قارة أطلانطس المفقودة حلم البشرية الضائع _ د خالد حامد العرفي أول كتاب يتناول هذا الموضع بصفة منفردة إذ يعرض لقصة لطالما شغلت العلماء والمفكرين والكتاب وهى قصة قارة أطلانطس التى فقدت مابين يوم وليلة ، فيتناول الكتاب مصدر تلك القصة والجدل الثائر حولها ومحاورها ودلالئلها ، وتاريخها وأحداثها . والآراء التى أثيرت حول علاقتها بالحضارات الأخرى وما أثير حولها بانها جذر الحضارة الضائع والآراء ةالكتابات والنظريات والإكتشافات الى ظهرت بصددها عبر العصور المختلفة.
المصدر الوحيد لأسطورة قارة أطلانطس هي من محاروات أفلاطون الشهيرة التي أكيد فيها أنه سمع من صولون الحكيم حيث كان الاخير قد رحل إلى مصر وسمع من كنهة المعابد هناك عن وجود قارة كانت موجودة قبل 9000 سنة إزدهرت فيها الحضارة والعمران وكانت مثالاً للدولة النموذجية ثم تلاشت فجأة وأختفت داخل المحيط ..
لم تكن الدلائل التي ذكرها الكاتب عدا ذلك مقنعة والتفسيرات العلمية كانت ضعيفة ولا ترقى لأن تكون دليلاً على وجود قارة بهذا الحجم والاتساع..
اما بقية الدلائل فكانت مضحكة حقاً : مثل أختفائها بسبب الفضائيين أو حدوث إنفجار نووي بالخطأ بالمفاعلات النووية التي كانت تزود القارة بالطاقة!!!
قراءة رشيقة ومبسطة نقل الكاتب فيها كل الأفكار والآراء بشكل بعيد عن الغلو أو التفريط أوحتى الإنحياز ونجح الكاتب فى اخفاء وجهة نظره الشخصية فلم يتبنى رأى أو وجهة نظر بعينها بل تم النقل بحيادية ليترك القارئ فى النهاية على دراية بالموضوع بشكل عام تارك تبنى فكرة بعينها للقارئ.
- معرفة أن أول ذكر لقارة أطلانتس كان ضمن محاورتين من محاورات أفلاطون مع شاعر ومؤرخ ومع فلكي
- والهجوم أو التفنيد على تلك المحاورات والذي نقل القصة من خانة التاريخ إلى خانة الأساطير .. والرد على التفنيد الذي جعل القصة تتأرجح بين التاريخ والأسطورة
- والإشارة أو المقارنة بين المدن التي كان يعتقد أنها أساطير ثم تبين أنها حقيقة مثل طروادة ، وأن هناك دلائل على أن أطلانتس قد وجدت فعلا
- وطبعا الخرافات وال"الشطحات" الفكرية التي بناها بعض "المفكرين" على القصة حتى ابتعدت أحداثها عن الواقعية إلى الخيالية .. وأهمها "زوار الفضاء" المسؤولين عن كل شيء من تطور الإنسان إلى العلوم المكتشفة وبناء الأهرامات وغيرها
- الجزء الرائع والأخير الذي يتناول قيام وموت الحضارات والأمم على مر العصور .. علميا ودينيا .. حيث أنه قبل أن يكتشف العلم حديثا هذا النوع من العلوم -دراسة الحضارات والأمم - فإن القرآن تحدث عن وجود شعوب قامت وسادت الأرض وعمرتها وكانت شديدة القوة والتقدم ثم انهارت وتلاشت
وأعجبني تلخيص نظرية ابن خلدون في تطور الحضارات في ثلاث نقاط
1. الجيل الأول وهو الأقرب إلى البدائية والعصبية (أي الإنتماء الزائد)
2. الجيل الثاني وهو الذي يبدأ على يديه المدنية والملك ويؤسس الدولة
(وهنا وضع عالم آخر أجنبي أتى بعد ابن خلدون نظرية تقول أن الانتقال من الجيل الأول للجيل التاني يأتي بعد مرحلة من المشاكل أو التحدي الذي يساعد الشعب على التطور والانتقال بشرط ألا يكون التحدي شديد الصعوبة والعنف)
3. الجيل الثالث وهو الغارق في الترف والمدنية والسلم لدرجة أن يستعين الملك بالمرتزقة وغيرهم من الأجانب للدفاع عن المملكة أو الدولة وهو الجيل الذي تأتي على يده النهاية.