منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وحتى اليوم سالت أنهار من الحبر في البحث عن مسألة النهضة، ماهيتها وشروطها والميل الأول في طريقها وهذا قد يجعل أي كتابة أخرى حول الموضوع تكراراً لما قيل. ولهذا فإن هذه المرافعة لا تزعم أنها تقدم جديداً لم يطرقه طارق من قبل. كما لا تزعم أنها تعالج الموضوع من شتى جوانبه. وقد أسلفت إنها أقرب إلى سلسلة من الأسئلة تدور حول محور واحد هو تجديد الثقافة الدينية. الغرض من التجديد المنظور في هذه المرافعة هو المعاصرة، أي إعادة إنتاج الثقافة الدينية ضمن شروط العصر الذي يعيشه إنسانها. وهي تجادل بأن المعاصرة تعني على وجه التحديد الانعتاق من عصر التقاليد والانضمام إلى مسيرة الحداثة. كما تجادل بأن الانعتاق المرجو غير قابل للتحقق دون الانفتاح الإيجابي على الآخر الحضاري أي الغرب. هذه الدعوة لا تغفل التحديات التي ينطوي عليها مثل هذا الانفتاح، بل ولا تغفل حقيقة إن العالم الإسلامي لم يجن من انفتاحه الأول غير الكارثة. لكنها مع ذلك تدعو إلى تكرار التجربة بوعي مختلف وبهدف مختلف: نحن بحاجة إلى التعلم من المدنية الغربية كي نستغني عنها، كما يتعلم التلميذ من معلمه ثم يواصل طريق العمل حتى يستغني عن المعلم. لقد جرت سيرة الأمم التي تحضرت على هذا النحو: تعلم العرب من حضارة الفرس واليونان وغيرهما من الحضارات التي سبقتهم حتى تجاوزوها، وتعلم الغرب من المسلمين حتى تجاوزوهم، وأملنا أن نتعلم من الغرب ثم نتجاوزه.
الدكتور توفيق السيف مفكر وباحث ديني وسياسي سعودي مهتم بقضايا التنمية السياسية . ولد في القطيف في 11 يناير 1959 م وهو عضو في مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت وكذلك عضو في منظمة العفو الدولية في لندن. ساهم في العديد من الدورات العلمية في الفلسفة والاقتصاد وعلوم الإدارة وحقوق الإنسان والعديد من الدورات في القانون.
يتحدث المؤلف عن الحداثة وما تتضمنه من تجديد ونهضة وانفتاح على الغرب وجعل هذا الحديث على شكل حوار بين شخصين. رغم أن الكتاب احتوى على أفكار مهمة وصحيحة وحاول الإجابة على أسئلة قد تثار ضد هذه الأفكار، إلا أنه لم يقدم الكثير من الحلول العملية التفصيلية أو الأجوبة المقنعة لتحقيق هذه النهضة المرجوة.
فبلا شك يجب التخلص من التراث المرتدي لعباءة الدين (وما هو منه) الذي هو معيق للتقدم ولكن ما هو هذا التراث الذي يعنيه المؤلف؟ وما هو الإسلام الأصلي الحضاري الذي دوره "كقوة تحفيز للمسلمين نحو المدنية"؟ وما هو المقصود بالمدنية وما هي مقوماتها كي نقول هذا مجتمع متمدن وهذا لا؟ وبلا شك أن من أسباب التقدم هو نقد الذات ومقارنتها مع غيرها ولكن كيف نقوم بهذا؟ ما هي آليات المقارنة بين ثقافتنا وثقافة الغرب؟ هذه بعض الأسئلة التي راودتني عند قراءة أفكار الكتاب ولكن للأسف لم أجد فيه إجاباتها.
كذلك لم يعجبني أسلوب المحاورة المتبنى في هذا الكتاب حيث وجدت فيه التكلف والإطالة والتكرار في الأفكار، فبرأيي لو كتب الكاتب الكتاب بطريقة الكتب الحديثة المتعارفة أو على شكل بحث علمي لكان أكثر فائدة وأسرع وصولًا إلى نتائج الأفكار. (ولكن من جهة أخرى أتفهم موقف الكاتب وقراره باستخدام هذا الأسلوب فالبعض أو الكثير من القراء يحبونه ويميلون إليه، ربما لسهولة قراءته نسبيًا)
إذن، الكتاب يبحث عن موضوع مهم ويطرح أفكار جيدة ويثير تساؤلات مهمة إلا أني خرجت من الكتاب بأسئلة أكثر من أجوبة. وإذا كان غرض الكاتب "ليس تقديم أجوبة نهائية" بل تقديم أجوبة أولية ومؤقتة كما يقول في المقدمة، فأنا لم أجد لا جواب نهائي ولا حتى جواب مؤقت لأسئلتي.
لا زلت أنصح بهذا الكتيّب كل من أقابل، لا سيما من الشباب، فهو رغم صِغره وسهولة هضمه، إلا أنه يستثير في قارئيه روح التفكير الحر الهادف، وهو بوابة للتفكير في مسائل الدين والنهضة .
الكتاب ممتع جداً من مقدمته تعرف توجه الكتاب غير ممل إطلاقاً
الكتاب يهتم بموضوع النهضة بمعناها الحقيقي ليس القشري و يؤكد على قراءة موروثنا بأدواتنا الخاصة ،أدوات تتناسب مع زماننا و مكاننا و مجتمعنا لكي نلحق بقطار الحضارة التي تخلفنا عنها وهي التي كنا في يوم من الأيام روّاد هذه الحضارة و يؤكد الدكتور توفيق على التعلم من تجربة الدول المتقدمة و بالتالي الإستقلال عنهم و من ثمّ تعديتهم ، كما عملوا هم معنا في الرقي بحضارتهم
مما استوقفني في الكتاب أيضاً و الكتاب كله ممتع و شيّق عندما نتطرق إلى مسئلة القومية و كيف أن الأغلب يخاف من تجربة الحداثة خوفاً من الإنحلال عن القومية حيث شبّه تشبيه جميل عندما قال الحداثة كالحصان و القومية كالعربة فلو سار الحصان خلفه العربة لكان التقدم المنشود لكن لو تعارض الأثنان لكان ما لم يحمد عقباه و ذكر تجربة إيران و ماليزيا و مصر و تركيا كيف أنهم لم يتركوا ولم ينحلوا عن قوميتهم و لم يخسروا مواكبة الحداثة
و من الأشياء التي ركّز عليها الدكتور هي نقد الذات و يؤكد ان نقد الذات ليس وضيفة الذات نفسه بل من يؤدي هذه العلمية أي نقد الذات هو الطرف الآخر، فيقول الدكتور لا بد من وضع الذات على الطاولة و نقدها ولا نخشى أن يضحك علينا لأن واقعنا اليوم بالفعل مضحك و إذا جعلنا ذاتنا عرضةً للتفاعل النقدي سنضحك آخراً
و الكثير الكثير من المحاور المهمة و النكات اللطيفة أخيراً أقول الكتاب مهم جداً لكل رجل يحمل هم التجديد الحقيقي لا القشري التجديد الذي يحدث نهضة حقيقة نهضة علمية نهضة سياسة نهضة إقتصادية نهضة إجتماعية
الكتاب أشبه ما يكون بمحادثة يتم فيها استعراض أحد أهم الأسئلة التي طرحت ألا وهو سؤال النهضة ، كتاب ممتع ... سوف أنقل جزء من الإقتباسات من الكتاب :
في ظني أن جواب سؤال النهضة ليس من نوع الأجوبة التي تقرؤها عادةً في الكتب . نهضة الأمم تبدأ بولادة روحية النهضة ، وروحية النهضة هي في المقام الأول استعاب شعوري للواقع الذي يعيشه الإنسان وتعيشه الجماعة ، يتلوه تأمل في المخارج ، أي تساؤلات متواصلة عن موضوع النهضة وبحث عن كيفياتها وسبلها ومراحلها وحاجاتها . وفي ظني إن السؤال هو بداية ذلك كله . كل سؤال هو نتاج شك في الواقع وهذا الشك هو بداية اليقظة ودلالة وعي العقل . ولا يحتاج التقدم إلى أكثر من عقول متيقظة تنظر وتعترض وتسعى للفهم والتفسير والتغيير .
لسنا بحاجة إلى تكرار ما نعرفه عن حالة التخلف التي نعيشها فمظاهرها وانعكاساتها ومشكلاتها أبلغ تعبيراً من أي كلام . إن تخلفنا واضح في مجال العلوم ، فنحن لا ننتج العلم ولا نطور ما نستعمله من علوم الآخرين . وتخلفنا ظاهر في مجال المعيشة ، فاقتصاديات العالم الإسلامي كلها لا تفي بالحاجات الحدية لأهلها رغم ضخامة ما تنطوي عليه بلاد المسلمين من من الموارد الطبيعية ، وما يمكن ابتكاره من إمكانات للثراء . والأمر ظاهر أيضاً في الثقافة الإجتماعية وما يقوم عليها من قيم سلوكية وعلاقات ، فهي لا تزال محكومة بتقاليد أكل الدهر عليها وشرب . أما في مجال السياسة ، فالعالم الإسلامي هو الإقليم الوحيد بين مختلف أقاليم العالم الذي لا زال أهله محرومين من حرياتهم الأولية ، مهدورة حقوقهم التي يتمتع بها سائر البشر دونهم .
أحسب إن إشكالية العلاقة بين النهضة والثقافة والدين والإنفتاح قد اتضحت الآن . الذين تحدثوا حول مسألة النهضة ناقشوا أولا مشكلة الدين . والغربيون ومن سايرهم افترض أن النهضة مشروطة بالتخلي عن الدين ، والإسلاميون افترضوا أن الدين هو طريق النهضة الوحيد . وفي اعتقادي أن الربط بين الدين والنهضة في تكلف غير مستساغ . إذ أنه من المؤكد إنه يمكن لأمة من الأمم أن تصل إلى الحضارة بدون الدين ، ويمكن لأمة أن تحافظ على دينها سواء تحضرت أو لم تتحضر . المشكلة الحقيقية في ظني هي قابيلة نمط معين من الفهم الديني لإعاقة النهوض الحضاري .
الثقافة ليست ما يقرأه الناس في الكتب ، الثقافة في معناها العميق هي ما يملأ داخل النفس من تصورات حول الذات والغير من البشر والأشياء ، أي رؤية الإنسان إلى العالم المحيط به وتقديره لموقعه من هذا العالم . وهي بهذا الإتساع لا تغطي جانباً محدداً من الحياة ، بل تتحكم في كل جانب للإنسان علاقة به .
الحداثة مفهوم واسع نسبياً يضم بين أجزائه عناصر تتعلق بالسياسة والإقتصاد والثقافة والإنسان واستثمار الموارد . فعلى المستوى السياسي تعتبر المساواة وحاكمية القانون وحماية الحريات العامة هي الحد الأدنى من متطلبات التحديث ، ويتلوها المشاركة السياسية وصولاً إلى الديمقراطية الكاملة . وعلى المستوى الإقتصادي فإن الشرط الأول هو توفر البيئة المناسبة للإستثمار وحماية الملكية الفردية . وعلى المستوى الإجتماعي نجد العقلانية وربط مكانة الفرد بكفاءته الشخصية لا هويته الموروثة . وعلى المستوى الثقافي احترام العلم وتحريره من قيود الأيديولوجيا والتعويل عليه في تقديم الحلول هو الشرط الأول للحداثة .
نستذكر هنا المثال الذي يضربه مالك بن نبي في باب المقارنة بين سلوكنا وسلوك اليابانيين في علاقتهم مع الغرب ، فهؤلاء ذهبوا إلى الغرب كما يذهب طالب يسعى للتعلم حتى إذا امتلك ناصية العلم استغنى عن معلمه ، أما نحن فقد رحنا إليه رواح الزبون ، يشتري السلعة جاهزة المرة بعد المرة ، دون أن يتعلم كيف ينتجها بنفسه فيبقى أسيراً لمبدع السلعة وصانعها إلى أن يشاء الله .
الحداثة كحاجة دينية للدكتور توفيق السيف، كتاب قصير في عدد صفحاته، مكتوب بطريقة سهلة بصيغة حوار بين شخصين، أحدهما الكاتب والآخر يمثل بقية المجتمع بأسئلته الشائعة.
"أحب زماني".. لعل هذه الجملة هي نقطة انطلاق الحاجة من وراء الحداثة، ولاعتقادنا بأن لا أفضلية لزمانٍ على آخر، وجب على الاسلام أن يكون مرناً متجددا ليواكب تغيرات وتطلعات الأفراد والجماعات على جميع الأصعدة وفي مختلف الأزمنة. ومن جهة أخرى، وجب علينا نحن أن نصوغ ثقافتنا بما يضمن تقدمنا وتطورنا متوافقاً مع تعاليم الدين لا مع مافهمه السابقون من الدين، فتلك تجارب مضت لها ما لها من فوائد وعليها ما عليها من عيوب، فلنستفيد من فوائدها ونتجنب عيوبها، ولا نضيف أي قدسية لأي فهمٍ أو اجتهادٍ سابق.
من أبسط خطوات النجاح وأولها هي النظر إلى الناجحين ودراسة عوامل تفوقهم ونجاحهم، وهذا لا يقتضي التقليد الأعمى والانجرار التام أو الانهزام، وإن كنا منهزمين في شتى المجالات العلمية والثقافية والاقتصادية وحتى الرياضية، ولكن دراسة عوامل نجاح الآخرين هي خطوة نحو محاكاة أسباب نجاحهم وإعادة نتاجها بما يتوافق مع قيمنا وعقائدنا وطموحاتنا لنعود مرة أخرى في مقدمة العالم كما كنا. وهذا ما يتناوله الكتاب من خلال عرضه لتجارب الانفتاح على الآخر بشكلٍ بسيط وتحليل ما نجح منها وما فشل.
يشير الكتاب كذلك إلى كثير من المتناقضات التي يؤمن بها ممن يخشون الانفتاح على الآخر، فبالرغم من شتم الآخر وتكفيره إلا أننا نرجع إليه في أبسط أمور حياتنا.
كذلك ممن أراد للدين بأن يكون في كل صغيرة وكبيرة، فليراجع جميع أفعاله وقراراته اليومية الكثيرة التي تقع في حكم المباح والذي يتخذ قراره فيها بمساعدة المجالات التخصصية الأخرى.
الكتاب قصير لكنه مفيد ومهم في جميع سطوره، لا يمكنني اختزاله في مراجعة قصيرة.
أنصح الجميع بقراءته، وأتمنى أن يكون هذا الكتاب بيد الجميع، لقصره ولعمقه في المحتوى.
الكتاب محاورة بين شخصين عن الحداثة . أحدهما يتبن الأتجاه التقليدي من الحداثة والغرب , و��لأخر يحاول أن يبين وجهة نظره بالبدأ من جديد بأخذ الثقافة الغربية مع نقد و تطوير ما نأخذه ,كما فعل الغرب في العصور المظلمة
في النصف الأول مناقشة عامة عن تجربتنا مع الغرب من الإستعمار والخوف من ثقافة الإنحلال .أم النصف الأخر عن الحداثة وكيفية الإستفادة منها وهل الدين يشمل جميع مناحي الحياة الإنسانية أم يحتاج إلى جهد متخصصين من خارج المدرسة الدينية في الأجتهاد والسياسة وباقي أمور الحياة.
الدين و الحداثة قراءة فيالحداثة كحاجة دينية للكاتب الدكتور توفيق السيف الدار العربية للعلوم – ناشرون مركز آفاق للدراسات والأبحاث الطبعة الأولى ٢٠٠٦-١٤٢٧ الكتاب من القطع المتوسط ويحتوي على ١٢٨ صفحة حيث بدايته مقدمة ويليها أربعة فصول 1. الدين و الذات 2. الإسلام والنهضة: السؤال الخطأ 3. البداية: نقد الذات 4. سؤال الحداثة المقدمة يشير الكاتب في مقدمة الكتاب بأن ما كتبه ليس إلا مرافعة في شكل حوار بين عقلين، ومنه يثير سؤال يحسبه أكثر الأسئلة إثارة للحرج وهو: كيف ينهض المسلمون من سباتهم المزمن، وكيف يعودون إلى قطار الحضارات بعد ما نزلوا أو أنزلوا منه؟ وبالفعل هذا السؤال قد يثير حفيظة من يعتقدون امتلاك الحقيقة المطلقة. كما أنه يؤكد بأن غرضه ليس تقديم أجوبة نهائية، فاهدؤوا.... حيث يعتبر كل سؤال هو نتاج شك في الواقع وهذا الشك هو بداية اليقظة وهو دلالة وعي العقل، فيقول نحن لا ننتج العلم ولا نطور ما نتعلمه من علوم الآخرين والأمر ظاهراً أيضاً في الثقافة الاجتماعية فهي لا زالت محكومة بتقاليد أكل الدهر عليها وشرب، ولازال دينها مختلطاً بالخرافة والأسطورة. لذا يرى الكاتب بأن مرافعته لا تزعم أنها تقدم جديداً لم يطرقه طارق من قبل ولكن هي أقرب إلى سلسلة من الأسئلة تدور حول محور واحد هو تجديد الثقافة الدينية والانضمام إلى مسيرة الحداثة، وربما ما دعا الكاتب إلى هذه المرافعة ما وجده بأن غلبة الايدولوجيا على البحث قد أعاقت التوصل إلى صيغة مناسبة للعلاقة، كما أنه يوضح شيئاً مهماً جداً من وجهة نظري على الأقل بأنه يفرق بين الدين و التراث ويؤكد بأنه لا يدعو لإلغاء التراث وحتى لا يكون عندك لبس أيها القارئ جرى التوضيح. فيؤكد بأنه لا يتحدث عن الدين في صيغته الأصلية ولا الدين الذي نتخيله بل عن صيغته الموجودة بين أيدينا، ويزعم بأن يمكنه إثبات أن نمط التدين السائد في العالم الإسلامي اليوم معيق للنهضة وفي اعتقاده إن التفكير في الذات هو الخطوة الأولى نحو تحكيم العقل، لذلك مرافعته تجادل التراث الذي أخذناه عن أسلافنا نعم التراث الذي يرتدي عباءة الدين ويقدم نفسه كمصدر لكل الإجابات على الأسئلة التي يطرحها عالم اليوم. الفصل الأول: الدين والذات يؤكد الكاتب بأنه يجب أن لا نخشى من البوح بما في أنفسنا من أسئلة مهما بدت موجعة ويجب أن لا نتردد في طرح السؤال الحرج، هل الإسلام مسؤول عن تخلفنا أم لا ... وإذا لم يكن مسؤولاً فمن هو المسؤول إذن؟ الإسلام لم يخرج يوماً من نفوس المسلمين لكنه مع ذلك فقد وظيفته الاجتماعية، ويعبر عن نفسه بصورة محددة في العبادة والأخلاقيات الشخصية وهذا هو الحد الأدنى الذي ينبغي للإسلام أن يمارس وجوده فيه لكن هذا الحد لا ينفع كثيراً في تطوير المدنية، لذلك المسلمون الأوائل لأنهم تحرروا نفسياً وثقافياً من الخرافة والأسطورة وتحرروا من الشعور بالصغار الذي حصر معرفتهم وطموحهم وتطلعاتهم في صحراء محدودة، وكان الإسلام قوة تحرير للذات وقوة إصلاح للنظام الاجتماعي وقوة تطوير للعلم والابتكار، الإسلام الذي فقدناه هو الإسلام الحضاري الإسلام الذي يحيي روح الانسان ويثير عقله ويعيد تشكيل القيم الناظمة لحياة الجماعة، وإذا كان ثمة أهمية لتجديد الإسلام فيجب أن يتجه هذا التجديد إلى هذا الهدف بالذات أعني استعادة دور الإسلام كقوة تحفيز للمسلمين نحو المدنية في شتى جوانبها. ما لحق بالإسلام من مفاهيم وتقاليد خلال التاريخ الثقافة ليست ما يقرأه الناس في الكتب، الثقافة في معناها العميق هي ما يملأ داخل النفس من تصورات حول الذات والغير من البشر والأشياء، أي رؤية الانسان إلى العالم المحيط به وتقديره لموقعه من هذا العالم، الثقافة هي أيدولوجيا كاملة وهي مثل كل الأيدولوجيات محملة بوسائل الدفاع عن ذاتها، لذا علينا أن نقبل بحقيقة أن الدين في معناه المجرد غير موجود في واقع الحياة ويوضح الكاتب للأهمية (نحن لا نتحدث في حقيقة الأمر عن الدين كما نزل في الأصل من عند رب السماء)، كما أن الدين الذي تطبقه أي جماعة هو دين ملون بلونها الثقافي الخاص. كيف تتحول الرغبات إلى مسلمات مقيدة للعقل؟ إن معظم الناس لا يفكرون بالمعنى الدقيق للتفكير أي التأمل في كل أمر وتقليبه على وجوهه المختلفة وتفكيك أجزائه قبل تكوين رأي إجمالي فيه و ما نظنه تفكيراً هو بالنسبة لمعظم الناس مجرد انطباعات أولية يحتملونها دون جهد ذهني يذكر، وما نسميه ثقافة سائدة ما يخطر في أذهاننا وما نسمعه من الناس أو نقرأه في الجرائد يحتاج إلى تقليب، فأكثر ما يخدع العين هي الأشياء التي تحسبها ثوابت أو مسلمات وهي ليست كذلك إلا لأن العقل أرادها في هذه الصورة والأشياء التي نتصورها معقولات هي في غالب الأحوال أوهام أو لنقل على سبيل التحفظ إنها تصورات عن الحقيقة لكنها ليست حقيقة بذاتها فجميع الناس ينظرون في وهج الظهيرة فيرون الضوء منعكساً على وجه الأرض فيخالونه ماء حتى إذا اقتربوا وجدوه مجرد سراب في بقيع تصفر فيه الريح، إنه وهم الماء رغم أن العيون اعتبرته ماء في النظرة الأولى. لهذا تجد الناس يسارعون في تقرير الآراء والرد على الأسئلة وتبني المواقف دون أن ينتظروا دقيقة أو بعض دقيقة ريثما ينتهي العقل من مهمته في تفكيك المسألة وتحليل عناصرها ومقارنتها بغيرها قبل إعلان حكمه فيها. عقل الفرد وعقل الجماعة المجتمع بصورة عامة يمارس القهر ضد الضعفاء فيه كالنساء و الأطفال والأجانب ولا يعتبره من مصاديق الظلم بل على العكس من هذا فالناس يعتبرون الرجل المنصف في بيته العادل بين أهله ضعيفاً ناقص الرجولة (خاضعاً للحريم)، هذه القدرة على تبديل القيم والحقائق وتحويرها تستند إلى ما يحصل عليه الفرد من مساعدة ثقافية توفرها مسلمات اجتماعية صنفت تحت عناوين من نوع العادات و التقاليد والأعراف. الدين نسلم بأنه نازل من عند الله وليس صنيعة المجتمع وفي الوقت نفسه فنحن لا ننكر التأثير الذي يتركه المجتمع على الدين من خلال الأعراف و التقاليد و الأوهام المختلفة التي تضاف إلى الدين، فنحن نفصل بين دين الله و دين عباد الله، دين الله كامل ومنسجم المكونات أما دين العباد فهو في حال تغير بين الأزمنة المختلفة والأماكن المختلفة. لماذا لا نستعمل أدواتنا الخاصة إن الكلام في التقاليد و المعارف أيسر من الكلام في الدين فهناك لن تجد من يرفع في وجهك سيف الممنوع والمحرم، والكلام في الدين عسير لأن بعض الناس اعتبروا التفكير فيه امتيازاً خاصاً لأشخاص محددين ذوي أوصاف خاصة، أم الفقهاء فقد اعتادوا لا سيما في الأزمان القديمة على إضفاء صفة القدسية الخاصة بالأحكام الدينية على كثير من العادات التي ما أنزل الله بها من سلطان، لعلك قرأت في كتب الفقه مثلاً إن حاسر الرأس لا تقبل شهادته ولا يؤم الصلاة، فالواضح أن هذه ليست من الدين في شيء لكنها أعراف اجتماعية رغب الفقهاء في بلد محدد في زمن محدد في إدراجها في كتبهم كأعراف محترمة لكنها تحولت من ثم إلى أحكام تنتقل عبر العصور من جيل إلى جيل دون أن يسائلها أحد والذين يمانعون من الكلام في الدين يمانعون في الغالب من الكلام في المعارف التي قامت في ظله، كما أن كثيراً من التقاليد و الأعراف الاجتماعية قد اكتسبت لوناً دينياً. أما المشكلة اليوم إن هؤلاء وغيرهم من سائر الناس ينظرون إلى هذه الأعراف والعادات باعتبارها مصداق الحقيقة الدينية أو رداءها، وكي يكشف الانسان عيوب نفسه وعيوب ثقافته فهو بحاجة إلى تعريفها لنقد الآخرين، أما نحن أضحوكة بالفعل، ألا ترى أن العالم كله يستهزئ بنا ألا ترى أننا نباهي صباح مساء بعلو الحق وعظمته ونحن الذين نظن أنفسنا أهل الحق قابعون في الأسافل والدين الذي نؤمن به حري بأن يقيم حضارة عظمى وهو أهل لأن ينقذ أهله مما هم فيه لكن بحاجة إلى تفعيل و لا يمكن أن يكون فاعلاً إلا إذا حررناه من سجنه الذي حبسناه وراء جدرانه. الفصل الثاني: الإسلام والنهضة: السؤال الخطأ إن ما في نفوس المسلمين هو إسلام ملون بلون مجتمعهم فهو إسلام متخلف مثلهم، لذلك تجدنا ندور في دائرة مغلقة، فلننظر كيف قمع الكتاب وأهل الرأي حتى بلغ ما أغلق من الصحف والمجلات في بضعة أعوام ما يزيد على المائة وسخرت دولة علماء الدين أقوى المنابر و وسائل الاتصال من الإذاعة والتلفزيون والصحف ومنابر الجمعة لدعوة الناس إلى الدين طيلة ربع قرن ومع هذا فإن معظم الدراسات والبحوث الميدانية تشير إلى تراجع مستمر في الالتزام بالدين وأن المزيد من التدين لم يغير من واقع الحال شيئاً ولا دعاة الدين قدموا نموذجاً تختلف عما تعرفه من حال بئيس في شتى الأقطار، وخلاصة الكلام إن ما لدينا من الدين هو في حقيقة الأمر النسخة القديمة من الدين التي تركها لنا أجدادنا وفيها يختلط الجوهري من الرسالة بالصور والاطارات التي هي انعكاس للظرف الاجتماعي الخاص بزمن الأجداد وهي لا علاقة لها بالعصر، وإننا بحاجة إلى نسخة جديدة من الدين نسخة تتناغم مع عصرنا الراهن في حاجاته وتحدياته وهموم أهله.
ما هو طريق النهضة إذن؟: الحداثة؟
إن فكرة الحركة والنهوض اختلفت من حيث الشروط والمتطلبات والأدوات والمقاييس رغم أن جوهرها لا زال كما كان في تلك الحقبة، والحداثة مفهوم واسع نسبياً فعلى المستوى السياسي تعتبر المساواة وحاكمية القانون وحماية الحريات العامة هي الحد الأدنى من متطلبات التحديث ويتلوها المشاركة السياسية وصولاً إلى الديموقراطية الكاملة وعلى المستوى الاقتصادي فإن الشرط الأول هو توفر البيئة المناخية للاستثمار وحماية الملكية الفردية وعلى المستوى الاجتماعي نجد العقلانية وربط مكانة الفرد بكفاءته الشخصية لا هويته الموروثة وعلى المستوى الثقافي فإن احترام العلم وتحريره من قيود الايدولوجيا والتعويل عليه في تقديم الحلول هو الشرط الأول للحداثة.
الحداثة هي منظومة مفاهيم ومعايير تتعلق بسبل العمل والتعامل ولابد من ملاحظة ثلاثة أمور:
1. إن تجربة الحداثة قد تطورت في مجتمعات غير مسلمة فتلونت بلونها ولسنا مجبرين على أن نأخذها بهذه الألوان، ما يهمنا في الحقيقة هو مفاهيمها الأساسية.
2. الدين الذي بين أيدينا ليس منزهاً عن العيب ولابد من النظر النقدي في هذه النسخة من الدين وهذا لا ينقص من شأن الدين الحنيف، بل أراه جوهر فكرة التجديد في الدين، فمعني التجديد فيما أظن هو استنقاذه من قيود الارتهان إلى الواقع الخاص بحامليه.
3. إن علاقتنا مع الثقافات المختلفة والتجارب المختلفة بما فيها تجربتنا الخاصة علاقة تفاعل نقدي.
ينبغي أن لا نستسلم لبريقها كما لا ننتفخ غروراً وتكبراً عليها، ورن ما يصلح لنا اليوم هو ما يتناسب مع زماننا وما يستوعب نوعية الحياة التي نعيشها سواء عرفها الأجداد أم جهلوها أحيوها أو أبغضوها.
المعاصرة إذن هي إعادة التاريخ إلى مكانه الطبيعي كمصدر للعبرة والمعرفة لا كمثال أو نموذج للحياة الفاضلة.
المعاصرة تعني المشاركة الفاعلة في الثورة العلمية والتكنولوجيا الهائلة التي غيرت صورة العالم، وعطفاً على عنصر الثقافة فإن من الواجب هنا الإشارة إلى حاجتنا الماسة لأنسنة ثقافة المسلمين بمعنى إعادة الاعتبار إلى الانسان كوعاء للقيمة العليا في هذا الكون.
ولو نظرنا إلى آيات القرآن التي ذكر فيها الانسان لوجدنا جميع السمات التي عرضها (هوبز) ومن سار على نهجه من الفلاسفة والليبراليين اللاحقين. إنسان القرآن الكريم كان مستقل بنفسه مكتف بعقله مسؤول عن فعله مكرم من قبل الله بسجود الملائكة له وتسخير ما أودعه الله في الكون من أجل رفعته وهو في نهاية المطاف خليفة الله في أرضه، أما إنسان التراث الإسلامي فهو ضعيف مغرور جاهل وعاجز عن تحمل المسؤولية ويحتقر الفرد ويحتقر العامة فلا ينظر إليهم إلا كغوغاء أو همج رعاع.
وإصلاح الثقافة يستهدف:
الارتفاع بقيمة الإنسان وتحريره من سطوة السلطة وقمع المجتمع وقيود الخرافة والتقاليد.
إن النهضة تعني المعاصرة أي إعادة الاعتبار إلى الواقع الحاضر باعتبار شروطه و الزاماته معياراً لسلامة الأفكار والأعمال. ولإكمال بقية القراءة تجدونه بالأسفل في التعليق قراءة: حسين علي الناصر
- يتحدث الدكتور السيف في كتابه هذا عن مفهوم المعاصره كامرادف لمفهوم الحداثه المعاصره.
- يركز الدكتور السيف ايضا على حل اشكاليه العلاقه الثقافيه مع الغرب، وبطبيعه الحال عندما تكون الحداثه في في صيغتها الاوروبيه غير قابله لللاندماج ضمن نسيجنا الثقافي، والسعي الى بذل الجهد لتعديلها ومناسبتها لمجتمعاتنا الاسلاميه.
- يتحدث السيف عن الحداثه كعنوان لنمط حياه كامل توصل اليها الغرب وهي ايضا تعبير عن مرحله في تطور البشريه تتمايز عما كانت عليه في ماضيها.
- يسهب الدكتور توفيق في أن الحداثه ليست مجرد تقدم تكنولوجي وعلمي، بل هي ايضا نظام قيمي، ونحن بحاجه الى الامرين معا، التقنيه والقيم، مع التركيز على البحث عن كيفيه تنسيج هذه القيم ضمن ثقافتنا الخاصه.
كتاب الدكتور توفيق السيف (الحداثة كحاجة دينية) هو كتاب صغير من حيث الحجم لكنه عميق ووفير من حيث المضمون.
هذا الكتاب مؤَلَّف من أربعة فصول. يعرض الكاتب في الصفحات الأولى منه وصف المفارقة بين ماتعيشه الدول المتمدِّنة وماتتمتع به من زخم حضاري مَعْرِفي ونهضة على كافة الأصعدة وبين ماتعانيه دول العالم الإسلامي من جمود ثقافي وركود علمي. الدكتور السيف يعزي هذا الفارق في أن المجتمع الغربي المتَمدِّن تعاطى مع تراثه على أنه مصدر للمعرفة ومحطة انطلاق للنهوض قُدُماً في طريق التطور بينما تعاملت الدول الإسلامية مع تراثها على أنه المصدر الوحيد للتشريع وسن القوانين واعتباره الطريق الوحيد للنهضة فأصبحوا مكبلين بسلاسل الماضي غير قادرين على تجاوزه.
في الفصل الأول والذي يحمل عنوان (الدين والذات) عرض فيه المؤلف رسالة الدين في صورته المُجرَّدَة ثم بيَّن كيف أن الدين قد احتمل عوالق ليست من أصله على مر السنين. وأَرْجَعَ سبب ذلك إلى أن كل فرد في هذه البسيطة يفهم ويتعامل مع الدين والنص الديني بناءً على خلفيته الثقافية والاجتماعية، فهذه الشوائب ماهي إلا انعكاسات للثقافة المحلية لتلك المجتمعات. ويرى بأن سبيل الخلوص من ذلك هو إزالة تلك الأثقال ومااحتمله الدين من زَبَد على مر الأيام. أول خطوة في سبيل التخلص من الزوائد في نظر الكاتب هو عن طريق توظيف المنهج النقدي، ويقصد بذلك النقد من خارج أسوار الثقافة الذاتية، إذ إن الذات لاتستطيع أن تكون حيادية بالكامل فقد تُجَمِّل أو تبرر لنا الحال الذي نحن عليه.
ينتقل السيف في الفصل الثاني إلى مفهوم الدين ووظيفته الاجتماعية. ويرى أن إقامة الشعائر الدينية والالتزام بتعاليم الدين غير كفيل بإقامة منجز حضاري مستدلاً في ذلك بدول متقدمة وهي بعيدة كل البعد عن الدين، ودول أخرى ربما تبالغ في تطبيق مراسم وشعائر الدين وهي متخلفة جداً عن ركب الحضارة. بقاؤنا سجينين للتاريخ والتراث جعل دول العالم الإسلامي غير فاعلة ومشاركة بل مستهلكة لنتاج الثورة الصناعية والمعرفية. ومن ثم يقترح الكاتب بأنه لايمكن تجاوز هذه المرحلة إلا بعد إعداد نسخة جديدة للدين تتماشى مع هذا العصر وتحدياته.
أما الفصل الثالث من هذا الكتاب فهو يطرح الخطوة الأولى لمعرفة الطريق الصحيح المؤدي للنهضة. ومن وجهة نظره أنّ ذلك لايتأتَّى إلا بالتشكيك في جدوى الوضع القائم ورفع الحصانة عن نقد كل ماهو متعارف ومُتَسَالَم عليه. أما فيما يخص خشيتنا من انهيار تلك المُسَلّمات، فإن انهيارها أمام الثقافات الأخرى قد يكون أمراً لا ندامة فيه. فبحسب رأي الكاتب فإن هذه المسَلَّمات لو كانت حقاً سليمة ومعافاة لما تلاشت أمام نظرائها من علوم ومعارف. يستطرد توفيق السيف في هذا الفصل ويوضح أن لله تعالى في هذا الكون سنن، وأن الغرب المتقدم قد أخذ بهذه السنن الكونية وعمل وفقا لها فكانت النتيجة مزيداً من الازدهار والرفعة في مختلف المجالات، بينما نحن كمسلمين فإن ثقافتنا ثقافة متراخية وأن "الإسلام مُعَطَّل عن الفعل في حياة المسلمين لأن فاعليته رهينة بإرادة أهله" كما عبر عنها.
بعد ذلك يتحدث الدكتور السيف في الفصل الرابع عن الحداثة وأنها أسلوب معيشة شامل. الحداثة في وجهة نظره ليست مجرد "تقدم تقني" بل "نظام قِـيَمِي". ويرى بأن ماأنتجه الغرب من أنظمة وسياسات وعلاقات هي ثمرة تجارب لعقود طويلة وليست حديثة الولادة. لذا فالأخذ بما عند الجانب الغربي أمراً لابد منه. ويرى أن مفهوم الحداثة مفهوم واسع يغطي معظم شؤون الحياة. فلذا لايتوجب على متلقيها الأخذ بكل مافيها بل من الممكن استيرادها وإعادة صياغتها ضمن الإطار الثقافي الخاص بنا وبذلك يمكن الاستقلال والاعتماد على ماتنتجه ثقافتنا بعد قَوْلَبَتِها في الشكل الذي نريد.
هذا الكتاب على رغم محدودية صفحاته إلا أنه يستثير تساؤلات جديرة بالتفكير والتأمل. حيث أن ماطرحه الكاتب واقعاً لايستطيع أحد إنكاره. لايزعم مؤلف هذا الكتاب بأنه يقدم حلولاً لمعالجة الوضع القائم بقَدَر مايطرح تساؤلات ويقترح إنتاج ثقافة دينية معاصرة قادرة على مواكبة الزمن ومتطلباته.
الكتاب بالمجمل لا بأس به ويوجد أفكار وتحليلات تستحق النظر والتأمُّل .. بنفس الوقت فيه أوهامٌ كثيرة ويستحق نجمتين ونصف على وجه التحديد. ركّزت على فصول معيّنة أثناء قراءتي *
كتاب لطيف في النقد الذاتي للمشروع الإسلامي في العالم الإسلامي، الكتاب مسطورٌ في سجال بين المؤلف و صاحبه، الذي هو المؤلف نفسه. أنصح به كعامل استثارة للبحث و التفكير.