إنه الشعر الذي يحرق أطراف القلب The Poetry that burns the edges of the heart
الناشر: عاشت مغلّفة بيقينها الشعري، متعلقة بالأمل الذي يجيء من لدن الشعر، بل لائذة بعصمة الحقائق الشعرية وببهاء هذا العالم الذي أعطاها مفتاحه وأجزل الوعود، كانت معتدّة بهذه العلاقة الخصوصية بالشعر، بل بالعلاقة شبه السرية مع الشعر، بعيداً عن المنابر والأضواء والعناوين. كان الشعر وعدها وعزاءها ومفتاح السر. ونكاد لا نلمس مرارة أو خيبة إلا في قصيدتها الأخيرة "غراب يطلب الغفران" التي تنتهي بعبارة مبتورة: "العاصفة سحبت خيط الكلام من فمي، ملوّناً بالدم منذ ملايين السنين قلت..." لا أعرف إن كانت لو أمهلها الموت ستكمل العبارة، أم لعلها تركتها لتعلن أنها حملت اللامعقول إلى عالم الغياب؟.
سنية صالح (14 نيسان 1935 - 1985) كاتبة وشاعرة سورية، ولدت في مدينة مصياف في محافظة حماة.
وهي زوجة الأديب السوري محمد الماغوط، التقت به في بيت الشاعر السوري أدونيس في بيروت في الفترة التي قضاها الماغوط هناك في أواخر الخمسينيات، وتزوجته عندما كانت طالبة في كلية الآداب في جامعة دمشق بسوريا في الستينات وأنجبت منه ابنتين هما شام وسلافة، لها عدة دواوين شعرية، توفيت سنية صالح عام 1985 في مستشفى في ضواحي باريس بعد صراع مع المرض استمر 10 شهور.
أعمالها الزمان الضيق (شعر) عن المكتبة العصرية - بيروت (1964). حبر الإعدام (شعر) عن دار أجيال - بيروت (1970). قصائد (شعر) - عن دار العودة - بيروت 1980. ذكر الورد - (كتاب) الصادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر- بيروت 1988. الغبار (قصص) عن مؤسسة فكر للابحاث والنشر بيروت 1982.
الأعمال الكاملة للشاعرة السورية سنية صالح قصائد تضم بين أبياتها ذكريات وأحلام.. ألم وانكسار الواقع والخيال في صور شعرية مختلفة وغامضة أحيانا
الوطن الذي أحمله في قلبي شيء والوطن الذي يرفضني ويطاردني شيء آخر كل ما يقال خارج الوطن لا وطن له ولا هوية أيها الوطن, يا وطني لك القطرة الأولى والأخيرة من الفرح والبكاء والدم -------- أرفع مصباح الذكريات لظلالِ حبي تخفق الأشعارُ فوق الجرح حيث الوّله سيدُ اللحظة أنطوي فوق روحي لأفكر برائحة البحر والغابات برائحة الحزن والمطر بالرائحة المنسية فوق الجلد وأترك كلماتي ترحلُ خارج الروح حاملة سهامها الأخيرة --------- حلمت بالابتسامات القديمة رفعتها للنار, فصار وجهي رمادا لأجلك يا حبيبي سأصير أحجية سأحمل أوراقي, كل أوراقي وأحرقها قبل ما يفاجئني الندم قبل أن ينفتح الباب على الهاوية -------- عندما غنى البحر نشيد الأسرار تطّلع إلي بعينين موجعتين كأعين المحبين وكالجندي المنهزم, وطئت الأرض وتعثرت بالأعشاب وقد لاحت المسافة بعيدة والطريق أكثر برودة من أن تتحملها قدمان مسافرتان وتجئ ساعة الغياب في طريقي كفاصلة بين كلمتين عن الحب
سنية صالح تكتب الفجائع بالشعر. سنية تكتب الفجائع شعراً. شعر سنية صالح .. فجيعة إثر أخرى.
أقرأ سنية صالح منذ يومين بهدف أن أتركها ورائي، لكي يصبح عالمها الشعري / الفجائعي .. قابلاً للتجاوز، على افتراض أن ذلك يمكن، لأنني مذ قرأتها لا أنام كما ينبغي، ولا أتأمل العالم إلا من منظورها ذاته، لقد امتصت روحي وسذاجتي وقدرتي على التفاؤل بالآتي.
" أيها الليل .. أيها الليل أين أمضي؟ ولي خوف الأطفال امنحني اتساعك ورهبتك ضوءا خافتا من نجومك لأخط للسعادة ممرا صغيراً إلى قلبي "
هذه هي سنية صالح، وأعتقد بأنه من العبث الكتابة عنها، إلا بكلماتها، من العبث احتواؤها إلا من خلالها، من العبث وصفها إلا بقصائدها ذاتها، مخافة أن تتبدد النكهة ( الفجائعية أبداً ) بالنقل العقيم، والنهل العبثي من عالمها، سواده وامتلاؤه وبهاؤه الفادح كجرح.
عرفت سنية صالح لأول مرة في شهر يوليو، وقرأت أعمالها الكاملة في أغسطس. ما أزعجني، بل أغضبني جدًا، حقيقة أني عرفتها بنفسي، لم يتحدث عنها أحد من قبل، ولم أسمع عنها أبدًا! كيف لشاعرة بهذه القوة الروحية أن تكون مُهملة بهذا الشكل؟
شاعرة استثنائية، كتبت عن الأمومة والولادة، عن الوطن، عن معاناة الشعوب، وعن الحرية والحرية والحرية. قصائدها قصيرة لكنها عميقة وقاسية، وواقعية بشكل جارح، تلتصق بك بحيث لا تستطيع نسيانها أبدًا.
أستمتع بشعر سنية صالح وأرى الحزن والأسى يرتفعان من بين سطورها I'm enjoying reading Saniya Saleh and I can feel the Sadness & sorrow rise up from her lines
شِعر سنيّة قدَّ من رمادها و خيوط لياليها الطويلة أي جمال تنام عليه قصائدها الرائعة، صعب جدا أن تنزلق في ديوان (و أعمال شعريّة كاملة لشاعر ما) بهذه اللزوجة المحببة إلى ذائقة القارىء الشِعرية تعمدت التماطل فيه و كانت طيلة شهر و أكثر تزيل غبار المألوف الذي يُنشر، الباردِ من الكتب، سنيّة شاعرة طبخت قصائدها بنار الحزن و الضجر و تصدر منها روائح الموت المتعددة، تناسق رهيب بين فصول الأعمال الكاملة لها. سررت أنني تعرفت عليها و على أعمالها الكاملة دفعة واحدة إقتباس أخير: أنا امرأة الهذيان أجري وراء الزمن، أو أتبعه كما أتبع زوجي الشرقي الرصين لأنني أنثاه لنمضي صغيرين موغلين في قلة الشأن لانجرؤ على العصيان
page 163 أيها الحب ما الذي أيقظك ، والفجر فجر المذابح ، من الذي أضرمك أيتها النار الأبدية في صدري الشريد؟ كلما أكون ، تكون أنت. كلما أيأس تحرضني على الحياة ، وتنقذ روحي من طوفان الظلام
page 125 الليالي المقمرة خلقت للبكاء أو للذكرى بين العطور والثياب الفاخرة بكت حمامة مذعورة حمامة قديمة يقال لها أمي أنا ذعرها الأبدي ، أنا دموعها التي لن تجف . فيا أيها القلب الطائر خلف الوهم هذا زمان الجوع .
وأنا أتسَاقطُ مع هبوبِ الزمن ورقةً إثرَ ورقة وعندما لا تطير الأحلام تكون الريح راقدةً في قلبي.
-
آهٍ ،ما أشدُّ حَاجتي للجُنون، القمةُ يَكسوها الضباب ودَربِي إليها ليلٌ ومُنحدرَات فأينَ أَمضي، أينَ أمضي وأنقاضٌ تتبَعُني كظِلي أيها الليل.... أيها الليل أيّنَ أمضي ولي خوفُ الأطفَال، امنحني اتساعك ورهبتك، ضَوّءاً خافتًا من نُجومك لأخُطَ للسعادة ممرًا صغيرًا إلى قلبي أَما من قلبٍ يعشق حُزني؟
-
والزَهرةُ التي فَاجأهَا الخرِيف، تحتَضن جذورهَا تنثر دمُوعها هنا وهُناك، رشوةً للعَاصِفة كي تَتَمهّل فالوحدة قَاتلة والشتاء رهيبٌ....رهيب.
-
إلى البيوتِ الحميمة التي طُرِد الإنسان منها وتلك التي ابتلَعَته وأهلكَته. إلى الأبوابِ الموصدة التي تساقط أمامها وهو ما يَزالُ ينتظر.
-
وَأَقسَّم إّنه لن يَحلُمَ بعد اليَّوم لنْ يكونَ طموحًا ولن تُغريه الحُرِيَّة، ولم يدرِ أنهُ بذلك تخلّى عن كل ما لديه.
-
حذار أنْ تلعب مع الموت يا صغيري، إنه شرس وفتّاك تذكّر وطنك حيثما ذهبت مرةً واحدة تستطيع أن تلمس ترابه، وإن فاتتك الفرصة ابكِ بكاءً مُرًا تذكر شوارعه وليله كما تتذكر عينين تنتظرانك أبدًا.
-
قرأت بعض الاقتباسات من هذا الكتاب من قبل ولامستني بعض الكلمات وأنا لم أسمع بـ(سنية صالح) فيما مضى. ودُهشت من كم المشاعر الرقيقة والعذوبة في شعرها وهي التي تقول عن شعرها "إنني أكتب فتتفجر الكلمات شعرًا". استمتعت كثيرًا كثيرًا.
" أسندُ ظهرى إلى الحائط، وأرى بيوتًا تُطفأ عن عمد ، بيوتك أيها الخريف ولا مأوى لقلبى .. " _____ كل ما يمكننى قوله عن سنية صالح هو ما قالته ذات مقال إيمان مرسال : كان لأبد أن يكن لها الكثير من القراء كان يجب أن أقرأ لها منذ بدايات التكوين الأولى ..
أول معرفتي بسنية صالح كانت على يد صديقات شاعرات ورأيتها تجاورني كثيرا في حديث الأصحاب عن ما يستحق المطالعة وإلقاء الضوء عليه بشكل أكبر. أظن أني أحب أشوف قراءات لشغلها والبيئة اللي نشأت وعاشت فيها أكتر.