلف الصراعات التي عايشها الأفراد بين عهدين، الأول كان يتعامل فيه الأفراد مع علاقاتهم مع الجنس الآخر بفطرة وطبيعة اجتماعية مدنية متحررة، وعهد آخر تسيطر فيه القواعد والأحكام الصارمة. ينقل لنا الباحث خليل عبد الكريم تلك الفترة المتوترة من حياة العرب التي طالتها صراعات نفسية واجتماعية، وغالبًا ما دعت تلك الصراعات والتوترات الأفراد إلى خرق القوانين الجديدة ومراوغتها.
كتاب لطيف اهم اشي في الكلام بخصوص انتشار العلاقات الجنسية في المجتمع العربي قبل الاسلام وبعد الاسلام .وكيف انه انتشار هاي ظاهرة ماكان بس على العامه بل حتى على كبار الصحابة !!! الكتاب لطيف وفادني في بحثي بخصوص الحياة الجنسية للعرب بعد الاسلام وكيف شكل المجتمع من هذا هاي الناحية وفادي في بعض ابحاثي .
كتاب يستحق القراءة.. يجب علينا التفكر في كتب التاريخ وان لايعتبر كل ماكتب فيها من المسلمات وانه صحيح لامراء فيه.. اعجبني انه يدعو الى تجديد الفكر والى النظر بعين اخرى غير عين المتلقي المصدق كل ما يكتب ..
This entire review has been hidden because of spoilers.
على الرغم ما فيه من بعض التحيز والانتقائية العمياء وبعض النقاط التي لا نوافق عليه من حيث التأسيس لنتيجته. إلا أن الكتاب يعتبر معولا جيدا في هدم جبال التراث المقدسة. تلك الجبال التراثية التي تحتاج لمعاول أكثر وأكثر لتسوية جهلها المقونن والمزوق بالتراب.
شكل من اشكال دراسات علم الاجتماع لمجتمع المدينة ، معظم الروايات المذكورة ليست بالجديدة علي القاريء كحدث ولكن الكاتب ينظر لها من زاوية مجتمعيه فيرسم صورة كاملة لاحوال هذا المجتمع وان كان يصل ف النهاية ولكن لم يذكر الكاتب ان الانسان كان وسيظل صورة واحدة في اي مكان وزمان وان اختلفت ثقافاته وعقائده
كتاب جيد ولكنه يعتمد في استنتاجاته على تعميمات انطلاقًا من مرويات واخبار تحكي احداث فردية، وهو يبني مسلماته الخاصة بما يتعلق بطبيعة احوال المجتمع اليثربي وينطلق منها مما يقلل القيمة المعرفية لتلك الاستنتاجات.
محاولة عقلانية و واقعية من الكاتب خليل عبدالكريم لقراءة التاريخ بصورة حيادية تخلو من تقديس الاشخاص والكذب لتلميعهم لأسباب دينية او سياسية - يهتم عبدالكريم بالمصادر المستخدمة في هذا الكتاب فيستخدم كتب الاحاديث المشهورة و يحرص على استخدام اسلوب البحث العلمي في عرض المصادر بشكل واضح
كتاب ممتع يقول صاحبه أنه كتبه لمحاولة اعادة النظر للوقائع في صدر الإسلام و قراءة الأحداث في سياقها التاريخي و نزع هالة القداسة الزائفة اشتريته في معرض الرياض للكتاب ٢٠١٢، بالأمس و أتممت قراءته اليوم
المنظار الذي أعتمده الكاتب ليلقي به نظرة لذاك المجتمع المثير للجدل هو الأجمل منظار عقلاني يجدر تصنيفة واعتمادة كمبدا لقناعات كثيرة .زعزع به صنم الصورة النمطية . طرح جيد لو خلا من التكرار والإبتذال المتكرر لبعض المصطلحات .