يقدم الكتاب دراسة تعبر عن رؤية جديدة غير مسبوقة حول فترة أغفل الحديث عنها، أو هي مرت مروراً عابراً في بعض السير، أو أنه دار حولها مزاعم من قبل المستشرقين، وهي تلك الفترة الممتدة منذ زواج محمد صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة حتى واقعة غار حراء تلك الفترة ظلت متوارية في الظل بخلاف ما سبقها من قطاعات السيرة وما لحقها، رغم أنها من أهم وأخطر مراحلها. وقد التزم المؤلف، في دراسته، بالمنهج التاريخي، ومن خلال ذلك قام بتفنيد كل المزاعم الباطلة التي ساقها المستشرقون وغيرهم في هذا السياق، من مثل أن محمداً صلى الله عليه وسلم تعلم القرآن من حداد بمكة يسمى بلعام وفي رواية من عَبْدَيْن صقليين أحدهما يسمى يسار والآخر جبر وثلاثتهم من النصارى، هذه وغيرها من المزاعم أو الترّاهات يقدمها هؤلاء كتعليل لصدوره-أي القرآن الكريم-منه صلى الله عليه وسلم. وقد قام المؤلف بتفنيدها جميعاً وكشف زيفها ورفع الحجاب عن فسادها.
كاتب مصري ليبرالي. ألف كتب كثيرة حول تاريخ الإسلام وخاصة الفترات الأولى منه.. ولد خليل عبد الكريم وتوفي في محافظة أسوان في جنوب مصر، ودرس القانون في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) وتخرج منها سنة 1951.عمل عبد الكريم محامياً وقضي أغلب حياته في القاهرة في حي بولاق الدكرور. كان خليل محامياً مشهوداً له بالكفاءة، كان قد قام بالدفاع عن زميله نصر حامد أبو زيد عندما أتهم بالكفر واضطر أن يدافع عن كتبه و أفكاره أمام المحكمة.
لقد أنكر الله سبحانه أن يكون أحدٌ من البشر علّم رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: (ولقد نعلمُ أنهم يقولون: إنما يُعلّمُهُ بشر. لسان الذين يُلحدون إليه أعجمي، وهذا لسانٌ عربيٌّ مبين) النحل
وأخبر سبحانه أنه جعل رسوله محمداً أمياً لا يستطيع القراءة ولا الكتابة، لكي لا يرتاب الناس ويظنوا أن ما جاء به إنما تعلّمه من كتب السابقين، قال سبحانه: (وما كنتَ تتلوا من قبله من كتاب، ولا تخطُّهُ بيمينك؛ إذاً لارتاب المبطلون) العنكبوت
بل نفى سبحانه حتى أن يكون أحدٌ قرأ على رسوله محمدٍ شيئاً من كتب السابقين، وكذّبَ – سبحانه – الكفارَ في زعمهم ذلك، فقال: (وقالوا: أساطيرُ الأولين اكتتبها، فهي تُملى عليه بكرةً وأصيلاً. قل أنزله الذي يَعلمُ السرَ في السماوات والأرض) الفرقان
وأخبر سبحانه أن رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم كان جاهلاً بعلوم السابقين، غافلاً عنها، حتى أوحى الله إليه هذا العلم من عنده، قال تعالى: (نحن نقصُّ عليك أحسنَ القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن، وإن كنتَ من قبلِهِ لمن الغافلين) هود
وقال أيضاً: (تلك من أنباء الغيب، ما كنتَ تَعلمُها أنت ولا قومُك من قبل هذا، فاصبر إن العاقبة للمتقين) هود
وقال أيضاً: (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة، وعلّمَكَ ما لم تكن تعلم، وكان فضل الله عليك عظيماً) النساء
أما أطروحة هذا الكتاب فهي قائمة على تكذيب الله سبحانه في كل ذلك، وإنكار ما هو معلومٌ بالضرورة من دين الإسلام، مما ذكرته آنفاً، مما أجمع عليه المسلمون من واقع القرآن والسنة والسيرة والتاريخ
دعني أنقل لك (حرفياً) ما ورد في هذا الكتاب، باختصار غير مُخلّ.. زعم خليل: (أن النصرانية كانت متفشية في مكة، لاسيما في رهط بني عبد الأسد، رهط خديجة بنت خويلد، حيث تعلّمت خديجة اللاهوت من أبناء عمومتها: القس ورقة بن نوفل، وأخته، والبطرك عثمان بن الحويرث، لاسيما ابن عمها ورقة، فقد تعلم اللسان العبراني ونقل أجزاءً كثيرة من التوراة والإنجيل إلى العربية، وعلّم خديجة أخبار موسى وفرعون والأنبياء ومعجزاتهم، وقد احتفظت بأسفار الكتاب المقدس المترجمة عندها في بيتها
وإن أمر محمد كان تجربة، والقائم الأول على هذه التجربة هو خديجة، فقد تشبعت بفكرة القادم المنتظر من خلال دراستها اللاهوتية ؛ فطفقت تبحث عمن يصلح لأن يكون هو القادم المنتظر، فاختارت (وهي ذات 45 عام على قول خليل) اختارت محمداً (وهو ذو 21 عام على قول خليل) اختارته رغم إنه في سن أولادها أو أصغر، ودون غيره من رجال قريش؛ لما تفرست فيه من صفات تؤهله لخوض التجربة التي تهندز لها، ولما حاط أخباره من أعاجيب تؤهله لأن يكون مثل الآتين قبله، وأيضاً لأن فارق السن بينهما سيجعلها بمثابة أمه؛ فيصير مطواعاً سهلاً منقاداً لها معتاداً على موافقتها، وهي السيدة الحازمة الرجُلة في عزمها، صاحبة الحلم والهدف الذي تثابر على تحقيقه
فعزمت على تقديم نفسها إلى محمد، قبل أن تنتشه إحدى عذراوات مكة (هكذا قال خليل) وقد داخت السبع دوخات (على حد تعبير خليل) حتى وافق محمد على الزواج منها، وقد تغلبت بذلك على منافستها الأولى: أم هانئ بنت أبي طالب، ابنة عم محمد التي كان يأمل في زواجها، حيث نشأ الاثنان في بيت واحد وقامت بينهما علاقة عاطفية (على حد قول خليل) ..
وقد سقت خديجةُ أباها خمراً؛ لتخدعه على أمر الزواج من محمد، أما بنو هاشم فكانوا معارضين لهذا الزواج، وكلا الطرفين رفع على الآخر السلاح.. حتى تم الزواج برعاية القس ورقة
وإن أعظم وسائل خديجة في تعويض محمد عن فارق السن بينهما: هو ما أغدقته عليه من المال، وهي بذلك لا تُعد خاسرة في نظرها كتاجرة، بل هي تنظر من موقف منفذة تجربة فائقة الخطورة تريد لها النجاح
وقد عاملها محمد معاملة الأم، وهي كانت تعامله معاملة الابن، فهو يجلس على فخذها ملتصقاً بها، فتهدهده، شأن الأم مع ابنها الصغير( وهو قد جاوز الأربعين) وقد أصبح – بعد سنين تربيتها له – مثلاً في طاعتها واتباعها
ولقد ثابرت خديجة على إعداد محمد إعداداً جيداً طوال عقد ونصف، ولولاها ما نجحت التجربة التي استمر أثرها 14 قرناً، فهي الأم الحنون التي فتحت له خزائنها يغرف منها كيفما شاء، وهي التي كانت تقرأ له صحف التوراة والإنجيل التي كانت تحتفظ بها في بيتهما – والتي ترجمها القس ورقة - ، وهي التي هيأت له التماس مع القس ورقة وقضاء الليالي الطوال معه في المدارسة والمذاكرة والحفظ، لأسفار التوراة والإنجيل وقصص الأنبياء وأخبارهم، وكذا الالتقاء بالراهب عداس والراهب بحيرى، وأيضاً الالتقاء بأصحاب كافة الملل والأديان في مكة وغيرها من خلال العمل في تجارتها، وكان ذلك جزءاً من خطتها ( وهي هندوز التجربة - على حد تعبير خليل ) المرسومة مع ابن عمها ورقة، تلك الخطة التي انضوت على الاختلاط والاستماع والمدارسة وتخزين المعلومات والحفظ، ومعلوم أن محمد أمي، والأمي له ذاكرة خارقة
وقد أوحت خديجة لمحمد بفكرة الاعتزال في غار حراء لفترات من الزمن – وهذا أيضاً من تراثات أهل الكتاب التي تعلمتها – حتى تكون ممثلة للجانب الروحي والنفسي في حياة محل التجربة، وكانت خديجة تلازمه في حراء لمدة 5 سنوات لضمان نجاح التجربة
وإن النصرانية الفاشية في رهط خديجة – أصهار محمد – لا يجهل القارئ الفطن مدى تأثيرها الذي تكون أثرته على الناشئ الذي ينشأ فيها – يعني محمداً –
وإن الفئة التي كان ينتمي إليها القس ورقة من النصارى، كانت عقيدتها التوحيد ورفض تأليه المسيح والالتزام بكتب موسى والأنبياء؛ وهذا ترك أثره الواضح على مُنتَج التجربة – محمد – وعقائدهم تلك هي بنصها التي وردت في القرآن .. حتى إن محمداً عندما دخل مكة حطم جميع التماثيل والأوثان، عدا تمثال للمسيح وأمه – رمزيْ النصرانية – فبقي موجوداً طوال عهد محمد وخلفاءه، حتى احتراق الكعبة في عهد عبد الملك بن مروان
وقد سافر ورقة إلى الشام وناظر الأحبار والقساوسة وعرف نظرياتهم ومداخلهم، فصار خبيراً بأدوار ترقي التجربة ومجرياتها وبكيفية الرد على مناوئيها؛ مما كان له أثره في إرشاد وتوجيه ناتج التجربة
ولقد حزن محمد حزناً شديداً عند وفاة القس ورقة، المقترن بانقطاع الوحي عنه، حتى هم بالانتحار عدة مرات، ولا عجب في ذلك فقد استغرقت مدة تصنيع محمد على يد القس ورقة وتلميذته خديجة نحو عقد ونصف من الزمان، فكان نعم المرشد والمعلم والموجه للتجربة.. وإن هذا لا ينفي ما لمحمد من عبقرية وصفات أهلته للنجاح
وإن حادث حراء لم يكن حدثاً عارضاً من خوارق القدر، بل كان نتيجة تمهيد طويل خلال سنوات تكوين وإعداد محمد على يد خديجة بعلمها اللاهوتي، والقس ورقة، مع أدوار ثانوية كذلك للراهب بحيرى، والراهب سرجيوس، والراهب عداس
وإن ما حدث مع محمد في حراء هو رؤيا منام، فإن محمداً من خلال مراحل إعداده بالمدارسة والحفظ والشرح للتوراة والإنجيل على يد القس ورقة والهندوز خديجة (هكذا يدعوها خليل) قد تشبع بشحنة بالغة الكثافة في نفسه، جعلته يتوق أن يصبح واحداً من هؤلاء الأنبياء الذين درس حكاياتهم، ومحمد عبقري، فتلك الرغبة العارمة التي ملأت عليه أقطار نفسه هي علة تلك الأحلام والرؤى، فالرؤى - كما أشار فرويد – هي تحقيق لما يشتهيه الإنسان في اليقظة
وإن ما تلاه محمد على أهل مكة والحجاز، هو دروس ومعارف ومعلومات الليالي الطويلة التي اختزنتها ذاكرته الحديدية) انتهى ما أورده خليل
ولا يخفي على قارئ يفهم ما يقرأه، ولديه أدنى معرفة بالمعلوم من الدين بالضرورة، لا يخفى عليه ما في هذا السرد من إفكٍ مختلَق، وأشياءَ لم تكن قط، وتكذيبٍ لله سبحانه في كتابه، وتفسيرٍ لأمر محمدٍ صلى الله عليه وسلم وما جاء به= تفسير بشري، على أنه تجربة أنشأتها امرأة وقامت عليها ورعتها حتى نجحت.. لا أنه أمر نبوة ورسالة.. وقد كفاني ما سردته من قول خليلٍ، عن تبيين ما في كتابه من غمزٍ لأصل دين الإسلام ومصدر نشأته، وحطٍ من قدر نبوة رسوله صلى الله عليه وسلم ومقامه الشريف، وذكره بما لا يليق
وبعدُ، فللكتاب محاسن ومزايا عند كل مشكك في دين الإسلام، معادٍ له: فحُق للنصارى مثلاً أن يفرحوا بخليل؛ إذ جعل محمداً – صلى الله عليه وسلم - صنيعةً خالصةً من صنائعهم، وحسنة من حسنات ثقافتهم وكتبهم وقساوستهم ورهبانهم.. وجعل عقائده التي أتى بها هي بنصّها عقائد إحدى فرقهم - فلم يأتِ محمدٌ بجديد من خارج جعبتهم – بل جعله وفياً إليهم، فقد حطم محمدٌ الأوثان جميعها إلا وثناً لرمزي النصرانية، تركه قائماً جوار الكعبة، على حد زعم خليل
وكذلك حري بالمستشرقين أن يشكروا خليلاً على ما أسداه إليهم، ففي هذا الكتاب كل الحجج والدلائل التي يحتاجونها للتشكيك في كون أمر محمد نبوة من عند الله، بل هو تجربة قامت عليها خديجة، ولولاها ما نجحت.. أو يحتاجونها للتشكيك في كون ما تلاه محمد من قرآن - هو وحي من عند الله، بل هو دروس ومعارف ومعلومات الليالي الطويلة التي أشرفت عليها الهندوز خديجة واليعسوب ورقة، هكذا قال خليل.. أو يحتاجونها للتشكيك في كون محمد قد علّمه الله، بل قد علمته خديجة وورقة، هكذا قال خليل
وإن ظلال محاسن الكتاب لتفيء كذلك على كل عقلاني يريد التعامل مع كتب التراث، فإن خليلاً ينصحهم – خاصة فيما يتعلق بالخوارق والمعجزات الواردة فيها - أن يتعاملوا معها كأنها حجة مسلمة .. ليس عن إيمان بها بطبيعة الحال، وإنما حتى لا تكون سلاحاً في يد خصومهم بأنهم يطعنون في الأحاديث، وأيضاً – يقول خليل – فإن المعجزات والأعاجيب وغيرها من" التفكير الخرافي الأسطوري"، هو جزء من معتقدات تلك البيئة التي نشأت فيها التجربة، وهو أيضاً من معتقدات متبعيها لأكثر من 14 قرناً، فليس من العقل إظهار احتقارها.. هكذا قال خليل
وانظر يا أخي إلى هذه النصيحة العجيبة، التي لا تكاد تصدر إلا من بارعٍ متمرّسٍ في أصول النفاق ومن الملاحظات على الكتاب أن خليلاً يحب أن يستعمل ألفاظاً زاهيةً مغرية - أراها ضرباً من التفيهق - بدلاً من الألفاظ المعروفة الواضحة، مثل (التيولوجي) بدلاً من (الإلهيات) و(الأنتلجسنتسيا) بدلاً من (النخبة)! وكذا الإسراف في استعمال مترادفات فصيحة لكن بإطناب شديد، على نحو صحيح من جهة اللغة أحياناً، وعلى نحو فاسد مضحك أحياناً أخرى.. ولعل ذلك حيلة لإبهار عقل القارئ ليخضع للعلم الغزير الذي سيتلقاه!
أيضاً في الكتاب بعض الأمور المتناقضة، خذ مثالاً: قول خليل إن مجتمع قريش مجتمع رأسمالي تفككت فيه عرى التقاليد القبلية ولم يعد يعبأ بعراقة النسب ولا أصالة الحسب بل غدت الثروة هي ميزان التقييم فيه، رغم أن خليلاً نفسه يقول إن أبا طالب كان سيد قريش رغم فقره! ويقول في ص58 إن مجتمع مكة بالغ التقديس للتقاليد والقيم!
خذ مثالاً آخر: يقول خليل إن عزلة محمد في غار حراء لم تكن للتحنث أو التعبد، بل كانت عزلة اجتماعية نفسية نتيجة يُتمه المتكرر وطفولته الحزينة التي تركت عليه ظلالاً كئيبة، فلم تكن خلوة عقائدية تعبدية رغم أن خليلاً نفسه هو القائل إن خديجة اقترحت على محمد خلوة غار حراء تطبيقاً لما تعلمته من تراث أهل الكتاب، لتكون ممثلاً للجانب النفسي والروحي في حياة ناتج التجربة!
في الكتاب أيضاً بعض الآراء اللوذعية الخارجة عن الموضوع، مثل قوله: إن الفتح الإسلامي لمصر - الذي تم بأمر وإشراف الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وبقيادة الصحابة الأجلاء: عمرو بن العاص والزبير بن العوام (وهو أحد العشرة المبشرين) وعبادة بن الصامت والمقداد بن الأسود ومسلمة بن مخلد وغيرهم من الصحابة والتابعين - يقول خليل إنه غزو عربي استيطاني فعل بمصر الأفاعيل!
والملاحظة الأخيرة على الكتاب أن خليل مدمن لتكرار الأفكار بإلحاح، فما لخصته من كلامه فيما يقارب الثلاث صفحات، كرره خليل على مدار 300 صفحة وزيادة أخيراً أنصح نفسي وإخواني أن لا نقرأ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتب هؤلاء المنحرفين المكذبين، وأن نستمع إلى قول الله سبحانه: (وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها، فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره، إنكم إذا مثلهم) النساء
تعرفت على هذا الكتب من خلال أحد هوامش كتب سلسلة أدوات القادة لجاسم سلطان.. ومنذ ذلك الوقت وأنا أبحث عنه في المكتبات التجارية وفي مكتبات الأصدقاء ومن يعنيهم إلي أن حصلت علي نسخة مستعارة. على العموم أيضا لم أتوقع الكتاب كما تخيلته.. ولا كما أوحى بي به الاسم.. كنت زشعر بأن هالة من القدسية تحيط بي وأنا أقرأ الكتاب.. فترة التكوين في حياة الحبيب دائما تجلب لي هذا الشعور..
توقعت أن يكون التركيز الأكثر علي الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. لكني وجدت هناك تركيز كبير جدا على من حوله.. ولا بأس بذلك لكن بالنسبة لي أنتظر القسط الأكبر من التركيز على الرسول عليه الصلاة والسلام.. فيتحدث الكاتب حديث مطول عن خديجة رضي الله عنها ثم عن ورقة بن نوفل.. أما في حديثه عن خديجة فيحاول إثبات أن خديجة لم تختار الرسول عليه الصلاة والسلام زوجا عبثا.. بكل كانت ترى فيه صفات القادم المنتظر نظرا لاحتكاكها بابن عمها ورقة.. ويورد العديد من الروايات لاثبات ذلك. الحقيقة أنه كان حديث شيق لولا بعض التكرار
أيضا تجد في الكتاب ردا على بعض المقولات والروايات ومرة اقتباسات ومره مفاضلات. كنت أنتظر تحليل أكثر لفترة التكوين والتي تختص بالرسول بشكل مباشر.. فترة يتمه وتربيته وعزلته في الغار.. كلها كنت أنتظر فيها حديثا تحليليا وليس جمعا لروايات.. لككني لم أجد ذلك ولا أدري لم أوحى لي العنوان بذلك..
تمنيت أن يتم تناول الأشخاص المؤثرين في فترة تكوينه وغير ذلك من مواقف وأحداث.. وذلك مما ضعف الكتاب في نظري
ثم أن الأسلوب غير سلس بعض الشيء - رأي شخصي - ثم كثرة ألقاب النبي لم أجد لها مبرر.
أيضا يوجد تكرار للروايات.. وتكرار لوجهات نظر له فهو يكرر في أكثر من موضع عدم تقبله للبعض حين يتقبلون معجزات ويرفضون أخرى.. أعتقد أن الفكرة وصلت في أول الكتاب فلماذا التكرار في أكثر من موضع..
عموما الكتاب مقبول إلى حد ما باعتبار أن الكتاب لم يتناول فترة التكوين بالشكل المناسب.. وجيد جدا باعتبار أن الكتاب يتطرق لفترة غير مطروقة كثيرة ولتحليلات بارتباط خديجة بالرسول وغير ذلك من المواقف التي أوردها.
خيبة أمل كبيرة! تكرار لا يُحتمل ، وفكرة واحدة يظل يدور الكاتب حولها، ويا ليت الفكرة هي عن محمد عليه السلام، بل عن السيدة خديجة ودورها العظيم في إنجاح تجربة النبوة
خليل عبدالكريم رائع جداً وأبحاثه دائماً تغوص في الأماكن التي لم يبحث فيها أحد من قبل ..
الكتاب بإختصار عن الحقبة الثانية في حياة النبي ( لو قسمنا حياته لثلاث حقب ) الأولى من الولادة الى معرفته بخديجة الثانية من خديجة الى يوم الغار والثالثة من يوم الغار حتى وفاته وهي فترة النبوة
خليل تحدث في الفترة المجهولة لدى الكثيرين فترة من خديجة حتى الغار.. عن علاقته بخديجة والثالوث الذي كان يهيئ النبي للنبوة بحيرى الراهب وخديجة و وورقة بن نوفل
الكتاب جميل .. يعيبه التلاعب باللغة العربية واستخدام عبارات قوية وغير مشهورة رغم وجود عبارات مرادفة مشهورة ومتداولة .. وكذلك التكرار الممل في أول الكتاب وإعادة الافكار أكثر من مرة
-5- للجميع (يهتم بالتأريخ والوقائع) في مجال التاريخ للسيرة
487صفحة .
دار مصر المحروسة + الجمل
40 ريال سعره
خليل عبدالكريم هو : خليل عبد الكريم (1930 - 14 أبريل 2002) كان كاتباً مصرياً , يوصف بأنه كاتب إسلامي مستنير .. و قد ألف كتب كثيرة حول تاريخ الإسلام وخاصة الفترات الأولى منه. درس القانون في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) وتخرج منها سنة 1951. عمل عبد الكريم محامياً وقضي أغلب حياته في القاهرة في حي بولاق الدكرور. كان خليل محامياً مشهوداً له بالكفاءة، كان قد قام بالدفاع عن زميله نصر حامد أبو زيد عندما أتهم بالكفر , واضطر أن يدافع عن كتبه و أفكاره أمام المحكمة. خليل عبد الكريم كان أيضا ناشطًا وعضوًا في حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي اليساري لكن كانت خلفيته ليست شيوعية مثل أغلب أعضاء الحزب، على العكس من ذلك، كانت لخليل خلفية إسلامية وكان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين وسجن مرتين بسبب انتمائه لها. كان عبد الكريم يدعي أنه يمثل الروح الحقيقية للجماعة حينما يمزج بين الإسلام الليبرالي والعدالة الاجتماعية على العكس من القادة الحاليين الذين يصبون همهم على تطبيق الشريعة على حد تعبيره. كتب خليل عبد الكريم أكثر من 13 كتاباً ومما ألف
كثيرا ما يلقب بـ(الشيخ الأحمر)
له مجموعة كتب منها سأتحدث عن الكتاب بشكل مختصر جدا
تحدث المؤلف في هذا الكتاب حول فترة ما قبل النبوة فترة النشء بعدة افتراضات , واستعان بجميع الأحاديث والمرويات ليبرر افتراضاته
أهم الأفكار التي يدور حولها الكتاب أن زواجه من خديجة , كان مخططا له مسبقا بينها وبين ورقة بن نوفل * أنها سعت بكل ما تستطيع للزواج به * انها كانت له بمقام الام والزوجة فساعدته على أن يكون جاهزا لنزول الوحي , خصوصا مع توقعها الكبير بانه الرسول المنتظر * قدمت له عدة تمارين تساعده على التجربة النبوية * المعجزات الحاصلة له في نبوته
يعيب الكتاب 1- الزيادة والحشو والتكرار الفظيع - بامكان القارئ أن يختصره في أقل من 100 صفحة ! 2- اعتماده على المرويات الضعيفة , وعتبه المفرط على الرادين لها 3- تصديقه المضاعف والمستغرب للمعجزات , حتى في المرويات الضعيفة والتأول لها , ونقمته على العقلانيين
يميز الكتاب 1- طرق وافتتاح موضوع - عن نفسي أجده أول من تحدث فيه - 2- بعض الآراء الجريئة !
الكتاب باختصار /
كعادة المؤلف في طرق مواضيع يعتبر من أوائل من يتحدثوا عنها إلا أنه خيب ظني في طريقة عرضه للموضوع , واسرافه في الحشو والتكرار !
الكتاب جميل ويتكلم بالدليل والبرهان وكم هائل من المرجعية لباحث امين ومثير للجدل,عن ما يحاول الكثيرون إخفائه ويخترق الظلام والتعتيم ليضئ للكثيرين ممن يرغبون في معرفة الحقيقة, التي كثيرا ما تكون مؤلمة جدا
اعطيت الكتاب 4 درجات نظرا لخطأ فادح قام به الكاتب بعد الأدلة التي ساقها ببراعة الخطأء هو أنه ساوي التجربة البشرية (كما أسماها هو)والتي جاز فيها محمد للنبوة, بتجربة موسي النبي وقال أن ذلك لا يعيب النبوة, والدليل ان موسي النبي تهذب بكل حكمة المصريين ونسي الباحث الفاضل, انه حين كان متمسكا بحكمة المصريين فشل وقتل وارتبك, ولم يصلح للنبوة إلا بعد قضاء 40 عام في الصحراء ليخليه الله من ثقافته
دراسه جديده لحياه محمد مختلفه عن كل كتب السير القديمه بالرغم من إعتماد الكاتب على تلك السير ولكن ضمن المعقول وبإبراز ما كان يسكت عنه ضمن الخوف والمواربه من قبلهم الكاتب يحلل ويناقش وبشجاعه قل نظيرها ما سكت عنه القدماء وتجاوزوا عنه أما تقيه وأما لعدم وجود المدارس الفلسفيه الحديثه التي تقوم على مبدأ الشك والتحليل النفسي كتب خطيره وممنوعه
للأسف خسرت وقتي بقرأته.. أولاً: الفرضيات التي يتبناها ضعيفة جداً ثانياً: ينسج من وحي خياله قصص وأحداث بعيدة عن الواقع. ثالثاً: يحمّل الروايات تفسيرات لا يطيقها النص. رابعاً: أسلوب الكاتب ممل جداً..
الكتاب جيد لكن مشكلته انه يعرض لجميع الروايات ضعيفها وسقيمها دون تمييز او تدقيق ، ربما يغفر له قلة الأخبار الصحيحة عن هذه الحقبة الغامضة في حياة نبي الإسلام وفيه عرض عضلات لغوية