مهلاً يا حمام قل لي كيف أستدل على الطريق.منذ ألف عام وحروب كثيرة، ضيعت أهلي وبيتي/ نسيت إسم الشجرة في الحديقة، ومايقوله الدوري للشتاء/ لم أعد أذكر الكثير من حكايا جدتي، ولا ضحكات الصبيان في جرس المدرسة/ لكن وجهي ظل يتلألأ في النهر.أنظر. أتراني، هناك، ضاحكاً في عذوبة المياه. لاهياً في غفلة المكان، خلف رعشة في براري الجسد/ علمني يا حمام، كيف أعود الى أزقة الفرح الصباحيّ، أستعيد رائحة البن في ركوة جارتنا الساخنة/ أسترد أحلاماً طمرتها تحت زيتونة هرمة كجدة من حنان الحفايا/ على مقعد خشبي تركت حرفين متعانقين كهرتين في ليلة باردة زينت دفتري المدرسي بشفتين من عنب الشام./ ردّني ياحمام الى أرقة البلد، الى سيدة تسقي ورود الصباح./ أعدني صبياً يسابق ظله يعتريه بعض من غضب إذا ما عبرت طائرة معادية سماء الجنوب، أو صدته فتاة مشيتها سيوف من لظى./... مهلاً ياحمام، ردّ اليّ وجهي القديم الذي تركته معلقاً عند العتبة، منقوشاً كوشم الريح في الحجر. لم ألتفت مودعاً خشية أن يرجفني الدمع أو يشطرني منديل أمي. فهل نجوت أم خيّل لي/ عدوت أم تسمرت في أرض طفولتي، عند موقدة خجولة في خاصرة اللهب؟/ مهلاً ياحمام أعدّ اليّ الينابيع التي صادقتني، مشت خلفي مثل صغار الحملان/ العصافير التي شاركتني ضحكة التين وكسرة الخبز القليل/ تبعتني حتى آخر الاستعارة، أخبرتني .. أن الزرقة ليست سقف السماء، أن الدمع ليس شرط البكاء...، مهلاً ياحمام .. أعدني عاشقاً يضّفر نجمتين.. يأتي بالأنهار، يأتي بالأسرار يقرأ طالعه في كفين من تراب: الجحيم جليل الصاعدين "الى حتفهم باسمين" الجحيم جبلان سياسيان، الجحيم جبلان سماويان: جليل جنوبي جنوب جليل. الجحيم حجلة في جوف القلب: أول البكاء دمع..آخر البكاء قصيدة. غابة من الأماني والأحلام والأحزان يرسمها الشاعر قصائد، ينثر معانيها فتأتي مترعة بالصور والألحان، وتـنـسـاب شجية عذبة في حنايا النفس. وتتراءى طيفاً حانياً باسماً حيناً وعابساً حزيناً أحايين. في شعر زاهي ظلال ماضي وبقايا أطلال. وفي شعره صرخات ألم وهمسات تحنان. وفي شعره محاولة ملحة للبرهان على أنه ليس للقافية في الشعر عنوان. الناشر: يا زاهي،
في دفتر الشمس أخطاؤنا الفاتنة تضيء الطريق لمن يحسن الحلم، وفي كتاب الشعر من الأحلام ما يكفي لإيقاظ العالم.
نمسح جراحنا من نافذة مفتوحة على غيمة صادحة في شرفة شاسعة تسع الحب كله والعاشقين جميعاً.
غيم طفيف يزين غربتنا في مساء عمان الحزين، وأسمعك تصرخ بشوق إلى ساكننا: افتح نافذتك ترانا. وكان برد غيابه يلسعنا.
يجب أن أعترف يا صديقي بأن لقاء عمان قد أعطى للصداقة أبعاداً إنسانية في منتهى العمق والتقدير.
اكتب يا زاهي وتحسس أجنحتك عبر المغامرة التي تجعلك عاشقاً أبدياً، وأجعل ثقتك في الريح حتى يشع البنفسج فرحاً.
زاهى وهبى اعلامى وشاعر لامع – ولد بلبنان وبدأ مشواره الأعلامى بالعمل فى مجال الصحافة ثم اتجه الى تقديم البرامج التليفزيونية بالقنوات الفضائية ومنها برنامج ( خليك بالبيت ) والذى حـقـق نجاحا كبيرا . - تميز زاهى وهبى فى برامجه التليفزيونية بالإبتكار الدائم والمزج بين الإيقاعين الشرقى والغربى فى شكل جديد . - كما اشتهر زاهى وهبى بتأليف العديد من المؤلفات الشعرية ومنها : - فى مهب النساء - حطاب الحيرة - صادقـوا قمرا
في الحقيقة لم يعجبي في هذا العمل الا نص وشم الريح في الحجر , الاعلامي زاهي على ما يبدو تأثر كثيراً ببرامجه الاعلامية و الموسيقى التصويرية اذ يحضرك بصورته و بحواره البارد اثناء قراءة هذا العمل , وهنا تكمن احدى مشاكل الاعلاميين الذين يحاولون طرق ابواب الادب , فمن جهة , هناك صورة محفوظة لهم يعجز القارىء على طردها من عقله اثناء قراءتهم , ومن جهة اخرى , هم يتشبثون بتلك الصورة بكل قوة لكي يفرضوها على القارىء , ومع الشعر سواء هذا او ذاك فهو سم قاتل ! أتمنى على زاهي وهبي ان يخلع برامجه و اسلوب حواره قبل ان يخلد الى الشعر , فمعظم نصوصه تحمل افكاراً مميزة , الا انها قدمت بقوالب غير ملائمة فعلقت بين الخاطرة و الشعر
مقتطفات من ديوان يعرفك مايكل أنجلو للإعلامي زاهي وهبي ------------------- الريف ليس لكنة او اسلوبا في الكلام , ريفك شهوات ضارية , نضوج مبكر تحت سماء عارية , تفتح الشوك تحت جلد النزوات , حب الحياة تحت حد المقصلة , مجاورة الموتى كأهل يقيمون إلى الأبد , فاصنع بنفسك ما تريد , وارتد ما شئت من اقنعة , لست سوى شاعر غارق في الحب , حائر بين الفراشة وقصيدتها , بين القبلة و جملتها , بين الحياة و استعارتها , فاصنع بنفسك ما تريد ------------- ارتميت على صدر المدينة , تبعثرت في النساء , كتبت شعراً , رقصت تحت المطر , تأنقت قليلاً , تعطرت بفتنة غموضي , كمنت خلف زجاج الارصفة , صيادا يرقب فريسة , على هيئة شاعر في حضرة قصيدة , تكسرني ابتسامة عابرة . ------------- الاسر السعيدة حين تجيء غداً , لن تنتبه الى تعب العمال متدلياً من الاسقف كالثريات , متسربا من الجدران كرطوبة مزمنة ------------ انتظرك و أفكر , افكر في الذين هم مثلي ينتظرون , دائما ثمة من ينتظر , حبيبا تأخر , امرأة لم تأت , غيمة ماطرة , قطارا آخر يلي الذي انطلق , شمساً تجفف احزانا ليلية ----------- أكمل انوثتها بنظرة او قصيدة , الانوثة لا تكتمل الا بذكورة الانتباه او بالشعر , الشجرة ترتعش كلما لامسها دوري ماكر , الناي لا يبوح باسراره الا بين شفتين , الارض اليباب لا يؤنثها الا مطر فاحش --------------- تسعدني اقامتي الدائمة في الاحتمال , كلما حسبت حياتي رائعة , بحثت عن خطأ فيها لارتاح , كلما ارتفعت عن الارض قليلاً , اتذكر انني دببت على اربع , لا اجيد امراً غير الحب , لا اسافر في الشتاء ---------------
أتيقن أنني تراب يعشق التراب أن الأرض لينة لولا الطغاة أن البر أمان، تبدأ وحشته أغنية حب أو نظرة أم ترمق مولودها الجديد لأول مرة. أن اليابسة أشف مما نعتقد. *** أنتظرك و أفكر أفكر في الذين هم مثلي ينتظرون دائما ثمة من ينتظر حبيباً تأخر إمرأة لم تأتِ غيمة ماطرة صوتاً طال انتظاره
هذا الكتاب بمثابة رعشة . من فئة الكتب التي نشعر نحوها بالانتماء و ضرورة العودة لقراءتها من آن لآخر . أنا مأخوذة بتفاصيله الشعرية كلها ، لي معه ذكريات لا يمكنني تجاهلها ببساطة .
أهكذا تكون الطاعة؟ لتغفرَ لي عبثي وجنوني لتباركَ من حولي كما باركتَ الذين من قبل خلقتني للحقل أردتُ أن أكون الحقل والفراشة خلقتني للحب أردت أن أكون الحب أهكذا تكون الطاعة؟ تائهاََ أرمي قلبي في بحر يلتقطه القراصنة أم يرسو في ميناء أمانك مَن يكسر الزجاجة ليقرأني؟ من ينتشلني من جوف الحوت أأطلق صلاتي في الجهات منصتاََ إلى تسابيح الحفيف عاشقاََ أنتحبُ في قفر وفي صدري الواحات خلقتني للعطش والجوع صرت العطش والجوع أردت لي ذريةََ قتلت أخي ورميت الاخر في البئر قطعت نسلي ولد أبناءٌ لي من أرحامٍ كثيرة أهكذا تكون الطاعة؟ خلقتني للوردة أغواني العطر لامست الشوك خذلتني الوردة وما خذلني الشوك كَلَلَ رأسي بمجد لم يأت بعد عالٍ جبيني وإنْ مُدمّى كلمتي نافذةُ الدهر.