ترقى الإنسان في العقائد كما ترقى في العلوم والصناعات... فكانت عقائده الأولى مساوية لحياته الأولى، وكذلك كانت علومه وصناعاته. فليست أوائل العلم والصناعة بأرقى من أوائل الأديان والعبادات، وليست عناصر الحقيقة في واحدة منها بأوفر من عناصر الحقيقة في الأخرى.
وفي هذا الكتاب يتابع العقاد نشأة العقيدة الإلهية، منذ اتخذ الإنسان رباً إلى أن عرف الله الأحد، واهتدى إلى نزاهة التوحيد. وقد بدأه المؤلف العقاد بأصل الاعتقاد في الأقوام البدائية، ثم لخص عقائد الأقوام التي تقدمت في عصور الحضارة، ثم عقائد المؤمنين بالكتب السماوية، وشفع ذلك بمذاهب الفلاسفة الأسبقين، ومذاهب الفلاسفة التابعين وختمه بمذاهب الفلسفة العصرية، وكلمة العلم الحديث في مسألة الإيمان. وكانت غايته منه العناية بالعقيدة الإلهية دون غيرها. فلم يقصد فيه إلى تفصيل شعائر الأديان ولا إلى تقسيم أصول العبادات لأن هذا الموضوع على حصره في نطاقه هو أوسع من أن يستقصى كل الاستقصاء في كتاب.
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
لماذا يسهل على العقل البشرى أن يتصور الله مخلوقا من المادة ولا يتصور المادة مخلوقة بقدرة الله؟ ولماذا يرجح ذلك الاعتقاد على هذا الاعتقاد؟
ـــــــــــــــ
إن القائلين بوحدة الوجود يرون أن الكون هو الله و أن الله هو الكون وأنه لا فرق بين الخلق ولا بين المظاهر المادية والحقائق الإلهية وقد صدق الفيلسوف الألماني شوبنهور حين قال : إن أصحاب هذا المذهب لم يصنعوا شيئا سوى أنهم أضافوا مرادفا آخر لاسم الكون فزادوا اللغة كلمة ولم يزيدوا العقل تفسيرا ولا الفلسفة مذهبا ولا الدين عقيدة
ـــــــــــــــ
لو ظل الإنسان ينكر كل شيء لا يحسه لما خسر بذلك الديانات وحدها بل خسر معها العلوم والمعارف وقيم الآداب والأخلاق
ـــــــــــــــ
لا استغراق في ارضاء الحس ولا استغراق في قمعه وتجريده بل توسط بين الغايتين في أمور الحياة الثمانية وهي الفهم والعزم والكلام والسلوك والمعيشة والعمل والتأمل والفرح
ـــــــــــــــ
فى الطبع الانسانى جوع إلى الاعتقاد كجوع المعدة الى الطعام ولنا أن نقول أن الروح تجوع كما يجوع الجسد
ـــــــــــــــ
إذا بقى الإيمان بالحق فقد بقى أساس الشريعة بكل جيل وفي كل حال
.. لعل ما أراده العقاد بهذا الكتاب "الفلسفة الإلهية" أو "التوحيد عند الفلاسفة" أو "نظرة الفلسفة قديماً وحديثاً للإيمان بالله وتوحيده"، وهذه العناوين تُخرجك من الطابع السابق الذي تكون من عنوانه .. هذا ما يخص العنوان، نأتي إلى العرض : .. سرد متداخل، دسم، لا يشد الإنتباه بل على العكس يشتت الإنتباه ويعكره .. . النقطة الأهم في كل ما ذكر العقاد: أن الأديان عرضة للتطور حتى الوصول إلى التوحيد، وأن ما يخص العصور"الهمجية"-على حد تعبيره- لم يكن هناك توحيد بل وثنية شركية تؤمن بتعدد الآلهة ..!! يعني من السياق المذكور : أن التوحيد هو رمز على رأس القمة وما تفعله الأديان المتعددة هو الترقي إلى الصعود حتى الإيمان بالله وحده!، وهذا لا يخالفه المنطق فحسب بل كل شيء من بداية خلق آدم وحتى يومنا هذا .. التوحيد هو البداية وما يخرج عنه أو يُخرجه هو الظلال بعد الحق، وهو السبب بعينه الذي أرسل فيه الله الرسل بعد الحقبة الصالحة من بني آدم وظهور الشرك، وكذلك التجديد في كل زمان وأمّه ..
عرض متين لفكرة هرائية.. وهي الفكرة المشهورة القائلة بأن "تصور" الإنسان "للإله" تطور مع رقي البشرية وتحضرها من الوثنية إلى التوحيد.. وهي الفكرة المرفوضة إسلاميا.. فآدم -وهو أول البشر- خُلق موحدا ثم ضلت ذريته من بعده لتطاول الزمن وبفعل الشياطين والخرافات ورفض اتباع المرسلين.. لهذا أعطيت التقييم المنخفض لأن الفكرة هرائية ولكن العرض متين كعادة ما يكتب الأستاذ العقاد رحمه الله
في درب هذا الكتاب كان لي غاية فانتهيت إلى أخرى..أماغاية البداية فكانت جوع الهزيل لتكرار الاسم الجليل مرات بعد مرات وبأي سياق كان ...ولأني أبداً لم أقترف قتل الاكتشاف بمطالعة فهرس كتاب، فلقد كان كافياً لاستدراجي إلى هذه الصفحات ما كان قد اختير لها من عنوان...وكجائع نفس لم يتبقى له من علامات الهزال الروحي سوى ضمور القلب ظللت أمنّي هذه النفس الواهنة بمثل هذه الكلمات: كان الله ..فخلق الله.. ..قال الله ففعل الله ..وعد الله فصدق الله... أمر الله فهدى الله..غضب الله فرحم الله ....أحيا الله فأمات الله ثم بقي الله .....فأنا لا أريد هداية من عاش حتى رأى نصف البشرية مضرجاً بالدماء فعرف الله ....بل أريدها هداية من أيقن أن الكلمة الطيبة ..الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء هي (الله) ، فظل يسقي الغرس بالذكر ويظلّ النفس باليقين في غير انتظار للثمر حتى صار القبر أول مواسم الحصاد.......جميلة جداً هذه الفكرة أليس كذلك ؟؟ بل مذهلة !! تصفيق حاد أرجوكم للنفس التي لا تسأم خداع الذات بالذات !! فلو كان أمر الهدى بالتكرار اللفظي فلما لم تفعلها الصلاة ولا يخلو ذكر الله من سجودها والقيام ؟؟ ولكنّا أسمعنا الظالمي أنفسهم إذاعة القرآن الكريم وهم نيام فأصبحوا متقين !..ولآمن من في الأرض كلهم أجمعين !!...وبالتأكيد لم يكن للعقاد شأن بما ظننت وما أريد ..فلقد كان يعرف غايته منذ الصفحة الأولى، معللاَ في كتابه هذا جوع الروح للعبادة ..ومحللا حاجة العابد للمعبود..و مؤرخا ما كان في قلوب البشرية بما يمكن أن تسميه أنت (السيرة الإلهية) او كما سماه هو ((تاريخ اليقين)).
كدت أنفر من الكتاب في البداية قدر نفوري مما يسمى بعلم ((مقارنة الأديان)) والذي قد تأخذ بعض المنتسبين إليه حماسة العصبية ليظن أن وقفته ندّا أمام آخر في إحدى المناظرات هي إحدى مساعي هداية الآخرين ، وكأن أحدهما أو كلاهما قادر بالمنطق وحده أن يفسر معجزات معتقده والتي يراها الآخر خرافات تماماً كما يرى هو مقدسات ندّه أساطير..وقلما وجدت من علمائه من استطاع أن يبقي لنفسه قلباً سليماً كان أولى أن يلقى الله به ....ولولا وجه (أحمد ديدات) الجميل وابتسامته السمحة لاجترأت على القول بأن هذا الضرب من العلوم شرٌ كله ..فإن كنت لابد داعٍ إلى دينك على ملأ فلتدعو وحدك هادئا باسما ، ثم بنفس الهيئة تولي راحلاً غير عابء إن تبع رحيلك زهور الحاضرين أو نعالهم....ولكن إن لم أجترأ أنا بالنقد لجهالتي فلقد إجترأ العقاد بعلمه قائلا: ((وقد أسفر علم المقابلة بين الأديان على كثير من الضلالات والآساطير التي آمن بها الإنسان الأول ولاتزال لها بقية شائعة بين القبائل البدائية أو بين أمم الحضارة العريقة ولم يكن من المنظور أن يسفر هذا العلم عن شئ غير ذلك)).
مممم طيب!! والآن عندما يسير بك العقاد بين فصول الكتاب المتتالية متحدثاً عن الوثنية عند الإنسان الأول ثم عبادة الأسلاف والشمس عند الفراعنة القدماء ثم البوذية في الهند والمجوسية بأطوارها عند بلاد فارس وعبادة آلهة الأوليمب عند الإغريق ثم يرحل بك إلى تأملات الفلاسفة اليونانين في عصور ما قبل الميلاد لحقيقة الوحدانية ثم يدلف من ذلك إلى الديانات السماوية واحدة تلو الأخرى ...بعد كل ذلك حتما ًستجد السؤال يقتحم عليك تركيزك ما بين كل فصل وآخر ... قائلا (وماذا يفعل العقاد الآن سوى ما انتقده منذ آن ليس ببعيد؟؟) ..ولن تكون هذه العبارة الغارقة بين أسطر الصفحة 118 كافية لإرضائك حيث يقول رحمه الله ((ونحن هنا لا تعنينا مقارنات العقائد إلا من جانب واحد وهو جانب التطور البشري في إدراك صفات الله )) بل ما سيرضيك حتى النخاع سيكون أدبه الجمّ في السرد ..سواء في ذلك إن كان السياق عن معتقد لعبادة العجول و الأحجار أو عبادة الله الواحد القهار ....فلقد حصر دوره منذ البدء كمصور فوتوغرافي شغوف بالصورة الوجدانية (لله ) في النفوس الإنسانية .تاركاَ النقد حظاً للمشاهد...و التسفيه هبة للعميان.
كانت هذه المقاطع مما استوقفني عند بعض الديانات: فبعد تأكيده أن الديانة الشمسية كانت دوما تسبق فكر التوحيد على مدار العصور ,,وبعد ذكره لكل انواع العقائد التي تواترت على المصري الأول يقول ((أما أثبت العبادات وأعمها وأقواها وأبقاها إلى آخر العصور فهي عبادة الموتى والأسلاف دون مراء، فإن عناية المصري بتشييد القبور وتحنيط الجثث وإحياء الذكريات لا تفوقها عناية شعب من الشعوب ، وقد بقيت آثار هذه العبادة إلى ما بعد بزوغ الديانة الشمسية)) و طبعا يمكنك أنت أن تضيف مطمئنا (وإلى ما بعد الديانة المحمدية ) أيضاً !! ثم يستطرد قائلا في موضع آخر ((وعبادة آتون هي أرقى ما وصل إليه البشر من عبادات التوحيد في القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، فلم يكن المراد بأتون قرص الشمس ولا نورها المحسوس بالعيون ولكن الشمس نفسها كانت رمزا للاله الواحد الأحد المتفرد بالخلق في الأرض والسماء )) وكان أول من دعا إليها الفتى الملك (أخناتون ) والذي كان معروفا بكثرة الخلوة والتأمل وكان حالما لطيف النفس لا يخلو من عناد ..وستجعلك سيرته للتبشير بالتوحيد والتحذير من الوعيد تجلّه في نفسك وكأنه كاد أن يكون رسولا ً ..وهذه إحدى صلواته المكتوبة والتي يصف فيها إلهه قائلا :
((فهو الحي المبدئ الحياة ، المالك الذي لا شريك له في الملك ، خالق الجنين وخالق النطفة التي ينمو منها ، نافث الأنفاس الحية في كل مخلوق ، بعيد بكماله قريب بألائه ، تسبح باسمه الخلائق على الأرض والطير في الهواء ، وترقص الحملان من مرح في الحقول فهي تصلي له وتستجيب لأمره ، ويسمع الفرخ في البيضة دعاءه فيخرج إلى نور النهار واثباً عى قدميه قد بسط الأرض ورفع السماء وأسبغ عليهما حلل الجمال وهو ملء البصر وملء الفؤاد وهو هو ملء الوجود وواهب الوجود وشعوب الأرض كلها عبيده لأنه هو الذي أقام كل شعب في موطنه ليأخذ نصيبه من خيرات الأرض ومن أيام العمر في رعاية الواحد الأحد آتون ..إذا ما هبطت في افق المغرب أظلمت الأرض كأنها ماتت))
وقد تحدثك نفسك بأنه لا يناجي(الله ) بل يقول (آتون ) ولكنك ستتجاوز هذه الفكرة عندما تصل إلى شرح العقاد في إشكالية الأسماء هذه قائلاً بثقة ((وقد كان عرب الجاهلية مثلا يعرفون اسم الله كما نعرفه اليوم ولكن الله الذي وصفوه والله الذي وصفه الإسلام لا يتشابهان بغير الحروف ، وبينهما من الفارق كما بين أبعد الأرباب وبعض )).
أما في العقيدة البوذية والتي بدأت مع (جوتاما) قبل الميلاد المسيحي بحوالي خمسة قرون وهي أيضا من الديانات التوحيدية والتي تؤمن بإله واحد لا شريك له غير أنها تؤمن بالحلول والاتحاد أي أن الخالق قد يحل في أحد خلقه فيكسبه بعضا من قداسته ..كما يؤمنون ((بالدورة في وجود الكون والدورة في وجود الإنسان فالكون يتجدد حلقة بعد حلقة والإنسان يتنقل في جسد بعد جسد وسلسلة الكون ليس لها انتهاء وسلسلة الحياة الإنسانية قد تنتهي إلى السكينة أو إلى الفناء )) ..وليس خافياً للكثيرين المبادئ الراقية التي تنص عليها البوذية وأفكارها العميقة المعنى والتي ذكر العقاد في سياقها الكثير ...منها مثلا هذا الاعتقاد القائل ((إن الناس يؤمنون بالثنائية فيؤمنون بأن الشئ إما كائن وإما غير كائن ، ولكن الناظر إلى الأمور بعين الصدق يعلم أن الرأيين طرفان متطرفان وأن الحقيقة وسط بين الطرفين )) وأن سر الشقاء هو التعلق بكل ماكان له (لعنة الفناء) وأ��ك قد تصل إلى ال(النرفانا) وهي السعادة السرمدية في حياتك متى قطعت حبل هذا التعلق.
خالجني بعض من خزي الجاهل عندما علمت أن المجوسية في طورها الأول مع (زرادشت) كانت تعد من أهم الديانات التي نادت بتوحيد الإله وأن الله كما قال العقاد في مذهب زرادشت ((موصوف بأشرف صفات الكمال التي يترقى إليها عقل بشري )) بل أنه أيضا ((أنكر الوثنية وبشر بالثواب والعقاب وجعل الخير المحض من صفات الله )) غير أنه فقط ((قدس النار على أنها هي أصفى وأطهر العناصر المخلوقة لا على أنها هي الخلاق المعبود))
أسرف قليلا في بيان ما آلت إليه الديانة المجوسية متأثرة بالديانات السماوية والصراعات السياسية في بلاد فارس وبابل ..قبل أن ينتقل إلى الإغريق ليؤكد لك أنه لابد في قدر كل أمة امرءاً واحدا يبشرها بالتوحيد ..فعندما عدد اليونانيون الأرباب فجعلوا (جيا ) للأرض و(كاوس) للفضاء ..(وإيروس ) للتناسل ..ثم نصبوا على رأسها جميعا (زيوس ) ربا للارباب ...ظهر (أكسينوفون) قبل الميلاد بستة قرون ليجادل قومه داعيا إياهم لعبادة الاله الواحد المنزه عن الأشباه قائلاً ((إن الحصان لو عبد إلها لتمثله على صورة الحصان وأن الأثيوبي لو تمثل إلها لقال أنه أسود الإهاب ، وأن الإله الحق أرفع من هذه التشبيهات والتجسيمات ولا يكون على شئ من هذه الصفات البشرية بل هو الواحد الأحد المنزه عن الصور والأشكال ، وأنه فكر محض ينظر كله ويسمع كله ويفكر كله ويعمل كله في تقويم الأمور وتصريف أحكام القضاء ))..لن يفوتك وأنت تقرأ أن اجتمع للكل كما للأنبياء العناء والنهايات الحزينة .
ستشعر بنبرة العقاد تعلو وتحتد على دعاة الالحاد خاصة ثم على أصحاب المذاهب الباطلة وهو يفند بعض النظريات الشاذة في صفات الله كجدليات (هل الله سبحانه ذات واعية أم معنى مطلق)؟ ومحاولة تقييد هذه الذات بصفات تدركها الحواس المادية ..او جدلية القول (بأن الله لا يعلم الجزئيات لأنه يعلم أشرف المعقولات فقط ) وغيرها ..ولأنه مما لا يمكن حصره بحديث وجدت رده هذا كافيا لها جميعا ((إن الدين لم يكن أصدق عقيدة وكفى بل كان كذلك أصدق فلسفة حين علمنا أن الله جل وعلا ((ليس كمثله شئ)) فكل ما نعلمه أنه جل وعلا (كمال مطلق) وأن العقل المحدود لا يحيط بالكمال المطلق الذي ليست له حدود وليس لهذا العقل أن يقول للكمال المطلق كيف يكون وكيف يفعل وكيف يريد))...ولعله رد لا يكفي سوى الموقنين ولكن في بحر هذا الكتاب لمن أراد ما يكفيه ويزيد.
أما غاية النهاية مع هذا الكتاب فهي إيقاف إحدى مهاراتي الفكرية القبيحة تلك التي تهبني القدرة على القراءة عن التوبة بينما أسرح في جماليات الحب المنقطع الرجاء ولا أضيع السطر ..وأشاهد تقريرا تتناثر فيه أشلاء القتلى من الشاشات وأفكر بأن اللحم سيكون افضل على الغذاء ولا أنسى الرثاء...وأقرأ كتابا عن الزهد وأحدث نفسي بأنه سيكون أمتع لا شك لو كان على ذاك ال(تابلت )الحديث ولا يفوتني البكاء ..فينهي عقلي الليلة الواحدة إما خائراً كمن عاش يومين ..او حائراً كمن سقط منه يومه....فكل ما أفعله وأقرأه بيني وبينه أمداً بعيدا ً وإن كان بين يديّ قريب ....اما هذا الكتاب فجماله كان الاستغراق الكلي ..ذكرني بما شعرت به قبلا عند مشاهدتي لأحد الأفلام الوثائقية التي صورت بيوم واحد ..كانت مشاهد متلاحقة التتابع متباعدة المواقع لرهبان بوذيين يؤدون المناسك بينما يطوف مسلمون حول الكعبة في نفس اللحظة التي يتلو فيها القساوسة الترانيم بإحدى الكنائس بينما يزرع أخرون في إحدى القرى ويرقص غيرهم بإحدى المدن لتظل مشدوها طوال الفيلم تحدث نفسك : ..وترى كل ذلك يا الله ومازلت تهتم لأمري ؟؟ كم حقير أنا في دولاب كونك الكبير !! لينبهني العقاد بجمله الأولى في الكتاب ((إن العقيدة تعظم في الانسان على قدر إحساسه بعظمة الكون وعظمة أسراره وخفاياه لا على قدر إحساسه بصغر نفسه وهوان شأنه ))...فرحمك الله ياسيدي ..فأنت أجمل اكتشافاتي المتأخرة .
2) التقييم على طريقة العرض فقط وليس الأسلوب لأنه وحده كفيل ب 10 نجوم وليس الفكرة لأنها هامة إذا تم تناولها وتفسيرها وفقاً للإعتقاد. --------------------- :ملخص
الكتاب يستحق نجمتين فقط.. والنجمة الثالثة لأنه أتاج لي فرصاً أكثر لإعمال العقل كنت أفضّل أن أتقبلها كما هي وأؤمن بها دون تفكير، والنجمة الرابعة لي؛ لأن هذا الكتاب تحديداً حاولت قراءته عدة مرات في مراحل عمرية مختلفة لكني لم أكن أتجاوز الصفحة الأولى بسبب رهبة القراءة للعقاد وصعوبة الأسلوب في الفصل الأول إضافة لتناوله جانب كبير من الفلسفة التي لم أفهمها.
الموضوع عن تطور العقيدة الإلهية من نشأة فكرة الألوهية وتعدد الآلهة وتغليب أحدها حتى التوحيد، وينقل في هذا آراء الفلاسفة، ويعرض مراحل العقيدة في دول الحضارات القديمة وأسبقها مصر وبابل وفارس والهند وكذلك الصين واليابان لكن دورهما كان أغلبه نقل ولم يضيفا الكثير.. وتشابهت إلى حد كبير المعبودات عندهم من تقديس الآباء الراحلين والطواطم والظواهر الكونية و..... إلخ
ثم يأتي لنشأة الأديان الكتابية: اليهودية والمسحية والإسلام ومدى تأثرها بالفلسفة وتأثيرها عليها.
ثم يأتي لإثبات وجود الله بالعقل والبراهين القرآنية. --------------------- :التعليق
* أتعجب من مفكر كبير مثل العقاد أن ينسى أو يتجاهل أن الله قد خلق الإنسان موحداً ! ألم يكن سيدنا آدم موحداً بالله ؟!! ألا يستحق أن يُذكر أنه قد ضل أبناءه فنسوا الخالق؟!!
* كذلك أتعجب من أن يكتفي العقاد - وهو ما هو - بالنقل لآراء الفلاسفة دون أن يبدي رأيه؟!!
* الكتاب مختصر في كثير من الشرح خاصة مصطلحات تحتاج لمن سبق له القراءة في مثل هذا الموضوع، كذلك لا يسمن ولا يغني من جوع وحده في هذا الموضوع ويُعتبر مجرد تلخيص لمجهودات العديد من الفلاسفة.
* على أية حال (إِنَّكَ لا تَهْدي مَنْ أَحْبَبْت وَلَكِنَّ اللهُ يَهْدي مَنْ يَشَاء) صدق الله العظيم
* ربما أعود إليه مجدداً إذا قرأت في العقائد لأحكم عليه بشكل أفضل.
كنتُ دائم الشعور بأن العقاد يقدم ذروة انتاجه الفكري في الكتاب الذي بين أيدينا ، ولهذا أجلت قراءتي له مراراً حتى تكون الظروف والاجواء المحيطة بي مناسبة لقراءة عميقة ومتأنية ،وكعادة العقاد في عدم تخييب الآمال المعقودة عليه كان الكتاب موافقاً لشعوري الدائم بأنه ذروة انتاج المفكر الكبير .
يواكب العقاد الرحلة الكبرى للفكر الانساني للوصول الى معرفة الله ، ويتابع الأطوار الدينية والفلسفية والعلمية في سياق محاولات الانسان للتعبير عن الحقيقة الالهية .
طويلٌ هو تاريخ العقل البشري في الترقي الى فكرة التوحيد ، فلك ان تتخيل كم العقائد والأرباب التي سادت في الحضارات المختلفة الى ان فعل غربال الزمن فعله في تصفيتها .
اهتم العقاد بدراسة التطور البشري في ادراك صفات الله ، ورصد نقاط التحول في كل مرحلة من مراحل هذا المرتقى الوعر نحو الحقيقة الالهية .
عشرات الأفكار الرصينة التي عرضها الكاتب لكبار المفكرين والفلاسفة من مختلف العصور عن المباحث الالهية والوجودية ، مبدياً رأيه فيها بموضوعية ، محكماً لهذه الأفكار بأدوات الحس والعقل والوعي والبديهة مستخلصاً نتائج قيمة في معظمها .
اما انت " فلك أن تنكر ما لا تعرف ، ولكن ليس لك أن تزعم أنه منكر لانه مجهول لديك .. " .
و اليك بعض ما جاء في خطبة منسوبة للامام علي واردة في نهج البلاغة :
" وكمال معرفته التصديق به ، وكمال التصديق به توحيده ، وكمال توحيده الاخلاص له ، وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه ، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف انه غير الصفة ، فمن وصفه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثَنَّاهُ ، ومن ثَنَّاهُ فقد جزأه ، ومن جزأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إاليه فقد حَدَّهُ ، ومن حَدَّهُ فقد عَدَّهُ ، ومن قال : « فِيمَ ؟ » فقد ضَمَّنَهُ ، ومن قال «عَلاَمَ؟» فقد أخلى منه ، كائن لا عن حدث ، موجود لا عن عدم ، مع كل شئ لا بمقارنة ، وغير كل شئ لا بمزايلة ، فاعل لا بمعنى الحركات والآلة ، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه ، متوحد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده ....."
وتعقيباً على المقطع السابق فالمجد لك ان كنت من السائلين « فِيمَ ؟ » و «عَلاَمَ؟» فهو واجب العقل الذي لا يجوز له أن يتخلى عنه في سعيه الى الحقيقة .
رأيي في هاذا الكتاب : فلسفي بحت .. صعب .. ولايمكن الإبحار فيه بسهولة هو كتاب ليس للمتعة .. كتاب يحتاج التركيز الشديد عند قرائته ,, مااعجبني من هاذا الكتاب فصل براهين وجود الله وفصل البراهين القرانية .. الكتاب مقسم لعدة فصول ,, *أصل العقيدة *أطوار العقيدة الإلهية وهي 3 اطوار مرت بها الامم البدائية في اعتقادها بالاآلهة والأرباب 1)دور التعدد : تعدد الآلهة والارباب فقد تعد بالعشرات وقد تتجاوز المئات 2) دور التمييز والترجيح: تبقي الارباب على كثرتها وياخذ رب منها في البروز والبرجحان على سائرها 3)دور الوحدانية :تجتمع الأمة فتجتمع الى عبادة واحدة تؤلف بينها *الوعي الكوني * الله ذات
. .
بعدها يتكلم عن أطوار الاعتقاد في عدد من الدول مصر الهند الصين فارس بابل اليونان
أطوار الآعتقاد غاية في العجب .. لم اكن اعلم عن البدايات الأولى للعقيدة في هذه الحضارات وخصوصا قصة أوزيريس اله الشمس ..
. .
ينتقل بعدها الى *مرحلــــــــة جديــــــــدة في الدين *بنو اسرائيل *الفلسفة -لاارى اي اهمية لهاذا الفصل , فلسفة من اسمه .. اعتقادات وتصورات فلاسفة لاتغني ولاتسمن من جوع *المسيحية *الإسلام *الأديان بعد الفلسفة 1)اليهودية 2) المسيحية 3) الإسلام
التصوف* براهين وجود الله * * البراهين القرآنية * آراء الفلاسفة المعاصرين في الحقيقة الإلهية - من العنوان ,فلسفات طويلة عريضة , اعطتن�� فكرة عن تفكير الفلاسفة في الخالق والخلق , وكل ماحولنا كل يدلي برأيه وفلسفته وفي النهاية , هي مجرد فرضيات وتحليلات في سبيل الوصول للحقيقة المبهمة لهاذا الكون في نظرهم .
*العلوم الطبيعية والمباحث الإلهية
. . .
وجدت هاذا الكتاب مثيرآ للاهتمام في بعض النواحي والفصول .. اشبع بعضا مما كنت احتاج لمعرفته .. وكشف عن كثيـــر من المعتقدات الغريبة الغابرة . لم يكن تجربة مسلية على الإطلاق , فقد كان هاذا الكتاب من اصعب الكتب اللتي قرأتها .. انصح بهاذا الكتاب لمحبي الفلسفة فهاذا الكتاب يحوي العديد العديـد منها . . .
قرأت الكتاب من زمن ،ولكن أذكر مدى ضيقي منه ،بسبب استنتاج غير منطقي بالنسبة للمقدمات التي يقولها ،العقاد _حسب ذاكرتي_يأخذ بالقراءة التاريخية للأديان والتصور الإلهي ،ويحلل تطور التصور الانساني للإله بتطور معارف الانسان وقدرته ،ثم يصل بعدها للتوحيد ،الذي هو _كما يقول_خلاصة المجهود البشري الجبار الممتد آلاف السنين ،وهو عين الصواب ،ولكن السؤال هنا ،إن كان التوحيد محض تطور معرفي للإنسان كما يقول العقاد ،وليس نتاجا لأي تدخل إلهي يلهم الإنسان المعرفة ،فلا يوجد أيضا ما يمنع أن يكون هناك شئ أرقى من هذا ،لإن الانسان الذي توصل للتوحيد ،نحن الآن أكثر ذكاءا ومعرفة منه ،،
أول كتاب أقرأه من سلسلة العبقريات، -رغم أن أسلوب العقاد فيه شيء من الصعوبة اللغوية - إلا أن تسلسل الأفكار في الكتاب وطريقة عرضها أعجبتني، مجهود رائع في قراءة تطور العقل البشري وطريقة تفكيره، خصوصا بما يتعلق بفكرتهم عن الله عز وتعالى عن بعض الأفكار والخرافات القديمة. أعتقد أنه من الكتب التي سأعود إليها مرة أخرى لقراءة أجزاء علمتها لعدم قدرتي على هضمها فكريا إذ فضلت الإبحار في قراءة عدد من النقاط والعودة إليها ربما أستطيع استيعابها بشكل أفضل, أو ربما تفيدني في بعض الأفكار البحثية التي أخطط لها-إذا أسعفني الكائن المسمى وقت-. في المرحلة الحالية قررت عدم تمرير أي معلومة أو فكرة لا أفهمها لأن القراءة الآن في نظري يجب أن تكون تعليم بحت, خصوصا إذا أردت رفع مستواي الثقافي فيجب أن أخرج بعد كل كتاب إذا شدني موضوعه بقائمة للتبحر ومصطلحات جديدة فهمتها. من حسن حظي أنني اقتنيت عبقرية محمد وعمر وعلي وخالد بن الوليد، سأمر عليها وان شاء الله يكون لها محل في تحدي القراءة هذا العام. قرأت قبل سنوات رواية سارة للعقاد ولم أستطيع –هضم الكتاب- وتوقفت عن التفكير باقتناء كتب له والآن اقرأ شيء مختلف تماما، شكرا لنجلاء حسين التي تحدثت كثيرا عن العقاد حتى أعادت بوصلتي باتجاهه.
كتاب مهم في البحث في فكره الإله مليان معلومات كتير عن تطور فكره الاله في ذهن الانسان ، فهرس الكتاب هيدل علي ما سيتحدث عنه العقاد أربع أجزاء مهمه في الكتاب 1 - العقيده الالهيه و فكره تطور الدين في عقل الانسان و أسبابها و أصلها
2 - براهين وجود الله جدل فلسفي و أفكار منقوصه بيتبادلها الطرفين ، المؤمن و الملحد
3 - مسأله العلم و الدين ربما كل محاولاتي للاقتراب من الصراع بين الله و العلم تنتهي لصالح الفروض العلميه و لعن لكل التوفيقيين اللي بيضحكوا علي نفسهم و علي القاريء بمحاولات أكثر عبطا من الاعتراف بالتناقض ربما العقاد استمر في نفس النهج و ان كان هو اكثر جديه من حيث محاوله اثباته عن عجز العلم عن ادراك الحقائق كامله و لكن تجاهل او جهل التناقضات بين افتراضات الأديان و الاثباتات و النظريات العلميه .
4 - خاتمه المطاف جزء أخير مهم لتلخيص فكره الكتاب و اجمال لرأي العقاد في مسأله وجود الله و ماهيته و النقطه الأهم هي مسأله الخير و الشر و التي اعترف العقاد نفسه بنقص و عدم كفاءه اقتراحاته في المسأله و التي يبرر انه لم يكن في الامكان احسن مما كان و غايه الكمال كانت في النقص .
• عن الكتـــاب : يقـول العقـاد عن الكتـاب في صدر مقدمته : " موضوع هذا الكتـاب نشأة العقيدة الإلهية ، منذ أن اتخذ الإنسـان ربًّا إلى أن عرف الله الأحد ، واهتدى إلى نزاهة التـوحيد ".
ويعد هذا الكتـاب؛ ( الله – كتاب في نشأة العقيدة الإلهيـة ) .. هو من أعظم الكتـب التي كتـبها عملاق الفكـر العربي – عبـاس محمود العقـاد – رحمه الله أرحم الراحمين .
• تلخيص الكتــاب :
ينقسـم الكـتـاب من حيث مراحل موضوعه إلى ثلاث مراحل : المرحلة الأولى : تحدَّث العقـاد فيها عن أطـوار العقيدة الإلهيـة الأولى ، المرحلة الثـانية : وهي مرحلة جديدة في الديـن .. تحدَّث فيها عن الأديـان الكتـابية الثلاثة .. وتحدَّث فيها أيضًـا عن نشـوء الفلسفة ، المرحلة الثـالثـة : وهي مرحلة الأديـان بعد الفلسفة ، ثم ختم الكتـاب بإلمامة سريعة للموضوع في ( خاتمة المطاف ) .
-ونبـدأ من بداية المرحلة الأولى في الكتـاب ، والتي يبتدئها العقاد بأصـل العقيدة لدى الإنسـان منذ قدم التـاريخ ، وعقائده الأولى التي كانت مساوية لحياته الأولى – حياة الهمج " فقد جهل النـاس شأن الشمس السـاطعة وهي أظهر ما تـراه العيـون وتحسه الأبدان " فنتج ذلك عن " عقائد همجية " كما يصفها العقاد . ويعتبر أن ذلك يدل على أن " الحقيقة الكبرى أكبـر من أن تتجلى للنـاس كاملة في عصر واحد " كما يدل على " وجود الاستعداد للعقيدة أولا ثم تـوجد العقيدة " وأن " في الطبع الإنسـاني جوع إلى الاعتقاد كجـوع المعدة إلى الطعـام " ، ويدل على وجود بـاعث أصيـل لدى الإنسـان على الاعتقاد . فاتفق علماء الأديـان على وجوده واختلفوا على كنهه .. فتعدّدت أقـوالهم ، وقد استعرضها العقاد عرضا يلم بأهمّها ، ثم فنّدها العقاد قولا قولا ونقدها وعلق عليـها ، ثم أجمـل تعليقه في النهاية بأن " مسألة العقيدة أكبـر من أن يحصرها تعليل واحد ... وهكـذا كل شعور واسع النطـاق في طبيعة الإنسـان " ثم ينقل العقـاد عن علماء المقابلة بين الأديـان معرفتهم لثلاثة أطـوار عامة مرَّت بها الأمم البدائية في عقائد الآلهة والأرباب ، وهي : دور التعدد – دور التمييز والرجحـان – دور الوحدانيـة . ثم يتساءل العقاد عن صفة الوجـود ، أو صفة ما " موجود " ، ويقول بأن ألزم لوازم الموجود هي أنه " غير معدوم " ، ويقول بأن مجرد تعريفه بأنه هو ما يدرك أو يحس لهو تعريف قاصر ؛ لأن – على العموم – " الموجودات غير محصورة في المحسوسات " وعلى ذلك يبني تعريفه لمصطلح " الوعي الكوني " بأنه : كل وعي يتجاوز آمـاد الحواس المعهودة . ثم ذكر العقـاد ملكات نفسانية وظواهر إنسانية خارقة للعـادة .. حيَّرت العلماء .. ثم بدأوا يعملون فيها بالبحث والاستقصـاء ، وهي ظواهر كـ : الشعور على البعـد – التوجيـه على البعد – تفسيـر الأحلام – الاستيحاء الباطني – الوسواس ... وغيرها . وقد شرحها العقاد وذكر أمثـلة لمحاولات علمية لتحقيقها بالتجربة والاستقصاء . ثم يعقب في نهايتها ويقول بأنـها " سواء دخلت في مقررات العلم أو لم تدخل فيها –لن تكـون وحدها عمـاد الإيـمان والتصديق بالغيـوب . فإن الإيـمان يحتـاج إلى حاسة في الإنسان غير العلم بالشيء الذي هو موضوع الإيـمان " . ويذكر العقـاد الماديّيـن ، ويقـول عنهم : "والواقع أنهم في إنـكارهم كل ما عدا المادة يرجعون القهقري إلى أعرق صور القدم ، ليقولوا للنـاس مرة أخرى أن الموجود هو المحسـوس وأن المعدوم في الأنظـار والأسمـاع معدوم كذلك في ظاهر الوجود وخافيـه ... ويحسبـون على هذا أنهم يلتزمون حدود العلـم الأمين حين يلتزمون حدود النفي ويصرّون عليه في مسألة المسائل الكبـرى . وهي مسألة الوجود ، بل مسألة الآبـاد التي لا ينقطع عن حقائقها في مئات السنين ولا ألوف السنين ولا ملايين السنين " . ثم يقـول العقاد أن " الله ذات واعيـة " فله كمـال الوعي والإدراك ومطلقهما ، وأنه " لا يجوز في العقل ولا في الديـن أن تكون له حقيقة غير هذه الحقيقة " ، ويقـول أن كلمة " الذات " في اللغة العربيـة هي أقدر اللغات في التعبير عن الكمـال المطلق المُنزَّه الأعلى عن نظيراتها من الكلمـات في سائر اللغات ، وأفرد تفصيلات أمثـلة لذلك . ثم يفرد العقاد جزء من كتـابه لذكر عقائد الأمم القديمـة التي كان لها دور في تعميم العقائد ، وبالتـالي انتشارها ، وهي : مصر – بـابل – الهنـد – الصين – فـارس – اليـونان ، وتضاف إليها : اليـابان .
وننتقـل إلى المرحلة الثـانية : وهي مرحلة جديدة في الديـن ؛ لأن فيها نزلت الأديـان السمـاويـة ، وقد ابتدأها العقاد بذكر بني إسـرائيل واليهودية ، وعرف عقيدة بني إسـرائيل الدينية الأولى بأنها أكثر شبهًا بالعقيدة الوطنيـة ؛ حيث أنهم لم يكونوا ينكرون وجود آلهة أخرى غير إلههم ، ولكنهم اعتقدوا أن هذا الإلـه هو إلههم هم دون غيرهم من الشعوب ،و بالتـالي كانت فكرة الكفـر عندهم كمعنى الخيـانة الوطنية هذه الأيـام ، ثم نزل فيهم الرسـل وتواتـروا ، ونزلت عليهم الكتب السماوية ، فبدأت عقيدتهم الدينية بالتخلص من شوائبـها باتجاه عقيدة دينية موحّدة منزهة للإله الواحد الأحد ، فكانت " نقطة تحول في تطور الاعتقاد بالله بين الأمم التي تؤمن اليـوم بالأديـان الكتـابية ". ثم عرّج العقاد على عـامل مهم في تطور العقائد الإلهيـة ، وهو : الفلسـفة ، وتعرّض لها منذ نشأتها التي " بدأت حوالي القرن السادس قبل الميـلاد ، في العصر الذي بلغت فيه الديـانات القديـمة أقصى آمـادها من تصوّر الفكرة الإلهيـة والعقيـدة الروحية ، وكان ذلك العصر هو عصر النضج والتمـام في الديـانة الإسرائيلية " . واستكـمل التوفيق كل العوامل اللازمة لنشوء الفلسفة ، فسـاعد ذلك على بـروز فلاسـفة أخذوا فكر الإيـمان والدين وعرضوها على البحث والقيـاس ، وقد " اختـاروا فيما أخذوه واختاروا فيما نبـذوه ، وتـزودوا من رسـالة الإيـمان لرسـالة البحث في الحكمة والعلوم " . وقد ذكـر العقاد أشهر الفلاسـفة ، وأشهر المدارس الفلسفية في ذلك العصر من الزمـان ، وتلك الرقعة من المكـان ، وشرح العقيدة الإلهية في كل فلسفة ومذهب ، فذكر : طاليـس المليطي ، ثم أكسينوفان ، وفيثاغورس ... وغيرهم . وذكر المدرسة الرواقيـة وفلاسفتـها ، ثم المدرسة الأثينية وفلاسفتـها : سقراط وأفلاطـون وأرسـطو ، وهي " أعظم مدارس الفلسفة بين الإغريق على التعميم ، سواء منها ما نشأ قبل الميـلاد وم�� نشأ بعده " . ثم يكمل العقاد ليـأتي دور المسيحية ، ويأتي وقت ميـلاد السيد المسيح عليه السـلام وقد " كان كل ما في الشـرق ينبئ برسالة مرتقبـة واعتقـاد جديد " وقال العقاد : " وكانت بشارته - عليه السلام – أعظم فتح في عالم الروح ؛ لأنـها نقلت العبـادة من المظاهر والمراسم إلى الحقائق الأبدية ، أو نقلتها من عالم الحس إلى عالم الضميـر " ، ثم جمع العقاد بعد ذلك الملاحظـات التي أوردها المتشككون من وجود السيد المسيـح ، ونقدها وردّ عليها . ثم يأتي بعد ذلك دور الإسـلام ، والذي ظهر بعد مُضيّ ستة قرون على ميـلاد السيد المسـيح ." تشعبت خلالها المذاهب المسيحية تشعبـات كثـيرة ، وتسرَّبت كل هذه التشعبـات و كل هذه المذاهب جميـعا إلى الجزيـرة العربية ... كما تسرَّبت مذاهب اليهودية قبل ذلك إلى أنـحاء الجزيرة العربية " وقد " كانت لليـهود مذاهب في الديـن تمتزج بالفلسفة أحيـانا وبالتفسيـرات اللاهوتية حينًا آخـر " ، ولكن الأكثـرين من أهـل الجزيرة – عامة – كانوا " يعبدون الأسـلاف في صور الأصنـام أو الحجارة المقدسة " ، " فلما ظهر الإسـلام في الجزيرة العربية كان عليـه أن يصحح أفكـارًا كثيرة لا فكرة واحدة عن الذات الإلهيـة ". وقال العقاد : " فإذا كانت رسـالة المسيحيـة هي أول دين أقـام العبـادة على ( الضميـر الإنسـاني ) وبشر النـاس برحمة السـماء – فرسالة الإسـلام التي لا التبـاس فيها هي أول دين تمم الفكرة الإلهيـة وصحَّحها مما عرض لها في أطـوار الديانات الغـابرة ".
وفي المرحلة الثـالثـة من الكتـاب : ألقى العقاد الضوء على الأديـان بعد الفلسفـة : وفيها الكلام عن تأثيـرات الفلسفة على عقـول المفكريـن المدينين بدين كتابي ، وكيـف أثـر ذلك على تفكرهم في الديـن وعلى تطور فهمهم لأمـوره – بخاصة الأمور الغيبية منها . ففي اليـهودية مثلا ، ظهر مفكـرون مثـل : فيـلون الإسكندري ، وابن ميمون . وفي المسيحية : تأخر ظهور الفلسفة في المسيحية – مع بعض الاستثناءات – عدّة قرون إلى ما بعد ظهور الفلسفة الإسـلامية في أوروبا الغربية . أما في الإسـلام : فقد تهيّأت الأسبـاب لظهور الفرق والمذاهب منذ الجيـل الأول ، وتلك الأسـباب كانت عديدة متعدّدة .. اختصّت بالإسـلام دونـا عن اليهودية والمسيحية . و طوى هذه الأسبـاب جميعا سبب قيـام الدولة مع قيـام الدين الإسـلامي في وقت واحد ، فالنـزاع على الدولة مرتبط بنشوء فرق ومذاهب كـالخوارج والشيعة ، وبنشوء القدريـة والمرجئة ... وغيرها . وأهم ما يتصل بالفكرة الإلهية من البحـوث التي تناولتها الفلسفـة الإسـلامية : البحث في القضـاء والقدر ، والبحث في ذات الله وصفاته . ففي البحث الأول ، اختلف البـاحثـون على ثلاث فرق : المعتزلة ، والأشعرية ، والمتشددون . وفي البحث الثـاني ، اختلفوا على ثلاث كذاك : أصحاب العقل ، وأصحـاب النقل ، وأصحـاب النقل مع اتخاذ الحجة والبـرهان من المعقول . وأورد العقاد خطبة منسـوبة إلى الإمـام علي –رضي الله عنـه – كمثـال من الأمثـلة للفكرة الإلهية في الإسـلام . ثم مـال العقاد بالحديث إلى تأثـيـر الديانات الكتابية على المذاهب الفلسفيـة ، فقال : " نشأت المذاهب الفلسفية بعد الأديـان الكتابية متأثـرة بها على نحو من الأنـحاء : فإمــا للموافقة ، وإمـا للمخالفة ، وإمـا للمنـاقشة والتفسيـر " . ومن هذه المذاهب : مذهب المعرفيين . وأعقبـه بذكر أفلوطين – إمام الأفلاطونية الحديثة . " ثم انطوت القـرون في ظلمـات العصور الوسطى إلى القرن السـابع عشر " الذي اشتهر فيه ديكـارت الفرنسي ، ثم جورج بركلي الإيـرلندي في القرن الثـامن عشر ، وخلفهما في القارة الأوروبية والجزر البريطانيـة فلاسـفة كثيـرون "من ذوي الآراء المعدودة في الحكـمة الإلهيـة .. ثم فلاسـفة ألمانيـا الذي ظهروا في القرن التـاسع عشر " ثم أفرد العقاد كلاما عن التصوف ، وقال فيـه : " لابد من فصل خاص عن التصوف بين فصول الكلام عن الفكرة الإلهيـة . لأنه ينفرد بتفسيـرات في هذا الموضوع لا تتواتـر في العقائد العامة ولا تشبه المذاهب العقليـة التي يذهب إليـها الفلاسـفة " ، وعرف التصوف بأنـه : " ملكة فردية يستعد لها بعض الآحـاد ولا تشيـع في الجماعات وقد توصف بـ (العبقرية الدينية ) إذا بلغت مرتبة التـأصل والابتكـار " ، وعرف العبقرية بأنها : " يقظة وتنبـه " . ثم انتقل العقاد إلى بـراهين وجود الله ، ولكن قبل أن يبدأها قال : " في رأيـنا أن مسألة وجود الله مسألة ( وعي ) قبل كل شيء " ثم أورد أشيع البـراهين التي استدل بها الفلاسـفة على وجود الله وأقـربها إلى التواتر والقبـول ، وهي : برهان الخلق ، وبرهان الغاية ، وبرهان الاستكمـال أو الاستقصـاء ، وبـرهان الأخلاق أو وازع الضميـر . وقد فصّلها العقـاد جميعها ، وشرحها شرحـا وافيـا موجزا بقدر الإمكـان . ثم انتقل إلى البـراهين التي وردت في القرآن الكريـم ، وقال أن القرآن هو أكثر كتاب ديني منزّل وردت وتكرّرت فيه الأدلة على وجود الله ، وقد نص القرآن بالتوكيـد والتقرير على أقوى البـراهين إقناعًا وأحراها أن تبطل القول بقيـام الكون على المادة العميـاء دون غيرها ، وهي : برهان ظهور الحيـاة في المادة ، وبرهان التناسل بين الأحيـاء لدوام بـقاء الحيـاة . ثم بين العقاد محاولات الماديين لتفسير ظهور الحيـاة في المادة الصمـاء ، وتخبطهم في دروب من الرجـم بالغيب في هذه المحاولات ، وقد ذكرها العقاد وفصّلها ، ونقدها ورد عليـها . ثم تحدّث العقاد بعد ذلك عن آراء الفلاسفـة المعاصريـن في الحقيقة الإلهيـة ، وهم أصحاب المذاهب الفلسفية التي نشأت بعد اكتشاف الإنسـان أن الأرض كرة سيـارة تدور في الفضاء كما يدور غيرها من السيـارات ، وأنها ليست مركز الكـون كما كان يُعتقد ، وبعد ظهور مذهب النشوء والتطور . فظهرت مذاهب فلسلفية – كان أوّلها في بلاد الإنجليز – على يد جون ستيورات ميل ، ومن بعده تلامذته الذي فصّلوا في مذهبـه ، والذي يمكن تسميته على العموم بـ ( التطور الانبثاقي ) أو ( التركيب المنتخب ) ، ثم التفت العقاد إلى البـلاد الأمريكية وذكر منها أشهر ثلاثة مذاهب من هنـاك وأجمعها . ويرى العقاد أن كل المذاهب البريطانية والأمريكية الحديثة تجمعهما سمتان اثنتان ، وهمـا : عجز الفلاسـفة عن التوفيق بين قدرة الله على كل شيء ، ووجود الشر والألـم في خليـقتـه ، ومحاولتهم الخروج من هذه المشكلة بتعميم قوانين التطور وإدخال الحقيقة الإلهية في نطاقها . ثم ذكر بعد ذلك مذاهب الفلسفة الفرنسية ، ثم الفلسفة الجرمانية ، ومن ثم بعض المذاهب الأوروبية المتفرقة ، وقد فنّدها العقاد جميعها ونقدها ورد عليـها . ثم يطرق باب العلاقة بين العلوم والمبـاحث الإلهيـة ، وخلاصة كلامه في هذا البـاب مجمعة في قوليـه : - " ويحق للعـالم الطبيعي أن يبدي رأيـًا يحتج به في المبـاحث الإلهيـة بمقدار نصيبه من صحة العلم وسعة وقوة العارضة وصدق العبـارة . وهو يستفيـد هذه الخصـال من طول البحث وتعوّد التمحيص والتجربة ووفرة المعلـومات في موضوع واحد أو موضوعات متعدّدة " - "أن العلـوم الطبيعية نفسهـا فليس من شأنـها أن تخوِّل أصحابها حق القول الفصـل في المبـاحث الإلهيـة والمسـائل الأبديـة ، لأنها من جهة مقصـورة على ما يقبـل المشاهدة والتجربة و التسجيـل، ومن جهة أخرى مقصورة على نوع واحد من الموجودات ، وهي بعد هذا وذاك تتناول عوارض الموجودات ، ولا تتنـاول جوهر الوجود ، وهو لا يدخل في تجارب علم من تلك العلـوم " . ويختم العقـاد كتـابه بـ ( خـاتمة المطاف ) وفي خاتمتها يقـول : "وخاتمة المطاف أن الحس والعقل والوعي والبديـهة تستقيـم على سواء الخلق حين تستقيم على الإيـمان بالذات الإلهيـة ، وأن هذا الإيـمان الرشيـد هو خير تفسيـر لسر الخليقـة يعقله المؤمن ويدين به الفكر ويتطلبـه الطبع السـليم " .
تلخيص الكتاب : إسلام صلاح الدين مراجعة لغوية: أماني صلاح خليفة
هذا الكتاب يتحدث عن فلسفة التوحيد أو الفلسفة الإلهية؛ والكتاب علشان تفهمه بتعمق لازم تقرأه أكثر من مرة أو تقرأ كل فصل مرتين ورا بعض، لإن الكتاب قوي جداً في لغته وبلاغته ومن الممكن أن يجد البعض صعوبة في تقبله. الفصل الـ 01 - أصل العقيدة:
الفصل الـ 02 - أطوار العقيدة الإلهية: تطورت الأديان عبر هذه المراحل أو هذه الأدوار: دور التعدد - دور التمييز والترجيح - دور الوحدانية. في هذا الفصل يذكر العقاد كيف تطورت فكرة الإله عند الشعوب حيث كانت في البداية تؤمن بأن لكل إله وظيفة أو عمل يعبد من أجله ثم أصبحوا يميزوا إله واحد هو الأكبر والأهم شأناً دون باقي الآلهة، ويرجح العلماء أن الثنائية تأتي بعد الوحدانية الناقصة. ولكني آخذ على العقاد في هذا الفصل أنه أسند تطور فكرة الوحدانية عند الإنسان إلى تقدمه في الفكر، ولم يذكر أي دور للأنبياء والرسل الذين ساعدوا الناس للوصول إلى الوحدانية ونبذ التعددية.
الفصل الـ 03 - الوعي الكوني: ما هي صفة الوجود؟ وأن قوام الكثافة أو الشيء الملموس ليس ضرورياً لإثبات الوجود، فلا شك أن العدم ينتفي بمجرد العلم بالوجود؛ وتحدث أيضاً في هذا الفصل عن ما يشبه التخاطر.
الفصل الـ 04 - الله ذات: إن الله ذات واعية، فلا يجوز في العقل ولا في الدين أن تكون لله حقيقة غير هذه الحقيقة، وأن الكلمة العربية التي تعبر عن الحقيقة - وهي كلمة الذات- أصح الكلمات التي تقابلها في اللغات الأخرى.
الفصل الـ 05 - مصر:
الفصل الـ 06 - الهند:
الفصل الـ 07 - الصين واليابان:
الفصل الـ 08 - فارس:
الفصل الـ 09 - بابل:
الفصل الـ 10 - اليونان:
الفصل الـ 11 - بنو إسرائيل: هو ما بيحكيش قصة بني إسرائيل، ولكنه بيتناول كيف عبدوا وكيف فهموا إلههم.
الفصل الـ 12 - الفلسفة: يقول إن الإنسان وصل إلى التوحيد من خلال الدين وليس من خلال الفلسفة، بل إن الفلسفة إستمدت فلسفتها الدينية من الدين. ثم يشرح كيف تناول فلاسفة آسيا الصغرى وفلاسفة اليونان فكرة الدين وفكرة الإله
الفصل الـ 13 - المسيحية: يوضح العقاد في هذا الفصل التشابه والترابط بين بين أعياد المسيحية وبين الأديان التي سبقتها. ثم يأتي مشككوا ليشككوا في مجيء السيد المسيح لأن الأعياد المسيحية هي في الأصل أو معظمها إحتفالات من ديانات قديمة. فيدافع العقاد عن السيد المسيح ويبرر لهم أن تشابه الأعياد لا ينكر وجود السيد المسيح.
الفصل الـ 14 - الإسلام:
الفصل الـ 15 - الأديان بعد الفلسفة: يختصر أراء أشهر الفلاسفة الذين تناولوا الفكرة الإلهية
الفصل الـ 16 - الفلسفة بعد الأديان الكتابية: يختصر أراء أشهر الفلاسفة الذين تناولوا الفكرة الإلهية
الفصل الـ 17 - التصوف: وهو العبقرية الدينية.
الفصل الـ 18 - براهين وجود لله:
الفصل الـ 19 - البراهين القرآنية:
الفصل الـ 20 - أراء الفلاسفة المعاصرين في الحقيقة الإلهية:
إقتباسي المفضل : - أما العلم نفسه فلا غنى له عن البديهة الإنسانية ، في تلمس الحق بين مجاهل الكون و خوافيه، و بعض العلماء ينكرون "ثقة البديهة" و يزعمون أنها تناقض أصول البحث و الدراسة ، فيغفلون عن عمل هذة الثقة في سريان العلوم وتعميم نفعها بين من يعرفونها و بين من لا يعرفونها على السواء فكيف تسرى المقررات العلمية بين العلماء فضلا عن الجهلاء لولا ثقة البديهة ؟ كيف يعرف المهندس صدق الطبيب في مباحثه العلمية ؟ ولا نقول كيف يعرفها الجاهل بالطب و الهندسة كيف تصبح المقررة العلمية حقيقة يعتمد عليها العارف و الجاهل في انفاق المال على بناء العمائر و تصحيح الاجسام و مد السكك و صناعة الحديد و الخشب و الحجارة و ما اليها
ما من حقيقة من هذه الحقائق تسري بين الناس بغير ثقة البديهة و ثقة الايمان ما من حقيقة من هذه الحقايق يعرفها جميع ال منتفعين بها معرفة العلماء او يمكن أن يعرفها جميع الناس كما يعرفها بعض الناس و هي مع ذلك مسائل محدودة يتاح العلم بها لمن يشاء فلماذا يخطر على البال إن حقيقة الحقائق الكبرى تستغني عن ثقة البديهة الإنسانية ، ولا يتأتى أن تقوم في روع إنسان إلا بتجارب المعامل ألتى يباشرها كل إنسان
نعم ، إن الحقيقة العلمية يعرفها كل من أختبرها و يتبين صدقها بالامتحان إذا تيسرت موازينه و معاييره ، و هي عند الطلب ميسورة لأكثر الناس
و لكنك تسطتيع أن تجزم كل الجزم إن الأمر كذلك في العقيدة و الايمان فإن الذين يختبرون شعور الرسل و القديسين بإيمانهم لآبد إن يشعرو بذلك الايمان كما شعر به الرسل و القديسون و قد يعبرون عنه بصورة غير صورة العلماء بصوغ النظريات و تركيب المعادلات ، فلا يدل ذلك على عجب بل يدل على أمر مألوف معهود و هو أن التعبير عن الوجدانيات غير التعبير عن المعقولات - مقتبس من كتاب "الله" لعباس محمود العقاد
:اما للتفصيل ... كتاب عظيم من حيث "الموضوع" الذي تناوله من حيث كمية المعلومات والاثراء من حيث فتح باب التفكير للجميع ... لمن يتسائل عم يتحدث الكتاب فهو لا يتحدث عن "الله" على وجه واحد... يتحدث عن تطور الايمان وتغير الاديان وسياق هذه الاحداث... يتحدث عن الاراء والمدارس الفلسفية حول الدين والروح .. يتحدث عن وجود الله والروح والمادة مقابل الجوهر.. الكتاب ليس "كتابا دينيا" لمن كان هذا هدفه، يعني ليس كتابا للتهليل ولتعظيم الله عز وجل ولا يتناول الموضوع من وجهة نظر اسلامية على وجه الخصوص. احببت ايضا اسلوب العقاد الذي اتّسم بالعرض الموضوعي في معظم مواضع الكتاب فيقول فلان آمن بكذا وفلان اعتقد كذا دون ان يتوقف عند ذالك كل مرة من جديد (الا في مواضع متفرقة من الكتاب عرض فيها رده ورأيه الشخصي وكان هذين الاخرين في اجمل حلّة, واكثرها بعثا على التفكر والتنوير) ، فهذه الثقة لا ادري ما اذا كانت تُعطى للقارئ او الانسان العربي المسلم بشكل عام، وكانه اغلب الظن متخلف عن معرفة دينه ولا يتوقع منه الا الاستغفار ان سمع ما يعتبره ايمانا ضالا، عوضا عن ان يكون مثقفا عالما واثقا مما يعتقد عارفا لاسباب رسوخه عنده.
السلبية الوحيدة للكتاب: لغة غير بسيطة، موضوع الكتاب لا يحتمل لغة صعبة..عدا عن اني لا احب اللغة المركبة بغض في الكتب بغض النظر :)
لقد جلب لي العقاد خلاصة الكثير من العوالم كنت ساشقى في البحث فيها.. وابحر بي عبر التاريخ عبر تطور الانسان وتغير عالمه عبر رحلة الاعتراف بالروح والتخبط بها! فكتابه كتاب قصة , كتاب خواطر واراء, فلسفة ونقاشات ....
لا أعلم أين , أو ما هي الجملةالتي قرأتها من هذا الكتاب وأوصلتني للفكرة هذه , ولكن بعد هذا الكتاب تعلّمت أن إحساسي بوجود الله دليل قوي وكافٍ لإيماني به هذا هو دليلي الأول على وجوده .. إحساسي به.. وأما أدلة العقل والنقل الأخرى فتحل في مراتب متأخّرة جدا بعد هذا
سرد الكتاب تطور مفهوم الدين عير التاريخ , عندما تقرأ التاريخ يصبح للزمان الذي أنت فيه معنى , أن تفهم موقعك من الزمان يعني أن تعرف موضع قدمك الذي ستبدأ حياتك منه لا يختار الانسان زمانه ولكن بفهمه لزمانه-موقعه من التطور البشري- يستطيع ان يخرج من الفكرة الضيقة التي غالبا ما يتم طرحها على ان الانسان مُسيّر في كثير من الاشياء المهمّة
ساعدني هذا الكتاب كثيرا لأحب الأنبياء السابقين أكثر وأكون علاقة شخصية معهم , فبربط الشيء -الدين في هذه الحالة- بتاريخه , يتّسع معنى هذا الشيء ويمتد زمانه وأثره ليدخل في مدار العالم الكبير
من أكثر مميزات هذا الكتاب فصول طرح علاقة الفلسفة بالدين , جميلة جدا استمتعت بقرائتها كثيرا
لا يخلو الكتاب من بعض الصعوبة بعض الفقرات تحتاج لقرائتها اكثر من مرة , لكن الكلام دقيق ومفيد جدا , وستجد فيه الاجابات على كثير من الاسئلة التي كنت تبحث عنها
كالعادة ... رائعة من روائع العقاد ليس بالعمل الأدبي القوي ... ولكنه عمل فكري جميل اعتبره مرجع للمبتدئين في مقارنة عقائد الأديان الوثنية منها و الكتابية استطاع في 200 صفحة أن ينتقل بين الآراء الدينية و الفلسفية عبر التاريخ و الأمم في موضوع الإله انصح به لكل الناس و خصوصا المتخصصين في مقارنة الأديان و فيالفلسفة و التاريخ
و لكني لا اتفق مع العقاد في المحور الاساسي الذي بنا عليه فكرة الكتاب و هي تطور الفكر الديني و ترقيه عر العصور إلى أن يصل للتوحيد ... و تطور الفلسفة عبر العصور إلى أن وصل لتنزيه الإله حيث أنه كل دين و فكرة يدرسها كما يراها أهل هذا الدين ... دون احتمال تحريف أو تغيير لما نقل لنا منه ... و هي موضوعية محمودة و لكن تناوله للاديان أشبه بتناول افكار محدثة و ليس وحي ... و كأنها يقحم التطور في الافكار في كتابه اقحاما ...
الكتاب عن الله تعالى عز وجل ومراحل خرافات العقائد والأديان عند الشعوب القديمة وكيفية اختلاف العبادة حسب مفهوم الناس وإيمانهم
كنت اتوقع قبل قرائتي للكتاب أن الكاتب سيتطرق لاسم الله تعالى عز وجل وعظمته لغويا ودرجة تقديس العبادة واسمه تعالى هذا مااوحى إلي به عنوان الكتاب
لكن اختلفت توقعاتي تماماً عن المضمون للمرة الثانية أقرأ للعقاد بعد عبقرية الصديق وأكون متحمسة للعنوان والمحتوى لكن ظني يخيب لشدة تعقيد وصعوبة الألفاظ مع ان الموضوعين كانت ممكن أن تُكتب رائعة وخفيفة وبالإمكان صياغتها بلاغياً وأدبياً بُرقي عالي وبسهولة أكثر وهذه الصعوبة والتعقيد في الألفاظ تتطلب مني أن أقرأ الكتاب بأيام متعددة حتى لو كان عدد الصفحات قليل بالعكس من طريقة وأسلوب أحمد خيري العمري كاتب سلسلة (كيمياء الصلاة) المشهورة على الرغم من بلاغته اللغوية في كتبه وأهمية محتواها لكنها سهلة خفيفة
الكتاب بني على مقدمة باطلة ومرفوضة إسلامياً بأن الإنسان بدأ وثنياً، ثم ترقى في التوحيد ومعرفة الإله وهذا ما بدأ به مقدمته وقرره في نهاية الكتاب "الإنسان لم يصل إلى التوحيد دفعة واحدة" بل إن التوحيد عنده لم يبدأ ظهوره إلا في عهد إبراهيم عليه السلام!!
الكتاب جيد كعرض للأديان الوثنية ولأفكار الفلاسفة حول الإله والأديان ورؤية الكون لكن فكرة الترقي في التوحيد مرفوضة.. فأبونا آدم عليه السلام (الإنسان الأول) بدأ موحداً ومع تطاول الأزمان بدأ اختلال العقيدة وظهور الشرك والوثنيات.
أخيرًا أنهيته... الكتاب يتناول نشأة العقيدة الالهية وكيف فكر البشر فى "الله" وعبادته،وهويبدو كما لو أن العقاد يحاضر أو هكذا تخيلته، وربما هذا كان سببًا لعدم تركيزى ،وعلّ أيضا تعودى مؤخرا على وجود هامش للمصادر والمراجع كان سببًا آخر، ولا أنسى أننى قرأته على جلسات عدة وفى ظروف متباينة.
وقرب نهاية الكتاب وجدتنى أطرح على ذاتى سؤالا هامًا: هو فى أول فصل "أطوار العقيدة الالهية"ذكر أنها ثلاثة : التعدد، التمييز والترجيح والوحدانية" على الترتيب، فماذا عن الوحدانية التى كانت فى البداية على أيام آدم؟
ملخص لتصور وعلاقة الانسان بالاله من الحضارات القديمة الى الاديان السماوية الى مذاهب الفلاسفة قديماً وحديثاً الى العلم الحديث ملخص جيد جداً لمن اراد ان يلم بشكل عام عن الديانات وباب واسع لمن اراد ان يبحث ويتعمق
البداية في هذا الكتاب كانت صعبه وفيها تعقيد لذلك قرأته على أجزاء وكلما تقدم فصلاً كان أجمل
كتاب في نشأة العقيدة الإلهية.. كيف تطور مفهوم الإله عند البشر على مر العصور وكيف تأثر الدين بالفلسفة ومحاولات توفيق الفلاسفة بين الفكر والنصوص المقدسة في مختلف الأديان في نظرتهم لمفهوم الله القادر والعالم والمحب للبشر رغم وجود الشر في العالم أو ما يعرف بمشكلة الشر الكتب ممتع جدا
متفقا مع الانتقاد المنطقي حول قضية بدء التوحيد ، و نظرة العقاد الغير واضحة تجاه الامر تاريخيا إن أخذنا بعين الاعتبار ان آدم كان موحدا ، فإن الاصل كان بأن يوضح العقاد عن أي مرحلة تاريخية يتحدث حين تكلم عن تحول الانسان من عبادة الطواطم والارباب الى الوحدانية ...أقول : متفقا مع هذا ، و مع قناعتي ان العقاد قد بالغ - احيانا - في السرد التاريخي لبعض الاحداث التي لم تكن لتقدم او تؤخر كثيرا ، فإنني وجدت في الكتاب الكثير الكثير مما يجب على كل منا أن يقرأه ! في الواقع ....امضيت وقتا اطول في قراءة الكتاب مما كنت اتصور حين بدأت ، ولكن الكتاب استحق هذا الوقت كله - ربما لضعف مسبق عندي - !! الكتاب يعرض ( كما لخصه العقاد في خاتمة الكتاب ) الى عدة محاور أساسية - التوحيد ... وكيف وصل الانسان الى توحيد الله و كيف اسهمت الاديان في تنقية هذا الاعتقاد مما خالطه من شرك - من هو الله ,,, و ذلك قد تم من خلال نظرة مفصلة ، تاريخيا ومن ثم فلسفيا و دينيا - ما صفات "الذات" الالهية و نظرة الفلاسفة اليها ,,, مع تفنيد بعض الاراء التي عرضها - قضية الخير والشر و كمال الخالق ,,, و مدى تأثير نظرة الانسان القصيرة للزمن على فهمه لحقيقة الخير والشر - العقل ، والضمير و الوعي الذاتي .... وهذه قضية جد مهمة و تحديدا في ادراك الخالق - بعض اراء "الماديين" في قضية خلق الكون و التعقيب عليها
في المجمل ، وجدت الكتاب ممتازا ( وان تسرب الملل إلي في بعض الاحيان ) ...كان ممتازا ربما بالنسبة لي ، ولعله يكون عاديا بالنسبة لمن هم أكثر اطلاعا في هذا المبحث
كتاب دسم ، ويحتاج تركيز ولكنه ليس ممل على العكس تماماً، بدأتُ به منذ فترة؛ يناقش فيه عباس محمود العقاد رحمه الله أحد أهم الموضوعات الفكرية والفلسفية وهى نشأة العقيدة الإلهية عبر اجزاء 1 - العقيدة الإلهية و فكرة تطور الدين في عقل الإنسان و أسبابها و أصلها 2 - براهين وجود الله جدل فلسفي و أفكار منقوصة بيتبادلها الطرفين ، المؤمن و الملحد 3 - مسألة العلم و الدين 4 - خاتمة + جزء أخير لتلخيص فكرة الكتاب و رأي العقاد في مسألة وجود الله و ماهيته بعد كل هذه المناقشات و مسألة الخير و الشر كما ضم الكتاب موجز حول الديانات القديمة كالمصرية والهندية والمجوسية واليونانية و الصينية وبعض المذاهب ك مذهب المانوية (الذي لم اكن قد سمعت به مسبقاً)وكذلك لمحة حول تطور فكرة الإله في الأديان السماوية+ البراهين والأدلة الفلسفية والقرأنية وحتى الصوفية عن وجود الله طبعا قرّاء الكتاب بحسب اطلاعي قُسِموا لقسميين قسم ساخط من الفكرة حيث قال العقاد بما معناه
ان الايمان الالهي بالله الواحد هو نتيجة لارتقاء الفكر وتطوره على مراحل في قمتها التوحيد فالانسان وصل للطب النافع عن طريق الشعوذة ووصل للكيمياء الصحيحة عن طريق الكيمياء الكاذبة ووصل الى الصواب على الاجمال من طريق الخطأ على الإجمال
وهذا ماعارضه البعض كونهم يرون ان الانسان ابتدأ بالتوحيد ثم ضل الى تعدد الالهة فالديانات الوثنية والطوطمية ..الخ .
والقسم الآخر معها . بكل الاحوال كتاب غني ويستحق القراءة .
ينطلق الكاتب في سرد مراحل ظهور الفكرة الإلهية في الوعي البشري ... وكيف تحولت عبادة البشر للأسلاف والطواطم إلى عبادة الالهة .. و من ثم مر الإنسان بمراحل عدة عبد فيها الهة متعددة وقدسها و إخترع لها قصص و أساطير حتى برز الأنبياء و الرسل و ظهر التوحيد الخالص الذي هو الهدف السامي وراء الخلق ... فالله الخالق حمل الإنسان عبر العصور إلى معرفته بفضل القريحة التي غرسها فيه.
" فكانت فكرة الله في الإسلام هي الفكرة المتممة لأفكار كثيرا موزعة في هذه العقائد الدينية وفي المذاهب الفلسفية التي تدور عليها. ولهذا بلغت المثل الأعلى في صفات الذات الإلهية وتضمنت تصحيحا للضمائر وتصحيحا للعقول في تقرير ما ينبغي لكمال الله، بقسطاس الإيمان وقسطاس النظر والقياس " (ص 104)
في هذا الكتاب موجز موفق -حسب رايي- حول الديانات القديمة كالمصرية والهندية والمجوسية واليونانية و الصينية وكذلك لمحة حول تطور فكرة الإله في الأديان السماوية ... وقبل أن يختم العقاد كتابه ، يطرح لنا مجموعة من البراهين والأدلة الفلسفية والقرأنية وحتى الصوفية عن وجود الله ...
السؤال الوحيد الذي رافقني طيلة هذا الكتاب هو كيف يفسر العقاد قصة سيدنا آدم المذكورة في القرأن ؟
عندما قرأت هذا الكتاب .. بدأت بحماسة أن أعرف كيف نشأت العقيدة الإلهية وهو في الحقيقة أجابني إجابة كافية وافية الرائع مع الحقائق في الكتاب ذكاء العقاد السردي فهو لم يحاول أبدا الاستخفاف بأي ديانة ألقى عليها الضوء جاءت كل الديانات تحت حقيقة واحدة "فكرة الإله عند كل البشر هي أكمل وأعلى ما استطاعوا أن يصلوا له" وهذا واقعي جدا فكلنا أيا كانت دياناتنا نفعل هذا مع اعتقاد أننا نعبد الله بحقيقته وحتى استخدامي للفظة الله هنا استخدام ناقص فالله ليس في لفظة الله البشر ينسبون إليه ما استطاعوا من معاني ثم يتعاملون على أساسها أنا لا أريد الإنتقاص من المحاولات البشرية فهم بالتأكيد يحاولون أن يصلوا للأكمل فحتى الشدة والغلظة قد تكون كمالًا لأحدهم فيتعامل على أساسه من هذا المنطلق تأتي الدعوة للخير فكل شخص يريد أن يجذب الأخرين للنعيم الذي يعرفه ويسخف ويحقر ما يدين به غيره بينما الكل يقصد حقيقة واحدة لكن كل واحد وصل إلى بُعد معين من هذه الحقيقة
فكانت هذه بداية رحلتي مع عباس العقاد. المفكر، الباحث، و القاريء النهم - اولا و اخيرا -. كتاب مبدع و دسم - يتطلب القراءة بتركيز و اصغاء-. و في نهاية المطاف، الحل الأجمل و الاصح و الامثل هو الإيمان،و حب الله و اطاعة اوامرة و الانتهاء عن محرماته. و التفكير بالتأكيد، لأن الدين لا يحده و لكنك يجب أن تعلم أن وعيك - كإنسان - مقصور امام الله -جل و تنزه - الكامل، فالانسان عليه بشيئين : 1: ان يبذل قصاري جهده في البحث عن العلم و تطوير و إعمار الأرض. 2: ان يفكر و يؤمن و يتعبد لله و يسعي الي ان يكون مثال جيد لنفسه و للمجتمع لينشر الخير و يرضي بالقدر. فالايمان هو الحل. و سوف تمضي رحلة التفكير الي غير منتهاها في الدنيا حتي يعرضها علينا الله في اليوم الموعود. فما أجمل العلم و التفكير و البحث و الإيمان!
(الله - في الفلسفة والعقائد) كتاب فلسفي جميل وعميق، واجهت صعوبة في قراءته بسبب صعوبة محتواه ولأنه أول كتاب أقرأه من هذا النوع من الكتب، تحدث الكتاب عن اهم العقائد والفلسفات القديمة والحديثة، ولخصها بشكل جميل، وأدحض فيه بعض حجج الملحدين، وبين ما فيها من التناقض الشديد. ولكن الشي الغريب والذي أخالف فيه الكاتب واعتقد انه اخطأ فيه عندما قال أن الإنسان لم يصل الى عقيدة التوحيد دفعة واحدة وانما تدرج في المعرفة وتعثر فيها الى ان انتهى الى هذه النتيجة. والأصل أن الانسان منذ خلقه كان موحدًا وأول الناس هو أبونا آدم عليه السلام، وجميع المسلمين يعرفون قصته. أنصح بقراءة الكتاب لمحبي الفلسفة وللباحثين في الأديان والفلسفات القديمة والحديثة.