Jump to ratings and reviews
Rate this book

دستور الأخلاق في القرآن

Rate this book
يحمل هذا الكتاب عنوانًا كاملاً كبيرًا، هو: "دستور الأخلاق في القرآن.. دراسة مقارنة للأخلاق النظرية في القرآن"، وعنوانًا صغيرًا: "ملحق بها تصنيف للآيات المختارة التي تكوِّن الدستور الكامل للأخلاق العملية". والكتاب هو ترجمة تمت في العام 1950م، للرسالة التي نال بها المفكر الإسلامي الراحل، الدكتور محمد عبد الله دراز، درجة دكتوراه الدولة من "السوربون" بفرنسا، في العام 1950م، وقام بترجمته والتعليق عليه وتحقيق نصوصه، الدكتور عبد الصبور شاهين، وراجعه الدكتور السيد محمد بدوي. وصدرت هذه الترجمة العربية عن "مؤسسة الرسالة" و"دار البحوث العلمية"، وجاءت في 816 صفحة. الكتاب جاء في مقدمة وخمسة فصول، عمد المؤلف فيها إلى تناول موضوع الفصل في إطار عام، قبل أن يتناوله في إطار النظر القرآني له. وتضمنت مقدمة المؤلف رؤية عامة حول النظرية الأخلاقية كما يمكن استخلاصها من القرآن الكريم بشكل عام، ودراسة مقارنة مع بعض النظريات الفلسفية الغربية. الفصل الأول من الكتاب، "الإلزام"، تناول مصادر الإلزام الأخلاقي في الشريعة الإسلامية، وأشار فيها إلى القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية الشريفة، والإجماع، والقياس، وخصائص التكليف الأخلاقي في الإسلام. الفصل الثاني، "المسؤولية"، تضمن تحليل الفكرة العامة للمسؤولية، وشروط المسؤولية الأخلاقية والدينية، و الطابع الشخصي للمسؤولية، والأساس القانوني، والحرية، والجانب الاجتماعي للمسؤولية، قبل أن يضع تطبيقات ذلك في القرآن الكريم. الفصل الثالث، "الجزاء"، تناول نظرية الجزاء في المنظور الأخلاقي، وربط ذلك مع قضية محاسن الفضيلة وقبح الرذيلة، قبل أن يتناول نظرية الجزاء في الإطار القانوني، بين القوانين الوضعية، والسياق القرآني الذي جاء عاكسًا لمنطق الجزاء الإلهي بين الدنيا والآخرة. الفصل الرابع، "النية والدوافع"، تناول النية وطبيعة العمل الأخلاقي في الإطار الفكري النظري، وكيفية تحقيق براءة النية. كما تناول مفهوم النيات السيئة سواء للإضرار أو التهرب من الواجب، أو الحصول على كسب غير مشروع، ونية إرضاء الناس أو الرياء. الفصل الرابع، "النية والدوافع"، تناول النية وطبيعة العمل الأخلاقي في الإطار الفكري النظري، وكيفية تحقيق براءة النية. كما تناول مفهوم النيات السيئة سواء للإضرار أو التهرب من الواجب، أو الحصول على كسب غير مشروع، ونية إرضاء الناس أو الرياء. وكالمعتاد؛ فقد تناول هذه المفاهيم من زاوية الممارسة الأخلاقية العامة، قبل أن يقارنها مع القرآن الكريم، وكيف تناولها ونظَّمها. الفصل الخامس والأخير، "الجهد"، تناول قضية بذْل الجهد، وقيمته الإنسانية، وأنواعه، منها جهد التدافع، وجهد الإبداع، ونجدة الآخرين، وكذلك جهد الصبر والعطاء، كما تناوله في إطار العبادة، مثل الصلاة والصوم. وفي الخاتمة العامة، قدم صورة متكاملة للأخلاق العملية كما وردت في آيات القرآن الكريم.

855 pages, Hardcover

First published January 1, 1951

84 people are currently reading
2990 people want to read

About the author

محمد عبد الله دراز

24 books727 followers
عالم فقيه ومفكر وأكاديمي مصري من أبرز أعلام القرن العشرين. وُلد في بيت علم ودين، وأتمَّ حفظ القرآن قبل بلوغ العاشرة، ودرس في الأزهر الشريف حتى نال شهادة العالميَّة عام 1916م. وقد اشتغل بالتدريس حتى ابتُعِثَ إلى فرنسا عام 1936م، حيث مكث اثنتي عشرة سنة (حتى 1948م) نال إبَّانها درجة الليسانس ثم درجة الدكتوراه من السوربون، ثم اختير عضوًا في هيئة كبار العلماء عقب عودته مباشرة (1949م). وقد خلَّف عدَّة كتب في العلوم الإسلاميَّة، أهمها إنتاجُهُ الفذُّ في الدراسات القرآنية.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
117 (59%)
4 stars
47 (23%)
3 stars
21 (10%)
2 stars
6 (3%)
1 star
7 (3%)
Displaying 1 - 30 of 33 reviews
Profile Image for هَنَـــاءْ.
342 reviews2,700 followers
October 9, 2017
لو أردت رأيي عن هذا الكتاب .. لما عرفت أن أجيبك بشيء. فهو بالإضافة إلى عمقه واتساعه، يشعل العقل بقضايا إيمانية لم تطرأ عليه لا عرضاً ولا طلباً ولا حتى سقوطاً من أي سماء.
ربما لأننا في زمن الاستغراق الحسي. الذي يطفيء الفكرة ويخمد شرارة التأمل قبل اشتعالها. ربما !.
إلا أن الأكيد هو أن هذا القلم استطاع الدمج بشكل .. رهيب، عجيب، بين الفلسفة والإيمان والعلم لدرجة أنك تتسائل .. هل كان كتاباً فلسفياً ؟ أم علمياً خرج بقالب استقرائي، بحثي، نقدي؟ أم ماذا ؟.
على أي زاوية اختار دراز وضعه؟، وفي أي ركن؟، وكيف استطاع الدمج المتقن لكل الأطراف والزوايا؟.
فمن ضمن الكثير من الإيجابيات فيه فقد استطاع إدارة الحوار بامتياز وتوجيه التركيز على النواحي التي اختارها ... فمرة ينزل بك ومرة يطلع وأنت خلفه وفي كلٍّ أنت مستسلم بروحٍ راضية، ومستمتع بهذه الرحلة العظيمة مع هذا العقل العظيم.

فخم!. من الصنف الذي لا تنساه وتريد أن لاتنساه بل حتى يتوجب عليك مراجعته بين فترة وأخرى.

فمن بين قراءاتي السابقة له .. لا أظنها تفوقت على هذا الكتاب فهو الأبرز إلى الآن والأكثر جدارة في أن يكون في المقدمة بينها.

لي عودة أخرى مع المختصر في المستقبل-إن شاء الله-.
Profile Image for Salma.
404 reviews1,293 followers
July 14, 2013
دستور الأخلاق في القرآن: الكتاب كما ينبغي أن يكون! 0

إن كان الإنسان مخلوقا أخلاقيا _فالذي يميزه عن سواه من الكائنات قابلية التطور الأخلاقية_ فليس من شيء يبصر المرء بوجوده و معناه أسمى من النظر في معنى هذه الخاصية، فما بالك إن كانت تدرس النظرة القرآنية لها...0
و إن كان المرء يشعر مع كل ما يحدث حاليا من ظلم و توحش برغبة بأن يقيء وجوده البشري الذي أفرز كل هذا القبح و القذارة حتى ليكاد يغمغم أن يا رب لماذا خلقت كيانا يسفك الدماء و يسفحها و قدرت علينا أن نشهد ما نشهد، فإن الارتداد للصورة الأشمل و التذكر من خلال تعمقه لمعنى الحرية الأخلاقية التي أوتيها، تجعله يهدأ و يرى الجانب الآخر من الصورة القاتمة، و يخرج من التفاصيل الآنية و ينتبه للمشهد برمته...0

و هذا الكتاب هو دراسة عن كيفية معالجة القرآن للمسائل الأخلاقية مؤسسا لنظرية أخلاقية قرآنية، مقارنا بينها و بين مجموعة من الفلسفات الأخلاقية الغربية بالإضافة لتعريجه على عدد من آراء بعض المدارس الإسلامية حول الموضوع،... فهل أصل الإنسان خير أم شر، ما هو مصدر الإلزام الأخلاقي، لماذا نفعل الخير، هل خلق القانون لأجل الإنسان أم الإنسان لأجل القانون، هل يكفي كون الخير خيرا لفعله، أيهما مقدم الحرية أم الخضوع للقانون، ما هي ماهية المسؤولية الأخلاقية و شروطها، ما هو الجزاء الأخلاقي و أنواعه، الفرق بين النية و الدافع، أيهما أولى النية أم الفعل، الخوف أم الرجاء، العبادة لأجل الجنة و النار أم الإله ذاته، ما علاقة الجهد و العمل بالفكرة الأخلاقية...0

الكتاب معقد و يحتاج لذهن صاف، و لكنه مذهل بعمقه و قدرته على تفكيك الفكرة و تشريحها و مناقشتها حتى أصغر جزء فيها، بحيث يجعلها محكمة، فكل إشكالية يبادرك بذكرها ثم يجيب عليها... الجميل بالموضوع أنه يستمد هذه الأجوبة الأخلاقية من القرآن مباشرة، و لا يلجأ إلى خلع أعناق النصوص و ليها ليخرج بالفكرة التي يريدها... فمن الواضح أنه أتى آيات الله و استخرج منها تلك النظرية، و ليس العكس ككثير من الكتّاب التي تأتي القرآن و فكرة مسبقة في ذهنها تريد إخراجها من الآيات بالغصب عبر تأويلات غريبة عجيبة ضاربة باللغة و السياق و الزمن عرض الحائط، محولة العصا إلى أفعى... 0
أسلوب دراز يجمع بين الرصانة العلمية و الحجة المنطقية، بعيدا عن الخطابات الجوفاء و المشاعر الجياشة التي لا تسمن و لا تغني من جوع، و بين رهافة العبارة و شفافيتها، و الترجمة محكمة و كأن الكتاب مكتوب بها ابتداء... 0
يقدم لك معلومات تعلمها، آيات قرأتها، و لكنك لم تنتبه لهذا البعد الأعمق فيها... أبسط مثال، انتباهه لاستخدام الله عز و جل لكلمة إن الله يحب و لا يحب في معرض حديثه عن أوامر أخلاقية بحيث أن الجزاء الأخلاقي المترتب هو المحبة أو عدمها من دون ذكر أي شيء آخر، أيضا اكتفاء كثير من الآيات بذكر هو خير لكم هو شر لكم في معرض الحديث عن كثير من الأوامر و النواهي... فالاكتفاء بوسمه بكونه خيرا أو شرا مبرر أخلاقي و مسوغ كاف لفعله أو الابتعاد عنه...0
حقيقة لم أتخيل أنه بهذا المستوى العميق و المتقدم... بل لا أذكر أني قرأت قبلا كتابا في الفكر الإسلامي على مثل هذا المستوى الرصين و المنهجي... الكتاب مكتوب منذ عام 1947 من القرن الماضي... و مع ذلك هو قليل الذكر كعادة الأشياء الثمينة... 0
و هو الرسالة التي نال على إثرها الدكتوراة من السوربون... و ربما كانت كلمة السوربون لتجعلني أتوقع مستوى سطحيا و ضحلا في معالجة موضوع له علاقة بالدراسات الإسلامية، و هنا يحضرني نقد شديد اللهجة لعبد الرحمن بدوي حول الطلاب العرب خريجي الدراسات الإسلامية في السوربون، لتدني مستواهم و تساهل الجامعة معهم لعدم اكتراثها... و لكن دراز فاجأني... فهو عالم بالشريعة أصلا و تعلم الفرنسية بمجهود شخصي، ثم سافر في أربعينيات عمره ليتم دراسته كبعثة، فضلا عن دأبه و ذكائه الحاد و شغفه بالعلم كما يبدو من إتقان بحثه...0
دراز كما ذكر في مقدمته، لم يكن ينوي أن يتحدث سوى عن النظرة الأخلاقية القرآنية و لكن بعض أساتذته المشرفين _لحسن حظنا_ قد اقترحوا عليه أن يزيد عليها مقارنة مع بعض النظريات الغربية الأخلاقية و رأي بعض المدارس الإسلامية في الموضوع، و قد استجاب لهم... مما استغرقه ست سنوات في كتابتها، ليخرج سفرا عظيما لست أتخيل في مخيلتي البسيطة و المسكينة أي عمل أسمى يمكن لبشري أن يخلفه من بعده أكثر منه...0
لم أنفك عن التفكير في كل صفحة أن ليتني أنا التي كتبت الكتاب _و لا حسد إلا في اثنتين كما قال رسول الله و هذه إحداهما_ و أتخيل حين يحشر الناس يوم الجمع برمتهم ثم يأتي دراز _دونا عن خلق الله أجمعين_ و بيمينه كتابه هذا... أي حظ أوتيه رحمه الله... قد سبقني بها دراز! و ليت الله يمن علي بأن أؤلف كتابا كإياه أو خيرا منه...0
قد قال تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء... حقيقة، تستطيع أن تدرك معنى هذه الآية في كتاب كهذا... و لست أبالغ القول أني شعرت بانتهائي من الكتاب و قد صرت شخصا أجمل، ليس بالمعنى المعنوي للكلمة فقط، بل أجمل حين أنظر للمرآه أيضا... فأنا بت سلمى التي قرأت كتاب دستور الأخلاق في القرآن... و إن كنت أعترف أني ما زلت نزقة لا أحتمل الآخرين...0
قد وعيت الكتاب، و لكني أشعر بأني غير قادرة على أن أصدر ما وعيته بأسلوبي، لذلك إن شاء الله سأعاود قراءته بعد مدة قصيرة، على خلاف منهجي المعتاد و الذي هو عدم قراءة أي كتاب ثانية، بل قراءة كتاب ثان حول نفس الموضوع، فلا يعنيني عادة تصدير كلام الآخرين و لا حفظ أفكارهم، لكن ها هنا استثناء، إذ أني بحاجة لتصير أفكاره تنساب مني بأسلوبي... و هذا ما لا أستطيعه بعد...0
قد قررت منحه لقب أفضل كتاب قرأته على الإطلاق، إلى أن يأتي كتاب آخر فيزيحه من مكانه...0
رحمك الله يا دراز، كم أحببتك و كتابك... صحيح أنك قد رفعتني درجة به معنى و حسا، و لكنك أتعبتني، فما الذي أبقيته لي لأكتبه...0



تموز 2013


---
فيما يلي مقتطفات من الكتاب، كنت ذكرتها سابقا في الجودريدز أثناء قراءتي للكتاب: 0

- في فقرة العنصر الجوهري في العمل، يزيل اللبس بدقة و عناية عن أحد الإشكاليات الأخلاقية العويصة... بين النية و العمل... فنظرا لأهمية النية... يرفعها البعض لرتبة جعلها كل الأخلاقية كما يقول الفيلسوف كانت (إن الشيء الوحيد في العالم الذي هو خير في ذاته هو الإرادة الطيبة). و لكن دراز يبين لنا وهن هذه الفكرة بقوله: (ما يدفعنا لرفض هذه الفكرة هو أنها تجرد السلوك من كل قيمة خاصة، ثم هي بعد ذلك _حين تغالي في تقدير النية في العمل_ تقع في ذلك التناقض الذي يجعل كل شيء حسنا ما دمت تصطحب في فعله نية أن يكون حسنا، حتى ما كان من الأعمال غريبا أو مستحيلا). و دراز يبين أن هذا التفكير يؤدي إلى إلغاء التفاوت في القيمة الأخلاقية لأنه حينها و مع النية الطيبة ستكون كل الأعمال و الضمائر المتباعدة و المتناقضة على قدم المساواة (و من ذلك أن أكثر الناس جهلا، و أكثرهم تعصبا، حين يقع فريسة وهم عضال، فيعتقد أنه يماثل إرادته بالشرع _هذا الرجل يحق له_ استنادا إلى هذا المنطق_ أن يحظى بنفس التقدير الذي يستحقه في نظرنا أكثر الناس حكمة و أعظمهم استنارة).0
و لكن بإمكاننا اكتشاف وهن فكرة "كانت" لو عكسنا الحالة بقولنا (إن أكثر الأعمال ضلالا مع النية الحسنة يسترد كل قيمته و يصبح قدوة للسلوك الأخلاقي.) و لكن هذا غير صحيح كما هو واضح...0
(فإذا كانت النية الطيبة تعذر صاحبها، فإن ذلك لا يستتبع أن تنزل منزلة مبدأ مطلق للقيمة الأخلاقية. و على سبيل الإيجاز، و لكي نعطي لتفكيرنا شكلا أكثر وضوحا و تحديدا، نقول: إن النية شرط ضروري للأخلاقية، و هي على ذلك شرط للمسؤولية، و لكنها ليست بأي حال شرطا كافيا لهذه أو تلك. و هذه هي رؤيتنا لدور النية في الأخلاق الإسلامية، و النص المشهور الذي يجعل منها محكا للأخلاقية لا يتيح لها أن تستوعب و تمتص قيمة العمل كلها، بل يجعلها شرطا لصحة هذا العمل).0
مما فهمته من كل هذا الكلام و يمكن تطبيقه على واقعنا أنه حين ينتقد امرؤ عملا بكونه خاطئا أو ظالما، فيرد عليه آخر و ما أدراك أن نية فاعله حسنة... فالاعتراض غير صحيح، لأن كون النية حسنة لا يجعل من فعل خاطئ أمرا حسنا... النية الحسنة لا تضفي الشرعية الأخلاقية على عمل خاطئ... صحيح أن الأعمال بالنيات و أن النية شرط للعمل، و لكنها ليست بديلا عن العمل و لا تقوم مقامه... و إلا فإن المغالاة في تقدير النية تجعل الأفعال المتناقضة و الشاذة متساوية كما ذكر دراز، و هنا خطر لي مثال من وحي أحداث الواقع و تجاذباته حاليا: أن المرأة التي تتعرى في الشارع لأجل التأكيد على قيمة الحرية، مساوية في فعلها وفق هذه النظرة المغالية لتقدير النية لرجل يضرب امرأة في الشارع لأجل التأكيد على قيمة الحشمة... فكلاهما كانت نيته طيبة... و عند من يغالي في الاحتفاء بالنية على حساب العمل فعليه أن ينظر إلى أن كلا من هذا الرجل و المرأة يقفان على نفس الدرجة الأخلاقية، مع آخرين يملكون نوايا طيبة و يقومون بأعمال حكيمة و متزنة لتبيان قيمة الحرية و الحشمة...0
و هكذا ما أكثر النوايا الطيبة لأعمال ظالمة أو شريرة أو شاذة أو مسطولة أو ما بتعرف شو بدها...0
حتى الشيطان لا يحلو له زرع طريقه إلا بالنوايا الطيبة...0
دراز يبين لنا ��ن الضمير الأخلاقي قائم على ثلاث عناصر: و هي المعرفة و الإرادة و العمل، و الذين يتحدثون مثل الفيلسوف "كانت" لا يأخذون سوى بعنصر واحد ألا و هو الإرادة (النية أو القصد)...0

- إذا كان الشر يكمن أساسا في مبدأ الإرادة، فمن البديهي أن المذنب ينبغي أن تبرأ ساحته بمجرد تغييره لموقفه من القانون، و لسوف يكون بالفعل بريئا في نظر الحَكَم الأعظم، و لكنها لا تكفي لتخليصه من العقوبة التي كان يجب أن يتعرض لها. لأن الموقف الداخلي (و هو الإرادة لفعل الشر) الذي كان يُعتمد عليه لتجريم الفعل لا قيمة له حين يكون المطلوب إيقاف الآثار السيئة التي حدثت من قبل، إذ تتدخل هنا بالذات اعتبارات مختلفة فوق الاعتبارات الشخصية هي التي تفرض هذا الجزاء. أما الندم و التوبة و الإرادة الطيبة التي عادت مرة أخرى (للمجرم بعد توبته) فربما تكفي لتحسين حال المذنب، و تأكيد احترامه للقانون، و لكنها لا تكفي لتهدئة المشاعر الأليمة التي أثارها المذنب لدى الأشخاص الذين انتهك حقهم المقدس في الحياة، و في الأمن. سوف تضمن لنا هذه المعاني _على الأكثر_ أنه لن يعود إلى الجريمة، و لكنها لا تستطيع أن تضمن أنه لن يكون قدوة تحتذى من أولئك الذين يعملون على اتباعه، و إذن فإن هناك ضرورة مزدوجة _خارج الأمر الأخلاقي، أو مبدأ العدالة المجرد_ هذه الضرورة تفرض نفسها على أنها محتومة، و هي تنظر إلى الماضي و إلى المستقبل معا و تتطلب تطبيق العقوبة، حتى عندما يصبح جانب المبدأ الأخلاقي مستوفى راضيا بطريقة أخرى. هذه الضرورة المزدوجة هي _من ناحية_ اقتضاء شرعي من الأفراد ذوي الشأن في العمل، و هم الذين أهينت مشاعرهم نتيجة الشر الحادث، و هي من ناحية أخرى: حفاظا على النظام العام، و صيانة للمجتمع من العدوى الأخلاقية، حيث لا يعاقب الشر بمثله، و توقيا من تشجيع الشر، إذا ما بقي المذنب دون عقاب...0

- هل خلق الإنسان من أجل القانون أو أن القانون هو الذي خلق من أجل الإنسان؟ و قد يجاب عن ذلك تارة بالرأي الأول (وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون) و تارة بالرأي الثاني (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه)، (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج و لكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون)
فلنقرب ما بين هذين القولين، بحقيقتهما النسبية، و لسوف نحصل على الحقيقة المطلقة، فالإنسان وجد من أجل تنفيذ الشرع، و لما كان الشرع قد وجد من أجل الإنسان، إذن فالإنسان وجد من أجل نفسه. و الشرع غاية، و لكنه ليس الغاية الأخيرة، إنه ليس سوى حد وسط بين الإنسان، كما هو، ناشئا يتطلع إلى الحياة الأخلاقية، و مصارعا من أجل كماله، و بين الإنسان كما ينبغي أن يكون، في قبضة الفضيلة الكاملة. و الشرع أشبه بقنطرة بين شاطئين، نحن نقطة بدايته، و نقطة نهايته، أو هو أشبه بسلم درجاته مستقرة على الأرض، و لكن يعد من يريدون تسلقه أن يرفعهم إلى السماء.0

- من الأفكار الهامة التي وردت في الكتاب كيف أن القرآن يعمل على التدرج في التربية الأخلاقية و تنوعها، ابتداء من ذكر الجزاءات، إلى جعل الالتزام بالخير نابع من ذاته بسبب قيمته... فيكفي كون الخير خيرا حتى يتوجه لفعله الإنسان السوي، و الشر شرا ليبتعد عنه...0
فضلا عن أن البشر متفاوتون، و بعضهم فطرهم مشوهة، و بالتالي هناك من لا يوجد لديه ذاك الدافع السامق بفعل الخير لمجرد كونه خيرا
و لن يصلوا كلهم لهذه الدرجة، فلا بد إذن من استكمال النظرة الأخلاقية القرآنية بذكر العقاب و الثواب...0
بيد أن أعلى درجات هذه التربية تتمظهر، باستخدام كلمة الحب و الكراهية من قبل الله عز و جل
إن الله يحب
إن الله لا يحب
من دون ذكر أي عقاب أو تهديد أو شي، فالقرآن يربي المؤمنين تربية أخلاقية و يرتقي بهم حتى يصير مجرد طلب محبته و الخوف من عدم محبته هو أعلى درجات محركهم...
الجميل بالكتاب حتى، أنه وضع جدولا في نسبة طرق التوجيه القرآنية نحو فعل الخير و الشر من خلال الآيات
- الحث على الواجب بسبب قيمته الداخلية
- بنتائجه الطبيعية
- بالجزاءات الإلهية سواء المجتمعية منها
أو الأخروية
المادية منها
و الروحية
و اللافت للنظر أن أعلى نسبة كانت الحث على الواجب بقيمته الداخلية
بمعنى أن ما يدعم هذا التكليف عقليا هو ارتباطه بقيمة أخلاقية إيجابية حين تدل على أمر و العمل به، أو سلبية حين النهي، فيكفي ذكر أنه خير لفعله من دون حاجة لقرنه بجزاءات...0

- فالمؤمن لا يذعن للواجب (كفكرة) أو (ككائن عقلي)، و لكنه يذعن له باعتباره متصلا بحقيقة أساسية، و من حيث هو صادر عن الموجود الأسمى الذي زودنا بهذا العقل، و أودع فيه الحقائق الأولى، بما في ذلك الحقيقة الأخلاقية في المقام الأول.0

- قد يقال إن العمل بدافع الخوف من العقاب هو أبعد شيء عن أن يكون مبدأ ذا قيمة أخلاقية، و نحن أول من يوافق على هذا الرأي. و لكن هل هو دافع يتساوى في حقارته مع الخديعة، و الصلف، و المداهنة و التباهي؟ و هل من الممكن أن نضع شعور الخوف من الله في مستوى الخوف من الناس؟ أليس من الواجب أن نعترف على الأقل بأن بين هذين الخوفين فرقا هو: أن الخوف من الناس يعلمنا النفاق و الجبن و يحملنا على خرق القانون حين يكون موضوع هذا الخوف عاجزا عن أن ينالنا؟ 0
أما فيما يتعلق بالأمل في السعادة المقبلة: فقد تقولون: إنها قضية ارتزاق و طمع في الأجر.0
نعم بداهة، نظرا إلى الحب الخالص، الذي يصد عن كل ما سوى المحبوب ذاته. و مع ذلك فمن ذا الذي لا يرى أن مجرد قبول هذه الصفقة، و التنازل هكذا عن مال ملموس مؤكد مستحق فورا نظير سعادة غير محددة غير مؤكدة على المستوى الفردي، بعيدة ساحقة البعد، لدرجة أنها تقتضي الموت و العودة إلى الحياة مرة أخرى قبل لمسها. أقول من ذا الذي لا يرى في كل هذا ارتفاعا فوق الغريزة الحيوانية المرتبطة بالحاضرـ إلى مستوى الآجلة و برهانا على الصفات العليا في الصبر، و السيطرة على النفس و سعة العقل، و في كلمة واحدة: براهانا على نوع من المثالية؟ 0
قد يقال: إنها بصيرة مضارب. و لكن يا لها من مضاربة عجيبة! ما كان لأي حساب احتمالي أن يسوغها دون تدخل من الإيمان.0

- إن أفظع طريقة لتخريب أية شريعة لا تتمثل في أن تواجهها مقاومة شرسة، أو أن يغفل العمل بها: فلقد يكون هذا طريقة أخرى لاحترام قداستها بألا تدنس طهارتها النظرية، و بحصر العمل بها في أكثر الأيدي نزاهة، و هو فضلا عن ذلك يتركها للزمن، ليبرهن على إحكامها عندما يسمح بتطبيقها.0
و لكن أسوأ المواقف و أضرها بشريعة ما هو أن نتظاهر في مواجهتها بمظهر الورع، محترمين حروفها بكل عناية، و إن كنا نتفق على تغيير هدفها، فنجعلها ظالمة مقيتة، بعد أن كانت محسنة ذات فضل على الناس. فذلك هو ما أطلق عليه القرآن بمناسبة بعض المصالحات الزوجية التي يلفها سوء النية أنه: اتخاذ الله هزوا...0
Profile Image for نورة.
792 reviews893 followers
October 2, 2017
كتاب رفيع المستوى، ذو جودة عالية!
تجريدي، منطقي، فلسفي، يستند على البرهان والدليل بتنوع درجاته.
لا يقرأ مرة واحدة، بل مثنى وثلاث ورباع!
ولا يفضل قراءته، بل مدارسته وتحليله ومذاكرته!
هذا الدستور ليس على مستوى الأفراد، بل الأمم والجماعات والدول الإسلامية!
يتناول الكتاب جوهر الأخلاق في الإسلام، ويتتبعها من خلال النص القرآني تتبعا يميزه الدقة والتأصيل والاستقراء المنهجي المجرد، حتى يضعها ضمن أطر واضحة، وأسس مرسومة، وذلك بتناول جانبيها النظري والعملي، فينطلق من ركن "الالتزام" الذي أخذ به كل إنسان منذ لحظة الالتزام الأولى "فحملها الإنسان"، ليمر بنا على نتيجة الالتزام وما يتولد عنه وهو "المسؤولية" كخلق أولي يلتزم به المسلم أمام نفسه وربه ومجتمعه، ثم يعقب ذلك "الجزاء" بتفاصيله وتفريعاته، ثم يتحدث عن "النية" من منطلق أخلاقي وما يتوالد عن ذلك من استشكالات حول أثرها في العمل والجزاء، وعن تحولها إلى "جهد" عملي، لنصل إلى نتيجة حتمية: هي الإيمان بكمال الأخلاق القرآنية في تحررها ونظاميتها وعقلانيتها وصوفيتها ولينها وصلابتها وواقعيتها ومثاليتها ومحافظتها وتقدمها في آن واحد ✨!
وكل ذلك ذكره دراز بدقة وتقسيم مذهل، يزيد من إعجابك بسعة مدارك هذا الرجل وأفقه، ولا يمكن إيجازه أو حتى مجرد الإلماح إليه، فالكتاب دسم، وكل سطر فيه هو محل دراسة ونظر.
لحظت من خلال قراءتي لدراز تشابها بينه وبين طه عبدالرحمن، لا أعلم أين وكيف بالضبط شعرت بذلك، لكنني في لحظات كثيرة أشعر بروح طه وفلسفته في النص، فهل لإحساسي مبرر ما أم أنه مجرد حدس؟ أخبروني إن كان بينهما صلة أو تأثر ببعضهما البعض؟ فسأشعر بالغبطة إن كان حدسي في محله :)
ولعل شعوري هذا آت من خلاصة فلسفته، فالمؤلف يخلص في النهاية إلى وسم ديننا الإسلامي بخلق جوهري، خلق إن صح تسمية الدين به، وجعله أصلا فإنه يسميه به، وهو "دين الحياء" ويعزز ذلك الحديث النبوي الذي استشهد به :"خلق الإسلام الحياء"، وقد ساقنا بتؤدة وعبر المرور على براهين نقلية وعقلية مقنعة إلى ذلك باطمئنان، بطريقة ممتعة للعقل لا أملك إلا أن أهيب بك أن تقرأ استدلالاته بنفسك، وتدعه يدخل عبر عقلك بأسلوبه المقنع والمنطقي، ولربما سبب شعوري بالتشابه بينه وبين طه هو لاتفاقهما على جوهر المسألة، وهذا أمر رائع يعزز من هذه القيمة لديك، ومن اتفاق المفكرين حولها رغم اختلاف الطرق التي سلكوها إليها.
بالنسبة للكتاب تأتي قيمته من جانبين: موضوعه، ولغته.
فالكتاب من الكتب التي تؤصل لنظرية الأخلاق في الإسلام، ولا أعلم إن كان هنالك كتب بنفس المستوى عالجت هذا الموضوع تأصيلا وتأسيسا، ومن هنا تأتي حاجته، وتعلو قيمته.
ومن حيث اللغة، فالكتاب جاء بلغة عصرية، لغة الفلسفات الحديثة اليوم، فقدم علم الأخلاق وفق التأصيل الإسلامي ونظرياته وأسسه وأصوله ومبادئه بلباس حديث، لا يكاد ينافسه في دقته ومدى اهتمامه وسعة معالجته أحد -إن وجد-!
ولعل ذلك يتضح من خلال مفردة "دستور" الواردة في العنوان، فالكتاب رغم كونه تأصيلا وتأسيسا للأخلاق الإسلامية، لم يعنونه ب"أصول" أو "أسس" وإنما "دستور"، وهذه اللفظة أعجمية عنا، ويغلب استعمالها في القوانين الوضعية، فكأن الدكتور -رحمه الله- ترجم روح الأخلاق الإسلامية كما هي بمعانيها الأصيلة النبيلة، إلى اللغة العصرية التي يفهمها ويتعامل بها رواد الفلسفة الحديثة، وذلك لتتضح الصورة، وليكتب لعلم الأخلاق الإسلامي الانتشار والمعرفة كما يجب ويستحق.
ويزيد من متعة الرحلة وقيمتها مروره على النظريات الأخرى المثلوبة من كل جهة، ليبين لك مكمن الخلل ومسده في الإسلام، حتى يصل بك إلى مرحلة الكمال القرآني، عبر دستور جمع لنا بنود الأخلاق تحت ضوئه، فكان بالفعل (دستور الأخلاق في القرآن) ولا أجد اسما أجمع، وأدق تعبيرا، وأجمل وصفا، وأكثر استحقاقا له من هذا الاسم.
*ببساطة أستطيع القول: أن هذا الكتاب يمكنني تقديمه ل��ي شخص وبعبارة تملؤها الثقة أقول: هذا هو دستور أخلاقنا في الإسلام!

خاطرة على الهامش: مهما بلغ الكتاب من جمال ووضوح، وإن حاز على ترجمة رفيعة، إلا أنني ألحظ دائما في كل الكتب المترجمة انقطاعا ما لا أجد له تفسيرا، تشعر بجمود اللغة حينما تترجم، وقد صاحبني هذا الشعور دون علمي بلغة الكتاب الأصلية، وبعد أن عرفت أنه مترجم من اللغة الفرنسية أيقنت أنه لا يعدل النص (بلغة كاتبه) نص (بلغة غيره)، وإن قابل مفرداته بدقة وكانت ترجمته احترافية، فدائما هنالك شيء ما ناقص، ربما روح اللغة الأصلية للكتاب التي لا يستطيع أحد ترجمتها -وإن اجتهد-.
ملاحظة أخرى: قرأت الكتاب الكترونيا مكون تقريبا من (٨٠٠) صفحة، ثم توفرت لي نسخة ورقية من طبعة مؤسسة اقرأ (٤٨٨) صفحة، ففضلت الورقي على الالكتروني لأولويته عندي، ولكن يبدو أن النسخة الأولى أفضل، فإن حصلت عليها ورقيا فهي الخيار الأفضل.
Profile Image for نورالهدى.
137 reviews52 followers
August 3, 2014
يؤسس مبحثه على دعائم القاعدة الأخلاقية الثلاثية , "إلزام - مسؤولية - جزاء" .. من ثم يناقش مسألة النية والجهد كشرطين أساسيين للتصديق على العمل الأخلاقي وكوجهين باطني وظاهري له ..
مجيباً على تساؤلات مشروعة حول النظرية الأخلاقية بوجه عام , انطلاقاً من النظرة القرآنية كما رآها ..

ويختم قائلاً , أن القانون الأخلاقي القرآني متكامل , قادر على حلّ مشاكل البشرية الأخلاقية مهما امتد عمرها على الأرض ومهما تغيرت ظروف حياتها ...

أفضل ما قرأت على الإطلاق بعد "الإحياء" , الذي حفل هذا الكتاب باقتباسات عدّة منه ..
Profile Image for Wafaa Golden.
280 reviews375 followers
September 26, 2020
دستور الأخلاق في القرآن
وهل للأخلاق من دستور أيضاً!!
نعم..
فخالق النّفس البشريّة سنّ لها دستوراً دقيقاً تمشي عليه لتسعد في الدّنيا قبل الآخرة..
وتنجح وتفلح في هذه الدار قبل تلك..
الكتاب دقيق العبارة وعميق الفكرة..
فنّد السلوك الإنساني ودوافعه..
فبحث في أمر النيّة وكيف تؤثّر على أداء الفرد ومن ثمّ الثواب الذي سيناله وفق ما قام به من عمل..
وفي كلّ فقرة أو فكرة تكون مرجعيّته فيها آية قرآنيّة.. أو ربّما حديث شريف..
لنرى كم نحن مقصّرون بفهم القرآن الكريم والسنّة الشريفة ناهيك عن تطبيقهم..
تحليل دقيق لكلّ ما يعرض الإنسان من سلوك وخواطر وأفعال ونوايا..
لو طبقها لأزهرت حياتنا أيّما إزهار..
كتاب أنزله خالق تلك النفس البشرية وأعلم بما ينفعها وما يصلحها فترى الإنسان يسعى جاهداً بكلّ ما أوتي من قوّة للتملّص من تلك القوانين ومن تطبيقها والعيش وفقها..
ويؤسفني ما أراه من الإشادة بأخلاق ومبادئ الغرب والغربيين..
ولو قرأ أحدنا هذا الكتاب ورأى كيف فنّد القرآن الكريم بتوجيهاته الدقيقة لأخذ بلبّه الإعجاب والانبهار..
ولكن.. المشكلة أنّنا لا نقرأه ولا نحاول فهمه أو تطبيقه..
ولا نقرأ كتباَ كهذه ونبدأ بتطبيقها.. فالكتب البسيطة أو ما يمكن أن نشبّهها بكشاكيل لا تغني ولا تسمن من جوع..
مجرّد كلمات عاطفيّة تدغدغ عواطفنا الإيمانيّة.. ولكن قليلاً ما تستحثنا على العمل والتطبيق..
يجب أن نعيش القرآن بكل كلمة فيه واقعاً حياتيّاً معاشاً.. لا مجرّد تلاوة نعدّ بها ما أنهينا من صفحات وأجزاء..
لا أنكر عظمة التلاوة وضرورتها.. ولكن ليست هي الغاية..
التلاوة سبيل لنصل إلى التطبيق..
وإلّا لن تؤتي جدواها والمراد منها..
يبقى عندي أمل كبير لتحقيق ما قلته لأراه واقعاً معاشاً فيمن حولي..
الكتاب دقيق وكبير الحجم وليس سهل العبارة.. ربّما لأنّه فلسفي.. أو لأنّه مترجم وليس مكتوباً بالعربية ابتداءً..
ولكن.. تعويذة: (وراه.. وراه) التي أسير عليها في حياتي جعلتني أنهيه بعد خمسة أشهر من يوم البدء به..
فكما يقول المثل: إن هبت أمراً فقع فيه..
كنت أؤجّل قراءته هيبة منه.. وها قد وقعت فيه وخرجت..
وأجّلت التعليق عنه لظنّي أنّي لن أعرف أن أكتب عن كتاب عظيم كهذا.. ولكن هذا جهد المقلّ..
شكراً لسلماي فهي من أوصتني بقراءته، وشكراً لأبي عبادة فهو كالعادة من أحضره لي..

وفاء
صفر الخير 1442
أيلول 2020


Profile Image for Tarek.
1 review5 followers
May 1, 2013
"إن القرآن حين يعرض نظريته عن الحق وعن الفضيلة، لا يكتفي بإثارة الذوق السليم، وبالحث على التفكير والتأمل، بل إنه يتولى بنفسه التدليل على ما يقدم، وإن الطريقة التي يسوق بها الدليل لتفحم أعظم الفلاسفة، وأشد المناطقة، كما تلبي أكثر المطالب واقعية، وترضي أرقى الأذواق، وأبسط المدارك.
فلا يكفي أن نقول إن القرآن لا ينكر الفلسفة الحقة، ولا يكفي أن نقول إنه يوافقها ويشجعها، ويرتضي بحثها المنصف، بل نضيف إنه يمدها بمادة غزيرة في الموضوعات وفي الاستدلالات.
وهو لا يقدم لنا هذه الحقائق الأساسية مجتمعة في نظام موحد...ولكن توجد في القرآن جميع العناصر الضرورية والكافية لبناء هذا النظام الموحد: أصل الإنسان، ومصيره، وأصل العالم ومصيره، ومبادئ السبب والغاية، وأفكار عن النفس الإنسانية، وعن الله..."
Profile Image for muaad alqaydy.
65 reviews42 followers
October 13, 2010
الكتاب يتحدث عن فلسفة الأخلاق ولماذا نفعل الخير، ومرجعية الخير هل هو الضمير أم العقل أم تعامل الناس، وارتباط الخضوع الأخلاقي بالحرية .. والأخلاق العلمية مع العملية، لغته عالية والأفكار فلسفية من النمط الصعب، وإحاطته بالفكرة التي يتحدث عنها إحاطة ممتازة، وحتى بالمذاهب الفلسفية المشهورة، والآراء الإسلامية الكلامية، ويؤسس لنظرية القران الأخلاقية، ابتداء من النص ذاته بلا وسيط، وهي رسالة دكتوراه استغرقت منه ٦ سنين، وهو مؤصل عميق .. يحتاج منك إلى ذهن صافي وحاضر، فليس من ذلك النوع من الكتب الذي تقرأه في مقهى.
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for Ahmad T Rai.
8 reviews4 followers
March 11, 2013
دراسة واطروحة للتفكر والمراجعة , دسمة جدا , غنية بتحليلات ومقارنات علمية خلت منها مكتباتنا منذ تخلينا عن المنهجية العلمية في دراسة مواضيع حياتنا الاساسية.
هذا الكتاب يحتاج لوقت ليس بالقليل لقرائته ودراسته , وهو كتاب تدارس وعلم اكثر منه ثقافة. بصراحة ادهشني الكاتب باسلوبه وطرقه في العرض وسعة اطلاعه على الفلسفة المادية ومشاربها الفرنسية والانكليزية وبالاخص عرضها دون تحامل عليها ثم مقارنتها بطريقة موضوعية.

جوهرة ثمينة ساعود لقرائتها مرارا خلال تقلباتي الفكرية المتوقعة القادمة.
Profile Image for الشناوي محمد جبر.
1,332 reviews338 followers
December 13, 2017
.دستور الأخلاق في القرآن
محمد عبد الله دراز
...............................
يأتي لقائي بالعظيم (محمد عبد الله دراز) في هذا الكتاب بعد لقاء قوي به في كتاب سابق هو: (النبأ العظيم)، والكتاب السابق قد نبأني كقارئ بأنني أمام كاتب عظم وعالم كبير، لذلك كان لقائي الجديد به في هذا الكتاب.
الكتاب هو رسالة الدكتوراه الخاصة بالكاتب في جامعة السوربون، وقد ألفها بالفرنسسية، وترجمها إلي اللغة العربية العالم الدكتور (عبد الصبور شاهين)، ولهذا فالموضوع ليس من السهل هضمه، وليس من السهل استيعابه كاملا خاصة وانه يؤصل لفكرة فلسفية إسلامية ويقارنها بفلسفات أخري سائدة في الغرب، كما أن الكتاب قد بلغت صفحاته أكثر من (800) صفحة، مما يجعله أكثر صعوبة ويجعل استيعابه أشد عسرا.
تحدث الكتاب عن النظرية الأخلاقية ، وفيه شرح الأفكار الرئيسية التي تقوم عليها النظرية الأخلاقية الإسلامية، فتحدث عن فكرة الإلزام والمسئولية والجزاء والنية والدوافع والجهد.
ثم تحدث عن الأخلاق العملية وفيها تحدث عن انواع مختلفة من الاخلاق هي: الأخلاق الفردية والأخلاق الأسرية والأخلاق الإجتماعية وأخلاق الدولة والأخلاق الدينية.
الكتاب كبير جدا وليس من السهل استيعابه، لذلك اقترح علي من يرغب في قراءته أن يكون لديه نسخة ورقية منه، وأن يقوم بجدولة صفحات الكتاب علي مدي شهر كامل، وليكن شهر رمضان مثلا حتي يمكن فهمه كاملا.
..........................
Profile Image for Sarah. abdalrahman.
32 reviews7 followers
December 22, 2017

كان يعتقد الدكتور محمد عبدالله دراز ان مشكله الغرب هى الجهل بالاسلام
وانه لو استطاع ان يقدم لهم النظريه الاخلاقيه فى القرآن على النحو الذى يجب
والذى يقدمها علم ازهرى متخصص فان العالم سيتحول الى الاسلام

لذا كتب هذا الكتاب فى اللغه الفرنسيه وكلف نفسه تكاليف طباعته
لادراكه افلاس الغرب بسبب الحربين العالمتين
ووصوله الى اقصى درجه من الانطاط فى الاخلاق
بسبب الانفصال بين الدين والعلم والاخلاق

قارن فى الكتاب النظريه الاخلاقيه فى القرآن وعند كانط وفلاسفه الغرب
بين موضع الخلل فيها ومسده فى الاسلام
من خلال شرحه للافكار الاساسيه التى تقوم عليها النظريه الاخلاقيه فى الاسلام
فى (القسم النظرى من الكتاب )
وهى:
_ فكرة الإلزام:الاساس الجوهرى والمحور الذى يدور حلوه النظام الاخلاقى
فكره المسئولية وشروطها
الجزاء الاخلاقى وانواعه
والنية
والدوافع
والجهد وعلاقته بالنظريه الاخلاقيه
ليبن للقارئ كمال هذا القرآن واعجازه فى منهجه
وقدره على حل المشكله الاخلاقيه فى اى مكان على الارض مهما اختلفت ظروف الحياه

ثم فى القسم التانى من الكتاب شرح الاخلاق العمليه وهى :
الأخلاق الفردية،
الأخلاق الأسرية،
الأخلاق الاجتماعية،
أخلاق الدولة،
الأخلاق الدينه


دستور الاخلاق فى القرآن
ادق اسم واسمى تعبير عن محتوى الكتاب
الكتب يضم افكار فلسفيه منطقيه عصيه الفهم لا يمكن ان يدركها صغار المثقفين او المبتدئين

Profile Image for Hanan elyousefi.
32 reviews6 followers
Read
February 25, 2012
كتابٌ مذهل، وأصله أطروحة نال بها المؤلف شهادة الدكتوراه من السوربون، كانت باللغة الفرنسية ثم تُرجمت إلى العربية
Profile Image for Tamer Ahmed.
3 reviews
October 10, 2015
من الصعوبة بمكان الكتابة عن هذا السفر العظيم أو عن حبره الحكيم محمد عبدالله دراز،فالكتاب ملآن بالأفكار العميقة والتفاصيل الدقيقة والنفس مازالت عطشى كلما نهلت منه أصعب الأجزاء وكلها صعب مبحث الإلزام فقد ناقش برجسون وكانت في قوليهما ونقده نقد المتمكن معليا من حجة ومتانة النظرية القرآنية للأخلاق ويوضح بدقة متناهية مكامن الضعف فيمن قال بنظرية الواجب من الفلاسفة الغربيين وهكذا في مبحثي المسئولية والجزاء.فقد استخلص النظرية القرآنية بطريقة استقرائية تحليلية عميقة.ويجب ألا ��نسى دور المعرب المرحوم الدكتور عبدالصبور شاهين وهو من هو أستاذ علم اللغة على التعريب الرصين الفصيح البليغ وكأنه كتب بالعربية ابتداء
Profile Image for Dr Nabeha ♡.
97 reviews212 followers
April 23, 2021
اعتقد أن انهائي له في مثل هذا اليوم هو يوم ميلادي 🍁💚

دستور حياة متكامل ...
كانت صدفة سعيدة وذات معنى 🌜🌜 💚

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم🙏🙏
16 reviews
August 26, 2018
كتاب كما يجب أن يكون
وفعلا اسم على مسمى, فهو دستور حقيقي للأخلاق استنبطه بكل عبقرية من القرآن الكريم.
الكاتب محمد عبدالله دراز فيلسوف القرآن,عقله جميل جداجدا ,ودقيق وصاحب قدرة على التحليل ثم التجميع والتنظيم بطريقة مميزة ويندروجودها في زمن تكثر فيه الكتب والتخبطات الفكرية.
سبحان من ألهمه وأحسن صنعه!
في الأردن موجود في مكتبة النفائس.
Profile Image for Mohammed.
35 reviews6 followers
November 20, 2014
كتاب .. عظيم

لم يتناول الأخلاق بالطريقة السائدة الباردة ، بل بأفكار عميقة ، ومناقشات دقيقة .. هو في فلسفة الأخلاق. مستمر في القراءة ...
Profile Image for Afaf Ammar.
986 reviews577 followers
October 2, 2019
الشرع أشبه بقنطرة بين شاطئين، نحن نقطة بدايته، ونقطة نهايته، أو هو أشبه بسلم درجاته مستقرة على الأرض ولكن يَعِدُ مَن يريدون تسلقه أن يرفعهم إلى السماء.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..حقيقة أنا أقل قدراً من أكتب عن هذه الدراسة الاستثنائية، بالإضافة إلى أن الكلم يعجز عن إيفاء حق هذه الدرة الثمينة بالوصف. والمعاني أضيق من أن تحتوي بين جنباتها جمال وبهاء ما طالعت فيها.
ولكنني سأحاول تلخيص النقاط الأساسية في البحث، رغبة مني في تذكر هذه القراءة الطيبة - لكتاب لم أقابل مثله من قبل، ولا أعتقد أنه سيتكرر- والتي جعلت عقلي ينتفض، وقلبي يفيض بآيات الجمال.
دستور الأخلاق في القرآن هو الرسالة الرئيسية التي تقدم بها العالم الجليل، الدكتور محمد دراز لنيل درجة الدكتوراة من السوربون. أما الرسالة الفرعية لنيل نفس الدرجة فكانت بعنوان القرآن الكريم: عرض تاريخي وتحليل مقارن.
والهدف الأساسي من الدراسة هو استخلاص الشريعة الأخلاقية من القرآن، فقد لاحظ الدكتور دراز الفجوة العميقة في المكتبة الأوروبية التي صمتت مؤلفاتها في علم الأخلاق العام عن علم الأخلاق القرآني،حتى المحاولات التي تمت من أجل استخراج المباديء الأخلاقية من القرآن كانت معيبة. هذا بالإضافة إلى القصور الجلي في المكتبة الإسلامية، التي اكتفت فقط في دراسة هذا الجانب إما بالنصائح العامة التي تقوم أخلاق الشباب، أو بوصف طبيعة النفس وملكاتها، دون أن تكون الأخلاق القرآنية موضوعها الرئيسي.
من الثابت أن كل نظرية أخلاقية ترتكز بشكل رئيسي على خمسة أعمدة هي :الإلزام، والمسئولية، والجزاء، والنية، والجهد. ومن هنا انطلق البحث ليدرس هذه الأجزاء في القرآن الكريم. وينبغي الإشارة إلى أن الدراسة لم تعرض فقط القانون الأخلاقي المستمد من القرآن أو التعاليم النبوية، ولكنها امتدت لتدرس بعض نظريات الإسلاميين، إلى جانب مقارنة النظرية الأخلاقية القرآنية بالنظريات الغربية.
خلصت نتائج الدراسة إلى استخلاص الشريعة الأخلاقية من القرآن، وهي الشريعة الوحيدة التي توصي بالعدل والرحمة معاً، وتتواثق فيها العناصر الفردية، والاجتماعية، والإنسانية، والإلهية على نحو متين، والتي تتخذ من التقوى مركزاً وفضيلة أم تتعانق فيها كل العناصر وتدور في نظام محدد شديد الإحكام والتنظيم لا يخلو من الحرية التي تكفل المرونة دون أدنى تفريط. وتتخذ من الحياء روحها لها. كما قال رسولنا الكريم ﷺ : إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء.
والنتيجة الهامة هي أن الأخلاق القرآنية هي أخلاق متكاملة، لم تعرف الإنسانية أخلاقاً أخرى أكمل منها.
وفي قوله ﷺ :إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ .
خير دليل على أن شريعة الأخلاق القرآنية هي أتم وأكمل شريعة أخلاقية، تصلح للبشرية جمعاء، في كل زمان.
وقد أختتم الدكتور دراز دراسته بهذه الكلمات الجامعة :
لو افترضنا أن الإنسانية سوف تبقى أبداً، وأنها سوف تغير ظروف حياتها إلى مالا نهاية، فإننا نؤمل أن تجد في القرآن أنّى توجهت قاعدة لتنظيم نشاطها أخلاقياً، ووسيلة لدفع جهدها، ورحمة للضعفاء، ومثلاً أعلى الأقوياء. وأدنى ما يمكن أن نقوله في الأخلاق القرآنية :
إنها تكفي نفسها بنفسها على وجه الإطلاق، فهي :أخلاق متكاملة.

لله دَرُّك يا دراز، ما أطيب ما كتبت، وما ذهبت إليه، وتوصلت. لكم بيّنت من حقائق، وأزحت من غمائم، وكشفت وصححت من رؤى، ولكم بيّنت من حقائق تطمأن لها القلوب، فمنها مَن تزيد ثباتاً على الحق، ومنها مَن تتغير إلى الأفضل وتعود إلى فطرتها التي ارتضاها لها خالقها، والتي يجب أن تكون عليها، بفضل الله عليك الذي حباك بعلمٍ في الدين غزير، فإلمامك بالدين مكنك بأن تسوق من الحجج والأدلة ما تؤكد به على صدق ما تذهب إليه وتريد ايصاله بأسلوبك الذي لا يشبهه أي أسلوب في البساطة واليسر، والإقناع. ولعلك ممَن أنعم الله عليهم بالقدرة العظيمة على التوغل في هذا الدين المتين برفق، لتكشف عن أسسه وقواعده الثابته، وأرضه الصلبه التي يرتكز عليها. فتزداد قلوب من ينتمون إليه طمأنينة وثباتاً، وتلين آخرى تنتمي أو لا تنتمي.
لقد سددت وقاربت ووفَّيت فأسأل الله أن يجزيك عن كل أعمالك الطيبة- التي جاهدت فيها حق الجهاد من أجل رفعة شأن هذا الدين - جزاء الإحسان، وأن يبشرك بمقعدك في الجنة بالغداة والعشي. آمين.

05.01.2018
Profile Image for عبد المومن.
114 reviews8 followers
October 21, 2022
اليقينُ ثمرة من ثمرات العلم:
ومِن ثمرات اليقين أنه يتضمن سكون الفهم مع ثبات الحكْم؛ بحيث لا يحصل لصاحبه تردُّدٌ ولا ريبة ولا قلقٌ في داخله؛ وإنما يكون ثابتًا على مبدئه وعلى عقيدته ودينه، فلا يتزحزح، ولا يغيِّر، ولا يبدِّل، ولا يَحيد، ولا يتلوَّن. بل بالعلم يدرك العالِم أنه في معية الله تعالى.

و من الضروري أن أشير بعد هذه المقدمة المقتضبة، أن مؤلف هذا الكتاب يندرج تحت مظلة هذه الفئة من العلماء القلائل الذين وفقهم الله إلى بلوغ درجة عالية من العلم بفضل رجاحة عقولهم و فصاحة لسانهم و حصافة فكرهم و انسجامه مع أقوالهم.

في الحقيقة، سمعت و قرأت عنه الكثير من الآراء و التعليقات المليئة بالإطراء و الثناء إلى درجة انني كِدت أقع في الريبة لكن ما إن تنغمس في نسيج إبداعه حتى تتضح لك الخيوط و تتمثل لك الصورة كاملة شاملة فتستنج إلى أي حد بلغت إسهاماته و نتاجاته الثمينة في العلم الشرعي و الفكر الإسلامي و تطمئن أخيرا أنك أحسنت الاختيار و بلغت المقاصد.

استخلاص شخصي من علمه الغزير و مراجعة لأجمل ما اختلج قلبي أملًا و رجاءًا:
أن الله سبحانه و تعالى بأسمائه الحسنى و صفاته العلى،
منذ أن خلق آدم عليه السلام و نفخ فيه من روحه و علَّمه الأسماء كلها و سخر له الجنة بريحها و نسيمها، نعيمها و خلودها و نهاه عن تلك الشجرة التي تمثل دائرة الحرام الضيقة و برمزيتها الممتدة الى أن يرث الله الارض و من عليها و الإنسان في غفلة و نسيان مستمر، إذ أودع فيه الله تعالى نفسا باعتبارها مستودع لقانون أخلاقي فطري به يهتدي أو به يضل. أكرمه كذلك بالعقل ليميز به الخبيث من الطيب و يكتشف ملكوت السموات والارض و يطور من قدراته و ينفع به نفسه و أمته. علاوة على ذلك، شاءت حكمته العظيمة أن يرسل الرسل و الانبياء مبشرين و منذرين و أيٌدهم بالوحي و جعل لهم شرائع سماوية تدعم و تكن سندا متينا لتلك الفطرة المودعة في النفس البشرية لكي لا تنتكس و تنطمس، و بذلك منع بها النظام الإنساني من التقهقر و الانحطاط.

إن الله تعالى له علمُ كلِّ شيء؛ فلقد وسِع كلَّ شيء علمًا، فهو سبحانه يعلم ما كان، وما هو كائن، وما سيكون، و ما لم يكن لو كان كيف سيكون، و به يعلم { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} سورة الملك الآية 14 أن النفس الإنسانية سوف تحتكم الى غرائزها و شهواتها، تنسى بعد أن ذُكِّرت و تصُّد بعد أن أقبَلت و تُكذّب بعد أن تَيقَّنَت و ترتَّد بعد أذعَنت و تكفر بعد آمنت.

فالكتاب الذي بين أيدينا - تجربة نفسية و عقلية ثرية - كان له الفضل الكثير بعد توفيق الله سبحانه و تعالى في توضيح المعاني بدون ابتذال و تبسيط المركب من دون إسفاف.
و لا ريب أن أهمية الكتاب تستمد جذورها العميقة من القرآن الكريم و تنمي قوتها المتينة من خطابه اللين و منهجه القويم الذي يتوجه مباشرة إلى النفس بأكملها، فهو يقدم إليها غذاءاً كاملا، يستمد منه العقل و القلب، كلاهما، نصيباً متساوياً.

رحلة نفسية و روحية فكرية انتقلت بي بين فصول السنة و فصول الكتاب التي أتقن المؤلف ترتبيها وفق المعيارية الأخلاقية المستمدة من الوحي، الإلزام و الواجب و المسؤولية و التكليف و الجزاء و النية و الدافع و الجهد كلها عناصر متكاملة و مندرجة داخل القانون الأخلاقي الذي يراعي الدافعية و الغائية وراء كل عمل أو قول. و على إثر ذلك يتم تحقيق القيمة الأخلاقية العليا.

[ لا يؤلف أحد كتاباً إلا في أحد الأقسام السبعة، و لا يمكن التأليف في غيرها، و هي : إما أن يؤلف من شيء لم يسبق إليه يخترعه، أو شيء ناقص يتممه، أو شيء مستغرق يشرحه، أو طويل يختصره، دون أن يخل بشيء في معانيه، أو مختلط يرتبه، أو شيء أخطأ فيه مصنفه يبينه، أو شيء مفرق يجمعهم ]
هذه القاعدة الرشيدة التي أحسن صياغتها العالم المسلم الأزهري شمس الدين البابلي، تسير في إتساق و انسجام مع عملية بناء منظم و مترابط تركيبيا و دلاليا بمضمون الكتاب.

في الختام، و ممّا لا حاجة لذكره نظرًا لوضوحه التّام أن في الن��س رغبة جامحة في إعادة قراءة الكتاب مراتٍ متتالية و بين فترات زمنية متباعدة من أجل استخلاص المعاني المفقودة أو المنسية و المطمورة داخل المصطلحات و المفاهيم، زد على ذلك عدم اكتمال النضج الفكري الذي يكون فيه العقل قادرا على فهم و تحليل و استيعاب أمور الحياة و قضاياها المركبة و المتعددة الأبعاد بشكل واعٍ.

#مراجعة_كتاب
Profile Image for Mohannad Hassan.
193 reviews63 followers
February 21, 2020

كتاب عظيم موسوعي، سهل العبارة في معظمه، واسع النطاق في مسائله … رغم طابعه التنظيري الفلسفي، إلا أن له أثرًا رقائقيًا لطيفًا وواضحًا، أثّر فيّ أثرًا طيبًا، أرجو من الله أن يدوم.


يحاول الدكتور رحمه الله أن يستنبط النظرية الأخلاقية في القرآن، ومعنى النظرية هنا هو النظرية في وجهة نظر الفلسفات الأخلاقية الحديثة، ولذا كان ما سبّب هذا الدافع هو رؤيته أن السلف اهتموا بالجانب العملي أكثر، بينما فاتت الصورة الكاملة عمل المستشرقين، وتعريف الأخلاق ها هنا ليس مقصورًا على الأخلاق في التعامل مع الناس أو الأخلاق الذاتية، بل هو مجموع الأفعال والأقوال والأفكار التي تعتبر حسنة أو سيئة، ويرتبط بهذا تعريف مجال فاعلية الأخلاق من دونه.

عَمَلُ الدكتور رحمه الله هنا كان قائمًا على تقديم منظور جديد لأساسيات الفقه الإسلامي، وأصل العبودية في الإسلام، فقام بطرح منظورين فصّل الأول في ثلاثة فصول، وفصّل الثاني في فصلين بعده، وفي خلال الفصول كلها يمكنك أن ترى أنه يعود للتذكير بذات المبادئ –مستقاة من أصول الفقه أو أصل العقيدة– يعاد التذكير بها وإعادة العمل بها؛ أما المنظور الأول فهي وجهة نظر قانونية للأخلاق بدأها بالإلزام، وهو تأكيد مصدر الأخلاق، وتبيان الموقف الذي ينبغي على الإنسان أن يتخذه تجاهها، ثم انتقل للمسؤولية، وهي تفصيل في مسألة إلزام الإنسان بما أُلزِم به من واجبات، وتفصيل للجهات المتعددة التي يتم محاسبة الإنسان ومراجعته على الفعل، وأنواع للمسؤوليات التي تتحقق على الإنسان إزاء أفعاله، أما الفصل الثالث في هذا المنظور هو الجزاء، أي ما يترتب على الفعل خيره وشره، عاجله وآجله.

المنظور الثاني هو منظور لمركبات الأخلاق ذاتها، فهو فصلان؛ النية والجهد، باب النية يناقش فيه تأثير نية الإنسان على العمل، وفي الجهد ناقش العمل الفاعل الإيجابي الذي عده السلاح الوحيد في يد الأخلاق، وتفاوت مقادير الجهد الذي يمكن بذله، وكيف ينبغي أن يوجّه.


ويمكن ملاحظة عدة مبادئ كانت فاعلة في أكثر من فصل، فأولها مثلًا: مسألة التدرج في الأعمال، فليس كل الحسن أخلاقيًا على ذات الدرجة، وليس كل السيء على ذات الدرجة، جاء هذا المبدأ صريحًا في فصل الإلزام، حيث عده الكاتب شرطًا لحدوثه، حيث كان هذا التدرج هو العامل الذي سمح للأخلاق أن تشمل جوانب الحياة العديدة، وكان هذا بأن حددت حدًا أدنى لكل عمل واجبًا، وحدًا أقصى متاحًا لكل إنسان أن يسمو بعمله إليه، وكذا في المحرمات، وكانت الأعمال المباحة الوسط الذي يسمح للإنسان أن يمارس حياته دون أن يخالف الأخلاق. وذكره أيضًا في فصل النية، حيث كان يفصّل في أثر النية على العمل، وفضل نية على أخرى، وهذا باب مهم في الفقه الإسلامي. مبدأ التدرج كان مثالًا على المبادئ الفقهية المذكورة بكثرة في هذا الكتاب، وذكر من أخواتها إمكانية التصرف والتكليف على قدر الاستطاعة، وشرط صحة العمل وموافقة السنة، ناهيك عن اشتراط الإخلاص في النية، فقد أفرد لها فصلًا.

المبدأ الأساس في هذا الكتاب هو مبدأ العبودية، فهو مصدر الإلزام، وهو مسوّغه، كان مذكورًا بكثرة في كل فصول الكتاب، وكان من أوضح ذكره في باب الجزاء حيث تعرض الكاتب لحديث «لن يُدخل أحدًا عملُه الجنة» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «لا، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة»، وذكر أن مدار عمل الإنسان قائم على العبودية، والجزاء –دنيويًا كان أو أخرويًا– إنما هو فضل ورحمة من الله عز وجل، لا مكافأة لفعل الإنسان، وجاء ذكره في باب النية، حيث أن شرط صحة العمل هو إخلاص العمل لله من حيث أنه أمره وأن الإنسان يمتثل ويتعبّد لله به، وأنّ تمام النية في ألا يطلب سوى وجه الله تعالى من العمل، ولا يخالط القلب غاية سوى الله عز وتعالى.

وهناك سؤال كان له أثر في أكثر من فصل، وهو رد على اتهام يوجّه عادة للأخلاق الدينية أنها تقلل من شأن الضمير الفردي والجماعي في مقابل سلطة إلهية صارمة غريبة عنه، فأوضح اتفاق جميع المذاهب الإسلامية أن الإنسان قد أودِع فِطرة تسمح له بالحكم على الخير والشر من الأعمال، وكان الخلاف فحسب في مقدرة هذه الفطرة على أن تأتي بالحكم السليم في كل ما يعرض لها، وكان رأي أهل السنة أن الفطرة تحتاج للوحي لتستنير به، وتزيل عن نفسها ما قد يعلق بها من مفسدات الفطرة، وحيث أن مصدر هذه القدرة الفطرية هو الله عز وجل، فإنه لا يُتصوَّر أن يتصادم الوحي مع الفطرة، وكان من أهم شروط إلزام الإنسان بالأخلاق هو تمتعه بحرية اختياره الأخلاقي، ولذا كان القرآن يوضح اتساق أوامره الشرعية مع العقل والحكمة والفطرة والعدل والاستقامة. أما الضمير الاجتماعي، فبعد أن ربط الإسلام أصل الأخلاق بحرية الاختيار، اعترف بدور للمجتمع والدليل على هذا هو تشريع الحدود والتعزيرات، وتشريع حق التعويض، فيلزم على كل من تسبب في ضرر لغيره أن يصلحه، حتى وإن كان عن غير قصد، وشرع مبادئ عامة تلزم الإنسان بقرارات السلطة التي تعنى بالصالح العام، بشرط ألّا تخالف باقي أوامر الإسلام، والقرآن وإن ذكر كل هذا، لا ينفك يذكر بالمصدر الأساس والذي تستمد منه الأخلاق شرعيتها وإلزامها للناس.


وأذكر بعض الفوائد العديدة التي خرجت بها من هذا الكتاب، فمنها ما جاء في باب الجزاء في تعريف الجزاء الخلقي وإيضاح تداخله مع الجزاء الحسي، وهذا على مرحلتي الجزاء، أي الجزاء الدنيوي العاجل، والجزاء الأخروي، فتأمل قوله عز وجل "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ"، فأحد النتائج العاجلة للأعمال هو التأثير على حالة القلب بخير أو بشر، وهكذا الأمر في الآخرة أيضًا، فرغم كثرة مظاهر الجزاء الحسي في الآخرة عن الدنيا، إلا أن الجانب الخلقي ما زال له الحظ الوافر، خاصة أن نوعي الجزاء متداخلان أكثر في الآخرة، فكان أكثر ما وُعِد أو هُدِّد به جزاء معنوي، فيقول الله عز وجل: "وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ"، والجزاء الحسي في الآخرة هو من باب آخر ليس من باب نعيم الدنيا، فهي لا تنغض من الصفاء الروحي للإنسان، فيقول الله عز وجل عن خمر الآخرة: "لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ"، يقول الطبري: لا في هذه الخمر غول، وهو أن تغتال عقولهم: يقول: "لا تذهب هذه الخمر بعقول شاربيها كما تذهب بها خمور أهل الدنيا إذا شربوها فأكثروا منها." عقب الدكتور على هذا كله بأن ناقش إن كان يصح أن توصف أخلاق الإسلام بأنها أخلاق نفعية إذ أنها تحث الناس على طلب جزاء الجنة والخوف من عذاب جهنم، وأجاب أن القرآن كان يذكر الناس دومًا بالعبودية الحقة لله عز وجل وأنها الأساس في استحقاق الأخلاق، وهذا الجزاء إنما هو تمام عدل الله وحكمته، وتذكير الناس هو دافع مهم – وإن كان ثانويًا لأصل العبودية – لأن همّة الإنسان تحتاج دومًا لهذا النوع من التذكرة أن الأخلاق تأتي بصلاح الدنيا والآخرة له.

أحد مميزات الأخلاق الإسلامية هي الشمولية، فكل إنسان وكل حالاته داخلة تحت نطاقها، ولا يعني هذا أن كل القواعد سارية على كل الناس باختلاف حالاتهم، بل أن كل عمل لا بد له من أصل في الأخلاق كي يصير مقبولًا، فإما تستحسنه صراحة، وإما تسكت عنه وتقبله، كما أن تغيير النية في الأعمال المسكوت عنها، يمكنها أن تغيرها إلى أعمال حسنة.

النية التي تحكم العمل الذي أقوم به وغايته نتيجة لمجموعة مؤثرات كثيرة فاعلة، وتغييرها ليس عملًا يسيرًا، وإنما يتطلب قدرًا من الفكر والعمل على مدة كي تتغير، ولذا لم يكن مجرّد حدوث علم بمسألة ما كافيًا لكي يتغير الواقع الإيماني، وإنما هناك جهد أكبر مطلوب من كثرة التفكر ودوام العمل كي يتغير الواقع الإيماني، والذي بدوره يؤثر على النية.


الكتاب عسير على التلخيص، فهو كتاب موسوعي عديد المسائل كما بدأت الكلام، ولا بد له من جلسة قراءة جديدة … رحم الله الدكتور محمد دراز وجزاه خير الجزاء عن عمله العظيم.

Profile Image for هناء البديوي.
85 reviews10 followers
January 11, 2019
كتاب رائع يحتاج لتركيز انما لو اعطيته وقتك ستجد فيه الكثير من المفاهيم العميقه والمبهره في تفاصيل الأخلاق وكيف كانت دقيقه بنتائجها في نصوص القرآن وحتماً سترى من خلال تجربتك الحياتيه شيئاً يذكرك بتلك التفاصيل ، الكتاب كان عباره عن رسالة الدكتوراه والتي تخرج فيها بمرتبة الشرف في فرنسا ، جهد جبار ورائع !
Profile Image for Arak.
706 reviews90 followers
Read
March 4, 2024
كتاب ذا طابع فلسفي يتحدث عن منظومة الأخلاق في القرآن الكريم.
رحم الله محمد دراز وجعل قبره روضة من رياض الجنة.
Profile Image for نور.
20 reviews1 follower
April 29, 2025
يطرح الكاتب تفصيلا لكل جزء من أجزاء تكوين النظرية الأخلاقية، كما سماها، فأسهب في كل جزئية متناولا فكرة وفلسفة وضعية لأرباب الحكمة بالإضافة لما يقابلها في كتابنا العزيز الذي يستشهد بنصوصه مبينا شمولها، فيفصّل بعد ذلك مقارنا ومستدلا ومناظرا في كل باب بوّبه حتى يخلص إلى تبسيط الأفكار وبيان سلاسة ودقة وإيجاز وسمو ما جاء في النص القرآني، أي دستور الأخلاق القرآنية، مستفيضا في تفكيك كل فكرة ومبينا قصور الوضعيات الأخلاقية التي لخصتها التجارب البشرية.

-هذه مراجعة سريعة ؛لأن الكتاب يحتاج مني قراءة أخرى متمعنة لمآخذي الشخصية على بعض مما جاء فيه.
Profile Image for Jihadsan.
50 reviews5 followers
May 27, 2020
كتاب عميق لقضية رئيسية لم تبحث كثيراً بمثل هذا التفصيل والدراسة الأكاديمية. الكتاب هو رسالة دكتوراة من أحد أعرق الجامعات العالمية وهي السوربون. الكتاب مكتوب بلغة راقية ويحتوي على معلومات غنية ومقارنات قيمة في ما يتعلق بمنظومة الأخلاق الإنسانية كما بينها القرآن بالمقارنة مع نظرة الفلاسفة من القديم والحديث.
Profile Image for تُقى .
79 reviews19 followers
August 1, 2025
اشتريته منذ سنوات ظناً مني أنه ككتاب النبأ العظيم ولكن اكتشفت أنه مغاير تماماً عما ظننته الكتاب مفيد وغني بالمعلومات جداً
ولكنه يغطي جانب فلسفي كبير ليس عندي اطلاع واسع فيه مما جعل الكتاب بعيد عن دائرة اهتمامي
فالمشكلة بي لا به
Profile Image for Ariaf.
125 reviews5 followers
July 20, 2018
كتاب من نوع آخر
Profile Image for asmak.
1 review1 follower
October 15, 2018
حُقّ فيه قول البوصيري:
لا تذكرُ الكتب السوالف عنده ..
طلـعَ الصـباحُ فاطفأ القنـديلا !
18 reviews2 followers
March 27, 2019
قُرأ الفصل الأول منه فقط
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for Sayed  Yasser.
9 reviews
May 1, 2019
هذا الكتاب هو رائد علم الأخلاق الإسلامي وهو في الأصل رساله دكتوراه مكتوبة بالفرنسية ثم ترجمت للعربية
وإن هذا الكتاب ذهب مذهب فريد من نوعه فلقد استخلص من القرآن الكريم هيكلا أخلاقيا واضحا .
Displaying 1 - 30 of 33 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.