" ليست هذه الترابيزة العجيبة هى كل ما تبقى من اثار العز والنغنغة التى كانت تتمتع بهما ديارنا ذات يوم بعيد . فهناك صيت الزعالكة نفسه وهو وحده يكفى لجلب الاحترام عند كل من يسمعه . وهناك أعمامى الكثار الذين تكاد تتشكل منهم ومن أبنائهم وأبناءأبنائهم وبناتهم بلدة كبيرة جدا تسمى بالزعالكة ، لا يسكنها مخلوق واحد لا ينتهى اسمه بزعلوك .. "
خيرى أحمد شلبى مواليد قرية شباس عمير، مركز قلين، محافظة كفر الشيخ. رحل في صباح يوم الجمعة 9-9 2011، عن عمر يناهز ال73 عاماً. خيري شلبي كاتب وروائي مصري له سبعون كتاباً من أبرز أعماله مسلسل الوتد عن قصة بنفس الاسم قامت ببطولتها الفنانة المصرية الراحلة هدى سلطان في الدور الرئيسي "فاطمة تعلبة".
رائد الفانتازيا التاريخية في الرواية العربية المعاصرة، وتعد روايته رحلات الطرشجى الحلوجى عملا فريدا في بابها. كان من أوائل من كتبوا مايسمى الآن بالواقعية السحرية، ففى أدبه الروائى تتشخص المادة وتتحول إلى كائنات حية تعيش وتخضع لتغيرات وتؤثر وتتأثر، وتتحدث الأطيار والأشجار والحيوانات والحشرات وكل مايدب على الأرض، حيث يصل الواقع إلى مستوى الأسطورة، وتنزل الأسطورة إلى مستوى الواقع، ولكن القارئ يصدق مايقرأ ويتفاعل معه. على سبيل المثال روايته السنيورة وروايته بغلة العرش حيث يصل الواقع إلى تخوم الأسطورة، وتصل الأسطورة في الثانية إلى التحقق الواقعى الصرف، أما روايته الشطار فإنها غير مسبوقة وغير ملحوقة لسبب بسيط وهو أن الرواية من أولها إلى آخرها خمسمائة صفحة يرويها كلب، كلب يتعرف القارئ على شخصيته ويعايشه ويتابع رحلته الدرامية بشغف.
حاصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980- 1981. حاصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 – 1981. حاصل على جائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" 1993. حاصل على الجائزة الأولى لإتحاد الكتاب للنفوق عام 2002. حاصل على جائزة ميدالية نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية "وكالة عطية" 2003. حاصل على جائزة أفضل كتاب عربى من معرض القاهرة للكتاب عن رواية "صهاريج اللؤلؤ" 2002. حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب 2005. رشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب. يرأس حاليا تحرير مجلة الشعر (وزارة الإعلام). رئيس تحرير سلسلة : مكتبة الدراسات الشعبية (وزارة الثقافة).
من أشهر رواياته : السنيورة، الأوباش، الشطار، الوتد، العراوى، فرعان من الصبار، موال البيات والنوم، ثلاثية الأمالى (أولنا ولد - وثانينا الكومى - وثالثنا الورق)، بغلة العرش، لحس العتب، منامات عم أحمد السماك، موت عباءة، بطن البقرة، صهاريج اللؤلؤ، نعناع الجناين، بالإضافة إلى صالح هيصة: قصة شخصية مثيرة للجدل من عموم الشعب المصري لها آرائها الخاصة في الحياة ونسف الأدمغة :عصابة تتاجر ببعض البقايا البشرية لكي تنتج أنواعاً أشد فتكاً من المخدرات زهرة الخشخاش: قصة شاب مصري من عائلة معروفة في منت.
تتعدد الأوصاف لتلك النوفيلا التي لم تكمل صفحاتها السبعين و يمكن قراءتها في جلسة واحدة. خيري شلبي لديه لغة آسرة و قدرة على الحكي لا يضاهيها إلا جدتي و ربما جدتك أيضا. مخزون ثقافي من الغلب و القهر و المرح و العلاقات المتشابكة و النفسيات التي تخبأ الدرر الثمينة و المواقف التي لا تنتهي بين الفئات الأكثر تهميشا في المجتمع و التي يستطيع شلبي وصف واقعها و أحلامها و يومياتها و كأنه لم يغادر الريف في حياته.
لحس العتب رواية صغيرة الحجم لخيري شلبي ولكن كعادة خيري شلبي إستطاع أن يعبر بدقة عن أحوال الفلاحين بكل ما فيها من فقر،جهل،مرض و الإيمان ببعض الموروثات الشعبية مثل لحس عتب أضرحة الأولياء للشفاء من الأمراض !
نوفيلا صغيرة الحجم وهي عبارة عن فصل واحد من ٦٧ صفحة فقط ولكنها مكثفة و مكتوبة ببراعة.. جميلة جداً❤️
رواية صغيره مكونه من فصل واحد فقط لكن فيها تفاصيل كتير جدا تخلي المشهد واضح بكل ما فيه
كتاباته جميله خفيفه فيها جزء كوميدي جميل طبعا وافضل ما فيها هو اسماء الشخصيات الشيخ بقوش كعبلها جريدة البعكوكه وعائلة الزعالكه
اسماء عجيبه يبتكرها عم خيري مش عارفه منين يكفينا اسم الرواية فقط الغريب واللي معناه ما خطرش علي بالي بصراحه اول اما قررت اقرأها
تدور الاحداث كلها حول منضدة ترثها تلك العائلة وهي مهمه بأهمية مركز تلك العائلة الكبيرة في البلدة
تدور الاحداث في اطار كوميدي .. تعاني من خلاله تلك العائلة بسبب الفقر بعد ان كانوا من اكبر واهم العائلات والفضل كله يعود لتلك المنضدة والتي يضطروا بعد ذلك للتفريط فيها علي مضض .. ووجود المنضدة في تلك الغرفه الصغيره ووصف خوف الاطفال منها واختفاء الاشياء تحتها وكأن هناك عائلات من الجن موجودة اسفلها وخلفها تختطف كل ما او من يقترب منها
استمتعت بالكتاب الخفيف دا جدا وكان فكرة حلوة بين الكتب الكبيرة
سبحان الله الواحد كل ما يقرأ لكبار أدبائنا العظماء يكتشف أن في اختلاف في المتعة المكتسبة من قراءة العمل يعني مثلا لما نيجي نقرأ لكبيرنا نجيب محفوظ بنلاقيه متمكن في وصف الحارة المصرية وتفاصيل الحياة بكل أوجهها برؤية سكان الشارع والحارة من أفندية وحرافيش وطبقات مختلفة، أما لما بنقرأ لعمنا خيري شلبي بنلاقيه متمكن في وصف القرية المصرية والفلاحين والموروثات والتقاليد العتيقة كل واحد تمكن من نوعية معينة يقدمها للقارئ بتخليه في النهاية يقول عظمة على عظمة، عاملين كده زي آلهة الأولمب كل واحد له اختصاص وليه قوة في نقطة ما تفوق فيها بتفرد، فين بقى بتوع المسرح والسينما والتلفزيون من الدرر دي بدل الهري اللي احنا بنعاني منه في الأعمال التافهة الموجودة دلوقتي.
نوفيلا لحس العتب في صفحات بسيطة قدر يوصف تفاصيل الحياة في القرية المصرية بعيون طفل مريض بدأ الحكي عن ترابيزه فخمة تملكها الأسرة من أيام العز والنغنغة وراح الغنى وتبقى الصيت والترابيزة شاهدة على حقيقة تلك الأيام، عائلة الزعالكه المتشعبة اسمها يجلب الاحترام وبرضه يذكر بأن دوام الحال من المحال. تغير الزمن وأصبح الأرزقية والناصحين هما أصحاب العز والمال اللي جمعوه نتيجة الحرب.
الحكاية تبدأ من عند الترابيزة مطمع الكل وهدف المستحدثين في الغنى، الترابيزة الأمل الوحيد الباقي للأب في انتظار تغير الأحوال مرة تانية ويرجع الزمن أيام العز والهناء، الترابيزة بتخليه يفهم نفسيات رفقاء السهرة الليلية وطمعهم فيها لأنهم أصبحوا من الأعيان ولابد من وجود ترابيزة فخمة مثلها في المندرة.
الرواية تقدم لنا شخصيات القرية المختلفة ومعاناة أهل القرية مع الفقر والمرض والجهل، متمثلة في الفرع الفقير من الزعالكة أصحاب الترابيزة بعد إصابة ولدين بمرض قاتل قضى على واحد واضطر الآخر لاستكمال مسيرة لحس عتب الأولياء والمقامات طمعا في الشفاء بناء على نصيحة شيخ من القرية.
العنوان نفسه مثير للغرابة ويقدم نبذة مختصرة عن حالة الفلاحين في القرية، بعد قراءة العمل أُعجبت به، كلمتين فيهم الفقر والجهل والمرض والبؤس واليأس.
خيري شلبي يمتلك القدرة السحرية من أول صفحة تركب آلة الزمن وتلاقيك في زمان ومكان الحكاية متفهمش كلماته فيها تعويذة ولا ايه؟! حكواتي ساحر وعظيم، لغته وأوصافه تسلطن أي قارئ وتمزجه.
بين موت عباءة ولحس العتب – صرير نخر سوس لطبقة اجتماعية تحتضر وأزيز تلميع أبنوس لطبقة صاعدة
لحس العتب، حدوته من قلب مندرة ريفية هادئة، تجمع بين طبقة اجتماعية تحتضر وطبقة اجتماعية تتسلق للعلن، معلنةً عن وجودها مستفيدةً من الحرب. المندرة مسرح لأرواح فقدت بريقها، وصدىً لماضٍ لا يريد أن يُدفن، وبريقٍ لأرواحٍ تتسلل للظهور ببريق غير معتاد يُعشي النظر.
والطربيزة الخشبية، شاهداً عتيقاً على تلك الطبقتين؛ جذرٍ مكشوف لشجرة اقتلعتها الريح، التفّ حولها الذين بقوا من زمنين: زمن عزٍّ صار مجرد وشمٍ على جدران الذاكرة، وزمنٍ جديد، تُمارَس فيه الغلبة باسم الفوضى.
لم يكن خيري شلبي بصدد السخرية ولا الاستهزاء بذلك الموروث الشعبي، ولا بالخرافة الطيبة، ولكنه كان متعاطفاً مع المأساة الوجودية المتمثلة باليأس، متعاطفاً مع بقايا أمةٍ سادت ثم بادت، متعاطفاً مع شذراتٍ رقيقةٍ من كرامةٍ بعثرها ضنك العيش.
لحس العتب، موروث شعبي، يلحس فيه المريض عتبات أضرحة الأولياء بغرض الشفاء، مقاومةٌ لا واعية لابتلاع الألم، محاولةٌ أخيرة للمس أرضٍ تحت أقدامنا، وإن كانت الأرض موهومة.
وقد أصبح لحس العتب، في رمزيته الأوسع، صورةً للانحناء أمام قذارات المجتمع، إما طوعًا باستسلامٍ مكسور، أو كرهًا تحت وطأة القهر؛ لحظةً يضطر فيها الإنسان أن يتذوق مرارة الألم بلسانه، لا تصديقًا لدناءة الواقع، بل رجاءً في ميلاد الفرج من رحم العتمة.
كما ماتت العباءة يومًا، تلك العباءة التي كانت سترًا وهيبةً لآبائنا وأجدادنا، ماتت الطربيزة في المندرة أيضًا. مات الرمز حين عُري المعنى، ومات الغطاء حين أُسقط عن الجسد العاري أمام ريح التغيير.
موت العباءة ولحس العتب كلاهما فصلان من نفس الملحمة: ملحمة الإنسان الذي يدرك متأخرًا أن لا تاريخ يحميه، ولا ظل يُظله، إلا ظلال الحنين.
ولتستمر الحياة، لا بد للروح أن تتقن فن الطفو فوق وجعها.
لا بد له أن يسلم جسده للتيار، ويخادع الموجة لا أن يعاديها؛ فالحياة لا تحتمل عناد الغرقى.
هكذا تُحل المشاكل بالإيمان؛ ذاك الإيمان الدافئ، الذي لا يُشترى ولا يُستعار، بل يُولد في القلب كما تولد الزهور في أقصى الظروف حتى لو كان إيمانًا بنبوءة غجرية أو تبصيرٍ شعبي.
كتاب جميل جدا وبالفعل أُحب الكاتب هذا جدا بطريقته الساخرة في الكتابة والتي اضحكتني في العديد من الفقرات. بصراحة احب ان اسمع قصص الناس الذين عاشوا في تلك الأزمان مع الحروب والفقر والامراض والجوع والاقتناع بآراء الغجريات ولكن في نفس الوقت تستمر الحياة رغم كل شيء. خيري شلبي من افضل الكتّاب الذين يحسسونك بأنك تعيش بين ابطال القصة.
احلى فقرة هي فقرة الخل والخميرة لعلاج مرض الابن والذي لم يستطيع الاطباء ان يعالجوه وعالجته الغجرية .
اقتباسات:
إن ذبل الورد تبقى رائحته فيه
يساورنا شك خفي في ان يكون أبي- هذا الجلف الخشن الغليظ الصوت، والرقبة والملامح والاطراف- كان ذات يوم ابن عز
كانت نومتي تجيئ دائما في الطرف بجوار الترابيزة، فأظل طول الليل منكمشا على نفسي خشية ان يزحف عليَّ مجهول قادم من تحتها يقرصني او يلحسني او يأكلني
هو مكلبظ الوجه أحمره، غليظ الشفتين، يوحي منظره بأنه أكل للتو ديكاً روميا.(يتحدث عن محمد مصباح)
ان صوت المرأة عورة وإنها إذن للكارثة العظمى. ولا تكون العورة بحق وحقيقة إلا في حضور الرجال،
غير أن أبي كان إذا جاءت سيرة الحرب راح يصب جام غضبه على الحرب وسنينها السوداء وكيف أنها قلبت موازين الدنيا فجعلت عاليها واطئها وجعلت النذل يتحكم في ابن الأصول والكلب يملك مصير السبع
(دواء لانتفاخ الطحال من الغجرية) شوفي يا بنت اخوي! تجيبي قزازة خل! وتجيبي حتة خميرة! تحطي الخميره في فنجان مليان خل! وتحطي الفنجان بالخل والخميرة فوق سطح الدار يسمع التلات أدانات: المغرب والعشا والفجر! وتخلي المحروس ده يشرب فنجان الخل بالخميرة على ريق النوم الصبح! تلات تيام ورا بعض أول كل شهر عربي! لمدة تلات شهور والباقي على الله!! وفي الشهر التالت حافوت عليكي عشان آخذ الحلاوة
رواية رائعة من روائع حكايات خيري شلبي النابضة بالحياة .. متحدثة من لب الريف المصري ومن قلب الطبقات البسيطة المؤثرة المنسية .. والتي هي بلا شك مرآة منعكسة على المجتمع كله وإن تم تجاهلها عمدا الى أنها تبقى شاهدا مهما على التمزق المجتمعي واختلال توازنه..
فقد تحدث شلبي في روايته (لحس العتب) عن معاناة هذه الطبقات البسيطة وصراعاتها المستمرة في محاولة تقبل مرارة العيش والتحايل على الواقع ....
وبين ثقافة الانكسار والخنوع عند الأجيال السابقة يعي الجيل الحديث الممزق مرارة وقسوة لحس العتب مجبرا .. يحاولون النجاة بكرامة لكنهم لا يملكون السبيل في ايجادها والحفاظ عليها
رواية تتشعب منها قصص كالفسيفساء .. كل منها نموذجا من الشخصيات أو حكمة من الحكم أو درسا من دروس الحياة أو كشفا لخطب من الخطوب الاجتماعية والاخلاقية
و رصدا لحياة الطبقة المهمشة المنسية التي ما برحت تلحس العتب ليس طمعا في سلطة او مكانة بل حفاظا على ماتبقى من شظف العيش البسيطة ---- الترابيزة -----
بل وأن شلبي باسلوبه الفذ في روايته وكأنما يحذر من لحس العتب لأننا لن نستطيع يوما أن نمتنع عن ذلك لتغلب الخوف والعاطفة على الوعي والحكمة والنزاهة -----------------------------
**Warning: this text may contain spoilers** أذكر أنها بدايتي مع خيري شلبي .. أديب المهمشين
طوال قراءتي تسائلت لما "لحس العتب" وليس "الطاولة" .. وما الرابط بين المرض ولحس العتب والطاولة؟! وأخيرًا توصلت إلى أن رمزية الطاولة تطغى كليًا على مخيلتي .. مع كل مشهد تذكر فيها الطاولة أرى الأطيان والأملاك والنفوذ والجاه .. ومع سقوط الملكية تزامن انتقال الطاولة من الزعالكة ذوي الأصول العريقة إلى الحرفيين والعمال .. رمزية انتقال السلطة من الملوك إلى الشعب وظهور الاشتراكية مع ثورة ١٩٥٢ م.
ومع تساؤل الراوي "هل نحتفظ بها (أي الطاولة) لأن لها مكان؟ أم لقيمة فيها؟" نظرت إلى أحد أدراجي القاصية وألقيت التساؤل على مسامعي علني أجيب لما أحتفظ بكل تلك الكراكيب وذكريات الماضي!
ربما تزامن ثقل الكراكيب على الطاولة مع ظهور مرض الراوي وسارا معًا طريقين متوازيين لا يتقابلان حتى انتهى بانتقال الطاولة من موضعها القديم وتعافى الراوي؟
هل كانت مرارة لحس العتب التي تركت في فم الراوي هي الدليل الوحيد المتبقي على وجود الطاولة في زمنٍ من الأزمان؟!
وجبة دسمة أثارت خلايا دماغي التي صدأت من انعدام الشغف وجعلتها تفكر كثيرًا وها هي النتيجة.
رواية قصيرة تنبش في تحوّل عائلة من الثراء إلى الانهيار، حين يجتمع الفقر والمرض والجهل، وتصبح الخرافة ملاذًا أخيرًا. يكتب خيري شلبي ببساطة آسرة، تعكس واقعًا موجعًا تسيطر فيه القوى غير العقلانية على مصير الإنسان. رواية صادقة، مؤلمة، وتترك أثرًا لا يُنسى.
فيما يخُص الرواية ، فَ أنا ما كُنتش أعرف وجهة النظر للتداوي دي في لحس الأعتاب خالص على الرغم من أني شُفتها بعبني مرة في الحُسين .. لقيت رجل دخل المقام و انا كُنت داخل أتفرّج على المكان من جوه شكله إيه .. و فجأة ، لقيته راح نازل على الأرض و قعد يبوس "عتبة المقام" و "أسوار المقام" و بعد كدا قعد يتمسّح فيهم ..
و لما سألته انت بتعمل إيه و ليه ؟ قال لي : أنت فاكرني جاهل أو من الهِبل إللي مش فاهمين؟ انا ببوس العتب إجلالاً لصاحب المكان .. زي أما واحد يبعت لك جواب بالظبط .. مش من شدة شوقك له بتبوس الجواب ؟ أهو أنا من شدة شوقي لصاحب المقام ببوس أعتاب المقام ..
لولا أن الموقف دا كان قبل الثورة لكُنت قلت له : يا واد يا مؤمن .. بس حظه حِلو بقى :D ..
الرواية دي أول معرفة بيني و بين خيري شلبي ، و مش الأخيرة بإذن واحد أحد .. الرجل دا عنده حاجات كتير عن القرية إللي الواحد ما بقاش يعرف عنها أي حاجة بسبب تهميش الإعلام لكل ما هو ( غير قاهري أو سكندري) ..
يمتاز خيري شلبي في حكاياته عن المعوزين والفقراء، وكما يمتاز بإستخدامه الكلمات العامية وبكثرة ولكن هذا الأمر لا يقلل من قوة كتاباته بل يزيدها بعض الأحيان جمال ويجعلك تدخل في جو القصة ومكانها. وقد يتقصد شلبي استخدام الكلمات العامية وبقوة حتى ينزل القارئ نفسه إلى تلك الفئة التي يتحدث عنها.
ماذا يبقى للإنسان بعد فقدان المال؟ هل يبقى الجاه؟ وبعد فقدان الجاه؟ هل يبقى الإحترام؟ وبعد فقدان الإحترام؟ ماذا يبقى؟
من المسؤول عن وجود كل هؤلاء المعوزين، هل هو الإنسان نفسه بكثرة عياله، أم المجتمع بالسلطات نفسها.
وعن كل ذلك العوز في قصة الراوي ومرضه، نجد شلبي قد لفت أو سلط الضوء على بعض الأشياء والتي منها: فئات المجتمع وآراهم السياسية وحتى توجهاتهم في ذلك الوقت من خلال أصدقاء والده اللذين يجتمعون معه في المندرة، وقد تكون المندرة هي كناية على المقاهي في ذلك الوقت. وكما تسليط الضوء على المجتمع المصري وإيمانه بالتقاليد القديمة مثل لحس العتب.
وكما ركز في القصة على التمسك بالترابيزة والتي قد تكون رمزية إلى أرث العائلة من مادي أو حتى معنوي، وكيف قد يتخلى الإنسان عن أرثه في ظل الظروف التي يعانيها.
مرآة ساخرة لواقع الأرياف المصرية حيث الفقر والجهل والبؤس واليأس والمرض.
ربما تستغرب العنوان، ولكن بعد قراءة هذه الرائعة البسيطة تتكشف شفرات هذه العنوان الغريب الذي يختصر واقع الفلاحين المتشعب، ويسلط الضوء على أحد الموروثات الشعبية التي تمهد للتسليم بالأمر الواقع.
يجسد الكاتب الشخصية المصرية التي مازالت تفاخر بأمجاد ماض لم يعد يغنى ولا يسمن من جوع، ويشجع على التخلص من الأشياء الزائدة عن الحاجة، ويؤكد على السعي والعمل الدؤوب، فالأماني لا تتحقق بالأحلام ولا بلحس العتب.
" ليست هذه الترابيزة العجيبة هى كل ما تبقى من اثار العز والنغنغة التى كانت تتمتع بهما ديارنا ذات يوم بعيد . فهناك صيت الزعالكة نفسه وهو وحده يكفى لجلب الاحترام عند كل من يسمعه . وهناك أعمامى الكثار الذين تكاد تتشكل منهم ومن أبنائهم وأبناءأبنائهم وبناتهم بلدة كبيرة جدا تسمى بالزعالكة ، لا يسكنها مخلوق واحد لا ينتهى اسمه بزعلوك .. "
الكتاب رقم ( ١١٧ ) عام ٢٠٢٥ الكتاب : لحس العتب المؤلف : خيري شلبي التصنيف : رواية . . 📕يسلط خيري الضوء على عادة أو موروث شعبي يتمثل في التشبث بما هو غير موجود، وهو تشبث أشبه بالتمسك بوهم قد يقود في النهاية إلى الهلاك . . . ما المقصود بمصطلح “لحس العتب” ؟ و ما سر " الترابيزة " ؟ . . ✋بين “لحس العتب” و”الترابيزة” تكمن حكاية. فالترابيزة ترمز إلى الموروث الخاطئ الذي يتمسّك به البعض عن جهل، ليجدوا أنفسهم في صراع داخلي يصعب تجاوزه . . . أما حديثه عن “لحس العتب”، فلا أراه مجرّد انتقاد لطقس معين، بل موقف واعٍ ضد الجهل والمعتقدات الزائفة، سواء كانت دينية أو اجتماعية .
✋ قد يتبادر إلى ذهنك سؤال بعد قراءة الكتاب: ما الذي يدفع الناس إلى الإيمان بمعتقدات خاطئة ؟
📕كالعادة، تألّق خيري شلبي بأسلوبه العفوي وطرحه الشعبي، مما منحه بجدارة لقب “شيخ الحكّائين”. في هذه الرواية، أبدع شلبي في تصوير الزمان والمكان، حتى تشعر وكأنك تعيش الأحداث بنفسك، مهما امتزجت بال��يال .
novella او رواية قصيرة تحفل بايقاع هادئ لكنه منساب بنعومة و اطراد لتنقل الينا في لقطة سريعة فترة انتهاء زمن ما قبل الحرب العالمية الثانية بقيمه و اخلاقه و خرافاته و عاداته رامزا اليه بالترابيزة التي تدهور بها الحال شيئا فشيئا حتي بيعت في النهاية. كما يعبر شلبي عن هذا الوضع بالمرض الذي اصاب الراوي و فشل العلاج الشعبي متمثلا في لحس العتب في ان يأتي بفائدة بل زاد الوضع سوءا. كما ان العلاج الحديث مكلف و ليس في متناول الفقراء.. و تأتي النجدة من عرافة لتصف العلاج الفعال.. فماذا يريد خيري شلبي ان يقول.. قد يكون يريد ان يقول لنا ان هذا الماضي به خير و ليس كله شر و ان اهتمامنا و تمسكنا بروحانياته قد يفيدنا ماديا و معنويا حتي اذا تخلصنا من بعض مظاهره و رموزه الفجة كالترابيزة التي لم يعد لها فائدة بل صارت عبءا و قد سكن تحتها العقارب و الثعابين و اكوام الخردة و المهملات
رواية قصيرة تحكي عن عائلة كانت تعيش في عز وثراء، لم يبقَ من أمجادهما سوى “ترابيزة” عتيقة تقف وحيدة كشاهد صامت على الماضي الباذخ. تنقلب الأحوال، ويضربها الفقر، ويصيب أبناءها مرضٌ مستعصٍ يقف الطب أمامه حائرًا. وهنا يبدأ الانحدار، لا فقط في الجسد، بل في العقل والروح.
مع العجز الطبي، تلجأ الأسرة إلى التخاريف، باحثة عن طوق نجاة في عوالم الغيب. ينصحهم الشيخ “كعبلها” بـ”لحس عتب أضرحة الأولياء” كعلاج، فتخضع الأسرة لهذا الطقس الغريب، في إشارة قوية إلى استسلامها الكامل لقوى غير عقلانية.
الرواية تسلّط الضوء على سلطات خفية لكنها طاغية تتحكم في مصير الأفراد:سلطة الفقر التي تكسر الكبرياء، سلطة المرض التي تضعف الإرادة، سلطة الجهل التي تطمس نور العقل، وسلطة التعصب القبلي والروحي التي تُقيد الإنسان وتدفعه نحو اللا معقول.
“لحس العتبة” ليست فقط حكاية عن خرافة، بل هي مرآة تعكس واقعًا اجتماعيًا معقدًا، حيث تلتقي الهشاشة الإنسانية مع تسلط البُنى التقليدية، ويصير العبث مبررًا، والخرافة خلاصًا
في البداية لفت نظري العنوان لحس العتب مالمقصود به هل هو شئ سياسي وضرب وغيرها أم فقر شديد. ولكن من خلال الرواية رأيت أن هناك تشابها في بعض الأمور بين الدول العربية قديما كمثل المندرة او كما تسمى في بعض المناطق المنضرى او في البحرين المربعه حيث يجلس كبار السن خاصة والبعض من الشباب كل ليلة تقريبا يدخنون النارجيله والكدوا وربما السيجاره ويشربون الشاي والقهوة وغيرها على حسب الفصول . ان من الامور الصعبة جدا التي يضيق بها المرء هو صعوبة تحقيق مطلبا او حاجة الى الأسرة هذا مؤلما جدا. التعاون وخاصة في القرية اكثر من المدينة وتجد ان ابناء العمومة واغلب الأهل يعيشون بجنب بعضهم . بدا من الجمال في الرواية كأنما هي على لسان من عاش في المكان وصاحب الأحداث من مرض وفقر وحاجة واجتماع وتعب. تجد أنه مازال الناس في الريف متمسكون بأمور عرفية ودينية وعلاقات اجتماعية جيدة.
قرأت هذه الروايه فى طريقى من محافظتى دمياط الى المنصورة ,روايه قصيرة تُقرأ فى جلسة واحدة انها "لحس العتب" ابداع من ابداعات الروائى خيرى شلبى , رصد خلالها الكاتب مظاهر المثلث (الفقر والجهل والمرض) فى حياة اسرة الزعالكة وما وصلوا اليه نتيجة ذلك الثلاثى المؤلم اعتمد الكاتب على الوصف أكثر من الحوار ولعلك ستلتمس فى الاخيرة بعض من السخرية التي تعدُّ أحد أبرز معالِم الشخصية في المجتمعات المغلوبة على أمرها، أو التي تقع في مواجهة العديد من الصعاب كحال المجتمع المصريِّ . "لحس العتب" يستدعى فيها العم شلبى الروح الشعبية بتجلياتها المتعددة وروافدها الثرية التى تجذبك الى عالم واقعى موجود بالفعل داخل المجتمع المصرى سأقيّمها بخمس نجوم لما لمست بها من حساسية الكاتب المرهفة فى الوصف وبراعة الحوار
كنت قرأت من قبل مسرحية يتيمة لخيري شلبي ولهذا تعد تلك أول رواية وثاني تجربة مع أديب المهمشين كما يُطلق عليه، نوڤيلا قصيرة وسردها ممتع وشيق وبها من الضحك ما بها من البؤس والشقاء. تظهر أحوال فئة من الفلاحين قبل 52 من فقر وجهل.
رواية "لحس العتب" للكاتب خيري شلبي، ما هي مجرد قصة عابرة، لكنها مرآة لواقع ناس عاشت المجد في يوم، ثم شافت بعيونها كيف الزمن قادر يبدّل الحال ويهزّ أركان العزة.
المحور الأساسي في الرواية يدور حول عائلة "الزعالكة"، اللي كانت من العوائل الكبيرة في القرية، أهلها معروفين بالهيبة والوجاهة. لكن مثل ما نقول: "دوام الحال من المحال". الزمن دار، واللي كانوا في الصدارة صاروا في الخلف، وما تبقى لهم غير الذكرى، وبعض الحديث اللي يتكرر على طاولة نحاسية قديمة، جمّعهم حولها كبيرهم "عبد الودود زعلوك".
الرجال الأربعة اللي يجتمعون يوميًا على هالطاولة، كل واحد منهم يمثل طبقة من المجتمع: فيهم التاجر، وفيهم اللي أثرى فجأة، وفيهم اللي يحنّ للماضي أكثر من حاضره. لكنهم كلهم يشاركون نفس الإحساس: إحساس الفقد، وفشل التكيّف مع واقع ما عاد يشبههم.
عنوان الرواية "لحس العتب" مأخوذ من طقس شعبي فيه نوع من التوسّل والرجاء، لما الإنسان يوصل لمرحلة يفقد فيها كل سبل الخلاص، فيتجه إلى أبواب الأولياء الصالحين، يلحس العتبة برجاء داخلي عميق إن تُفرج الكربة. الكاتب استخدم العنوان في كتابه كرمز لحالة الانكسار الجماعي، واللجوء لشيء مضى لما يفشل العقل والمنطق التفكير.
الرواية قصيرة في عدد صفحاتها، لكنها غنية جدًا من حيث الرمزية والرسائل الاجتماعية. تحمل بداخلها أسى جيل كامل عاش الانتقال من تقاليد صارمة إلى واقع جديد ما أعطاه فرصة يثبت وجوده.
تساءلت في البداية عن معنى لحس العتب، أو عن ما يرمز إليه، لكن أثناء القراءة اتّضح لي أنه ليس رمزًا أو كناية، ولكنه المعنى الحرفي للحس العتب؛ وهو ما يفعله بعض الناس عند زيارتهم لأضرحة ومقامات أولياء الله الصالحين لعلّهم يتوسّطون في قضاء حوائجهم أو رفع البلايا عنهم.
تدور الأحداث -المكتوبة بلُغة بسيطة قريبة للعامّية- في الريف المصري القديم، حيث يقلّ الوعي وتنتشر الخرافات مع الجهل. ذكّرتني ب(الأيام) لطه حسين نظرًا لأن الراوي هنا طفلٌ أيضًا، ولتشابُه الأماكن، وبعض الأحداث مثل: الفقر ومرض الطفل وحلّاق الصحّة والعلاج الشعبي وفشله.
وفي جدّية بالغة قال الشيخ (كعبلها) كأنه يخطب على المنبر في كافة المسلمين: -"مصيبتنا يا اخوانّا إننا لا ندقق في اختيار مَن يحكمنا! يضربنا الحكام بالنعال صباح مساء فلا نفكر في محاكمتهم أو حتى نعمل على إسقاطهم! فمن باب أولَى يجب أن يكون لنا رأي في اختيارهم قبل اختيارهم!! ".
في البداية استغربت الافتتاحية بالحديث عنها ووصفها بأنها كل ما تبقّى من آثار العز والنغنغة، ثم يأتي وصفه الجميل لها بعد بضع صفحات في ما يقارب الصفحة -بدون ملل- وهو ما كان مثيرًا للإعجاب بالنسبة لي. تكرار الحديث عنها بمرور الأحداث يدعو للتساؤل عن رمزيتها، وكونها أكثر من مجرد (ترابيزة)!
وحين كانت الذكريات تجرّهم إلى الحديث عن الترابيزة الشهيرة كان أبي يبتسم قائلًا: الملك فاروق نفسه انزاح عن عرشه! سبحان من له الدوام.
أولى قراءاتي لعمّنا خيري شلبي، وكانت بسيطة وجميلة.
لحس العتب للكاتب المصري خيري شلبي من اروع الاقلام ع الاطلاق يمزج بين الفصحى والعاميه في كتاباته مما يجعلك ترى مشهد تمثيلي حي تجسد فيه الشخصيات بمخيلتك وترسم المكان وتسمع الحوار وحتى الرائحة تستطيع شمها . لا يغيب فيها التصوير الواقعي للحقبه الزمنيه وما تعانيه من ظروف اجتماعيه وسياسيه واقتصاديه قاسيه تجعل الفقير يضطر الى لحس العتب والى الغني التملق للجلوس ع الترابيزة الى ما ترمز اليه من سلطه وقوة وثروة وطبقيه .
مراجعة كتاب: لحس العتب تأليف: خيري شلبي إصدار: مكتبة الأسرة ( القراءة للجميع ٢٠٠٥) عددٍ الصفحات: ٦٧ ص نوع القراءة: إلكتروني : ملخص الكتاب : يحدثنا الكاتب عن أسرة الحاج عبدالودود زعلوك. الزعالكة من الأسر العريقة والغنية المعروفة في تلك المنطقة ويتشرف الناس بالاقتران بها ، ولكن الزمن جرى عجلته وأصبحت الاسرة تعيش في ضنك من العيش بعد أن شحت مصادر الاسرة وزاد عدد أبناءها . : الحاج عبدالودود لم يكن يملك إدارة مالية جيدة وهذا أحد العوامل التى عجلت الفقر . : كيف تستمر هذه الاسرة في العيش ؟ وما المشاكل التى تواجهها الاسرة ؟ وكيف ��غلبت عليها؟ وما سر التربيزه وما مصيرها ؟ : مقتبسات: ترابيزة مستطيلة مما يسميه الناس في بلدتنا بترابيزة الوسط . أمي الوحيدة التى تستطيع في غفلة منا - أن تسرب يدها بين الاشياء خلسة لتعود بالشيء المطلوب في لمح البصر . يمشي بجنبه ، جنب الحائط ، متحسسا الارض بعكازه الاعوج ، كل السكك والشوارع مرسومة في دماغه خطوة خطوة . : أسلوب الكاتب: امتازت الرواية بأسلوب بسيط غير منفر ذكرني بأسلوب نجيب محفوظ في وصف الشخصيات وكأنها حقيقية لا محض خيال ! : تقييم القصة: القصة باسلوبها البسيط جداً والتى تنتهي في جلسة واحدة تمكن الكاتب من أن ينقل لنا حياة أحدى الاسر المطحونة . : أعجبني حرص الام على شفاء ابنها مع ماتكبدته من جهد وعناء ! تقييمي للقصة في الgoodreads: 4/5 : #لحس_العتب#خيري_شلبي #التحدي_الاسبوعي #القراء_البحرينيين #
لحس العتب.. تسائلت وأنا أنظر لاسم الرواية ما هو لحس العتب؟! وخُيّل لي كل المعاني التي قد تكون كنايتها لحس العتب، إلا أن تكون معناها هو حرفيا لحس العتب، وهذا ما أبهرني وأعجبني رواية قصيرة للغاية، أنهيتها وأنا في الباص في طريقي إلى ومن الجامعة، نسيت لوهلة أني أقرأ لخيري شلبي الذي أقرأ له لأول مرة، وظننت أنني أقرأ لنجيب محفوظ، ربما لبراعته في وصف تلك الطبقة التي يحكي عنها ولكوني من مواليد القاهرة وقاطنيها، وقلما خرجت منها وذهبت إلى ريف إلا في طفولتي مرتين أو ثلاث، ومعرفتي به تتكون من أفلام زمان وبعض حكايات أمي، فكانت هذه الرواية أشبه برحلة قصيرة مكثفة أعيش فيها بإحدى دور عائلة زعلوك، التى جنى عليها الزمن ولم يبقى من أثار مجدها إلا تلك (الترابيزة)، التي بقيت كشبح يذكرهم بمجدهم وبفارق اليوم عن أمس، وتقلب الزمان وغدره، ولكن كما يقول خيري شلبي في النهاية "الملك فاروق نفسه انزاح عن عرشه! سبحان من له الدوام" البطل طفل صغير، لا أدري لماذا ذكرني بطه حسين في الأيام، هل لأن المرض صاحب كليهما، ولأنهما كانا الراويان للحكاية؟ ترى في تلك الرحلة معاناة حقيقة، وشخصيات واقعية توجد بيننا، وبعض الكوميديا السوداء
عمل بديع لعمنا خيري شلبي اليساري الجميل رحمة الله عليه يسبر فيه أغوار القرية المصرية و أحوال العباد فيها في فترة طفولته و كيف كان الجهل هو السلطان صاحب السطوة و الدجل هو صولجانه الذي يأمر به و ينهي و كيف يمكن أن يتمحور تراث عائلة بأكملها حول طاولة خشبية( ترابيزة) رواية مليئة بالتفاصيل رغم صغر حجمها ، نجح فيها رائد الواقعية السحرية أن يكسو شخصياتها لحما و دما لدرجة تجعلك تؤمن أن تلك الشخصيات قد صادفتك و أنك تعرفها حق المعرفة النزعة الساخرة و التأريخ للحوادث بشكل يبدو أقرب للفانتازيا يجعلك تضحك بعيون دامعة حزينة حياة و موت، فناء و فقد، ثراء غابر نتلذذ بتذكره و فقر جاثم علي الأنفاس يذيق القلب حرقة العجز عتبات أضرحة الأولياء في كل قرية في كفر الشيخ و كيف كان مذاقها في فم كاتبنا الكبير و الذي ظل يطارده حتي مماته رواية تستحق القراءة