الدين في هذا الجانب المتضوع بشذى الإرهاف، والسابق بأرج الحرية والطلاقة، والمحتضن شمالاً بادية الشام، والمحتضن بالمياه من جهات ثلاث، شرقاً بالخليج الفارسي وبحر عمان، وجنوباً بالمحيط الهندي، وغرباً بالبحر الأحمر، راوية ترويها للزمن أنفاس راوية: إن للدين تاريخاً بدأ على هذه الناحية من الدنيا مذ بدأ العقل الإنساني يحفر بين تهم تهامة وأنجاد نجد وسهوب الجنوب وسهول الشمال خطاه متمثلاً بالعنصر العائد بأصله إلى سام بن نوح، والعائد بسكنه شبه الجزيرة إلى آباء قبليين دفعهم إلى هذه الفرافد والفيافي للفرات في "جنات عدن" هدير "الطوفان" ونشرهم مرور الزمن على هذه الأرجاء قبائل تجمع العمائر، وعمائر تجمع البطون، وبطوناً تجمع الأفخاذ، وأفخاذاً تجمع الفصائل، فعلى صفحة "اليمامة" انتشرت القبائل من أبناء جديس وطسم وفي "الأحقاف" سكنت القبيلة التي تفرعت من أبناء عاد وفي "الحجر" و"وادي القرى"، فيما بين الحجاز والشام، ترابطت الفروع التي انحدرت من أبناء ثمود، وأما في الشمال الغربي، بين تهامة ونجد، فمرحت في استعلاء قبائل تعود بأبوتها إلى مالق بن لاوذ وهم من نعرفهم في سجلات التاريخ القديم بالعمالقة غداة أضيفت كلمة "عم" العبرية وهي تؤدي معنى أمة إلى أبناء مالق، بينما راحت قبائل أخرى من العنصر نفسه تذرع البوادي وتجوب السباسب من جنبات هذه الرمال وكل منها تحمل اسم أبيها القبلي وتضفي بدورها اسم هذا الأب على ما قد اختارته من مكان في فسحات هذه الأرجاء... ومن هؤلاء كان أبناء عُبيل وكانت ديارهم "بالجحفة" بين مكة ويثرب، كما أن من هؤلاء أيضاً أبناء أميم ومدين وثابر وجاسم وحضوراء. ولكن! يد الزمن التي امتدت، والتاريخ ليلاً، فدفعت من وادي الرافدين هؤلاء الآباء القبليين، وعلى هذه الأرجاء، نشرت منهم هذه الفروع إنما كانت كأنها اختطت خطة وحددت هدفاً وكأنما في مخيلة الزمن كانت حاضرة وبدقة مرسومة أحداث الآتي! فهي بينما كانت تشر وتطوي هذه القبائل، ليعرفهم التاريخ من بعد "بالعرب البائدة" كانت تلقي بهم في تربة الآتي بذور "العرب الباقية" من "عرب عاربة" و"عرب مستعربة" مختارة من بين كل هؤلاء الآباء القبليين العائدين بنسبهم إلى سام بن نوح، قحطان بن عابر، وعابر هو هود بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح، فليس إلا من قحطان قد انداح الليل عن هذه الناحية من الدنيا غداة أشرق التاريخ بإبنيه: يعرب... مؤسس مملكة اليمن، حيث سطعت على الدنيا حضارة بعد حضارة توالت وولت بتوالي الدولة المعينية فالسابئية فالحميرية، ومن أضفى اسم على شبه الجزيرة فأصبحت تعرف ببلاد العرب. وجرهم... مؤسس مملكة الحجاز حيث في هذا الوادي المحجوز بجبال خندمة شرقاً والمعلّى شمالاً والحجون غرباً ومنحنيات أبي قبيس جنوباً، أسس ملكاً حجبته العمالقة بظلالها لفترة انتهت برواحهم عن هذا وانتشارهم في أرجاء الشرق القديم، فمنهم "الجبابرة" في الشام المعروفين باسم الكنعانيين، ومنهم كان الملوك الرعاة الذين عرفوا في التاريخ المصري القديم باسم "الهكسوس"، هذا بينما راحت يد الزمن تدفع مرة أخرى جرهم أو هذه القبيلة القحطانية التي ما لبثت أن هبت ومن جديد احتلت هذا الوادي، ومن ثم كان التفريق التاريخي بين جرهم هذه الآخرة التي عرفت في التاريخ السياسي العربي القديم بجرهم الثانية. ويُجرهم عَمَر من أودية شبه الجزيرة هذا الراوي الحاجز بين تهامة ونجد، والحائل بين اليمن والعروض فصيغت بهذه القبيلة القحطانية حلقة وصل الشام بالمحيط الهندي عن طريق سلسلة من القوافل التجارية. الشأن كان شأن هذا الوادي في العهد الجرهي الآخر.. العهد الذي لا تسلط عليه الباحثة في التاريخ الديني الأضواء في كتابها هذا، إلا وعلى هدي "القلم المسند" والنقوش البابلية في الألف الثالث ق.م التي ذكرت الدولة المعنية، ورشاش قد أصاب هذه القبيلة القحطانية من طوفان ذلك الارتحال "العراقي-السوري" الذي اشتد أبان النهضة السامرية بين الرافدين وفي أعقابها وبالتحديد في غضون القرن التاسع عشر ق.م. فالباحثة لا تسلط الأضواء على هذه القبيلة القحطانية التي اتخذت من هذا الوادي القائم في ملتقى طرق القوافل التجارية المتلاقية من الشمال والجنوب مسكناً إلا وتناول يد الزمن سجلات محفوفة بالقدسية وعليها جلياً يلحظ القارئ أن بين هذه القبيلة قد هبط إبراهيم بإسماعيل وله من العمر ثلاثة عشر عاماً مقبلاً به من تلك البقاع التي إليها قد نزح في أعقاب النهضة السامرية وعهد "أورنامو"، غداة ترك إبراهيم "أور" وطناً وإلى تلك الأرض التي بلغ فيها منشود الثراء المادي وأصبح مرهوب الجانب ومخطوب الود بين الآباء القبليين ارتحل، فليس إلا على هذه السجلات المغلفة بالقدسية نرى أن لهذا الوادي قد اختار إبراهيم ليقيم لإسماعيل ملكاً وضع منه الأساس لحظة انعقدت صلة إسماعيل بجرهم عن طريق ابنه سيد جرهم، وأما الصرح من هذا الملك فقد قام فيما بعد عقد هذه الرابطة بفترة من الزمن سجلتها تلك اللحظة التي وقف فيها إبراهيم على أنقاض معالم قديمة لمعبد عتيق يرسل الصوت في الأرجاء الجرهمية ليروح بينها أصداء تدوي بأن إليه قد صدر الأمر الإلهي ليقيم للإله بيتاً... ومن ثم كان قيام هذا "البيت" الذي حتمت لغة بانيه أن يطلق عليه اسماً بابلياً، ولما كانت الكلمة البابلية للبيت هي "مكة" فقد عرف الوادي نسبة إلى "البيت" بالاسم البابلي للبيت، الذي بنشأته كبيت قدسي بدأت حوله تقترب الفلول الجرهمية لتستقر بجانبه به متبركة ولتبدأ في تاريخ المدن مدينة تحمل اسم "مكة". ضمن هذه الرؤية اختارت الباحثة متابعة الحركة الدينية وذلك ضمن المراحل التطورية للإنسان في شبه الجزيرة العربية.
كانت أبكار السقاف تنتمي إلى أسرة مرفهه وتلقت تعليماً مميزاً حيث أجادت اللغات العربية و الإنجليزية و الفرنسية.
قال عنها ذات مرة الأديب والمفكر عباس محمود العقاد وهو المعروف بآرائه المتشددة تجاه المرأة: (إنها امرأة بعشر رجال)، وكان العقاد على إطلاع بمؤلفاتها وكثير الثناء والإعجاب بكتاباتها. وقال عنها الباحث مهدي مصطفى: (لم يشأ القرن العشرون أن ينتهي حتى يدهشنا بالمخبوء في أحشائه وكأننا على موعد مع المفاجأة إذ يتم تقديم روح الحياة أبكار السقاف إحدى الكاتبات التي تم غيابها زمنا طويلا وهي تستحق أن تكون في المقدمة، وعلى راس كوكبة من المفكرين). عاصرت أبكار السقاف كوكبة من رموز الفكر العربي أبان عصر النهضة، واحتكت بالعديد منهم وكانوا على معرفة بها وبإبداعاتها الفريدة أمثال العقاد، وصالح جودت، ونجيب محفوظ، وأنيس منصور، ومحفوظ الأنصاري، ومحرم كمال باشا – عالم الآثار الشهير- ووكيل الأزهر سابقا الشيخ محمود أبو العينين، واحمد الصاوي محمد الذي كتب عنها مقالا رائعا في صحيفة "الأخبار" المصرية في الأربعينيات من القرن العشرين قال فيه: ( إن هذه الكاتبة التي قرأت ألف كتاب وكتاب لتضع كتابها"نحو آفاق أوسع" جديرة بالبحث والتأمل جدارة مؤلفها الضخم).
بعض الاستنتاجات الخطيرة لا تشير إلى المراجع التي استدل عليها. الكتاب والكاتبة سبقا عصرهما بغض النظر عن مدى موثوقية ما ورد فيه، لكن الكتاب العربي عموما بحاجة لهكذا تحرر في النقد. الكتاب ينقد كثيرا من المسلمات الدينية المتعلقة بالتأريخية والأصالة التشريعية، فقط ليت الراحلة أبكار أوردت مراجعها ومصادرها لبعض المعلومات الجدلية.
"اتبعونى أجعلكم أنسابا، والذى نفسى بـ يده لـ تملكن كنوز كسرى وقيصر" محمد بن عبد الله بنائا على هذه الجملة بنت ابكار السقاف فكرتها ورؤيتها لتاريخ بداية الأسلام , فالقبلية العربية التى ترفض ان يحكمها ملك كان يجب ان يمتزج الحكم بالرسالة والنبوة لكى يقبلوه سواء من جانب ديني او من خلال انتشار الدين الذي يتخذ من الغزو وسيلة تارة ومن السلام تارة اخرى . تبدأ ابكار السقاف الكتاب بشرح حياة العرب قبل الرسالة المحمدية وتقول ان قريش عرفت الله قبل الاسلام بشهادة القرأن نفسه وتقول انهم كانوا يأمنوا ب ان الله انما واحد لا شريك له ولا معين ولا ظهير .. متصف بصفات الكمال و الأرادة والعلم
. وقد كانوا يستخدمون الأصنام لكى يتقربوا الى الله من خلال الشفاعة وتقول ان مناة واللات والعزى من اصل مصرى و سومرى فمناة اله فى بلاد الرافدين واللات من اصل مصرى وبابلى والعزى من ايزيس المصرية وقد انتشرت هذه الأرباب من خلال التجارة والتأثر بالحضارات الاخرى
وتؤكد ابكار ان العرب قبل الاسلام عرفوا الرجم لمقترف الزنا وقطع يد السارق وكانوا يقومون بالحج والصوم فى الرمضاء وكان الصابئة يقومون بالصلاة خمس مرات فى اليوم ثلاث مرات فى النهار ومرتين فى الليل عبر الركوع والسجود والتسبيح والتطهر الجسدى وعرفوا الطلاق وقص الشارب وغسل الموتى والصلاة عليهم والعديد من الشعائر التى اصبحت جزء من الشريعة الأسلامية بعد ذلك وللاستزادة راجعوا كتاب الجذورالتاريخية للشريعة الاسلامية لخليل عبد الكريم
وترى ابكار ان لكل امة من الامم نبى رسول وكتاب مقدس تعود اليهما وحدتها السياسية الأمبراطورية الفارسية امة لها نبى وكتاب مقدس الأمبراطورية الرومانية امة لها نبى وكتاب مقدس بل يثرب المحكومة باليهود لها نبى وكتاب مقدس والعرب ؟ العرب امة ليس لها رسول وكتاب مقدس بسبب فرقتها القبلية ... وحالة البلاد تنادى الى التوحيد السياسى يجمع القبائل فى يد واحدة ... وهذه اليد لابد ان تكون شخصية عندها صفة النبوة والرسالة .. ارهصت الاجواء العربية ..تنتظر الى نبى منتظر وبدأت فكرة النبوة ترواد افراد الحنيفية كل عن نفسه فى ان يكون هو النبى
وفى موضع اخر تعرف ابكار النبوة بأنها لها شروطا اهما القصد فى كل شئ .. ومجأفاة عيش الأهواء والترفع عن احاسيس الحسد .. ورفعة نفسية تصلها صلة دائمة بالكون
وبعد بداية الدعوة المحمدية تسرد الكاتبة بأسلوبها الخلاب كيف بدأت الدعوة بالسلام والحب والفضيلة , وتفسر المقولة التى قالها اسياد قريش لمحمد الاوهى
" اذا اردت مالا جمعنا لك حتى تكون اكثرنا مالا ... وان كنت تريد تشريفا سودناك علينا ... ان كنت تريد ملكا ملكناك علينا "
.وتفسر الكاتبة سر رفض محمد لهذه الدعوة قائلة .
المال لا يريده فقد جعله الزواج بخديجة فى مرتبة الأثرياء من قومه .. ولايريد تشريفا فهو حفيد عبد المطلب ... ومكة لن تقبل ان يقوم عليها ملك متوج.
وتستكمل قائلة ان الامر الصادر عن ملك ليس كالأمر الصادر من شفتى رسول وقط ليس امر الملك كأمر الله
وتؤكد ابكار السقاف ان امر الأسلام والدعوة المحمدية اختلف حينما دخل عمر فى الدين الجديد حيث : ان اتباع عمر لمحمد قد استتبع سياسة جديدة ادت الى ظهور محمد السياسى على جانب محمد الرسول .... (حيث) ماكان يرى عمر من رأى ...فتخرج شفا محمد قرأنا يجئ
و لها رأي عن الوعود بالملذات فى الجنة التى كان اغلبها محرم فى الدنيا مثل شرب الخمر فى الجنة وغيره فتقول :
طبيعة اهل الاسلام هى الطبيعة العربية المشبوبة بالعاطفة ... ومتعطشة الى الوان العيش الرهيف ... طبيعة مولعة بالأبكار ... وايضا طبيعة البيئة حيث الجفاف والحرمان ... فلا شئ يمكن ان يعوض هذا اللون من الحياة الا هذا اللون من الجزاء
اسلوب الكتاب سلس الى حد ما وفكر الكاتبة رائع لقد تعرفت على الكتاب من خلال حلقة اجراها سيد القمنى حيث قام بذكر اسم الكاتبة وما تعرضت لله من اضطهاد فى عهد عبد الناصر وكيف منعت كتبها وحرقت شكرا ابكار السقاف على هذا الكتاب الرائع واسف انى تأخرت فى قرائته
تركزت عبادة قديمة محورها الله فليس الا غداة امتزج الدم الجرهمي بالدم الكلداني وأثمر هذا المزج من اصول عدنان التي امتزج بها اللسان البابلي باللسان القحطاني كان ان تحول في تحوير طفيف من "إيل" الى إله وبالتالي الى الله الدين الحنيف : كون المعتقد الالهي لجرهم الثاني هذا الدين وانحصرت في الاعتقاد بأن الله انما واحد لا شريك له متصف بصفات الكمال من الحياة والقدرة والعلم . الدين الصابئي الى "صابي" بن شيث بنو نوح وصابي اسم يعني بالبابلية "النجم" يشبه الدين الحنيف من حيث الجوهر الاساسي . ان الله ساكن السماء ذو كينونة سامية . يتصل بالكون والكائنات بواسطة وسطاء تقف في المرتبة وسطاً بين الالوهية والبشر عن طريق من قد خلق من الملائكة . اعتبر الصابئي في نفس الوقت الذي صبا العقل العربي اتجه الى الكواكب والنجوم يتخذ الواحد بعد الاخر شفيعاً له الى الله . وكان كل من الدين الحنيف والصابئي لديهم شعائر الحج من الذهاب الى منى والصلاة الضهر والعصر والمغرب والعشاء والسير الى عرفة والى مزدلفة ورمي الجمرات والنحر . والصلوات الخمسة وقبلته الكعبة . ولديهم الزكاة وبعد منهم اتخذ من هذين الدينين مظهر التصوف والزهد وتحريم نفسه من الخمر . ولكن في ضوء التاريخ الديني في العصر الخزاعي اتخذو ارباب تكون وسطاء بينهم وبين الله كشفيع الى الله لنيل الغفران ولم تتخذهم كآلالهة وكان ربهم يدعى "هبل" . اما العصر القرشي منذ بدئه حتى منتهاه تسير من قصي بن كلاب الى محمد بن عبدالله . كان العصر القرشي موحداً وان مظاهر هذا التوحيد يجئ القسم بالله . وباللات والعزى ومن دان دينها بالله ان إله منهم اكبر ( اوس بن حجر ) في غضون هذا العصر اتخذو الربات الثلاث ( اللات، والعزى ، ومناه) لم يعبدن كآلهات وانما اتخذن لقربهن الشديد من الله شفيعات الى الله . اهم اصل من اصول الدين في العصر القريشي كان الاعتقاد بالله الاعتقاد بالملائكة ووحي السماء بالتنبؤ والجان والسحر والايمان بالعث والخلود والثواب والعقاب الرجم لمقترف الفاحشة وقطع يد السارق ، والصوم الامتناع عن اشياء محددة في اوقات محددة يجب تأديتها ثلاث مرات في العام الواحد كان اقلها يوماً واحداً وهو يوم عاشوراء واما أبرها فشهر كاملاً وكان يسمى " الرمضاء" وهي نفس الكلمة التي اشتقت منها كلمة رمضان ، العرب نقلوا اسماء الشهور عن اللغة القديمة وهي لغة العاربة . اما في الاحوال الشخصية فقد شرعت الطلاق فقد كان العرب يطلقون مرة واحدة ثم يرجعون يحق لهم بثلاث طلقات والثالثة لا رجعة فيها . اما الوأد فقد نهت عنه قريش وحرمته وان لم يكن شائعاً الا في قبيلتي اسد وتميم . تحولت مكة في العصر القريشي الى مصب ديني لتيارات دينية شتى . اشتغلت بالتجارة وما مان اشتغال القريشيين بالتجارة الا تعففاً عن السلب والنهب فقد كان بعض القريشيين كما تذكر صدور الكتب الاسلامية ، اذا أجدبو ولم يجدوا ما يحفظ رمقهم ينتحون مكاناً قصياً مؤثرين الموت على حياة يصمها عار السرقة والنهب باسم الغزو . وشرعت ايضاً قريش الزكاة كي تخلط فقيرها بغنيها . انسابت المسيحية الى مكة انسيابها من الحيرة ودخولها الى الجنوب من شبه الجزيرة العربية ، فإنه اذا كانت في قبائل "تغلب"و"قضاعة" و" نجران"فإنها من الحيرة قد اقبلت المسيحية النسطورية وهي الاعتراف بالوحدانية المطلقة لله وتكفر بتأليه يسوع فليس يسوع الى كلمة الله . هو الله الواحد المعبود ليس بوالد ولا مولود ( قس بن ساعدة وكان نسطوري ) . ومن الفرق المسيحية المضطهدة التي اتت الى الصحراء " الديصانية" التي عارضت الكنيسة في امر الصلب ونفته نفياً باتاً على اسس عقيدتها بأن من قد صلي ليس ابن مريم وانما به شبيه. فالمسيحية تغلغلت في القلب القريشي في ورقة بن نوفل من راحت يده تترجم وتنقل الى العربية بعضاًمما في العهد القديم ومما في العهد الجديد .
من قصص العصر القرشي والى جانب تلك التي اتت من الحيرة مرددة على لسان النضر بن الحارث تأتي هذه القصص التي تتحدث عن ابراهيم ولوط وعن فرعون وعن يونس الذي بات في احضان حوت لياليا وقصص اخرى كانت احداث العصر لها مواد الا ان كلها كانت قصص لم تحف بالقدسية فهي انما من فيض المشاعر المرتبط بوزن كان قد اطلقها استرسالاً من أمية اللسان . كان السجع في غضون العصر القرشي لغة التعبير الديني تقترب من المرتبة الاعجازية كما يأتينا من " الزبراء" الكاهنة التي عاشت خلال ما قبيل وما بعد الميلاد المحمدي القول : واللوح الخافق ، والليل الغاسق. الصباح الشارق ، النجم الطارق ، المرن الوادق ، وان صخر الطود لينذر ثقلاً، لا تجدون عنه معلاً . ومن الوان هذا السجع الديني يأتينا لون اخر يسفر عنه قول ربيعة وهو " يوم القيامة" يصف : يوم يجمع فيه الاولون والاخرون يسعد فيه المحسنون ويشقى فيه المسيئون . والشفق والغسق ، والفلق اذا اتسق ، ان ما أنبأتك به لحق . اولى المراحل من اعلان محمد دعوته كان محمد قد أوى الى "حراء" حيث اطال هناك التفكير عاد الى داره يرتجف ويقول : زملوني : قائلاً ( يا ايها المزمل قم الليل الا قليلاً ) من سورة المزمل . والمرة الثانية عندما عاد محمد الى داره والعرق بارداً منه يتصبب يقول دثروني فنزلت الاية ( يا ايها المدثر قم فأنذر الخ ) من سورة المدثر 😏. المراحل الزمنية من حياة محمد مكوناً من السور: العلق فالقلم فالمزمل فالمدثر فالفاتحة فالمسد فالتكوير فالاعلى فالليل فالفجر عشر سور ففي الاربعين يتفتح الذهن فتحاً لم يتفتحه قط من قبل فليس الا في الاربعين كان محمد قد ترك مكة في شهر رمضان كما يتركها الاحناف من قومه واتجاههم الى حراء ودلفهم من حراء الى انحسار الشهر . يستطرد التاريخ الاسلامي ان اصبح اكثر " الوحي " ما يرى عمر من رأى وما من سياسة بها على محمد يشير فكثيراً ما كان عمر بالامر على محمد يشير فتنفرج شفتا محمد قرآناً يجيء وفقاً لما قد ارتأي عمر ومؤيداً لما به عمر قد اشار . اما سويد بن الصامت هذا السيد من اشراف يثرب فكان لديه صحيفة لقمان وطلب محمد ان يعرضها عليه وعرض سويد على محمد قصة لقمان ووافق الوحي على هذه القصة . في بداية الدعوة المحمدية تحالف محمد مع اليهود وكان بينهم مودة بلغ مداها ان صام صومهم واستبدل التحية القريشية من "حياك الله" الى التحية العبرية " السلام عليكم " مع الاستمرار اتخاذ بيت المقدس في الصلاة قبلة . لكن بعد ثلاث عشرة من حياة محمد في مكة كان فيها مثلاً رائعاً للحلم والصبر والصفح الجميل يقف الان محمد قوياً حول القبلة الى مكة ابطل الصوم العبري وشرع الصوم العربي وشرع القتال لاغياً سياسة الصفح واعلن حكم السيف . بدأت الغزوات وسلب القوافل وسبي النساء ولكن غزوة أحد هزم فيها فانتقم بقتل " عصماء بنت مروان" يخبرنا التاريخ الاسلامي ان عميراً قد سرى عليها ليلاً فانهال عليها وهي في فراشها الى النوم وفي احشائها اعمل عمير سيفاً عاد به الى محمد يقول " يا رسول الله اني قد قتلتها " . فانفرجت شفتا محمد عن " نصرت الله ورسوله يا عمير " . وايضاً قتل فاطمة بنت ربيعة وكانت من بين الاسرى يصفها التاريخ الاسلامي بأنها كانت عجوزاً كبيرة وانها كانت في بيت شرف من قومها تضرب العرب بعزها فأمر محمد "زيد قيساً" بقتلها قتلها قيس قتلاً تذكره كتب السيرة بأنه كان قتلاً عنيفاً.
غزوة قريظة : امر سيد المدينة محمد بإنزال الرجال الى الخنادق لتضرب اعناقهم وكانوا نحو التسعماية اسير مجموعين بحبل على اعناقهم وبعد فرغه من الرجال جاء دور الذراري من الصبية والاطفال فأما الذراري فإن محمد امر بقتل كل من انبت منهم فهوى السيف المحمدي على من نبت من قريظة ، فأما النساء فقد جمعهن بين يدي محمد سبايا حسيرات لتجول بينهن عينا السيد المنتصر جولة استقرتا بها على ريحانة بنت عمرو بن خناقة التي فضلت ان تظل محظية يهودية لمحمد على ان تكون زوجة رسمية عرض عليها محمد الزواج لكنها أبت فنزلت الاية ( يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك اللاتي اتيت اجورهن وما كلكت يمينك مما أفاء الله عليك ) سورة الاحزاب . واما الاخريات من نساء قريظة ففرقهن سبايا على المسلمين ثم ليجمعهن في النهاية وليبيعهن بعث بهن الى نجد فباعهن إماء وابتاع بثمنهن خيلاً وسلاحاً . حقاً لقد انتصر محمد غزوة المصطلق : انطلق محمد بعائشة حتى لقي بني المصطلق انقض المسلمون عليهم واستولوا فيه على ما كان لدى المصطلق من المال والنساء . وبين السبايا كانت جويرية بنت الحارث ابنة سيد المصطلق ، هرعت جويرية وبمحمد علقت قي رجاء عينا هذه الشابة التي كانت نحو العشرين من العمر كانت حلوة ملاحة لا يراها احد الا اخذت بنفسه فعقد محمد كتابه عليها وتزوجها . خفق قلب عائشة بالكراهية والغيرة وقد جاءت به هذه الغزوة من حدثين لهما اهمية كبرى في التاريخ الاسلامي . النزاع الذي نشأ بين الانصار والمهاجرين في تقسيم الغنائم فقد شهر كلاهما السلاح في وجه الاخر في غمرة السبب وتحت تأثير الافراط في الخمر قرابة عشرين عاما من الزمن حتى غزوة المصطلق لم يتناول محمد خلالها الخمر بتشريع ولكن اعقاب انتصار على المصطلق والافراط بالشراب افرجت شفتا محمد عن تشريع جديد لا يحرم الهمر وانما يوصي بتجنبها اما حديث الافك محوره صفوان وعائشة فقد عاد محمد ومعه جويرية الى المدينة ولكن في الركب العائد لم تعد عائشة ولا صفوان الا في فجر اليوم التالي لتراهم المدينةودارت الالسن عليهما ولم تقنع حجج بأن عقد قد انفرط وانهماكهما في جمع حبات العقد خصوصا ان صفوان اشتهر بوسامته الفائقة فراحت تلوك اسميهما حتى اشتعل قلب محمد غضباً ممزوجاً بالغيرة فارسلت الى بيت والدها لتظهر بعدها الحقيقة بأن صفوان مخصي ولا يستطيع ان يقوم مقام الرجال فجاءت براءتها .
لا ثمة شك في ان الزمن في هذه الفترة الزمنية قد تغير فالان انما آن فيه على صفحة شبه الجزيرة العربية قد امسى يترامى في امتداد طاوياً بقعة بعد بقعة مجترفاً قبيلة بعد قبيلة ظل محمد يعلن نسخ بعض القديم من الاية بالجديد من الاية لاغياً آيات السلم بآيات القتال ، لتعلن سياسة السيف وقتل كل من أبى الاسلام ومره ان يكون من المسلمين
كتاب يعرض الحياة الدينية في شبة الجزيرة العربية تبدأ في فترة مبكرة على الرسالة فتبدأ في فترة سيدنا إسماعيل وقبيلة جرهم تتبع الكاتبة أسلوب نقدى متحرر وتعرض افكارها بطريقة فلسفية وتكتب بأسلوب مكثف ملئ بالأفكار ألا ان الكاتبة ترسم صورة من وحى خيالها بطريقة فلسفية دون ايراد مراجع لما أوردته من أفكار
فابكار السقاف لا تذكر أي شيء عن الوحى الإلهي أو ان محمد صلى الله علية وسلم رسول من عند الله انما شخص بتمتع بدرجة عالية من الذكاء والحنكة السياسية فهو شخص يريد ان يجمع الجزيرة وما حولها تحت امرته تحقيقا للفكرة الهاشمية فالأمر لا يحتاج الا كتاب ودين تعرض ابكار أفكار غريبة وان ورد بعضها في كتب تراث الا انها لا تعرض الا للأفكار الغريبة فتقول انه عندما عرضت قريش على الرسول أموال ليتراجع عن الدعوة فترجع ابكار السقاف رفضة الى ان أموال السيدة خديجة اغنته وجعلته من اغنياء قريش وعندما عرضوا علية ان يكون من اشرافهم فرفض لانه من نسل هاشم فلا يعوذه شرف اما عرضهم ان كان يريد ملك ملكوه عليهم فرفضة يرجع لمعرفته انهم يرفضون الملك ولم تذكر السقاف اى شيء انه مكلف من عند الله بنشر الدعوة ودين الله
نقول السقاف ان الرسول محمد صلي الله عليه وسلم (مع العلم انها لا تذكر انه رسول او تورد الصلاة عليه) يعلم أحوال القوم وما يدور من أحوال سياسية فعمل على تكوين وحده بدعوته الى الإسلام وانه اتبع طريقة الانتقاء في بداية الدعوة فدعا زيد بن حارثة ليكون طريقة الى دعوة الموالي ودعا أبو بكر ليتمكن من التجار والاغنياء . وتفيض ابكار السقاف الحديث عن الهجرة الى الحبشة وحديث الغرانيق وان الرسول بعد الهجرة الى الحبشة قد تقرب الى قريش وتراجع عن أفكاره وان هذه الاخبار قد وصلت الى الحبشة ان محمد وقريش قد تصالحا مما عمل على عودتهم وانهم عندما وصلوا الى مكة وجدوا انها اخبار كاذبة وتتحدث عن اسلام عمر انه احزنه هجرة البعض الى الحبشة لأنه يحب الجمع فاعلن اسلامه وعندما تذكر جمع سيدنا عثمان للقران تقول ان عثمان جمع بعض الكلم الذى تحدر من شفتي محمد في مصحف اسماه باسم عبرى وهو القران ثم تسرد الهجرة الى المدينة وان الرسول بدأ يحدث عن قصص موسى وهارون وإبراهيم وهاملن وفرعون محاولة للتقرب الى اليهود في يثرب وانه بعد الحرب التي دارت بين الاوس والخزرج أصبحت السيادة في يثرب لليهود الذين يتفاخرون على الاوس والخزرج برسول وكتاب مما دفعهم لمحاولة التوحد تحت ملك فاختاروا عبد الله بن محمد لكن عندما اتى موسم الحج ارجأ الامر فتقابوا في مكة بالرسول فتغير فكرهم الى محمد بن عبد الله بدلا من عبد الله بن محمد فبمحمد سيكون لهم رسول وكتاب وانه من قريش اى من خيرة العرب وكذلك لصلة القرابة لبنى النجار
طيلة الكتاب تتعرض ابكار السقاف لبعض الآيات وأسباب نزولها وكذلك للتناسخ وتقوم بعرض لجميع الغزوات وتعرض بعض الأفكار الغريبة عن التراجع عن التسامح الديني او عن البداية كانت التخيير ثم تم التحول الى التسيير والجبرية وتعرض الآيات للدلالة على ذلك
اما للتقييم فالنجمة الأولى لأسلوب الكاتبة المتمكن في السرد وعرض الفكرة والتمكن من الكتابة والنجمة الثانية لجرأتها في عرض الأفكار والتي ان تم عرضها فمن البديهي ان تواجه بالتكفير في مجتمعنا النجمة الثالثة الأسلوب الخيالي في تفسير الاحداث اثناء القراءة يتبادر الى الذاكرة كتب من حياة محمد لهيكل او كتاب على هامش السيرة لطه حسين
يعاب على الكاتبة كثيرا ايرادها فقرات كاملة بين علامات تنصيص دون ذكر المرجع
أبكار السقاف تلميذة العقاد أسلوب فلسفي في سرد حياة العرب قبل و بعدالاسلام على مختلف أديانهم في الجزيرة العربية من صابئة ومسيح ويهود وكيف كان الموحدين يمارسون شعائرهم قبل الاسلام من حج ونحوه تبين السقاف ان الشرك ليس كما نتبنى مفاهيمه هي اشراك آلهة مع الله من اصنام وأوثان بل اتخذتها العرب وسطاء بينهم وبين الله وهذا ليس شركا حسب بحثها ايضا توضح ان هناك صلوات تمارسها العرب قبل البعثة المحمدية وعددها ثلاث صلوات باليوم تقريبا انصح به
تعاملت الكاتبة مع موضوع الرسالة بشكل محايد ، ولم تظهر ميولها الدينية في الكتاب، اظهرت وجهة نظر الطرفين المتنازعين في مكة والمدينة بشكل مختلف ، فتارة تجعل احدهم هو صاحب الحق وتارة تجعل الاخر كذلك ،استخدمت لغة عميقة وذات ابعاد في المفهوم التاريخي الاسلامي ، وكانها تكتب عن حقبة مختلفة ليس لها بهم اية صلة دينية او تار��خية ، لا ينصح هذا الكتاب لمن لم يقرأوا عن الاسلام شيئا او من قراءتهم في التاريخ الاسلامي ليست قوية ، ولكن ينصح به كقصة رجل غير قانون البشرية وبقي هذا التغيير الى يومنا الحاضر " ...الشخصية الفذة العجيبة التي لم تكن فحسب أعظم شخصية سياسية عرفتها دنيا شبة الجزيرة كلا ولا أقدر شخصية عرفها تاريخ العالم العربي كلا ولا أروع شخصية أشرقت على الشرق قاطبة كلا !.... وإنما شخصية لم يوجد لها سبق مثال ولم ير الشرق لها شبيها بما نفثتة فيه من روح الايمان بالايمان بها عبر ذلك العبير" اللهم صلِ وسلم على محمدً خير البشرية .
اكثر ما اثار اعج��بي بهذا الكتاب هو الجزء الاول عن أديان الجزيرة قبل الاسلام حيث نعاني من ضعف الكتابات في هذا الجانب . بعد الاسلام، فهذا الكتاب لا يخلو من جرأة ويحاول نسف الرواية التقليدية للسيرة النبوية مجردة الرسول من أية قدسية أو حتى نبل في معاركه، لكن هذا الكتاب يفقد مصداقيته كليا بسبب ضعف مصادره أو غيابها. لا تذكر الكاتبه مصدر معظم كلامها ولَم يتكرر في الكتاب الا مصدرين ثلاثة مما يجعل الكتاب مجرد رواية غير علمية عن احداث تلك المرحلة.
هذا الكتاب ثوري بحق، كيف لك أن تعي تطور الدين في مرجوه الأصيل "المعاملة" دون أن ترى كيف سار بين أصحابه عرفاً و مرجعية لمجتمعات خلال أطوارها الأولية و الوسيطة، هنا يتبين للمتدين أصل عقائده و لغير المتدين بعض جدلياته المبنية على التاريخ، يعيب الكتاب كثيراً أسلوبه غير المنهجي في البحث التاريخي، لكنه ثري جداًَ لا جدال.
كتاب كبير ومليان تفاصيل من بدايه شبه الدزيره العربيه وتكونها والاديان ال انتشرت فيها بتفاصيها ومعتقادتها والفتره التى شهادت ظهور الاسلام من بدايه انكساره ليسطرته على شبه الجزيره العربيه ... مليان مواقف واخبار عن الجزيره العربيه ف فترات تكونها وتفاصبل ساكنيها مش موجوده ف كتاب تانى
لما تكتشف ان الكﻻم اللي بيتقالك من خمسة و عشرين سنة ممكن يبقى ليه وجهة نظر تانية باحداث مختلفة .......... سرد تاريخي لفترة الرسالة المحمدية و ما قبلها بدون تقديس ديني ...... الكاتبة معتمدة على الشعر الجاهلي و كتب سيرة زي ابن هشام
بدءاً ،الكتاب كتب بلغة أدبية رفيعة المستوى وهو ماأبهرني جدا،خاصة وأن الكتاب لاعلاقة له بالأدب. محتوى الكتاب مثير للاهتمام ولو أني بدأت بالخاتمة من هذه السلسلة إلا أني سأحاول كتابة مارأيته في الكتاب والكاتبة. الكتاب يحكي بداية فكرة الدين في شبه الجزيرة مبتدئاً بإسماعيل وإبراهيم وجُرهم العربية وكيف تشكلت العقلية الدينية للعرب العاربة والمستعربة على حد سواء،حتى زمن قريش وبعثة الرسول محمد. بعدها تحلل الكاتبة وقائع نشر الدين المحمدي والوصول للسيادة المحمدية على شبه الجزيرة حتى ينتهي الكتاب بشرح بعض الأفكار من وجهة نظر الدين المحمدي. . الكتاب بمجمله جيد للمهتمين بالتاريخ الإسلامي أو التاريخي الديني للعرب،قد يستفز الكتاب بعض القراء لمن لديهم قدسية تجاه النبي محمد وسيرته . أعيب على الكتاب قلة إحالته للمراجع أو المصادر التي استقت منها الكاتبة محتوى مؤَلّفها الذي يثير الريبة والفضول خاصة فيما يتعلق بشخص النبي محمد.
في البداية تتحدث السقاف عن الاديان التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، كالدين الحنيف والصابئي وعن التفكير الديني في تلك الفترة وعن الأصنام والاوثان التي كانت العرب يشركون الله في عبادتها. ثم تتحدث بالتفصيل عن الاسلام، من بداياته ورفضه من القريش والأوقات الصعبة التي مر بها محمد في مكة قبل الهجرة، وكيف أن الإسلام في البداية كان متسامحاً ثم انقلب الى دين عدائي بعد الهجرة، كما تذكر الغزوات والمعاهدات التي قام بها محمد وأصحابه حتى موته. وفي النهاية تخبرنا السقاف عن أساسيات الاعتقاد بالدين الإسلامي. الكتاب ممتع وفيه معلومات كثيرة لا يتم ذكرها ومجهولة تماما لمن لا يقرأ التاريخ الاسلامي الحقيقي وليس المزيّن الذي يتم توجيهه للعامة.
الكتاب مبني على أن الإسلام تطور بغرض توحيد العرب في دولة واحدة لبناء دولة عظمى. لاشك أن الكاتبة كانت مقتنعة بهذه النظرية و لذلك فقد أنتجت من تاريخ السيرة ما يناسبها و أهملت في النهاية الجوانب الروحية التي بطونها لا يكون لدين معنى. سأذكر هنا مثال واحد: القرآن في الفترة المكية على معاناة الأيتام و الضعفاء. السيدة السالف على العكس تصف الحكم المكب بأنه شبة مثالي.
على العموم الكتاب هام و يقدم رؤية مغايرةلما نشاهده في الأفلام المصرية
كتاب قديم ومثير للاهتمام، تحاول فيه أبكار السقاف أن تشرح كيف كان الدين عند العرب قبل الإسلام، من عبادة الأصنام والطقوس القديمة، إلى وجود اليهودية والمسيحية في بعض مناطق الجزيرة، ثم كيف ظهر الإسلام في هذا السياق. أسلوب الكتاب مباشر وفيه جرأة واضحة على وقته، لكنه يعتمد على معلومات قديمة ولم يستفد من الدراسات الحديثة. مع ذلك يبقى مهم لأنه يعطينا صورة عامة عن تاريخ الأديان في الجزيرة، ويُحسب للمؤلفة شجاعتها في طرح موضوع حساس بهذا الشكل
هذا هو الأسلام هكذا انهت الكاتبة سردها لنشأة الدين بداية من نشأة الجزيرة وظهور قاطنيها الاول وانتقالهم ومن ثم استقرارهم، تسرد الكاتبة قصة مكة منذ العصر الجرهمي مرورا بالعهد الخزاعي وحتي قصي بن كلاب زعيم مكة وشريفها الي جزنب الكثير من التفاصيل المؤيدة بالأدلة والحقائق تتعمق الكاتبة في التحلق حول الاسلام مذ بداية الدعوة وحتي وفاة النبي مرورا بمراحل ضعفها وقوتها وتغير خطابها من اللين الي الشدة ومن الضعف الي القوة مرورا بتغير الخطاب مؤيدا بالآيات المختلفة ما بسن مكية ومدينية بظروف بيئتها واسباب نزولها وفي النهاية تستعرض الكاتبة الشريعة الاسلامية بداية بماهية الدين نهاية بالجبرية والاختيار في الاسلام
تحليل تاريخى رائع وذكى للاوضاع الدينية والسياسية والاجتماعية فى حقبة ما قبل الاسلام والديانات والعبادات المنتشرة أنذاك ومجئ الرسول إلى ما بعد الاسلام وانتشار الدين الاسلامى وهيمنته كاساس لوحدة دينية وسياسية، ملئ بالوقائع والمعلومات التاريخية فى ربط قوى لتكوين بنيان نقدى ومعرفى لتلك الحقبة ورصد لتطور الفكر الدينى عند العرب وتعليل لما تلاها حتى يومنا هذا.
الرائع في الكتاب التدرج في المواضيع والمحاولة الرائعة أيضا في عرض المعلومات بطريقة مترابطة دون أن يضيع القارئ المهتم في التفاصيل , هذا بالنسبة للكتاب اما بالنسبة للكاتبة فما هذا الكتاب الا انعكاس جميل لعقلها
كتاب جرئ يوضح الظروف التاريخية التي نشأ فيها الإسلام بعيدا عن الروايات الخرافية والغير المنطقية التي تملأ الكتب الإسلامية ، اسلوب الكاتبة رائع ومشوق حتى النهاية.